26 - 09 - 2023, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 136911 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكن هل بالحقيقة أن الله لا يريد أن يكون الإنسان مثله وقريبًا منه؟ ألم يَقُل الله عندما خلق الإنسان: «نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا» (تكوين1: 26)، وكانت هناك مُشابهة أدبية بينه وبين الله يوم خُلق وحتى السقوط؟ وأهم من ذلك، وهذا ما كان يجهله الإنسان والشيطان معًا، مشروع الله الأزلي من نحو الإنسان: «لأن الذين سبق فعرفهم سبق فعيَّنهم ليكونوا مُشابهين صورة ابنه» (رومية8: 29). هذا ما حاول الإنسان أن يصل إليه بجهله عن طريق العصيان على الله وكسر وصيته، فكانت النتيجة هي السقوط الرهيب له ولكل الجنس البشري، وهو لا يعلم أن الله في الأزل البعيد، قبل الخليقة وقبل الملائكة وسقوط الشيطان، كان يفكر في الإنسان، موضوع محبته ومجال استعراض نعمته، أسمى الأفكار الصالحة ليجعله فعلاً مُشابهًا صورة ابنه في محضر مجده في السماء بطول الأبدية، وليس في جنَّة على الأرض. |
||||
26 - 09 - 2023, 06:16 PM | رقم المشاركة : ( 136912 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
انخدع الإنسان بكلام الشيطان، وظن أنه إذا عرف الخير والشَّر سيصبح مثل الله. لكنه وقد عرف الخير والشَّر عجز أن يفعل الخير، وعجز أن يمتنع عن الشَّر. ظن أنه سيتحرر من القيود فلا يعود في مركز الخضوع لله، وسيصبح حُرًّا في اختياره وقراره ليفعل ما يراه ويقتنع به وينفذ إرادته الذاتية بدلاً من أن يعيش ليفعل إرادة الله. وبالإجمال أراد الاستقلال عن الله، وهذا هو تعريف الخطية. وتبقى الحقيقة أن «مَنْ يفعل الخطية هو عبدٌ للخطية» (يوحنا8: 34). وما أتعس النتائج عندما يرفض الإنسان الخضوع لسلطان الله ويختار الخضوع لسلطان الخطية والشيطان! |
||||
27 - 09 - 2023, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 136913 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
آباؤنا.. صوت من السماء في حياة تيموثي آرمز قصة طريفة، فعندما كان في السادسة من عمره، خرج يتسكع في الشوارع. فلما تأخر عن موعد عودته إلى المنزل أصاب القلق أمه، فاتصلت بالشرطة لمساعدتها في البحث عن طفلها الصغير. واهتم قائد فرقة البحث وأعد طائرته الهليوكوبتر وطاف في سماء المدينة حتى بلغ شاطئ النهر، فرأى الطفل الصغير يلهو بلا اهتمام، فناداه رجل الشرطة من خلال مُكَبِّر صوت: “تيموثي آرمز... عُد إلى البيت، لقد تأخرت كثيرًا!” ولم يَكُن الطفل الصغير يدرك أن الصوت قادم من طائرة، لذلك أيقن أن النداء بالتأكيد هو من السماء. وذهب تيموثى آرمز إلى البيت مُسرعًا، وتقابل مع أمه، وفي منتهى الخوف والحيرة قال لها: “لقد تَحدَّثَت السماءُ إليَّ، السماء نفسها تكلمت إليَّ، دعتني باسمي تيموثى آرمز. قالت لي: عُد إلى البيت!” واحتضنت الأم صغيرها إذ لم تستطع أن تكلمه عن حقيقة الأمر، لكن عندما أصبح تيموثى رجلاً فهم الحقيقة، وعَلِم أن الصوت كان صوت رجل الشرطة، لكنه ظل يقول: السماء استخدمت رجل الشرطة لرجوعي وهدايتي. أحبائي، أحيانًا نرى آباءنا وكأنهم رجال شرطة يضعون حدًّا لحريتنا، لكنهم صوت السماء لنا، فقد عهد الله إليهم الاهتمام بالأبناء والعناية بهم وتوجيههم. هل نُقدِّرهم؟ اعتادت البائعة العجوز أن تتجه في الصباح الباكر إلى سوق المدينة في عربة صغيرة تحمل الخضروات وأقفاص الطيور وأقراص الزبد. وهناك في السوق تضع كل شيء على منصة عالية وتأخذ مكانها تحت مظلة تنتظر من يأتي ليشتري. تقدَّمت الأيام بهذه السيدة، وأصبحت بحاجة إلى مَنْ يساعدها في الصعود إلى المنصة وتجهيز المكان لها وترتيب بضائعها لكي تستطيع أن تبيع لعملائها. ولذلك فقد اعتاد الناس أن يشاهدوا رجلاً محترمًا، يأتي كل صباح ويساعد هذه السيدة للصعود إلى المنصة ويساعدها في ترتيب كل شيء ثم يُقَبِّلها وينصرف في سيارته، لكنه يعود آخر النهار ليجلس معها ويتحدث معها فترة من الوقت ثم يأخذ بيدها ليساعدها في الذهاب إلى بيتها. وما يجب أن نعرفه أن هذا الرجل هو إميل فرانسوا لوبيه (1838 1929) والذي أصبح رئيسًا لفرنسا سنة 1899، وكانت أمه في ذلك الوقت ما زالت تبيع الخضروات في سوق بونتليمار. وهذا الرجل لم يجد أي حرج من عمل الأم ولم يبتعد عنها أو يهرب منها. لم يغلق عليها الأبواب، ولم يختلق لذلك الأسباب. كان من الممكن أن يأخذها إلى أفخم جناح في قصر “الإليزيه”، لكنه سلَّط عليها الأضواء، وساعدها على ممارسة الحياة الإيجابية بالصورة التي تريحها وتسعدها. البنون وغروس الزيتون يروي الشاعر الإنجليزي صمويل كولريدچ (1772 1834) قصة حدثت معه، حين استمع إلى خطيب كان يدعو الأبناء إلى الابتعاد عن إرشادات الوالدين ونصائحهم، ونصح الآباء أن يتركوا أولادهم دون تأثير من جانبهم حتى يكبروا ويختاروا لأنفسهم كيف يعيشون. استمع كولريدچ إلى الخطيب المتحمس، ولم يشأ أن يُعَقِّب على كلامه في الحال. لكنه بعد وقت قصير دعاه لمشاهدة حديقته الرائعة، وطاف الشاعر بالضيف بين أركانها الغنية بالأزهار والألوان فتمنَّى لو قضى فيها مزيدًا من الوقت. لكن كولريدچ طلب منه الانتقال إلى الناحية الأخرى من الحديقة ليرى ما فيها، وهناك انقبض الضيف جدًّا لأنه رأى قطعة أرض مُجدبة مملؤة بالوعر والأشواك، فنظر إلى مضيفه في دهشة بالغة متسائلاً إن كان هذا الجزء ضمن الحديقة أم لا. فأجابه: “إن هذه البقعة لم تنضج بعد، ومن الظلم أن أفرض عليها الأزهار والورود، لا بُد أن أتركها حتى تكتمل أيامها فتقرِّر مصيرها، فليس من العدل أن أفرض عليها ما أُريد!” وأدرك الرجل ما أراده الشاعر. أحبائي، إن الآباء والأمهات لا يريدون فقط أن يزرعوا في طريق أبنائهم الورود الجميلة فقط بل ينظرون إليهم كحديقتهم الخاصة؛ فهم يريدون هذه الحديقة جنة في منتهى التنسيق والروعة. لذلك هم يهتمون بالتشذيب والتهذيب، وما أهون ضربات الفأس في أيدي آبائنا إن كانت لنزع الأشواك من تربة الأبناء! وما أيسر جروح المحاريث لتقلب سطح الأرض فتفتت الأحجار لتزهر الأزهار! سليمان جنتلمان في سفر الملوك الأول 2 يُعتَبر سليمان مثالاً رائعًا لاحترام الوالدين، فعندما دخلت بثشبع أمه إليه، قام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه، ووضع لأمه كرسيًّا عن يمينه فجلست عليه. وتعالوا بنا نسمع لبعض نصائح هذا الملك والتي نطق بها بالروح القدس وكُتِبت في سفر الأمثال: «اسمع يا ابني تأديب أبيك، ولا ترفض شريعة أمك، لأنهما إكليل نعمة لرأسك، وقلائد لعنقك». «الابن الحكيم يسر أباه، والرجل الجاهل يحتقر أمه». «اسمع لأبيك الذي ولدك، ولا تحتقر أمك إذا شاخت» (أمثال1: 8، 9؛ 15: 20؛ 23: 22) كل اللوم لأبشالوم أعطى الرب أبشالوم امتيازات عديدة عجيبة، فهو الأمير ابن الملك داود، ومن ناحية أمه فهو ابن معكة بنت تلماي ملك جشور؛ أي إنه ابن ملك وحفيد ملك أيضًا. لم يكن في كل إسرائيل رجل جميل وممدوح جدًّا كأبشالوم، من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب، وكان يحلق رأسه في كل آخر سنة لأن شعره كان يثقل عليه، وكان يزن شعر رأسه مئتي شاقل بوزن الملك. ولكن ماذا فعل أبشالوم؟ كان بدأ بأن يتحايل على الناس ويتملقهم حتى تكون في قلوب الشعب بغضة نحو أبيه ويستطيع بعد ذلك أن يسرق المُلْك منه (2صموئيل15)! ثم فعل أكثر من هذا، إذ ذهب إلى حبرون وأرسل جواسيس في جميع إسرائيل قائلاً: “إن سمعتم نفير البوق فقولوا: قد ملك أبشالوم في حبرون”. ورافقه مئتا رجل من أورشليم، وتفاقمت الفتنة وازداد التفاف الشعب حوله، مما جعل أبيه الملك يهرب هو ومن معه. واستمر داود يرتقي جبل الزيتون باكيًا مُغَطَّى الرأس حافي القدمين، وكان جميع من معه يبكون. وفي هذه الأثناء كان شمعي بن جيرا يكيل لداود الشتائم، ورشق داود والشعب الذي معه بالحجارة وكان يذري عليهم التراب. كل هذا بسبب ابن عاق غير مقدر لأبيه. ودارت المعركة وفي أثنائها كان أبشالوم يركب على بغل مرَّ به تحت شجرة بلوط ضخمة ذات أغصان كثيفة متشابكة، فعَلَق شعره بأحد فروعها ومر البغل من تحته وتركه متدليًا بين السماء والأرض. وعندما علم يوآب أخذ ثلاثة سهام وأنشبها في قلب أبشالوم وهو حي مُعلَّق بشجرة البلوط، ثم أحاط بالشجرة عشرة غلمان حاملي سلاح يوآب، واجهزوا عليه فمات. وأنزلوا أبشالوم وطرحوه في الغابة في حفرة عميقة، وأهالوا عليه رجمة كبيرة جدًّا من الحجارة. إخوتي اسمعوا ماذا يقول الكتاب المقدس: «أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد: لكي يكون لكم خير، وتكونوا طوال الأعمار على الأرض» (أفسس6: 31). |
||||
27 - 09 - 2023, 11:14 AM | رقم المشاركة : ( 136914 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قومـوا مـن النــوم حدثت هذه الواقعة يوم الأحد الموافق 30 مايو 2010، عندما ركبتُ القطار المتجه إلى القاهرة - كعادة كل أسبوع - لحضور بعض المحاضرات. وصل القطار في ذلك اليوم إلى رصيف محطة أسيوط في تمام الساعة الخامسة والثلث فجرًا، وظل ساكنًا على الرصيف ينتظر وصول كل المسافرين حتى يحين موعد مغادرته في تمام الساعة السادسة إلا ربع صباحًا. شققتُ طريقي في العربة الثانية، حتى وصلتُ إلى مقعدي، وأخرجت بعض الأوراق لأقرأها. لم يحدث أي شيء لافت للنظر إلا عندما أتى إليَّ “الكُمسَري” ليرى تذكرتي، واستدار بعدها ليرى تذاكر باقي المسافرين. كانت تجلس أمام ناظريَ فتاة على كرسي مفرد في الصف الموازي لصفي. كانت نائمة، ولسوء حظها فإن اللحظة التي أيقظها فيها “الكُمسَري” ليطلب منها تذكرتها، تحرك القطار وبدأ في الانطلاق. استفاقت الفتاة سريعًا وسألت: “أين أنا؟ أهذه محطة أسيوط؟” وحالما أدركت أنها بالفعل المحطة المنشودة، أصابها الهلع ونهضت مسرعة لتأخذ حقائبها وتهرول جريًا للنزول من القطار. فهي طالبة بكلية الطب (السنة الأولى) أتت من أسوان، واليوم هو أول امتحان لها وموعده في التاسعة صباحًا. ومما يزيد الأمر سوءًا أن هذا القطار يقف فقط في المحافظات، مما يعنى أن أول محطة سيقف فيها القطار هى محطة المنيا حوالي الساعة الثامنة صباحًا. كان الموقف متأزِّمًا. جرت الفتاة الأسوانية سريعًا وهي تصرخ وتنتحب وتتوسل إلى الآخرين: “دعوني أنزل! دعوني أنزل!”، فقد ألجموها ومنعوها بالقوة من القفز من القطار الذي مضى سريعًا في طريقه ليغادر رصيف محطة أسيوط. ونظرًا لبُعد مقعدي عن باب القطار، فلم أستطع أن أتابع الأحداث كاملة، ولكني علمت أنها، في توترها، قد ألقت بإحدى حقائبها على رصيف المحطة تمهيدًا لنزولها من القطار. ولبؤسها، كان هاتفها المحمول في هذه الحقيبة التي ألقتها. حاول البعض تهدئتها بينما لامها البعض الآخر. ظلَّ الموقف متوترًا والقطار يمضي في طريقه غير آبهٍ بمعاناة فتاة مغتربة قلقة، لا تدري ماذا تفعل حيال هذا الموقف العصيب. ولتلخيص الموقف: ذهب “الكُمسَري” إلى سائق القطار وطلب منه أن يقف لبضع دقائق حتى تنزل الفتاة. كان القطار وقتها قد وصل إلى مدينة منفلوط بل وتخطَّى رصيف محطتها. وأخيرًا رضخ سائق القطار لطلب “الكُمسَري”، ووقف لدقائق معدودة لتنزل الفتاة منه وتستقل أحد “الميكروباصات” القريبة من المحطة لتعود بها إلى أسيوط كي ما تلحق بامتحانها... وأخيرًا مَرَّ الموقف بسلام. لم أَدَع هذا الموقف يمر عليَّ مرور الكرام، بل جلستُ أراقب وأحلل وأستنتج. وفي الحقيقة لقد شعرتُ بغيظ واستفزاز رهيبين من المسافرين حولي إذ كان الجميع يُدلون بدلوهم؛ فالكل يجلس مرتاح البال في كرسيه المريح، وشخصان فقط هما من اهتما حقًّا بأمر تلك الفتاة المسكينة، بل وتطوعا أن يعطياها مالاً وهاتفًا لتتصل بأهلها. إلا إن باقي الركاب جلسوا يناقشون خطأ من هذا: هل الخطأ من أهلها الذين سمحوا لها بالسفر ليلة الامتحان؟ هل الخطأ من “السفري” الذي لم ينادِ بصوت عالٍ أن القطار وصل إلى محطة أسيوط، لكي يستيقظ من يغط في نومه العميق؟ وجدتُ لدهشتي أن لسان حال الجميع: “نفسي وبعدها الطوفان”. فالكل يشعر بالدفء والأمان، إذ إنهم بالفعل داخل القطار متجهين إلى مقصدهم الصحيح وليس هناك من خطر يتهددهم. ولذلك تفرغوا لمناقشة قضية الفتاة المسكينة. بل إن أحدهم جلس في مقعدها الخاوي غير عابئ بصراخها الذي سمعناه طوال نصف ساعة. أمر آخر استوقفني: صحيح أني أشفق على الفتاة وأدري جيدًا شعورها ولكني تساءلت: لماذا تخاطر بحياتها في سبيل امتحان؟ ماذا لو قفزت من القطار وفقدت أحد ذراعيها أو ساقيها وعاشت بعاهة مستديمة؟ ماذا لو خسرت حياتها الثمينة التي لن تُعَوَّض؟ لماذا تضحي بالغالي في سبيل الرخيص؟ من الممكن جدًّا تعويض خسارة الامتحان ولكن من المستحيل أن يعيد لها أحدٌ أحدَ أطرافها التي فقدتها، ناهيك عن حياتها! لماذا موازين الأمور مقلوبة عند الناس؟ لماذا نهتم كثيرًا بما هو وقتي ونهمل ما هو أبدي؟ لماذا نسأل مرارًا وتكرارًا قبل صعودنا القطار عن رقمه ووجهة مقصده ولا نسأل عن قطار حياتنا الأبدية وإلى أين يسير؟ لماذا نهتم كثيرًا بأن نحجز تذاكرنا قبل السفر بموعد كافٍ حتى نتيقن بأن لنا كرسيًّا مريحًا ينتظرنا في القطار، في حين أن كل المسافة قد لا تتعدى خمس أو ست ساعات، بينما لا نهتم بأن نحجز لنا مكانًا في الأبدية السعيدة التي ستدوم أبد الدهر؟! لماذا نغضب كثيرًا إن كان مُكَيِّف الهواء لا يعمل في القطار ولا نطيق الحر ولو لبضع ساعات، في حين أننا لا نفكِّر مطلقًا بهول حرارة الجحيم الذي ينتظر كل مَنْ لم يستِقلّ قطار الحياة الأبدية؟! لماذا الموازين مقلوبة بهذا الشكل؟ فلماذا نلوم ونتهم تلك الفتاة باتهامات عديدة، لأنها نامت ولم تهتم بأن ترى علامة المحطة المنشودة، ولا نلوم أنفسنا على سُباتنا الروحي ونومنا العميق وعدم اهتمامنا بحياتنا الأبدية؟ فحياتنا مثل القطار، وجميعنا مستقلّون هذا القطار وحتمًا هناك محطة وصول. ماذا عندما نستفيق من نومنا وقطار حياتنا قد وصل إلى محطة الوصول بلا رجعة؟ وإن كانت الخسارة، في موقف الفتاة هذا، خسارة وقتية لا تتعدى ضياع امتحان أو حتى رسوبها في العام الدراسي، إلا إن الأمر أخطر بما لا يقاس عندما يتعلق بحياتنا - تلك الحياة التي نحياها مرة واحدة فقط ولا سبيل لاستعادتها مرة ثانية في حالة خسارتها - ومع ذلك لا نأبه بأن نسأل عن الطريق المؤدي للحياة الأبدية! «هذَا وَإِنَّكُمْ عَارِفُونَ الْوَقْتَ، أَنَّهَا الآنَ سَاعَةٌ لِنَسْتَيْقِظَ مِنَ النَّوْمِ» (رومية13: 11) |
||||
27 - 09 - 2023, 11:16 AM | رقم المشاركة : ( 136915 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في حياة تيموثي آرمز قصة طريفة، فعندما كان في السادسة من عمره، خرج يتسكع في الشوارع. فلما تأخر عن موعد عودته إلى المنزل أصاب القلق أمه، فاتصلت بالشرطة لمساعدتها في البحث عن طفلها الصغير. واهتم قائد فرقة البحث وأعد طائرته الهليوكوبتر وطاف في سماء المدينة حتى بلغ شاطئ النهر، فرأى الطفل الصغير يلهو بلا اهتمام، فناداه رجل الشرطة من خلال مُكَبِّر صوت: “تيموثي آرمز... عُد إلى البيت، لقد تأخرت كثيرًا!” ولم يَكُن الطفل الصغير يدرك أن الصوت قادم من طائرة، لذلك أيقن أن النداء بالتأكيد هو من السماء. وذهب تيموثى آرمز إلى البيت مُسرعًا، وتقابل مع أمه، وفي منتهى الخوف والحيرة قال لها: “لقد تَحدَّثَت السماءُ إليَّ، السماء نفسها تكلمت إليَّ، دعتني باسمي تيموثى آرمز. قالت لي: عُد إلى البيت!” واحتضنت الأم صغيرها إذ لم تستطع أن تكلمه عن حقيقة الأمر، لكن عندما أصبح تيموثى رجلاً فهم الحقيقة، وعَلِم أن الصوت كان صوت رجل الشرطة، لكنه ظل يقول: السماء استخدمت رجل الشرطة لرجوعي وهدايتي. أحبائي، أحيانًا نرى آباءنا وكأنهم رجال شرطة يضعون حدًّا لحريتنا، لكنهم صوت السماء لنا، فقد عهد الله إليهم الاهتمام بالأبناء والعناية بهم وتوجيههم. |
||||
27 - 09 - 2023, 11:17 AM | رقم المشاركة : ( 136916 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اعتادت البائعة العجوز أن تتجه في الصباح الباكر إلى سوق المدينة في عربة صغيرة تحمل الخضروات وأقفاص الطيور وأقراص الزبد. وهناك في السوق تضع كل شيء على منصة عالية وتأخذ مكانها تحت مظلة تنتظر من يأتي ليشتري. تقدَّمت الأيام بهذه السيدة، وأصبحت بحاجة إلى مَنْ يساعدها في الصعود إلى المنصة وتجهيز المكان لها وترتيب بضائعها لكي تستطيع أن تبيع لعملائها. ولذلك فقد اعتاد الناس أن يشاهدوا رجلاً محترمًا، يأتي كل صباح ويساعد هذه السيدة للصعود إلى المنصة ويساعدها في ترتيب كل شيء ثم يُقَبِّلها وينصرف في سيارته، لكنه يعود آخر النهار ليجلس معها ويتحدث معها فترة من الوقت ثم يأخذ بيدها ليساعدها في الذهاب إلى بيتها. وما يجب أن نعرفه أن هذا الرجل هو إميل فرانسوا لوبيه (1838 1929) والذي أصبح رئيسًا لفرنسا سنة 1899، وكانت أمه في ذلك الوقت ما زالت تبيع الخضروات في سوق بونتليمار. وهذا الرجل لم يجد أي حرج من عمل الأم ولم يبتعد عنها أو يهرب منها. لم يغلق عليها الأبواب، ولم يختلق لذلك الأسباب. كان من الممكن أن يأخذها إلى أفخم جناح في قصر “الإليزيه”، لكنه سلَّط عليها الأضواء، وساعدها على ممارسة الحياة الإيجابية بالصورة التي تريحها وتسعدها. |
||||
27 - 09 - 2023, 11:18 AM | رقم المشاركة : ( 136917 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
البنون وغروس الزيتون يروي الشاعر الإنجليزي صمويل كولريدچ (1772 1834) قصة حدثت معه، حين استمع إلى خطيب كان يدعو الأبناء إلى الابتعاد عن إرشادات الوالدين ونصائحهم، ونصح الآباء أن يتركوا أولادهم دون تأثير من جانبهم حتى يكبروا ويختاروا لأنفسهم كيف يعيشون. استمع كولريدچ إلى الخطيب المتحمس، ولم يشأ أن يُعَقِّب على كلامه في الحال. لكنه بعد وقت قصير دعاه لمشاهدة حديقته الرائعة، وطاف الشاعر بالضيف بين أركانها الغنية بالأزهار والألوان فتمنَّى لو قضى فيها مزيدًا من الوقت. لكن كولريدچ طلب منه الانتقال إلى الناحية الأخرى من الحديقة ليرى ما فيها، وهناك انقبض الضيف جدًّا لأنه رأى قطعة أرض مُجدبة مملؤة بالوعر والأشواك، فنظر إلى مضيفه في دهشة بالغة متسائلاً إن كان هذا الجزء ضمن الحديقة أم لا. فأجابه: “إن هذه البقعة لم تنضج بعد، ومن الظلم أن أفرض عليها الأزهار والورود، لا بُد أن أتركها حتى تكتمل أيامها فتقرِّر مصيرها، فليس من العدل أن أفرض عليها ما أُريد!” وأدرك الرجل ما أراده الشاعر. أحبائي، إن الآباء والأمهات لا يريدون فقط أن يزرعوا في طريق أبنائهم الورود الجميلة فقط بل ينظرون إليهم كحديقتهم الخاصة؛ فهم يريدون هذه الحديقة جنة في منتهى التنسيق والروعة. لذلك هم يهتمون بالتشذيب والتهذيب، وما أهون ضربات الفأس في أيدي آبائنا إن كانت لنزع الأشواك من تربة الأبناء! وما أيسر جروح المحاريث لتقلب سطح الأرض فتفتت الأحجار لتزهر الأزهار! |
||||
27 - 09 - 2023, 11:19 AM | رقم المشاركة : ( 136918 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سليمان جنتلمان في سفر الملوك الأول 2 يُعتَبر سليمان مثالاً رائعًا لاحترام الوالدين، فعندما دخلت بثشبع أمه إليه، قام الملك للقائها وسجد لها وجلس على كرسيه، ووضع لأمه كرسيًّا عن يمينه فجلست عليه. وتعالوا بنا نسمع لبعض نصائح هذا الملك والتي نطق بها بالروح القدس وكُتِبت في سفر الأمثال: «اسمع يا ابني تأديب أبيك، ولا ترفض شريعة أمك، لأنهما إكليل نعمة لرأسك، وقلائد لعنقك». «الابن الحكيم يسر أباه، والرجل الجاهل يحتقر أمه». «اسمع لأبيك الذي ولدك، ولا تحتقر أمك إذا شاخت» (أمثال1: 8، 9؛ 15: 20؛ 23: 22) |
||||
27 - 09 - 2023, 11:20 AM | رقم المشاركة : ( 136919 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل اللوم لأبشالوم أعطى الرب أبشالوم امتيازات عديدة عجيبة، فهو الأمير ابن الملك داود، ومن ناحية أمه فهو ابن معكة بنت تلماي ملك جشور؛ أي إنه ابن ملك وحفيد ملك أيضًا. لم يكن في كل إسرائيل رجل جميل وممدوح جدًّا كأبشالوم، من باطن قدمه حتى هامته لم يكن فيه عيب، وكان يحلق رأسه في كل آخر سنة لأن شعره كان يثقل عليه، وكان يزن شعر رأسه مئتي شاقل بوزن الملك. ولكن ماذا فعل أبشالوم؟ كان بدأ بأن يتحايل على الناس ويتملقهم حتى تكون في قلوب الشعب بغضة نحو أبيه ويستطيع بعد ذلك أن يسرق المُلْك منه (2صموئيل15)! ثم فعل أكثر من هذا، إذ ذهب إلى حبرون وأرسل جواسيس في جميع إسرائيل قائلاً: “إن سمعتم نفير البوق فقولوا: قد ملك أبشالوم في حبرون”. ورافقه مئتا رجل من أورشليم، وتفاقمت الفتنة وازداد التفاف الشعب حوله، مما جعل أبيه الملك يهرب هو ومن معه. واستمر داود يرتقي جبل الزيتون باكيًا مُغَطَّى الرأس حافي القدمين، وكان جميع من معه يبكون. وفي هذه الأثناء كان شمعي بن جيرا يكيل لداود الشتائم، ورشق داود والشعب الذي معه بالحجارة وكان يذري عليهم التراب. كل هذا بسبب ابن عاق غير مقدر لأبيه. ودارت المعركة وفي أثنائها كان أبشالوم يركب على بغل مرَّ به تحت شجرة بلوط ضخمة ذات أغصان كثيفة متشابكة، فعَلَق شعره بأحد فروعها ومر البغل من تحته وتركه متدليًا بين السماء والأرض. وعندما علم يوآب أخذ ثلاثة سهام وأنشبها في قلب أبشالوم وهو حي مُعلَّق بشجرة البلوط، ثم أحاط بالشجرة عشرة غلمان حاملي سلاح يوآب، واجهزوا عليه فمات. وأنزلوا أبشالوم وطرحوه في الغابة في حفرة عميقة، وأهالوا عليه رجمة كبيرة جدًّا من الحجارة. إخوتي اسمعوا ماذا يقول الكتاب المقدس: «أيها الأولاد، أطيعوا والديكم في الرب لأن هذا حق. أكرم أباك وأمك، التي هي أول وصية بوعد: لكي يكون لكم خير، وتكونوا طوال الأعمار على الأرض» (أفسس6: 31). |
||||
27 - 09 - 2023, 11:25 AM | رقم المشاركة : ( 136920 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بينما تنحدر القيم الأخلاقية في عالمنا الحاضر انحدارًا رهيبًا في الأيام الأخيرة، تظلّ قيم كتاب الله المقدس عالية جديدة تُزيِّن تعاليم مخلصنا الله، الذي لا يُعطي فقط قِيَمًا سامية، بل ويعطي طبيعة إلهية سماوية نكون بها مشابهين صورة الابن الحبيب ربنا يسوع المسيح. ومن أبرز مظاهر الانحدار الخُلُقي حالة التمرد وعدم الاحترام لمن هو أكبر سنًّا، كما يسجل الوحي: «يتمرد الصبي على الشيخ والدنيء على الشريف» (إشعياء3: 5). لذلك سيكون موضوع حديثنا هنا عن هذه الفضيلة المسيحية الرائعة؛ وهي احترام الأكبر سنًّا. ويصف أصحاب الانهيار الأخلاقي بين الشباب بأن فضيلة “احترام الكبير” بأنها “old fashioned”؛ موضة العصر الحجري، أو كما يقولون: “دا كان زمان أيام جد جدي - الله يرحمه - صاحب الطربوش الأحمر!!”، وغيرها من التهكمات الساخرة. لكن، أحبائي الشباب، نحن يهمنا أولاً وأخيرًا رأي الله. الله يعطي تقديرًا وتكريمًا للشيوخ والأكبر سنًّا إن كان الناس والهيئات يقدِّرون فقط الشباب الأقوياء وينسون من تقدم بهم السن واعتزلوا الوظائف، لكن إلهنا ليس هكذا، فهو: 1. يمتدح الشيبة قائلاً على فم سليمان الحكيم: «تاج جمال شيبة توجد في طريق البر» (أمثال16: 31)، وأيضًا: «فخر الشبان قوتهم، وبهاء الشيوخ الشيب» (أمثال20: 29). 2. ويؤكِّد الرب عن مدى اهتمامه الخاص بالأشيب فيقول: «وإلى الشيخوخة أنا هو، وإلى الشيبة أنا أحمِل. قد فعلت وأنا أرفع وأنا أحمل وأنجِّي» (إشعياء46: 4). 3. وعن حكمة الأشيب يقول الكتاب المقدس: «الأيام تتكلم وكثرة السنين تُظهر حكمة» (أيوب32: 7). |
||||