21 - 10 - 2023, 05:37 PM | رقم المشاركة : ( 139911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس أبفراس المأسور: لقد كان أبفراس مأسورًا مع الرسول بولس في سجن روما من أجل المسيح يسوع، وشرف له أن يكون أسير المسيح يسوع وكذلك أسيرًا مع بولس الرسول. وبالتأكيد ارتبط السجن بالألم والضيق. فهل لدينا الاستعداد أن نتألم من أجل المسيح حتى لو وصل الأمر إلى السجن؟ نحن لنا التشجيع في كلمته المباركة «بل كما اشتركتم في آلام المسيح افرحوا لكي تفرحـوا في استعلان مجده أيضًا مبتهجين. إن عُيِّرتم باسم المسيح فطوبى لكم لأن روح المجد والله يحل عليكم» (1بطرس4: 13، 14). * * * * أمام تلك الصفات المباركة والحلوة في أبفراس لنتعلم الكثير لكي نعيش حياة مكرسة للرب. |
||||
21 - 10 - 2023, 05:41 PM | رقم المشاركة : ( 139912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس وصف أحدهم الكنيسة التى يريدها فقال : هذه هى كنيسة أحلامى ، الكنيسة المقتدره على الواجب ، الكنيسة الحارة القلب ، المفتوحة الذهن ، ذات الروح الجسور ، الكنيسة التى تهتم ، الكنيسة التى تشفى الحياة المريضة ، والتى تعزى الأشياخ ، والتى تتحدى الأحداث والشباب ،... والتى لا تعرف تفرقة لثقافة أو جنس ، ... ليس فيها فواصل جغرافية أو اجتماعية ، ... الكنيسة التى تطلب وتدفع ، تنظر إلى الأمام كما تنظر للخلف ، كنيسة السيد ، وكنيسة الشعب أيضاً ، ... الكنيسة المرتفعة ، والكنيسة العريضة ، والكنيسة المنخفضة مرتفعة كمبادئ المسيح ، منخفضة كاتضاع البشر ، كنيسة عاملة ، كنيسة جذابة ، كنيسة تفسر الحق بعبارات الحق ، وتوحى بالشجاعة لهذه الحياة والرجاء للحياة الآتية ، كنيسة شجاعة ، كنيسة الناس الأبرار ، كنيسة اللّه الحى !! ... وإذا كنا لا نعرف مثل هذا الرجل الحالم بالكنيسة العظيمة المثالية ، إلا أن الدراسة التى نحن بصددها تؤكد لنا أن أبفراس عاش طوال حياته بأفكاره وأحلامه وآماله وآلامه ونضاله، لأجل شئ واحد ، لأجل كنيسة المسيح فى الأرض ، ... وعند ما تذكر أبفراس اذكر الكنيسة ، وعندما تفكر فى الكنيسة فى أوضاعها المختلفة لا تنس أن تذكر أبفراس ، فأبفراس والكنيسة لم يكفا ولا يمكن أن يكونا منفصلين متباعدين أحدهما عن الآخر ، بل هما كيان مندمج متلاحم متحد فى الواحد الذى هو يسوع المسيح ، ... ومن الغريب ، أن غالبية الناس لا يستطيعون أن يدركوا هذه الصورة لأبفراس ، مع ما فيها من جلاء ووضوح ! |
||||
21 - 10 - 2023, 05:43 PM | رقم المشاركة : ( 139913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس يقول الرسول بولس فى مطلع الرسالة إلى كولوسى عن الإنجيل : « الذى قد حضر إليكم كما فى كل العالم أيضاً وهو مثمر كما فيكم أيضاً منذ يوم سمعتم وعرفتم نعمة اللّه بالحقيقة . كما تعلمتم أيضـاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم » ( كو 1 : 6 ، 7).. وقد شجع هذا الشراح على اليقين بأن كنيسة كولوسى هى ثمر خدمة أبفراس الذى جند نفسه لإنشائها وتأسيسها ، بل يبدو أنه أنشأ أيضاً كنيستى لاودكيه وهيرابوليس إذ يقول الرسول عنه : « فإنى أشهد فيه أن له غيرة كثيرة لأجلكم ولأجل الذين فى لاودكية والذين فى هيرابوليس » (كو 4 : 13) . |
||||
21 - 10 - 2023, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 139914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس تأسيس الكنائس كانت حلمه وهمه وشغله الشاغل ليل نهار فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس وفى روما وفى غيرها من الأماكن ، ... وهو يذكرنا برجلين عاشا فى الهند ثلاثين عاماً ، وقال الأول لقد عشت هذه السنوات وأنا أصطاد النمور ، وقال الثانى وكان مرسلاً: وأنا عشت فى الهند هذه السنوات أيضاً دون أن أرى نمراً واحداً !! .. كان أبفراس الخادم الذى لا ينى أو يكل عن بناء الكنيسة روحياً ومادياً ، وكان عرقه المتصبب فى الخدمـــــة نهراً ينبع من حبه لسيده وخدمته لكنيسته ... ! |
||||
21 - 10 - 2023, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 139915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس هو الإنسان المتألم العميق الألم ، ولعله سافر من كولوسى إلى روما ، وهو لا يريد أن يغيب لحظة واحدة عن مدينته بالنسبة للأخطار التى تحف بالكنيسة هناك ، والتى يلزم دفعها ومكافحتها ، ولكنه ربما ذهب ليتعلم من بولس كيف يواجهها ويعالجها،... لقد دخل الهراطقة إلى الكنيسة فى كولوسى ، وامتلأت لاودكيه بالفتور الروحى ، وتسلل العالم إلى دااخل الكنيسة ، وهو يحتاج إلى بولس لكى يرشده ويسنده . وأغلب الظن أنه دخل على بولس فى سجنه ، وأبصره الرجل وقد استولى عليه الحزن العميق والهم القاتل ، ... وإذ استفسر عما يعانى حدثه عن هذين الخطرين اللذين يعصفان بقلبه عصفاً ، وكتب بولس ، وقد ثار هو أيضاً لهذه الهرطقات : « فإنى أريد أن تعلموا أى جهاد لى لأجلكم ولأجل الذين فى لاودكية وجميع الذين لم يروا وجهى فى الجسد .. انظروا أن لا يكون أحد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب أركان العالم وليس حسب المسيح ، فإنه فيه يحل كل ملء اللاهوت جسدياً ... فلا يحكم عليكم أحد فى أكل أو شرب أو من جهة عيد أو هلال أو سبت ، التى هى ظل الأمور العتيدة وأما الجسد فللمسيح . |
||||
21 - 10 - 2023, 05:48 PM | رقم المشاركة : ( 139916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس أبفراس هو يكافح الهرطقة والفساد ، كانت معركته الأولى ، وصراعه الأعظم ، مع اللّه ، وليس مع الناس ، إذ كان هذا الرجل يؤمن إلى أبعد الحدود بقوة الصلاة ، ... وكان يؤمن أن الجهاد الحقيقى ليس بين الإنسان والإنسان ، بل بين الإنسان واللّه ، وأن يعقوب عندما أراد أن يكسب معركته مع عيسو صارع مع اللّه وغلب ، وأن نحميا عندما واجه الصعاب القاسية وهو يفكر فى مدينته المحبوبة ، وهو مكمد الوجه أمام الملك ، والملك يسأله : « لماذا وجهك مكمد وأنت غير مريض . ما هذا إلا كآبة قلب . » ( نح 2 : 2 ) .. تحول فى الحال من الملك الأرضى إلى الملك السماوى وهو يجيب ، فصلى إلى إله السماء ، ومع أن أبفراس ترك كولوسى ولاودكية وذهب إلى روما ليلتقى ببولس هناك ، إلا أنه فى عاصمة الرومان ، لمن يكن قلبه أو عينه أو عاطفته متجهة إلى مناظر روما الخلابة ، لأنه كان منصرفاً كل الانصراف بجهده وكيانه ومشاعره وصلواته إلى ما يحدث فى كولوسى ولاودكية وهيرابوليس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات لكى تثبتوا كاملين وممتلئين فى كل مشيئة اللّه » ( كو 4 : 12 ) |
||||
21 - 10 - 2023, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 139917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس يقول الرسول عن أبفراس : « مجاهد كل حين لأجلكم بالصلوات » وهو يكشف بذلك عن الرجل الراكع على ركبتيه أو المنبطح على وجهه ، طوال النهار والليل يصارع من أجل الكنيسة التى أحبها والتى يقوم بالخدمة فيها ، ... وهو يصلح بذلك أن يكون نموذجاً للخادم الأمين الناجح فى الصلاة ، والذى يعطيها المكان الأول فى الخدمة ... |
||||
21 - 10 - 2023, 05:50 PM | رقم المشاركة : ( 139918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس لم تكن الصلاة هى الشئ الوحيد الذى واجه به أبفراس الهرطقات والتعاليم الكاذبة والمفاسد ، لقد دفعته غيرته إلى أن يذهب إلى بولس يسأله المشورة والرأى والنصيحة ، وعاد من عند الرجل ومعه تيخيكس وأنسيمس ورسالة كولوسى وما تحمل من تعاليم وعقائد لمواجهة الهرطقة والأكاذيب والأضاليل ، وأدرك أبفراس أن التعليم العقائدى من أهم الضرورات وألزمها للكنيسة المسيحية ، وأنه ليس هناك ما يمكن أن يطرد خفافيش الظلام أفضل من أن ترسل الضوء القوى الهادئ ، والرسول بولس يملأ رسالته إلى أهل كولوسى بالعقائد فى حب وحزم ، فهو وإن كان قد هاله تسلل بعض الهرطقات إلى كنيسة كولوسى ، إلا أنه بدأ الحديث معهم دون أن تتبدد ثقته فيهم إذ قال : « كما تعلمتم أيضاً من أبفراس العبد الحبيب معنا الذى هو خادم أمين للمسيح لأجلكم . الذى أخبرنا أيضاً بمحبتكم فى الروح . من أجل ذلك نحن أيضاً منذ يوم سمعنا لم نزل مصلين وطالبين لأجلكم أن تمتلئوا من معرفة مشيئته فى كل كلمة وفهم روحى ، لتسلكوا كما يحق للرب فى كل رضى مثمرين فى كل عمل صالح ونامين فى معرفة اللّه متقوين بكل قوة بحسب قدرة مجده لكل صبر وطل أناة بفرح » ( كو 1 : 7 - 11 ) .. |
||||
21 - 10 - 2023, 05:52 PM | رقم المشاركة : ( 139919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبفراس إذا أراد أحد أن يتحول بهم إلى عبادة الملائكة بدعوى التواضع ، فهو لا يتردد بأن يذكرهم بأن فى ذلك ضياع لهدفهم ، وهو يقول لهم : « لا يخسركم أحد الجعالة » ... ولعل أبفراس عاد من رحلته وهو يحمل معه هذه الروح يكافح بها الهرطقات والشرور الذى يحاول الشيطان أن يدخلها إلى الكنيسة بهذه الصورة أو تلك ، ... وليت هذا يكون سبيلنا على الدوام فى التعليم العقائدى ، الذى يقع فى العادة بين غلطتين أساسيتين فى الكنيسة المسيحية ، فهناك كنائس لا تهتم بتعليم العقائد ، وهى تظن أن هذا التعليم يثير الجدل والمشاحنات والمتاعب ، والتى يحسن فى تصورهم الاستغناء عنها ، وقد تبين فى كل التاريخ أن الكنيسة التى لا تعرف العقيدة الصحيحة هى مهددة على الدوام بالخرافة والضعف والضياع ، وأن المنبر الذى يهجر التعليم العقائدى ، هو المنبر الذى لا يمكن أن يطمئن إلى سلامة الكنيسة ونموها وصمودها أمام الزوابع والعواصف والأعاصير . والعقائد الجوهرية ينبغى أن تلقن لمختلف مراحل الحياة لجميع الأعضاء . على أن الخطأ الآخر المقابل هو أن تتحول الكنيسة إلى المغالاة صباحاً ومساء لا للانشغال بالعقائد الرئيسية الجوهرية فحسب بل بالعقائد الثانوية ، وتعطيها من الاهتمام ما يحجب خدمة ورسالة الخلاص والتعــبد ومفهـــــــوم الحياة المسيحية العملية !! ... ومن الواجب المسيحى أن نقف فى الدفاع عن الجوهريات فى الإيمان المسيحى دون لين أو هوادة .، وفى الوقت عينه لا تعوزنا المرونة فى الأمور الثانوية أو التى لا تتعارض مع الخلاص والحياة المقدسة !!.. وعلى أية حال يبقى أبفراس فى كل الأجيال مثالا رائعاً فى خدمة الكنيسة ، وربح النفوس ، وتحمل المتاعب والمشقات والكفاح من أجلها ، كعبد ليسوع المسيح ، وخادم مخلص أمين،مهما بذل من جهد أو قدم من ثمن أو أعطى من مال ووقت وحياة !! |
||||
22 - 10 - 2023, 08:50 AM | رقم المشاركة : ( 139920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السير مع مريم في حياتنا اليومية ان أوامر مريم للخدام في غُرس قانا الجليل:”مهما قال لكم فافعاوه”(يو5:2)- هي اخر كلماتها المسجلة في الأنجيل المقدس، وهي كأنها آخر رغبة ومقولة لجميعنا لمن يرغب ان يتبع المسيح. من خلال تلك الكلمات تطلب منا مريم ان نثق في يسوع بالكامل كما سلّمت هي نفسها لخطة الله خطوة بخطوة خلال حياتها كخادمة متواضعة للرب. أولا، كلمات مريم للخدام في حفلة العُرس في قانا هي طاعة نموذجية مقدمة من شعب الله يحيون تحت العهد في العهد القديم، فمثلا موضوع عمل “كل ما يقول لك” يظهر ثلاث مرات عندما اسسوا العهد مع “يهوة” على جبل سيناء، فعندما اعلن موسى أولا للشعب مهامهم وواجباتهم كما اعلنها لهم الرب كشعب مختار كانت مجاوبتهم لها هي:” فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ مَعًا وَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج8:19)، وعندما أسس الله هذا العهد مع إسرائيل في احتفال شفهي في سيناء اعلن موسى بشكل رسمي كلمات الرب للشعب و جمهور الشعب مرة أخرى أجاب مرتان:” فَجَاءَ مُوسَى وَحَدَّثَ الشَّعْبَ بِجَمِيعِ أَقْوَالِ الرَّبِّ وَجَمِيعِ الأَحْكَامِ، فَأَجَابَ جَمِيعُ الشَّعْبِ بِصَوْتٍ وَاحِدٍ وَقَالُوا: «كُلُّ الأَقْوَالِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا الرَّبُّ نَفْعَلُ»(خروج3:24) و “وَأَخَذَ كِتَابَ الْعَهْدِ وَقَرَأَ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ، فَقَالُوا: «كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ الرَّبُّ نَفْعَلُ وَنَسْمَعُ لَهُ»(خروج7:24). نفس الكلمات قد تم تكرارها في تاريخ شعب إسرائيل عندما جدد الشعب غهدهم في ارض الموعد:” فَقَالَ الشَّعْبُ لِيَشُوعَ: «الرَّبَّ إِلهَنَا نَعْبُدُ وَلِصَوْتِهِ نَسْمَعُ»(يشوع24:24)، وبعد ذلك عندما بدء في إعادة بناء أورشليم بعد السبي في بابل “فَقَالُوا: «نَرُدُّ وَلاَ نَطْلُبُ مِنْهُمْ. هكَذَا نَفْعَلُ كَمَا تَقُولُ»(نحميا 12:5)، وهكذا ففي اللحظات المحورية في تاريخ إسرائيل- العهد في سيناء والدخول الى ارض الميغاد وفي إعادة بناء اورشليم- يُفعل مهما قال الله هو أساس ومرتبط عن فرب بعد الطاعة. هذا يلقي بظل نوره على كلمات مريم قي عُرس قانا، ففي فجر عهد المسيّا وهو نقطة تجول في تاريخ إسرائيل قد بدأ. كما ان المسيّا قريب ان يقوم بأولى عجائبه وبهذا يبدأ رسالته الجهورية العامة نحن هكذا مرة أخرى نواجه بموضوع القول بفعل مهما قال الله. تقول مريم للخدام ” اعملوا كل ما يقوله لكم” وبتلك الكلمات تردد صدى الإعتراف بالإيمان من شعب إسرائيل في جبل سيناء. ان مريم تجسد بطريقة ما شعب إسرائيل في سياق العهد وتقف كممثلة لشعب إسرائيل. يوسف ويسوع ثانيا، كلمات مريم تجدها متوازية وقريبة مع ما فاله يوسف الصديق في سفر التكوين، ففي المجاعة القاسية في مصر وضع فرعون يوسف مسؤولا لتخزين القمح اثناء الحصاد في سنوات الرائعة قبل المجاعة وتوزيعه في حالة نقص الغذاء أيام القحط. عندما لجأ شعب الأرض وصرخوا الى فرعون لتوفير القمح لهم قال لهم فرعون:” «اذْهَبُوا إِلَى يُوسُفَ، وَالَّذِي يَقُولُ لَكُمُ افْعَلُوا»(تكوين55:41)- تعبير تقريبا مشابه لما قالته مريم فيما بعد في قانا. هذا الترابط الأنجيلي ما بين القول افعلوا مهما قال لكم يوسف و والقول افعلوا مهما قال لكم يسوع لهو مهم جداً لأنه هناك عدة متوازيات ما بين يوسف ويسوع في هاتان المشهدان. فكما تغلب يوسف على نقص الغذاء اثناء المجاعة بمخازنخ للحبوب هكذا يسوع تغلب على نقص الخمر في حفل العُرس بتغييره لحجم كبير من الماء الي خمر، وكما قدم يوسف بأنه به روح الله في بدء عمله “فَقَالَ فِرْعَوْنُ لِعَبِيدِهِ: «هَلْ نَجِدُ مِثْلَ هذَا رَجُلًا فِيهِ رُوحُ اللهِ؟(تكوين38:41)، هكذا يسوع قد قُدم بأن الروح قد حل ّ عليه قبل بدء خدمته” «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ الرُّوحَ نَازِلًا مِثْلَ حَمَامَةٍ مِنَ السَّمَاءِ فَاسْتَقَرَّ عَلَيْهِ(يوحنا32:1).وكما كان يوسف عمره ثلاثون عاما عندما بدأ في تخزين الحبوب للشعب “وَكَانَ يُوسُفُ ابْنَ ثَلاَثِينَ سَنَةً لَمَّا وَقَفَ قُدَّامَ فِرْعَوْنَ مَلِكِ مِصْرَ”(تكوين46:41) هكذا كان يسوع عمره ثلاثين سنة عندما بدأ يوفر الخمر للمدعوين في عُرس قانا”وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً”(لوقا23:3) وكما كانت كلمات فرعون عن يوسف –”افعلوا كل ما يقول لكم”- عندما جاء يوسف ليقف لبدء قيادته في مصر، هكذا كلمات مريم- افعلوا كل ما يأمركم به”- جاء عندما بدأ يسوع خدمته العامة بصنع اول معجزة في مهمته الملوكية. ثقة بلا تردد أخيرا، دعونا نأخذ في الإعتبار كيف ان وصيّة مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثيرات لاحقة على الخدام الهمتهم للثقة في يسوع بطريقة عجيبة. ضع نفسك فقط في مكان الخدام ويسوع يقول لهم ان يأحذوا الستة أجران المستخدمة للتطعير عند اليهود ويملأوها بالماء ويغترفوا ويقدموا للمدعوين في الحفل فتلك الأجزان الحجرية قد تم استخدامهم لتطهير وغسيل اليدان، ولكن من المستغرب ان يسوع يقول للخدام ان يملأوا تلك الأجران بالماء وبعدها يقدموا ذلك الماء الي رئيس المتكأ أي رئيسهم ثم بعدها يقدموه للمدعوين. ان ذلك يحتاج في الحقيقة الى شيئ من الإيمان، فتخيل ماذا كان يفكر الخدام:” املأ تلك الأجران؟ بالماء؟ ثم قم بالتقديم للضيوف؟ كيف سيحل ذلك المشكلة؟. فمن الوجهة البشرية المحضة خطة يسوع ليس لها معنى ولا تُفهم فأولا وفي المقام الأول يسوع يسأل الخدام ان لا يفهموا خطته ولكن فقط يثقوا به. ولقد وثق الخدام في يسوع فأنجيل يوحنا أشار ان الخدام اسنجابوا بإيمان كتلاميذ مؤمنين يتبعون وصايا المسيح مهما كان عجيبة تلك الوصايا كما تظهر لهم. يسوع قد أعطى أمران للخدام، أولا ان قال لهم:” «امْلأُوا الأَجْرَانَ مَاءً» وجاء في انجيل يوحنا انهم أطاعوا أمر المسيح وأدوه بالتمام “فَمَلأُوهَا إِلَى فَوْقُ”(يوحنا7:2). ثانيا،قال لهم يسوع:” «اسْتَقُوا الآنَ وَقَدِّمُوا إِلَى رَئِيسِ الْمُتَّكَإِ»، وانجيل يوحنا ذكر انهم “فَقَدَّمُوا”(يوحنا8:2). لاحظ كيف انجيل يوحنا استمر بطريقته ليقول لنا ان الخدام فعلوا بالتمام كما قيل لهم. في وضوح هؤلاء الخدام اتبعوا نداء مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» فكانوا تلاميذ مؤمنين اطاعوا لكلمات المسيح. بشكل كبير يقدهم انجيل يوحنا ليس فقط عبيد زلكن كخدام بمعنى تلاميذ. بدلا من استعمال الكلمة اليونانية للعبيد doilois انجيل يوحنا وصق هؤلاء الرجال كخدام diakonois الكلمة اليونانية في انجيل يوحنا ترجع الى التلاميذ الخقيقيين ليسوع. في يوحنا 26:12 مثلا “”إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي (diakonei) فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي diakonos. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي يُكْرِمُهُ الآبُ. وهكذا يمكننا ان وصية مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» لها تأثير قوي؟، فمريم راقبت الخدام لكي يلبوا مثل نموذج لتلاميذ مؤمنون يعطون طاعة فورية ليسوع. ان كلاماتها الأخيرة في قانا تعني تشجيعنا في هذه الأيام فنحن مدعوون ان نكون مشابهين للخدام في ذلك الحفل نثق تماما في الله في حياتنا ونقدم طاعة تامة للمسيح كما فعلوا عؤلاء في الماضي. نحن أيضا يمكن ان لا نفهم دائما عمل يسوع في حياتنا وقد لا نرى بوضوح اين يقودنا الرب لكن علينا فقط بالثقة والإيمان. مع كل تلك الخلفية يمكننا ان نرى كيف ان كلمات مريم «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» يجب ان تحثنا وتلهمنا لإيمان عجيب ، وفي الحقيقة هذه ليست أمر قانوني يجب ان يطاع او مقولة روحية جذابة ولكنها كلمات واثقة ولدت عن خبرة. طوال حياتها من الناصرة حتى الصليب فمريم عاشت بمثل ذلك الأساس من الثقة والطاعة وهي قد تعلمت ان تسلّم نفسها مهما يكن ما يسأله الله منها وتعلمت أيضا ماذا يعني ان تسير مع الله. بتذكر كيف انها وثقت بدون تردد دعوة الرب عندما ظهر لها الملاك في الناصرة. ان الإيمان البسيط والبدائي قد وُضع تحت الإختبار عدة مرات وكما احتفظت وفكرّت فيما عسى ان يكون فقر ابنها وتواضعه ورفضه عند مولده وكيف انعكست كلمات سمعان الشيخ القاسية عليها من سيف يخترق قلبها، وكيف اختبرت قلة فهمها عن لماذا يسوع قد فقد منها لمدة ثلاثة أيام في الهيكل. بهذا المعنى مريم لم يكن لها بشارة واحدة فقط او مهمة محددة، ففي كل لحظة من حياتها سواء اختبرت فرح، مرافقة، ووضوح او معاناة وظلمة زصليب فمريم قد أعطيت العديد من الفرص لتؤكد أول “نعم” قالتها الى الله في الناصرة. والآن بعد سفرها حتى الآن في رحلة ايمانها، بثقة مقدسة تحثنا القديسة مريم ان نحيا ما قد خُدم كأساس ثابت وقوي في حياتها وما قد اختبرته هي شخصيا الا وهو «مَهْمَا قَالَ لَكُمْ فَافْعَلُوهُ» فإذا ما اتبعنا خطوات مريم وخبرتها كتلميذة مؤمنة وآمينة للرب سنجد كما وجدت هي نتيجة وجزاء وثمرة التصاقها بالرب من سعادة ومجد وحياة آبدية فالمسيح هذا وعده وهو صادق وآمين وهذا ما ينتظر كل المؤمنين من مجد في السماء. صلاة: نعظّمك يا أم النور الحقيقي ونـمجدك أيتها العذراء القديسة والدة الإله لأنك ولدت لنا مـخلّص العالم، أتـى وخلّص نفوسنا،الـمجد لـك يا سيدنـا وملكنا الـمسيح، فخر الرسل إكليل الشهداء، تهليل الصديقين ثبات الكنائس، غفران الخطايا، نبشر بالثالوث الـمقدس، لاهوت واحد نسجد لـه ونـمجده. السلام لك أيتها العذراء الـملكة الحقيقية، السلام لفخر جنسنا، إشفعي فينا أمام المسيح الذى ولدتيه لكى ينعم لنا بغفران خطايانـا. السموات تطوبك أيتها الـممتلئة نعمة، العروس التى بلا زواج، ونحن أيضا نـمجد ميلادك الغيـر مُدرك ياوالدة الإلـه، يا أم الرحمة والخلاص تشفعى من أجل خلاص نفوسنا يا باب الحياة العقلي،يا والدة الإله الـمكرمة خلّصي الذين التجأوا إليك بإيـمان من الشدائد لكى نـمجد ميلادك الطاهر فى كل شيئ من أجل خلاص نفوسنا. انتِ هى سور خلاصنا يا والدة الإله العذراء الحصن الـمـنيع غيـر الـملثم، ابطلي مشورة الـمعاندين، وحزن عبيدك ردّيه إلـى فرح وتشفعى عن سلامة العالم. يا والدة الإلـه إذ قد حوينا الثقة بكِ فلا نخزى-بل نخلص وإذ قد إقتنينا معونتك ووساطتك أيتها الطاهرة الكاملة، فلا نخاف بل نطرد أعداءنا فنبددهم ونتخذ لنا ستر معونتك القويـة فى كل شيئ نظير الترس، ونسأل ونتضرع إليك هاتفين يا والدة الإله لكي تخلصينا بوسائلك وتنهضينا من النوم الـمظلم إلى التمجيد بقوة الإله الـمتجسد منك. أيتها العذراء الطاهرة اسبلي ظلك السريع المعونة على عبدك وأبعدي أمواج الأفكار الرديئة عنى وأنهضي نفسي الـمريضة للصلاة والسهر لأنها استغرقت فى سبات عميق فإنك أم قادرة رحيمة معينة والدة ينبوع الحياة ملكي وإلهي يسوع المسيح رجائـي. هيئـي لى أسباب التوبة أيتها السيدة العذراء فإليك أتضرع وبك أستشفع وإياكِ أدعو أن تساعديني لئلا أخذى، وعند مفارقة نفسي من جسدي إحضري عندى، ولأبواب الجحيم أغلقي لئلا يـبتلعوا نفسي يا عروسة بلا عيب للختن الحقيقي. أنت هى الـممتلئة نعمة يا والدة الإله العذراء نسبحك لأن من قِبل صليب إبنك إنهبط الجحيم، بطُل الـموت، أمواتا كنا فأنهضنا واستحققنا الحياة الأبدية، ونلنا نعيم الفردوس الأول من أجل هذا نـمجد بشكر الغير مائت المسيح إلهنـا. يا والدة الإله أنت الكرمـة الحقيقية الحاملة عنقود الحياة، نسألك أيتها الـمملوءة نعمة مع الرسل من أجل خلاص نفوسنا، مبارك الرب إلهنا، مبارك الرب يوما بيوم يهيئ طريقنا لأنه إله خلاصنـا. ياوالدة الإله أنت هـي باب السماء إفتحي لنـا باب الرحـمة. آميـن. اكرام: ضع نفسك في حماية العذراء ولتكن كل ايامك مريمية نافذة: يا سلطانة السماء والأرض تضرعي لاجلنا |
||||