03 - 08 - 2016, 04:10 PM | رقم المشاركة : ( 13831 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس حبيب جرجس المعلم ينور الشرابية القديس حبيب جرجس ويبدو عمل الله في كل خطوة منها ... فبينما كان حبيب جرجس في السنة النهائية من المدرسة الاكليريكية في عام 1898 رأي القمص فيلوثاؤس ابراهيم ان يطلب من اللجنة الملية ان تعين طالبا من طلاب الاكليريكية المتفوقين ليعاونه في تدريس الدين بالمدرسة وكان المعلمين وقتها قلائل جدا وكانت صحة القمص فيلوثاؤس قد اعتلت ... وفعلا وافقت اللجنة ولم يجدوا افضل من الطالب حبيب جرجس اول المدرسة واكثر طلابها اخلاصا وكان في السنة الاخيرة وكان كثيرون ممن بدأوا معه في الاكليريكية قد تركوها وغادروا الطريق في منتصفه وكان طريق شاق ومتعب ... وهكذا صار الطالب حبيب جرجس مدرسا وطالبا واصبح العبء مضاعفا علي كاهل الشاب الصغير ووضعوه تحت الاختبار 4 شهور واثبت كفاءة كبيرة وموهبة نادرة وعليه تم تعيينه في عام 1899 ليكون مدرسا للعلوم الدينية لكل سنوات المدرسة ... وكان حبيب يدرك حجم المسئولية فيقول اصبح علي ان ادرس الي رعاة سيخرجون ليعلموا الشعب ويقودوه الي بر السلامة ويكمل حبيب .. لقد كنت في ذلك الوقت زميل لبعضهم واصغر من بعضهم سنا ولذلك امضي حبيب ايامه بين جدران المكتبات يحصل العلم ويحفظ الكتب ليكون معلما جيدا امينا ... وهكذا صار الطالب مدرسا ...ثم معلما لاجيال كثيرة كانت سببا في نهضة كنيستنا القبطية في زمننا المعاصر ومازلنا نجني من ثمار تعبه ثلاثين وستين ومئة |
||||
03 - 08 - 2016, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 13832 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتبع ... لا تتبع
من يتبع الرب تماما – مثل كالب – وليس من بعيد – مثل بطرس – ويتبعه لأنه يحبه، وليس طمعًا في أجرة. يتبعه لأجل شخصه، وليس لأجل عطاياه. يتبعه بكل القلب، لا بقلب منقسم. شخص كهذا يعلِّمه ويحرِّضه الكتاب المقدس بالآتي: التابع للمسيح لا بد أن يتبع أشياء وصفات لا تظهر بكمالها إلا في الشخص الكامل: الرب يسوع. وفي قُربنا منه واتّباعنا خطواته (1بطرس2: 21)، لا بد وأن نعكس صفاته، والتي من خلالها يراه الناس فينا، ونحن نتبع هذه الصفات ونتحلى بها. سيساعدنا هذا على ألا نتبع أشياء أخرى لا يجب أن تظهر في حياة من يتبع المسيح. سنتكلم في هذا العدد بشيء من التفصيل عن: أولاً: أشياء نتبعها 1– المحبة: «اتبعوا المحبة» (1كورنثوس14: 1). إذا قرأنا الأصحاح السابق (13) نجد أن الرسول بولس يضع المحبة قبل كل شيء، وأفضل من كل شيء، وأعظم من كل شيء، وإن فعل الإنسان كل شيء وليس له محبة فهو لا شيء ولن ينتفع شيء. وفي نهاية الأصحاح، يكتب أنها أعظم من الإيمان والرجاء. والرسول بطرس يضعها قبل الصلاة «فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ. وَلكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، لِتَكُنْ مَحَبَّتُكُمْ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ شَدِيدَةً» (1بطرس4: 7، 8). التابع للمسيح لا يهتم كثيرًا بطقوس يمارسها، بل بمسيح حي يحيا فيه، والمسيح هو “محبة”، لذا يمكنك قراءة أصحاح13 ووضع اسم المسيح بدلاً من كلمة المحبة واقرأ هكذا: المسيح يتأنى ويرفق ولا يحسد ولا يتفاخر ولا يظن السوء... وهكذا. صديقي القارئ: من لا يحب لم يولد من الله (1يوحنا4: 7)، ولا يسكن فيه روح الله (غلاطية5: 22)، وبالتأكيد لا يعرف المسيح. وما أقصده هو نوع المحبة؛ فالمحبة البشرية: الآخرين هم الباعث لها، أما محبة الله: فالآخرين هم هدفها، والمسيح هو مصدرها. 2– الخير: «انْظُرُوا أَنْ لاَ يُجَازِيَ أَحَدٌ أَحَدًا عَنْ شَرّ بِشَرّ، بَلْ كُلَّ حِينٍ اتَّبِعُوا الْخَيْرَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ وَلِلْجَمِيعِ» (1تسالونيكي5: 15). كان المسيح - الذي نتبعه - في كل حياته يجول يصنع خيرًا، ويجب على تابعيه، في طريق ممتلئ بالشر والأشرار، أن يغلبوا الشر بالخير (رومية9: 21)، ويكرهوا الشر ويلتصقوا بالخير (رومية9: 12). ولا تنتظر ردًّا حسنًا من الآخرين نظير خيرك، فقد لا يعملوا معك معروفًا نظير كل الخير الذي عملت (قضاة8: 35)، والأسوأ أنهم قد يعملوا لك خشبة لتُصلب عليها كالتي عملها هامان لمردخاي الذي تكلم بالخير (أستير7: 9)، وقد يحفروا حفرة لنفسك كجزاء لخيرك كإرميا (إرميا18: 20). ومَن مِنّا أفضل من المسيح الذي وضعوا عليه شرًا بدل خير (مزمور109: 5). صديقى: ستجد في طريقك أشرارًا لا يفعلون الشر فقط، بل يخترعونه؛ أما أنت فلا تتبع الخير وتفعله فقط، بل عليك أيضًا أن تخترعه (أمثال14: 22). 3– السلام: «اِتْبَعُوا السَّلاَمَ مَعَ الْجَمِيعِ» (عبرانيين12: 14). من أكثر الأشياء التي يبحث عنها الناس، لاحتياجهم الشديد إليه، هو السلام. فالعالم امتلأ بالحروب والمنازعات والبلطجة، وتبحث عن الأمن والأمان فلا تجد فـ«لا سلام قال إلهي للأشرار» (إشعياء57: 21). وهنا يبرز دور تابعي المسيح. فأين نجد السلام إلا معه؟ وكيف نتعلم السلام إلا منه؟ ففي يوم مولده سبَّحت الملائكة «وعلى الأرض السلام»؛ لأن الذي ولد هو رئيس السلام (إشعياء9: 6). وفي عظته الشهيرة قال «طوبى لصانعي السلام». ونحن نؤمن بما يعلنه الكتاب المقدس بأن السلام العادل والكامل لن يعمّ الأرض إلا عندما يملك عليها ملك البر وملك السلام (عبرانيين8: 2). والآن على تابعي المسيح، الذين لهم سلام مع الله ولهم سلام في أنفسهم، أن يتبعوا السلام مع جميع الناس وأن يصنعوه لهم. 4– القداسة: «اتبعوا... القداسة التي بدونها لن يرى أحد الرب» (عبرانيين12: 14). القداسة، كمقام، أنعم الرب علينا بها، وصرنا في المسيح قديسين وبلا لوم، وأعطانا ثقة بالدخول إلى الأقداس بدم يسوع (عبرانيين10: 10، 19). ولكن المقصود هنا هو القداسة العملية؛ فنحن نسير في عالم كل شيء فيه دنس ونجس، والخطية تحيط بنا بسهولة، والأهم أن المسيح الذي نتبعه “اسمه قدوس”، والسرافيم تنادي أمامه «قدوس»، وقال عن نفسه «لأني أنا قدوس»، وفي البشارة بميلاده قال الملاك للمطوّبة مريم «القدوس المولود منك»، وفي حياته كان «قدوس بلا شر ولا دنس». عندما نعلم هذا، نستطيع أن نتبع القداسة (كغرض الحياة الدائم). وهذا لا يتحقق إلا بإماتة أعضاءنا التي على الأرض بكل ميولها وشهواتها. ومن جهة العالم، لا نحبه ولا الأشياء التي فيه لأنه صُلب لنا ونحن له. 5– البر والتقوى والإيمان والصبر والوداعة: «وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ اللهِ ... اتْبَعِ الْبِرَّ وَالتَّقْوَى وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالصَّبْرَ وَالْوَدَاعَةَ» (1تيموثاوس6: 11). سأذكر هنا مجرد تعريف للصفات التي يتبعها ويتحلى بها تابع المسيح. ونلاحظ أن بولس يخاطب تيموثاوس بصفة فردية «أما أنت» 4 مرات في الرسالتين، وكأنه يقول له أنت مختلف عمن حولك في أيام أخيرة وصل فيها شر الناس إلى القمة، لأنك إنسان الله، أي مَنْ يمثِّل ويعلن الله للناس ويجعلهم يفكرون فيه، فعليه - وعلىكل تابع للمسيح - أن يتبع: البر: العدل في تعاملنا مع الناس. التقوى: شركة مع الرب مؤسَّسة على مخافته، تقود للتشبُّه به. الإيمان: الأمانة والثقة والتمسك بما هو غير منظور. الصبر: الثبات والاحتمال في التجارب. الوداعة: ليست مظهر للخوف والضعف، بل هي الهدوء والاطمئنان أمام إساءات الآخرين. صديقي القارئ: لا يمكن لأي مدرسة في العالم أن تعلِّم هذه الصفات، ولكن المسيح هو المدرسة والدرس والمعلم، الذي أعطى ليس درسًا نظريًا بل “بيان على المعلم”. ففي المحبة: من مثله أحب حتى الموت رغم أنه كان «مكروه الأمة»؟ ومن مثله صنع الخير للناس، رغم كل الشر الذي أتى عليه؟ ومن مثله صنع السلام، ونادى به، وأعطاه، رغم خصام وعداء الناس له؟ وعن قداسته حدِّث ولا حرج «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة»، وهو البار بشهادة كل من رآه، وهو التقي الذي قال «لن تدع تقيك يرى فسادًا»، وهو رئيس الإيمان، وهو مثال الصبر «صبر المسيح»، وهو مثال الوداعة «تعلموا مني لأني وديع». مثال عظيم إن تبعناه نتعلم منه ونتعلمه وبسهولة نتبع هذه الصفات. ولحديثنا بقية. |
||||
03 - 08 - 2016, 05:46 PM | رقم المشاركة : ( 13833 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتبعني أنت قليلون هم الذين اتَبعوا الرب. وحتى هؤلاء فدوافعهم تختلف؛ فمنهم من اتًبعه لأجل شفاء من مرض، أو لأجل شبع من جوع، أو لإعجابه بآيات رآها أو كلمات سمعها. لكن هناك مؤمنين مخلصين للرب كرَّسوا الحياة له. سنتأمل في أحدهم الآن قيل عنه هذه العبارة:اتَّبع تمامًا الرب قيلت هذه العبارة عن اثنين في العهد القديم: كالب بن يفنة، ويشوع بن نون. فبعدما أرسل موسي 12 رجلاً لتجسًس الأرض قبل دخولها، قال عشرة منهم بعد عودتهم: «لا نقدر أن نصعد إلى الشعب لأنهم اشد منًا» فأرعبوا الشعب من الأرض. أما كالب ويشوع، فقالا للشعب «إننا نصعد ونمتلكها لأننا قادرون عليها... الرب معنا لا تخافوهم». ونتيجة ذلك مات العشرة بالوباء أمام الرب، أما كالب ويشوع فعاشا ودخلا الأرض (اقرأ سفر العدد13؛ 14). اتًبع تمامًا: قيلت عن كالب 6 مرات؛ قالها عنه الرب 3 مرات «أَمَّا عَبْدِي كَالِبُ فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ كَانَتْ مَعَهُ رُوحٌ أُخْرَى، وَقَدِ اتَّبَعَنِي تَمَامًا، أُدْخِلُهُ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي ذَهَبَ إِلَيْهَا، وَزَرْعُهُ يَرِثُهَا» (عدد14: 24؛ 32: 12؛ تثنية1: 36)، وقالها عن نفسه (يشوع14: 8)، وقالها عنه موسي (يشوع14: 9)، وسجَّلها عنه يشوع بعد أن باركه (يش14: 14). معنى اسمه: أحد معاني اسم “كالب” هو “كل القلب”. وهنا نرى أن اتّباع الرب لا يكون إلا بكل القلب، وليس بجزءٍ منه. فمن يكون للرب، أو مع الرب، بعض الوقت والباقي لشخص أو شيء غيره، فهو كمن يعرج بين الفرقتين (1ملوك18: 21). شهد الرب عن داود: «الَّذِي حَفِظَ وَصَايَايَ وَالَّذِي سَارَ وَرَائِي بِكُلِّ قَلْبِهِ لِيَفْعَلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فَقَطْ فِي عَيْنَيَّ» (1ملوك14: 8). على النقيض سار شمشون وراء دليلة وكشف لها كل قلبه ففارقته قوته وفارقه الرب (قضاة16). مزايا من يتبع الرب تمامًا 1- يكون معه روح أخرى: كان في الآخرين روح الخوف والفشل، حتى رأوا أنفسهم كالجراد أمام أعداءهم. أما كالب فلم يتأثر بآراء الآخرين، ولم يسِر وراء رأي الأغلبية، بل وصف المدن والحقول والأعداء في شجاعة، كما رآها، مهما اختلف معه الأغلبية. لم تكن مجرد حماسة شباب مندفع تتراجع مع الأيام؛ بل كما كان في الأربعين من عمره هكذا كان شجاعًا وهو في الخامسة والثمانين! 2- يذهب من قوة إلي قوة: قال كالب ليشوع «كما كانت قوتي (أيام موسى) هكذا قوتي الآن (بعد 45 سنة) للحرب وللخروج وللدخول» (يشوع14: 11). أين أنت أخي الشاب من هذه القوة؟ أم أصابك الشيب والتعب من الركض وراء أشياء هي للفناء؟ «اَلْغِلْمَانُ يُعْيُونَ وَيَتْعَبُونَ، وَالْفِتْيَانُ يَتَعَثَّرُونَ تَعَثُّرًا. وَأَمَّا مُنْتَظِرُو الرَّبِّ فَيُجَدِّدُونَ قُوَّةً. يَرْفَعُونَ أَجْنِحَةً كَالنُّسُورِ. يَرْكُضُونَ وَلاَ يَتْعَبُونَ. يَمْشُونَ وَلاَ يُعْيُونَ» (إشعياء40: 30، 31). 3- له الايمان الذي يطالب بتحقيق المواعيد مهما تأخرت: «فالآن أعطني هذا الجبل الذي تكلم عنه الرب في هذا اليوم» (يشوع14: 12). هكذا طالب داود الرب «وَالآنَ أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ أَقِمْ إِلَى الأَبَدِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمْتَ بِهِ عَنْ عَبْدِكَ وَعَنْ بَيْتِهِ، وَافْعَلْ كَمَا نَطَقْتَ» (2صموئيل7: 25). وقد كان له ما طلبه بإيمان؛ فقد جلس سليمان على العرش وبني بيتًا للرب، وفي يوم اقتتاح الهيكل صلى: «أيها الرب... حافظ العهد والرحمة... الذي حفظت لعبدك داود أبي ما كلمته به فتكلمت بفمك وأكملت بيدك كهذا اليوم» (1ملوك8: 22‑24). 4- يتمتع بنصرة كاملةعلى الأعداء، وامتلاك كامل للميراث. ففي الوقت الذي قيل فيه عن معظم الأسباط إنهم لم يطردوا الأعداء عند امتلاكهم الأرض، قيل عن كالب: «وَطَرَدَ كَالَبُ مِنْ هُنَاكَ بَنِي عَنَاقَ الثَّلاَثَةَ» (يشوع15: 14). 5- يكون قدوة أمام الآخرين: فبعد أن فعل - ضرب الأعداء وانتصر - يقول للآخرين «من يضرب قرية سفر ويأخذها أعطيه عكسة ابنتي امرأة»؛ فأخذها عثنيئيل (القرية) فأعطاه عكسة ابنته (يشوع15: 16، 17). كان هناك قوم يتبعون أرواحًا مضلة وتعاليم شياطين، أما تيموثاوس فقد تبع كلام الإيمان والتعليم الحسن وكان خادمًا صالحًا ليسوع المسيح؛ فصار قدوة للمؤمنين (1تيموثاوس4). 6- يعطي بركات للآخرين: فبعد أن باركه الرب وامتلك، يصير بركة لغيره «فَقَالَتْ (عكسة ابنته): أَعْطِنِي بَرَكَةً. لأَنَّكَ أَعْطَيْتَنِي أَرْضَ الْجَنُوبِ فَأَعْطِنِي يَنَابِيعَ مَاءٍ. فَأَعْطَاهَا الْيَنَابِيعَ الْعُلْيَا وَالْيَنَابِيعَ السُّفْلَى» (يشوع15: 19). كان هكذا يوسف سبب بركة لبيت المصري (تكوين39: 5). 7- يكون نسله مباركًا. فكان عثنيئيل ابن أخيه وزوج ابنته هو أول قاضٍ ومخلِّص لأسرائيل من الأعداء (قضاة3: 9). وهكذا بارك الرب إبراهيم وكل نسله «ويتبارك في نسلك جميع أمم الأرض» (تكوين22: 18). وهذا وعد الرب لأتقياءه «امْرَأَتُكَ مِثْلُ كَرْمَةٍ مُثْمِرَةٍ فِي جَوَانِبِ بَيْتِكَ. بَنُوكَ مِثْلُ غُرُوسِ الزَّيْتُونِ حَوْلَ مَائِدَتِكَ. هكَذَا يُبَارَكُ الرَّجُلُ الْمُتَّقِي الرَّبَّ» (مزمور128: 3، 4). 8- لا يردِّد كلمات ويهتف هتافات الآخرين وكأنه بلا مبدأ، فقد كان كالب مع الأقلية لإقتناعه وإيمانه: «لكِنْ كَالِبُ أَنْصَتَ الشَّعْبَ إِلَى مُوسَى وَقَالَ: إِنَّنَا نَصْعَدُ وَنَمْتَلِكُهَا لأَنَّنَا قَادِرُونَ عَلَيْهَا» (عدد13: 30). يتبع الرب من بعيد أمامنا شخص تبع الرب ليس تمامًا، بل من بعيد، وهو بطرس (اقرأ لوقا22). ولنلقِ نظرة على الأسباب والنتائج: الأسباب: 1– ظن أنه شيء: واثقًا أنه سيثبت وإن عثر الآخرون، فقد قال للرب «أمضي معك حتى إلى السجن وإلى الموت». 2– نام في البستان ولم يستخدم سيف الروح والصلاة، وعندما استيقظ استخدم سيفه وضرب عبد رئيس الكهنة. النتائج: 1– جلس بين الخدم والعبيد! بين من أهانوا سيده، وكأنه واحد منهم. 2– أنكر الرب وأمام جارية قائلاً: «لست أعرفه». 3– أنكر أنه من التلاميذ قائلاً: «لست أنا». 4– أنكر أنه جليلي وأنه لا يفهم لغة من يكلمه «لست أعرف ما تقول». صديقي: لسنا أفضل من بطرس، ولسنا في قوة كالب؛ فهيا نقول للرب «اجذبنى وراءك» فأتبعك تمامًا وأكرِّس الحياة لك. |
||||
03 - 08 - 2016, 05:56 PM | رقم المشاركة : ( 13834 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المسيح هو المدرسة والدرس والمعلم، الذي أعطى ليس درسًا نظريًا بل “بيان على المعلم”. ففي المحبة: من مثله أحب حتى الموت رغم أنه كان «مكروه الأمة»؟ ومن مثله صنع الخير للناس، رغم كل الشر الذي أتى عليه؟ ومن مثله صنع السلام، ونادى به، وأعطاه، رغم خصام وعداء الناس له؟ وعن قداسته حدِّث ولا حرج «قدوس بلا شر ولا دنس قد انفصل عن الخطاة»، وهو البار بشهادة كل من رآه، وهو التقي الذي قال «لن تدع تقيك يرى فسادًا»، وهو رئيس الإيمان، وهو مثال الصبر «صبر المسيح»، وهو مثال الوداعة «تعلموا مني لأني وديع». مثال عظيم إن تبعناه نتعلم منه ونتعلمه وبسهولة نتبع هذه الصفات. |
||||
03 - 08 - 2016, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 13835 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتبعني أنت 3
رأينا في الأعداد السابقة دعوة الرب لكل مؤمن: «اتبعني»، دون النظر للآخرين، ودون اتّباع سواه، فرد أو جماعة أو طائفة، هو فقط. ثم دعوته الخاصة لبعض الأشخاص ليتبعوه، والامتحان الذي وضعه أمامهم، والمتعلق بالتخلي عن العمل الزمني وأرباحه (بطرس وأندراوس)، والمركز والشهرة (متى العشار)، والعواطف والمشاعر البشرية (أحد التلاميذ). والخُلاصة أن الرب يريد من تابعيه الاستعداد للتضحية بالمال والمكسب والمركز والشهرة، بل وبالارتباطات والعلاقات في بعض الأحيان؟ فهو لا يريد تابعين أيام الأجازات، أو وقت الفراغ، أو بعد الخروج على المعاش، أو من يبتغوا دخل أكبر وشهرة وصيت في إتباعه. وفي هذا العدد سنتأمل في أشخاص تبعوا الرب بإرادتهم ولسان حالهم: أتبعك، لأجل... أتبعك، ولكن... حسن أن تكون هناك رغبة في اتّباع الرب، ولكن: تختلف الدوافع والأهداف، ومدى صدق الرغبة، وهذا ما سنحاول إلقاء الضوء هنا. هناك من تبعوا الرب طلبًا للشفاء: فنقرأ مثلا «وكان يسوع يطوف... ويشفي كل مرض... فأحضروا إليه جميع السقماء... فشفاهم. فتبعته جموع كثيرة» (متى4: 23-25). والسؤال: هل آمن كل من نال الشفاء ورأى قدرة الرب عليه إيمانًا قلبيًا حقيقيًا بالمسيح؟ الإجابة نجدها في متى8: 1، 13، «ولما نزل من الجبل تبعته جموع كثيرة... وقال (يسوع) للذين يتبعون. الحق الحق أقول لكم لم أجد ولا في إسرائيل إيمانا بمقدار هذا (إيمان قائد المئة الأممي بقدرة الرب بشفاء غلامه بكلمة)». فليس الجميع إذًا آمنوا. وهناك من تبعوه طلبًا للطعام: فنقرأ «وتبعه جمع كثير لأنهم أبصروا آياته التي كان يصنعها في المرضى... فرفع يسوع عينيه ونظر أن جمعًا كثيرًا مُقبل إليه، فقال لفيلبس: من أين نبتاع خبزًا ليأكل هؤلاء... (وبعد أن أشبعهم)، أجابهم يسوع وقال: الحق الحق أقول لكم أنتم تطلبونني... لأنكم أكلتم من الخبز فشبعتم... أجاب يسوع وقال لهم: هذا هو عمل الله: أن تؤمنوا بالذي هو أرسله... فقالوا له فأيَّة آية تصنع لنري ونؤمن بك (أي أنهم لم يؤمنوا به)» (للفائدة إقرأ يوحنا6). وهناك من تبعوه “للفرجة على” الآيات والمعجزات التي يجريها (اقرأ مرقس3: 7-11). وهناك من طلبوا أن يتبعو ه طمعًا في مكسب أو مركز زمني أو ديني «وَفِيمَا هُمْ سَائِرُونَ فِي الطَّرِيقِ قَالَ لَهُ وَاحِدٌ: يَا سَيِّدُ، أَتْبَعُكَ أَيْنَمَا تَمْضِي. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ، وَلِطُيُورِ السَّمَاءِ أَوْكَارٌ، وَأَمَّا ابْنُ الإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يُسْنِدُ رَأْسَهُ» (لوقا9: 57، 58). لماذا قال له الرب هذا ولم يَدْعُه لإتّباعه؟ رأى الرب - الذي يعرف القلوب – أن الدافع عنده هو الحماس الجسدي والثقة بالنفس، فأراد أن يقول له: إتّباعي يعني التخلي عن الكثير من مباهج الحياة ووسائل الراحة، حتى في النوم والحقوق الطبيعية التي ينعم بها حتى الثعالب والطيور. فهل تقبل؟ وغالبًا لم يقبل وتراجع، لأن هذا لم يتفق وطموحه في الحياة، ولأن الكتاب لم يذكر عنه شيء. وهناك من طلبوا أن يتبعوه ولكن بقلوب مقسَّمة: «وقال آخر أيضًا اتبعك يا سيد ولكن ائذن لي أولاً أن أودع الذين في بيتي، فقال له يسوع ليس أحد يضع يده على المحراث وينظر إلى الوراء يصلح لملكوت الله» (لوقا9: 61، 62). «يصلح لملكوت الله» لا تعني دخول الملكوت، بل الخدمة داخله لمن دخلوا فعلاً بالإيمان. فهذا الشخص سمح للعلاقات الأسرية والودية – التي لا يلغيها الرب – أن تأخذ الأولوية في علاقته بالمسيح، وكأنَّ أمر اتّباع الرب صعب وخطير فأراد توديع الآخرين وكأنه ذاهب للموت. فيجب أن يكون للرب المكان الأول والأفضلية قبل كل شيء. فلا تردد في أمر إتباع الرب كما فعل أليشع عندما دعاه إيليا (1ملوك19). بل نقول مع بولس «وَلكِنِّي أَفْعَلُ شَيْئًا وَاحِدًا: إِذْ أَنَا أَنْسَى مَا هُوَ وَرَاءُ وَأَمْتَدُّ إِلَى مَا هُوَ قُدَّامُ، أَسْعَى نَحْوَ الْغَرَضِ لأَجْلِ جَعَالَةِ دَعْوَةِ اللهِ الْعُلْيَا فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ» (فيلبي3: 13، 14). ولكن هناك من تبعوه لأنهم أحبوه: (متى20: 29) «وَفِيمَا هُمْ خَارِجُونَ مِنْ أَرِيحَا تَبِعَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ، وَإِذَا أَعْمَيَانِ جَالِسَانِ عَلَى الطَّرِيقِ. فَلَمَّا سَمِعَا أَنَّ يَسُوعَ مُجْتَازٌ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: ارْحَمْنَا يَا سَيِّدُ، يَا ابْنَ دَاوُدَ!... فَتَحَنَّنَ يَسُوعُ وَلَمَسَ أَعْيُنَهُمَا، فَلِلْوَقْتِ أَبْصَرَتْ أَعْيُنُهُمَا فَتَبِعَاهُ» (متى20: 29-34). قاربت خدمة الرب على النهاية وما زال الجمع يتبعه وأيضًا عميان القلوب ما زالوا كما هم، فكل ما عرفوه عنه أنه “يسوع الناصري”، ولكن هناك عميان البصر ولهم بصيرة أفضل منهم فعرفوه أنه “ابن داود”، وعندما فتح أعينهما تبعاه. تأمل معي: أعمى محروم من رؤية الطبيعة التي يتمتع بها الجميع، ومن رؤية الأهل والأصدقاء، أشياء كثيرة يسمع عنها ولكنه لم يرَها، وأتته الفرصة وأبصر؛ فماذا يفعل؟! لم يُسرع ليمتِّع عينيه بالطبيعة والناس والأهل أولاً، بل تبع ذاك الذي أبصره أولاً ولا يريد رؤية سواه. نقرأ أيضًا عن نساء كثيرات تبعنه وخدمنه في حياتهن، وعند صلبه – في مشهد هرب فيه الرجال – تبعنه وهن ينظرن ما يحدث، وبعد قيامته ذهبن لينظرن القبر - في الوقت الذي اجتمع فيه التلاميذ في العلية بسبب الخوف من اليهود – فيا لها من محبة العجيبة! (متى27). دروس للنفوس: إن مطاليب اتّباع الرب قد تكون عسيرة والكلفة كبيرة. وهذا لا يتوافق مع تنعمات وترفهات هذا العصر الذي نعيش فيه. والعجيب أننا نرى حولنا من يبذلون حياتهم حبًّا في أشخاص ومعتقدات، مع أن ليس لهم يقين كالذي لنا في من نتبعه وما نؤمن به. لكن ما أقل تضحياتنا! الرب لا يريد تابعين بالأرجل فقط وقلوبهم مع آخر سواه. المسيح يعرف ليس ما نفعله فقط “أنتم تطلبونني”، بل أيضًا السبب “لماذا نطلبه”. فما أكثر الذين يتبعون الرب ليس بدافع حبهم له بل من أجل أشياء أخري كالخبز. وسؤالي: لماذا نطلب، لماذا نرنم، لماذا نخدم، لماذا نذهب للكنيسة...؟ الحرث يسبق الزرع، فالذي لا يعرف كيف يحرث الأرض ويديه وعينيه على المحراث، كيف سيقوم بالأصعب ويذهب بالبكاء حاملا مبذر الزرع |
||||
03 - 08 - 2016, 06:31 PM | رقم المشاركة : ( 13836 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اتبعني أنت 2
ما زال صوت الرب ينادي «اتبعني أنت»، ومن له أذن للسمع فليسمع، وكفانا نظر لمن هم حولنا إن كانوا يتبعون أم لا، حتى لا نفشل؛ فالدعوة فردية. وكفانا نظر للعالم: بمغرياته وشروره، حتى لا يجذبنا. “اتبعني أنا”، لا طائفة أو كنيسة أو عقيدة أو فرد مهما كان اسمه، بل “أنا” أي المسيح شخصيًا. كان هذا ملخّص لمقال سابق بدأنا به هذه السلسلة. وفي هذا العدد سنواصل تأملنا في: أشخاص دعاهم الرب ليتبعوه كل المؤمنين لهم النهاية السعيدة عند انتهاء طريقهم هنا، وهي الوصول للمجد والوجود مع المسيح للأبد. لكن ليس كل المؤمنين تلاميذ لهم حياة اتِّباع الرب هنا، وأخذ مكانهم كتلاميذ خلف المعلم. فالبعض اكتفى أنه تجاوب مع الدعوة الأولى «تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم»، وأتى للربّ ونال الخلاص وسعِدَ بغفران خطاياه، لكنه غير مهتم بإتباع الرب الآن، وتكريس الحياة له ليصنع الرب من خلالها ما يمجِّده. اختار الرب اثني عشر تلميذًا «ثُمَّ صَعِدَ إِلَى الْجَبَلِ وَدَعَا الَّذِينَ أَرَادَهُمْ فَذَهَبُوا إِلَيْهِ. وَأَقَامَ اثْنَيْ عَشَرَ لِيَكُونُوا مَعَهُ، وَلِيُرْسِلَهُمْ لِيَكْرِزُوا» (مرقس3: 13، 14)، البعض نقرأ أن الرب دعاه دعوة شخصية بالقول: «اتبعني» وهم: بطرس وأندراوس (متى4: 19)، يعقوب ويوحنا (متى4: 21)، تلميذ بلا اسم (متى8: 22)، متى العشار (متى9: 9)، فيلبس (يوحنا1: 43). ومع كل دعوة هناك امتحان ودرس نتعلمه. فلنلقي نظرة على بعضهم: 1– بطرس واندراوس وامتحان العمل الزمني «وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ» (متى4: 18-20). للعمل الزمني مساحة هامة في الحياة «فَإِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا» (2تسالونيكي3: 10). والرب أراد امتحان التلميذين في هذا. مع ملاحظة أن الدعوة لم تكن في الوقت العصيب الذي لم يمسكوا فيه سمكة واحدة. فربما لبّوا الدعوة فورًا هربًا من المعاناة الكثيرة والربح القليل، وفي قلبهم ثقة أن صاحب الدعوة سيلبي احتياجاتهم. لكن في لوقا5: 6-11 نجد أن قرار ترك الكل واتِّباع الرب كان في الوقت الذي اصطادوا فيه أكبر كمية سمك في حياتهم، وذاقوا المكسب الوفير وهم في قمة النجاح. وهنا الامتحان: هل يضحوا بكل هذا ويتركوه ويعطوا الرب الأولوية ويتبعوه؟ ليس مطلوبًا من كل المؤمنين فعل هذا، ولكن هل في القلب رغبة واستعداد أن يكون الرب قبل كل شيء؟ وأن نضحي بما نملك – بطريقة أو بأخرى – إذا أراد الرب ذلك؟ أقول هذا لأن كثيرين أصبحوا أسرى العمل والتجارة والمكسب وسقطوا في دوامة الوظيفة والشغل متناسيين الرب في كل ذلك، وتلك هي المشكلة. 2– متى وامتحان المركز والشهرة «وَبَعْدَ هذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّارًا اسْمُهُ لاَوِي جَالِسًا عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ، فَقَالَ لَهُ: اتْبَعْنِي. فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ» (لوقا5: 27، 28). كان للاوي (متى) مركز عالمي كبير يجمع بين الجاه والثروة. والامتحان هنا: هل يترك مركزه ويتبع يسوع المتضع الذي لا يعرفه أو يعترف به أحد؟ إن الشهرة والمركز العالي من الصعب على الإنسان التخلي عنهما إلا بثورة تطيح به. فهل بكلمة «اتبعني» يتخلى متى عن هذا؟ هذا هو التنازل العظيم. وإن كان قد فقد مركزًا ودخلاً. لكنه وجد الشرف للحاضر وضمان للمستقبل أنه في كل شيء استغنى في المسيح (1كورنثوس1: 5). 3– أحد التلاميذ وامتحان العواطف والمشاعر الإنسانية «وَقَالَ لَهُ آخَرُ مِنْ تَلاَمِيذِهِ: يَا سَيِّدُ، ائْذَنْ لِي أَنْ أَمْضِيَ أَوَّلاً وَأَدْفِنَ أَبِي. فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: اتْبَعْنِي، وَدَعِ الْمَوْتَى يَدْفِنُونَ مَوْتَاهُمْ» (متى8: 21، 22). للوالدين واجبات مقدسة، وقد أوصى الرب بإكرامهم ومحبتهم، فهل يدعوا الرب هنا لشيء آخر؟ بالتأكيد لا. ولكن لا بد أن يكون المسيح أولاً، ولا سواه. وهذا التلميذ رأى في ظروف أبيه عذرًا مقبولاً وحجة يتذرع بها ليؤجِّل تبعيته للمسيح ويعطي الأولوية لسواه “أولاً أدفن أبي”. فتلميذ المسيح مكرَّس ليقود الناس لا إلى الموت - الدفن - بل من الموت - روحيًا - إلى الحياة الأبدية. وهذا طبعًا لا يمنعه من دفن والده إذا مات. فقد دعاه الرب لإتّباعه مهما كانت الكلفة، تاركًا الموتى روحيًا - وما أكثرهم - القيام بدفن الموتى جسديًا، حتى لا يتعطل كثيرًا كإبراهيم بسبب أبيه في حاران (تكوين11: 31، 32)، وحتى لا ينشغل بمراسيم العزاء والتي تمتد لأسابيع عند اليهود ثم تقسيم الميراث. دروس للنفوس الرب يريد من تابعيه الاستعداد للتضحية بالمال والمكسب والمركز والشهرة، بل وبالارتباطات والعلاقات في بعض الأحيان. فهو لا يريد تابعين أيام الأجازات، أو وقت الفراغ، أو بعد الخروج على المعاش، أو من يبتغوا دخلاً أكبر وشهرة وصيت في إتباعه. الرب لا يقبل من تابعيه الوسطية في الحياة بل كما قال له بطرس: «تركنا كل شيء وتبعناك»، ولا يقبل الضحالة أو التهاون، بل التشبه الكامل بحياته على الأرض كمثالنا. تابعوا الرب كانوا: قليلين (12 تلميذًا)، صيادين فقراء، قيل عن بعضهم: “عديم العلم وعامي”، ولكن النوعية أهم من الكمية، فعدد صغير من تلاميذ مخلصين، محبين للرب، مدركين لحقيقة استحقاق الرب للسيادة على كل الحياة كمن مات لأجلهم وقام (2كورنثوس5: 15)، أمكنهم بعد سنوات قليلة فتن المسكونة وتغيير العالم. اتبع الرب أولاً قبل الخدمة «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَخْدِمُنِي فَلْيَتْبَعْنِي، وَحَيْثُ أَكُونُ أَنَا هُنَاكَ أَيْضًا يَكُونُ خَادِمِي» (يوحنا12: 26)، حتى تتشبه به في كل شيء، وتصل لمستوى نضوج روحي يؤهلك للخدمة. |
||||
03 - 08 - 2016, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 13837 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بطرس واندراوس وامتحان العمل الزمني «وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِيًا عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ، وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ، فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ» (متى4: 18-20). للعمل الزمني مساحة هامة في الحياة «فَإِنَّنَا أَيْضًا حِينَ كُنَّا عِنْدَكُمْ، أَوْصَيْنَاكُمْ بِهذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا» (2تسالونيكي3: 10). والرب أراد امتحان التلميذين في هذا. مع ملاحظة أن الدعوة لم تكن في الوقت العصيب الذي لم يمسكوا فيه سمكة واحدة. فربما لبّوا الدعوة فورًا هربًا من المعاناة الكثيرة والربح القليل، وفي قلبهم ثقة أن صاحب الدعوة سيلبي احتياجاتهم. لكن في لوقا5: 6-11 نجد أن قرار ترك الكل واتِّباع الرب كان في الوقت الذي اصطادوا فيه أكبر كمية سمك في حياتهم، وذاقوا المكسب الوفير وهم في قمة النجاح. وهنا الامتحان: هل يضحوا بكل هذا ويتركوه ويعطوا الرب الأولوية ويتبعوه؟ ليس مطلوبًا من كل المؤمنين فعل هذا، ولكن هل في القلب رغبة واستعداد أن يكون الرب قبل كل شيء؟ وأن نضحي بما نملك – بطريقة أو بأخرى – إذا أراد الرب ذلك؟ أقول هذا لأن كثيرين أصبحوا أسرى العمل والتجارة والمكسب وسقطوا في دوامة الوظيفة والشغل متناسيين الرب في كل ذلك، وتلك هي المشكلة. |
||||
03 - 08 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 13838 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شاب البر الذاتي
هو ذو مركز مرموق، لكنه ركض وجثا للرب يسوع وسأله: أيها المعلم الصالح؛ ماذا أعمل لأرث الحياة الأبدية؟ فقال له الرب: لماذا تدعوني صالحًا، ليس أحد صالحًا إلا واحد وهو الله، أنت تعرف الوصاي... أحب قريبك كنفسك. فقال الشاب: هذه كلها حفظتها منذ حداثتي، فماذا يعوزني بعد؟! أجابه الرب، بعد أن نظر إليه وأحبه: يعوزك شيء واحد، اذهب بِع كل ما لك واعطِ الفقراء، فيكون لك كنز في السماء، وتعال اتبعني حاملاً الصليب. فاغتمّ هذا الشاب، ومضى حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة. فبماذا نكلِّم هذا الشاب؟
|
||||
03 - 08 - 2016, 06:50 PM | رقم المشاركة : ( 13839 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شاب عاق و ناكر للجميل
تلك هي العبرة، فهل من يعتبر؟! |
||||
03 - 08 - 2016, 06:53 PM | رقم المشاركة : ( 13840 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
شاب بلا فهم (2)
في العدد السابق، جرينا وكلّمنا غلامًا بلا تفكير، محذرين إياه من خطورة ذلك. وفي عددنا هذا شاب آخر نحتاج إلى نكلمه ونحذره وهو إننا نقرأ عنه في أمثال7: 7-27؛ فنراه يجتاز الطريق باتجاه الشارع المؤدي إلى بيت امرأة زانية. والشخص الذي لا هدف له في الحياة هو واحد من الجهال عديم الفهم، تتعرض حياته الفارغة لمرار وأهوال. تعالوا نكلمه ونقول له أيها الشاب (أو الشابة) احذر إلى أين أنت ذاهب:
|
||||