منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14 - 10 - 2023, 02:25 PM   رقم المشاركة : ( 138841 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




"آمَنوا بِه" فتشير إلى العَشَّارين والبَغايا،
فالإيمان هو تسليم الذَّات للمسيح، لكن تسليم الذات
لا يتم إلاَّ بالتَّوبة والرجوع إلى طاعة الله.
والطَّاعَة لا تتم ُّبالكلام بل بالعمل والحق.
وبالرغم من أنَّ رؤساء الشعب والفَرَّيسيِّين
رأوا ندامة الخطأة من العَشَّارين والزُّنَاة، لكنَّهم لم يتعلموا ولم يتوبوا.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:26 PM   رقم المشاركة : ( 138842 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




"فلَم تَندَموا" فتشير إلى عدم إظهار التَّوبة.
ولم يعلم المسيح بهذا المَثَل أنَّ رجاء خلاص الشَّرير اقوى
من رجاء خلاص الذي سيرته الظاهرة حسنة، إنما أراد أن يوضح
أن الأمل بخلاص الخاطئ إذا تاب وترك خطاياه هو اقوى من الأمل
بنجاة الذي يتظاهر بالفضيلة وهو لا يترك خطاياه بسبب كبريائه
اتكاله على البِرّ الذَّاتي. في هذه الآية يجيب يسوع على السؤال
الذي طرحه هو نفسه في بداية المَثَل "ما رَأيُكم؟" (متى 21: 28).
ومهما كان الأمر فإن خطوة النَّدامة مطلوبة من الجميع.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:27 PM   رقم المشاركة : ( 138843 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما هو إطار مَثَل الابْنَين؟



ضرَبّ يسوع مَثَل الابْنَين (متى 21: 28-32) في هيكل اورشليم أثناء مواجهته إلى خبث ورياء وعناد عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ (متى 21: 23) عندما قاوموه، وقاموا من قَبْله يوحَنَّا المَعْمَدان. استخدم يسوع المَثَل كأداةٍ يشرح بها عن نفسه، ودافع عن ذاته أمام مُعارضيه ليُقنعهم.



ثار عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ، وهم أصحاب السُّلطة الدِّينية، على إثر طرد الباعة من الهيكل فسألوا يسوع "بِأَيِّ سُلطانٍ تَعمَلُ هذِه الأَعمال؟ ومَن أَولاكَ هذا السُّلطان؟ " (متى 21: 23)، لكن يسوع المسيح رفض أن يُجيبهم صراحة، لأنَّهم فقدوا صفة القضاء بسبب تأويل مطالب يوحَنَّا المَعْمَدان. وهنا جرّهم يسوع إلى منصة الدَّينونة. إذ انهم يُعلنون انَّهم يُطيعون إرادة الله، لكنهم يرفضون الاسْتماع إلى يوحَنَّا المَعْمَدان الذي جاءهم برسالة الهيه، كما اكّد ذلك لوقا الإنجيلي " أَمَّا الفرِّيسيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدبْيرِ اللهِ في أَمرِهم" (لوقا 7: 30) وبالرغم من أنَّ العَشّارين والبَغايا يسخرون علنًا بالدِّين، قد استمعوا إليه، وتابوا عن ماضيهم الأثيم، كما ورد في إنجيل لوقا "جَميعُ الشَّعبِ الَّذي سَمِعَه حَتَّى الجُباةُ أَنْفُسُهم بَرُّوا الله، فاعتَمَدوا عن يَدِ يوحَنَّا" (لوقا 7: 29)؛ ومن هنا يُروي يسوع لهم مَثَل الابنين موضحًا به موقفهم المُرائي.



الابن الأول الذي يقول "لا" لأبيه ورفض طلبه، لأنه لا يرغب، ولكنَّه ندم ولبَّى رغبة أبيه، وذهب في آخر الآمر إلى الكَرْم؛ هو يُمَثَل العَشَّارين والبَغايا؛ وهذا دليل أنّ الأبواب مفتوحة لكلّ من يرجع إلى الله بصدقٍ، ومن كلِّ قلبه، والآب يستقبل بفرح الابن الّذي يتوب بصدقٍ. وأمَّا الابن الآخر الذي قال "نعم "، وتظاهر بأنَّه مُطيع لكنه في الواقع رفض رغبة أبيه ولم يُنفِّذها. ما الفائدة من قول كلمة "نعم" بدون تطبيقها؟



كل من الابنين أخطأً، فالابن الذي ذهب أخطأ في مخاطبة أبيه بلهجة جافة، والمُتأدب أخطأ في انه لم يَصدقْ في وعده. لكن أحدهما قد تاب وندم، أمَّا الآخر فقد تمادى في عصيانه وتمرُّده. والابن الأول أُمتدح مرتين: المرة الأولى على صدقه في عدم إعطائه وعدًا قد لا ينفِّذه؛ والمرة الثَّانية لتراجعه عن خطأه وعاد لتنفيذ مشيئة أبيه. وأمَّا الابن الثَّاني فقد ذُم مرتين: المرة الأولى، لأنَّه أعطى وعدًا ولم ينفِّذه، والمرة الثَّانية لعصيانه مشيئة أبيه. وفي هذا الصدد قال الشاعر القديم المثقب العبدي في قصيدته:

حسن قول "نعم" من بعد "لا" وقبيح قول "لا" بعد "نعم".

وإذا قلت "نعم" فاصبر لها بنجاح القول إن الخلـف ذم.



يسأل يسوع في بداية المَثَل رأي رؤساء اليهود " ما رَأيُكم؟ " (متى 21: 28)، وأمَّا في نهاية المَثَل فيقوم يسوع بطرح هذا لسؤال "أَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟"(متى 21: 31). فقد اقرّ رؤساء اليهود مبدا أولوية العمل على القول. "فقالوا: الأَوَّل"(متى 21: 31)، فالقرار الأخير هو مسالة الأخلاق. فالأخلاق لا تكمن في الرَّغبة، ولا في القول الذي يُمكن تكذيبه، بل في العمل. تطبيق القرار يكمن بالحكم التالي " قالَ لَهم يسوع: ((الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إلى مَلَكوتِ الله. فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه" (متى 21: 31-32). وراء علاقة الأب بابنيه في المَثَل تُظهر العلاقة التي تُوحّد الله بشعبه مُبيِّنًا انحراف الأبرار واستقبال الخطأة.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:28 PM   رقم المشاركة : ( 138844 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




ضرَبّ يسوع مَثَل الابْنَين (متى 21: 28-32)
في هيكل اورشليم أثناء مواجهته إلى خبث ورياء وعناد عظماء
الكهنة ورؤساء الشيوخ (متى 21: 23)
عندما قاوموه، وقاموا من قَبْله يوحَنَّا المَعْمَدان.
استخدم يسوع المَثَل كأداةٍ يشرح بها عن نفسه،
ودافع عن ذاته أمام مُعارضيه ليُقنعهم.

 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 138845 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




ثار عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ، وهم أصحاب السُّلطة الدِّينية،
على إثر طرد الباعة من الهيكل فسألوا يسوع
"بِأَيِّ سُلطانٍ تَعمَلُ هذِه الأَعمال؟ ومَن أَولاكَ هذا السُّلطان؟ "
(متى 21: 23)،
لكن يسوع المسيح رفض أن يُجيبهم صراحة،
لأنَّهم فقدوا صفة القضاء بسبب تأويل مطالب يوحَنَّا المَعْمَدان.
وهنا جرّهم يسوع إلى منصة الدَّينونة.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:30 PM   رقم المشاركة : ( 138846 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




إذ انهم يُعلنون انَّهم يُطيعون إرادة الله، لكنهم يرفضون الاسْتماع إلى يوحَنَّا المَعْمَدان الذي جاءهم برسالة الهيه، كما اكّد ذلك لوقا الإنجيلي " أَمَّا الفرِّيسيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدبْيرِ اللهِ في أَمرِهم" (لوقا 7: 30) وبالرغم من أنَّ العَشّارين والبَغايا يسخرون علنًا بالدِّين، قد استمعوا إليه، وتابوا عن ماضيهم الأثيم، كما ورد في إنجيل لوقا "جَميعُ الشَّعبِ الَّذي سَمِعَه حَتَّى الجُباةُ أَنْفُسُهم بَرُّوا الله، فاعتَمَدوا عن يَدِ يوحَنَّا" (لوقا 7: 29)؛ ومن هنا يُروي يسوع لهم مَثَل الابنين موضحًا به موقفهم المُرائي.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:32 PM   رقم المشاركة : ( 138847 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




الابن الأول الذي يقول "لا" لأبيه ورفض طلبه، لأنه لا يرغب، ولكنَّه ندم ولبَّى رغبة أبيه، وذهب في آخر الآمر إلى الكَرْم؛ هو يُمَثَل العَشَّارين والبَغايا؛ وهذا دليل أنّ الأبواب مفتوحة لكلّ من يرجع إلى الله بصدقٍ، ومن كلِّ قلبه، والآب يستقبل بفرح الابن الّذي يتوب بصدقٍ. وأمَّا الابن الآخر الذي قال "نعم "، وتظاهر بأنَّه مُطيع لكنه في الواقع رفض رغبة أبيه ولم يُنفِّذها. ما الفائدة من قول كلمة "نعم" بدون تطبيقها؟
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:33 PM   رقم المشاركة : ( 138848 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




كل من الابنين أخطأً، فالابن الذي ذهب أخطأ في مخاطبة أبيه بلهجة جافة، والمُتأدب أخطأ في انه لم يَصدقْ في وعده. لكن أحدهما قد تاب وندم، أمَّا الآخر فقد تمادى في عصيانه وتمرُّده. والابن الأول أُمتدح مرتين: المرة الأولى على صدقه في عدم إعطائه وعدًا قد لا ينفِّذه؛ والمرة الثَّانية لتراجعه عن خطأه وعاد لتنفيذ مشيئة أبيه. وأمَّا الابن الثَّاني فقد ذُم مرتين: المرة الأولى، لأنَّه أعطى وعدًا ولم ينفِّذه، والمرة الثَّانية لعصيانه مشيئة أبيه. وفي هذا الصدد قال الشاعر القديم المثقب العبدي في قصيدته:

حسن قول "نعم" من بعد "لا" وقبيح قول "لا" بعد "نعم".

وإذا قلت "نعم" فاصبر لها بنجاح القول إن الخلـف ذم.


 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:34 PM   رقم المشاركة : ( 138849 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه،
وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه.
وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.




يسأل يسوع في بداية المَثَل رأي رؤساء اليهود " ما رَأيُكم؟ " (متى 21: 28)، وأمَّا في نهاية المَثَل فيقوم يسوع بطرح هذا لسؤال "أَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟"(متى 21: 31). فقد اقرّ رؤساء اليهود مبدا أولوية العمل على القول. "فقالوا: الأَوَّل"(متى 21: 31)، فالقرار الأخير هو مسالة الأخلاق. فالأخلاق لا تكمن في الرَّغبة، ولا في القول الذي يُمكن تكذيبه، بل في العمل. تطبيق القرار يكمن بالحكم التالي " قالَ لَهم يسوع: ((الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إلى مَلَكوتِ الله. فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكاً طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العَشّارون والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه" (متى 21: 31-32). وراء علاقة الأب بابنيه في المَثَل تُظهر العلاقة التي تُوحّد الله بشعبه مُبيِّنًا انحراف الأبرار واستقبال الخطأة.
 
قديم 14 - 10 - 2023, 02:36 PM   رقم المشاركة : ( 138850 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,313,810

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




ما هي أبعاد مَثَل الابْنَين؟



يمكننا أن نميّز ثلاثة أبعاد لمَثَل الابْنَين، وهي: البعد التاريخي واللاهوتي والروحي:



(ا) البعد التاريخي:



ضرَبّ يسوع مَثَل الابْنَين في هيكل اورشليم (متى 21: 12) لدى هجوم خصومه من عظماء الكهنة وشيوخ الشَّعب من خلال أسئلتهم عن سلطته في التعليم والعَمل. الابن الأول شابٌّ عاصٍ، ومتمرِّد، ويميل إلى المُقاومة، حتى إلى مقاومة سُلطة أبيه. وإنَّ ميله إلى العصيان قد سبق تفكيره وطغى عليه. ولكنَّه لمَّا هدأت نفسه ورجع إلى ذاته شعر أنَّه قد أساء التصرُّف مع أبيه فندِم على سلوكه المُتمرِّد وأطاع أباه ونفَّذ إرادته. رفض ثم أطاع، وهو يمَثَل العَشَّارين والبَغايا الذين بدئوا حياتهم برفض العمل، لكنهم ندِموا أخيرًا، ومضوا يعملون في الكَرْم.



أمَّا الابن الآخر فتظاهر أنَّه ابنٌ مطيع ودلّ على عِظَمِ احترامه لسُلطة أبيه بقوله "يا سيِّد". إنَّه شابٌّ مراءٍ كذَّاب يتظاهر بما ليس فيه، ابدى الطَّاعَة، ولكنَّه لم يطعْ، وهو يمَثَل رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والفَرِّيسيِّين الذين "كانوا مُتَيَقِّنينَ أّنَّهم أَبرار" (لوقا 18: 9)، فقالوا نعم، لكنَّهم لم يذهبوا إلى الكَرْم للعمل. وفيهم قال بولس الرسول "أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعَة وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟" (رومة 2: 23). وقد ندَّد يسوع كلامهم دون نتيجة "إِنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ باطِلَةٍ يقولُها النَّاس يُحاسَبونَ عَليها يومَ الدَّينونة " (متى 12: 36). فالعصيان والرِّياء رذيلتان يكرههما الله كراهيَّةً شديدة.



اعتبر وجهاء اليهود أنفسهم أبرارا، في أيام يسوع، فقالوا "نعم"، ولكنَّهم لم يذهبوا، ولم ينفِّذوا قولهم، فدلّوا على عِماهم، كما وصفهم بولس الرسول بقوله "يُظهِرونَ التَّقْوى ولكِنَّهمُ ينكِرونَ قُوَّتَها"(2 طيموتاوس 3: 5). فقد قالوا إنهم يريدون إتمام مشيئة الله، ولكنَّهم كانوا يعصونها على الدَّوام. ولهم مظهر الخضوع، لكنَّهم لا يفعلون إرادة الله؛ فندّد يسوع بريائهم، لانَّ أقوالهم تعارض أعمالهم. وأكد لوقا الإنجيلي هذه المقولة بقوله "أَمَّا الفِرِّيسيُّون وعُلَماءُ الشَّريعَة فلَم يَعتَمِدوا عن يَدِه فأَعرَضوا عن تَدبْيرِ اللهِ في أَمرِهم" (لوقا 7: 30). لهم مظهر التدين، ولكن قلبهم خبيث رديء، لانَّهم يقولون ولا يعملون. كانت تقواهم في ظاهر سلوكهم فقط، ولم يكن لها أيُّ أساسٍ ثابت في قلوبهم. لقد عرفوا إرادة الرَبّ، فتظاهروا بأنَّهم يطيعونها طاعةً كاملة، فأقاموا الصلوات في المجامع، وقدَّموا الضحايا في الهيكل، واحتفلوا بالأعياد احتفالاتٍ عظيمة. ولكنَّ هذه الأعمال كانت مظاهر خارجيَّة فقط تنقصها القيمة الجوهريَّة، وهي طاعة قلوبهم، وتوبة ضمائرهم، وعملهم بإخلاص لأجل مجد الرَبّ.



قبل رؤساء الكهنة وشيوخ الشعب والفَرَّيسيِّين العمل في المَلَكوتِ، لكنهم قبلوه بالكلام دون العمل، فهؤلاء قال عنهم السيِّد المسيح " لَيسَ مَن يَقولُ لي ((يا رَبّ، يا رَبّ)) يَدخُلُ مَلَكوتِ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات" (متى 7: 21). لذلك طَردوا أنفسهم بأنفسهم من الكَرْم بسبب عدم إيمانهم بالحَق، ليتركوا مكانهم للعَشّارين والبَغايا الذين لم يسمعوا لله أولًا لكنَّهم عادوا ليُطيعوه. قد أدرك رؤساء الكهنة والفرِّيسيُّون كلمات سيِّدنا يسوع بعقولهم، لكنهم لم يقبلوها بروح الحب والبُنيان، وعِوض أن يقدّموا توبة عمَّا ارتكبوه فكّروا في الانتقام منه. ما أصعب على نفس هؤلاء المؤتمنين على كلمة الله أن يتركوا الكراسي للعشّارين والبَغايا الذين سبقوهم بالإيمان إلى مَلَكوتِ الله.



انتقد متى الإنجيلي الفَرَّيسيِّين المُتيقَنِّين من بِرّهم "أَيُّها المُراؤُون، أَحسَنَ أَشَعْيا في نبوءته عَنكم إِذ قال: هذا الشَّعْبُ يُكرِمُني بِشَفَتَيْه وأَمَّا قَلبُه فبَعيدٌ مِنِّي" (متى 15: 7) وانتقد متى الإنجيلي أيضا الفَرَّيسيِّين الراغبين في إظهار برّهم "فقالَ لَهم: ((أَنتُم تُزَكُّونَ أَنفُسَكم في نَظَرِ النَّاس، لكِنَّ اللهَ عالِمٌ بِما في قُلوبِكم، لِأَنَّ الرَّفيعَ عِندَ النَّاس رِجْسٌ في نَظَرِ الله " (لوقا 16: 15).



نستنتج مما سبق أنَّ سلوكُ الابن الأوَّل كان عصيانٌ وندامة، وأمَّا سلوك الآبن الآخر فهو رياءٌ وعصيان. الابن الأول يمَثَل العَشَّارين والبَغايا الخطأة الذين رفضوا العمل في المَلَكوتِ ثم ندموا، لآنَّهم اكتشفوا علامات المَلَكوتِ في المسيح وفتحوا قلوبهم على الله ونعمته وآمنوا. ومن الأمَثَلة على ذلك ما حدث لمتى نفسه في لقائه مع يسوع المسيح "مَضى يسوعُ فَرأَى في طَريقِه رَجُلاً جالِساً في بَيتِ الجِبايَةِ يُقالُ لَه مَتَّى، فقالَ لَه: ((اتِبَعْني!)) فقامَ فَتَبِعَه" (متى9: 9)، وتوبة المَرأة الخاطئة ومعها قارورة الطيِّب "إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً" (لوقا 7: 47). وهناك أيضا زكا العشار الذي "وَقَفَ فقال لِلرَبّ: يا رَبّ، ها إِنِّي أُعْطي الفُقَراءَ نِصفَ أَموْالي، وإِذا كُنتُ ظَلَمتُ أَحداً شَيئاً، أَرُدُّه علَيهِ أَرَبّعَةَ أَضْعاف" (لوقا 19: 8) والعمل بمشيئة الله يكمن في الإيمان بالمسيح وطاعة كلمته ووصاياه.



(ب) البُعد اللاَّهوتي:



البُعد اللاهوتي لمَثَل الابنين لم يكن العمل بقدر ما هو النَّدامة والتَّوبة والعودة لله تعالى والطَّاعَة لأوامره تعالى. وما التَّوبة إلا النَّدامة على ارتكاب الشَّر والابتعاد عن الخطيئة وبُغْضها وبذل الجهد في الاتكال التام على نعمة الله ومساعدة الروح القدس للانقياد إلى مشيئة الله والخضوع لأوامره الطاهرة (متى 3: 8).



المُهم في نظر الله ليس قول الإنْسَان "نعم" ثم رفض العمل، إنما هو الطَّاعَة. الله لا ييأس أبدًا من الإنْسَان، بل هو مستعدٌ أن يستقبله حين تظهر عنده اقل علامة من علامات التَّوبة، ويظل الله واثقًا بقلب الإنْسَان، وبرغبته في الحياة، وبقدرته على اختيار طريق الصِّدق والنُّور. فالأبرار بحسب النَّاموس (عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ) قالوا "نعم"، ولكنهم عادوا يرفضونه من خلال رفضهم كرازة يوحَنَّا المَعْمَدان. ولماذا لم يسمعوا ليوحَنَّا المَعْمَدان؟ لأنّهم ممتلئون غرورًا وتعاليًا على الآخرين واكتفوا بذواتهم فصُمّت أذانهم عن الاستماع إلى الله الحاضر في حياتهم. وفي هذا الصدد يقول بولس الرسول "أَتَفتَخِرُ بِالشَّريعَة وتُهينُ اللهَ بِمُخالَفَتِكَ لِلشَّريعة؟" (رومة 2: 23). أمَّا الخطأة (الجُباةَ والبَغايا) بنظر الشَّريعَة فإنهم قالوا لله "لا"، ولكنهم عادوا وأطاعوا لمّا قبلوا كرازة يوحَنَّا المَعْمَدان (متى 21: 32).



الابن الذي قال "نعم" في البداية و "لا" فيما بعد يمَثَل الأبرار بحسب الناموس (عظماء الكهنة ورؤساء الشيوخ). والابن الذي قال "لا" في البداية" "ونعم" فيما بعد هو يمَثَل العَشَّارين والبَغايا وجميع الخطأة. فهؤلاء "يسبقون" أولئك إلى المَلَكوتِ السماوي، كما صرّح السيِّد المسيح "الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ الجُباةَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إلى مَلَكوتِ الله" (متى 21: 31). وفي هذا الصدد يقول النبي حزقيال: "إذا ارتَدَّ البارُّ عن بِرِّه وصَنَعَ الإِثْمَ وماتَ فيه، فإِنَّه بإِثمِه الَّذي صنَعَه يَموت. وإِذا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عن شَرِّه الَّذي صنَعَه وأَجْرى الحَقَّ والبِرّ، فإِنَّه يُحْيِي نَفْسَه" (18: 26-27).



وما الذي جعل الابن الأول يعود عن رفضه؟ إنها النَّدامة هي التي حرّكته فيما بعد، كما ورد في النص الإنجيلي "لكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك" (متى 21: 29). فالنَّدامة تبدأ بإدراك خطورة الرَّفض لمشيئة الله، خطورة بين ما نحن عليه، وما ينبغي أن نكون عليه. فمن رأى نفسه أمام الرَبّ خاطئًا رأى الخلاص. وهذا هو شرطٌ أساسيٌ لدخول مَلَكوتِ الله. وهذا ما فعله العَشّارون والبَغايا، عندما سمعوا يوحَنَّا يُناديهم للحياة فلبّوا النداء، وخرجوا من سجن الخطيئة. ولم ينغلقوا على ذواتهم، بل انفتحوا على مغفرة الله الغامرة، وعرفوا أنّ "المَحبَّةَ تَستُرُ كَثيرًا مِنَ الخَطايا" (1بطرس 4: 8)، " وحَيثُ كَثُرَتِ الخَطيئَةُ فاضَتِ النِّعمَة" (رومة 5: 20)، وأدركوا أن الله قادرٌ على أن "ينزِعْ مِن لَحمِهم قَلبَ الحَجَرِ ويُعْطيهِم قَلبًا مِن لَحْم" (حزقيال 11: 19). ويعلق القدّيس إقليمنضُس الإسكندريّ "إنّ الأبواب مفتوحة لكلّ من يرجع إلى الله بصدق ومن كلّ قلبه، والآب يستقبل بفرح الابن الّذي يتوب بحقّ"(عظة: أي غنيّ يمكن أن يخلص؟) وكما يقول الكتاب المقدّس: «هكذا يَفرَحُ مَلائِكَةُ اللهِ بِخاطِئٍ واحِدٍ يَتوب" (لوقا 15: 10). يُلفت مَثَل يسوع أنظارنا أن قلب الله الآب مفتوح لكلِّ أولاده، ويُسَرُّ بكلِّ تائب يعود إليه.



موقف الابن الثاني الذي قال نعم وعمليًا رفض هو صورة لمن يدّعي التَّدين. أستعمل هذا الابن كلمات وأفكار مستوحاة من الكتب المقدسة، ولكنَّه يقف عند هذا الحد دون تغيير ولا تجديد فيما هو، ولا يُطبّق ما استوحاه من الكتاب المقدس. هذا هو سر الضعف في المسيحية الاسمية، كثيرون يتظاهرون بقبول المسيح، ولكنَّهم لا يسلكون فيه، ولذلك جاءت توصية بولس الرسول " فكما تَقَبَّلتُمُ الرَبّ يسوعَ المسيح، سيروا فيه" (قولسي 2: 6).



كان كلام يسوع مصدر أمل ٍ وتوبة حقيقية وحياة ٍجديدة ٍللخطأة والعَشَّارين. فهم التقوا في طريقهم بيسوع، وهو لم ينتقدهم ولم يصفق لهم، بل وجّه كلامه إليهم: احترمهم وأكرمهم، لأنهم أبناء إبراهيم. فراحوا يرغبون في سماع كلمته، كما يؤكد ذلك لوقا الإنجيلي "وكانَ الجُباةُ والخاطِئونَ يَدنونَ مِنه جَميعاً لِيَستَمِعوا إِلَيه"(لوقا 15: 1) وينضمون إلى صحبته وإتباعه " جَلَسَ يسوعُ لِلطَّعامِ عِندَه، وجَلَسَ معَه ومع تَلاميذِه كثيرٌ مِنَ الجُباةِ والخاطِئين، فقد كانَ هُناكَ كثيرٌ مِنَ النَّاس. وكانوا يَتبَعونَه" (مرقس 2: 5) ويُبدون له ولرحمته عواطف الشكر والامتنان، كما حدث مع المرأة الخاطئة " التي وصفها السيِّد المسيح لبطرس "أَمَّا هِيَ فَبِالطِّيبِ دَهَنَتْ قَدَمَيَّ. فإِذا قُلتُ لَكَ إِنَّ خَطاياها الكَثيرَةَ غُفِرَت لَها، فلأَنَّها أَظهَرَت حُبّاً كثيراً" (لوقا 7: 46-47).



يُبين مَثَل الابنين أنَّ الله لا ترضيه الأقوال، بل الأعمال. ومن هنا جاء لوم يسوع لِماذا تَدعونَني: يا رَبّ، يا رَبّ! ولا تَعمَلونَ بِمَا أَقول؟" (لوقا 6: 46). فإن كان هو الرَبّ والسيِّد ولم نعمل بما يأمر فلا نستطيع أن ندعوه رَبّاً. ومن هذا المنطلق، يقول السيِّد المسيح إن التِّلميذ الحقيقي" لَيسَ مَن يَقولُ لي يا رَبّ، يا رَبّ يَدخُلُ مَلَكوتِ السَّمَوات، بل مَن يَعمَلُ بِمَشيئَةِ أَبي الَّذي في السَّمَوات" (متى 7: 21). فمن عرف مشيئة الله ورفض العمل بها يهلك، ومن رفض مشيئة الله ثم تاب يجد عند الله رحمة وخلاصًا. الخاطئ الذي يعرف نفسه أنَّه خاطئ أقرَبّ إلى مَلَكوتِ الله من الخاطئ الذي يَعُدَّ نفسه بارًا وصِدِّيقًا. الله لا ييأس ابدأ من الإنْسَان، بل إنه تعالى مستعدٌ أن يستقبل الإنْسَان حين تظهر لديه علامات النَّدامة والتَّوبة.



نستنتج من هذا المَثَل أنَّ الإنْسَان يستطيع أن يندم ويتوب، وان يُغيّر مجرى حياته بعد معصيته بإجابة "لا"! في بادي الأمر. وهذه هي فرصة سانحة للتوبة والعودة إلى الله. ونحن اليَومَ، لا يهم ما قد مضى، " اليَومَ إِذا سَمِعتنا صَوتَه فلا نُقَسُّي قُلوبَنا" (مزمور 7-8). فلنندَمْ إذًا بمرارة على خطايانا الماضية ولنصلِّ للآب كي ينساها. فهو قادر أن ينقض برحمته ما حصل وأن يمحو، بِنَدى الروح، أخطاءنا السابقة.



(ج) البعد الروحي:



البعد الروحي لمَثَل الابنين هو أنَّ كل النَّاس يمرُّون بمَثَل ما مرّ به هذان الابنان من طاعة ثم رفض، أو من رفض ثم طاعة. لكن الطَّاعَة من بعد الرَّفض هي طريق النَّجاة، والرَّفض بعد الطَّاعَة هو طريق الهلاك. إنَّه لمن الخطر أن نتظاهر بطاعة الله، بينما قلوبنا بعيدة عنه، لأنَّ الله يعرف نيَّات قلوبنا، لذا ينبغي أن تطابق أعمالنا مع أقوالنا ونيّاتنا. فلا يمكن القول إننا نؤمن بالله ثم بعد ذلك نحيا كما نشاء، في هذا الصدد يحذّر يوحَنَّا المَعْمَدان الجموع بقوله: " فأَثمِروا إِذاً ثَمَراً يَدُلُّ على تَوبَتِكم، ولا تُعَلِّلوا النَّفْسَ قاِئلين: إِنَّ أَبانا هوَ إِبراهيم"(لوقا 3: 8)، وكذلك لا يمكن إن نحيا حياة سليمة أخلاقيًا وأدبيًا دون التَّوبة والرجوع إلى الله والعمل بمشيئته.



كم هي عظيمة رحمة الله أن يتقبل الإنْسَان الذي يندم ويتوب ويُغيِّر مجرى حياته بعد أن يُجيب "لا" في بادئ الأمر وقد ضلّ الطريق. وهي فرصة سانحة للضُّعفاء الذين لا يجرؤون على أن يقولوا "نعم" فورًا ثم ينسحبون أمام العمل. ويسوع هو القوة التي تنقلنا من "لا" إلى "نعم" كي نتمِّم مشيئة الله. وفي هذا الصدد يقول القديس بولس "إن المسيحَ يسوعَ لم يَكنْ نَعَم ولا، بل "نَعَم" لِذلِك بِه أَيضًا نَقولُ لله: آمين إِكرامًا لِمَجْدِه" (2 قورنتس 1: 20). هل نقبل دعوة التَّوبة اليَومَ ونؤمن بالمسيح فندخل إلى مَلَكوتِ الله ونحصل على السلام والحياة الأبدية؟



نستنتج مما سبق أنَّ مَلَكوتِ الله ليس للذين يدّعون البِرّ، وهم عصاة متمردون، بل لمن يطلبون البِرّ، وهم خطأة تائبون. النيَّة وحدها لا تكفي بل فلا بدَّ من الفعل. والفعل هو نتيجة الاهتداء إلى طريق الحق والحياة إلى كلام وحياة يسوع. انه امر رهيب أن نتبع المسيح، ثم ننكره في حياتنا، حيث يوجد بيننا اليَومَ من يتشدقون بالدِّين ويتعلقون بأهدابه أمام النَّاس، ويذهبون إلى الكنيسة، يمارسون الفرائض، ويتظاهرون بالتقوى، ولكن مع هذا ينقصهم الدِّين الحق وحياتهم لا تنسجم مع هذه الدعوة. وامر رهيب أيضًا أن ننكر يسوع بالقول وبالحياة، وبالعكس امر عظيم أن نطيع يسوع بالقول والعمل. فكل إنسان سيؤدي الحساب أمام الله على اختياراته وأعمال، كما يقول حزقيال النبي " إِذا ارتَدَّ البارُّ عن بِره وصَنَعَ الإِثْمَ وماتَ فيه، فإِنَّه بإِثمِه الَّذي صنَعَه يَموت. وإِذا رَجَعَ الشِّرِّيرُ عن شَرِّه الَّذي صنَعَه وأَجْرى الحَقَّ والبِرّ، فإِنَّه يُحْيِي نَفْسَه " (حزقيال 18: 26-27). ومن هنا نتساءل كيف نعيش الطَّاعَة؟
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:14 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025