27 - 10 - 2023, 12:42 PM | رقم المشاركة : ( 140421 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"بمجدٍ وهوانٍ، بصيتٍ رديءٍ وصيتٍ حسن، كمضلّين ونحن صادقون" ]8[. "كمضلين ونحن صادقون": لم يضطرب الرسول حين أُتهم بأنه يقدم تعاليم باطلة مضللة، إذ هو واثق من الحق الذي قبله من الرب. v لا تمل نحو المديح، لئلا وأنت تربح المديح تُهين اللََّه. يقول الرسول: "إن كنت أُرضي الناس فلست عبدًا للمسيح" (غلا 10:1). لقد كفَّ عن إرضاء الناس عندما صار عبدًا للمسيح. يسير جندي المسيح بصيت حسن أو صيت رديء، الواحد عن يمينه والآخر عن يساره. ليس من مديحٍ يجعله في تيه وبهجة، وليس من توبيخ يحطمه. إنه لا ينتفخ بالغنى ولا يتحطم بالفقر. الفرح والحزن (الزمنيين) يمقتهما على قدم المساواة. الشمس لا تحرقه بالنهار ولا القمر بالليل (مز 6:121) . القديس جيروم v إن كنا نعيش حياة تستحق "الصيت الحسن" وقيل عنّا حسنًا، فدعنا الآن نحتمل "الصيت الرديء" من الأشرار. أضف إلى هذا إن كان الذين يحبّون الحق يعجبون بنا حقًا، فلنضحك إذًا عندما نُدعى دجّالين. عندما خلصنا من مخاطر كثيرة قال كثيرون عنّا إننا معروفون لدى اللََّه. الآن دع الذين يريدون أن يدعوننا أننا مجهولون بينما نحن معروفون أكثر. هكذا إذ نحتمل ما يحدث لنا نُعاقب لكننا "لا نٌقتل"، وإذ نحن فرحون فإننا نشبه الحزانى. العلامة أوريجينوس v يوجد كثيرون يمدحون حياة الصالحين أكثر مما ينبغي. فلئلا يتسلل أي تيه لدى الصالحين بسبب هذا المديح يسمح اللَّه القدير للأشرار أن يقذفوا بسمعتهم ويوبخوهم بعنف، حتى إذا ما نبعت خطية ما في القلب بسبب كلام المديح تُصد بواسطة من يسبهم. لهذا يشهد معلم الأمم بأنه يستمر في الكرازة "بصيت ردئ وصيت حسن" قائلا أيضًا: "كمضلين ونحن صادقون". إن كان قد وُضع تقرير ردىء عن بولس ودُعي مضلاً، فكيف يحسب المسيحي أن أمر صعب إن سمع كلمات جارحة من أجل المسيح؟ ولماذا ننطق بهذه الكلمات ضد قديسين؟ لنتحدث عن قدوس القديسين نفسه، فإن كان اللَّه الذي صار إنسانًا من أجلنا سمع اتهامًا جارحًا بأنه شيطان وذلك قبل موته، ودُعي مضللا بعد موته بواسطة مضطهديه (مت ظ¦ظ£:ظ¢ظ§). البابا غريغوريوس (الكبير) v "ليضحك من يضحك! وليتهكم من يتهكم! هذا لن يشغل ذهني فإني لم أشغل هذا الموضع إلا لأكون مرفوضًا وأضحوكة! إني مستعد أن أحتمل كل شيء. من يصر على تصرفاته ولم يسمع لتحذيري أمنعه من الدخول في الكنيسة كما بصوت بوقٍ، حتى إن كان أميرًا أو إمبراطورًا. أعفوني من عملي وإلا فلا تلزموني أن أكون تحت اللعنة. كيف أجلس على هذا الكرسي إن لن أفعل ما يليق به؟ خير لي أن أنزل عنه، لأنه ليس أمَّرْ من وجود أسقف لا يفيد شعبه. القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||
27 - 10 - 2023, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 140422 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين وها نحن نحيا، كمؤدَّبين ونحن غير مقتولين" ]9[. كان الذين يَبغضون الرسول بولس ومن معه يحسبون أن ما يحل بهم من ضيقات يومية هو ثمرة شرورهم، لكن هؤلاء الخدام إذ يكرزون بالكلمة يختبرون كل يوم قوة قيامة المسيح المبهجة في الضيقات. "كمجهولين ونحن معروفون": قد يستخف الناس بالكارز ويحسبونه مجهولاً لا كيان له. بلا مركز مرموق في المجتمع، بينما السماء عينها تمجده. كان الرسول بولس ورفقاؤه غير معروفين للأشرار بينما كانوا معروفين تمامًا للمؤمنين المقدسين في الرب. |
||||
27 - 10 - 2023, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 140423 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين وها نحن نحيا، كمؤدَّبين ونحن غير مقتولين" ]9[. كأننا نكرز خفية في خوف وخجل بينما نحن نشهد لخلاصنا علانية أينما وُجدنا، لا نفعل شيئًا في الخفاء. "كمائتين وها نحن نحيا" وذلك خلال المخاطر المستمرة والاضطهادات والأتعاب حيث نعاني من ميتات كثيرة، لكننا في هذا كله نختبر الحياة الجديدة المقامة كعطية توهب لنا خلال الشركة مع المسيح غالب الموت. |
||||
27 - 10 - 2023, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 140424 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كمجهولين ونحن معروفون، كمائتين وها نحن نحيا، كمؤدَّبين ونحن غير مقتولين" ]9[. "كمؤدبين ونحن غير مقتولين" كأننا أبناء متمردون وعصاة نستحق التأديب حتى الموت، لكننا نحيا غير مقتولين وذلك حسب مسرة أبينا السماوي. |
||||
27 - 10 - 2023, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 140425 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كحزانى، ونحن دائمًا فرحون، كفقراء، ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء" ]10[. "كحزانى ونحن دائما فرحون": في كل الظروف وبالرغم من كل الاضطهادات والشدائد نبدو كحزانى لكن الفرح لا يفارقنا، لأننا نتمتع بتهليل الغلبة والنصرة: فقد غلبنا ونغلب ونبقى بالنعمة الإلهية غالبون. تعزيات الروح القدس وسط الضيق لا تفارقنا. v ما دام "في هذه الخيمة" المعلنة للموت ويتثقل بهذا الوجود فإنه يحزن طوال رحلته كما يقول المرتل في أغنيته السماوية. بالحق إنهم كانوا يعيشون في الظلمة هؤلاء الذين يرحلون في هذه الخيام الحية، بينما كان المبشر يئن باستمرار خلال هذه الرحلة. القديس غريغوريوس أسقف نيصص "كفقراء ونحن نغني كثيرين": يُحتقر الكارز كفقيرٍ لا يقتني شيئًا من هذا العالم بينما يقدم للقلوب الفارغة من فيض غنى مخازن المسيح. ليس له فضة ولا ذهب، ولا بيوت وأراضٍ لكنه يقدم ملك السماء والأرض الذي في أعماقه ليتمتع الكثيرون به ويشبعون. "كأن لا شئ لنا، ونحن نملك كل شئ": في المظهر لا نملك شيئًا، في الأعماق نتمتع بكنوز النعمة الفائقة، وشركة المجد الداخلي، وعربون ميراث الملكوت الأبدي! v قد يحدث أن قائدًا أو صاحب مركز شعبي يقول للمسيحي: "إما أن تكف عن أن تكون مسيحيًا أو إذا ما قاومت فلن يكون لك بيت أو أية ممتلكات". إنه في وقت ما كان الأغنياء الذين يقررون أن يحفظوا غناهم ليتأهلوا بواسطة اللََّه أن يستخدموا هذا الغنى لأعمال صالحة، هؤلاء يختاروا أن يسلموا هذه الممتلكات من أجل المسيح عن أن ينكروا المسيح من أجل الممتلكات. هكذا صاروا كأناسٍ "ليس لهم شيء وهم يملكون كل شيء"، يملكون الحياة الأبدية في الدهر الآتي، لئلا بتسليم المسيح من أجل الغنى يسقطون في الموت الأبدي. v كان الرسول غنيًا في العالم الآخر هذا الذي قال: "كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء". القديس أغسطينوس |
||||
27 - 10 - 2023, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 140426 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كحزانى، ونحن دائمًا فرحون، كفقراء، ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء" ]10[. "كحزانى ونحن دائما فرحون": في كل الظروف وبالرغم من كل الاضطهادات والشدائد نبدو كحزانى لكن الفرح لا يفارقنا، لأننا نتمتع بتهليل الغلبة والنصرة: فقد غلبنا ونغلب ونبقى بالنعمة الإلهية غالبون. تعزيات الروح القدس وسط الضيق لا تفارقنا. v ما دام "في هذه الخيمة" المعلنة للموت ويتثقل بهذا الوجود فإنه يحزن طوال رحلته كما يقول المرتل في أغنيته السماوية. بالحق إنهم كانوا يعيشون في الظلمة هؤلاء الذين يرحلون في هذه الخيام الحية، بينما كان المبشر يئن باستمرار خلال هذه الرحلة. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
||||
27 - 10 - 2023, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 140427 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كحزانى، ونحن دائمًا فرحون، كفقراء، ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء" ]10[. "كفقراء ونحن نغني كثيرين": يُحتقر الكارز كفقيرٍ لا يقتني شيئًا من هذا العالم بينما يقدم للقلوب الفارغة من فيض غنى مخازن المسيح. ليس له فضة ولا ذهب، ولا بيوت وأراضٍ لكنه يقدم ملك السماء والأرض الذي في أعماقه ليتمتع الكثيرون به ويشبعون. |
||||
27 - 10 - 2023, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 140428 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كحزانى، ونحن دائمًا فرحون، كفقراء، ونحن نُغني كثيرين، كأن لا شيء لنا، ونحن نملك كل شيء" ]10[. "كأن لا شئ لنا، ونحن نملك كل شئ": في المظهر لا نملك شيئًا، في الأعماق نتمتع بكنوز النعمة الفائقة، وشركة المجد الداخلي، وعربون ميراث الملكوت الأبدي! v قد يحدث أن قائدًا أو صاحب مركز شعبي يقول للمسيحي: "إما أن تكف عن أن تكون مسيحيًا أو إذا ما قاومت فلن يكون لك بيت أو أية ممتلكات". إنه في وقت ما كان الأغنياء الذين يقررون أن يحفظوا غناهم ليتأهلوا بواسطة اللََّه أن يستخدموا هذا الغنى لأعمال صالحة، هؤلاء يختاروا أن يسلموا هذه الممتلكات من أجل المسيح عن أن ينكروا المسيح من أجل الممتلكات. هكذا صاروا كأناسٍ "ليس لهم شيء وهم يملكون كل شيء"، يملكون الحياة الأبدية في الدهر الآتي، لئلا بتسليم المسيح من أجل الغنى يسقطون في الموت الأبدي. v كان الرسول غنيًا في العالم الآخر هذا الذي قال: "كأن لا شيء لنا ونحن نملك كل شيء". القديس أغسطينوس |
||||
27 - 10 - 2023, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 140429 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متسع القلب "فمُنا مفتوح إليكم أيها الكورنثيون، قلبنا متسع" ]11[. يقدم الرسول نفسه لأهل كورنثوس كأبٍ مهتم بأبنائه، مظهرًا لهم مشاعره الملتهبة نحوهم. إنه يحمل قلبًا متسعًا يمكن لكل أهل كورنثوس أن يجدوا لهم فيه مواضع. بهذا القلب المتسع المفتوح أمامهم يتحدث معهم في صراحة كاملة مع حنو وترفق. كأنه يقول لهم: "حديثي معكم ليس نابعًا عن رغبة في التعليم، إنما عن فيض حب نابع من قلبٍ متسعٍ منشغلٍ بكل واحدٍ منكم، يمكن أن يحفظكم في دفء الحب". v هذا الدفء من عادته أن يهب اتساعًا، والاتساع هو عمل الحب. فإن الدفء فضيلة وغيرة... ليس شيء أكثر اتساعًا من قلب بولس الذي أحب كل المؤمنين بكل نقاوةٍ ليحتمل كل شيءٍ من أجل تحقيق حنوه. يقول: "فمنا مفتوح، قلبنا متسع". إننا نحملكم جميعًا في داخله، ليس هذا فقط، وإنما كما بموضع متسع للغاية. v لم يقل "انتم لا تحبوننا"، وإنما "ليس بذات المقدار" حتى لا يجرحهم بعمق... إنه يحمل في رسائله شهادة أنه يُحِب ويُحَب، ولكن ليس بالتساوي... أنتم تستقبلون شخصًا، أما أنا فأستقبل المدينة بأكملها بشعبها الضخم. v كان لأيوب الباب المفتوح أمام الزائرين الذين استضافهم في بيته، أما بولس فكان له القلب المفتوح ليسع العالم كله، اتسم كرم ضيافته بالمسكونية. هذا دفعه للقول: "لستم متضايقين فينا بل متضايقين في أحشائكم" (2 كو12:6). v بسبب هذا أنا أحتضنكم في قلبي علي الدوام. ولهذا السبب أيضًا لا أعود أشعر بأتعاب التعليم، بل يصير الحمل سهلاً مادام المستمعون ينتفعون! بحق أن هذه المكافأة لكافية لتجديد قوتي، تهبني أجنحة وترفعني، تحثنى بالأكثر أن أحتمل الأتعاب القاسية لأجلكم!" القديس يوحنا الذهبي الفم v بالرغم من عظمة اللَّه هذه فإنكِ تستطيعين أيتها النفس أن تقبليه، وهو يسكن فيكِ ويقودك بالتمام. القديس غريغوريوس أسقف نيصص |
||||
27 - 10 - 2023, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 140430 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لستم متضيقين فينا، بل متضيقين في أحشائكم" ]12[ إن كنتم تظنون أنكم لا تجدون طريقًا متسعًا بالحب تسيرون فيه، فذلك ليس لضيقٍ في قلوبنا ولا لنقص في محبتنا، إنما هو انعكاس لضيق قلوبكم علينا، فتنعتوننا بما هو لكم. إنكم لا تفتحون قلوبكم لنا كم نفتح قلوبنا لكم. v يرتبط القوي بالضعيف فيسنده، ولا يسمح بهلاكه. مرة أخرى إن ارتبط بشخص متكاسل يقيمه ويدفعه للعمل. قيل: "أخ يعينه أخ هو مدينة قوية". هذه لا يفوقها بعد المسافة ولا السماء ولا الأرض ولا الموت، ولا أي أمر آخر، إنما هي أقوى وأكثر فاعلية من كل الأشياء. هذه وإن صدرت عن نفسٍ واحدةٍ، قادرة أن تحتضن كثيرين دفعة واحدة. اسمع ما يقوله بولس: "لستم متضايقين فينا بل متضايقين في أحشائكم. كونوا أنتم أيضًا متسعين". القديس يوحنا الذهبي الفم |
||||