09 - 08 - 2016, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 13971 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما هو التاريخ القبطى ؟ فى مصر أرض الكنانة عدد لا يمكن حصره من المعابد والتماثيل والمقابر الفرعونية تغطى أرض مصر ، وهناك أيضاً عدداً غير معروف من الكنائس والأديرة القبطية الأثرية ، وكذلك أماكن مقدسة سارت فيها العائلة المقدسة فى أرض مصر وباركها المسيح ببداية خطاه على الأرض فى مصر ، كما يوجد الآلاف من الجوامع الأثرية فى مصر ، وفى التاريخ كذلك الألاف من الأشخاص فى جميع العصور التاريخية أثروا فى توجية مصر ، ولا يوجد مرجع واحد يغطى جميع الحقبات التاريخية فى مصر وإننى بكل جهد أبذل قصارى جهدى فى كتابة وتسجيل تاريخ شامل لمصر أطلقت عليه موسوعة تاريخ أقباط مصر وإننى بكل ما أوتيت من جهد وإن إستطعت قبل ان تخبو شعلة حياتى أو تنطفئ سأحاول تسجيل تاريخ الأماكن والشخصيات ، ولو وصل الأمر لتسجيل تاريخ كل حبة رمل فى أرض مصر فسأفعل هذا إذا كان لها تاريخ . ************************************************** ************************************************** ******** تمهيـــد يعرف المؤرخون التاريخ بأنه أحداث الماضى , ويقسم الباحثين التاريخ إلى أقسام كثيرة ومتشعبة لا حصر لها منها : التاريخ الدينى – تاريخ الأمم – تاريخ حياة أفرد أو شخصيات هامة – تاريخ علمى .. ألخ ويمكن القول بعبارة شاملة مختصرة قصيرة " أن كل شئ حولنا له تاريخ " ... ألخ وعندما نبحث فى تاريخ أقباط مصر " تاريخ الأمم " سوف يقابلنا أشخاص عاشوا فى هذا التاريخ وصنعوا أحداثة قد تكون أفعالهم حسنة وقد تكون سيئة بغض النظر عن إنتمآءاتهم الدينية أو العرقية التى توجههم , فلا يوجد كائن حى معصوم من الخطأ إلا الرب وحدة . إجتاحت مصر جيوش عديدة لأمم قوية خلال حقبات مختلفة من العصور ولم تستطع هذه الأمم أن تذيب الشعب المصرى بأن تفقدة هويتة الوطنية المصرية العريقة – فمصر هو النهر الذى يجرى فى عروق المصريين فالمصرى يفخر فى بلاد غربته بقولة :- " أنا مصرى" :::: أولا >>>>> ثم >>>>> " أنا قبطى" :::: ثانيا والعالم الغربى والشرقى يعرف تاريخ مصر الفرعونية أصل الحضارة ويعرف أيضاً تاريخ الأقباط الذين حافضوا على الإيمان المسيحى الذى وافق ميل المصرى وسلوكه الإنسانى لمدة 1935 عاما تحت حكم الإحتلال الإسلامى العربى وتحت الحكم الرومانى والبيزنطى والفارسى , لهذا لم تستطع الأمم ذو آلات الحرب أن تحتوى مصر فالهكسوس مثلاً الذين إحتلوا مصر ما يزيد عن 400 سنة أعجبو بالمصريين وقلدوهم فى حياتهم اليومية ثم ذهبوا أبعد من ذلك بأن عبدوا آلهتهم , أما الإسكندر الأكبر( المقدونى - ذو القرنين) القائد اليونانى الشهير الذى وصل بجيشة إلى الهند وإحتلها , إشتاق أن يلبس تاج مصر ويتوج على عرشها فذهب إلى واحة سيوة حيث معبد الآلهة أيزيس . وقائمة الأمم التى إحتلت مصر كثيرة , فحكم مصر وغزاها الفرس والرومان والعرب وغيرهم وسوف تجد فى المقالات التالية أن الغزاة وزوار مصر أخذوا من عقائدها وأسلوب الحياة فيها , ثم قاموا بنقل كل ما شاهدوه إلى بلادهم با أنهم أخذوا الفضائل الدينية وأضافوها بطريقة أو أخرى إلى معتقداتهم واسلوبهم فى المعيشة . بالإضافة إلى الغزاة .. هناك الزوار الذين قدموا إلى مصر بقصد دراسة علومها وآثارها – أو السياحة – الترويح – العلاج – العمل – المشاهير – القادة .. أما الفئة المهمة التى سجلت لنا التاريخ هم الكتاب والمؤرخون وداس على تراب أرض مصر اعظم وأكبر الأنبياء منهم : - إبراهيم الخليل – إسحق – يعقوب أب الاباء – الأسباط الأثنى عشر - موسى كليم الرب الذى تربى وتعلم كل حكمة المصريين وعلومهم – أرميا النبى – أما المسيح فقد باركها طفلاً ومعه أمه العذراء مريم ويوسف النجار .. وقد ارسل لها رسلاً مثل مرقس وبطرس .. وحاول الغزاة إحتواء هوية مصر وتغييرها فلم يستطيعوا وشعروا بغربتهم فيها لأنهم أجانب عنها , وفى النهاية إحتوتهم مصر إلا أن إحتوائهم لم يكن كاملاً , وذلك لأن إنتماؤهم العرقى أو الدينى ليس مصرياً خالصاً فإنهم لا يفتخرون بمصريتهم بالرغم من انهم لا يعرفون غير مصر وطناً لهم , فيشربون من نيلها ولا يرتوون , ويأكلون من خيراتها ولا يشبعون , فيقولون أنهم مصريون وأن دينهم الإسلام ولكن عند البحث فى صميم عقيدتهم الإسلامية تجد أن الإسلام تجنس وليس ديناً , ومن هنا تسقط عنهم الهوية المصرية لأن شريعتهم الإسلامية وقرآنهم يأمرهم بقتل أهل البلاد الوطنيين المصريين الأصليين الذين هم المسيحيون القبط , كما تدفعهم عقيدتهم إلى سرقة وسلب خيرات مصر وآثارها , والذى يمد يدة وينهب ويسلب خيرات بلد تسقط عنه صفة الإنتماء لهذا البلد لأنه لا بد وان يكون غاصباً ومحتلاً ومستعمراً , لأن الغاصب ياخذ ولا يعطى ومن الملاحظ أيضاً أن الشعب المصرى أبناء الفراعنة أحرار مصر قد أستطاعوا أن يخبئوا مصريتهم الأصلية فى إنعزالهم الدينى فحمى ذلك نقاء دم الشعب الفرعونى , وقد يكون حدث هذا بقصد أو دون قصد , فبإيمانهم بالمسيحية حولوا أمتهم إلى أمة روحية مسيحية خالصة , لها ملك هو السيد المسيح له المجد لا يطوله حكام الأرض أو ولاة السلطة , فاذابوا بذلك مصريتهم فى قبطيتهم (مسيحيتهم) , وساعدهم على ذلك الخلاف الدينى الأخير الذى وقع بينهم وبين القسطنطينية , والآن لا يمكن الفصل بين الدين المسيحى والهوية المصرية عند القبطى , فاصبح هدف القبطى هو أنه بالمحافظة على مسيحيتة وطهارتها فى قلبه يحمى مصر أيضاً وتراثها الحضارى الموجود فى دمة وتوارثة من آباؤه واجداده . ونحن نرى اليوم أن إنتماء المسلمين الذين يعيشون فى مصر يميلون بدون وعى بالإنتماء والإنضمام لأمم إسلامية أخرى والإضرار بمصر , لهذا إذا إحتل مصر مستعمر من دينه فإنه ينضم إليه بل أنه يساعده فى نهب مصر وسلب خيراتها , وهو لا يرى أن خيرات مصر تذهب لأطماع شخصية خاصة أو مغامرات حربية مغلفة بالنعرة الدينية. ونرى أيضاً من خلال التاريخ أن أمما كثيرة فقدت حريتها وهويتها بعد غزو الأمم لأراضيها , أما الأقباط فبالرغم من سقوط مصر وإحتلالها من أمم عديدة , لم تستطع هذه الأمم بما لها من جبروت وقوة حربية أن تنزع حريتهم منهم , لأن حريتهم هى حرية فى المسيح التى أعلنها لهم فى قوله : " إن حرركم الإبن فبالحقيقة تكونون أحرارا " ( يوحنا8: 36) وقال فى موضع آخر : " تعرفون الحق والحق يحرركم" ( يوحنا8: 32) بمعنى حرية ضد كل قوى الشر وسلطان الخطيئة والظلمة , وهى حرية شاملة عامة ليس لها حدود لأنها أمر إلهى . والحرية التى أعطاها لنا السيد المسيح حرية داخلية لا يستطيع أحد أن ينزعها منا فالظاهر للأمم التى إحتلت مصر ومنها العرب المسلمين أنهم إستطاعوا أن يذلوا الأقباط وأن الأقباط أصبحوا عبيداً لهم وأن الأقباط فى درجة المواطنة الثانية , فليس هناك إذا حقوقاً للأقباط. ولكن فى واقع الأمر أن القبطى يشعر بالحرية وأنه ينعم بالقلب الكبير فى ارضة وعلى تراب وطنه بالرغم من الظلم والمعاناة التى يبتليه به المحتل الإسلامى , وحتى ولو أنه لا يملك شيئاً وليس فى يده سلطان فإنه يشعر بالأسف لقصور تفكيرهم , وياسف لتحكمهم فإزدادت مصر تخلفاً عن الركب الحضارى قرناً بعد قرن منذ إحتلالهم لمصر وحتى الآن , ولكن ليس فى يده إلا أن يعمل بامانه كل فى موقعة ويمكن القول أن عمل الأقباط فقط قد حفظ مصر من الإنهيار التام . والمصرى هو القبطى هو الأصلى والأصيل فهو يحب مصر من كل قوته وقدرته , يحب نيلها الخالد , يعشق عبق ترابها ونسمة جوها , يعطيها من عنده فيضيف إلى حضارتها ويرتقى بعلومها لهذا راى المصريون أن الغزاة أقل منهم حضارة بالرغم من تفوقهم الحربى نتيجة لوحشيتهم وإكتشف الأقباط أن العرب المسلمين الذين إحتلوا مصر لهم أخلاق وعادات وطباع غير حضارية بل وبربرية فى بعض الأحيان , وهذه الأخلاق لا تتناسب مع طبيعة المصرى القبطى الأصلى والأصيل العرقية ولا حتى تقترب من طباعهم الهادئة . ويعتبر الأقباط أنّ ذروة الإضطهاد الديني لهم كانت أثناء حكم الإمبراطور دقلديانوس الذي مارس القتل الجماعي ووحشية تعذيب المسيحيين فى أنحاء الإمبراطورية الرومانية وكانت شروطه لهم هى أن يبخروا لأوثانه ويؤمنوا بها , ورفض الأقباط ترك المسيحية فكان عدد الذين فضلوا الموت عن إنكار المسيح فى مصر وحدها هم مليون شهيد , وفى يوم أحد المجازر الرومانية قتل فيه مائة ألف شهيد ضحية الإضطهاد الوثنى فإتخذه الأقباط عيداً أسموه عيد الشهداء , وقام الأقباط بتسجبل هذا اليوم على أنه بداية لتقويمهم القبطي ويسمونه عيد النييروز وما زال الأقباط يحتفلون بهذا اليوم حتى الآن , ويعرف الغرب هذه السنة بإسم Anno Martyrum أو عام الشهداء وتوقف عطاء الشعوب المسيحية للشهداء فى الغرب ولكن شعوب الشرق الأوسط التى وقعت ضحية للغزو العربى الإسلامى ما زالت دمائها تنزف بغزارة بين الحين والآخر وخاصة فى مصر فمازال نزيف الإضطهاد مستمراً ويسقط القتلى كل سنة بالعشرات وأحياناً بالمئات وأشتهرت مذبحة الكشح الذى راح ضحية الأسلام 22 قتيلاً قبطياً مسيحياً , لهذا يطلب موقع اقباط مصر من أقباط المهجر الإحتفال سنوياً بعيد الشهداء من آجدادنا وأبائنا وامهاتنا وأخواتنا الذين سقطوا شهداء وقدموا دمائهم الذكية لكى يستم الإيمان بالمسيح فى أرض مصر حتى يومنا هذا - والخطوة الأولى هو أختيار يوم بعيداً عن الأصوام وأعياد القديسين الأخرى التى تمتلئ بها ايام سنتنا القبطية ومضى أكثر من عشرة سنين على كتابتى لهذه المقالة وفى سنة 2010 حدث تحرك شعبى قبطى مفاجئ تم بدون مؤتمرات أو تحديد يوم من القيادات الكنسية وفجأة رأينا إتفاق الأقباط فى العالم كله [ أقباط المهجر (الخارج) وأقباط مصر (الداخل) ] بطريقة عفوية على الإحتفال فى الأحد الثانى من فبراير سنة 2010م والذى عن طريق الصدفة البحتة وافق الإحتفال السنوى لشهداء الكشح ومرور أربعين يوماً على مذبحة نجع حمادى وبلا أدنى شك أنه كان بوماً تاريخيا حدده الشعب القبطى للإحتفال بيوم الشهداء وهو يوم خاص بالأقباط الذين أستشهدوا ومصر تحت الإحتلال الإسلامى الدينى العنصرى . أما بالنسبة للعالم المسيحى القديم فقد قسم مجمع خلقيدونيا عام 451 م. المسيحيين حول طبيعة السيد المسيح , والواضح أنه لم يكن إنقساماً فى العقيدة بقدر ما أنه كان إنقساماً حول السلطة الكنسية على كنائس العالم القديم . وتعتبر الآثار الناتجة من مجمع خلقيدونيا هى أسوأ مرحلة فى مراحل تاريخ الكنيسة القبطية في العصور المسيحية ، فقد الغى الأباطرة البيزنطيين سلطة البابا القبطى على الأقباط واقاموا بطريرك آخر بطريرك تابع لبيزنطية , ولكن لم يستطع أباطرة بيزنطة بكل جبروتهم وقوتهم محو هوية الأقباط وجعلهم تابعين فأصبح على أرض مصر يوجد بطريركين أحدهما بيزنطى شرعى مؤيد ومدعم من الأباطرة وحكامهم فى مصر , والآخر قبطى أرثوذكسى هارباً فى بعض الأحيان من المجازر الوحشية ضده وضد أساقفته وشعبه واستمر الإنقسام الى حين الغزو العربي الإسلامى عام 642 م . وحينما إحتل العرب المسلمين مصر اكملوا مسيرة اضطهاد الأقباط بشكل لم يسبق له مثيل فى تاريخ البشرية وحتى الآن .. وقال االمتنيح العلامة الأنبا غريغوريوس أسقف المعاهد العلمية (1) : " في هذه المناسبة نذكر قول عميد الأدب العربي الراحل الدكتور طه حسين وعبارته الجميلة الخالدة في كتابه مستقبل الثقافة في مصر الكنيسة القبطية مجد مصري قديم ,وهي عبارة تلخص تلخيصا جامعا تاريخ شعب وأمة وحضارة " أما الشعب فمازال حيا ولن يموت... أما الأمة فخالدة باقية تصارع عن وجودها ولن تفني وقد قال فيها بعض العظماء إذا كانت العجائب سبعا فالعجيبة الثامنة هي بقاء القبط إلي اليوم علي الرغم مما عانوه في تاريخهم الطويل من أهوال تميد من تحتها الجبال الرواسي , وأما الحضارة فكانت أعظم وأعرق حضارة عرفها تاريخ الإنسان... ولقد قال حديثا أحد علماء الآثار من السويد :إني لا أصدق أن شعبا ما مهما بلغ نصيبه من الجد والاجتهاد والذكاء يمكنه في فترة قصيرة من الزمن أن يصنع ما صنعه المصريون القدماء من حضارة متقدمة,مالم يكن قد ساعدهم علي ذلك كائنات راقية من كواكب أخري..وقال عباس محمود العقاد في بعض مقالاته إن المصريين توصلوا إلي تفجير الذرة, وهذا هو سر اختفاء قارة الأطلنطيد التي ذكرها أفلاطون وسمع عنها من كهنة المصريين القدماء,وبالتالي هو سر اختفاء الحضارة المصرية المفاجئ بحيث انقطع التواصل بين الماضي والحاضر ولم يعد في مقدورنا معرفة ماضينا إلا من خلال الكشوف الأثرية التي تقدم لنا شيئا من المعرفة القليلة في فترات متباعدة ولكنها لم تستطع حتي الآن أن تعطينا صورة كاملة شاملة " ولأن المصرى ميال لقيادة الحضارة والبحث عن كل جديد فى حياته فقد حاول بإستمرار وحب وطول أناة أن يقدم كل ما عنده من علم وثقافة وفلسفة بل وطعام وملبس وخلافة فى سخاء لكل قادم إلى مصر مهما كانت عقيدته أو أخلاقة. فلم يبخل القبطى على مر العصور ومنذ نشأة مصر ونشأته فى مصر على أى محتاج أو محتل أو زائر أو هارب أن يخدمه ويفرح قلبه , ويعطيه من خيرات بيته وبيت أبيه أو حتى يحميه إذا كان مظلوما وهارباً من البطش. لأن المصرى القبطى الأصيل بطبعه خٌير لا يوجد فى قلبه إلا الحب والعطاء كيف تعامل الغزاة أو الزوار مع المصريين الأقباط ( سكان مصر الوطنيين الأصليين أصحاب مصر) ؟ هذا هو محور تاريخ أقباط مصر تعيشه مع آبائك وأجدادك العظماء الذى تقرأه الآن . ويقف مدرس للتاريخ فى كلية اداب قسم تاريخ جامعة حلوان ليعلن لطلبته أن الأقباط ليس لهم تاريخ وهذه الأقوال يرددها جهابذه مدرسى التاريخ فى كليات مختلفة , ولكن نقول له أن الأقباط المسيحيين فى مصر هم السلالة النقية من فراعنة مصروطبعا يعرف تاريخ الفراعنة جيداً وفى العصر المسيحى كانت الأسكندرية منارة للعلم فى للبحر الأبيض المتوسط , وفى العصر الإسلامى كانوا يديرون الحكم فى مصر بينما حكامها مشغولين بغزواتهم لنهب الشعوب وإستعمارها بإسم الدين الإسلامى - أنه لا يوجد فى الإسلام تاريخ إلا تاريخ الدماء أما العطاء الحضارى للبشرية فمفقود تماماً - وسؤال لك يا سيدى الدكتور ما هى سلسلة أنسابك هل انت من الموالى المسلمين أى أن خلفيتك قبطى أم من أشراف مصر أى من قبائل العرب التى غزت مصر حتى نستطيع أن نرد على فكرك بأن الأقباط ليس لهم تاريخ. اخى الحبيب المسلم ابن جدى الذى لم يستطع دفع الجزية لفقرة وإضطر أن يعتنق الإسلام , أنا لا ألوم جدك لأنه أراد أن يربى اباك حتى لا يموت أو يذبح كما يذبحون الأبرياء الآن ويباع أبوك فى اسواق العبيد وتباع جدتك وأمك وأخوتك البنات فى أسواق الجوارى ويصبحن متعه للمسلم .. اليوم لك وقفه إقرأ وقارن بين التاريخ المسيحى النظيف الطاهر وتاريخ الإسلام ولك فى النهاية اتخاذ القرار ولكن فكر ماذا ستقول حينما يسألك الديان العادل السيد المسيح قائلاً : من هو إلهك ؟ ما هو دينك هذا ؟ من هو نبيك ؟ وما هى أخلاقة ؟ وما هى أخلاقك ؟ ومن قتلت ؟ ومن أغتصبت ؟ ولماذا كذبت ؟ ولماذا سرقت ونهبت ؟ إن أعمالك تتبعك لن تستطيع أن تهرب منها الديان السيد المسيح الذى يعرف كل شئ عنك المسيح هو الديان .. ( البخارى جزء3 ص 107 ) ( سورة الزخرف آية 61 )( لاتقوم الساعة حتى ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا) , .. أخى المسلم لقد جاء السيد المسيح بالحب والسلام والأمان لكل الناس لهذا دعاه التوراه فى نبوءه أنه ملك السلام .. تذكر - يوم الحساب وأن الذى سيحاسبك ويدينك هو السيد المسيح وبالعقل والمنطق فالسيد المسيح سيدين العالم بشريعته هو التى جاء بها هو .. شريعة الحب والسلام .. وليست بشريعة الغاب .. وليست بشريعة الإسلام التى هى كل مضمونها التشريعى القتل والإرهاب والإغتصاب والنكاح والجنس والسرقة .. ألخ .. مهما قالوا لك غير ذلك .. فلن تقدر ساعتها أن تقف أمام الديان السيد المسيح وتقول : قالولى هل الأقباط كفرة ؟ وما معنى كلمة كفرة ؟ بالنسبة للعقيدة الإسلامية أن كل من لا يؤمن بالله ولا برسوله هو كافر ، والأقباط لا يؤمنون بالله ولا برسوله إذا فالأقباط كفرة ، والإسلام يتهم الأقباط بالكفر ، ويحاول المسلمين اليوم أن يخففوا من معنى إتهام الأقباط بالكفر فتارة يقولون أن كل دين يعتبر المنتمى لدين آخر كافر أو أن الكفر " هي صفة تنطبق علي كل مخالف لملة أو دين غير معترف به، ومعناها اللغوي الستر والإخفاء ويقال كفر الفلاح البذرة أي أخفاها تحت الأرض وسترها " و أن كلمة كافر ليست سبة إلى آخره من الترهات والتفاهات والسذاجات التى يخرج بها المسلمين علينا بين الحين والآخر ، ولكن فى الحقيقة إن كلمة كافر كلمة خطيرة فهى فى الإسلام تعنى العداء لله ورسوله والمؤمنين ولهذا فمنذ نشأة الإسلام خرج البرابرة من الجزيرة العربية يغزون بلاد الكفرة يقتلون ويسبون ويغتصبون ويسرقون أعداء الله ورسوله وطبعاً لم تثتثنى مصر من الغزو لأن سكانها من الكفرة الأقباط .. لماذا نعيد كتابة تاريخ أقباط مصر؟ يقول المتنيح الأنبا غريغوريوس : " لكننا لا نستطيع أن نعيد التاريخ من جديد ، ولا أن نحيا الأحداث التى عاشها أجدادنا ولا نزعم أننا يمكن أن نفكر بذات تفكيرهم أو نشعر بشعورهم مهما بلغ من وقوفنا على مادة أثرية أو كتابية وصلت إلينا " ولكننا بلا شك عندما نقرأ عما كتب عن أجدادنا الأقباط نشعر بفخر كبير لكونهم اصروا على أن يكونوا اقباطاً مصريين مهما كانت الظروف التى جازوا بها والصعاب التى قابلوها والأحداث المؤلمة التى مروا بها يكفى انهم سلموا لنا قبطيتهم (مسيحيتهم) ومصريتهم نقية من كل شائبة أراد الآخرين بكل طرق ألإرهاب تلويث ميراثنا القديم الذى تسلموه من الآباء وإستلمناه نحن . أقباط مصر أحتفظوا بصفاتهم ومقوماتهم وتماسكهم كأمة قاومت فى إباء وشمم إستعمار إستيطانى إسلامى دام حوالى 1425 سنة وما زالت تقاوم ربما تختلف الأمة القبطية فى أهدافها فى الحياة عن باقى اللأمم ولكنها ما زالت أمة لها تاريخها الطويل والمؤثر فى العالم حتى يومنا الحاضر , وهذا التاريخ الطويل يبين قيمتها فى الحياة بين الأمم , لهذا نفاخر ونفتخر بتاريخنا بين الأمم , ويرجع هذا التاريخ المعروف فى جميع معاهد العالم إلى ما قدمه آباؤهم من ميراث حضارى . ولم يعتمد الأبناء على أمجاد الآباء بل أنتشروا بين الأمم يعملون فى جد وإجتهاد ولهم كل فخر أنه من بين أبناء مصر المسيحيين العشرة مليون وصل السيد بطرس بطرس غالى إلى منصب السكرتير العام للأمم المتحدة , فوصلوا فى ميزان تقدير الأمم الأخرى لهم إلى فوق . ولا يوجد أقوى من كلمات أ.ب بتشر فى كتابها "الأمة القبطية " التى ذكرتها فى ج1 ص 32 فقالت : " تلك هى حالة الكنيسة القبطية التى أسسها مارمرقس وظلت عليها فى البأسا والضراء تقاسى الشدائد والشيقات وتتحمل المظالم والإضطهادات حتى يومنا هذا حيث يمر الوافدون إلى مصر إلى مصر من الغربيين لهذا العهد فيتجاهلون وجودها تارة أو يهزأون بها طوراً نظراً لما آلت إليه من الهوان والذل , ولكن مهلاً فسترى فيما يلى من صفحات هذا الكتاب تاريخاً يزرى بتواريخ أعظم الكنائس المسيحية مقاماً وشأناً , وسيأتى يوم يجلس فيه رأس الكنيسة للقضاء بحسب عدله بحسب فكر الأنسان , وفى ذلك اليوم يسمع قوله : " ويكونون لى قال رب الجنود كل الذين يخافون أسمى فى اليوم الذى أجمع فيه جواهرى " أ.هـ وبالنسبه إلى وجودهم وتواجدهم فى معركة البقاء كأمة فقد خرجوا منتصرين من الإبادة والإضطهاد والذل الإسلامى طيلة 1425 سنة أى يوم 29 سبتمبر – الذى هو الذكرى السنويه المشئومه ال 1366 لغزو العرب لمصر سنه639 وهناك تاريخا مكتوباً أخفاه المؤرخين المسلمين لغرض فى نفس يعقوب كما أنه لم يظهره المؤرخين المسيحيين بالشكل الواضح لأنهم مكبلين بالإضطهاد الإسلامى . وعلى أساس هذه الفكرة فكان يجب علينا للرجوع إلى أمهات الكتب الإسلامية والمخطوطات المسيحية ونقل ما جاء فيها بدون تعليق يذكر من الموقع وعلى القارئ أن يستنبط ويستنتج الحقيقة وهذا ما جعلنا نعيد كتابة تاريخ أقباط مصر . هذا بالإضافة إلى أنه من حق أبناء الأقباط الفخر بأجدادهم لأنهم أبلوا بلاءً حسنا فى جميع العصور الرومانية الوثنية والرومانية المسيحية والبيزنطية المسيحية والإسلامية وحتى شهداء الكشح اليوم . ولا يمكن لأمه أن تبقى على طريق الوجود فى الحياة مالم يكن لها تاريخ طويل وراءها , ومن هذا الإمتداد الطويل الخلفى تسير الأمة القبطية إلى الأمام إلىغايتها فحاضرهم اليوم لا يختلف كثيراً ماضيهم فما زالت هناك العوامل الداخلية تعمل على إفناء أبنائها وإبادتهم , يتمثل خطر الإبادة فى الإسلام فى مصر وقرآنه الذى ينص فى آياته بقتلهم لأنهم لا يؤمنون بالله ورسوله محمد .. لهذا لن ينفصل إذاً حاضر الأقباط عن ماضيهم , لهذا يجب أن يدرس كل قبطى تاريخ أقباط مصر .. لأنه بهذا التاريخ يطلع الأقباط على التضحيات التى قدمها آباؤهم وأجدادهم فى سبيل بقائهم وبقاء المسيحية فى مصر . وتكلمنا عن إختلاف الأمة القبطية عن باقى الأمم ونتكلم هنا عن الرابط بينهم والهدف , والرابط الذى يربط ابناء هذه الأمة هو حبهم الشديد للرب يسوع , وهذا الحب يملأ قلوبهم وفكرهم وحياتهم , يحركهم جميعاً كعمل نشط للعمل على منفعة هذه الأمة وبهذا الرباط الإلهى توزعت المواهب للعمل الدؤوب فى صبر كقطرات المياة المتساقطة التى حفرت مجرى النيل فى أراضيهم , ولا شك أنهم يأملون فى الحصول على ملكوت السماء كثمرة روحية , ولكنهم كأمة أرضية لا يستطيعون الوقوف مكتوفى الأيدى يرون خراب بلادهم وديارهم وأرضهم بواسطة العابثين هذا من ناحية الوطن ومن ناحية اخرى معاملتهم فى وطنهم كعبد مهان وتسهيل سرقتهم وإغتصاب عرضهم والإستيلاء على أراضيهم , ولا يوجد متدينا يعبد إلهاً حقيقياً يستكين لهذا الظلم ولا يوجد إلها يترك أتباعه فى هذا الظلم مالم يكونون هم الذين يحبون ذل الشيطان وإستعباده لهم . وأخيراً نجــب أن نسجل لأولادنا وأحفادنا من أقباط ومسلمين أهداف مباراة بين المسيحيين والمسلمين فى الخمسين سنة الماضية إحقاقاً للحق والتاريخ , المسيحيين يمثلهم البابا شنودة ويبلغ تعدادهم حوالى 10 مليون , والمسسلمين يمثلهم الأخوان المسلمين ويتبعهم أيضاً حوالى عشرة مليون بل أكثر من ذلك إذا أدخلنا جماعات الإخوان حول العالم .. والنتيجة هدفين فى الجملتين التاليتن : الهدف الأول : سجلة الأقباط لصالح مصر : " مصر ليست وطناً نعيش فيه بل وطنُُ ُ يعيش فينا " قداسة البابا شنودة الثالث الهدف الثانى : سجلة المسلمين ضد مصر : " طــــــز فى مصر واللى فى مصر وأبــــو مصر" مهدي عاكف ، مرشد الأخوان المسلمين وهذا يعنى أن كل عمل يفعله الأقباط لصالح مصر ورفعتها يذهب هباء للريح بضربة مضادة من الإسلام !! ************************************** البروباجاندا الإسلامية هى التى زورت تاريخ مصر المصرى اليوم تاريخ العدد ٤ مايو ٢٠٠٨ عدد ١٤٢١ عن مقالة بعنوان [ الشهداء لا يكتبون التاريخ.. يكتبه الجبناء الذين ظلوا علي قيد الحياة] باهر أحمد سليمان - الشاطبي عندما يدرس الإنسان التاريخ لسنوات في المدارس.. وعندما تعلو شخصيات في نظره.. ويظنهم من الأبطال الوطنيين.. ثم فجأة.. يكتشف أن كل ما درسه كان كذباً وزوراً وملفقاً.. كيف سيكون حال هذا الشخص؟! السؤال دار بخاطري وأنا أتعمق في قراءة كتب التاريخ أكثر وأكثر.. وأدركت كم كنت مغفلا عندما صدقت ما كان يدرس لنا في المدارس.. ثم سألت نفسي سؤالا مَنّ هذا الذي يكتب التاريخ؟.. مَنّ هذا الذي يصنع كبسولات الغيبوبة الفكرية ويعطيها للأطفال والشباب في مدارسهم.. والرجال والنساء والشيوخ عن طريق ما يسمي المسلسلات التاريخية؟! سواء تلك التي تتحدث عن العصر القديم أو العصر الحديث.. ونجد فيها تشويها متعمدا لشخصيات عظيمة، بل الرفع من مكانة أشخاص لا يستحقون أصلا أن تدون أسماؤهم في كتب التاريخ.. لذلك كانت من الدروس التي تعلمتها مبكرا مع أول كتاب أقرؤه أن كتاب التاريخ في المدرسة لا يعبر بالضرورة عن التاريخ الحقيقي، بل يعبر عن سياسة وزارة التربية التي وضعت المنهاج.. قديما قالوا إن المنتصر هو الذي يكتب التاريخ..لأن المنتصر بيده كل شيء: بيده القوه وبيده المال وبيده ذمم الناس.. لذلك رأينا من مؤرخي الدولة العباسية من حاول أن يشوِّه تاريخ الدولة الأموية، ورأينا من المؤرخين العلمانيين من حاول تشويه تاريخ الدولة العثمانية ، ورأينا من مؤرخي ثورة يوليو من حاول تشويه صورة حكم الملك فاروق وما قبله، فحقيقة وصدق أن المنتصر يكتب التاريخ، وربما يكتبه بلا ضمير وبلا أخلاق! ==================================== تفسير القرطبى على سورة الزخرف 43 / آية 61 وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِلسَّاعَةِ قَالَ الْحَسَن وَقَتَادَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر : يُرِيد الْقُرْآن ; لِأَنَّهُ يَدُلّ عَلَى قُرْب مَجِيء السَّاعَة , أَوْ بِهِ تُعْلَم السَّاعَة وَأَهْوَالهَا وَأَحْوَالهَا . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَالضَّحَّاك وَالسُّدِّيّ وَقَتَادَة أَيْضًا : إِنَّهُ خُرُوج عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام , وَذَلِكَ مِنْ أَعْلَام السَّاعَة . لِأَنَّ اللَّه يُنَزِّلهُ مِنْ السَّمَاء قُبَيْل قِيَام السَّاعَة , كَمَا أَنَّ خُرُوج الدَّجَّال مِنْ أَعْلَام السَّاعَة . وَقَرَأَ اِبْن عَبَّاس وَأَبُو هُرَيْرَة وَقَتَادَة وَمَالِك بْن دِينَار وَالضَّحَّاك " وَإِنَّهُ لَعَلَم لِلسَّاعَةِ " ( بِفَتْحِ الْعَيْن وَاللَّام ) أَيْ أَمَارَة . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ عِكْرِمَة " وَإِنَّهُ لَلْعِلْم " ( بِلَامَيْنِ ) وَذَلِكَ خِلَاف لِلْمَصَاحِفِ . وَعَنْ عَبْد اللَّه بْن مَسْعُود . قَالَ : لَمَّا كَانَ لَيْلَة أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيم وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمْ السَّلَام فَتَذَاكَرُوا السَّاعَة فَبَدَءُوا بِإِبْرَاهِيم فَسَأَلُوهُ عَنْهَا فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم , ثُمَّ سَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْده مِنْهَا عِلْم ; فَرَدَّ الْحَدِيث إِلَى عِيسَى اِبْن مَرْيَم قَالَ : قَدْ عَهِدَ إِلَيَّ فِيمَا دُون وَجْبَتهَا فَأَمَّا وَجْبَتهَا فَلَا يَعْلَمهَا إِلَّا اللَّه عَزَّ وَجَلَّ ; فَذَكَرَ خُرُوج الدَّجَّال - قَالَ : فَأَنْزِل فَأَقْتُلهُ . وَذَكَرَ الْحَدِيث , خَرَّجَهُ اِبْن مَاجَهْ فِي سُنَنه . وَفِي صَحِيح مُسْلِم [ فَبَيْنَمَا هُوَ - يَعْنِي الْمَسِيح الدَّجَّال - إِذْ بَعَثَ اللَّه الْمَسِيح اِبْن مَرْيَم فَيَنْزِل عِنْد الْمَنَارَة الْبَيْضَاء شَرْقِيّ دِمَشْق بَيْن مَهْرُودَتَيْنِ وَاضِعًا كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَة مَلَكَيْنِ إِذَا طَأْطَأَ رَأْسه قَطَرَ وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَان كَاللُّؤْلُؤِ فَلَا يَحِلّ لِكَافِرٍ يَجِد رِيح نَفْسه إِلَّا مَاتَ وَنَفْسه يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي طَرَفه فَيَطْلُبهُ حَتَّى يُدْرِكهُ بِبَابِ لُدّ فَيَقْتُلهُ ... ] الْحَدِيث . وَذَكَرَ الثَّعْلَبِيّ وَالزَّمَخْشَرِيّ وَغَيْرهمَا مِنْ حَدِيث أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : [ يَنْزِل عِيسَى بْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام مِنْ السَّمَاء عَلَى ثَنِيَّة مِنْ الْأَرْض الْمُقَدَّسَة يُقَال لَهَا أَفِيق بَيْن مُمَصَّرَتَيْنِ وَشَعْر رَأْسه دَهِين وَبِيَدِهِ حَرْبَة يَقْتُل بِهَا الدَّجَّال فَيَأْتِي بَيْت الْمَقْدِس وَالنَّاس فِي صَلَاة الْعَصْر وَالْإِمَام يَؤُمّ بِهِمْ فَيَتَأَخَّر الْإِمَام فَيُقَدِّمهُ عِيسَى وَيُصَلِّي خَلْفه عَلَى شَرِيعَة مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ يَقْتُل الْخَنَازِير وَيَكْسِر الصَّلِيب وَيُخَرِّب الْبِيَع وَالْكَنَائِس وَيَقْتُل النَّصَارَى إِلَّا مَنْ آمَنَ بِهِ ] . وَرَوَى خَالِد عَنْ الْحَسَن قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ الْأَنْبِيَاء إِخْوَة لَعَلَّات أُمَّهَاتهمْ شَتَّى وَدِينهمْ وَاحِد وَأَنَا أَوْلَى النَّاس بِعِيسَى اِبْن مَرْيَم إِنَّهُ لَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنه نَبِيّ وَإِنَّهُ أَوَّل نَازِل فَيَكْسِر الصَّلِيب وَيَقْتُل الْخِنْزِير وَيُقَاتِل النَّاس عَلَى الْإِسْلَام ] . قَالَ الْمَاوَرْدِيّ : وَحَكَى اِبْن عِيسَى عَنْ قَوْم أَنَّهُمْ قَالُوا إِذَا نَزَلَ عِيسَى رُفِعَ التَّكْلِيف لِئَلَّا يَكُون رَسُولًا إِلَى ذَلِكَ الزَّمَان يَأْمُرهُمْ عَنْ اللَّه تَعَالَى وَيَنْهَاهُمْ . وَهَذَا قَوْل مَرْدُود لِثَلَاثَةِ أُمُور ; مِنْهَا الْحَدِيث , وَلِأَنَّ بَقَاء الدُّنْيَا يَقْتَضِي التَّكْلِيف فِيهَا , وَلِأَنَّهُ يَنْزِل آمِرًا بِمَعْرُوفٍ وَنَاهِيًا عَنْ مُنْكَر . وَلَيْسَ يَسْتَنْكِر أَنْ يَكُون أَمْر اللَّه تَعَالَى لَهُ مَقْصُورًا عَلَى تَأْيِيد الْإِسْلَام وَالْأَمْر بِهِ وَالدُّعَاء إِلَيْهِ . قُلْت : ثَبَتَ فِي صَحِيح مُسْلِم وَابْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ لَيَنْزِلَن عِيسَى اِبْن مَرْيَم حَكَمًا عَادِلًا فَلَيَكْسِرَن الصَّلِيب وَلَيَقْتُلَن الْخِنْزِير وَلَيَضَعَن الْجِزْيَة وَلَتُتْرَكَن الْقِلَاص فَلَا يُسْعَى عَلَيْهَا وَلَتَذْهَبَن الشَّحْنَاء وَالتَّبَاغُض وَالتَّحَاسُد وَلَيَدْعُوَن إِلَى الْمَال فَلَا يَقْبَلهُ أَحَد ] . وَعَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : [ كَيْف أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ , اِبْن مَرْيَم فِيكُمْ وَإِمَامكُمْ مِنْكُمْ ] وَفِي رِوَايَة [ فَأَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] قَالَ اِبْن أَبِي ذِئْب : تَدْرِي [ مَا أَمَّكُمْ مِنْكُمْ ] ؟ قُلْت : تُخْبِرنِي , قَالَ : فَأَمَّكُمْ بِكِتَابِ رَبّكُمْ وَسُنَّة نَبِيّكُمْ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَ عُلَمَاؤُنَا رَحْمَة اللَّه عَلَيْهِمْ : فَهَذَا نَصّ عَلَى أَنَّهُ يَنْزِل مُجَدِّدًا لِدِينِ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلَّذِي دُرِسَ مِنْهُ , لَا بِشَرْعٍ مُبْتَدَأ وَالتَّكْلِيف بَاقٍ ; عَلَى مَا بَيَّنَّاهُ هُنَا وَفِي كِتَاب التَّذْكِرَة . وَقِيلَ : " وَإِنَّهُ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ " أَيْ وَإِنَّ إِحْيَاء عِيسَى الْمَوْتَى دَلِيل عَلَى السَّاعَة وَبَعْث الْمَوْتَى ; قَالَهُ اِبْن إِسْحَاق . قُلْت : وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى " وَإِنَّهُ " وَإِنَّ مُحَمَّدًا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعِلْم لِلسَّاعَةِ ; بِدَلِيلِ قَوْله عَلَيْهِ السَّلَام : [ بُعِثْت أَنَا وَالسَّاعَة كَهَاتَيْنِ ] وَضَمَّ السَّبَّابَة وَالْوُسْطَى ; خَرَّجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم . وَقَالَ الْحَسَن : أَوَّل أَشْرَاطهَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ " فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا " فَلَا تَشُكُّونَ فِيهَا ; يَعْنِي فِي السَّاعَة ; قَالَهُ يَحْيَى بْن سَلَّام . وَقَالَ السُّدِّيّ : فَلَا تُكَذِّبُونَ بِهَا , وَلَا تُجَادِلُونَ فِيهَا فَإِنَّهَا كَائِنَة لَا مَحَالَة . " وَاتَّبِعُونِ " أَيْ فِي التَّوْحِيد وَفِيمَا أُبَلِّغكُمْ عَنْ اللَّه . " هَذَا صِرَاط مُسْتَقِيم " أَيْ طَرِيق قَوِيم إِلَى اللَّه , أَيْ إِلَى جَنَّته . وَأَثْبَتَ الْيَاء يَعْقُوب فِي قَوْله : " وَاتَّبِعُونِ " فِي الْحَالَيْنِ , وَكَذَلِكَ " وَأَطِيعُونِ " . وَأَبُو عَمْرو وَإِسْمَاعِيل عَنْ نَافِع فِي الْوَصْل دُون الْوَقْف , وَحَذَفَ الْبَاقُونَ فِي الْحَالَيْنِ . (1) مقالة للمتنيح الأنبا غريغوريوس - جريدة وطنى 5 سبتمبر 2005 م النشيد الوطنى المصرى بلادي بلادي بلادي لكِ حبي و فؤادي *** بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي مصر يا أم البلاد انت غايتي والمراد *** وعلى كل العباد كم لنيلك من اياد بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي *** بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي مصر انت أغلى درة فوق جبين الدهر غرة *** يا بلادي عيشي حرة وافرحى رغم الأعادي بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي *** بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي مصر يا ارض النعيم سدتي بالمجد القديم *** مقصدي دفع الغريم وعلى الله اعتمادي بلادي بلادي بلادي لك حبي و فؤادي *** بلادي بلادي بلادي لك حبي وفؤادي مصر أولادك كرام أوفياء يرعوا الزمام *** سوف تحظى بالمرام بأتحادهم وأتحادى بلادي بلادي بلادي لك حبي و فؤادي *** بلادي بلادي بلادي لك حبي و فؤادي *********************** فى آخر يناير 2008م غزت حماس التى تسيطر على قطاع غزة مصر وهدموا المعبر الحدودى ودخل مصر أكثر من 750 ألف فلسطينى بدون أى وثيقة وإنتشرت عناصر حماس المتطرفة فى مصر حيث أخفاهم الإخوان المسلمين وتم القبض على بعضهم فى بنى سويف وعلى آخرين يحملون أحزمة ناسفة فى طابا وأربعة فى شرم الشيخ قامت حملة صحفية ومن أعضاء مجلس الشعب فى مصر تهاجم تصرف حماس وهى منظمة إرهابية إسلامية إخوانجية وفى 10/4/2008م نشرت الأهرام فى صفحتها الأولى تصريحات أدلي بها قياديون في حركتي حماس والجهاد الإسلامي, ولوحوا فيها باللجوء إلي اقتحام بشري فلسطيني جديد للحدود مع مصر. وأجمل كلمة ذكرت فى صحافة مصر هى للأستاذ / أحمد رجب فى أخبار اليوم 4/2/2008م السنة 56 العدد 17408 نحن عانينا من ان مصر هي 'الشقيقة الكبري'، ونحن نرفض هذا الدور الملطشة الذي يفرض علي مصر الواجبات والتضحيات بلا أي حق في المقابل، بل ان المصري في بلاد للأشقاء المزعومين يعامل معاملة شبه عنصرية غير باقي الجنسيات، ونحن نتنازل لمن يريد عن دور 'الشقيقة الكبري' الذي تسبب في افقارنا ولا نتمسك إلا بمبدأ واحد: مصر للمصريين . وقد نفذت حماس تصريحاتها فى شهر يولية فى محاولة أخرى لحماس غزو معبر رفح على الحدود قال ألستاذ العظيم أحمد رجب بتاريخ 4/7/2008م السنة 56 العدد 17538 : نحن نقدر معاناة الاخوة الفلسطينيين، لكننا لا نغفر للمأجورين من بعض الجهات العدوان علي حدود مصر. إن اي مصري مهما بلغ قدره لا يستطيع دخول مصر إلا بجواز سفر، فلماذا يسعي فلسطيني مأجور أن يحصل علي امتياز لا يتسني للمصري نفسه الحصول عليه؟ إن حدود مصر خط أحمر وأي بلطجي مأجور يحاول الدخول بالقوة والعدوان لن يجد الا ضرب الصرمة القديمة. وبتاريخ 10/4/2008م السنة 56 العدد 17465 *** سألوني فقلت لا أعرف مصير مشروع الناشر الكبير ابراهيم المعلم بعد رحيل المؤرخ د. يونان رزق الذي اتفق معه علي إعادة كتابة تاريخ مصر الحديث بحقائقه، فالكتب المدرسية خضعت للهوي والنفاق وتمت كتابتها علي طريقة المساجين الثلاثة الذين سئلوا عن سبب وجودهم في السجن فقال الاول لأنني قلت يحيا محمد نجيب، وقال الثاني لأنني قلت يسقط محمد نجيب، وقال الثالث أنا محمد نجيب |
||||
10 - 08 - 2016, 05:17 PM | رقم المشاركة : ( 13972 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الهزار والوقار
الهزار والوقار أكذوبة شيطانية تقول إن المؤمنين وتابعي المسيح دائمًا عابسون، لا يعرفون المرح ولا الفرح، والضحك بالنسبة لهم خطية تُضيّع الهيبة وتُذهِب البركة!! لكنني لا أبالغ إن قلت بأن المؤمنين الحقيقيين يفرحون ويضحكون من القلب أكثر من أهل العالم، كما يقول داود: «جَعَلْتَ سُرُورًا فِي قَلْبِي أَعْظَمَ مِنْ سُرُورِهِمْ » (مزمور4: 7). ولقد حاول أغنى أغنياء العالم أن يضحك ويفرح بطريقته الخاصة فقال: «لِلضَّحْكِ قُلْتُ: «مَجْنُونٌ» وَلِلْفَرَحِ: «مَاذَا يَفْعَلُ؟». ... وَمَهْمَا اشْتَهَتْهُ عَيْنَايَ لَمْ أُمْسِكْهُ عَنْهُمَا. لَمْ أَمْنَعْ قَلْبِي مِنْ كُلِّ فَرَحٍ،» وبعد كل هذا يصف كآبته قائلاً: «لأَنَّ كُلَّ أَيَّامِهِ أَحْزَانٌ، وَعَمَلَهُ غَمٌّ. أَيْضًا بِاللَّيْلِ لاَ يَسْتَرِيحُ قَلْبُهُ.» (جامعة2: 2، 10، 23). الكتاب المقدس لا يمانع الفرح والمرح الذي لا يُضيّع الوقار، لكنه ضد الهزل والهزار الذي يجلب الدمار! * ضحك وأفراح المؤمنين الحقيقية بوجود المسيح داخل القلب؛ يُنزَع غَمَّ الخطية والخوف من الدينونة الأبدية، وتُوجَد أفراح إلهية غامرة في القلب. فداود يقول: «يَا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ ... حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحًا ، لِكَيْ تَتَرَنَّمَ لَكَ رُوحِي وَلاَ تَسْكُتَ.» (مزمور30: 3، 11، 12). ويقول الرسول بطرس: «تُؤْمِنُونَ بِهِ، فَتَبْتَهِجُونَ بِفَرَحٍ لاَ يُنْطَقُ بِهِ وَمَجِيدٍ،» (1بطرس1: 8). * فوائد الضحك والمرح النفسية والطبية أكدت دراسة طبية أميركية نُشِرَت مؤخَّرًا أن الضحك يساعد على إفراز هرمونات بجسم الإنسان تُحدث شعورًا بالاسترخاء والراحة، وتعمل على تخفيض الهرمونات المصاحبة للتوتر. وقد أثبتت الدراسة أن معايشة الإنسان للمواقف السعيدة وتوقُّعها، تُزيد من إفراز هرمون الإندروفين، الذي يبعث على الشعور بالراحة والاسترخاء، كما أن له فائدة للقلب حيث يزيد من تدفق الدم. ومن الناحية النفسية والاجتماعية، فإن المرح يعكس الشعور براحة البال، ويزيد من قدرة الإنسان على مسايرة الحياة من حوله، بينما العبوسة والكآبة والصرامة الزائدة تؤثر سلبيًّا على الفرد نفسه وعلى من حوله. * الهزار والمرح والأساليب العالمية الشخصية المصرية بطابعها مرحة وساخرة، تستطيع أن تُخرِج من كل المواقف القفشات والدعابة الساخرة. لكن الخطورة الكبرى حينما يتحول المرح إلى هزار، والهزار إلى هزل؛ أي الضحك والتهريج الرخيص الذي يأخذ صورة من الصور الآتية: -1- هزار خارج عن اللائق: تهريج في أي وقت وبأي كلام، وهو الذي تحذّرنا منه كلمة الله: «وَلاَ الْقَبَاحَةُ، وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ، وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ،..» (أفسس5: 4). -2- السخرية من الآخرين: جعل الآخرين مادة للنكات ولا سيما البسطاء منهم، فيصيبهم بالأذي النفسي الشديد متناسيين أنه : «يُوجَدُ مَنْ يَهْذُرُ مِثْلَ طَعْنِ السَّيْفِ، أَمَّا لِسَانُ الْحُكَمَاءِ فَشِفَاءٌ.» (أمثال12: 18). وقيل عن أحدهم إنه يهذر بأقوال خبيثة (3يوحنا10). -3- القفشات غير “النظيفة”: تحويل الكلام إلى قفشات وتلميحات لها معانٍ شهوانية نجسة تثير ضحك الأشرار وتحوز على إعجاب البعض. -4- استخدام ألفاظ سوقية متدنية: وهي ألفاظ غريبة وعجيبة، عبارة عن كلمات عادية لها استخدامات غير عادية، وهدفها إثارة الضحك والسخرية. وفي الواقع هي ألفاظ متدنّية من قاع المجتمع، تستخدمها أحط الفئات، لكن لكونها غريبة ظنَّ الشباب البسطاء أنها بوابة الروشنة والجدعنة!! ونسينا تحذير المسيح: «إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ.» (متى12: 36). * عواقب الهزار والكلمات الهزلية -1- لايتبرر أمام الله: أي لا يمكن أن الله يوافق على كلماته أو يرضى عنه كما يقول الكتاب: «أَمْ رَجُلٌ مِهْذَارٌ يَتَبَرَّرُ؟» (أيوب11: 2). -2- ليس للمِهذار نصيب في البركة: قال نحميا للأعداء الهازرين والهازئين به: «وَأَمَّا أَنْتُمْ فَلَيْسَ لَكُمْ نَصِيبٌ وَلاَ حَقٌّ وَلاَ ذِكْرٌ فِي أُورُشَلِيمَ» (نحميا2: 20). -3- ليس له احترام في أعين الآخرين: قيل عن لوط المتهاون إنه كان كمازحٍ في أعين الناس فلم يسمعوا منه. (التكوين 19) -4- القضاء الإلهي: خرج الصبية هازرين ومستهزئين بأليشع قائلين: « اصْعَدْ يَا أَقْرَعُ!».... فَخَرَجَتْ دُبَّتَانِ مِنَ الْوَعْرِ » وافترستهم (2ملوك2: 23، 24). * المرح مع والوقار والهيبة الإلهية لا يمنع أن تكون مرحًا، لكن مرح وفرح في وقار واحترام؛ بمعنى: -1- «لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ،..» (أفسس4: 29). -2- قال بولس عن نفسه أنه يتكلم بكلمات «الصِّدْقِ وَالصَّحْوِ.» (أعمال26: 25). -3- صلى داود للرب قائلاً: «لِتَكُنْ أَقْوَالُ فَمِي وَفِكْرُ قَلْبِي مَرْضِيَّةً أَمَامَكَ يَا رَبُّ،» (مزمور19: 14). -4- الوقار الذي هو الاحترام في المظهر والكلام. -5- الكلام غير الملتوي: «ذَوِي وَقَارٍ، لاَ ذَوِي لِسَانَيْنِ،» (1تيموثاوس3: 8). -6- عدم الثرثرة بالكلام: قيل عن النساء التقيات: «..ذَوَاتِ وَقَارٍ، غَيْرَ ثَالِبَاتٍ، صَاحِيَاتٍ، أَمِينَاتٍ فِي كُلِّ شَيْءٍ.» (1تيموثاوس3: 11). -7- التعقل: كما قيل عن الشيوخ : «ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ،» (تيطس2: 2). * أحبائي، يقول الكتاب المقدس: «لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ يُبَارِكُكَ...فَلاَ تَكُونُ إِلاَّ فَرِحًا.» (تثنية16: 15). فالحياة مع المسيح هي فرح في الرب كل حين، حتى وإن كُنَّا نتألم عابرين في وادي البكاء لكننا نصيره ينبوعًا (مزمور84: 6). ففرح الرب هو قوتنا، بل الرب دائما يملأ : «أَفْوَاهُنَا ضِحْكًا، وَأَلْسِنَتُنَا تَرَنُّمًا.» (مزمور126: 2). لكن ليحفظنا الرب من التهريج والهزار الذي يُضيع الأفراح الإلهية من قلوبنا، ويسلبنا وقارنا واحترامنا أمام الآخرين كشعب المسيح. * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 10 - 08 - 2016 الساعة 05:24 PM |
|||||
10 - 08 - 2016, 05:24 PM | رقم المشاركة : ( 13973 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلاح الله الكامل
رأينا في الأعداد السابقة مَن هو الشيطان، وعرفنا أسماءه وخصائصه وأساليب عمله، ورأينا كيف جَرَّب المسيح في البرية أربعين يومًا كالحيَّة، وكيف جاءه عند الصليب كالأسد. وعرفنا كيف حقَّق المسيح النصرة الساحقة على الشيطان في الصليب بالقيامة من الأموات. والآن سنتأمل في صراعنا نحن مع الشيطان؛ في حربنا الروحية، وكيف يمكننا أن نثبت ضد مكايده. وقد أخبرنا الكتاب عن «سلاح الله الكامل» الذي به نواجه هذا العدو. ويجب أن نعرف قوة هذا العدو وحِيَله وخداعه ولا نقلل من شأنه، ونعرف أننا بدون الرب لسنا كُفَاة لمواجهته. وعلينا أن نصحو ونسهر لأن إبليس خصمنا كأسد زائر يجول مُلتَمِسًا من يبتلعه، فنقاومه راسخين في الإيمان (1بطرس5: 8). وفي رسالة أفسس يقول الرسول: «أخيرًا يا إخوتي تقووا في الرب وفي شدة قوته! البسوا سلاح الله الكامل لكي تقدروا أن تثبتوا ضد مكايد إبليس!» (أفسس6: 10، 11). إن القوة دائمًا هي «في الرب» وليست فقط مِنه، والعدو يحاول أن يفصلنا عن الرب المصدر الوحيد للقوة، فبدونه لا نقدر أن نفعل شيئًا. وقد قال الرب لبولس: «تكفيك نعمتي لأن قوتي في الضعف تُكمَل» (2كورنثوس12: 9). ثم يُرينا مملكة الشيطان الضخمة والمُنَظَّمة التي تشمل الرؤساء والسلاطين والولاة وأجناد الشر الروحية في السماويات (أفسس6: 12). هذا التنظيم الهائل يقف ضد المؤمنين لإعاقتهم عن التمتع ببركاتهم الروحية ولتحطيم شهادتهم. من أجل هذا علينا أن نحمل سلاح الله الكامل لكي نقدر أن نقاوم في اليوم الشرير (ع13). أي إننا يجب أن نلبس هذا السلاح باستمرار، وأن نحمله في وقت الجهاد. والمقصود بـ«اليوم الشرير» هو كل الفترة الحاضرة وحتى ظهور المسيح بالمجد والقوة للدينونة والمُلك والقضاء على الشيطان وأعوانه. ولكن أيضًا هناك أيام يُشدِّد فيها العدو هجومه ضد المؤمن مثلما حدث مع يوسف في بيت فوطيفار (تكوين39)، ومع إيليا عندما هرب من إيزابل (1ملوك19)، ومع أيوب يوم حَلَّت به النكَبَات (أيوب1، 2)، ومع بطرس يوم أنكر الرب (متى26). «وبعد أن تتمموا كل شيء أن تثبتوا» (ع13). فعلينا أن نستمر ثابتين وساهرين لأن النصرة في موقعة لا تعني النصرة في كل موقعة، والعدو لن يَكُف عن الهجوم. ويجب أن نعرف أن لحظات الخطر هي لحظات ما بعد الانتصار حيث الميل الطبيعي للاسترخاء. وهناك أمثلة ترينا خطورة النكسة بعد جولة تحقَّق فيها الانتصار مثل: أريحا وعاي (يشوع6، 7)، إيليا (1ملوك18، 19)، داود (2صموئيل10، 11). ثم نأتي إلى أجزاء «سلاح الله الكامل» الذي يتكون من 7 قطع، ليس فيها ما يحمي الظهر، فليس في فكر الله التراجع والتقهقر. وفقدان أحد الأجزاء سيُعطي الفرصة للعدو للهجوم على هذه النقطة الضعيفة، لذا يجب أن نلبس كل قطع السلاح. 1- منطقة الحق: وهي تشد وسط المحارب وتُشدِّد عزيمته. إنها تُلبَس على الحقوين؛ أي تضبط وتتحكم في العواطف والمشاعر الداخلية طبقًا لكلمة الله وماذا يقول الكتاب. هكذا كان دانيآل الذي جعل في قلبه أن لا يتنجس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه طبقًا للشريعة (لاويين11). 2- درع البر: وهو يحمي القلب الذي منه مخارج الحياة. إنه يعني حياة البر العملي في كافة العلاقات، والاحتفاظ بالضمير الحساس والمُدَرَّب الذي بلا عثرة أمام الله والناس. وهذا ما نراه في يوسف الذي رفض الخطية وقال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم وأخطئ إلى الله» (تكوين39: 9). 3- حذاء إنجيل السلام: وهو جزء هام للتحرك على أرض المعركة الخشنة. وحياة البر العملي ستجعل الشخص دائمًا في سلام مع نفسه ومع الآخرين، ويواجه الضغوط والصدمات والتجارب بضمير هادئ ومستريح مهما كانت الظروف من حوله. وهذا ما حدث مع الشونمية التي استطاعت أن تقول: «سلام» رغم موت ابنها الوحيد (2ملوك4)، وهو عكس ما حدث مع أرملة صِرفة (1ملوك17). 4- تُرس الإيمان: إنه الثقة في صلاح الله مهما كَثُرت التجارب. وهذا ما نراه في أيوب (أيوب1، 2) الذي أحنى رأسه خاضعًا وقائلاً: «أالخير نقبل من عند الرب والشر لا نقبل؟!»، وذلك عندما حَلَّت به النكَبَات، فلم يخطئ ولم ينسب إلى الله جهالة ولم يشك في صلاحه. فيجب أن نثق أن الله لا يخطئ، وهو بار ورحيم وحكيم في كل ما يفعل، حتى لو لم نفهم الآن ما هو يصنع. 5- خوذة الخلاص: وهي اليقين بالخلاص الذي صنعه الرب بموته على الصليب، وبالضمان الأبدي لنا حيث لا دينونة علينا. هذا يحمي الفكر من الشكوك ويعطي الراحة والسلام من جهة الأبدية، ويجعل الرأس مرفوعًا أمام العدو. وهذا ما نراه في بولس الذي كان عنده اليقين من الخلاص الكامل في كل المراحل، وفي القادر أن يُخَلِّص إلى التمام. وحتى عند استشهاده قال: «وسينقذني الرب من كل عمل رديء ويُخَلِّصني لملكوته السماوي» (2تيموثاوس4). 6- سيف الروح الذي هو كلمة الله: الروح القدس هو الذي يستخدم الكلمة كأقوال الله الحَيَّة والمُناسِبة في المواقف المختلفة. وهذا ما حدث مع الرب يسوع في تجربته من إبليس في البرية حيث كان يرد على العدو بالمكتوب. ونحن يجب أن نعرف المكتوب ويتأصل فينا ونستخدمه في مواجهة العدو في تجاربه معنا. 7- الصلاة: السلاح الكامل لا يجعلنا نستقل عن الله، بل بروح الاتكال الكامل نستعمله، وهذا ما تعنيه الصلاة. فهي الشعور الدائم بضعفنا واحتياجنا إلى الرب وثقتنا المطلقة فيه. والصلاة في الروح تعني أن نصلي تحت سيطرة الروح القدس الذي يُنشئ فينا الطلبات والتضرعات. وعلينا ليس أن نصلي فقط عند الضرورات والتجارب بل في كل وقت ونسهر لهذا عينه بكل مواظبة وطلبة. |
||||
10 - 08 - 2016, 05:28 PM | رقم المشاركة : ( 13974 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشيطان عند الصليب
رأينا كيف جاء الشيطان كالحية ليُجرِّب الرب يسوع في البرية أربعين يومًا في بداية خدمته العلنية، وكيف استخدم كل حِيَله ومكايده وخبرته الطويلة مع الإنسان ليجد ثغرة يَنفُذ منها إلى مسيح الله القدوس، ليُحوِّله عن مسار الطاعة الفريد لله أبيه والخضوع لمشيئته. لكن رب المجد لم يوجَد فيه سوى الكمال المُطلَق العجيب. ولقد شهد عنه الشيطان نفسه قائلاً: «أنا أعرفك من أنت: قدوس الله» (مرقس1: 24). وبعد أن فشلت محاولات الشيطان في الجولة الأولى من الصراع المباشر، فارقه إلى حين. ولم يكفّ عن صراعاته ومقاوماته غير المباشرة، عن طريق أعوانه الأشرار الذين مرارًا جرّبوه وقاوموه، ومرارًا حاولوا أن يقتلوه، لكن ساعته لم تكن قد جاءت. ظل في خدمته يُحرِّر مَنْ كانوا تحت سيطرة إبليس ويطرد الأرواح الشريرة التي كانت تسكن أجسادهم وتحطّمهم. وكان الشيطان هائجًا جدًّا عندما كان المسيح بالجسد على الأرض، إذ «جال يصنع خيرًا ويشفي جميع المُتَسَلِّط عليهم إبليس» (أعمال10: 38). وفي ختام حياته، في حديثه الوداعي الأخير، قال الرب يسوع: «رئيس هذا العالم يأتي وليس له فيَّ شيء» (يوحنا14: 30)، مشيرًا إلى الهجمة الأخيرة والمعركة الفاصلة عند الصليب، حيث تتحقق النبوَّة القديمة التي نطق بها الرب الإله للحية عن نسل المرأة: «هو يسحق رأسكِ وأنت تسحقين عَقِبه» (تكوين3: 15). ونحن نعلم أن الشيطان كان قد ألقى في قلب يهوذا سمعان الإسخريوطي أن يُسلّمه (يوحنا13: 2)، وبعد أن غمس الرب اللقمة وأعطاها له في عشاء الفصح، دخله الشيطان فخرج للوقت وكان ليلاً. فمضى ليتشاور مع رؤساء الكهنة لكي يبيعه بثلاثين من الفضة. وفي بستان جثسيماني كان الرب يسوع يعتصر حزنًا وألمًا، وكان في جهادٍ كثير يصلي بأشد لجاجة، وصار عرقه كقطرات دم نازلة على الأرض. وبينما كان الأحباء نائمين، كان العدو هائجًا، وكان يُصوِّر أمامه بشاعة الصليب بكل هوله المُريع، وكيف أنه سيجتمع عليه هيرودس وبيلاطس مع الأمم وكل شعب إسرائيل. كيف أنه سيواجه خيانة يهوذا وإنكار بطرس، وكيف سيتركه كل التلاميذ ويهربون ويتخلّون عنه في ساعة الشدة. كيف سيقع فريسة وسط الوحوش، وكيف سيواجه عار الصليب والموت الرهيب. كان الشيطان كالأسد المزمجر على ذلك الحمل الوديع أو تلك الأَيِّلة الرقيقة. لأجل هذا كان المسيح في حزن شديد وانسحاق أكيد يدهش ويكتئب في البستان. لقد استعرض الشيطان كل قوته وجبروته عند الصليب، واستطاع أن يُهيِّج العالم كله ضد ابن الله. وتحت جُنح الظلام جاء يهوذا ومعه فرقة من الجند والخدام من عند رؤساء الكهنة ليقبضوا على الرب بحماس شيطاني، ومعهم سيوف وعصي، وألقوا عليه الأيادي فأوثقوه ومضوا به للمحاكمة. فقال لهم يسوع: «هذه ساعتكم وسلطان الظلمة». وقف يسوع يُحاكَم أمام حنّان وقيافا رؤساء الكهنة، ومجمع السنهدريم وشيوخ الشعب، المحاكمة الدينية. وقد واجه كل الظلم والذل، وعومل بقسوة ومَهانة. فكانوا يلطمونه ويلكمونه ويبصقون في وجهه وهو موثوق اليدين. لقد أذوه بالقيود وهو مَنْ على الكل يسود. والشيطان ملأهم حقدًا وعداوة ومرارة حتى الموت. وفي المحاكمة المدنية أمام بيلاطس وهيرودس، واجه رب المجد الكثير من الإهانة والتطاول، وعومل بأقسى درجات العنف والشراسة والوحشية. فقد أخذ بيلاطس يسوع وجلده، وعلى ظهره «حرث الحُرَّاث، طوَّلوا أتلامهم». وضَفَر العسكر إكليلاً من شوك ووضعوه على رأسه، وضربوه بقصبة على رأسه وبقضيب على خده كان الجميع: كل الشعب، كل المجمع، كل الكتيبة، كل الخدام، كل العسكر، كل الواقفين وكل العابرين، كلهم تحت سيطرة الشيطان الذي أهاجهم وشحنهم بمشاعر الاحتقان والكراهية والغضب العارم في ذلك اليوم العصيب. وقد اجتمعوا معًا بهدف واحد أن يقتلوا ذلك البار الوحيد والمُحِب الأعظم، الوديع والمتواضع القلب، الشخص الذي لم يفعل ذنبًا ولا وُجد في فمه غش. هناك سمروه مُعلقين إياه على خشبة، واستمروا يُجدِّفون عليه ويُعيِّرونه، وكتبوا النهاية: مات بين المذنبين، إذ أُحصي مع أثمة. وحتى بعد أن مات وأسلم الروح طعنوه بحربة في جنبه، فللوقت خرج دم وماء. لقد كتب بيلاطس عِلَّته ووضعها على الصليب: «يسوع الناصري، ملك اليهود». وكتبها باللغة العبرانية واللاتينية واليونانية، أي بكل لغات العالم وفئاته، وهذا يعني أن العالم كله بزعامة الشيطان قد اشترك في جريمة صلب ابن الله الشنعاء، ويده تلطخت بدم البار القدوس الذي أرسله الله إلى العالم ليَخلُص به العالم. هذا يُرينا عداوة وشراسة وقوة الشيطان التي ظهرت عند الصليب، والتي انتهت بالمسيح في القبر خلف الحجر المختوم بخاتم بيلاطس والدولة الرومانية. وكأن الكل يقول: هو ها هنا. “والخصم قد ظن بأنه ظفر، إذ دُفن الرب يسوع وخُتم الحجر.” لكن الرب يسوع قام من بين الأموات «ناقضًا أوجاع الموت إذ لم يكن مُمكنًا أن يُمسَك منه». على أن الشيطان ما كان يدرك أن الصليب سيُحصِّل لله مجدًا أعظم مما خسر بدخول الخطية، وسيُظهِر محبة الله وحكمته وقوته وعدله ورحمته وبره ونعمته، بكيفية لم تحدث من قبل منذ بدء الخليقة. وما كان يدري أن الصليب سيُحقِّق أعظم بركة للإنسان؛ إذ سيُحصِّل له الغفران والتبرير والقبول أمام الله على أساس متين من العدل والبر وليس مجرد الرحمة والشفقة. وما كان يدري أن الصليب سيكتب الدينونة على هذا العالم الفاسد ويكشف حقيقته. وما كان يدري أن الصليب سيُسقِط الحُجة من فمه، ويُجرّده من حقه في الشكوى العادلة ضد الإنسان المذنب أمام الله البار، حيث أن المسيح قد حمل خطاياهم ودفع ديونهم. وما كان يدري أن الأساس لتحقيق مقاصد الله من جهة الإنسان ليُساكِن الله في مجده الأبدي قد وُضع عندما مات المسيح. وما كان يدري أن نسل المرأة سيسحق رأس الحية في الصليب عندما قام من الأموات، وتعيَّن ديانًا للجميع. ولو عرف الشيطان والعالم الشرير كل هذه النتائج والحكمة والقصد الإلهي لَمَا صلبوا رب المجد، ولَمَا تكتَّلوا ضده على هذا النحو. |
||||
10 - 08 - 2016, 05:30 PM | رقم المشاركة : ( 13975 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشيطان وتجربة المسيح في البرية (متى4 ؛ لوقا4) بعد أن اعتمد يسوع من يوحنا في الأردن، حيث فُتحتْ له السماء، ونزل الروح القدس مثل حمامة مُستقرًا عليه، وصوت الآب أعلن أن «هذا هو ابني الحبيب الذي به سُررت»، رجع يسوع من الأردن «مُمتلئًا من الروح القدس»، وأُصعد بالروح إلى البرية ليُجَرَّب من إبليس. وكان هناك أربعين يومًا في أصعب الظروف يواجه المُجرِّب. لم يكن في جنة كآدم بل في البرية. لم يكن مع أحباء أو أصدقاء يجد منهم المعونة والتشجيع بل كان وحيدًا ومع الوحوش. وكان صائمًا وجائعًا طوال الأربعين يومًا. كان كل شيء بحسب المنظور معاكسًا وفي صالح المُجرِّب، ولا يوجد شيء واضح وملموس يؤكد صلاح الله واعتناءه.التجربة الأولى لقد سمع الشيطان شهادة الآب قائلاً: «أنت ابني الحبيب بكَ سُررت»، فأتى من هذه الزاوية قائلاً: إن كنتَ ابن الله وموضوع مسرته، فكيف يتركك جائعًا لمدة أربعين يومًا دون أن يُقدِّم لك رغيف خبز واحد؟ أين الاعتناء الأبوي الطبيعي الذي يهتم ويدبِّر الاحتياجات الأساسية للابن الحبيب؟ ثم أليس بمقدورك أن تُصيِّر كل الحجارة التي حولك خبزًا لتأكل، أو على الأقل حجرًا واحدًا رغيفًا واحدًا، فلماذا لا تفعل؟ هل الأكل خطية؟ أليس هذا احتياجًا طبيعيًّا للجسد؟ على أن المسيح، وهو الابن المطيع الذي جاء لا ليفعل مشيئته بل مشيئة الذي أرسله، لم يفعل شيئًا بالاستقلال عن ابيه، وكان طعامه أن يفعل مشيئة الآب ويُتمِّم عمله. وكان هذا أهم بكثير من إشباع احتياجاته المشروعة. لم تكن المسألة ما في مقدوره أن يفعله بل ماذا يريد منه الآب أن يفعل، وكان أروع مثال للخضوع، ولم يتذمر قط في أي يوم بسبب الظروف الصعبة التي أحاطت به. لذلك أجاب على المُجرِّب قائلاً: «مكتوب: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله». بمعنى أنه ليس بإشباع الاحتياجات يحيا الإنسان بل الحياة الحقيقية السعيدة هي فعل إرادة الله وطاعته. كان إسرائيل في البرية أربعين سنة، وهناك أظهروا كل عناد وتذمرات على الرب، خاصة في موضوع الأكل. لقد كشفت البرية ما في قلوبهم من فساد وعدم إيمان وشهوات رديَّة. أما المسيح فقد كشفت البرية ما في قلبه من نقاء وإيمان واتكال وطاعة وخضوع وكمال بلا حدود. ونحن أيضًا في البرية، أي في الظروف غير المُسِرة ووسط الضغوط، يزداد عندنا الشعور بالاحتياج والرغبة في إرضاء الذات، حتى لو كان ذلك على حساب إرادة الله. ليتنا نتعلَّم من السيد الذي رفض عرض المُجرِّب قائلاً: ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، ونعرف المعنى الحقيقي والقيمة للحياة. التجربة الثانية أخذه إبليس وأوقفه على جناح الهيكل في المدينة المقدسة، وقال له: «إن كنت ابن الله فاطرح نفسك إلى أسفل لأنه مكتوب: إنه يوصي ملائكته بك، فعلى أياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». قال له يسوع: «مكتوب أيضًا لا تُجرِّب الرب إلهك». كان قصد إبليس أن يشكِّكه في صدق مواعيد الله. وكأنه يقول: طالما أنت تحيا بكل كلمة من فم الله، دعنا نرى شيئًا عمليًّا: هل هذه المواعيد في المكتوب لها مصداقية أم لا؟ إن الشَّك ينتج من عدم الإيمان، وهذا ما ظهر من إسرائيل في البرية، حيث جرَّبوا الرب قائلين: أفي وسطنا الرب أم لا؟ ومرة أرسلوا جواسيس ليتجسسوا الأرض لأنهم لم يثقوا في مواعيد الله. ولكن هل الابن الوحيد الكامل نظير إسرائيل يحتاج أن يمتحن ويراجع مواعيد الله لكي يتأكد من صحتها ومصداقيتها؟ حاشا! لقد كان يثق كل الثقة في الله أبيه نفسه وفي هذه المواعيد، ولذلك قال للمُجرِّب: «مكتوب أيضًا: لا تُجرِّب الرب إلهك». التجربة الثالثة أخذه الشيطان إلى جبل عظيم عالٍ وأراه جميع ممالك العالم ومجدها وقال له: «أعطيك كل هذه إن خررتَ وسجدتَ لي». وكأنه يقول: ماذا أعطاك الله؟ لقد تركك جائعًا ولم يُعطِك رغيف خبز واحد لمدة أربعين يومًا؛ فلماذا تحبه وتعبده وتسجد له؟ أنا سأعطيك كل ممالك العالم ومجدها، فأنا رئيس هذا العالم وأعطيه لمن أشاء، فقط تسجد لي. ولكن ما أروع الابن الوحيد! لقد كان يحب أباه رغم كل الحرمان والفقر العميق، يحبه لشخصه وليس لأجل عطاياه. فأجاب: «مكتوب: للرب إلهك تسجد وإياه وحده تعبد». في التجربة الأولى عرض عليه الخبز وفي الأخيرة جميع ممالك العالم ومجدها، وما بينهما مَرَّ بكل صور التجارب والإغراءات. في الأولى وضعه أمام تجربة شهوة الجسد، وفي الأخيرة أمام شهوة العيون، وفي المنتصف أمام تعظُّم المعيشة والكبرياء، إذ يُظهر نفسه للعالم. وهو نفس الأسلوب الذي اتَّبعه في الجنة مع الإنسان الأول. عرض الشيطان المُلك على المسيح، ولكن المسيح كان أمامه الصليب أولاً واعتبارات مجد الله التي جاء ليردها. وبالطبع فهو لن يأخذ المُلك من الشيطان بل من الآب الذي قال له: «اسألني فأعطيك الأمم ميراثًا لك وأقاصي الأرض مُلكًا لك». ونحن أيضًا «إن كُنا نصبر فسنملك أيضًا معه». ويمكننا أن نرى عوامل النصرة في تجربة المسيح من إبليس على النحو التالي: * قبل التجربة، كان يصلي في المعمودية. ونحن حريٌّ بنا أن نسهر ونصلي لئلا ندخل في تجربة. وإذا جاءت التجربة نكون مُحصَّنين بالصلاة ومُؤيَّدين بالقوة. * رجع من الأردن مُمتلئًا من الروح القدس. ونحن نحتاج إلى قوة وتعضيد الروح القدس الذي يمتلكنا ويحرِّكنا ويسيطر علينا، لضمان النصرة في أي تجربة. * استخدم المكتوب والأقوال الإلهية المناسبة في المواقف المختلفة، وربما كان يقرأها أو يرددها ويلهج بها في ذات الصباح، وعرف كيف يستخدمها مع المُجرِّب. وكانت جميع الاقتباسات من سفر التثنية ص6-8. فهل نحن نلهج في هذه الكلمة وتعيش بداخلنا ونعرف كيف نستخدمها في المواقف المختلفة؟ ليتنا نتمثل بسيدنا فتتحقق النصرة عمليًّا في حياتنا مهما كانت حِيَل العدو ومكايده! |
||||
10 - 08 - 2016, 05:33 PM | رقم المشاركة : ( 13976 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أسلوب الشيطان في السيطرة على النفوس
رأينا في العدد السابق كيف أن فرعون موسى احتال لكي يُبيد الشعب ويمنع نموهم وتكاثرهم. لكن محاولاته فشلت، فنما الشعب وازداد كثيرًا جدًا. وفي هذا العدد سنرى فرعون مرة أخرى، وهو رمز واضح للشيطان، يحاول جاهدًا أن يمنع خروج الشعب من أرض مصر بواسطة موسى ليعبد الرب في البرية. وكان هدفه أن يحتفظ بهم تحت سيطرته. وهذا ما يفعله الشيطان، إذ يستعبد الإنسان ويُذله ويهدّده بالموت؛ والإنسان خوفًا من الموت يظل كل حياته تحت العبودية. لكن الرب يسوع جاء إلى العالم وذهب إلى الصليب، لكي يُبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس، ويعتقنا من عبوديته القاسية، وينقذنا من سطوة العالم الحاضر الشرير (عبرانيين2: 14، 15؛ غلاطية1: 4). في البداية، كان فرعون يرفض رفضًا باتًا خروج الشعب ويُنكر حق الرب في شعبه. فقال لموسى: «الرب لا أعرفه، وإسرائيل لا أُطلقه». فضرب الرب فرعون وأرض مصر ضرباتٍ ثقيلة، وعندئذ غيَّر فرعون أسلوبه، ولجأ إلى المساومة، واقترح على موسى أربعة اقتراحات، فيها نرى أساليب الشيطان للسيطرة على النفوس لكي لا تُفلت من قبضته. 1- قال فرعون لموسى: «اذهبوا اذبحوا لإلهكم في هذه الأرض» (خروج8: 25). كان هذا أول اقتراح من فرعون. وهذا يعني أن الشيطان يوافق على تديُّن الإنسان، وأن يمارس أي صورة من العبادة الشكلية، بشرط أن يظل تحت سيطرته. وهذا يُذكِّرنا بالمتدين الأول قايين، الذي قدَّم قربانًا من ثمار الأرض، مع أنه كان «من الشِّرير (الشيطان)، وذبح أخاه... لأن أعماله كانت شريرة وأعمال أخيه بارة» (تكوين4: 3؛ 1يوحنا3: 12). إن الملايين في عالم اليوم ساروا وراء قايين في طريق التدين والأعمال، بِغَضِّ النظر عن حالة القلب والعلاقة الصحيحة مع الله. إنهم يعيشون في الفجور والشرور، ومع ذلك فهم مُتدينون ويُقدِّمون عبادة شكلية روتينية بحسب أفكارهم. وهذه العبادة مرفوضة ولا يمكن أن الله يرضى عنها. إنهم عبيد للشيطان ويريدون أن يعبدوا الله. فكيف يقدر الإنسان أن يخدم سيدين (متى6: 24)؟! إن مصر ترمز إلى العالم، وهو دائرة سيادة الشيطان. ويجب أن يتحرر الإنسان من هذه السيادة أولاً، ويصبح تحت لواء وسيادة المسيح، حتى يستطيع أن يقدِّم العبادة المقبولة ويخدم الخدمة المرضية. لهذا قال موسى: «لا يصلح أن نفعل هكذا، لأننا إنما نذبح رجس المصريين للرب إلهنا. إن ذبحنا رجس المصريين أمام عيونهم أفلا يرجموننا؟» (خروج8: 26). إن الصليب، وهو أساس عبادتنا وسجودنا، يتضمن دينونة هذا العالم ورئيس هذا العالم. لهذا فإن العالم يرفض ويبغض فكرة الصليب. فكيف نسجد ونحن في مناخ العالم وتحت سيطرة المبادئ الشيطانية؟ 2- قال فرعون: «أنا أطلقكم لتذبحوا للرب إلهكم في البرية، ولكن لا تذهبوا بعيدًا» (خروج8: 28). وهذا الاقتراح الثاني يتضمَّن أن الشيطان مستعد أن يعطينا مساحة من الحرية بشرط أن نظل في متناول يده، ويستطيع أن يجذبنا ويتحكم فينا متى أراد، فلا نستطيع أن نفلت نهائيًا من يده. «لا تذهبوا بعيدًا». هذا يعني عدم التشدد والتمسك بالحق، واعتبار هذا نوعًا من التطرف. إنه يريد منا التساهل وقبول كل الأفكار والمعتقدات، ويحاول تقريب وجهات النظر، والبحث عن نقاط التقابل مع كل التوجهات بغض النظر عن مطابقتها لكلمة الله. كأنه يقول: «لا تذهبوا بعيدًا» بمعاني الكتاب، بل لنأخذ الأمور ببساطة، ونعيش بمبادئ مُختلطة مع الآخرين. إنه يرفض فكرة الانفصال عن العالم، ويرحب بالعروج بين الفرقتين والحلول الوسط. وهذه هي حالة «لاودكية»، «لست باردًا ولا حارًا، هكذا لأنك فاتر» (رؤيا3: 15). وبالأسف، فإن بعض الشباب اليوم يميلون لهذا الفكر، وتحكمهم الصداقات والعلاقات الاجتماعية أكثر كثيرًا من المبادئ الكتابية، ولا يدركون أهمية الانفصال عن العالم وعن الشرور الأدبية والتعليمية. 3- قال فرعون: «مَنْ ومَنْ هم الذين يذهبون؟ فقال موسى: نذهب بفتياننا وشيوخنا. نذهب ببنينا وبناتنا... قال لهما (أي فرعون):... ليس هكذا. اذهبوا أنتم الرجال واعبدوا الرب» (خروج10: 8-11). هذا الاقتراح يعني أن الشيطان يحاول أن يحتفظ بالنساء والأولاد في قبضته، بحجة أنه ما الداعي أن تتعبوا هؤلاء، وهم الفئة الضعيفة، في مسيرة شاقة في البرية؛ يكفي أن يذهب الرجال للعبادة، ولكن ما دور النساء والأطفال في عبادة الرب. إن الشيطان يحاول أن يحتفظ بالجيل الثاني، ويسيطر على النشء الصغير. وهل يصلح أن جزءًا من العائلة يعبد الرب والجزء الآخر يخدم فرعون؟! إن فكر الله الواضح هو «أنت وأهل بيتك». والرب يريد أن يبارك الصغار مع الكبار (مزمور115: 13). وبالأسف فإن الكثير من الشباب اليوم لا يشعر بالانتماء لكنيسة الله ويعتبر أن اجتماعات الكنيسة هي للكبار فقط. 4- أخيرًا قال فرعون: «اذهبوا اعبدوا الرب. غير أن غنمكم وبقركم تبقى. أولادكم أيضًا تذهب معكم» (خروج10: 24). ولو بقيت الأغنام والأبقار في مصر فإنهم سيرجعون حتمًا، لأنه «حيث يكون كنزك هناك يكون قلبك أيضًا» (متى6: 21). رفض موسى هذا العرض حيث أنهم سيخرجون لكي يذبحوا منها للرب. لذلك قال لفرعون: «تذهب مواشينا أيضًا معنا. لا يبقى ظلفٌ» (خروج10: 26). فينبغي أن نكون نحن، وكل مَنْ لنا، وما لنا، قُدسًا للرب. والشيطان يكره المؤمن الساجد، بينما هذا ما يطلبه الآب. لهذا فإن الشيطان يحاول تعطيل الساجد عن السجود أو يجعله يذهب بدون ذبيحة. وكم مرة يوجد المؤمن في الاجتماع وليس عنده شيء يقدّمه للرب، فالذهن شارد والقلب بارد واليد فارغة. كانت هذه هي محاولات فرعون لاستبقاء الشعب تحت سيطرته، ولكن موسى رفض كل الاقتراحات، وكان مُحدَّدًا وصلبًا في مواجهة العدو، وهو ما ينبغي علينا أن نعمله فنرفض كل الحلول الوسط، ونقف في صف الرب بكل أمانة لكي نعبده ونخدمه الخدمة المرضية بخشوع وتقوى. |
||||
10 - 08 - 2016, 05:36 PM | رقم المشاركة : ( 13977 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فرعون كرمز للشيطان يُعتبر فرعون موسى من أقوى الصور المُعبِّرة عن الشيطان؛ سواء في استخدام الحيل لإفناء شعب الله (خروج 1: 10)، أو في أنه قاتل (خروج 1: 16، 22)، وكذَّاب (خروج 8: 8، 15)، أو في مراوغاته ليمنع خروج الشعب من مصر (خروج 8: 25-28؛ 10: 10، 11، 24)، أو في هجومه الشرس عليهم عند البحر الأحمر (خروج 14: 5-10). وعندما ندرس هذه الصور سنفهم المزيد من أساليب عمل الشيطان لكي نتحذَّر منه. وقبل أن نتناول هذه الصور، يبرز أمامنا سؤالٌ هام وهو: لماذا سمح الرب بوجود الشيطان؟ وهذا ما نراه أيضًا في قصة فرعون. فقد أعلن الرب له قائلاً: «لأجل هذا أقمتك، لكي أُريكَ قوَّتي، ولكي يُخْبَر باسمي في كل الأرض» (خروج 9: 16). هذا يعني أن الرب هو الذي أقامه، وأنه سيتمجَّد من خلاله، ويُظهر قوَّته فيه وفي القضاء عليه، ويُنادَى باسمه في كل الأرض. وهل كان الله يعلم بسقوط الشيطان، وأنه سيكون سبب البلاء لكل الجنس البشري؟ بكل تأكيد نعم. وهل كان بوسع الله أن يمنعه أو يبيده؟ بكل تأكيد أيضًا نعم. ولو كانت المسألة هي إظهار قوة الله في سحق الشيطان، لكان قد قضى عليه من لحظة سقوطه، أو في أي وقت أراد. وهذا أيضًا يظهر في الرمز الذي أمامنا مُمثَّلاً في فرعون. فقد قال الرب له: «فإنه الآن لو كنتُ أمدُّ يدي وأضربك وشعبك بالوبإ، لكنتَ تُباد من الأرض» (خروج 9: 15). فلا بد إذًا أن هناك للرب حكمة من بقاء الشيطان فترة طويلة من الزمان. وفي كثير من الأحيان نرى الله لا يتدخل ويمنع شر الإنسان ولا حيل الشيطان، لكنه يتحكَّم فيه ويُسخِّره ليخدم مقاصده كاملة الإتقان. ويبقى السؤال ما هو الخير الذي يمكن أن يحدث من وجود الشيطان ومن حيله ومكايده أو هجومه وشراسته وشرَّه؟ أولاً: عن طريق حيل الشيطان وسقوط الإنسان، ظهرت محبة الله في بذل الابن الوحيد على الصليب ليصنع الفداء للإنسان. وعلى أساس الفداء أمكن للإنسان أن يتبرَّر ويُساكن الله في مجده في السماء، وليس فقط أن يعيش على الأرض في الجنَّة. ثانيًا: وجود الشيطان وأعماله في الأرض يعطي المجال لتدريبنا الروحي كمؤمنين. وهو المجال الذي نُظهر فيه ولاءنا ومحبتنا لسيِّدنا. وهناك دروس روحية يرى الله في حكمته أن نتعلَّمها عن طريق الشيطان. فإذا خدعنا بمكره فإن هذا سيقودنا إلى مزيد من الحذر والسهر، وإذا هاج علينا تعلَّقنا بالرب أكثر، وإذا ضغطنا وأذلَّنا فإننا نسمو روحيًا وننمو. إنها فرصة لكي نجاهد وننتصر على تجاربه في حربنا الروحية، وبذلك يتزكَّى إيماننا ونحصل على شهادة تقدير من الرب نفسه، مثلما حدث مع أيوب، ثم أخيرًا لما تنتهي الحرب نُكلَّل أمام كرسي المسيح. وفي تاريخ الكنيسة المبكِّر كان الشيطان كالأسد يثير الاضطهاد ضد المؤمنين، فتشتتوا. لكن الذين تشتتوا جالوا مُبشِّرين بالكلمة. والآن دعونا نتأمل في أساليب عمل الشيطان من خلال ما سجله الكتاب عن فرعون في أيام موسى. * لقد قام فرعون جديد استلم الحُكم. وهو صورة للشيطان الذي استلم السلطان بعد سقوط الإنسان. * قال هذا الفرعون لشعبه: «هوذا بنو إسرائيل شعبٌ أكثر وأعظم منا. هلمَّ نحتال لهم لئلا ينموا... فجعلوا عليهم رؤساء تسخيرٍ لكي يُذلوهم بأثقالهم... ولكن بحسبما أذلوهم هكذا نموا وامتدوا» (خروج 1: 9-12). وكلمة «نحتال» تذكِّرنا بأسلوب الحيَّة القديمة كما رأيناها في الجنَّة إذ قيل عنها: «وكانت الحيَّة أحيل جميع حيوانات البرية» (تكوين 3: 1). * كانت المحاولة الأولى أنه جعل عليهم رؤساء تسخير لكي يذلوهم بأثقالهم. فاستعبد المصريون بني إسرائيل بعنف ومرَّروا حياتهم بعبودية قاسية في الطين واللبن وفي كل عمل في الحقل (خروج 1: 13، 14). لقد قصد أن يستنفد كل قوة الرجال في أغراضه ومصالحه من الصباح إلى المساء، وكل ما عملوه كان عنفًا وسُخرةً. وكان هذا بهدف أن يمنع تكاثرهم ونموهم. والشيطان يعمل نفس الشيء مع أولاد الله، إذ يستهلك كل الطاقة والوقت في الأشغال الزمنية، وقد يحيط الإنسان بظروف كربة تضغطه نفسيًا من الصباح إلى المساء، فيعود آخر اليوم فاقدًا كل طاقة ورغبة في أي عمل روحي. فلا وقت ولا شهية للكتاب أو الصلاة أو الاجتماعات أو الخدمة أو الشركة مع المؤمنين، وبذلك يتوقف النمو. * أما المحاولة الثانية فكانت من خلال القابلتين إذ أمرهما فرعون قائلاً: «حينما تولِّدان العبرانيات... إن كان ابنًا فاقتلاه، وإن كانت بنتًا فتحيا» (خروج 1: 16). وفي هذا نرى صورة للشيطان “كالقاتل” الذي قال عنه: «ذاك كان قتَّالاً للناس من البدء» (يوحنا 8: 44). إن الطفل حديث الولادة وهو في المهد هو في غاية الضعف، ويحتاج إلى المساعدة في التنفس والإطعام. وإذا حُرِم من ذلك فإنه يموت بكل سهولة. وهذا أسلوب الشيطان مع المولودين حديثًا من الله. فإذا تعرَّض أحد هؤلاء الصغار إلى عثرة، فإنه يُصدَم ويفشل في بداية الطريق، ويفقد الثقة في مصداقية الأمور الروحية. وقد يستخدم الشيطان أشرارًا لكي يُشكِّكوا في وحي الكتاب المقدس وسلطانه، ويبثون تعاليم فاسدة تُسمِّم النفوس. إن الكتاب المقدس هو أنفاس الله التي يستنشقها المؤمن وينتعش بها، وهو اللبن العقلي العديم الغش لكي ينمو به. وإذ فقد الهواء والغذاء فإنه يموت. * أما المحاولة الثالثة التي احتال بها فرعون على الشعب فهي أن يطرحوا كل ابن في النهر. ومرة أخرى نرى صورة للشيطان “كالقاتل”. وفي النهر يمكن أن نرى المُتع والملذَّات والشهوات الشبابية. وقد نجح الشيطان أن يغرق بيوت المؤمنين بهذه المواد التي تُمتِّع الجسد وتُشبع شهواته عن طريق الإنترنت والفضائيات التي تحمل كل صور الفساد لإمتاع وإشباع الشهوات التي تغرق الناس في العطب والهلاك. هذه صور من حيل الشيطان.. فلنتحذَّر ونسهر ولا نجهل أفكاره. |
||||
10 - 08 - 2016, 05:38 PM | رقم المشاركة : ( 13978 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أهداف الشيطان * أن يُلحِق إهانة بالغة بالله من جهة كرامته ومجده وسيادته وسلطانه، وكان ذلك أمام كل الخليقة وكل الملائكة وأمام الشيطان نفسه. * أن يجلب الدمار واللعنة على كل الخليقة التي أُخْضِعَتْ للبُطْل عندما سقط رأسها. وصارت تَئِن وتتمخض معًا إلى الآن بسبب الخطية وآثارها. * أما على الإنسان فكانت نتائج السقوط على النحو التالي: 1- العري: «فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عُريانان» (تكوين3: 7). 2- الخوف: «سمعتُ صوتك في الجنة فخشيتُ، لأني عريانٌ فاختبأتُ» (تكوين3: 10). 3- الألم والحزن: «بالوجع تلدين أولادًا» (تكوين3: 16). 4- اللعنة: «ملعونة الأرض بسببك»، وهذه اللعنة «نهايتها للحريق» (تكوين3: 17). 5- التعب: «بالتعب تأكل منها كل أيام حياتك» (تكوين3: 17). 6- الشوك: «شوكًا وحسكًا تُنْبتُ لكَ» (تكوين3: 18). 7- العرق: «بعرق وجهك تأكل خبزًا» (تكوين3: 19). 8- الموت: «حتى تعود إلى الأرض التي أُخِذْتَ منها. لأنك تُرابٌ، وإلى تُرابٍ تعودُ» (تكوين3: 19). لقد أفسدت الخطية كيان الإنسان كله، فقال الكتاب عنه: «كل الرأس مريضٌ، وكل القلب سقيمٌ. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحةٌ» (إشعياء1: 5). ويقول الرسول بولس: «إني أعلم أنه ليس ساكنٌ فيَّ، أي في جسدي، شيءٌ صالحٌ» (رومية7: 18). وهكذا تشوَّه الإنسان بكيفية لا يمكن إصلاحها. وهذا الفساد والتشوُّه قد عمَّ كل الجنس البشري الذين هم بالطبيعة نسل آدم الساقط، وأصبح في الإنسان طبيعة ساقطة تميل للعصيان وترفض الخضوع لله، وكان العلاج الإلهي لهذه التشوهات هو «الخليقة الجديدة». إن الخطية نجاسة تمنع الإنسان من الاقتراب إلى الله القدُّوس، ولهذا هرب واختبأ خلف الأشجار. والخطية ذنب يستوجب العقاب، وهذا ما جعل الإنسان يخاف من الله ويفقد الشعور بالأمان. لقد فقد الإنسان الحرية وأصبح عبدًا للشيطان، وفقد السيادة والسلطان على الخليقة، فصارت الأرض مُسلَّمة ليد الشِّرير (أيوب9: 24)، والشيطان يسيطر عليها. كما فقد البراءة التي خُلق عليها، والمشابهة الأدبية لله والتوافق معه. وما عاد الله بالنسبة له الأب العطوف الذي يهرع إليه ويرتمي في حضنه ويستمتع بالحديث معه وبصوته الحاني الرقيق، بل صار الله بالنسبة له هو الديَّان، ولهذا شعر بالخوف والرعب عندما سمع صوته ماشيًا في الجنة، آتيًا إليه. كل هذا حدث عندما سقط الإنسان ودخلت الخطية، فأحدَثت شرخًا في العلاقة بين الإنسان والله. وكان هذا غرض الشيطان؛ أن يفصل الإنسان عن الله، وأن يحطِّمه بالكامل ويُذِلّه ويستعبده ويُهلكه هلاكًا أبديًّا. كذلك كان هدفه أن يُفشِّل مشروع الله من جهته، وأن يستولي على مركز السيادة على الأرض، ويفصلها عن السماء. وبحسب الظاهر نجح في ذلك نجاحًا كبيرًا. ولكن هل يمكن أن مشروع الله يفشل ومقاصده تخيب؟ وهل ينتصر الشيطان ويكون الله هو الخاسر والإنسان هو الضحية؟ هل يُفلت الزمام من يد الله؟ حاشا وكلا! |
||||
10 - 08 - 2016, 05:40 PM | رقم المشاركة : ( 13979 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لـن تموتـا
رأينا في المرة السابقة كيف وجَّه الشيطان سهمه الأول للإنسان في صورة “تشكيك”، زارعًا بذار الشَّك في صدق أقوال الله ومحبته وصلاحه نحو الإنسان، وفي بِرِّه وعدله، وفي بواعثه ونواياه. وحاول أن يُشوِّه صورة الله في نظر الإنسان ويُفسد العلاقة بينهما. وفي رد المرأة على الحيَّة رأينا أنها قد تأثرت واقتنعت بكلامها، وتشكَّكت فعلاً في صدق الأقوال الإلهية ودِقَّتها، فلم تحترم نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم، فحذفت منها، وأضافت إليها، وحَوَّرت فيها. وعندما شعر الشيطان أن المرأة تجاوبت معه بهذه السرعة ألقَى سهمه الثاني، وكان هذه المرة في صورة “تكذيب”. فقالت الحيَّة للمرأة: «لن تموتا» (تكوين3: 4). وهذا الرد القاطع جاء بعد أن تشكَّكتْ المرأة في حُكم الله. لقد قال الله: «موتًا تموت»، وقالت المرأة: «لئلا تموتا»، وقالت الحيَّة: الحقيقة إنكما «لن تموتا». وهذا تكذيبٌ صريح لأقوال الله. وإلى يومنا هذا يحاول العدو أن يجعل الخطية سهلة للإنسان، ويُخفِّف العقاب والنتائج التابعة، ويُكرِّر نفس العبارة: «لن تموتا»، ولن تحدث أيَّة مشكلة، وستعبر الأمور بسلام. وربما يقنعه أن هذه الأمور طبيعية جدًّا وأن كثيرين يفعلونها ولا يتعرَّضون لأيَّة مخاطر. والإنسان عادة وهو يخوض تجربة جديدة يشعر بقلق واضطراب في الضمير خوفًا من النتائج والحصاد المُرتبط بالخطية. وعادة يفكِّر في المتاعب والنتائج الحاضرة وما يمكن أن يصيبه هنا، أكثر كثيرًا مما يفكر في الأبدية. والشيطان يُغري الإنسان ويدفعه ويُطمئنه قائلاً: «لن تموت». والإنسان يُصدِّق الشيطان ويُكذِّب الله. إن الكتاب يقول: «أجرة الخطية هي موت» (رومية6: 23)، «وليكن اللهُ صادقًا وكلُّ إنسانٍ كاذبًا» (رومية3: 4). «ومَنْ لا يُصدِّق الله فقد جعله كاذبًا» (1يوحنا5: 10)، وما أخطر هذا الموقف! و«لأن القضاء على العمل الرديء لا يُجرَى سريعًا، فلذلك قد امتلأ قلب بني البشر فيهم لفعل الشر» (جامعة8: 11). وإذا فعل الإنسان الشر مرَّة وعبَرَتْ الأمور بسلام، فإن ضميره سيتقوَّى ليُكرِّر الخطأ عدة مرات، حتى يصير الأمر زهيدًا في عينيه أن يعمل الشر في عيني الرب. إن الله أمين عندما يُحذِّر الشرير من عواقب هذا الطريق قبل أن يدركه الغضب والهلاك، والعاقل هو الذي يسمع التحذير ويخاف من الخطية. يقول الرب للشرير: «هذه صنعتَ وسكتُّ، ظننتَ أني مثلكَ. أوبخك، وأصفُّ خطاياك أمام عينيك. افهموا هذا يا أيها الناسون الله، لئلا أفترسكم ولا منقذ» (مزمور50: 21، 22). وكم من شباب انخدعوا بإغراء العدو، وبسبب خطية واحدة، ولو مرة واحدة، دفعوا ثمنًا باهظًا وذرفوا دموعًا غزيرة. اطمأنت المرأة للحيَّة، واستراحت لكلامها، واعتبرت أنها أكثر حكمةً وخبرةً منها؛ فأعطت مزيدًا من الإصغاء لها، فواصلت الحيَّة حديثها للمرأة، ووجَّه العدو سهمه الثالث وكان في صورة “ترغيب”، فهو ما زال الصديق الودود الذي يُقدِّم النُصح والتوجيه. فأضافت الحيَّة قائلة: «بل الله عالمٌ أنه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما، وتكونان كالله عارفين الخير والشَّر» (تكوين3: 5). لقد ذكر الشيطان نصف الحقيقة إذ ستنفتح أعينهما ويعرفان الخير والشَّر. لكن هل حقًا سيكونان كالله؟! لقد كانت هذه هي الخدعة الكبرى من الكذَّاب وأبو الكذَّاب. كانت رغبة الشيطان القديمة أن يصعد إلى السماوات، ويرفع كرسيه فوق كواكب الله، فوق مرتفعات السحاب، ويصير مثل العلي (إشعياء14: 13، 14). فكانت النتيجة أنه سقط وانحدر إلى الهاوية، إلى أسافل الجب. وعندما فشل هو في محاولته، أعاد المحاولة مع الإنسان ليخوض نفس التجربة ويقوده إلى ذات النتيجة، فحاول أن يغريه ويُعمِّق الرغبة فيه أن يصير كالله بدلاً من الخضوع لسلطان الله. وكيف للمخلوق أن يصير مثل الخالق؟! وقد أوحى الشيطان للمرأة أن الله منعهما من الأكل من هذه الشجرة بالذات لأنه عالمٌ أنهما إذا أكلا منها سيكونان كالله في الحال، وهو لا يريد لأحدٍ من خلائقه أن يكون مثله. وبذلك أظهر الله كشخص متكبر يريد أن يحتفظ بمسافة مهولة بينه وبين خليقته، ولا يَدَع أحدًا يقترب منه أو يُشابهه. ولكن هل بالحقيقة أن الله لا يريد أن يكون الإنسان مثله وقريبًا منه؟ ألم يَقُل الله عندما خلق الإنسان: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تكوين1: 26)، وكانت هناك مُشابهة أدبية بينه وبين الله يوم خُلق وحتى السقوط؟ وأهم من ذلك، وهذا ما كان يجهله الإنسان والشيطان معًا، مشروع الله الأزلي من نحو الإنسان: «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنه» (رومية8: 29). هذا ما حاول الإنسان أن يصل إليه بجهله عن طريق العصيان على الله وكسر وصيته، فكانت النتيجة هي السقوط الرهيب له ولكل الجنس البشري، وهو لا يعلم أن الله في الأزل البعيد، قبل الخليقة وقبل الملائكة وسقوط الشيطان، كان يفكر في الإنسان، موضوع محبته ومجال استعراض نعمته، أسمى الأفكار الصالحة ليجعله فعلاً مُشابهًا صورة ابنه في محضر مجده في السماء بطول الأبدية، وليس في جنَّة على الأرض. انخدع الإنسان بكلام الشيطان، وظن أنه إذا عرف الخير والشَّر سيصبح مثل الله. لكنه وقد عرف الخير والشَّر عجز أن يفعل الخير، وعجز أن يمتنع عن الشَّر. ظن أنه سيتحرر من القيود فلا يعود في مركز الخضوع لله، وسيصبح حُرًّا في اختياره وقراره ليفعل ما يراه ويقتنع به وينفذ إرادته الذاتية بدلاً من أن يعيش ليفعل إرادة الله. وبالإجمال أراد الاستقلال عن الله، وهذا هو تعريف الخطية. وتبقى الحقيقة أن «مَنْ يفعل الخطية هو عبدٌ للخطية» (يوحنا8: 34). وما أتعس النتائج عندما يرفض الإنسان الخضوع لسلطان الله ويختار الخضوع لسلطان الخطية والشيطان! |
||||
10 - 08 - 2016, 05:47 PM | رقم المشاركة : ( 13980 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحقاً قال الله؟
ما زلنا نتحدث عن أسلوب الشيطان في غواية الإنسان، والجولة الأولى معه في الجنَّة. وقد رأينا كيف ذهب للمرأة، فهي الإناء الأضعف والأسهل في الغواية، واستغل أنها كانت بمفردها بعيدة عن رجلها، وأنها كانت بجوار الشجرة المَنهي عنها، وكان ذلك في صالح المُجرِّب، وكان صوته وكلامه عذبًا رقيقًا حتى لا تنفر منه أو تخاف. وقد جاء كالصديق الودود، وتعامل مع المرأة كشخصية مُستقلّة عن رجلها مُستخدِمًا صيغة المُثنَّى، إذ أراد إشعارها أنها كيانٌ منفصل، له اعتباره وقيمته الذاتية بدون الرجل. بدأ الحوار مع المرأة بسؤال الحيَّة: «أحقًا قال الله لا تأكلا من كل شجر الجنَّة؟». وهذا السؤال يُظهر مُنتهَى التعاطف والشفقة، ويتضمَّن الاندهاش والتعجب من القسوة والتعسُّف من جانب الله، والقيود المفروضة عليهما، مُمَثَّلة في المنع والحرمان. وكأن الحيَّة على رأس كل المخلوقات تشعر بحجم الظلم الذي وقع على الإنسان دون سائر الخليقة؛ فأيُّ الكائنات مُنِع قسرًا من شيء، وهُدِّدَ بالموت إذا عصي؟! هذا لم يحدث سوى مع الإنسان المسكين. وكيف وهو تاج الخليقة ورأسها، يُحرَم من الحرية، ويعيش عبدًا خاضعًا لسلطان أقوى يتحكَّم فيه؟ وما قيمة كل الأشجار وكل العطايا والامتيازات بعد أن سلبهما الحرية؟ وكيف لا يحترم ذكاءهما وقدرتهما على الاختيار واتخاذ القرار؟ وما معنى هذه القيود: افعل ولا تفعل؟ وفي الإنسان ميلٌ للتحرر ورفض الخضوع للسلاطين، ويعتبر الحرية أهم من الطعام والشراب. وبالأسف قد أساء فهم واستخدام الحرية؛ فصيَّرها فرصةً للجسد، وسُترةً للشَّر، ومجالاً للتمرد على الله. وقد أوحى الشيطان للإنسان أن هذه الشجرة المَنهي عنها هي أهم شيء في الجنَّة بأسرها، وهي مركز الجنَّة، حتى إن المرأة أشارت إليها باعتبارها «في وسط الجنَّة». مع أن الشجرة التي فعلاً في وسط الجنَّة، «فردوس الله»، هي «شجرة الحياة»، ولم يُمنَع الإنسان منها، وهي ترمز إلى شخص المسيح. وعندما عمَّق الشيطان في كيان المرأة الشعور بالمنع والحرمان، فقد ألهب فيها الرغبة للأكل والعصيان. ودائمًا الممنوع مرغوب، و«المياه المسروقة حلوة، وخبز الخفية لذيذ» (أمثال9: 17). والطبيعة الفاسدة في كيان الإنسان لا تقنع بكل عطايا الله المشروعة، وإنما ترغب في امتلاك الممنوع وتتلذَّذ بفعل ما هو مَنهي عنه. كان السهم الأول الذي وجَّهه العدو للمرأة في صورة “تشكيك”، فقال: «أحقًا قال الله؟». فقد شَكَّك في صدق الأقوال وصحتها، وما إذا كان الله قد تكلَّم أصلاً. كما شَكَّك في صلاح الله ومحبته للإنسان، وفي بره وعدله، وفي بواعثه وأغراضه ونواياه. وإلى يومنا هذا يستخدم ذات الأسلوب بطرق مختلفة مع البشر، وكثيرًا ما يهاجم كلمة الله مُشَكِّكًا في صحتها، ومُقنعًا الشباب أنها أفكارٌ قديمة لا تناسب العصر الذي نعيش فيه. وكثيرًا ما يُشكِّك في صلاح الله عندما يسمح للمؤمن بتجارب متنوعة. ويُشكِّك أيضًا في القضاء المرتبط بالتعدِّي. «أحقًا قال الله: لا تأكلا من كل شجر الجنَّة؟». إن الشيطان هو الكذَّاب وأبو الكذَّاب، وأردأ أنواع الكذب عندما يذكر نصف الحقيقة ويحذف نصفها الآخر بمكر. وبالتأكيد أنه كان يعرف ولا يجهل نَصَّ العبارات التي قالها الرب الإله لآدم وهي: «من جميع شجر الجنَّة تأكل أكلاً، وأما شجرة معرفة الخير والشَّر فلا تأكل منها، لأنك يوم تأكل منها موتًا تموت» (تكوين2: 16،17). لكن العدو حذف من العبارة وحوَّر فيها، وصاغها بالشكل الذي يخدم أغراضه. وكان هدفه الأول أن يُصوِّر الله كمُستبد يتحكَّم في خلائقه. وطالما كان الله بهذه الصورة فكيف يتلذَّذ الإنسان بالعلاقة الحميمة معه، ويسعد بالشركة والتواصل والحديث معه؟ وكيف يثق فيه ويطمئن له؟ وكيف يشتاق إليه كل صباح؟ وما هي المُتعة في طاعة هذا الإله والخضوع له؟ لقد زرع بذار السم ليُفسد العلاقة بين الإنسان والله، ويُشوِّه صورة الله في نظر الإنسان، وكل الخير الذي عمله الله لإسعاده. واجتهد ليجعل الإنسان يرى الأمور بالمنظور المغلوط، وهو عكس ما قصده الله تمامًا. وسعى لكي تتولَّد في الإنسان مشاعر سلبية نحو الله، فيشكّ في محبته ودوافعه وصدق أقواله، فلا يعود يحبه ويطيعه بسرور كما كان، ولا يُسَر ويستريح للاقتراب منه، بل على العكس يفكِّر في الاستقلال عنه، والبحث عن الذات، والرغبة في العصيان وكسر الوصية. كل هذا نراه في أول عبارة نطق بها الشيطان للإنسان في الجنَّة. فهل أحدثت هذا التأثير المُدمِّر وحققت هذه النتائج الخطيرة؟ هذا ما ظهر في رد المرأة على الحيَّة. فنراها قد تلقَّنت الطُعم فعلاً، وقد أصاب السهم الكبد. فقالت: «من ثمر شجر الجنَّة نأكل، وأما ثمر الشجرة التي في وسط الجنَّة فقال الله: لا تأكلا منه ولا تمسَّاه لئلا تموتا» (تكوين3: 2، 3). فقد ردَّت في صيغة المُثنَّى إذ اقتنعت أنها كيانٌ مُستَقِل عن رجلها، ولم تُبدِ أيَّة غرابة أو خوف عندما سمعت حيوانًا يتكلَّم، ولم تُسرع لتُخبر آدم بما حدث، بل اندمجت في الحديث بتلقائيَّة تامة. وفي ردِّها ظهر أنها بدأت تتشكَّك فعلاً في صدق أقوال الله ودقَّتها، فحذفت منها، وأضافت إليها، وحوَّرت فيها. فقد حذفت كلمة “جميع”، «من جميع شجر الجنَّة...»، والتي تُبرهن على الحب والصلاح الإلهي، وحذفت كلمة “أكلاً”؛ أي تأكل بحريتك. وأضافت كلمة “ولا تمسَّاه”، والتي تدل على التعسُّف الإلهي. وحوَّرت عبارة «موتًا تموت» إلى “لئلا تموتا”، والتي تُظهر التشكُّك في صدق أقوال الله وبره وأحكامه العادلة. ليت آذاننا تتدرَّب على سماع صوت الرب، وتحترم أقواله الحيَّة، وتتجاوب معها، وترفض كل الأصوات الأخرى التي مصدرها الحيَّة الخادعة الكاذبة التي تقود للشكوك والسقوط |
||||