07 - 10 - 2023, 10:41 AM | رقم المشاركة : ( 138001 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَأَعفِنَا مِنْ خَطايانَا، فَإنَّنا نُعفي نحنُ أيضًا كُلَّ مَنْ لَنَا عَليه (لوقا 4:11) فالعَبدُ خَافَ عِقابَ مَولاه، فَأخَذَ يَتَوسَّلُ إليهِ ويرجوه العَفو. ولَكِنَّه بَدلًا مِنَ الْمُعَامَلَةِ بالْمِثل، أَمسَكَ بِعُنُقِ أَخيه، رَافِضًا أنْ يغفِرَ لَه! وهَذهِ هيَ قِمُّةُ الجُحودِ وَالنَّذَالَة. أنْ تَطلُبَ مِنَ اللهِ شَيئًا وتحصُلَ عَليه، وَتَرفضُ أَنْ تُعطيهِ لِغَيرك وهوَ عِندَك، عِندَمَا يَطلُبُهُ مِنك! أَنْ تَتَوسَّلَ إلى الله، أو إلى مَنْ أَسَأتَ إليه، بأَنْ يَغفِرَ لَكَ زلَّتَك، وأنت تحجِمُ عَنِ الْمَغفرةِ لِمَنْ أَسَاءَ إلَيك. لِمَاذا تَنتفِضُ فَينَا مَشاعِرُ التَّذلُّلِ والتَّوسُّلِ عِندَمَا نُسيء، وتَصحو فينَا مَشاعِرُ الكِبرياءِ عِندَمَا يُسَاءُ إلينَا؟! لِأنَّنَا بِبَساطَةٍ نَطلبُ الْمَغفِرةَ بِدافعٍ منَ الخَوفِ، لا بدافعٍ مِنَ الْمَحبَّة. فَلو كُنَّا نُحبُّ اللهَ فِعلًا، لاسْتَطعنَا أنْ نَعفُوَ عَمَّن أَساءَ إلينا. ولكِنّنَا نَسعَى بِكُلِّ السُّبُلِ لإذلالِ الطَّرفِ الْمُسيء، وتمريغِ كَرَامتِه بالأرض، إلى أنْ تَرتَوي فينَا مَشَاعِرُ الكِبرياءِ والحِقدِ والانتِقام. |
||||
07 - 10 - 2023, 10:50 AM | رقم المشاركة : ( 138002 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَأَعفِنَا مِنْ خَطايانَا، فَإنَّنا نُعفي نحنُ أيضًا كُلَّ مَنْ لَنَا عَليه (لوقا 4:11) الْمغفرةُ لا يجبُ أن تَكونَ سَذاجَةً أو ضُعفًا. فَهناكَ مَواقِف يجبُ فيها أن يُرفِعَ الظُّلمُ، ويُوضَعَ حَدٌّ للظّالِمين، وتُردَّ الحُقوقُ لأصحَابِها. فَهَذا العَبدُ نالَ جَزاءَ ظُلمِهِ لأخيه، وعَدمِ منحِهِ الرّحمةَ كَمَا حَصلَ هوَ عَليها. فَطلبُ الْمَغفرةِ مِنْ جِهةٍ، ومَنحُها منَ الجهةِ الأخرَى، يجبُ أنْ يَرتبِطَ بانْتِهَاءِ الظُّلمِ والتَّعَسُّف! ولَنَا في زكّا العَشّار (لوقا 1:19-10)، أَسمى مِثَالٍ عَلَى ذلك. فزكّا نَالَ رحمَةَ الْمسيح، عندَما تَخلّى عَنْ ظُلمِهِ ونهبِه للنّاس: ï´؟فَوَقَفَ زكّا فَقَال للرّب: يا رب، إذا كُنتُ قَدْ ظَلَمتُ أَحَدًا شيئًا، أَرُدُّه عَليه أَربعةَ أَضعَاف. فَقَالَ يَسوعُ فيه: اليومَ حَصلَ الخلاصُ لهذَا البَيت، فَهو أَيضًا اِبنُ إبراهيمï´¾ (لو 8:19-9). ومِنْ هُنَا، قَبلَ أَن تَطلُبَ رَحمةَ اللهِ عَليك، اِفْحصْ ضَميرَكَ جَيّدًا، لِتَرى إنْ كُنتَ قَدْ ظَلَمتَ أو تجبّرتَ أو قَسيتَ أو هَضَمتَ ونهبت؟! فَإنْ كُنتَ يا ظالمُ تَنَام، فاللهُ لا يَنامُ عَن صُراخِ الْمُظلومين! |
||||
07 - 10 - 2023, 10:51 AM | رقم المشاركة : ( 138003 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وَأَعفِنَا مِنْ خَطايانَا، فَإنَّنا نُعفي نحنُ أيضًا كُلَّ مَنْ لَنَا عَليه (لوقا 4:11) دعونَا نَقرأُ مِنْ جَديدٍ سَؤالَ بُطرس: ï´؟كَمْ مرَّةً يُخطِأُ إليَّ أَخي واَغفِرَ لَهُ؟ï´¾. هَذا السّؤالُ "البُطرسيّ" مُبْهَمْ بَعضَ الشّيء! فبُطرسُ لَم يَقُلْ: "كَمْ مرَّةً يُخطِأُ إليَّ أَخي، ويَأتيني تَائِبًا، واَغفِرَ لَهُ؟". ربّما تَغفِرُ لإنسانٍ أَساءَ إليك، إذَا أَتاكَ تائِبًا، يَسألُك العَفوَ ويَستَميحُ الْمعذِرة. ولكن، كيفَ يكونُ الأمر، في حَالَةِ مَنْ يُخطِأُ ولا يَعتَذِر، مَنْ يُسيءُ ولا يَتوب، من يُذنِب ولا يُقرُّ بذنبِهِ ويَندَم؟ هَلْ سَتَغفر في هذهِ الحالَة؟! الإجابَةُ يَا أَحِبَّة تَتَبَاينُ بَينَ شَخصٍ وآخر، والْمَواقِفُ عَلَى هَكَذا حَالات كَثيرَة. وأحيانًا قَدْ تصطدِمُ بمواقف يُسَاءُ فيها إلَيك، وتجِدُ الطّرفَ الْمُسيء ينتظِرُ منكَ أن تَذهبَ أنتَ إليه مُلْتَمِسًا الْمغفِرَة. وهنا، إنْ كُنتُ أنا سَأغفِرُ وأتجاوزُ عنِ الإسَاءَة، فَذلِكَ لِكَي لا أفقِدَ سَلامي الدَّاخلي. أَمَّا هوَ فَصَلّي لأجلِه، عَلّهُ يَصحو ويَتوب، قَبلَ فواتِ الأوَان، ومُلاقاةِ جَزاءَ الدّيانِ العادِل. |
||||
07 - 10 - 2023, 10:54 AM | رقم المشاركة : ( 138004 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب، قُدرَةُ الله وحِكمةُ الله (1قور 23:1-24) عيدُ اِرتفاعِ الصّليب لا عَلامةٌ يَفتخِرُ بها الْمَسيحيّون أَينَمَا كانوا كَعَلامَةِ الصّليب! فَالصّليبُ فَخرُنا وعُنوانُ رَجَائِنا. وهوَ أبرَزُ عَلاماتِ إيمانِنا، الّذي بِهِ تَتَزيَّنُ مَسَاكِنُنَا، ونَرسِمُهُ عَلى أَجسَادِنَا وِقايَةً وحمايَة، وبِهِ نَستَهِلُّ وبهِ نُنْهي يَومَنَا وكُلَّ أعمالِنَا. وإنْ كانَ في نَظرِ الكَثيرين، جَهالَةً وضُعفًا وكُفرًا، فَهوَ لَنَا أَدَاةُ خَلاصٍ نَعتزُّ بِها، وجِسرُ عُبورٍ مِنَ الْمَوتِ إلى الحياة، ومِن دارِ الفَنَاءِ إلى دَارِ البَقَاءِ الأبَديّ. الصَّليبُ هوَ وِسامُ الشّرفِ الّذي يُشَرِّفُ كُلَّ مَسيحيّ، وهوَ شَهادَةُ التَّلمَذةِ الحَقيقيّةِ الّتي يحمِلُهَا تِلميذُ يَسوعَ الْمَسيح، فَ: ï´؟مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعني، فَلْيزهَدْ في نَفسِه، ويحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعنيï´¾ (مرقس 34:8). الصَّليبُ هوَ العَلامَةُ الْمَرئيّةُ للخلاصِ الّذي تَمَّ، والّذي حُزنَاهُ في الْمَسيحِ يَسوع، لأنْ لا أحدَ يَنَالُ الخلاص إلّا بِيَسوعَ الْمَسيحِ الْمَصلوب، مُخلِّصِ البَشرِ أَجْمَعين. وبُولسُ الرَّسول لَمَّا أَرادَ أَنْ يُخاطِبَ جماعَةَ قورنتوس، لَمْ يخجَل بِأنْ يُبَشِّرَهُم قائِلًا: ï´؟إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب، عَثارٍ لليهودِ وحماقَةٍ للوَثَنيّين، وَأَمَّا لِلمَدعويّن، فَهوَ مَسيحٌ، قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهï´¾ (1قورنتوس 23:1-24). فالّذي يَبدو للنّاسِ ضُعفًا وغَبَاء، هوَ لَنَا تمامُ القُدرَةِ والعزّةِ والحِكمَةِ الإلهيّة. في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب، والّذي يَكتَسِبُ عِندَنا في الشِّرقِ بُعدًا احتفالِيًّا، يَزخَرُ بالرّموزِ والْمَعاني الجَميلَة، دَعونَا لا نَنْسَى أنَّ الصَّليبَ يَظلُّ أَدَاةً وَحشيّةً، اِستُخدِمَت لإنزالِ أَقسَى أَنواعِ الألمِ وأَبشَعِ العَذَاباتِ، بالضَّحيّةِ الْمُعَلّقةِ عَليه! هَذهِ العَذاباتُ الّتي كَابَدَها رَبُّنا يَسوعُ الْمَسيحُ مِنْ أَجلِنا، سَبيلًا لِتحقيقِ خَلاصِنَا. دَعونَا لا نَنسَى أنَّ القِصّةَ لَو انْتَهت بِمَشهدِ الصَّلبِ والْمَوت، لَكُنّا أَكثرَ النّاسِ يأسًا وخَيبَة. ولذلِك، إنْ كَانَ بُولسُ قَدْ استَهلَّ رِسَالتَهُ الأولَى لأهلِ قورنتوس، بمشهَدِ الْمَسيحِ الْمَصلوب، فَقدْ اخْتَتَمَهَا بمشهدِ الْمَسيحِ الحَيِّ والقَائِم، قائِلًا: ï´؟إنَّ الْمَسيحَ قَدْ قامَ مِن بينِ الأمواتï´¾ (1قور 20:15). وبينَ صَلبِهِ وقِيامتِه، تَمَّ الفِدَاءُ وتحَقَّقَ الخَلاص. في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب لا بُدَّ أيضًا مِنْ تَسليطِ الضّوءِ على أُمِّنا مَريمَ العَذراء، حَيثُ يَروي لَنَا الإنجيليُّ يُوحَنَّا قَائِلًا: ï´؟هُناكَ عِندَ صَليبِ يَسوع، وَقَفَتْ أُمُّهï´¾ (يو 25:19). هَذهِ الأمُّ العَظيمة، الّتي ظَلَّتْ إلى جَانبِ وَحيدِها يَسوع، بالرّغمِ مِنْ قَسَاوَةِ الْمَوقِف، وَلمْ تَفزَعْ ولم تَهرُبْ مِنْ هَولِ الْمَنظَرِ الْمُفجِع، إنّما بَقِيَتْ وَاقِفَة، مُسَطِّرَةً أَروَعَ أَمثِلَةِ الصُّمودِ الأمُومِيّ، بالرّغمِ مِنْ سَيفِ الحُزنِ الّذي جَازَ في نَفسِها الطّاهِرَة. فَمريمُ العَذراء لَمْ تَكُنْ لِتَنل إكليلَ الْمَجدِ العَظيم، لَولا ثَبَاتِها البُطوليّ إِبّانَ الشِّدَّة. وَمنْ هُنا يُراوِدُني قَولُ السّيد: ï´؟إنّكُم بِثَبَاتِكم تَكتَسبونَ أنفُسَكُمï´¾ (لوقا 19:21). فَالصَّليبُ الّذي نحتفِلُ بهِ اليوم، ونُحيطُهُ بأَجمَلِ مَظَاهرِ الأُبَّهةِ والجَلال، يَظلُّ جُزءً نَحمِلُهُ طيلَةَ أيّامِ حَياتِنا، بما نَمرُّ بِه ونختَبِرهُ مِن مَواقِفَ أَليمَة، وضِيقَاتٍ وَشَدائِد. وَمِنْ هُنَا يَبقَى لَنَا في أُمِّنَا مريم، أَسمى مِثالٍ عَلَى ضَرورةِ الثَّبَاتِ وَقتَ الْمِحَن. لأنَّ الصّليبَ الَّذي زَلزَلَ الأرضَ سَاعةَ مَوتِ يَسوع، كَفيلٌ بأنْ يُزَلزِلَنا نحنُ أيضًا. لَكِنَّ الّذي بَنى بَيتَهُ عَلَى صَخرَةِ الْمَسيح، لَنْ يَسقُطَ أبدًا! فَالّذي قَال: ï´؟تُعَانون الشِّدَّةَ في العَالم، ولَكِنْ ثِقوا، إنّي قَدْ غَلبتُ العَالمï´¾ (يوحنّا 33:16)، هوَ صَادِق. فَاجْعَلْ الصَّليبَ دومًا، أَدَاةً لخلاصِكَ وانتِصارِك، بِقَدرِ مَا تَتَمَسَّكُ بالْمسيح، وتَثبُتُ عَليهِ وَفيه، ولا تُحوّلهُ إلى أَداةِ مَوتٍ وهَلاك، بأنْ يُصيبَكَ اليَأسُ وفُقدانُ الرَّجَاء. وأخيرًا، في عيدِ ارتِفاعِ الصَّليب الْمُقَدَّس، أختمُ وإيّاكم عِظَتي، بهذا التّأمُلِّ الرّائِع للقدّيس يوحنّا فَمِ الذّهب، في الصَّليبِ كَتبَ يَقول: "إِنَّ رَبَّنَا يَسوعَ الْمَسيح هوَ عَلَى الصّليب، وَنحنُ في عِيد، كَي تَعرِفوا أَنَّ الصّليبَ هو عيدٌ وَاحتفالٌ رُوحيّ. في الْمَاضي، كَانَ الصّليبُ رَمزًا للعِقَاب، أَمّا اليوم فَهوَ رَمزُ الشَّرف. في الْمَاضي، كَانَ رَمزًا للإدَانَة، أَمّا اليوم فَهوَ مَبدَأُ الخَلاص، إذْ نَجّانَا مِنَ الخَطيئة، وأَنارَنا في الظُّلمَات، وصَالَحَنا معِ الله. فَبَعدَ أَنْ كُنّا أَعداءً لَه، وَغرباءَ عنهُ، أَعادَ الصّليبُ رَبطَ أَواصِرِ صَداقَتِنا به، وقرَّبَنا إليهِ مِنْ جَديد. بِفَضلِ الصّليبِ لم نَعُدْ تَائهينَ في البريّة، لأنَّنَا نعرِفُ الطّريقَ الحَقّ. لم نَعُدْ نخافُ أَسلِحَةَ الشّيطان، لأنّنا عَثَرْنا عَلَى نَبعِ الحَيَاة. لذلِكَ، عِندَمَا نحتفلُ بالصّليب، نَكونُ في عِيد". |
||||
07 - 10 - 2023, 11:00 AM | رقم المشاركة : ( 138005 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيدُ اِرتفاعِ الصّليب لا عَلامةٌ يَفتخِرُ بها الْمَسيحيّون أَينَمَا كانوا كَعَلامَةِ الصّليب! فَالصّليبُ فَخرُنا وعُنوانُ رَجَائِنا. وهوَ أبرَزُ عَلاماتِ إيمانِنا، الّذي بِهِ تَتَزيَّنُ مَسَاكِنُنَا، ونَرسِمُهُ عَلى أَجسَادِنَا وِقايَةً وحمايَة، وبِهِ نَستَهِلُّ وبهِ نُنْهي يَومَنَا وكُلَّ أعمالِنَا. وإنْ كانَ في نَظرِ الكَثيرين، جَهالَةً وضُعفًا وكُفرًا، فَهوَ لَنَا أَدَاةُ خَلاصٍ نَعتزُّ بِها، وجِسرُ عُبورٍ مِنَ الْمَوتِ إلى الحياة، ومِن دارِ الفَنَاءِ إلى دَارِ البَقَاءِ الأبَديّ. الصَّليبُ هوَ وِسامُ الشّرفِ الّذي يُشَرِّفُ كُلَّ مَسيحيّ، وهوَ شَهادَةُ التَّلمَذةِ الحَقيقيّةِ الّتي يحمِلُهَا تِلميذُ يَسوعَ الْمَسيح، فَ: ï´؟مَنْ أرادَ أنْ يَتبَعني، فَلْيزهَدْ في نَفسِه، ويحمِلْ صَليبَهُ ويَتبَعنيï´¾ (مرقس 34:8). |
||||
07 - 10 - 2023, 11:01 AM | رقم المشاركة : ( 138006 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الصَّليبُ هوَ العَلامَةُ الْمَرئيّةُ للخلاصِ الّذي تَمَّ، والّذي حُزنَاهُ في الْمَسيحِ يَسوع، لأنْ لا أحدَ يَنَالُ الخلاص إلّا بِيَسوعَ الْمَسيحِ الْمَصلوب، مُخلِّصِ البَشرِ أَجْمَعين. وبُولسُ الرَّسول لَمَّا أَرادَ أَنْ يُخاطِبَ جماعَةَ قورنتوس، لَمْ يخجَل بِأنْ يُبَشِّرَهُم قائِلًا: ï´؟إنَّنَا نُبشِّرُ بِمسيحٍ مَصلوب، عَثارٍ لليهودِ وحماقَةٍ للوَثَنيّين، وَأَمَّا لِلمَدعويّن، فَهوَ مَسيحٌ، قُدرَةُ اللهِ وحِكمَةُ اللهï´¾ (1قورنتوس 23:1-24). فالّذي يَبدو للنّاسِ ضُعفًا وغَبَاء، هوَ لَنَا تمامُ القُدرَةِ والعزّةِ والحِكمَةِ الإلهيّة. |
||||
07 - 10 - 2023, 11:03 AM | رقم المشاركة : ( 138007 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب، والّذي يَكتَسِبُ عِندَنا في الشِّرقِ بُعدًا احتفالِيًّا، يَزخَرُ بالرّموزِ والْمَعاني الجَميلَة، دَعونَا لا نَنْسَى أنَّ الصَّليبَ يَظلُّ أَدَاةً وَحشيّةً، اِستُخدِمَت لإنزالِ أَقسَى أَنواعِ الألمِ وأَبشَعِ العَذَاباتِ، بالضَّحيّةِ الْمُعَلّقةِ عَليه! هَذهِ العَذاباتُ الّتي كَابَدَها رَبُّنا يَسوعُ الْمَسيحُ مِنْ أَجلِنا، سَبيلًا لِتحقيقِ خَلاصِنَا. دَعونَا لا نَنسَى أنَّ القِصّةَ لَو انْتَهت بِمَشهدِ الصَّلبِ والْمَوت، لَكُنّا أَكثرَ النّاسِ يأسًا وخَيبَة. |
||||
07 - 10 - 2023, 11:04 AM | رقم المشاركة : ( 138008 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كَانَ بُولسُ قَدْ استَهلَّ رِسَالتَهُ الأولَى لأهلِ قورنتوس، بمشهَدِ الْمَسيحِ الْمَصلوب، فَقدْ اخْتَتَمَهَا بمشهدِ الْمَسيحِ الحَيِّ والقَائِم، قائِلًا: ï´؟إنَّ الْمَسيحَ قَدْ قامَ مِن بينِ الأمواتï´¾ (1قور 20:15). وبينَ صَلبِهِ وقِيامتِه، تَمَّ الفِدَاءُ وتحَقَّقَ الخَلاص. |
||||
07 - 10 - 2023, 11:05 AM | رقم المشاركة : ( 138009 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في عيدِ ارتِفاعِ الصّليب لا بُدَّ أيضًا مِنْ تَسليطِ الضّوءِ على أُمِّنا مَريمَ العَذراء، حَيثُ يَروي لَنَا الإنجيليُّ يُوحَنَّا قَائِلًا: ï´؟هُناكَ عِندَ صَليبِ يَسوع، وَقَفَتْ أُمُّهï´¾ (يو 25:19). هَذهِ الأمُّ العَظيمة، الّتي ظَلَّتْ إلى جَانبِ وَحيدِها يَسوع، بالرّغمِ مِنْ قَسَاوَةِ الْمَوقِف، وَلمْ تَفزَعْ ولم تَهرُبْ مِنْ هَولِ الْمَنظَرِ الْمُفجِع، إنّما بَقِيَتْ وَاقِفَة، مُسَطِّرَةً أَروَعَ أَمثِلَةِ الصُّمودِ الأمُومِيّ، بالرّغمِ مِنْ سَيفِ الحُزنِ الّذي جَازَ في نَفسِها الطّاهِرَة. فَمريمُ العَذراء لَمْ تَكُنْ لِتَنل إكليلَ الْمَجدِ العَظيم، لَولا ثَبَاتِها البُطوليّ إِبّانَ الشِّدَّة. |
||||
07 - 10 - 2023, 11:07 AM | رقم المشاركة : ( 138010 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قَولُ السّيد: ï´؟إنّكُم بِثَبَاتِكم تَكتَسبونَ أنفُسَكُمï´¾ (لوقا 19:21). فَالصَّليبُ الّذي نحتفِلُ بهِ اليوم، ونُحيطُهُ بأَجمَلِ مَظَاهرِ الأُبَّهةِ والجَلال، يَظلُّ جُزءً نَحمِلُهُ طيلَةَ أيّامِ حَياتِنا، بما نَمرُّ بِه ونختَبِرهُ مِن مَواقِفَ أَليمَة، وضِيقَاتٍ وَشَدائِد. وَمِنْ هُنَا يَبقَى لَنَا في أُمِّنَا مريم، أَسمى مِثالٍ عَلَى ضَرورةِ الثَّبَاتِ وَقتَ الْمِحَن. لأنَّ الصّليبَ الَّذي زَلزَلَ الأرضَ سَاعةَ مَوتِ يَسوع، كَفيلٌ بأنْ يُزَلزِلَنا نحنُ أيضًا. لَكِنَّ الّذي بَنى بَيتَهُ عَلَى صَخرَةِ الْمَسيح، لَنْ يَسقُطَ أبدًا! فَالّذي قَال: ï´؟تُعَانون الشِّدَّةَ في العَالم، ولَكِنْ ثِقوا، إنّي قَدْ غَلبتُ العَالمï´¾ (يوحنّا 33:16)، هوَ صَادِق. فَاجْعَلْ الصَّليبَ دومًا، أَدَاةً لخلاصِكَ وانتِصارِك، بِقَدرِ مَا تَتَمَسَّكُ بالْمسيح، وتَثبُتُ عَليهِ وَفيه، ولا تُحوّلهُ إلى أَداةِ مَوتٍ وهَلاك، بأنْ يُصيبَكَ اليَأسُ وفُقدانُ الرَّجَاء. |
||||