25 - 10 - 2023, 05:01 PM | رقم المشاركة : ( 140281 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ لاَ يَطْلُبُ السَّلاَمَ لِهذَا الشَّعْبِ بَلِ الشَّرَّ». [1-4]. اثنان من المذكورين في [1] سبق أن أرسلهما الملك صدقيا إلى إرميا: زار يوخل بن شلميا إرميا خلال الانسحاب المؤقت للكلدانيين (إر 37: 3)، وفشحور بن ملكيا عندما بدأ نبوخذنصر حصاره لأورشليم عام 588 ق.م. (إر 21: 1). جاء التقرير هنا مطابقًا تمامًا لما ورد في (إر 21: 9) الذي قدمه في بدء الحصار قبل القبض عليه، مؤكدًا موت الذين يقيمون في المدينة بالسيف والجوع والوبأ. وقد تكررت هذه الضربات الثلاث معًا في سفر إرميا (إر 24: 12؛ 21: 7، 9؛ 24: 10؛ 27: 8، 13؛ 29: 17-18؛ 32: 24؛ 34: 17؛ 38: 2؛ 42: 17، 22؛ 44: 13). يقصد بقوله: "يخرج إلى الكلدانيين" تسليم نفسه لهم. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:03 PM | رقم المشاركة : ( 140282 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأَنَّ هذَا الرَّجُلَ لاَ يَطْلُبُ السَّلاَمَ لِهذَا الشَّعْبِ بَلِ الشَّرَّ». [1-4]. صدر الحكم من الرؤساء على إرميا بالقتل [4] كخائنٍ للوطن، ولم يدركوا أن إرميا يحمل حبًّا حقيقيًا للشعب، ينبع عن أحشائه الملتهبة. وأن ما نطق به هو حكم صدر عليهم بسبب عصيانهم المستمر. فالأمر ليس في يديه بل في أيدي الملك والرؤساء والكهنة والشعب إن قدموا توبة تتغير كل الأحكام! ما أسهل أن يلقي الرؤساء اللوم على إرميا، حاسبين أن بقتله تُحل المشاكل ويعود للبلد سلامه وأمانه! |
||||
25 - 10 - 2023, 05:04 PM | رقم المشاركة : ( 140283 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجُبِّ مَاءٌ بَلْ وَحْلٌ، فَغَاصَ إِرْمِيَا فِي الْوَحْلِ." [5-6]. ربما لم يصرح الملك بقتله ظنًا منه أنه طالما كان النبي على قيد الحياة فإن الله يمكن أن يرجئ عقاب يهوذا المتنبأ عنه في (إر 37: 15)، أو يريد الملك قتله لكن ليس بيديه، إنما بأيدي الرؤساء، وهذا من شيمة الإنسان الضعيف الذي يشتهي الشيء، لكنه يدفع الآخرين إلى تنفيذه، لكي يبرر نفسه فيما بعد! كان لمعظم البيوت في أورشليم آبار خاصة (2 مل 18: 31، أم 5: 15) لتخزين المياه المتجمعة من الأمطار أو من الينابيع، وكانت في العادة على شكل كمثري ذات فتحة صغيرة من أعلى حتى يمكن تغطيتها عند الضرورة لمنع الحوادث أو تلوث الماء. وبحلول عام 1200 ق.م. كانت الآبار تقوى بالأسمنت، مثل خزان قمران. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:05 PM | رقم المشاركة : ( 140284 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجُبِّ مَاءٌ بَلْ وَحْلٌ، فَغَاصَ إِرْمِيَا فِي الْوَحْلِ." [5-6]. اهتز صدقيا الملك أمام كلمات إرميا، الذي ربما كان يشعر بمخافة أمامه، إذ كان يخشاه. لكنه إذ كان ضعيف الشخصية سلمه إلى أيدي رجاله الأشرار قائلًا لهم: "ها هو بيدكم، لأن الملك لا يقدر عليكم في شيء" [5]. كان للرؤساء سلطة الحكم عليه ولكن حكم الإعدام لا بُد من موافقة الملك عليه. وقد أبدي هذا بوادر الضعف والاستسلام فلم يرتدعوا، إلاَّ أنه لم يسمح لهم بقتله رأسًا، لذلك ألقوه في الجب ليموت هناك جوعًا. كلمات الملك نفسها [5] تكشف عن شخصيته الضعيفة أو عن مركزه الضعيف، فكانت السلطة الحقيقية في يد الرؤساء الذين كانوا يحركون الملك كدمية في أيديهم، لأن نبوخذنصر أقامه ملكًا بعد سبي يهوياكين، وربما كان غير مقبولٍ من أحدٍ في الأمة كملك حقيقي، بل ينتظر الكل عودة الملك المسبي يهوياكين. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:06 PM | رقم المشاركة : ( 140285 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَلَمْ يَكُنْ فِي الْجُبِّ مَاءٌ بَلْ وَحْلٌ، فَغَاصَ إِرْمِيَا فِي الْوَحْلِ." [5-6]. لقد صدر الحكم بإلقائه في جب به وحل ليموت هناك. وقد فضَّل إرميا أن يموت في وحْل الجُب ولا تُدفن كلمة الله في وحل العصيان أو المجاملة على حساب الحق. كان يمكنه أن يهرب من هذا الوحْل إن تراجع عن نبواته وتخلّي عن كلمة الله ورسالته... لكنه رفض! ألقوه ليموت جوعًا دون سفك دمه، ولم يدركوا أنهم يقتلون أنفسهم إذ حرموا أنفسهم من خبز الملائكة، كلمة الله. قَبِلَ أن يموت جسديًا بجوع من خبز العالم ولا يموت جوعًا من خبز الملائكة! * تُرك إرميا وحده يسبح الله؛ ألقوه في جب مملوء وحلًا، أما نفس هذا الرجل فكانت أثمن من كل الشعب. أتريد أن تعرف ماذا يمكن لإنسان واحدٍ أن يفعل؟ كان يشوع بن نون وحده، بينما كان العالم كله مسكونًا. هناك كانت توجد جماهير بلا عدد أما هو فكان وحده بمفرده وأمر الشمس والقمر فتوقفا. أعطى إنسان أمرًا فاهتمت السماء! انصتت السماء إليه لأنه كان ينصت للرب... ماذا يقول (ميا)؟ "جلست وحدي لأنك قد ملأتني غضبًا" (إر 15: 17). كيف كنت وحدك في المدينة؟ أقول كنت وحدي لأنه لم يكن أحد معي يشاركني هدفي . القديس جيروم |
||||
25 - 10 - 2023, 05:12 PM | رقم المشاركة : ( 140286 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذ أُلقى إرميا في الجب السفليّ تحولت حياته إلى صلاة، فصرخ إلى الله قائلًا: "دعوت باسمك يا رب من الجب الأسفل، لصوتي سمعت، لا تستر أذنك عن زفرتي عن صياحي، دنوت يوم دعوتك، قلت: لا تخف. خاصمت يا سيد خصومات نفسي... رأيت يا رب ظلمي. أقم دعواي..." (مرا 3: 55-59). حين أُغلقت كل الأبواب في وجهه وجد أبواب الله مفتوحة. وجد أذني الرب تميل إليه وهو في الجب لتسمع صرخات قلبه الداخلية. يؤكد له الرب وعوده السابقة منذ لحظات دعوته: "لا تخف!"؛ ويشاركه آلامه، فيحسب الخصومات ضد إرميا كأنها خصومات ضد الله نفسه. يصير الله هو القاضي وهو المحامي الذي يقيم دعوى إرميا ضد مضطهديه. إن كان هذا الأصحاح قد كشف عن دور عبد ملك الكوشي في خلاص إرميا، فإن مراثيه تكشف عن الذي قام بالدور الحقيقي هو الله سامع صلوات المظلومين... تحرك بالحب لينصت إلى أنينه، وحرَّك عبد ملك بالحنان ودبّر خلاص إرميا من الجب! |
||||
25 - 10 - 2023, 05:14 PM | رقم المشاركة : ( 140287 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَأَقَامَ إِرْمِيَا فِي دَارِ السِّجْنِ. [7-13]. كان هدف الرؤساء قتل النبي دون سفك دمه، بتركه يتعذب ويموت ببطئ في الجب. ربما كان عبد ملك الكوشي خصيًّا، موظفًا في بيت نساء الملك، وربما كانت المخازن تحت يديه. ولعلَّ بعض النساء أشفقْن على إرميا النبي فاعتنين بأمره. الرجل الغريب الجنس لم يقبل أن يرى إرميا في الوحل، فذهب إلى الملك وتحدث معه بصراحة... قائلًا له حقًا قد يموت إرميا في الجب، لكن بسبب هذا تموت المدينة كلها من الجوع [9]. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 140288 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العجيب في شخص عبد ملك أنه اتسم بالآتي: أ. الشجاعة، فذهب إلى الملك وهو يعلم أن تكلفة هذا العمل هو هياج كل رجال الملك ضده، وربما تكون تكلفته حياته كلها. ب. الإيمان: إن مات إرميا في الجب جوعًا ستموت المدينة كلها جوعًا، فإن ما فعلته المدينة بنبي الله يرتد عليها. ج. تشغيل طاقات الآخرين لحساب ملكوت الله، فلم يعمل وحده بل أخذ ثلاثين رجلًا لرفع إرميا النبي بالحبال من الجب، مع أنه كان يمكن له وحده أو ربما معه شخص آخر أو أثنان للعمل، لكنه أراد أن يشرك الكثير في عمل الخير. د. كان عجيبًا في رقته وحنانه، فكان يكفي لإرميا في الجب أن ُتلقى إليه الحبال ليمسك بها فإنه كاد أن يموت، لكن عبد ملك دلى ثيابًا بالية لكي يضعها النبي تحت أبطيه حتى لا يتجرح جسمه أو يشعر بألم! أحيانًا نطلب خلاص الآخرين لكن بعنف، فنتحدث معه بكلمات جارحة. ليتنا في خدمتنا للغير الاَّ نجرح مشاعر أحد. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:25 PM | رقم المشاركة : ( 140289 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذ كان الوقت شتاءً لم يكن الجب مُحتملًا بسبب البرد القارس مع الوحل، مما يدفع بإرميا إلى الموت الأكيد! وُجد عبد ملك الغريب الجنس يعمل بحب لحساب ملكوت الله، ففي كل جيلٍ نجد حتى في قصور الملوك والرؤساء أناسًا يعملون لمجد الله! بلا شك أن أمانة هذا الخصي الغريب الجنس كان لها أثرها على الملك الذي وثق فيه، واستمع إلى مشورته، وأعطاه سلطانًا لتحقيق خطته، دون مبالاة بما قد يحدث من الرؤساء أصحاب السلطة الذين حملوا عداوة مُرّة ضد إرميا. بأمانته شهد للحق وواجه بشجاعة ما لم يستطع غيره أن يفعله! لعل عبد الملك هنا يشير إلى الأمم الذين يقبلون كلمة الله لخلاصهم فيشبعون من الخبز النازل من السماء، السيد المسيح؛ بينما أنزل بنو إسرائيل الكلمة النبوية إلى الجب ورفضوا المخلص وصاروا في مجاعة روحية. هذه كانت نبوة عن دخول الأمم إلى الإيمان، هؤلاء الذين رفضوا أن يدخل الناموس والأنبياء إلى وحل الحرف القاتل. |
||||
25 - 10 - 2023, 05:26 PM | رقم المشاركة : ( 140290 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نزول إرميا إلى الجب يشير إلى الإنسان الذي ينزل بكلمة الله إلى وحل هذا العالم، فيحول حتى الكلمة التي لخلاص نفسه وتمتعها بالسماويات إلى وسيلة لطلب الزمنيات. يقيم العلامة أوريجينوس مقارنة بين إرميا النبي الذي أُلقى في جب ملكي في دار السجن، حيث غاص في الوحل [6]، والقديس بطرس الذي صعد إلى السطح وهناك نظر رؤيا إلهية، فيقول بأن واجبنا كمؤمنين روحيين أن نصعد مع كلمة الله بالروح القدس لننال معرفة حقة ورؤى إلهية، ولا ندع كلمة الله أن تُلقى في الجب خلال أفكارنا الجسدانية وشهواتنا الشريرة. لقد أخذ عبد ملك ثلاثين رجلًا معه ورفعوا إرميا من الجب، بالقاء ثياب بالية إليه ليضعها تحت ابطيه مع الحبال [12]. من هو عبد ملك هذا إلا ربنا يسوع المسيح الذي صار عبدًا ليرفع أفكارنا وطبيعتنا من عمق الهاوية خلال الكنيسة (30 رجلًا) باتضاعه (الثياب البالية)؟! يليق بنا أن نقبل فقر ربنا يسوع المسيح لكي نُرفع إلى فوق ونرتدي الثياب السماوية الملوكية أبديًا. هكذا نجلس عن يمين الملك السماوي الذي نزل إلى الحفرة كي لا ننزل نحن إليها. يرى العلامة أوريجينوس أن هذه العبارات تطابق ما جاء في نشيد الأناشيد: "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار كشقق سليمان" (نش 1: 5). * لست أظن أنه غير لائق أن نقول أن هذا الأجنبي الذي من جنس قاتم ignoble، الذي سحبه من جب الموت، هذا الذي ألقاه فيه رؤساء إسرائيل، يمثل شعب الأمم، الذين آمنوا بقيامة ذاك الذي مات، هذا الذي أسلمه هؤلاء الرؤساء للموت. بهذا الإيمان سحبوه مرة أخرى من الهاوية. بل أظن أن هذا الأثيوبي ُيقال عنه أنه الخِصْيْ، لأنه خَصَى نفسه لأجل ملكوت السموات، بل لأن فيه ذاك الذي بلا بذار للشر (مت 19: 12). هو أيضًا عبد الملك، لأن العبد الحكيم يحكم على سادة جهلاء، فإن كلمة "عبد ملك" تعني "عبدًا للملوك" (أم 17: 2). هذا هو سبب أن الرب الذي ترك شعب إسرائيل بسبب خطاياهم، يتحدث إلى الأثيوبي مخبرًا إيَّاه: "هأنذا جالب كلامي على هذه المدينة للشر لا للخير... ولكنني أنقذك في ذلك اليوم... فلا ُتسلَّم ليد الناس... بل إنما أنديك نجاة" (إر 39: 17-18). أما السبب الذي لأجله خلص، فهو أنه سحب النبي من الجب، أي أنه بإيمانه في قيامة المسيح من الأموات بطريقة عُبر عنها أنه سحبه من الجب. العلامة أوريجينوس |
||||