07 - 10 - 2023, 08:58 AM | رقم المشاركة : ( 137951 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل تذكر يوسف حينما تعرض لضغط شديد ولعدة أيام من زوجة فوطيفار لإسقاطه في الخطية؟ كان في هذا الوقت شابًا صغيرًا، وبالطبع تذكُر العبارة الشهيرة التي قالها: «كَيْفَ أَصْنَعُ هذَا الشَّرَّ الْعَظِيمَ وَأُخْطِئُ إِلَى اللهِ؟» (تكوين39: 9). ونستطيع أن نقول إن الهدف الذي كان أمام يوسف هو أن لا يخطئ في حق الله وأن لا يدع شيئًا، مهما تكون قوة تأثيره ومتعته، أن يبعده عن التمتع بالله وإرضائه. ولهذا يأتي تقرير الكتاب عن يوسف أنه «كَانَ رَجُلاً نَاجِحًا» (تكوين39: 2). هل تعرف لماذا؟ لأنه حينما كان شابًا كان يلمع أمامه هدفًا ساميًا راقيًا. |
||||
07 - 10 - 2023, 08:59 AM | رقم المشاركة : ( 137952 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أ تذكر موسى؟ كان في ريعان شبابه حينما قال عنه الكتاب «بِالإِيمَانِ مُوسَى لَمَّا كَبِرَ أَبَى أَنْ يُدْعَى ابْنَ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ، مُفَضِّلاً بِالأَحْرَى أَنْ يُذَلَّ مَعَ شَعْبِ اللهِ عَلَى أَنْ يَكُونَ لَهُ تَمَتُّعٌ وَقْتِيٌّ بِالْخَطِيَّةِ، حَاسِبًا عَارَ الْمَسِيحِ غِنًى أَعْظَمَ مِنْ خَزَائِنِ مِصْرَ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْمُجَازَاةِ» (عبرانيين11: 24-26). ألا ترى معي أن كلمتي “حاسبًا” و”كان ينظر” يعكسان هدفًا حقيقيًّا وغرضًا ساميًا كان وراء هذا النجاح العظيم. لقد جاء يوم قرر فيه موسى، بعد تفكير وحساب، أن عار المسيح هو الغنى الحقيقي، الذي يسمو ويعلو فوق أعظم وأفخم الحضارات في ذلك الوقت (الحضارة الفرعونية). لهذا كان النجاح الحقيقي الذي استمر إلى نهاية حياته. |
||||
07 - 10 - 2023, 09:00 AM | رقم المشاركة : ( 137953 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دانيآل حينما سُبي، وهو بعد فتى صغير، يذكر عنه الكتاب هذه الكلمات الرائعة: «جَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ» (دانيآل1:8). وبالطبع تلمع أمامنا كلمة “جعل” لتؤكد لنا أن دانيآل أيضًا في شبابه كان له الهدف الواضح الذي لا يُهادِن ولا يتهاون فيه. لقد كان الهدف هو أن لا يتنجس يومًا ومهما كان الثمن. |
||||
07 - 10 - 2023, 09:01 AM | رقم المشاركة : ( 137954 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعظم وأكمل مثال لما أقوله لك، عزيزي الشاب، هو ربنا المعبود يسوع المسيح الذي أعلن يومًا عن الهدف السامي الذي جاء من أجله وكان يسعى نحو تحقيقه في أيام وجوده على الأرض: «وَأَمَّا أَنَا فَقَدْ أَتَيْتُ لِتَكُونَ لَهُمْ حَيَاةٌ وَلِيَكُونَ لَهُمْ أَفْضَلُ» (يوحنا10:10). واستمر هذا الهدف أمام عينيه في كل يوم وكل اليوم، في كل عظة ألقاها، وكل معجزة صنعها، في كل إجابة عن سؤال وُجِّه له، في كل بيت دخل فيه، مع تلاميذه ومع الجموع. لقد جاء الرب لهدفٍ واحدٍ وهو راحة الإنسان؛ لذا أراحه من المرض والخوف والجنون، من الجوع والعطش والانحناء، من العبودية والنجاسة وقيود الخطية. وأنهى قصة حبّه هناك فوق رابية الجلجثة وهو معلَّق على عود الصليب بعد إكمال العمل وتحقيق الهدف. ولهذا صرخ من فوق الصليب قائلاً :«قَدْ أُكْمِلَ». (يوحنا19: 30). نعم لقد أكمل العمل، وتمَّم الهدف الذي عاش لأجله ومات أيضًا لأجل تحقيقه وإتمامه. |
||||
07 - 10 - 2023, 09:08 AM | رقم المشاركة : ( 137955 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صديقي الغالي.. ما هو هدفك في الحياة؟! فكِّر في هذا الأمر بجدية وعمقٍ وتَرَوٍّ؛ فالهدف الذي تتخذه لحياتك هو الذي يتحكم في قرارتك وهو الذي يقف خلف سلوكياتك المختلفة! وأدعوك أن لا تتخذ هدفًا تافهًا لا يتناسب مع تقدير الله ونظرته لك. فالله يحبك جدًا ويُقدِّرك ويرى فيك شخصًا متميزًا، ولديك الكثير لتفعله بنجاح إذا عشت ساعيًا خلف الهدف الذي خلُقت لأجله. فلا تتنازل عن هذه المكانة لتتخذ هدفًا أرضيًّا فانيًا ينتهي بنهاية الحياة، بل تطلع إلى الهدف الأبدي الذي يبدأ ولا ينتهي وهو أن يتمجد فادينا الغالي وربنا المعبود يسوع المسيح بحياتنا على الأرض بكل الطرق الممكنة ومهما كان الثمن. ولتتخذ لحياتك من الآن شعارًا واضحًا وليكن شعارك، صديقي، هو “نحو الهدف”! |
||||
07 - 10 - 2023, 09:11 AM | رقم المشاركة : ( 137956 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حدث في مدينة ديسيلدروف وتمر الأيام ويظل الرب يسوع كما هو: «هُوَ هُوَ أَمْسًا وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ» (عبرانيين13: 8)، ونصل للعدد المئوي لمجلتنا المحبوبة نحو الهدف، وأتذكر أول قصة كتبتها في العدد الأول وكانت بعنوان: “الفنان والوجهان”. لهذا يسعدني مشاركتك في هذا العدد المئوي بقصة مؤثرة لفنان أيضًا. كان في مدينة “ديسيلدورف” بألمانيا رسام موهوب، يحب أن يرسم لوحاته من الحياة، للبشر أو الطبيعة الخلابة هناك. وما أن وقعت عيناه على “بابيتا”؛ الطفلة البسيطة الفقيرة، حتى تأكد من أنها مثال رائع لجمال الحياة في تلقائيتها. أخبرها برغبته في رسم صورة لها، وأنه سيعطيها مكافأه مادية سخية في مقابل أن تجلس أمامه بضعة ساعات لعدة أيام في المرسم الخاص به، اقتنعت “بابيتا” ورحبت بالفكرة. رأت “بابيتا” صورًا ولوحات كثيرة في زيارتها لغرفة الرسم والتصوير، ولكن ما شد انتباهها جدًّا صورة كاملة للصلب كان الفنان قد انتهى من رسمها للتو لتوضع في كنيسة القديس جيروم. سألت “بابيتا” الفنان وهي تشير بإصبعها للمسيح المتألم في الصورة: “من هذا؟”. فأجابها باقتضاب: “هذا هو المسيح!”. فسألت: “ومَن هؤلاء؟”. فأجابها الفنان: “هؤلاء هم اليهود والرومان”. فسألته مرة ثالثة: “وماذا يعملون به؟”. فأجابها بحِدة: “هم يصلبونه، ولكن ليس لديَّ وقت لأن أتحدث معك عن الصور. لدينا عمل كثير؛ فاصمتي لأتمكن من الرسم كما اتفقنا!” صمتت “بابيتا”، وفي اليوم التالي استغلت وقت الراحة وسألت الفنان: “لماذا صلبوه؟ هل كان شريرًا؟!”. ردَّ عليها الرسام: “كلا يا بنتي؛ لقد كان يسوع المسيح هو القدوس الوحيد الذي بلا خطية عاش في هذه الأرض!” مَرَّت الأيام وفي آخر مقابلة مع الفنان، بعدما أتم رسم صورة لها، قالت “بابيتا”: “هل تحكي لي القصة الكاملة للصلب؟”. فلما حكاها لها ذاب قلبُها حبًّا للرب يسوع. فقالت: “إني أحبه جدًّا. لقد فعل كل هذا لأجلي. هل تحبه أنت؟!”. صمت الفنان خجلاً، وقدم “لبابيتا” أجرة الرسم ومضت. ولكن كلام “بابيتا” ظل يرن في أذن الفنان: “هل تحبه؟ فعل كل هذا لأجلك!” مَرَّت عدة أيام، بعدها وجد الفنان رجليه تقودانه إلى إحدى الكنائس، حيث كانت نهضة كرازية، وهناك تعامل الروح القدس معه، فأعطى قلبه للمسيح الذي مات لأجله، واغتسل بدماء المسيح، وصار إنسانًا جديدًا، وتمتع بغفران خطاياه. أراد الفنان أن يخدم المسيح ويخبر عنه، فلم يجد نفسه قادرًا على أن يعظ، وحاول أن يرنم في فريق الترنيم وفشل، وأخيرًا اقتنع أن يخدم الرب بالوزنة التي أعطاها له. فكرَّس وقتًا طويلاً، وصلى كثيرًا وصام أيامًا طويلة ليساعده الله على أن يرسم أروع صورة تُعبِّر عن الصلب، لتكون سبب بركة وخلاص لكل من يراها. وأخيرًا انتهى من رسم صورة للصلب تختلف عن كل ما رسم من قبل اختلافًا كاملاً، وكتب تحتها بخط كبير وواضح: “كل هذا فعلته من أجلك، فماذا فعلتَ أنت من أجلي؟”. لم يَبِع الرسام الصورة ولكنه أهداها للمتحف العام في مدينة “ديسيلدورف”. وكان الفنان من بعيد يقف ليلاحظ تأثير الصورة والكتابة على كل من يراها. وفي ذات يوم لاحظ الرسام فتاةً تبكي بجوار الصورة، وكم كانت دهشته كبيرة عندما اقترب ورآها؛ لقد كانت “بابيتا”! وبعدما رحب بها سألها عن سبب بكائها فقالت: “إنني فقيرة، لكنني أحب الرب يسوع، فهل يقبلني برغم فقري؟”. وعندها تحدث الرسام مع “بابيتا” وأخبرها بحب المسيح الذي لا يُفَرِّق بين غني وفقير، وكيف أنه وُلد وأضجعته أمه في مذود بقر، وعاش بلا بيت. وعندها صلَّت “بابيتا” معه وتمتعت بسلام الله الكامل صارت خادمة للمسيح في الريف المجاور. بعد سنين كثيرة كان الفنان قد فارق الأرض وذهب للسماء مع المسيح، ولكن لوحته الفريدة وكلماته المكتوبة ظلت تشهد، حيث جاء الكونت الشاب “زنزندورف” يزور المتحف أثناء رحلة ترفيهية، كان سيتجه بعدها لباريس طلبًا للمسرات والعربدة. ولكن كلمات اللوحة استوقفته: “كل هذا فعلته من أجلك، فماذا فعلتَ أنت من أجلي؟” وسلَّم قلبه للمسيح في المتحف، وقدَّم أمواله الطائلة لخدمة المصلوب. وفي عام 1727م تأسس مركز إرساليات للصلاة في ألمانيا بواسطته. لقد بدأوا اجتماعات للصلاة استمرت 24 ساعة في اليوم لأكثر من 100 سنة، نتج عنها أول حركة إرساليات مسيحية إنجيلية في التاريخ والمعروفة باسم “موريفيانز”. ومركز الكونت زنزندورف للصلاة والإرسالية موجود ليومنا هذا. صديقي القارئ، صديقتي القارئة، لقد كتب الفنان بلسان الرب يسوع هذه العبارة: “كل هذا فعلته من أجلك، فماذا فعلتَ أنت من أجلي؟”. فهل أجبتَ على هذا السؤال؟ هل تُقدِّم حياتك وكل ما تملك الآن للمسيح كرد فعل تلقائي واقعي لما قدمه وفعله لأجلك؟ اسمعه يقول لك: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ؛ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا3: 20). وإن كنت لا تعرف أن تعظ أو ترنم، فأنت بالتأكيد تمتلك وزنات ومواهبَ لتخدم بها المسيح. اسمع ما قاله الرب: «فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي، هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى25: 20). صلاة: لقد قدَّمتَ الكل لأجلي يا ربي يسوع.. حتى آخر نقطة من دماك سفكتها لأجلي. أقدِّم لك بكل إخلاص كل الحياة؛ فامتلكني واستخدمني لمجدك.. آمين. |
||||
07 - 10 - 2023, 09:14 AM | رقم المشاركة : ( 137957 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بلسان الرب يسوع هذه العبارة: “كل هذا فعلته من أجلك، فماذا فعلتَ أنت من أجلي؟”. فهل أجبتَ على هذا السؤال؟ هل تُقدِّم حياتك وكل ما تملك الآن للمسيح كرد فعل تلقائي واقعي لما قدمه وفعله لأجلك؟ اسمعه يقول لك: «هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ؛ إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي» (رؤيا3: 20). وإن كنت لا تعرف أن تعظ أو ترنم، فأنت بالتأكيد تمتلك وزنات ومواهبَ لتخدم بها المسيح. اسمع ما قاله الرب: «فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي، هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ. كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ» (متى25: 20). |
||||
07 - 10 - 2023, 09:16 AM | رقم المشاركة : ( 137958 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لقد قدَّمتَ الكل لأجلي يا ربي يسوع.. حتى آخر نقطة من دماك سفكتها لأجلي. أقدِّم لك بكل إخلاص كل الحياة؛ فامتلكني واستخدمني لمجدك.. آمين. |
||||
07 - 10 - 2023, 09:23 AM | رقم المشاركة : ( 137959 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دوران عجلة الزمن بلا هوادة جعل الكثيرين يتمنون امتلاك «آلة الزمن» كفكرة الكاتب الإنجليزي هربرت ج. ويلز الخيالية في إحدى أهم رواياته التي تخيل فيها شخصًا ابتكر آلة يستطيع أن يقودها مثل السيارة، يحرك مقبضها ويظبط تاريخها فتعود به إلى الوراء إلى زمن مضى أو تمضي به إلى الأمام إلى المستقبل لتكشف له عما قد حجبه الغيب. وفي الرواية التي كتبها ويلز عام 1895 جنح به الخيال إلى أن جعل بطل روايته يسافر في رحلة طويلة عبر الزمن، حتى وصل إلى عام 801 ألف و701 بعد الميلاد في مدينة لندن، حيث وجد جنسين من البشر: أحدهما هو أحفاد طبقة الأغنياء حيث وجد أنه أصبح جنسًا ضعيفًا غبيًّا اسمه «الإيلو»، فبسبب تطوره عبر الزمن دون الحاجة إلى استعمال أي نوع من أنواع القوة أو الذكاء خَبَت تلك المَلَكات لديهم شيئًا فشيئًا؛ وافترض الكاتب أن القدرة العقلية المنخفضة لـ«الإيلو» هي نتيجة الصراع المستمر نحو التطور إلى أن وصل أجدادهم إلى أقصى درجات الرفاهية، وعندئذ توقفت الحاجة إلى التطور حتى أصبحوا بلا خيال أو إبداع. ولأنهم توقفوا عن العمل تدنت قواهم الجسدية تمامًا وأصبحوا بالأطفال أشبه. واستنتج المؤلف أن البشر قضوا عصورًا وأجيالاً يحاولون الوصول إلى الراحة المطلقة فما قادهم ذلك إلا إلى التدهور والدمار. أما الجنس الآخر فهم سلالة الطبقة الفقيرة الكادحة، وجدهم مخلوقات شنيعة المنظر أشبه بالعناكب «المورولوك» تعمل وتكدح تحت الأرض ولكنهم يستغلون فرصة ضعف «الإيلو» فيتسللون في جنح الظلام ليخطفوا أحد أفراده كلما سنحت الفرصة ليأكلوه. ولست هنا بصدد تحليل فكر الكاتب الذي استرسل في تخيل ما يمكن أن ينشئه الصراع الطبقي بين البشر، ولكنني أطلق العنان لخيالي مفكرًا فيما يمكنني عمله بمثل هذه الآلة لو وجدت، وهو فرض مستحيل! لا أعتقد أنني سأحاول مطلقًا أن أسافر بها إلى المستقبل فلديَّ من يضمنه لي، وقد وعد - وهو الصادق - أن يظل معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. نعم، قد يعترينا الفضول أن نعرف ما سوف يحدث في أيامنا وأعوامنا المُقبلة ولكن دعنا لا نهتم بما قد يحدث في الغد فقد طلب منا السيد ألا نهتم بما للغد، فيكفي اليوم شره (متى5). ولنا ملء اليقين في الوعد الكريم أنه سيخبئنا في مظلته في يوم الشر (مزمور27). أعلم أن هناك من عيل صبرهم وهم ينتظرون الرب منذ سنين لأجل أمر طال انتظاره لأجل شهادة دراسية أوعمل أو زواج ويتمنون أن يسافروا بآلة مثل هذه لو استطاعوا ليعلموا ماذا تخبئ لهم الأيام! ولكن أليست هذه الأمور هي التي يدربنا الرب من خلالها لنظل ملتصقين به فنتقوى وتتجدد قوتنا أثناء انتظارنا له، فلهؤلاء الأحباء أذكرهم فقط بالتحريض الهام: «أما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء» (يعقوب1: 4). والواقع أن ويلز لم يبعد كثيرًا في تصوره عن دمار المستريحين عن الحقيقة «فويل للمستريحين» (عاموس6). فليست الراحة الجسدية وحُب الرفاهية هي فكر الله لنا بل إن الهدف الإلهي هو أن يصل بنا إلى هذه الشخصية المسيحية الناضجة مستخدمًا كل ما يحيط بنا من أحداث واشخاص وآلام وتجارب، لكي نكون تامين وكاملين، فهل نفقد ذلك بقلة صبرنا؟! إن على كل مِنَّا أن يتعب عاملاً الصالح بيديه (أفسس5). إن كلمة الله تخبرنا عما يطمئننا من جهة المستقبل. ألا يكفينا أنه قد ضمن مستقبلنا حاضرًا وأبديًّا؟! لقد أنار لنا الحياة والخلود بواسطة الإنجيل (2تيموثاوس1: 10)، ووهبنا وعده الصالح أن يكون أمان أوقاتنا، وفرة خلاص وحكمة ومعرفة (إشعياء33: 6). لذا فحري بنا أن لا نخاف شرًّا ولو سِرنا في وادي ظل الموت، ولو قامت علينا جيوش أو حروب ففي ذلك يحفظنا في طمأنينة وسلام. إن من يعيشون في بُعد عن الله يقتلهم الفضول ليعرفوا شيئًا عن مستقبلهم، أما نحن فلا يلزمنا آلة مثل هذه ولو وجدت. فالسرائر للرب إلهنا (تثنية29: 29)، ويكفينا أننا أبناء من يمسك المستقبل في يده ويمسك بأوقاتنا وأيامنا في يده (مزمور31: 15)، وهو قادر أن يجعل كل الأشياء أن تعمل معا لخيرنا (رومية8: 28). لذا فالصديق لا يخشى من خبر سوء، قلبه ثابت متكلاً على الرب (مزمور112: 7). أما ما جعلني أحلم بتلك الآلة الخيالية فهوأمنيتي المستحيلة أن أعود بها إلى الماضي، لكي أُغير أمورًا كثيرة في حياتي قد أحزنت الرب وأحزنتني، لكي أصلح حماقات ارتكبتها، وأصحح قرارات خاطئة اتخذتها، لكي أنظم أوقاتًا فوضوية قد مرَّت بي، وأفتدي أوقاتًا قد ضاعت مني، لكي ألغي أحداثًا من حياتي آذيت بها غيري وجرحت أشخاصًا حولي، لكي أحاول أن أعيد ترتيب أولوياتي بما يتناسب مع مشيئة الله في حياتي... ولكن أتوقف لبرهة مانعًا نفسي من الاسترسال في أحلام اليقظة هذه لأسأل نفسي سؤالاً؟ ما لي أتمنى العودة إلى الماضي لأصلح ما قد أفسدته في حياتي، ولا أبذل جهدًا كافيًا لكي لا أُتلف المزيد منها؟ أهو الكسل الذي يجعل صاحبه يشتهي ولا شيء له لأن يداه تأبيان الشغل (أمثال21: 25)؟ ألا يكفي زمان الحياة الذي مضى لنكون قد عملنا إرادة الأمم سالكين في شهوات أنفسنا (1بطرس4: 3)؟ صحيح أنه لا يوجد ما يعيد الزمن إلى الوراء لكي نصلح شيئًا أفسدناه ولكن إلهنا الحكيم القدير يستطيع أن يخرج من الوعاء الذي فسد وعاءً آخر كما يحسن في عينيه (إرميا18). لا نستطيع أن نغيِّر حماقات قد ارتكبناها لكننا نستطيع أن نمسك بمن وعد أن يعوض لنا عن السنين التي أكلها الجراد (يوئيل2: 25). لا نستطيع أن نعود أدراجنا من طريق سلكناه، لكننا نستطيع أن نثق في مَن وعد أن يُقوِّم سُبُلنا وما أعوج منها إن خضعنا له وٍسلمنا له طرقنا (أمثال3: 5، 6)، وإن عُدنا له بتوبة حقيقية تأتي لنا أوقات الفرج من وجهه الكريم وينهي طرقًا باطلة ويهدينا طريقًا أبديًّا. هو يستطيع أن يُخرج من الآكل أُكلاً ومن الجافي حلاوة، وأن يُحوِّل لأجلنا اللعنة إلى بركة لأنه يحبنا (تثنية23: 5). صديقي، لا حاجة لنا لآلة خرافية تعيد الزمن إلى الوراء أو تجري به إلى الأمام، إن حاجتنا الحقيقية هي أن نعيش كل يوم يمر بنا ونحن نتضرع إلى الرب أن نكون في مشيئته، بحسب تدبيره وفكره ففي هذا أعظم ضمان لأروع حياة يمكن أن نحياها! |
||||
07 - 10 - 2023, 09:24 AM | رقم المشاركة : ( 137960 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فلديَّ من يضمنه لي، وقد وعد - وهو الصادق - أن يظل معنا كل الأيام وإلى انقضاء الدهر. نعم، قد يعترينا الفضول أن نعرف ما سوف يحدث في أيامنا وأعوامنا المُقبلة ولكن دعنا لا نهتم بما قد يحدث في الغد فقد طلب منا السيد ألا نهتم بما للغد، فيكفي اليوم شره (متى5). ولنا ملء اليقين في الوعد الكريم أنه سيخبئنا في مظلته في يوم الشر (مزمور27). أعلم أن هناك من عيل صبرهم وهم ينتظرون الرب منذ سنين لأجل أمر طال انتظاره لأجل شهادة دراسية أوعمل أو زواج ويتمنون أن يسافروا بآلة مثل هذه لو استطاعوا ليعلموا ماذا تخبئ لهم الأيام! ولكن أليست هذه الأمور هي التي يدربنا الرب من خلالها لنظل ملتصقين به فنتقوى وتتجدد قوتنا أثناء انتظارنا له، فلهؤلاء الأحباء أذكرهم فقط بالتحريض الهام: «أما الصبر فليكن له عمل تام لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء» (يعقوب1: 4). والواقع أن ويلز لم يبعد كثيرًا في تصوره عن دمار المستريحين عن الحقيقة «فويل للمستريحين» (عاموس6). فليست الراحة الجسدية وحُب الرفاهية هي فكر الله لنا بل إن الهدف الإلهي هو أن يصل بنا إلى هذه الشخصية المسيحية الناضجة مستخدمًا كل ما يحيط بنا من أحداث واشخاص وآلام وتجارب، لكي نكون تامين وكاملين، فهل نفقد ذلك بقلة صبرنا؟! إن على كل مِنَّا أن يتعب عاملاً الصالح بيديه (أفسس5). |
||||