![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 139921 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان أوامر مريم للخدام في غُرس قانا الجليل: ”مهما قال لكم فافعاوه”(يو5:2)- هي اخر كلماتها المسجلة في الأنجيل المقدس، وهي كأنها آخر رغبة ومقولة لجميعنا لمن يرغب ان يتبع المسيح. من خلال تلك الكلمات تطلب منا مريم ان نثق في يسوع بالكامل كما سلّمت هي نفسها لخطة الله خطوة بخطوة خلال حياتها كخادمة متواضعة للرب. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139922 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() كلمات مريم للخدام في حفلة العُرس في قانا هي طاعة نموذجية مقدمة من شعب الله يحيون تحت العهد في العهد القديم، فمثلا موضوع عمل “كل ما يقول لك” يظهر ثلاث مرات عندما اسسوا العهد مع “يهوة” على جبل سيناء، فعندما اعلن موسى أولا للشعب مهامهم وواجباتهم كما اعلنها لهم الرب كشعب مختار كانت مجاوبتهم لها هي:” فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مَعًا وَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج8:19)، وعندما أسس الله هذا العهد مع إسرائيل في احتفال شفهي في سيناء اعلن موسى بشكل رسمي كلمات الرب للشعب و جمهور الشعب مرة أخرى أجاب مرتان:” فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج3:24) و “وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ»(خروج7:24). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139923 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نفس الكلمات قد تم تكرارها في تاريخ شعب إسرائيل عندما جدد الشعب غهدهم في ارض الموعد:” فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ»(يشوع24:24)، وبعد ذلك عندما بدء في إعادة بناء أورشليم بعد السبي في بابل “فَقَالُوا: «نَرُدُّ وَلاَ نَطْلُبُ مِنْهُمْ. هكَذَا نَفْعَلُ كَمَا تَقُولُ»(نحميا 12:5)، وهكذا ففي اللحظات المحورية في تاريخ إسرائيل- العهد في سيناء والدخول الى ارض الميغاد وفي إعادة بناء اورشليم- يُفعل مهما قال الله هو أساس ومرتبط عن فرب بعد الطاعة. هذا يلقي بظل نوره على كلمات مريم قي عُرس قانا، ففي فجر عهد المسيّا وهو نقطة تجول في تاريخ إسرائيل قد بدأ. كما ان المسيّا قريب ان يقوم بأولى عجائبه وبهذا يبدأ رسالته الجهورية العامة نحن هكذا مرة أخرى نواجه بموضوع القول بفعل مهما قال الله. تقول مريم للخدام ” اعملوا كل ما يقوله لكم” وبتلك الكلمات تردد صدى الإعتراف بالإيمان من شعب إسرائيل في جبل سيناء. ان مريم تجسد بطريقة ما شعب إسرائيل في سياق العهد وتقف كممثلة لشعب إسرائيل. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139924 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يوسف ويسوع كلمات مريم تجدها متوازية وقريبة مع ما قاله يوسف الصديق في سفر التكوين، ففي المجاعة القاسية في مصر وضع فرعون يوسف مسؤولا لتخزين القمح اثناء الحصاد في سنوات الرائعة قبل المجاعة وتوزيعه في حالة نقص الغذاء أيام القحط. عندما لجأ شعب الأرض وصرخوا الى فرعون لتوفير القمح لهم قال لهم فرعون:” «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَالَّذِي يَقُولُ لَكُمُ افْعَلُوا»(تكوين55:41)- تعبير تقريبا مشابه لما قالته مريم فيما بعد في قانا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139925 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الترابط الأنجيلي ما بين القول افعلوا مهما قال لكم يوسف و والقول افعلوا مهما قال لكم يسوع لهو مهم جداً لأنه هناك عدة متوازيات ما بين يوسف ويسوع في هاتان المشهدان. فكما تغلب يوسف على نقص الغذاء اثناء المجاعة بمخازنخ للحبوب هكذا يسوع تغلب على نقص الخمر في حفل العُرس بتغييره لحجم كبير من الماء الي خمر، وكما قدم يوسف بأنه به روح الله في بدء عمله “فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلًا فِيهِ رُوحُ اللهِ؟(تكوين38:41)، هكذا يسوع قد قُدم بأن الروح قد حل ّ عليه قبل بدء خدمته” «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ(يوحنا32:1).وكما كان يوسف عمره ثلاثون عاما عندما بدأ في تخزين الحبوب للشعب “وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ”(تكوين46:41) هكذا كان يسوع عمره ثلاثين سنة عندما بدأ يوفر الخمر للمدعوين في عُرس قانا”وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً”(لوقا23:3) وكما كانت كلمات فرعون عن يوسف –”افعلوا كل ما يقول لكم”- عندما جاء يوسف ليقف لبدء قيادته في مصر، هكذا كلمات مريم- افعلوا كل ما يأمركم به”- جاء عندما بدأ يسوع خدمته العامة بصنع اول معجزة في مهمته الملوكية. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139926 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ثقة بلا تردد دعونا نأخذ في الإعتبار كيف ان وصيّة مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثيرات لاحقة على الخدام الهمتهم للثقة في يسوع بطريقة عجيبة. ضع نفسك فقط في مكان الخدام ويسوع يقول لهم ان يأحذوا الستة أجران المستخدمة للتطعير عند اليهود ويملأوها بالماء ويغترفوا ويقدموا للمدعوين في الحفل فتلك الأجزان الحجرية قد تم استخدامهم لتطهير وغسيل اليدان، ولكن من المستغرب ان يسوع يقول للخدام ان يملأوا تلك الأجران بالماء وبعدها يقدموا ذلك الماء الي رئيس المتكأ أي رئيسهم ثم بعدها يقدموه للمدعوين. ان ذلك يحتاج في الحقيقة الى شيئ من الإيمان، فتخيل ماذا كان يفكر الخدام:” املأ تلك الأجران؟ بالماء؟ ثم قم بالتقديم للضيوف؟ كيف سيحل ذلك المشكلة؟. فمن الوجهة البشرية المحضة خطة يسوع ليس لها معنى ولا تُفهم فأولا وفي المقام الأول يسوع يسأل الخدام ان لا يفهموا خطته ولكن فقط يثقوا به. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139927 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد وثق الخدام مريم وفي يسوع فأنجيل يوحنا أشار ان الخدام اسنجابوا بإيمان كتلاميذ مؤمنين يتبعون وصايا المسيح مهما كان عجيبة تلك الوصايا كما تظهر لهم. يسوع قد أعطى أمران للخدام، أولا ان قال لهم:” «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً» وجاء في انجيل يوحنا انهم أطاعوا أمر المسيح وأدوه بالتمام “فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ”(يوحنا7:2). ثانيا،قال لهم يسوع:” «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ»، وانجيل يوحنا ذكر انهم “فَقَدَّمُوا”(يوحنا8:2). لاحظ كيف انجيل يوحنا استمر بطريقته ليقول لنا ان الخدام فعلوا بالتمام كما قيل لهم. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139928 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في وضوح هؤلاء الخدام اتبعوا نداء مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» فكانوا تلاميذ مؤمنين اطاعوا لكلمات المسيح. بشكل كبير يقدهم انجيل يوحنا ليس فقط عبيد زلكن كخدام بمعنى تلاميذ. بدلا من استعمال الكلمة اليونانية للعبيد doilois انجيل يوحنا وصق هؤلاء الرجال كخدام diakonois الكلمة اليونانية في انجيل يوحنا ترجع الى التلاميذ الخقيقيين ليسوع. في يوحنا 26:12 مثلا “”إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي (diakonei) فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي diakonos. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. وهكذا يمكننا ان وصية مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثير قوي؟، فمريم راقبت الخدام لكي يلبوا مثل نموذج لتلاميذ مؤمنون يعطون طاعة فورية ليسوع. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139929 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ان كلاماتها الأخيرة في قانا تعني تشجيعنا في هذه الأيام فنحن مدعوون ان نكون مشابهين للخدام في ذلك الحفل نثق تماما في الله في حياتنا ونقدم طاعة تامة للمسيح كما فعلوا هؤلاء في الماضي. نحن أيضا يمكن ان لا نفهم دائما عمل يسوع في حياتنا وقد لا نرى بوضوح اين يقودنا الرب لكن علينا فقط بالثقة والإيمان. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 139930 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() يمكننا ان نرى كيف ان كلمات مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» يجب ان تحثنا وتلهمنا لإيمان عجيب ، وفي الحقيقة هذه ليست أمر قانوني يجب ان يطاع او مقولة روحية جذابة ولكنها كلمات واثقة ولدت عن خبرة. طوال حياتها من الناصرة حتى الصليب فمريم عاشت بمثل ذلك الأساس من الثقة والطاعة وهي قد تعلمت ان تسلّم نفسها مهما يكن ما يسأله الله منها وتعلمت أيضا ماذا يعني ان تسير مع الله. |
||||