17 - 05 - 2012, 01:16 PM | رقم المشاركة : ( 131 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلَيْسَ أَحَدٌ يَجْعَلُ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ عَتِيقَةٍ لِئَلاَّ تَشُقَّ الْخَمْرُ الْجَدِيدَةُ الزِّقَاقَ فَهِيَ تُهْرَقُ وَالزِّقَاقُ تَتْلَفُ. بَلْ يَجْعَلُونَ خَمْراً جَدِيدَةً فِي زِقَاقٍ جَدِيدَةٍ فَتُحْفَظُ جَمِيعاً.» (لوقا 38،37:5) الزِقاق المُشار إليها هنا هي في الواقع حاوية مصنوعة من جلد الحيوان، فعندما تكون جديدة، تكون مرنة وليّنة إلى حدٍ ما، لكن عندما تصير قديمة تصبح قاسية وغير مرنة، فإذا وُضِعَت خمراً جديدة في زِقاقٍ عتيقة، فإن عملية تخمير النبيذ تولِّد كثيراً من الضغط لدرجة أن الزقاق العتيقة لا تتحمله، فتنفجِر. وهنا في إنجيل لوقا الأصحاح الخامس يستخدم يسوع هذا المثل لتوضيح التضارب بين اليهودية والمسيحية. يقول إن «النماذج التي عفا عليها الزمن من شرائع وتقاليد وطقوس يهودية كانت صارمة جداً من أن تحتوي الفرح والحيوية والطاقة في التدبير الإلهي الجديد». هذا الفصل يتضمَّن توضيحات مثيرة في الأعداد18-21، فنرى أربعة رجال ينزعون سقف أحد البيوت من أجل إحضار صديقهم المشلول إلى يسوع كي يشفيه. إن أسلوبهم المبتكر وغير التقليدي يمثل توضيحاً عن الخمرة الجديدة، وفي العدد21 يبدأ الفرّيسيون والكتبة بإيجاد أخطاء في يسوع، فَهُم الزِقاق العتيقة. مرة أخرى، في الأعداد27-29 نجد التجاوُب الحماسي للَّاوي لدعوة المسيح، والوليمة التي أقامها لتعريف أصدقائه بيسوع، هذه هي الخمرة الجديدة، وفي العدد30 يتذمّر الكتبة والفريسيون مرة أخرى، فَهُم الزِقاق العتيقة. نرى ذلك في نواحي الحياة كلها، إذ يعتاد الناس على طرق تقليدية لعمل الأشياء ويجدون صعوبة في التكيّف مع التغيير. فللمرأة طريقتها الخاصة في غسل الأطباق تنزعج عندما ترى شخصاً آخر يحوّم حول المجلى، وللزوج أيضاً فكرته الخاصة بشأن طريقة قيادة السيارة، فهو يفقد عقله تقريباً عندما تسوق زوجته أو أولاده السيارة. لكن الدرس العظيم بالنسبة لنا جميعاً يتمحور في المجال الروحي، ينبغي أن نكون مَرِنين بما يكفي كي نسمح للفرح والإبتهاج والحماس للإيمان المسيحي أن يظهر حتى لو جاء ذلك بطرق غير تقليدية. فنحن لا نريد ولا نحتاج النماذج التقليدية والباردة للفريسيين الذين جلسوا جانباً منتقدين عندما كان ﷲ يعمل. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:17 PM | رقم المشاركة : ( 132 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنْ لَمْ تَقَعْ حَبَّةُ الْحِنْطَةِ فِي الأَرْضِ وَتَمُتْ فَهِيَ تَبْقَى وَحْدَهَا. وَلَكِنْ إِنْ مَاتَتْ تَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ.» (يوحنا24:12) جاء في أحد الأيام بعض اليونانيين إلى فيلبس بطلب نبيل «يا سيد، نريد أن نرى يسوع!»، ولكن لماذا أرادوا أن يروه؟ ربما كانوا يريدون العودة به إلى أثينا كفيلسوف شهير جديد، أو ربما أرادوا أن ينقذوه من الصلب والموت والذي يبدو الآن أمراً حتمياً. فأجاب يسوع بأحد قوانين الحصاد العظيمة؛ يجب أن تسقط حبة من الحنطة في الأرض وتموت إذا ما كان لها أن تصبح مثمرة، ولو كان ليسوع أن ينقذ نفسه من الموت لكان قد بقي وحده يتمتع بأمجاد السماء ولن يكون هناك خطأة مُخلَّصون ليشاركوه مجده، ولكن اذا مات، فهو يُعِدَّ طريقاً للخلاص يحصل الكثيرون بواسطتها على الحياة الأبدية، وكان من الضروري له أن يموت موتاً فِدائياً بدلاً من أن يحيا حياة مريحة. قال ت.ج راجلاند مرة «من بين جميع الخطط لضمان النجاح، كانت خطة يسوع عندما أصبح حبة حنطة تقعُ في الأرض وتموت، فإذا رفضنا أن نكون حبوب حنطة، وإذا لم نُضحِّ بإمكانياتنا أو نخاطر بصيتنا أو بممتلكاتنا وصحتنا، وحين ندعى ولا نتخلى عن بيوتنا، ولا نقطع علاقاتنا العائلية لأجل المسيح، عندها سنبقى وحدنا. لكن إن رغبنا أن نكون مثمرين، فيجب علينا أن نتبع ربّنا المبارك نفسه بأن نصير حبة من حنطة ونموت، عندها سوف نأتي بثمر كثير». قبل عدة سنوات قرأت عن مجموعة من المبشرين في أفريقيا عملوا بلا كلل لسنين عديدة دون أن يروا أي ثمر باقٍ للرَّب، وفي يأس، أعلنوا أخيراً عن عقد مؤتمر إعتكاف أمام ﷲ بالصلاة والصوم، وفي النقاش الذي تلا ذلك قال أحد المُرسلين «لا أظن أننّا سنرى بركات حتى تقع حبة من الحنطة في الأرض وتموت»، وبعد ذلك بأيام قليلة، وقع ذاك المرسل نفسه مريضاً ومات، عندها بدأ الثمر وحصاد البَركة التي قد تنبّأ عنها. كتب صموئيل زويمر ما يلي: لا مكسب إلا بالخسارة لا خلاص إلا بالصليب لكي تتكاثر حبة الحنطة يجب أن تقع في الأرض وتموت كلما تُحصد حقولٌ ناضجة ها هي تلوِّح إلى الرَّب حُزمها الذهبية تأكّد أن بعض الحنطة قد مات ونفس أحدهم قد صُلبت أحد ما قد صارع، بكى وصلّى وحارب أجناد الجحيم دون خوف |
||||
17 - 05 - 2012, 01:18 PM | رقم المشاركة : ( 133 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«كُفُّوا عَنِ الإِنْسَانِ الَّذِي فِي أَنْفِهِ نَسَمَةٌ لأَنَّهُ مَاذَا يُحْسَبُ؟» (أشعياء22:2) عندما نمنح رجلاً أو إمرأة مكانةً في حياتنا من الواجب أن تكون للّه وحده، سنلاقي خيبة أمل مريرة، وندرك سريعاً أن أفضل الناس هم أُناس في أحسن الأحوال على الرغم من أنهم قد تكون لهم بعض الصفات الحسنة جداً، ومع ذلك لا يزال لديهم أرجُل من حديد وخزف، هذا يبدو وكأنه سخرية لكنه ليس كذلك، إنها حقيقة. عندما كان الغزاة يهدّدون أورشليم، توقَّع سكان يهوذا من مصر إن تنقذهم، فاستنكر إشعياء هذه الثقة التي وضعوها في غير محلها، وقال، «إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هَذهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ عَلَى مِصْرَ الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هَكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (إشعياء6:36)، وقال إرميا لاحقاً في ظل ظروف مماثلة «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ» (إرميا5:17). لقد أظهَر مرنِّم المزامير بصيرة حقيقية حول هذا الموضوع عندما كتب: «الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ» (مزمور9،8:118)، ومّرة أخرى: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَلاَ عَلَى إبْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارهُ» (مزمور4،3:146). بطبيعة الحال، ينبغي علينا الإدراك بأن هناك بعض الإحساس في أنه يتعيَّن علينا الثقة ببعضنا البعض، إذ ماذا يكون حال الزواج، على سبيل المثال، بدون قدرٍ معيَّن من الثقة والاحترام؟ وفي الحياة التجارية، يستند إستخدام الصكوك والمال على نظام من الثقة المتبادلة، ونثق بالأطباء حتى يشَخِّصوا الداء ويعطوا وصفة الدواء بشكل صحيح، ونحن نثق بالمُلصَقات الموجودة على العُلَب في سوق الطعام، وقد يكون من المستحيل تقريباً العيش في أي مجتمع من دون بعض الثقة في زملائنا. لكن يأتي الخطر عندما نثق بالإنسان للقيام بما لا يمكن لأحد القيام به إلا ﷲ، وعندما نُنزِل الرَّب عن عرشه ونُجلِس عليه إنساناً فكل ما يُبعد ﷲ عن محبتنا ويأخذ مكانه في ثقتنا وكل من يغتصب صلاحياته في حياتنا، سيخيِّب آمالنا بمرارة بكل تأكيد، وسوف ندرك بعد فوات الأوان أن الإنسان لا يستحق ثقتنا. 23 أيار «لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي» (يوحنا21:17). في صلاته العظيمة كرئيس كهنة، صلّى رَّبنا مرتّين أن يكون شعبه واحداً (أعداد21، 22، 23)، صلاة الوحدة هذه فُهِمت لتكون دعماً كتابياً للحركة المسكونية. إنه إتحادٌ تنظيمي عظيم لجميع الكنائس التي تعترف بالمسيحية. ومما يُؤسف له أن هذه الوحدة المسكونية تتحقق عن طريق التنازل أو إعادة تفسير العقائد المسيحية الأساسية. وكما كتب مالكوم مُجريدج: «إن واحدة من أكبر المفارقات في زماننا أن المسكونية تنتصر فقط عندما لا يوجد هناك أي شيء مسكوني. ومن المرجَّح أن الهيئات الدينية المختلفة ستجد سهولة في إنضمامها معاً لأنها تؤمن بالقليل فقط، وعليه فإن هناك القليل مما تختلف حوله». فهل هذه هي الوحدة التي كان الرَّب يسوع يصلّي من أجلها في يوحنا17؟ لا نعتقد ذلك، فقد قال أن الوحدة التي كانت بفكره من شأنها أن تؤدي إلى أن يؤمن العالم بأن ﷲ قد أرسله، ومن المشكوك فيه جداً أن يكون لأي إتحاد خارجي مثل هذا التأثير. لقد عرَّف الرَّب طبيعة هذا الإتحاد عندما قال: «كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا»، وقال أيضاً «…لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلينَ إلَى وَاحد». ما هي الوحدة التي يشترك فيها الآب والإبن والتي يمكن أن يكون لنا دور فيها؟ إنها ليست حقيقة ألوهيّتهما، إذ لا يمكننا أن نشارك في ذلك. أود أن أقترح أن الرب يسوع كان يشير إلى وحدة على أساس التشابه الأدبي المشترك، كان يصلّي لكي يكون المؤمنون وحدةً في إظهار صفات ﷲ والمسيح للعالم، مِما قد يعني حياة البِرّ والقداسة والنعمة والمحبة والطهارة وطول الأناة والتعفف والوداعة والفرح والسخاء.يقترح رونالد سايدر في كتاب (المسيحية الغنية في عالم الجوع) بأن الوحدة التي صلّى المسيح لأجلها كانت قد إستُعلنت عندما شارك المسيحيون الأوائل بعضهم البعض بحريّة كلما اقتضت الحاجة لذلك، إذ كان لديهم روح الشركة، «كانت صلاة يسوع أن وحدة محبة أتباعه ستكون لافتة للنظر بحيث تقنع العالم على أن مجيئه من عند الآب قد إستُجيبَ له ولو مرة واحدة، وقد حدث هذا في كنيسة أورشليم. إن نوعية حياتهم غير العادية أعطت السلطة للكرازة الرسولية» (راجع أعمال2: 45-47، 4: 32-35). سيكون لوحدة كهذه تأثير عميقٌ على العالم اليوم، وكمسيحيين، نقدِّم شهادة موحدة تعكس حياة الرَّب يسوع، ومن شأنها أن تدين غير المؤمنين على إثمهم لكي يعطشوا للماء الحي. إن مأساة اليوم هي أنه يصعب التمييز ما بين العديد من المسيحيين وبين جيرانهم الدنيويين، وفي ظروف كهذه يضعف دافع غير المؤمنين كي يقبلوا الإيمان. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:19 PM | رقم المشاركة : ( 134 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي.» (يوحنا21:17) عندما نمنح رجلاً أو إمرأة مكانةً في حياتنا من الواجب أن تكون للّه وحده، سنلاقي خيبة أمل مريرة، وندرك سريعاً أن أفضل الناس هم أُناس في أحسن الأحوال على الرغم من أنهم قد تكون لهم بعض الصفات الحسنة جداً، ومع ذلك لا يزال لديهم أرجُل من حديد وخزف، هذا يبدو وكأنه سخرية لكنه ليس كذلك، إنها حقيقة. عندما كان الغزاة يهدّدون أورشليم، توقَّع سكان يهوذا من مصر إن تنقذهم، فاستنكر إشعياء هذه الثقة التي وضعوها في غير محلها، وقال، «إِنَّكَ قَدِ اتَّكَلْتَ عَلَى عُكَّازِ هَذهِ الْقَصَبَةِ الْمَرْضُوضَةِ عَلَى مِصْرَ الَّتِي إِذَا تَوَكَّأَ أَحَدٌ عَلَيْهَا دَخَلَتْ فِي كَفِّهِ وَثَقَبَتْهَا. هَكَذَا فِرْعَوْنُ مَلِكُ مِصْرَ لِجَمِيعِ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ» (إشعياء6:36)، وقال إرميا لاحقاً في ظل ظروف مماثلة «هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ» (إرميا5:17). لقد أظهَر مرنِّم المزامير بصيرة حقيقية حول هذا الموضوع عندما كتب: «الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الإِحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ» (مزمور9،8:118)، ومّرة أخرى: «لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ وَلاَ عَلَى إبْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدهُ. تَخْرُجُ رُوحُهُ فَيَعُودُ إِلَى تُرَابِهِ. فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَفْسِهِ تَهْلِكُ أَفْكَارهُ» (مزمور4،3:146). بطبيعة الحال، ينبغي علينا الإدراك بأن هناك بعض الإحساس في أنه يتعيَّن علينا الثقة ببعضنا البعض، إذ ماذا يكون حال الزواج، على سبيل المثال، بدون قدرٍ معيَّن من الثقة والاحترام؟ وفي الحياة التجارية، يستند إستخدام الصكوك والمال على نظام من الثقة المتبادلة، ونثق بالأطباء حتى يشَخِّصوا الداء ويعطوا وصفة الدواء بشكل صحيح، ونحن نثق بالمُلصَقات الموجودة على العُلَب في سوق الطعام، وقد يكون من المستحيل تقريباً العيش في أي مجتمع من دون بعض الثقة في زملائنا. لكن يأتي الخطر عندما نثق بالإنسان للقيام بما لا يمكن لأحد القيام به إلا ﷲ، وعندما نُنزِل الرَّب عن عرشه ونُجلِس عليه إنساناً فكل ما يُبعد ﷲ عن محبتنا ويأخذ مكانه في ثقتنا وكل من يغتصب صلاحياته في حياتنا، سيخيِّب آمالنا بمرارة بكل تأكيد، وسوف ندرك بعد فوات الأوان أن الإنسان لا يستحق ثقتنا. 23 أيار «لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِداً كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا لِيُؤْمِنَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي» (يوحنا21:17). في صلاته العظيمة كرئيس كهنة، صلّى رَّبنا مرتّين أن يكون شعبه واحداً (أعداد21، 22، 23)، صلاة الوحدة هذه فُهِمت لتكون دعماً كتابياً للحركة المسكونية. إنه إتحادٌ تنظيمي عظيم لجميع الكنائس التي تعترف بالمسيحية. ومما يُؤسف له أن هذه الوحدة المسكونية تتحقق عن طريق التنازل أو إعادة تفسير العقائد المسيحية الأساسية. وكما كتب مالكوم مُجريدج: «إن واحدة من أكبر المفارقات في زماننا أن المسكونية تنتصر فقط عندما لا يوجد هناك أي شيء مسكوني. ومن المرجَّح أن الهيئات الدينية المختلفة ستجد سهولة في إنضمامها معاً لأنها تؤمن بالقليل فقط، وعليه فإن هناك القليل مما تختلف حوله». فهل هذه هي الوحدة التي كان الرَّب يسوع يصلّي من أجلها في يوحنا17؟ لا نعتقد ذلك، فقد قال أن الوحدة التي كانت بفكره من شأنها أن تؤدي إلى أن يؤمن العالم بأن ﷲ قد أرسله، ومن المشكوك فيه جداً أن يكون لأي إتحاد خارجي مثل هذا التأثير. لقد عرَّف الرَّب طبيعة هذا الإتحاد عندما قال: «كَمَا أَنَّكَ أَنْتَ أَيُّهَا الآبُ فِيَّ وَأَنَا فِيكَ لِيَكُونُوا هُمْ أَيْضاً وَاحِداً فِينَا»، وقال أيضاً «…لِيَكُونَ الْجَمِيعُ وَاحِدًا، أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلينَ إلَى وَاحد». ما هي الوحدة التي يشترك فيها الآب والإبن والتي يمكن أن يكون لنا دور فيها؟ إنها ليست حقيقة ألوهيّتهما، إذ لا يمكننا أن نشارك في ذلك. أود أن أقترح أن الرب يسوع كان يشير إلى وحدة على أساس التشابه الأدبي المشترك، كان يصلّي لكي يكون المؤمنون وحدةً في إظهار صفات ﷲ والمسيح للعالم، مِما قد يعني حياة البِرّ والقداسة والنعمة والمحبة والطهارة وطول الأناة والتعفف والوداعة والفرح والسخاء.يقترح رونالد سايدر في كتاب (المسيحية الغنية في عالم الجوع) بأن الوحدة التي صلّى المسيح لأجلها كانت قد إستُعلنت عندما شارك المسيحيون الأوائل بعضهم البعض بحريّة كلما اقتضت الحاجة لذلك، إذ كان لديهم روح الشركة، «كانت صلاة يسوع أن وحدة محبة أتباعه ستكون لافتة للنظر بحيث تقنع العالم على أن مجيئه من عند الآب قد إستُجيبَ له ولو مرة واحدة، وقد حدث هذا في كنيسة أورشليم. إن نوعية حياتهم غير العادية أعطت السلطة للكرازة الرسولية» (راجع أعمال2: 45-47، 4: 32-35). سيكون لوحدة كهذه تأثير عميقٌ على العالم اليوم، وكمسيحيين، نقدِّم شهادة موحدة تعكس حياة الرَّب يسوع، ومن شأنها أن تدين غير المؤمنين على إثمهم لكي يعطشوا للماء الحي. إن مأساة اليوم هي أنه يصعب التمييز ما بين العديد من المسيحيين وبين جيرانهم الدنيويين، وفي ظروف كهذه يضعف دافع غير المؤمنين كي يقبلوا الإيمان. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:20 PM | رقم المشاركة : ( 135 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«غِنَى الْبُطْلِ يَقِلُّ.» (أمثال11:13) «ربما تكون قد ربحت 100،000$!» من هذه وأمثالها، ينهال علينا إغراء المشاركة في شكل من أشكال المقامرة باستمرار. عندما تتسوّق ربة البيت في المُجمَّع التجاري فهي تُغرَى بآخر مراهنات يانصيب، يتم تشجيع المواطن العادي ليسجِّل إسمه للإشتراك في إحدى المجلاّت (إضافة للإشتراك في مجلة) ليشترك في يانصيب قادم ينطوي على الملايين، أو ربما تكون مسابقة البِنجو التي تؤكد لك على وجه التقريب أنك ستربح. ثم بالطبع، هناك أشكال أكثر وضوحاً مثل لعبة الروليت، سباق الخيول، سباق الكلاب ولعبة الأرقام إلخ. فماذا يقول الكتاب المقدس في كل هذا؟ لا يقول قولاً حسناً! يقول، «غِنَى الْبُطْلِ يَقِلُّ وَالْجَامِعُ بِيَدهِ يَزْدَادُ» (أمثال11:13). يقول، «ذُو الْعَيْنِ الشِّرِّيرَةِ يَعْجَلُ إِلَى الْغِنَى وَلاَ يَعْلَمُ أَنَّ الْفَقْرَ يَأْتِيهِ» (أمثال 22:28). ويقول أيضاً، «حَجَلَةٌ تَحْضُنُ مَا لَمْ تَبِضْ مُحَصِّلُ الْغِنَى بِغَيْرِ حَقٍّ. فِي نِصْفِ أَيَّامِهِ يَتْرُكُهُ وَفِي آخِرَتِهِ يَكُونُ أَحْمَقَ» (إرميا11:17). في حين أن الوصايا العشر لا تقول صراحة «لا تقامر»، لكنها تقول «لا تَشْتَهِ» (خروج17:20)، فما القِمار إلا شكل من أشكال الشهوة. سوف يكون للقمار دائماً دلالة لدى المؤمنين عندما يتذكّرون أن الجند الرومان ألقوا قرعة على رداء المخلّص عند مشهد صلبه. فكِّر أيضاً بالفقر والحزن الذي يجلبه المقامر المُدمن على عائلته، والجرائم التي اقترفت لإستعادة الخسارة، وصداقات الشر التي عادة ما تلازم القمار الأمر الذي يُنظر إليه على أنه لا مكان له في حياة المسيحي. إن بولس بعد ما ذكَّر تيموثاوس بأنه ينبغي على المؤمن أن يكون مكتفياً بالمأكل والملبس، يحذِّر «وَأَمَّا الَّذِينَ يُرِيدُونَ أَنْ يَكُونُوا أَغْنِيَاءَ فَيَسْقُطُونَ فِي تَجْرِبَةٍ وَفَخٍّ وَشَهَوَاتٍ كَثِيرَةٍ غَبِيَّةٍ وَمُضِرَّةٍ تُغَرِّقُ النَّاسَ فِي الْعَطَبِ وَالْهَلاَكِ» (تيموثاوس الأولى 9:6). |
||||
17 - 05 - 2012, 01:21 PM | رقم المشاركة : ( 136 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا.» (متى15:18) لو قال أو عمل أحدهم شيئاً أساء به إليك أو أزعجك بطريقة ما، يطلب إلينا الكتاب المقدس أن نذهب ونخبره بخَطئِهِ، لكنك لا تريد عمل هذا لأنه صعب عليك. تبدأ بكبت الموضوع، وتأخذ باستعادة ما قد فعل، وكيف كان مخطئاً نحوك. عندما تنهمك في شغل ما، يستعيد فكرك التفاصيل كلها، وتصبح عصارات معدتك حامضة. وعندما تحاول النوم، يأتيك الحادث المؤسف، ويرتفع الضغط في الأوعية الدموية. يخبرك الكتاب المقدس أن تذهب وتعاتبه، إلا أنك لا تجرؤ على مواجهته. تحاول أن تفكر بطريقة ما لتوصل الرسالة دون ذكر أسماء، أو تتوقع حدوث أمر ما يجلب له العار على فعلته. إلا أن شيئاً لا يحدث من هذا القبيل. أنت تعرف ما ينبغي أن تفعله لكنك تخشى صدمة المواجهة وجهاً لوجه. وبمضي الوقت يأخذ الحادث بإيلامك أكثر بكثير مما يؤلمه. يمكن للناس أن يلاحظوا من مظهرك الكئيب أن أمراً ما يقلقك. عندما يكلّمونك يكون فكرك منشغلاً في عالم آخر، يتضرّر عملك لأن ذهنك مشغول، وعلى وجه العموم أنت شارد الذهن قليل التأثير، ولكن الكتاب المقدس لا يزال يقول لك «فَاذْهَبْ وَعَاتِبْهُ بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ وَحْدَكُمَا»، ولأنك تتمتع بإرادة قوية منعتك نفسك عن أن تتحدث إلى أي شخص آخر في الموضوع، لكن أخيراً يصبح الضغط غير محتملٍ فتضعُف وتخبِر شخصاً واحداً فقط من زملائك في حلقة الصلاة، وبدل أن يُظهِر بعض التعاطف معك يقول، «لمَ لا تذهب وتتكلم إلى الشخص الذي أساء إليك؟» هذا القول يحسم الأمر! تصمّم أن تحسم الموضوع. فبعد مراجعة ودراسة خطابك، تطيع الكلمة وتعاتبه، فيقبل عتابك، فتتفاجأ جداً، يقدم إعتذاره لما حدث ويطلب منك المغفرة. تنتهي المقابلة وتُختم بصلاة. عندما تغادر الجلسة يُرفَع عن كاهلك وِزرٌ ثقيل، تتوقّف معدتك عن الهيجان وتعود تستسيغ الطعام. ربما تلوم نفسك قليلاً لأنك لم تفكّر في إطاعة الكلمة قبل ذلك. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:22 PM | رقم المشاركة : ( 137 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…هُوَذَا الاِسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ وَالْإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ.» (صموئيل الأول22:15) كانت تعليمات ﷲ لشاول واضحة جداً: «إضْرِبْ عَمَالِيقَ، وَحَرِّمُوا كُلَّ مَا لَهُ» لا تأخذ غنيمة. لكن شاول أبقى على الملك أجاج وعلى خيرة الخراف والثيران والحِملان. عندما التقى صموئيل بشاول في الجلجال صباح اليوم التالي، أعلن شاول بكل ثقة أنه عمل تماماً ما أمر به الرَّب. لكن في تلك اللحظة سُمعت أصوات الأغنام والثيران. يا للعار! أراد صموئيل أن يعرف كيف يُسمَع ثُغاء الغنم إذا كان شاول قد أهلكها كلّها. حاول الملك أن يبّرر عصيانه ويلوم الشعب ويعذرهم على أساس ديني. قال شاول، «قَدْ عَفَا عَنْ خِيَارِ الْغَنَمِ وَالْبَقَرِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ». وعندها سمع نبي ﷲ يصيح بكلمات الدينونة، «هُوَذَا الإسْتِمَاعُ أَفْضَلُ مِنَ الذَّبِيحَةِ، وَالإِصْغَاءُ أَفْضَلُ مِنْ شَحْمِ الْكِبَاشِ. لأَنَّ التَّمَرُّدَ كَخَطِيَّةِ الْعِرَافَةِ، وَالْعِنَادُ كَالْوَثَنِ وَالتَّرَافِيمِ». إن الطاعة خير من الطقوس ومن الذبائح والتقدمات. سمعت عن عائلة كانت تعامل الوالدة بالإزدراء وبعدم الطاعة في حياتها. وعندما ماتت ألبسوا جثمانها ملابس حريرية ثمينة. لقد كانت هذه محاولة تافهة وخسيسة ليكفّروا عن سنين من العصيان والفظاظة. كثيراً ما نسمع بعض الناس يدافعون عن ترتيب غير كتابي وعن أفكار غير كتابية على أساس أنهم يحظون بتأثير أكبر بهذه الطريقة، لكن لا يمكن خداع ﷲ بحجج تَظهَر أنها منطقية. إن ﷲ يطلب طاعتنا، وهو يعتني بمحيط تأثيرنا، والحقيقة هي أنه عندما نعصاه، يكون تأثيرنا سلبياً، وفقط عندما نسير في شركة مع الرَّب نستطيع أن نمارس تأثيراً تقياً على الآخرين. قال وليم جورنال، «ذبيحة بلا طاعة مثلها مثل تدنيس المقدسات»، وتصبح أسوأ عندما نُلبس تمرّدنا بالتقوى، بالعذر الديني. إن ﷲ لا يُخدَع بالمظهر الخارجي. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:23 PM | رقم المشاركة : ( 138 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«أَيّهُمَا أَعْظَمُ: أَلذَّهَبُ أَمِ الْهَيْكَلُ الَّذِي يُقَدِّسُ الذَّهَبَ؟» (متى17:23) لقد علَّم الكتبة والفريسيون أيام يسوع أن كل من يُقسم بالهيكل لا يكون مُلزَماً بتنفيذ قَسمِه، لكن إذا أقسم بالذهب الذي في الهيكل يكون الأمر مختلفاً، حيث يكون مُلزماً بتنفيذ قَسَمه. فهم قد قاموا بنفس التمييز المغلوط ما بين القسَم بالمذبح والقسَم بالذبيحة التي عليه. يمكن أن يحنث المرء في الأول، لكنه ملزمٌ بالثاني. لقد أخبرهم الرّب بأن إحساسهم بالقِيَم كان ملتوياً، فإن الهيكل يُسبغُ قيمة خاصة على الذهب، والمذبح يقدِّس الذبيحة بطريقة خاصة. الهيكل مسكن ﷲ على الأرض. أعظم قيمة للذهب هو الذي يُستعمل في مسكنه. وهكذا الذبيحة التي تُقدَّم على المذبح. كان المذبح جزءاً مكمِّلاً للخدمة المقدسة، وعليه فلا كرامة لذبيحة حيوان تفوق كرامة الذي يُقدّم الذبيحة على المذبح. لو كان للحيوانات طموحات، لوضعت نصب أعينها ذاك المصير. إشترى أحد السيّاح عِقداً من العنبر من محل لبيع الخردة في باريس، واستغرب لأنه دفع مبلغاً كبيراً رسوماً جمركية مقابله. ذهب إلى جواهري وطلب تقييم ثمن العقد، فعَرض عليه مبلغ 25،000$. وعَرض عليه آخر مبلغ 35،000$. وعندما سأل عن سبب قيمته المرتفعة، وضعه الجواهري تحت عدسة مكبرة. وقرأ ذلك السائح الكلمات التالية: «من نابليون بونابرت إلى جوزفين». لقد أضفى إسم نابليون قيمة كبيرة على العقد. ينبغي أن يكون التطبيق مفهوماً. نحن بأنفسنا لا شيء ولا نستطيع عمل أي شيء. إن علاقتنا بالرَّب وبخدمته هي ما يميزنا بطريقة خاصة. وكما قال سبيرجن مّرة، «صِلتك بالجلجثة أعظم شيء فيك». لعلك تملك أكثر العقول ذكاء الأمر الذي يستوجب الشكر، لكن تذكّر فقط أنه عندما يُستخدم هذا الفكر للرَّب يسوع المسيح فإنه يصل إلى أقصى طاقته. يسوع يقدّس أفكارك. ربما تمتلك مواهب يدفع العالم ثمناً باهظاً مقابلها، وربما تعتقد أن الكنيسة لا تستوعبك، لكن إعلم أن الكنيسة هي التي تقدّس مواهبك وليست مواهبك التي تقدّس الكنيسة. ربما تملك حُزماً من الأوراق الماليّة، يمكنك أن تجمع وتخزن وتُنفِق على ملذّاتك الشخصية، أو أن تُستَخدم للملكوت. لكن أعظم إستخدام للمال هو في الإنفاق لأجل إنتشار دعوة المسيح. الملكوت يقدّس ثروتك وليس العكس. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:24 PM | رقم المشاركة : ( 139 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِِ.» (كورنثوس الثانية18:3) يعلمنا الكتاب أننا نصير شَبَهَ ما نعبد. هذه الفكرة المهمّة موجودة في نص هذا اليوم. فلندرسه على النحو التالي: نحن جميعاً – أي جميع المؤمنين الحقيقيين. بوجه مكشوف – تشكّل الخطيئة حجاباً يفصل بيننا وبين الرَّب. لكن عندما نعترف ونترك الخطيئة، نصبح بوجه مكشوف أو بلا حجاب. كما في مرآة – المرآة هي كلمة الرَّب التي ننظر من خلالها. مجد الرَّب والذي معناه – سيادته الأدبية. في الكتاب المقدس نتمعَّن بصفاته الكاملة، في جمال كل أعماله وطرقه. نتغيّر إلى تلك الصورة عَينها – نصبح شبهه، نتغيّر إلى شبهه – وكلّما ننشغل به أكثر كلّما صرنا نشبهه أكثر. هذا التغيير يكون من مجد إلى مجد، من درجة في المجد إلى درجة أعلى. لا يحدث التغيير دفعة واحدة، إنها عملية مستمرة طالما ننظر إليه. شخصيّتنا تتأثر بالتغيير. كما من الآب بالروح – يُحدِث الروح القدس شبهاً للمسيح عند كل الذين ينظرون بالإيمان إلى المخلص كما هو مُعلن في الكتاب. سمعت عن شخص اعتاد أن يذهب يوميًّا إلى معبد بوذا ويجلس هناك بينما كانت رجلاه مطويتّين تحته ويداه مكتوفتين ناظراً إلى التمثال الحجري. ويُقال أنه بعد سنوات من هذا التأمل، أصبح يشبه بوذا. لا أدري إن كان هذا صحيحاً أم لا، لكنني أعرف أن الإنشغال المقدّس مع إبن ﷲ يُحدِث شبهاً خُلُقياًّ له. إن طريق القداسة يمرّ من خلال النظر إلى الرَّب يسوع. ليس من الممكن التفكير بالمسيح وبالخطيئة في نفس الوقت. وخلال تلك اللحظات التي نقضيها معه، نتحرّر من الخطيئة فيكون هدفنا عندئذ زيادة نسبة أوقاتنا التي ننظر فيها إليه. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:25 PM | رقم المشاركة : ( 140 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لَيْسَ أَنِّي أَقُولُ مِنْ جِهَةِ احْتِيَاجٍ…» (فيلبي11:4) من الجدير بالذِّكر أن بولس لم يجعل إحتياجاته المالية الخاصة معروفة أبداً، فحياته كانت بالإيمان، وآمن بأن ﷲ دعاه لخدمته وكان مقتنعاً تماماً بأن ﷲ يدفع مقابل طلباته. هل يتعيّن على المسيحيين اليوم الإعلان عن إحتياجاتهم أو التسوُّل من أجل المال؟ ها هنا بعض الإعتبارات: ليس هناك أي مبّرر كتابي لهذه الممارسة، لقد أعلن الرسل عن حاجات الآخرين لكنهم لم يطلبوا أبداً مالاً لأنفسهم. إنه لمِما يبدو أكثر إنسجاماً مع حياة الإيمان أن ننظر إلى ﷲ وحده، فهو يوفِّر الأموال اللازمة لأي شيء يريدنا أن نفعله، وعندما نرى أنه يوفِّر المبلغ المناسب تماماً في الوقت المناسب تماماً يتقوّى إيماننا بشكل كبير، وهو سيتمجّد كثيراً عندما يكون ذلك التدبير عجيباً ولا يمكن إنكاره، ومن ناحية أخرى، لا يكون له فضل عندما نتعامل مع أموالنا من خلال الأساليب البارعة لتجنيدها، وباستخدام أساليب الإلتماس والتوسُّل يمكننا الإستمرار بأعمالٍ «لِلّه» قد لا تكون بحسب إرادته على الإطلاق، أو نستطيع إدامة العمل بعد فترة طويلة من تخلّي الروح القدس عنه، لكن عندما نعتمد على تدبيره الخارق يمكننا مواصلة العمل ما دام يدبِّر. إن الضغوط الكبيرة التي تُمارَس في تجنيد الأموال تُقدِّم طريقة جديدة لقياس النجاح في العمل المسيحي، فالشخص الأكثر ذكاءً في مجال العلاقات العامة هو الذي يحصل على أكبر قدر من المال، فقد يحدُث أن أعمالاً جديرة بالإستحقاق تعاني بسبب حملات تجنيد المال التي تستنزف المال، وهذا في كثير من الأحيان يؤدي إلى الغيرة والشقاق. لقد نظر س.ه ماكنتوش نظرة قاتمة إزاء الإعلان عن حاجات الشخص الخاصة. «إن الإعلان عن إحتياجاتي، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، لكائنٍ بشري، يعتبر خروجاً عن حياة الإيمان وإهانة متعمدة للّه، إنها فعلاً خيانة له، وهي كقولنا بأن ﷲ قد فشل معي، وعلي أن أتطلَّع إلى زملائي للمساعدة، إنها تَركٌ للينبوع الحي والتوجّه إلى آبار مشقّقة، إنها تضع المخلوق بيني وبين ﷲ، وبالتالي سَلب نفسي من بركات غنية وسلب ﷲ من المجد الذي يستحقّه». وفي سياق مماثل كتبت كوري تين بوم في (متشردٌ لأجل الرب) تقول «أودُّ كثيراً أن أكون طفلاً يثقُ بأبٍ غنيّ من متسوّل عند باب أناس دنيويين». |
||||
|