منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08 - 08 - 2016, 05:15 PM   رقم المشاركة : ( 13941 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما يميز هذا العالم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
1. روح العالم: إن روح العالم هي روح الاستقلال والاستغناء عن الله والشعور بالكفاية الذاتية. وهذا يقود إلى الافتخار والعُجب والتعظم. وفي العهد القديم نقرأ عن آرام النهرين، وقد استخدمها الروح القدس ليرسم أمامنا صورة للعالم الحاضر الشرير. فآرام تعني الأراضي العالية، وفي هذا نرى ارتفاع القلب وتشامخ الروح والكبرياء. والسبب في ذلك أن لديها بدل النهر نهرين. والعالم يرفض الله ولا يريد أن يكون تحت رحمته ولا أن يشعر بالاحتياج إليه. ومع أن الله هو مصدر كل العطايا والهبات، إلا أن الإنسان لا يريد أن يعترف بذلك، ولا يشعر بالامتنان إلى الله ولا يقدِّر مراحمه، بل ينسب كل شيء لنفسه وذكائه وقدراته. كما أن روح العالم تتميز بحب الامتلاك والطمع والتسابق على المراكز الظاهرة والبحث عن الذات والتمركز حولها. وبالأسف هذه الروح كانت في التلاميذ يوم كان المسيح معهم بالجسد، إذ حدثت مشاجرة بينهم عن من يكون الأعظم. وعندما يعيش الإنسان محكومًا بروح العالم ومبادئه فإنه لن يضحي ولن يتنازل عن حقوقه، وسيسعى بكل وسيلة لإشباع وإمتاع شهواته. إن المنطق الذي يعيش به هو: طالما أنه سيعيش حياة واحدة فلماذا يضحي ويحتمل ويتعب لأجل الآخرين؟ إنه يعيش لذاته فقط. هذا ما فعله الغني الغبي الذي أخصبت كورته وقال لنفسه: أهدم مخازني وأبني أوسع... وأقول لنفسي: يا نفسي استريحي وكلي واشربي وافرحي، لأن لك خيرات كثيرة موضوعة لسنين كثيرة، ولم يدرِ أنه في تلك الليلة ستُطلب نفسه منه. كذلك الغني الذي عاش يلبس الأرجوان والبز ويتنعم كل يوم مترفهًا، ولم يفكِّر في الله ولا في قريبه لعازر المسكين الذي كان يشتهي أن يأكل من الفتات الساقط من مائدة الغني. هذه هي روح العالم.
2. مسرات العالم: وهي تتضمن أشياء بريئة وأشياء فاسدة. فالطعام والشراب والثياب والأصدقاء والنزهات والحفلات والتسليات والنجاح والمراكز العالية والمال والبيت المريح وأحدث الأجهزة والتكنولوجيا المتقدمة والسيارات وغيرها من وسائل المعيشة والترفيه هي في حد ذاتها لا غبار عليها طالما هي عطايا الرب التي يجب أن نشكر عليها ونستخدمها الاستخدام الصحيح. ولكن لا ينبغي أن نسيء استعمال هذه الأشياء، أو أن نستقل بها عن الله. ولقد حذَّر الرب شعبه عند دخولهم أرض كنعان قائلاً: «احترز من أن تنسى الرب إلهك... لئلا إذا أكلت وشبعت، وبنيت بيوتًا جيدة وسكنت... وكثرت لك الفضة والذهب... يرتفع قلبك وتنسى الرب إلهك... لئلا تقول في قلبك قوتي وقدرة يدي اصطنعت لي هذه الثروة» (تثنية8: 11-17). وبالطبع هناك أشياء يقدِّمها العالم لإشباع شهوات الجسد، وهذه يوصينا الكتاب أن نتحذر منها، «هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة» (2بطرس1: 4).
3. هموم العالم: العالم ليس فيه مسرات وشهوات فقط، لكن الكتاب أشار إلى “هموم العالم” التي تخنق الكلمة فتصير بلا ثمر. والهموم هي ضغوط وأثقال ومشاكل ومنغِّصات تُكبِّل المؤمن وتحنيه وتفقده الفرح والسلام اللذين له في المسيح. والعدو يستخدم الأشرار من أهل العالم ليضايق المؤمن ويعكر صفوه. لهذا يقول الكتاب: «مُلقين كل همكم عليه لأنه هو يعتني بكم» (1بطرس5: 7)، وأيضًا «لا تهتموا بشيء بل في كل شيء بالصلاة والدعاء مع الشكر» (فيليبي4: 6).
4. شرور العالم: إن العالم من البداية وحتى النهاية يتميز بالفساد والنجاسة والعنف والشراسة. وهذا ما نراه حولنا في كل مكان. ونحن نعلم أن الله المعلَن في الكتاب المقدس يتميز بأنه نور وليس فيه ظلمة البتة (1يوحنا1)، وهذا عكس النجاسة والفساد الأدبي. وأنه محبة (1يوحنا4)، وهذا عكس العنف والشراسة. ولقد كان المسيح في حياته على الأرض هو المُعبِّر والتعبير عن هذه الصفات الإلهية. ويعقوب في رسالته يقول: إن الديانة الطاهرة المقبولة عند الله هي هذه: افتقاد اليتامى والأرامل في ضيقتهم (وهذا يوافق طبيعة الله كمحبة)، وحفظ الإنسان نفسه بلا دنس من العالم (وهذا يوافق طبيعته كنور).
5. بُطلان العالم: خاض الحكيم في سفر الجامعة عدة تجارب بحث خلالها عن السعادة تحت الشمس، وكانت لديه كل الإمكانيات المتاحة لإمتاع وإشباع رغباته وكل ما يشتهيه، فقد عظَّم عمله فبنى لنفسه بيوتًا وغرس لنفسه كرومًا، وعمل لنفسه جنات وفراديس، وجمع لنفسه فضة وذهبًا وخصوصيات الملوك، واتخذ لنفسه مُغنيّن ومغنيات، وتنعمات بني البشر سيدة وسيدات، ومهما اشتهته عيناه لم يمسكه عنهما. ثم التفت إلى كل أعماله والتعب الذي تعبه في عمله، فإذا الكل باطل وقبض الريح ولا منفعة تحت الشمس (جامعة2). هذه هي الحقيقة المؤلمة أن بهجة الأرض سراب، وأن الحياة بدون الرب شقاء وصعاب. وهذا ما أكَّده الرب للمرأة السامرية عندما قال لها: إن كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا (يزداد عطشًا) (يوحنا4)، وليس سوى المسيح من يستطيع أن يملأ فراغ الإنسان ويسعده. العالم يمضي وشهوته، وهيئة هذا العالم تزول، وهذا يجعلنا لا نضع قلبًا عليه ولا نتعلق به.
6. عداوة العالم: قال الرب يسوع في حديثه الوداعي مع التلاميذ: إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد أبغضني قبلكم... لأنكم لستم من العالم بل أنا اخترتكم من العالم، لذلك يبغضكم العالم (يوحنا15). وفي صلاته للآب عن التلاميذ قال: أنا قد أعطيتهم كلامك والعالم أبغضهم لأنهم ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم (يوحنا17). وهذه العداوة نحو المؤمنين سببها العداوة نحو الرب يسوع. وعلينا أن نفهم كيف أننا مختلفين عن العالم، ولا ينبغي أن نتودد له ونصادقه. ولنسمع تحذيرات الكتاب لكي لا نحب العالم ولا الأشياء التي في العالم، ونعرف أن محبة العالم هي عداوة لله، لأن العالم صَلَبَ ابن الله، وموقف العالم لم يتغير منذ ذلك الوقت نحو رب المجد ونحو تابعيه. فلا يزال العالم يرفض المسيح ويبغضه، لقد أحب الناس الظلمة أكثر من النور لأن أعمالهم كانت شريرة.
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:18 PM   رقم المشاركة : ( 13942 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العالم 2

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
رأينا في العدد السابق أن العالم الذي يُحذِّرنا منه الكتاب، باعتباره أحد أعداء المؤمن، هو ذلك النظام المُرتَّب والمُزيَّن بإتقان، الذي أسسه ويرأسه الشيطان بعد دخول الخطية، وهو جميل وجذاب ومتطور ويروق للإنسان. وقد تكوَّن ليعالج الآثار التي ترتبت على دخول الخطية، ويخفف المعاناة التي سببتها، بدون الرجوع إلى الله والبحث عنه، حيث أنه مصدر الراحة والأمان الحقيقي.
وقد رأينا أن الإنسان قد شعر بالخسارة عندما طُرد من الجنة، لكن العالم يحاول أن يعمل له جنات وفراديس فلا يفكر في الرجوع إلى الله. كما أنه شعر بالذنب في الضمير والاحتياج إلى الغفران. وهذا الشعور يمكن أن يكون بركة إذ يقود الإنسان إلى التوبة والعودة. لكن العالم يُقدِّم للإنسان بديلين هما: التدين والفلسفة البشرية بما يتناسب مع نوع الشخصية. والهدف في الحالتين إراحة الضمير وإزاحة الشعور بالذنب دون التوبة والبحث عن غفران الله. وعرفنا أن التدين هو أن يعمل الإنسان أشياء لأجل الله يُكفِّر بها عن ذنوبه، ظانًا أنه بها سيُصبح مقبولاً أمام الله، وأن الله حتمًا سيرضى عنه، وبذلك يهدأ ضميره المُحتج ضده. وهذا ما فعله قايين، وكلنا نعرف النتيجة. وهذا يدل على جهل الإنسان بطبيعة الله ومقاييس قداسته، فهو إلى ملائكته ينسب حماقة، والسماوات ليست بطاهرة أمام عينيه، فكم بالحري مكروه وفاسد الإنسان الشارب الإثم كالماء. وقد وُضع الإنسان تحت الامتحان في تدبير الناموس 1500 سنة، فكانت النتيجة المؤسفة أنه لم ينجح أحد. إلى أن جاء المسيح ليخلِّص الخطاة بموته لأجلهم على الصليب، آخذًا مذنوبيتهم، دافعًا ديونهم، محتملاً قصاصهم، مُقدِّمًا غفرانًا مجانيًا لكل من يؤمن إيمانًا قلبيًا حقيقيًا، تائبًا عن خطاياه وراجعًا إلى الله. وهذا ما يعطي الراحة والسلام الحقيقيين.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة أما العلاج الثاني الذي يُقدِّمه العالم لمشكلة الشعور بالذنب فهو الفلسفة البشرية. وهي إعمال العقل البشري في محاولة فهم الله وأموره بدون الإعلان المُقدَّم في المكتوب. وهذا ينشئ صورة مشوَّهة عن الله. وبدون الإيمان بما أعلنه الله في كلمته لا يمكن أن نعرف صفاته وطبيعته ومطالبه. والناس لما عرفوا الله، بالعقل فقط، لم يمجِّدوه أو يشكروه كإله، بل حمقوا في أفكارهم وأظلم قلبهم الغبي (رومية1: 21). لقد صوَّرت الفلسفة للإنسان أن كل ما يفعله ليس خطية ولا يغضب الله، وأن هذه احتياجات ورغبات طبيعية لا بد من إشباعها، والله هو الذي خلقها فكيف يدينها؟ وما الذي يضير الله إن كان الإنسان يفعل شيئًا يحبه ويسعد به، طالما لا يؤذي أحدًا ولا يظلم أحدًا؟ وقد وصلوا في تطرفهم إلى إباحة النجاسة والشذوذ، ولا تُعتبر هذه الأمور في نظرهم خطايا تستوجب الدينونة، وإنما اختلاف في التكوين، والله هو المسؤول عن ذلك، فكيف يدين الله ذلك؟ وهذه الفكرة مقبولة من قطاع كبير من الشباب المتحرر الذين لا يميلون إلى الدين والتدين، ويعتبرون أن المسألة نسبية، وأنها أفكار وآراء، وأن رجال الدين والخدام هم السبب في إشعار الآخرين بالذنب دون مُبرر، وأنهم مُعقَّدون ومُتزمِّتون، ولا احتياج أساسًا للغفران حيث أن الله بعيد في سماه ولا يفرق معه ما يفعله الإنسان. هذا الفكر هو ما تُقدمه مدرسة العالم للشباب اليوم لإسكات الضمير إذا احتج، وهو نتيجة رفض الإعلان المُقدَّم في كلمة الله والسير بآراء الناس أصحاب النظريات الفلسفية التحررية.
الأمر الثالث الذي انتجته الخطية هو الشعور بالفراغ والعطش المستمر. وهذا سيقود الشخص للبحث عن وسائل مشروعة، أو غير مشروعة، لملء هذا الفراغ، وضمن ما يُقدمه العالم لملء الفراغ ما يلي:
الانهماك في العمل الزمني. وهو أمر مشروع ولا غبار عليه، لكنه قد يبتلع الوقت والجهد بالكامل ولا يدع الإنسان يفكر في الله أو الأبدية أو الاحتياجات الروحية. وفي دوامة التفوق الدراسي والنجاح الزمني والمكسب المادي، لن يشعر الشخص بالفراغ، بل سيشعر بسعادة الإنجاز، حتى لو كان عبدًا لهذا العمل، ولا يجد أي وقت لاسرته أو لنفسه. لقد صارت له الحياة هي العمل.
الفن والطرب واللهو والموسيقى والمسرح والرقص والأفلام والأغاني وكل أنواع التسليات ووسائل الترفيه والتواصل الاجتماعي على الإنترنت. كل هذا يجعل الإنسان أمام بحر لا نهائي من المسرّات ووسائل الجذب وازدياد المعرفة في كافة المجالات التي يجدها بسهولة على الفضائيات وشبكة المعلومات، وهي أمور مُحبَّبة ولها سطوة على الكيان لا يمكن إيقافها. فنجد الشخص جالسًا أمام الشاشات بالساعات الطويلة لا يتحرك ولا يستطيع المقاومة. لقد ملأ العالم فراغه لكي لا يفكر في الرجوع إلى الله. هذا يناسب نوعية من الشباب المُرفَّه الذي لا يحتمل المعاناة ولا يحب ضغط العمل الزمني المضني مهما كان المقابل المادي. إنه يريد الاستمتاع بالحياة.
إطلاق العنان للشهوات والتحرر والإباحية وإدمان المخدرات والجنس لملء الفراغ بالاستقلال عن الله. ويظن الإنسان أنه بذلك سيشبع ويروي عطشه، ناسيًا أن «كل من يشرب من هذا الماء يعطش أيضًا (يزداد عطشًا)» (يوحنا4: 13). ولقد قال الحكيم: «العين لا تشبع من النظر والأذن لا تمتلئ من السمع، كل الأنهار تجري إلى البحر والبحر ليس بملآن» (جامعة2: 7). وهذا ما اختبرته المرأة السامرية التي تزوجت خمس مرات ولم يمتلئ فراغها، ثم عاشت بلا زواج مع شخص ليس هو زوجها، وأيضًا لم يمتلئ فراغها، إلى أن التقت بالمسيح الذي قدَّم لها العلاج وأنعشها بالماء الحي، فارتوت.
وهكذا نرى أسلوب العالم المتنوع بما يناسب كل شخص، مُقدِّمًا ما يملأ فراغ الإنسان واعدًا إياه بالسعادة، والإنسان يلهث وراءه ليكتشف بعد حين أن بهجة الأرض سراب، وأن الكل باطل وقبض الريح. وقد قيل حقًا لهذه النوعية: “إن الوهم أفضل من الحقيقة، والخيال أفضل من الواقع، وكل شيء يُفقَد بالامتلاك”. ولا علاج للإنسان الذي يشعر بالفراغ سوى امتلاك المسيح والشبع به.
وللحديث بقية
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:20 PM   رقم المشاركة : ( 13943 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هو الهدف من النظام العالمي الذي أسَّسه الشيطان؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


لقد أنتجت الخطية مشاعر سلبية كثيرة لدى الإنسان جعلته غير سعيد على النحو التالي:
1- الإنسان بالسقوط طُرِد من الجنَّة ومُنِع من الاقتراب منها بواسطة الكروبيم ولهيب سيف مُتَقَلِّب. هذا جعله يشعر بالخسارة الفادحة والحرمان. لكن الشيطان، من خلال العالم المُزَيَّن والمُجَمَّل، يحاول أن يعمل له جَنَّات وفراديس ليسعده بها بالانفصال عن الله. وكأنَّه يقدِّم له العطايا البديلة التي تغنيه عن الله.
2- الخطية أنتجت شعورًا بالذنب في الضمير. وهذا ما نراه على سبيل المثال في:
المرأة الخاطئة التي أَتَت إلى الرب يسوع في بيت سمعان الفريسي وهي باكية بالدموع دون أن تنطق بكلمة، لكنها غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. لقد قادها الشعور بالذنب إلى المُخَلِّص والمريح، بعد أن تعبت من خطاياها الكثيرة. وقد وجدت عنده الراحة وغفران الذنوب وغطاء الحُب يُخفي لها كل العيوب. لهذا لم تَكُفّ عن تقبيل قدميه، وكانت تدهنهما بالطيب (لوقا7: 36-50).
كذلك نرى الشعور بالذنب في ضمير بطرس بعد أن أنكر الرب ثلاث مرات، والتفت إليه الرب، فخرج إلى خارج وبكى بكاءً مُرًا (لوقا22: 61-62).
وكذلك يهوذا الإسخريوطي بعد أن باع المسيح وأسلمه بثلاثين من الفضة، لما رأى أنه قد دِين ندم ورَدَّ الفضة وقال لرؤساء الكهنة: «أخطأتُ إذ سَلَّمتُ دمًا بريئًا» (متى27: 4). وتحت الشعور بالذنب مضى وخنق نفسه.
والشيطان يعرف معنى الشعور بالذنب نتيجة الخطية، وكيف أن هذا الشعور هو ثقل رهيب على ضمير الإنسان، وقد يقوده إلى البحث عن الله والالتجاء إليه طلبًا للغفران. لهذا فإنه من خلال العالم يُقدِّم علاجًا مزدوَجًا للإنسان دون الرجوع إلى الله. هذا العلاج يتمثل في التدين والفلسفة البشرية لتسكين الضمير.
(أ) التدين (ديانة العالم؛ الديانة الجسدية الزائفة): وهي أن يعمل الإنسان أشياء لأجل الله لكي يحصل على رضاه ويصبح مقبولاً عنده. وبذلك يكون راضيًا عن نفسه ويهدأ ضميره المُحتَج ضده. وهذا ما حدث مع قايين المتدين الأول. لقد حاول أن يقترب إلى الله ويقدِّم له القربان الذي لم يطلبه الله. فقدَّم من ثمار الأرض الملعونة ومن نتاج عمله في الحقل. لكن الله لم ينظر إلى قايين ولا إلى قربانه. لقد تجاهل قايين حالة السقوط التي يقف فيها أمام الله كخاطئ، واحتياجه إلى الذبيحة الدموية التي تكفِّر عنه وتجعله مقبولاً أمام الله. أما هابيل فقد اقتنع أنه لن يحظَى بالقبول والرضا وراحة الضمير إلا من خلال الذبيحة، فقدَّم قربانه من أبكار غنمه ومن سِمَانها، فنظر الله إلى هابيل وذبيحته، ورفع وجهه.
إن ديانات العالم، بكافة صورها، تهدف إلى علاج الشعور بالذنب والخوف من العقاب الناتج عن الخطية. وهي تُوهم الإنسان أن أعماله الحسنة ستُكَفِّر عن أعماله السيئة، وتُقنِعه أنه أفضل من غيره، وأن الله لا يريد أكثر من ذلك. فيمضي في طريقه مستريحًا، ليستمر عائشًا في خطاياه، وفي المقابل يقوم ببعض المُمارسات الدينية لتهدئة الضمير. هذا ما يسميه الكتاب: «راحة الجُهَّال»، إنها الراحة الوهمية لتسكين وَخزات الشعور بالذنب.
وفي النهاية، هذا هو أسلوب العالم لعلاج آثار الخطية دون التوبة والرجوع إلى الله وقبول ذبيحة المسيح الكفَّارية.

 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:21 PM   رقم المشاركة : ( 13944 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العالم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نأتي الآن إلى العدو الثاني الذي يحارب المؤمن؛ وهو العالم. وكان لنا حديث طويل عن العدو الأول؛ الذي هو الشيطان. وسنبدأ حديثنا بالسؤال:
ما المقصود بالعالم؟
إن كلمة “العالم” في الكتاب المقدس لها أكثر من معنى على النحو التالي:
1- العالم يعني الخليقة المادية. ففي مطلع إنجيل يوحنا، وهو يحدِّثنا عن أمجاد المسيح كالخالق الذي «كل شيء به كان، وبغيره لم يكن شيء مما كان»، يُضيف قائلاً: «كان في العالم، وكُوِّن العالم به» (يوحنا1: 3، 10). كذلك يقول بولس في الرسالة إلى العبرانيين وهو يستعرض أمجاد الابن: «الذي به أيضًا عمل العالمين»، وأيضًا «بالإيمان نفهم أن العالمين أُتقِنَت بكلمة الله» (عبرانيين1: 2؛ 11: 3). وبالطبع إن العالم كخليقة ليس في عداوة للمؤمن، وإنما هو يشهد عن عظمة خالقه، لأن «أموره غير المنظورة تُرى منذ خَلْق العالم مُدرَكة بالمصنوعات، قدرته السرمدية ولاهوته» (رومية1: 20).
2- العالم يعني البشر الذين يعيشون على الأرض. وهذا ما أعلنه الرب يسوع بنفسه عندما قال: «لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد، لكي لا يهلك كل مَنْ يؤمن به، بل تكون له الحياة الأبدية» (يوحنا3: 16). وبالتأكيد أن هذا المعنى ليس هو المقصود في قول الرسول يوحنا: «لا تحبوا العالم ولا الأشياء التي في العالم» (1يوحنا2: 15).
3- الأمور الزمنية والمادية التي نحتاجها في حياتنا اليومية: «الذين يستعملون هذا العالم كأنهم لا يستعملونه» (1كورنثوس7: 31)، وأيضًا: «مَنْ كان له معيشة العالم، ونظر أخاه محتاجًا، وأغلق أحشاءه عنه، فكيف تثبت محبة الله فيه؟» (1يوحنا3: 17). وهذه الأمور ليس فيها أي ضرر إذا استُخدمت بالطريقة الصحيحة.
4- العالم كنظام مُرَتَّب ومُزَيَّن بإتقان (كما تعني الكلمة في الأصل اليوناني). هذا النظام جميل وجذاب ومتطور ويروق للإنسان. هذا النظام أسَّسه ويرأسه الشيطان، وهو في عداوة دائمة مع الله ومع المؤمنين.
وهذا هو المعنى الذي سنتناوله في دراستنا.
متى بدأ العالم يتكوَّن؟
لقد بدأ العالم يتكوَّن بعد دخول الخطية وسقوط الإنسان. فقد دخلت الخطية وفصلت الإنسان عن الله (تكوين3)، ودخل وراءها العالم ليحفظ الإنسان مفصولاً عن الله (تكوين4).
إن المعاناة التي أنتجتها الخطية يمكن أن تجعل الإنسان يفكِّر في الرجوع إلى الله، مصدر راحته وأمانه، لكن العالم يصرف الإنسان بعيدًا عن الله حتى لا يفكر في الرجوع إليه. وهذا هو هدف الشيطان.
ما هو الهدف من النظام العالمي الذي أسَّسه الشيطان؟
لقد أنتجت الخطية مشاعر سلبية كثيرة لدى الإنسان جعلته غير سعيد على النحو التالي:
1- الإنسان بالسقوط طُرِد من الجنَّة ومُنِع من الاقتراب منها بواسطة الكروبيم ولهيب سيف مُتَقَلِّب. هذا جعله يشعر بالخسارة الفادحة والحرمان. لكن الشيطان، من خلال العالم المُزَيَّن والمُجَمَّل، يحاول أن يعمل له جَنَّات وفراديس ليسعده بها بالانفصال عن الله. وكأنَّه يقدِّم له العطايا البديلة التي تغنيه عن الله.
2- الخطية أنتجت شعورًا بالذنب في الضمير. وهذا ما نراه على سبيل المثال في:
المرأة الخاطئة التي أَتَت إلى الرب يسوع في بيت سمعان الفريسي وهي باكية بالدموع دون أن تنطق بكلمة، لكنها غسلت رجليه بدموعها ومسحتهما بشعر رأسها. لقد قادها الشعور بالذنب إلى المُخَلِّص والمريح، بعد أن تعبت من خطاياها الكثيرة. وقد وجدت عنده الراحة وغفران الذنوب وغطاء الحُب يُخفي لها كل العيوب. لهذا لم تَكُفّ عن تقبيل قدميه، وكانت تدهنهما بالطيب (لوقا7: 36-50).
كذلك نرى الشعور بالذنب في ضمير بطرس بعد أن أنكر الرب ثلاث مرات، والتفت إليه الرب، فخرج إلى خارج وبكى بكاءً مُرًا (لوقا22: 61-62).
وكذلك يهوذا الإسخريوطي بعد أن باع المسيح وأسلمه بثلاثين من الفضة، لما رأى أنه قد دِين ندم ورَدَّ الفضة وقال لرؤساء الكهنة: «أخطأتُ إذ سَلَّمتُ دمًا بريئًا» (متى27: 4). وتحت الشعور بالذنب مضى وخنق نفسه.
والشيطان يعرف معنى الشعور بالذنب نتيجة الخطية، وكيف أن هذا الشعور هو ثقل رهيب على ضمير الإنسان، وقد يقوده إلى البحث عن الله والالتجاء إليه طلبًا للغفران. لهذا فإنه من خلال العالم يُقدِّم علاجًا مزدوَجًا للإنسان دون الرجوع إلى الله. هذا العلاج يتمثل في التدين والفلسفة البشرية لتسكين الضمير.
(أ) التدين (ديانة العالم؛ الديانة الجسدية الزائفة): وهي أن يعمل الإنسان أشياء لأجل الله لكي يحصل على رضاه ويصبح مقبولاً عنده. وبذلك يكون راضيًا عن نفسه ويهدأ ضميره المُحتَج ضده. وهذا ما حدث مع قايين المتدين الأول. لقد حاول أن يقترب إلى الله ويقدِّم له القربان الذي لم يطلبه الله. فقدَّم من ثمار الأرض الملعونة ومن نتاج عمله في الحقل. لكن الله لم ينظر إلى قايين ولا إلى قربانه. لقد تجاهل قايين حالة السقوط التي يقف فيها أمام الله كخاطئ، واحتياجه إلى الذبيحة الدموية التي تكفِّر عنه وتجعله مقبولاً أمام الله. أما هابيل فقد اقتنع أنه لن يحظَى بالقبول والرضا وراحة الضمير إلا من خلال الذبيحة، فقدَّم قربانه من أبكار غنمه ومن سِمَانها، فنظر الله إلى هابيل وذبيحته، ورفع وجهه.
إن ديانات العالم، بكافة صورها، تهدف إلى علاج الشعور بالذنب والخوف من العقاب الناتج عن الخطية. وهي تُوهم الإنسان أن أعماله الحسنة ستُكَفِّر عن أعماله السيئة، وتُقنِعه أنه أفضل من غيره، وأن الله لا يريد أكثر من ذلك. فيمضي في طريقه مستريحًا، ليستمر عائشًا في خطاياه، وفي المقابل يقوم ببعض المُمارسات الدينية لتهدئة الضمير. هذا ما يسميه الكتاب: «راحة الجُهَّال»، إنها الراحة الوهمية لتسكين وَخزات الشعور بالذنب.
وفي النهاية، هذا هو أسلوب العالم لعلاج آثار الخطية دون التوبة والرجوع إلى الله وقبول ذبيحة المسيح الكفَّارية.
ولحديثنا بقية بمشيئة الرب
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:28 PM   رقم المشاركة : ( 13945 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الأنبا أمونيوس أسقف إسنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


تبقى سيرة هذا القديس أنشودة حب تتغنى بها الكنيسة على قيثارة الروح، أوتارها متنوعة ومتكاملة، وقد اتسم قديسنا بحبه الشديد للنسك مع التسبيح الدائم بفرح، وأمانة في الرعاية، قدم حياته وحياة كل شعبه ذبيحة حب فائق يشتمها اللَّه الأب في المسيح يسوع رائحة ذكية.
الأنبا أمونيوس الأسقف
سيم أمونيوس أسقفًا على مدينة إسنا في أيام القديس بطرس خاتم الشهداء، فعاش بروح الحب الإنجيلي يمتزج نسكه برعايته الروحية، يقضي أيام السبت حتى الاثنين مع شعبه يشاركهم العبادة ويعظهم ويرشدهم، ويهتم بكل احتياجاتهم، ثم يعود إلى مغارة خارج المدينة على حافة الجبل جنوب غربي المدينة، يقضي بقية الأسبوع يمارس حياة الوحدة بقلب متسع بالحب للَّه والناس، مؤمنًا برعاية اللَّه لشعبه. هكذا كان الأنبا أمونيوس وسط شعبه ناسكًا محبًا، وفي مغارته يصلي لأولاده بأبوة روحية صادقة.
الأنبا أمونيوس والاستشهاد
كان القديس الأنبا أمونيوس يهيئ للفردوس طغمة من الشهداء قوامها شعب إسنا كله، إذ كان بعظاته كما بحياة الإماته التي عاشها وبلهيب قلبه نحو السماء يهيئ كل قلب لقبول الاستشهاد بفرح.
زار إريانا والي أنصنا بصعيد مصر مدينة إسنا أكثر من مرة فقتل القديسة الأم دولاجي التي شجعت أولادها الأربعة على الاستشهاد، كما قتل أربعة من أراخنة الشعب (6 بؤونة)... والآن يعود مصممًا ألا يترك مسيحيًا في المدينة.
دخل إسنا من الباب البحري وجال مع جنوده في شوارعها حتى بلغ الباب الجنوبي الغربي، فوجد سيدة عجوزا مريضة غير قادرة على الحركة، فسألها عن شعب المدينة، أجابته إنهم سمعوا بأن إريانا قادم إلى أبيهم الأسقف ليستعدوا لملاقاته... وإذ سألها عن ديانتها أجابته بشجاعة، فأمر بقتلها، وتُركت في بيتها، ولا زال شعب المدينة يدعونها الرشيدة حتى يومنا هذا، إذ أرشدت عن اخوتها لينعموا الإكليل السماوي.
انطلق إريانا مع جنده نحو الأسقف وشعبه فوجد جماعة عند ساقية "كريم" فقتلوهم، ثم انطلقوا إلى دير القديس الأنبا اسحق.
الأسقف يسند شعبه
قيل إنه إذ كان الأنبا أمونيوس في مغارته يصلي من أجل شعبه كي يسندهم الرب في وسط الضيق، ظهر له ملاك الرب، قائلاً له: "أنت مقيم هنا والجهاد معدَ لأولادك". في الحال ترك الأب مغارته وانطلق إلى دير القديس اسحق السائح بجبل أغاثون، حيث كان الشعب يحتفل بالعيد. هناك استقبله الشعب بفرح شديد وتسابيح يمجدون بها اللَّه، فوقف في وسطهم وصار يحدثهم عن المجد الأبدي واحتمال الآلام بفرح من أجل الأبدية.
بعد العظة انطلق إلى مغارته، فلم يتركه الشعب بل سار وراءه، فلأجل راحتهم رجع معهم إلى دير القديس اسحق السائح، وقضى معهم الليل كله في تسابيح لا تنقطع، مع عظات روحية عن الأمجاد السماوية. وفي الصباح المبكر جدًا أقام القداس الإلهي وتناول الشعب... ليجدوا بعد ذلك إريانا وجنوده قادمين. استقبلهم الشعب بفرح شديد كمن هم ينتظرون رحيلهم من هذا العالم، ولقاءهم مع عريسهم السماوي.
ألقى الوالي القبض على الأسقف، وصار جنده يقتلون الشعب بلا توقف...
منذ سنوات قليلة إذ كانوا يحفرون بدير "الشهداء" بإسنا، وُجدت الأجساد متراصة بلا عدد فوق بعضها البعض تحت الأرض... في أنصنا
أخذه إريانا أسيرًا إلى مدينة أسوان، ليعود به ثانية، فيجد ثلاثة فلاحين أُميين عند الباب البحري من مدينة إسنا عادوا من الحقل، حزانى لأنه لم يكن لهم نصيب مع شعب المدينة الذي استشهد. طلب الفلاحون من الجند أن يقتلوهم كاخوتهم، فرفض الجند لأن سيوفهم لم تعد تصلح بسبب كثرة الذين قتلوهم... وإذ أصرَ الرجال الفلاحون أن يلحقوا باخوتهم أمر الوالي بقتلهم على حجر بفؤوسهم. ولا زالت مقبرتهم إلى يومنا هذا، يشتم الكثيرون رائحة بخور تفوح منها ليلة الأحد، تُسمى بالثلاثة فلاحين (سورس وأنطوكيون ومشهوري).
سافر الوالي إلى أنصنا يقتاد معه الأسقف الأسير، وهناك حاول استمالته تارة بالوعود وأخرى بالوعيد. دُهش الوالي إذ شعر بمهابة الأسقف وشجاعته، وأخيرًا أعدَ له أتون نار يلقيه فيه.
طلب الأسقف أن يمهله قليلاً يصلي كي يبارك اللَّه البشرية ويذكر شعب إسنا الشهداء، كما طلب خلاص الوالي... وأخيرًا سلم نفسه ليلقوه في النار فتخرج روحه إلى عريسها في الرابع عشر من كيهك.
******************************
السنكسار 11 توت
استشهاد الثلاثة فلاحين بإسنا (سورس ، أنطوكيون ،مشهوري)
استشهاد الثلاثة فلاحين بإسنا (سورس ، أنطوكيون ،مشهوري) ( 11 تـــوت) تذكار استشهاد استشهاد الثلاثة فلاحين بإسنا (سورس ، أنطوكيون ،مشهوري) . .
سيرة الثلاث شهداء فلاحين
سورس وانطوكيون ومشهورى (وشهداء إسنا )
فى إسنا بلد الشهداء بالقرب من سوق يوجد مقبرة صغيرة لا تليق أبدا أن تحوى أجساد هؤلاء الشهداء العظام ولكن كما ولد المسيح فى مكان لا يليق بشخص حتى فقير كذلك هؤلاء الفلاحين العظام الذين عرفوا الحقيقة الغائبة عن افقه العلماء والفلاسفة لان هكذا اختار السيد المسيح تلاميذه من البسطاء والصيادين
إنهم ثلاثة من الفلاحين تمنوا الشهادة فبعد أن قتل الوالي اريانوس كل أهل المدينة بداية من ( الأم دولاجى واولادها الأربعة ) ثم ارخنة المدينة ثم الأم ( رشيدة ) التي أرشدت الوالي عن مكان أهل المدينة وهى تجهل شخصه فقطع رئسها وتوجه إلى الجبل حيث أهل
البلدة مع أسقفهم الأنبا امنيوس يصلون وينتظرون فى فرح وشجاعة إلى أن أتى الوالي اريانوس وقبض على الأسقف واحتجزه
ثم قطع رؤوس كل أهل البلدة وكان عدد كل الذين استشهدو ا فى هذه المدينة المباركة تقريبا نحو (160،000 ) مائه وستون ألف شهيد فى جبل إسنا (دير الشهداء باسنا حاليا )
اى شجاعة كانت لكم يا ابائى واى قوة كانت تسندكم
يا رب لكم أنت عظيم يا الهي أعطيتهم من قوتك اللانهائية لقد أرهقوا حتى السيوف
وليس الجنود فقط
ثم اخذ الوالي القديس الأسقف الأنبا امنيوس معه الى أسوان وعذبه كثيرا ومع ذلك طلب الأنبا امونيوس من اجل ذلك الوالي ليخلصه الرب وبالفعل ألهنا الحبيب استجاب لطلبه هذا البار
ما كل هذه المحبة من هذا القديس ومن سيده ايضا ليس بالغريب فقط طلب السيد المسيح لمعذبيه وصالبيه الغفران امنحنا يا رب هذه المحبة وهذا التسامح
وعندما عاد الوالي هو وجنوده من أسوان ومعه الأسقف قابل ثلاث فلاحين هم ( سورس وانطكيون ومشهورى ) فاستوقفوه
تأملوا معي
كلمة استوقفوه !!!!!!
وقالوا له نحن نؤمن بالرب يسوع المسيح ونريد ان يكون لنا النصيب الصالح والحياة الأبدية !!!
كان بالنسبة لهم الاستشهاد فرصة سعوا إليها بكل إيمان وشجاعة وسوف نرى كيف رفضوا الحياة الأرضية وتمسكوا بهذه الفرصة
فقال لهم الجنود قد اغمدنا سيوفنا وحلفنا أننا لن نستخدمها فقدموا لهم فؤوسهم ( طوارى مشرشرة تستخدم للعمل فى الحقل )
وعند صخرة كبيرة
( أكيد كانت غير ممهدة ولكنها نالت أعظم بركة وأيضا بفؤوس غير حادة استخدمت فى غير موضعها
تم قطع رؤوس هؤلاء الأسياد الشهداء الذين نالوا كرامه تفوق الوصف ولهم شفاعه مقبولة عند ربنا يسوع المسيح
وبعد ذلك استشهد القديس الأنبا امنيوس وأيضا بعد ذلك استشهد الوالي اريانوس والى انصنا
ا ى محبه واى تسامح انه المسيح وأنها المسيحية
صلاتهم تكون معنا ، ولربنا المجد دائما أبديا آمين
******************************
المصدر : فانوس ميخائيل: عظة الأحفاد في تاريخ الشهداء الأمجاد، 1923م.
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:31 PM   رقم المشاركة : ( 13946 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنبا هدرا السائح الأسواني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ولد ونشأ القديس الأنبا هدرا في أسوان . كان يقيم بمدينة أسوان خائفاً الله سالكاً في طرقه وجميع وصاياه ، حافظاً لكتب الله الجليلة وديعاً طاهراً عفيفاً، ملازماً للأصوام والصلوات ، ودخول البيعة المقدسة باكراً وعشية. فلما نشأ قليلاً أراد أهله أن يزوجوه، فلم يقبل ، ذلك لأنه كان طالباً التقشف والنسك، وكان يسأل الله الليل والنهار أن يرشده إلى الطريق المستقيم. فلما كان في بعض الليالي إذ بشخص منير يقول له: يا هدرا يا هدرا لا تبطئ عن النهوض إلى ما اهتممت به من الفكر الصالح ، بل قم مسرعاً وتممه ، فقام مسرعاً ومضى على البيعة مصلياً كعادته ، سائلاً الله أن يعينه ، وأن يرشده إلى ما فيه خلاص نفسه الأبدي ، وكان يتلو المزمور القائل "طوباهم الذين بلا عيب في الطريق السالكون في ناموس الرب" (مز 118: 1). وفيما هو كذلك إذا بميت محمول قد أتوا به فلحقته خشية كبيرة عند رؤية ذلك الميت فترك أهله وماله ومضى إلى الدير بمنف. وقد وجد داخله أناساً قديسين كملائكة الله، فأقام عندهم أياماً يصنع الصلوات، ولما سمع أهله بخبره ذهبوا إليه بالدير قائلين له: ما هذا الذي فعلته ، تركت أموالك وكل مالك ، وفعلت بنفسك هذا، فلم يسمع لقولهم ولم يكلمهم البتة ، فيئسوا منه ، ومضوا وتركوه. وإذ رأى أب الدير قوة عزمه ، ونشاطه ، وكثرة نسكياته ألبسه إسكيم الرهبان ، فسار في السيرة الملائكية واستنارت نفسه من التعاليم الإلهية والوصايا الرسولية، وصار مداوماً على الأصوام والصلوات والسهر وقراءة الكتب المقدسة ، كما أنه اقتنى جميع طرق القديس الشيخ الناسك أنبا بيمن (المولود نحو سنة 350 م بإحدى مدن مصر) إذ كان تلميذاً له حتى صار إبناً خاصاً له...
فلأجل الاهتمام الكلي بما هو للرب، بلا نقص أو إرتباك امتنع أبونا الروحي القديس الأنبا هدرا عن استجابة مطلب أهله من جهة الزواج، تاركاً العالم وما فيه مصراً على ذلك بلا عودة أو تردد تلبية لتعاليم شخص معلمنا الأعظم الرب يسوع المسيح القائلة: "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعنى فلا يستحقني ... ومن وجد - (أي دلل ومتع) حياته يضيعها. ومن أضاع حياته – (أي بذل حياته الزمنية) – من أجلي يجدها" (مت 10 : 37 – 39) بل طوباك يا أبانا البار المكرم أنبا هدرا لأنك لبست الشكل الملائكي الذي لإسكيم الرهبان ، وصرت عظيماً من بين هذه الطغمة السامية ، التي تغنى فيها مختبروا حلاوتها ، الذين تمتعوا ببهائها ، التي قال فيها الآباء الشيوخ : لا تكون تحت السماء أمة مثل المسيحيين إذا أكملوا ناموسهم. الأنبا هدرا وحياته التوحدية "وكان في البراري على يوم ظهوره لإسرائيل" إسهروا إذاً وتضرعوا كل حين" (لو 1 : 8، لو 21: 36) سأل الأنبا هدرا معلمه الأنبا بيمن – أن يطلق له السبيل في المضي إلى البرية ليختبر الوحدة. فلما كان بعض الأيام أخذ القديس الشيخ أنبا بيمن القديس أنبا هدرا وأخذ معه قليل خبز وماء وسارا إلى أن وصلا إلى مكان يسمى بالمتوحدين ، فطلب القديس من أنبا هدرا أن يسكن هناك ووضع عليه قوانين بأصوام وصلوات ، وأقام عنده أياماً يدربه على قتال العدو وأوصاه ألا يبطل شغل يديه ثم تركه ومضى. أقام القديس أنبا هدرا داخل المغارة وزاد على فضائله التي كان يمارسها في الدير ، حتى أن بعض الإخوة السواح الذين كانوا إلى جانبة لما رأوا كثرة تقشفه وعبادته ، قالوا له : يا أخانا الحبيب إن كل شيء يكون بمقياس ، جيد هو ، أجابهم القديس أنبا هدرا بقول صالح وتواضع: إن كل ما أفعله لا يقوم مقام خطية واحدة من خطاياي، فإذ سمع أولئك الإخوة هذا الكلام اتعظوا به ومضوا ، وتركوه مخبرين الإخوة الآخرين بجميع ما قاله لهم ، وكانوا من وقت لآخر يأتون إليه متشبهين بأفعاله ، متغذين من تعاليمه الحية ، متعجبين من اتضاعه وانسحاق نفسه. وكان الناس يتقاطرون إليه من كل الأماكن لسماع تعاليمه فكان يعزيهم بالكلام الروحي فشاع خبره واشتهر في جميع البلدان ، وكثرت زيارات الناس له فكره ذلك وقصد أن يهرب إلى مكان لا يعرف فيه . فاستشار الأب الشيخ أنبا بيمن معلمه فأذن له بذلك وودعا بعضهما بعد أن صنعا صلاة ومضى القديس هدرا ماشياً إلى البرية الجوانية يسأل الرب أن يدبر له مكاناً يختاره ، فكان الموضع مسيرة ثلاثة أيام ولا يأويه إلا الوحوش الضارية وهوام الأرض. فلما رأوا القديس أنبا هدرا واقفاً أرادوا أن يفترسوه فبسط يديه وصلى هكذا قائلاً: يا ربي يسوع المسيح الذي أخضع الأسود لدانيال النبي في ذلك الزمان ، اصنع رحمة مع عبدك وأبعد عنى خوف هذه الوحوش الكاسرة، وللوقت قبل الرب صلاته وأبعدهم عنه فلم يؤذوه بل صاروا مستأنسين له كالناس... لقد سلك أنبا هدرا في ظل رغباته الروحية وأشواقه النسكية المقدسة مسلكاً حسناً جداً قاطعاً شوطاً طويلاً للغاية، الأمر الذي تجلى في طلبة حياة الوحدة إلى أبعد حدودها – ومما تقدم من سيرة حياته الفاضلة قطع هذا الشوط الطويل في ظل إرشاد حكيم من أب روحاني مختبر عميق . ثم استمر يصنع صلوات كثيرة ونسكيات ، فإذا عدو الخير الذي هو الشيطان ، صار يفزعه بأشكال مخيفة ومناظر مفزعة ، ويظهر له في شكل نساء جميلة الصورة ، لكي يوقعه في شباك الخطية المهلكة ، لكن القديس أنبا هدرا كان يقوى عليه ويقهره بقوة الصليب المقدس فينفضح ويضمحل. وإذ سقطت قوة القديس أنبا هدرا من كثرة النسك والتقشف وصار مطروحاً على الأرض ، غير قادر على الحركة ، أتى إليه شخص نوراني وبيده إناء مملوء من الدهن فأفاض على رأسه قائلاً: قد شفيت يا هدرا من سائر أمراضك ، فاستيقظ القديس فوجد نفسه قد شفى وكأنه لم يصبه ألم البتة ، فعلم أن قوة إلهية قد أدركته ، إلا أن عدو الخير الشيطان حسده فصار هو جنوده يفزعونه بأشكال مخيفة ، ثم ظهروا له مواجهة ، وقالوا له : أليس أنت تغلبنا فسوف تنظر ما سيحل بك عقاباً من جهتنا . فرشمهم القديس بعلامة الصليب المجيد ، فولوا هاربين بخزى شديد. مقدماً الصلاة هكذا قائلاً: أيها الرب إلهي الذي هزم إبليس وجنوده الأشرار بصعودك على الصليب الحيى، خلصنى الآن من هؤلاء الأشرار المحيطين بي القائمين علي. ثم صار يتلو المزمور القائل: "خاصم يا رب مخاصمي، قاتل مقاتلي، إمسك مجناً وترساً وأنهض إلى معونتي ..." (مز 35: 1، 2). وبذلك كان ينتصر عليهم ويقوى على قتالهم.


******************************
المــــــــــراجع
(1) المخطوطة رقم 319 ميامر دير القديسة العذراء مريم العامر المعروف بالسريان - وادى النطرون برية شهيت "ميزان القلوب" ******************************
مدائح القديسين و تماجيد الشهداء

تمجيد الأنبا هدرا السائح الأسواني
القرار
(بنيوت افا هدرا )
هيا يا بني الإيمان نطلب شفاعة وإحسان من قديس أسوان
يا اسم جميل غالي ديرك مبني وعالي مليان بالقلالي
اسقف ناسك عابد مصلي ومجاهد وللعالم زاهد
بفضائل كثيرة قلبك مليان غيره بهمة كبيرة
يا رجل المعجزات سموت في الروحيات الي اعلي الدرجات
في سياحة روحية وحياة تقوية عطرت البرية
بسلاح الطهارة حاربت بجدارة في خدمة جبارة
غلبت شيطان غدار يزأر كاسد جبار بالصليب القهار
احرق بصلاتك وعمق طلباتك وكثرة مطانياتك
في خدمة وارشاد جمعت حولك عباد يا عظيم في الجهاد
رجل عامل وحكيم يا لابس الإسكيم نقدم التكريم
لا تمدحك كلمات اسمك مليان بركات يا جزيل الصفات
طوباك ثم طوباك المسيح اعطاك وجهك كوجه ملاك
السلام لك يا مختار ياما هديت اشرار الي نور الانوار
اشفع في اثمه وخطاه امام عرش الاله لنحظي بالنجاه
ومن احيا كرسيك اذكره امام فاديك من اجله نناديك
اذكر اسقفنا الجليل راعي وديع ونبيل يحمي رايه الانجيل
كاتب هذه السيرة قلبه مليان غيرة اجعل حياته منيره
احنا اولاد العذراء وابناء الانبا هدرا صلي لنا نزيد قدرة
في الجهاد يا انبا هدرا
تفسير اسمك في افواه كل المؤمنين

الكل يقولون يا إله الانبا هدرا اعنا اجمعين
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 13947 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

القديس الشهيد فلوباتير مرقوريوس الشهير بابي السيفين
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أسماء الشهيد
لقب الشهيد بإسم مرقوريوس, كما لْقب بأبي سيفين لأنه ظهر له ملاك الرب وأهداه سيفًا بجوار سيفه العسكري, وكان هذا السيف هو سّر قوته ويقال أنه كان أيسر أى يستعمل يده اليسرى وتعلم الحرب بإستعمال كلتا يديه فكان ماهراً فى المبارزة وكان أيضاً فارساً شجاعاً لا يهاب الموت ، وعندما ولد أسماه ابواه الوثنيين فلوباتير وهى كلمة تعنى المحب للإله ، وتسمى أيضاً أبادير .
ولد القديس برومية حوالى سنة 220 ويذكر بعض المؤرخين انه ولد سنة 224م من أبوين وثنيين وكان من عائلة متمرسة فى الجيش الرومانى فقد كان أبوه ياروس ضابطًا رومانيًا وعندما أصبح شاباً إنتظم فى سلك الجندية فى الجيش الرومانى ، وأعطاه الرب قوة وشجاعة فى كل عمل وكل إليه فى الجيش ووصلت أخبار مهارة فيلوباتير وشجاعته فأطلق عليه الإمبراطور واكيوس أسم بريم مرقوريوس Primicerius ومعناه رئيس Pri الجند المحافظين micerius ومنه أخذ أسمه المشهور به الآن مرقوريوس
إيمان عائلة مرقوريوس
ولما إستغنى الجيش عن والده ياروس فإشتغلا هو وجدّه فيروس بصيد الوحوش من أسود ونمور ويقدمانها للملوك والأمراء مقابل مكافأة يعيشان منها حيث كانت تستخدم فى الملاعب الرومانية.
ذات يوم إذ كان الاثنان في الغابة وقد نصبا شباكهما وعلّقا الأجراس حتى إذا ما سقط الوحوش فى الشباك دقت الأجراس ثم اختفيا بالقرب من الشباك ينتظران الصيد. بعد فترة طويلة فجأة دقت الأجراس فانطلقا نحو الشباك وكانت المفاجأة أنهما رأيا وحشين سقطا في الشبكة لكنه بقوة مزّقا الشباك وانطلقا نحوهما. افترس الوحشان الجدّ فيروس أما يايروس فسقط مغمى عليه، إذ لم يحتمل أن يرى والده وأنياب الوحشين تقطعانه.
انطلق الوحشان إليه, وإذ فتح عينيه ورآهما ارتعب جدًا, لكنه سمع صوتًا من السماء يقول بأن يسوع المسيح يقدر أن ينزع عنهما طبعهما الوحشي فيكونا كحملين وديعين. قال السيد المسيح ليايروس: "يا ياروس أنا هو الرب يسوع المسيح إلهك الذي أحبك وأنقذك من هذين الوحشين... وإني أدعوك إلى نور الإيمان, ستكون إناءً مختارًا لي, واخترت ابنك ليكون لي كشجرة مثمرة, يحمل اسمي أمام ملوك وولاة كثيرين... وسوف يتألم بعذابات متنوعة لأجل اسمي. لا تخف ولا تضطرب فإني أكون لك ترسًا ومنقذًا..."
إذ عاد يايروس إلى بيته بعد غياب ثلاثة أيام سألته زوجته عن سبب غيابه فروى لها ما حدث. وكم كانت دهشتهما فإنها قد سمعت ذات الصوت وتمتعت بدعوة السيد المسيح لها لكي تؤمن به.

عماد يايروس وأهل بيته
اعتمد يايروس وزوجته وابنه على يد الأسقف الذي أعطاهم أسماء جديدة. فدعا يايروس نوحًا وزوجته سفينة وفيلوباتير مرقوريوس، ومنذ ذلك الحين أخذت عائلة القديس في السلوك في جميع وصايا الرب وأحكامه بلا لوم وكانت تكثر من عمل الصدقة.

شاع خبر اعتناق الأسرة للمسيحية حتى بلغ مسامع الأمير الذي أرسل في استدعائه مع عائلته، فأمر بإلقائهم للوحوش، ولكن الرب أنقذهم وسد أفواههم فلم تجسر أن تؤذيهم حتى اندهش جدًا هو وجميع جنوده، فدعاه واستسمحه وولاّه رئاسة الجند.
وحدث أن أغار البربر على الروم فقام نوح وقاتلهم بشجاعة ولكنهم أسروه مدة سنة وخمسة أشهر، نال خلالها نعمة في عينيَّ ملكهم حتى ولاّه على المملكة من بعده. وبعد هذه المدة دبّر الرب عودته لمدينته حيث التقى بأسرته مرة أخرى، ومضت مدة قصيرة على لقائهم ببعض ثم تنيّح بسلام.

أبو سيفين
بعدما انتقل الأمير نوح والد القديس قام ديسيوس Decius الملك بتوْلية ابنه مرقوريوس عوضًا عنه، وحدث أن أغار البربر على مدينة روما وهدّدوها حتى خاف الإمبراطور وانزعج، إلا أن القديس طمأنه وشجّعه ثم قام بنفسه بقيادة الجيش الإمبراطوري.
ظهر له ملاك الرب بلباس مضيء واقترب منه وهو حامل بيده اليمنى سيفًا لامعًا وناداه قائلاً: "يا مرقوريوس عبد يسوع المسيح لا تخف ولا يضعف قلبك بل تقوّ وتشجّع، وخذ هذا السيف من يدي وامضِ به إلى البربر وحاربهم ولا تنسى الرب إلهك متى ظفرت. أنا ميخائيل رئيس الملائكة قد أرسلني اللَّه لأعلمك بما هو مُعد لك، لأنك ستنال عذابًا عظيمًا على اسم سيدنا يسوع المسيح له المجد، ولكني سأكون حافظًا لك وسأقوّيك حتى تكمل شهادتك، وستسمع كل المسكونة عن جهادك وصبرك ويتمجد اسم المسيح فيك".
فتناول القديس السيف من يد الملاك بفرحٍ، وما أن أمسكه حتى شعر بقوة إلهية تملأه، ثم مضى بالسيفين (سيفه الخاص والسيف الآخر الذي سلّمه له الملاك) وهجم على البربر فأهلكهم مع ملكهم.

منشور إمبراطوري
امتلأ قلب الإمبراطور ديسيوس بالشر وبعث منشورًا إلى جميع أنحاء الإمبراطورية جاء فيه:
"من ديسيوس إمبراطور روما إلى جميع أنحاء الإمبراطورية. ليكن معلومًا أن آلهة الآباء والأجداد كتبت لنا النصرة. فيلزم على الجميع أن يسجدوا لها. وقد أصدرت أوامري للجميع بتقديم البخور لها, وكل من يطيع أوامري ينال كرامة, أما من يخالف أوامري فيْعذب ويقتل بالسيف".
على أثر هذا المنشور الذي بعث إلى كل أنحاء الإمبراطورية ارتد البعض عن الإيمان, لكن كثيرين شهدوا للرب, دخلوا السجون واحتملوا الآلام, واستشهد كثيرون
احتفالات الجيش المنتصر
بعد هذا النصر العظيم لاحظ ديسيوس غياب مرقوريوس عن حفل تقديم قرابين الشكر للآلهة، وحين استدعاه لسؤاله عن سبب غيابه ألقى القديس بلباسه العسكري في وجه الإمبراطور قائلاً: "لن أنكر إلهي يسوع المسيح". أمر ديسيوس بالقبض عليه وتعذيبه في السجن بتمزيق جسده بالدبابيس والأمواس الحادة ووضع جمر نار على جانبيه ليحرق وهو حيّ.
العناية الإلهية وسط الآلام
أرسل اللَّه له رئيس الملائكة ميخائيل الذي شفاه من جراحاته وشجّعه وعزّاه وأعطاه السلام ثم انصرف عنه. في الغد اندهش الملك إذ رآه سليمًا معافى، فازداد غضبه وحقده على القديس، فأمر بطرحه على حديد محمى بالنار، ثم علّّقه منكس الرأس وربط في عنقه حجرًا كبيرًا كي يعجّل بموته، ولكن رئيس الملائكة ظهر له مرة أخرى وشفاه من جميع جراحاته.
وإذ خاف ديسيوس من غضب أهل روما أرسله إلى قيصرية بكبادوكيا حيث أمر بقطع رأسه بحد السيف بعد أن يجلد بالسياط، وكتب قضيته هكذا: "حيث أن الأمير مرقوريوس عميد الجيوش أنكر الآلهة الكرام ورفض إطاعة الأوامر الملكية وعظمتها، نأمر أن يمضي به إلى قيصرية الكبادوك لتؤخذ رأسه هناك بحد السيف".
استشهاد مرقوريوس
حين وصلوا إلى مكان الاستشهاد بسط القديس يديه ووقف يصلي بحرارة راجيًا من الرب يسوع أن يقبله.
وبينما هو قائم في الصلاة إذ به يبصر نورًا عظيمًا والرب يسوع في مجده مع ملائكته قد وقف أمامه وأعطاه السلام وباركه، فسجد القديس للرب، وبعد ذلك التفت إلى الجند وطلب منهم أن يعجّلوا في تنفيذ ما أُمِروا به. ثم أمال رأسه فضربها الجندي بحد السيف، وكان ذلك في الخامس والعشرين من شهر هاتور سنة 250م. وكان جسد القديس يضيء وقت استشهاده كما حدثت عجائب كثيرة ساعة دفنه.
بعد انتهاء عصر الاستشهاد سمحت إرادة الرب بظهور جسده، فحمل الشعب الجسد المقدس بإكرام عظيم إلى الكنيسة التي بداخل مدينة قيصرية ووضعوه هناك إلى أن شيّدوا له كنيسة على اسمه.

**************************
السنكسار القبطى
تحت يوم (25 هاتور)
القديس أبى سيفين
في مثل هذا اليوم استشهد القديس مرقوريوس الشهير بابي السيفين ، وقد ولد هذا القديس بمدينة رومية من أبوين مسيحيين ، فأسمياه فيلوباتير وأدباه بالآداب المسيحية ، ولما بلغ دور الشباب انتظم في سلك الجندية أيام الملك داكيوس الوثني ، وأعطاه الرب قوة وشجاعة أكسبته رضاء رؤسائه فدعوه باسم مرقوريوس ، وكان من المقربين لدي الملك ، وحدث إن ثار البربر علي رومية فخرج داكيوس لمحاربتهم ففزع عندما رأي كثرتهم ، ولكن القديس مرقوريوس طمأنه قائلا “لا تخف لان الله سيهلك أعداءنا ويجعل الغلبة لنا" ، ولما انصرف من أمام الملك ظهر له ملاك في شبه إنسان بلباس ابيض اعطاه سيفا قائلا له "إذا غلبت أعدائك فاذكر الرب إلهك" ، فلما انتصر داكيوس علي أعدائه ورجع مرقوريوس ظافرا ظهر له الملاك وذكره بما قاله قبلا ، أي إن يذكر الرب إلهه ، أما الملك داكيوس فأراد إن يبخر لأوثانه هو وعسكره ، فتخلف القديس مرقوريوس ، ولما أعلموا الملك بذلك استحضره وأبدي دهشته من العدول عن ولائه له ، ووبخه علي تخلفه ، فرمي القديس منطقته ولباسه بين يدي الملك وقال له "إنني لا اعبد غير ربي والهي يسوع المسيح" ، فغضب الملك وأمر بضربه بالجريد والسياط ، ولما رأي تعلق أهل المدينة والجند به ، خشي الملك إن يثوروا عليه بسببه ، فأرسله مكبلا بالحديد إلى قيصرية ، وهناك قطعوا رأسه فكمل جهاده المقدس ونال إكليل الحياة في ملكوت السموات . شفاعته تكون معنا ولربنا المجد دائما ابديا امين

***************************
المـــراجع
(1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 428 - 429
(2) دير الشهيد العظيم أبي سيفين للراهبات بمصر القديمة والكتاب الصادر عن الدير: سيرة الشهيد العظيم فلوباتير مارقوريوس أبو سيفين و تاريخ ديره
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:37 PM   رقم المشاركة : ( 13948 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شهداء مصر فى عصر ألأمبراطور دقليديانوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بدأ حكم دقليديانوس فى 17 سبتمبر سنة 284 م وفى السنة التاسعة عشرة التى بدأت فى 17 سبتمبر 303 م أصدر أوامره بقتل المسيحيين إذا لم يبخروا للأوثان
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " الذين فى مصر (2) "

1 - هذا ما كان من أمر نضال هؤلاء المصريين الذين كافحوا ببسالة من أجل المسيحية فى مدينة صور , ولكن نعجب أيضاً بمن أستشهدوا فى وطنهم , حيث ماتوا ميتات مختلفة ألوف من الرجال والنساء والأطفال , محتقرين الحياة الحاضرة من أجل تعاليم مخلصنا .

2 - فالبعض ألقوا فى النيران بعد كشط أجسادهم , وجلدها جلدات قاسية جداً , وأنواع لا عدد لها من التعذيب بطريقة تقشعر منها الأبدان , حتى من مجرد سماعها , والبعض أغرقوا فى البحر , والبعض قدموا رؤوسهم بشجاعة لمن قطعوها , والبعض ماتوا تحت أيدى معذبيهم , والآخرون هلكوا جوعاً , وآخرون صلبوا , بعضهم بالطريقة المعتادة لصلب المجرمين , والآخرون بطريقة أشنع إذ كانوا يسمرون على الصليب ورؤوسهم منكسة إلى أسفل , ويتركون أحياء على الصليب حتى يموتوا جوعاً .

****************************************
ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (3) تحت عنوان " الذين فى طيبة (4) "
1 - من المستحيل وصف التعذيبات التى تكبدها الشهداء فى طيبة , فقد كانت تكشط كل أجسادهم بالمحار بدل المناجل حتى يموتوا , وكانت النساء توثقن من أحدى القدمين ويرفعن فى الجو بماكينات خاصة , وبأجسامهن عارية ويعرض هذا المنظر المخجل القاسى لكل المتفرجين .
2 - والآخرون كانوا يقضون إذ يوثقون لفروع الأشجار وجذوعها , لأنهم كانوا يقربون أضخم الفروع إلى بعضها بماكينات , ويوثقون إليها أطراف الشهداء , ثم يتركون الفروع لتعود إلى وضعها الأصلى , وهكذا تتمزق فى الحال أعضاء من دبروا لهم هذه الطريقة .
3 - أستمرت كل هذه الأمور لا أياماً قليلة أو وقتاً قصيراً بل سنوات طويلة , فى بعض الأحيان كان يحكم بالأعدام على أكثر من عشرة , وفى بعض الأحيان كان العدد لا يقل عن ثلاثين , وبعد ذلك وصل إلى ستين , وفى أحيان أخرى كان يقتل فى يوم واحد مائة رجل عدا الأطفال والنساء , وبعد أن يعانوا ألواناً مختلفة من التعذيب .

4 - ونحن أيضاً إذ كنا معاينين الأمر بأنفسنا رأينا جماهير غفيرة فى يوم واحد , كان البعض تقطع رؤوسهم , وألاخرون يعذبون بالنيران , حتى على حد السيف , وإذا ضعف أمكسر , ووهنت قوى منفذى الأعدام فكانوا يتبادلون الأمر معاً للأستراحة .

5 - وشاهدنا الحماسة العجيبة جداً , والنشاط والغيرة التى أبداها من آمنوا بمسيح الرب , لأنه حالما كان يصدر الحكم على أول شخص كان الباقون يندفعون الواحد تلو الآخر إلى كرسى القضاء , ويعترفون بأنهم مسيحيون , وكانوا لا يبالون بأشد أنواع التعذيب فيعترفون بكل جرأة وبسالة بديانة إله الكون , وكانوا يتقبلون حكم الموت النهائى بفرح وضحك وبشاشة , لذلك كانوا يرنمون ويتهللون ويتقدمون التسابيح والتشكرات لأله الكون إلى النفس الأخير .

6 - كان هؤلاء يدعون فعلاً إلى العجب والدهشة , ولكن الذين يدعون إلى دهشة أشد هم أولئك الأشخاص الذين يمتازون بسبب ثروتهم أو محتدهم أو مراكزهم أو علمهم وفلسفتهم , الذين حسبوا كل شئ ثانوياً بجانب الديانة الحقيقية والإيمان بمخلصنا وربنا يسوع المسيح .

7 - من بين هؤلاء فيلورومس (5) الذى كان يشغل مركزاً ممتازاً فى الحكومة الأمبراطورية بالأسكندرية , والذى كان يجرى العدل كل يوم , وكان يحف به حرس حربى كما يليق بمقامه ومركزه الرومانى الرفيع , وكذا فيلياس أسقف كنيسة ثمويس (6) وهو رجل أشتهر بمحبته لوطنه والخدمات التى أداها لبلادة وعلومة الفيلسوفية .

8 - ورغم أن الكثيرين من أقارب هذين الشخصين وأصقائهما , والكثيرين من ذوى المناصب الرفيعة , بل القاضى نفسه , رجوعهما بإلحاح أن يشفقوا على نفسيهما ويرحما أولادهما وزوجتيهما إلا أنهما لم تؤثر فيهما كل هذه التوسلات ليختارا الحياة ويحتقرا أوامر مخلصنا فيما يتعلق بالأعتراف والأفكار , ولكنهما ثبتا أمام تهديدات وأهانات القاضى , بكل بسالة وعزم ثابت , بل بنفسى تقية محبة الرب , واخيراً قطعت رأس كل منهما .


===============
المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 8 (ك8 ف 8)
(2) كتب ناشر الترجمة الأنجليزية لكتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى عبارة : " لم يقاسى أى جزء فى العالم المسيحى أثناء تلك السنوات ما قاسته منطقة الظالم مكسيينوس الذى كان يحكم مصر وسوريا .
(3) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 9 (ك8 ف 9)
(4) Thebais وهو أحد الأقاليم الثلاثة التى كانت تتكون منها مصر , وكانت طيبة كما ذكر ناشر ترجمة كتاب تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى تقع بين مصر السفلى وأثيوبيا .
(5) ذكر عنه فالسيوس أنه كان وزير المالية فى مصر .
(6) Thmuis كانت مدينة مشهورة فى الوجة البحرى .. أما فيلياس Phileas فكان من أقدر رجال الكنيسة .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة تمثال الإمبراطور دقلديانوس جالساً أكتشف فى مصر نحت من حجر السمّاق الأحمر وصخر الفلسبار البلوري على أرضية حمراء قاتمة أو قرمزية. وهو كامل الصقل بما يدل على أن التمثال كان معروضاً في ميدان. وينقص التمثال الآن الرأس والذراعان والقدمان والجزء الأسفل من العرش، الرأس المفقود ملتفتاً قليلاً إلى اليسار مع احتمال إمساك اليدين بشعارات ورموز تدل عليه. كما جاءت زخارف العرش تقليداً لأحجار كريمة في أشكال مستطيلة أو بيضيه أو معينة. ويرتدي الإمبراطور عباءة وسترة طويلة الأكمام أو ثوباً يصل إلى الركبتين والنعلين. الأبعاد
العرض ١٢٤ سم الطول ١٢٩ سم الارتفاع ٢٢٨ سم
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:40 PM   رقم المشاركة : ( 13949 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فيلياس الشهيد يصف إضطهادات الإسكندرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ذكر المؤرخ يوسابيوس القيصرى (1) تحت عنوان " كتابات فيلياس الشهيد فى وصف حوادث الأسكندرية "
1 - وطالما كنا قد ذكرنا بأن فيلياس كانت له شهرة عظيمة فى العلوم العالمية فليشهد لنفسه فى العبارة المقتبسة من كتاباته التى يكشف لنا فيها عن شخصيته وفى نفس الوقت يصف , بتدقيق أكثر منا , الأستشهادات التى حدثت فى عصره فى الأسكندرية .
2 - أن الشهداء المباركين الذين كانوا معنا , إذ كانت أمامهم كل هذه الأمثلة , والعينات المباركة المعطاة لنا من الأسفار المقدسة , لم يترددوا مطلقاً بل ثبتوا أعين نفوسهم بإخلاص نحو الرب , وإذ ركزوا تفكيرهم فى الموت من أجل المسيحية , ثبتوا فى دعوتهم بعزم وطيد , لأنهم عرفوا أن ربنا يسوع المسيح تأنس من أجلنا لكى يقطع كل خطية , ويمدنا بوسائط دخول الحياة الأبدية , لأنه لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً للإله , لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد , وإذ وجد فى الهيئة كإنسان وضع نفسه حتى موت الصليب (فى 2: 6- 8)
3 - وإذ كان هؤلاء الشهداء حاملوا المسيح غيورين أيضاً للمواهب الأفضل , تحملوا كل المحن وكل انواع المؤامرات والتعذيب , لا مرة واحدة فقط بل بعضهم مرتين , وبالرغم من أن الحراس تنافسوا مع بعضهم البعض فى تهديدهم بكل الأنواع والطرق , لا بالكلام فقط بل بالأعمال , فإنهم لم ينثنوا عن عزمهم لأن المحبة الكاملة تطرح الخوف إلى الخارج (1 يو 4: 18)
4 - وأيه كلمات تستطيع وصف شجاعتهم وبسالتهم وسط كل تعذيب !! وإذ أعطيت الحرية لكل من أراد الأساءة إليهم كان البعض يضربونهم بالعصى , والآخرون بالهراتوات , والأخرون بجلدات , والبعض بالكرابيج , والآخرون بالحبال .
5 - أما النظارة (المتفرجين) فقد أختلفت درجات هياجهم , الكل أظهروا سخطاً شديداً , وكان البعض يشدون على الدهق (2) وقد اوثقت أيديهم خلفهم , وكل عضو يشد بآلة خاصة .. بعد ذلك يؤمر المعذبون بتمزيق كل أجسادهم بآلات التعذيب , ليس فقط كما هو مع القتلة , بل أيضاً بطونهم وركبهم وخدودهم , والآخرون كانوا يرفعون إلى فوق ويعلقون من أحدى ايديهم , فيقاسون الأهوال المروعة وذلك بجذب أطرافهم ومفاصلهم , وغيرهم كانوا يوثقون إلى ألأعمدة دون أن يستقروا على أقدامهم , بل كان ثقل كل اجسادهم يعلق على القيود التى ربطوا بها والتى كانوا يحكمون ربطها جيداً .
6 - كل هذه قاسوها , لا فى الفترة التى كان الحاكم يتحدث معهم فيها بل طول النهار , لأنه كان يجتاز إلى غيرهم كان يترك الأولين لحراسته موظفين تحت سلطته , لكى يراقب إن كان أحدهم قد أنغلب من التعذيب وبدت عليه علامات التسليم , ثم أنه يأمر بأن يوثقوا فى سلاسل بلا رحمة , وعندما يصلون إلى النفس الأخير كانوا يطرحون على ألأرض ويخرجونهم خارجاً
7 - لأنه أمر بأن لا توجه إلينا أيه عناية قط , بل كانوا يفكرون ويتصرفون كأنه لا وجود لنا بعد , وهكذا أخترع أعداؤنا هذا النوع من التعذيب علاوة على الجلد .
8 - وبعد هذه الثورات كان يوضع البعض على الدهق , وتمد قدما الواحد فى الثقوب الأربعة حتى يضطر إلى الرقاد على ظهره فوق الدهق وهو عاجز على الأنتصاب بسبب الجروح الجديدة التى غطت كل جسده نتيجة الجلد , وألاخرون كانوا يلقون على ألرض فينالون أقسى أنواع التعذيب فيرى المتفرجين مظاهر قسوة أشد هولاً , إذ كانوا يحملون فى اجسادهم علامات التعذيب المختلفة التى أخترعوها .
9 - وبينما كانت هذه الأمور تجرى كان البعض يموتون تحت التعذيب , مخجلين الخصم بثباتهم العجيب , والآخرون كانوا يطرحون فى السجون وهم يوشكون أن يفارقوا الحياة , وبعد أن يتجرعوا مرارة آلامهم يموتون فى أيام قليلة , اما الباقون , فإذ كانوا يشفون بسبب ما يلقونه من عناية , كانوا ينالون ثقة بمرور الوقت , وبحجزهم طويلاً فى السجن .
10 - ولما كانوا يؤمرون بأن يختاروا أما الأعفاء من التعذيب إن لمسوا الذبائح الدنسة , وبذا ينالون منهم الحرية اللعينة , أو الحكم عليهم بالموت إن رفضوا أن يذبحوا , فإنهم كانوا لا يترددون , بل كانوا يسارعون إلى الموت بإبتهاج , لأنهم عرفوا ما سبق أن أعلنته الكتب المقدسة , لأنه قيل : من ذبح لآلهة أخرى يهلك (خر22: 20)
11 - هذه هى كلمات الشهيد الفيلسوف الحقيقى محب الرب يسوع التى وجهها إلى الأخوة فى أيبروشيتة , وكان لا يزال فى السجن , وقبل أن يصدر عليه الحكم النهائى , وفيها بين لهم ظروفه الخاصة , وفى نفس الوقت حثهم على الثبات فى ديانة المسيح حتى بعد أن رأى الموت يقترب إليه .
12 - ولماذا نطيل التأمل فى هذه الأمور ونستمر فى أضافة أمثلة جديدة عن نضال الشهداء الأطهار فى كل العالم سيما إذا عرفنا أنهم كانوا لا يعاملون بمقتضى أى قانون , بل كان يهجم عليهم كأعداء فى الحرب .
*******************************
الأسكندرية
قد أحيطت الإسكندرية القديمة بسور كبير زال واندثر مع الأيام. سور وقف أمامه أنطيوخوس الرابع ملك سوريا حين أراد غزو مصر عام 170 - 168 ق. م ولم يدخل الإسكندرية، لكن الذي دخلها كان دقلديانوس الإمبراطور الروماني الشهير الذي عذب المسيحيين والذي سمى عصره بعصر الشهداء وبإحدى مذابحه بدأ التقويم القبطي. لقد استطاع دقلديانوس دخول الإسكندرية التي كانت قد أعلنت الثورة عليه وخلعته من حكم روما، وأعلنت قائد ثورتها لوكيس دوميتيوس إمبراطورا.
وقف دقلديانوس ثمانية أشهر أمام السور بين عامي 265 - 66 - ميلادية ثم نجح في دخول المدينة وحولها إلى حمامات دم.
أنا أصدق هذه المقولة حينما أتذكر أن محمد علي باشا تولى أمر البلاد المصرية عام 1805 وكان تعداد أهل الإسكندرية ثمانية الآف، هي التي بلغ تعداد سكانها في العصر الروماني ثلاثمائة ألف حر، وتستطيع أن تضيف مثلهـم من العبيد.
بعد أن استقرت الأوضاع، ورفع دقلديانوس عن أهل الإسكندرية جزية القمح، التي كانوا مضطرين لدفعها إلى روما، قاموا بتخليد ذكرى دقلديانوس الرهيب بإقامة نصب تذكاري من أجمل ما حفظته لنا المدينة من آثار ألا وهو عمود السواري الذي يقف شامخا على ربوة السيرابيوم بكوم الشقافة براقودة القديمة، أو كرموز الحالية.
فى حي كرموز عمود السواري الشامخ هو الموقع الذي أقيم فوقه من أهم الآثار. كان فوق نفس الهضبة معبد السيرابيوم الذي أسماه العرب قصر الإسكندرية، وكان عمود السواري يتوسط أربعمائة عمود ترفع القصر الذي تهدم. الأعمدة نفسها حملها الجنود أيام صلاح الدين الأيوبي وألقوا بها في البحر لتحصين الإسكندرية. وما تزال هذه الأعمدة الغارقة الآن يراها من يغطس في الميناء الشرقي بالإسكندرية .
أسفل هضبة كوم الشقافة هذه توجد جبانات أثرية خالية، بها مغارات
عمود السواري قطعة واحدة من الجرانيت الأحمر طولها 20.75 متر وقطرها عند القاعدة 2.70 متر وعند التاج 2.30 متر قطعت من جبال أسوان ونقلت سليمة إلى الإسكنـدرية لينقش عليها بالهيروغليفية واليونانية مـا يؤكـد أنه أقيم تخليـدا لذكـرى الإمبراطور قلديانوس..
لم تكن الإسكنـدريـة تعتبر جزءا من مصر. كان اليونانيون ومن بعدهم الرومان يقولون عنها الإسكندرية المجاورة لمصر. ولدت من يومها تاريخا مستقلا. صارت سيدة العصر الهلنيستي. كان طولها في بدايتها خمسة كيلومترات وعرضها حوالي الكيلو متر والنصف.
طولها ازداد مع الزمن. عرضهـا لم يزدد كثيرا بسبب بحيرة مريوط التي تضغـط على جنوبها، وبحيرة إدكو، والصحـراء. كـذلك مكتـوب على الإسكندريـة أن تستطيل مع البحر. أن تنام حتى القيامة في حضن الموج. هي عروس دائم للبحر المتوسط هكذا أرادتها الطبيعة رغم ما يقذفـه بها بنو الإنسان من تلوث وتخبط واستبداد.
الترعة
من أهم أسبـاب ازدهار الإسكندرية قديما وجـود الفنار الشهير، إحدى عجائب الـدنيا السبع القديمة، الذي شيده المهندس سوستراتوس بن ديكسيانس في عهـد بطليموس الأول لينتهي منه في عهـد بطليمـوس فيـلادلفوس حوالي عام 280 ق. م. لقد كان الفنار يرتفع إلى 135 مترا يهدي السفن إلى الميناء. وكان أيضا يستخدم في صرف سفن الأعـداء بالمرايا الضخمة التي تعكس حزما من أشعة الشمس مركزة عند اللزوم. لقد أباد الزلزال الفنار العجيب.
السبب الثاني المهم لازدهار الإسكندرية قـديما كان وجود ترعة من المياه العذبة هي ترعة شيدا مكانها الآن سوق شيديا لابد، أو على الأقل مكان جزء منها- كانت الترعة تربط بين النيل والميناء. أي بين الإسكندرية وأعماق القارة الإفريقية.
ردم أجـزاء كبيرة من البحيرات بـدءا من بحيرة مريوط بالإسكندرية حتى بحيرة البردويل في سيناء.
======================


المـــــــراجع
(1) تــــاريخ الكنيسة - يوسابيوس القيصرى (264 - 340 م ) - تعريب القمص مرقس داود - رقم الإيداع بدار الكتب 5207 / 1979 - مطبعة القاهرة الحديثة للطباعة أحمد بهى الدين الخربوطلى الكتاب الثامن الفصل 10 (ك8 ف10) (2) الدهق عبارة عن خشبتان فيها ثقوب يدخل ساق المعتقل فيهما ثم يربطا (يقمط بهما على ساقى المذنب )
 
قديم 08 - 08 - 2016, 05:47 PM   رقم المشاركة : ( 13950 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,628

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الطوباوية الجديدة كيارا لوتشى
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الطوباوية الجديدة كيارا لوتشى
لم يعد فيّ شيء سليم، ولكني ما زلت أملك قلباً ينبض بالمحبة!"

بهذه الكلمات عبرّت كيارا لوتشى بادانو، الشابة ذات الـ19 عاماً، عن تقبلها الكامل لمشيئة الله في حياتها ومرضها وألمها الناتج عن مرض السرطان. كيف لا، فما الجمل الروحية الذهبية هذه، إلا انعكاس لما كانت تعيش لأجله.

ابنة حركة الفوكولاي، في روما، والتي استطاعت أن تجعل من خبرتها مع الألم مفتاحاً لدخول السماء. يقول مطران أبرشية منطقة أكوي، حيث نالت كيارا سر التثبيت: "يبدو لي أن حياتها ذات مغزى، وخصوصاً للشباب. نحن اليوم بحاجة إلى القداسة. نحن بحاجة إلى من يرشد شبابنا ليجدوا الطريق والهدف، وسط تساؤلات كثيرة حول الفشل والألم والموت".

فيما يلي نبذة مختصرة عن حياة الطوباوية الجديدة كيارا لوتشى بادانو (1971-1990):

ولدت كيارا في ٢٩ تشرين الأول عام 1971 في ساسلو، قرب سافونا، شمال ايطاليا، لأبوين انتظرا البنين لمدة 11 عاماً. ترعرعت في جو عائلي دافئ وأنشئت تنشئة مسيحية. تعرّفت على حركة الفوكولاري في التاسعة من عمرها.

في السابعة عشرة من عمرها أحست بألم في كتفها أثناء مباراة لكرة المضرب، فشخص الأطباء الداء بأنه مرض عضال. واجهت العلاجات المؤلمة بشجاعة كبيرة. فمع كل علاج جديد، ومع كل ألم جديد، كانت تصلي: "لك يا يسوع. إذا أردت أنت هذا، أريدُه أنا أيضاً!".

لم تعد قادرة على استعمال قدميها، مما تطلب تدخلاً طبياً آخر، لكن من دون نتيجة. فكانت تقول: إذا سألتموني هل أريد المشي؟ أجيبكم: لا، لأنني بما أنا عليه سأكون أكثر قرباً من يسوع.

بالرغم من تفاقم المرض، إلا أنها أبت أن تتناول جرعات أكبر من الدواء، قائلةيجعلني المسكّن أغيب عن الوعي، وأنا أريد فقط تقدمة الألم ليسوع.

انتقلت إلى السماء في ٧ تشرين الأول ١٩٩٠ بعد أن حضّرت طريقة وداعها وفكّرت في كل شيء، من أناشيد الجنازة إلى الزهور والثياب التي طغى عليها اللون الأبيض، لأنها أرادت أن تكون كالعروس. أوصت أمها قائلة: "أمي، رددي وأنت تُحضّريني: إن كيارا لوتشي سوف ترى يسوع". وبعدها قالت: "كونوا سعداء لأنني سعيدة".

أعلنت كيارا لوتشي في تموز ٢٠٠٨ مكرّمة. وفي ١٩ كانون الأول ٢٠٠٩ أثبتت الأعجوبة والتي بفضلها ستعلن من خلالها كيارا لوتشي طوباوية
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:28 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024