25 - 07 - 2016, 06:12 PM | رقم المشاركة : ( 13671 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم وقوة الروح القدس إن كل مؤمن حقيقي قد وُلِدَ من الروح، ويسكن فيه الروح القدس بصفة دائمة. «إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس» (أفسس1: 13)، وهذا الختم يعني المصادقة الإلهية على أن هذا الشخص قد تمتَّع بالفداء، وصار مِلكًا للمسيح، وله الضمان الأبدي، إذ قد امتلك الحياة الأبدية، ولن يهلك إلى الأبد، و هو عربون الميراث والمجد في المستقبل. وهذا امتياز جميع المؤمنين الآن. وهكذا فإن الروح القدس يتخذ من جسد كل مؤمن هيكلاً له (1كورنثوس6: 19). وهذا يتطلب مراعاة القداسة العملية في السلوك اليومي للمسيحي الحقيقي في الفكر والقول والعمل، لكي لا يحزن الروح. كذلك هو قوة حياة وسلوك المؤمن لكي تظهر حياة المسيح فيه، ولكي ينتصر على الجسد. فالجسد يشتهي ضد الروح، والروح يقف ضد الجسد، يتصدى له ويكبح جماحه ويلجم رغباته وشهواته وانفعالاته. ومسؤولية المؤمن هي أن يسلك بالروح فلا يكمّل شهوة الجسد (غلاطية5: 16، 17)، وأن يميت بالروح أعمال الجسد (رومية8: 13). هذا من الناحية السلبية. أما من الناحية الإيجابية فهو يقود المؤمن في مشيئة الله، ويحرّكه في المناخ والأجواء التي تناسب قداسة الله، لكي يختبر ما هو مرضي عند الرب من جهة القرارات والاختيارات وتصحيح المسارات. إنه بلغة العصر Navigator يوجِّه ويقود المؤمن في الطريق الصحيح نحو الهدف الصحيح. وهذا يتطلب الطاعة، والحواس الروحية المدرَّبة لتمييز همسات الروح القدس، وإخضاع الإرادة الذاتية لفعل إرادة الله. وإن كان هذا ما يليق بكل مؤمن يريد أن يحيا الحياة المسيحية الصحيحة، فبالأولى كثيرًا أولئك الذين يشتاقون إلى خدمة ناجحة للرب. إن الروح القدس هو القوة الفعَّالة للشهادة والخدمة الصحيحة. وما أعظم النتائج والتأثيرات التي يجريها الروح القدس من خلال الأواني الخزفية الضعيفة والبسيطة. لهذا يجب الاعتماد تمامًا على قوة الروح القدس في كل خدمة، صغيرة كانت أم كبيرة. وبدونه سيصبح كل نشاط بلا قيمة أو فاعلية، وستصبح النتائج هزيلة ومفشِّلة. لهذا فبعد حديث الرب يسوع مع تلاميذه عن الشهادة له في هذا العالم، بعد أن يمضي إلى الآب، والمعبَّر عنها بالثمر نتيجة الثبات في الكرمة (يوحنا15)، فإنه ختم بأن أشار إلى الروح القدس الذي سيرسله إليهم من الآب، روح الحق، الذي يشهد فيهم. كذلك طلب الرب يسوع من تلاميذه أن يمكثوا في أورشليم بعد صعوده حتى يلبسوا قوة متى حلّ الروح القدس عليهم، ويكونون له شهودًا في أورشليم واليهودية والسامرة وإلى أقصى الأرض (لوقا24: 49؛ أعمال1: 8). فلقد كانوا يحتاجون إلى تعضيد الروح القدس لهم في شهادتهم بالنظر لأنهم: 1- كانوا ضعفاء وقليلين. 2- العالم ورئيس هذا العالم ضدهم ويقاومهم. 3- موضوع الشهادة عظيم ومجيد عن شخص الرب يسوع المسيح الذي مات وقام وصنع الخلاص، وهو الآن حي في المجد. ومن هو كفوء أن يقدِّم هذا الشخص للآخرين. وبعد نزول الروح القدس كان الرُسل يؤدّون الشهادة بشجاعة وقوة تفوق بكثير قدرتهم الطبيعية، إذا كانوا ممتلئين من الروح القدس. وكانت النتائج مذهلة والتأثيرات عميقة، إذ كان الروح القدس يبكِّت النفوس وينخس القلوب ويقود الألوف إلى التوبة والإيمان الحقيقي. لقد قيل عنهم إنهم فتنوا المسكونة، رغم أن معظمهم كانوا صيّادين. وإلى يومنا هذا، كم من أشخاص يقدِّمون رسائل للنفوس، بسيطة جدًا في محتواها، ولكنها مصحوبة بقوة الروح القدس بشكل مميَّز. لهذا فإن التأثيرات والنتائج مباركة جدًا وحقيقية وثابتة، وليست سطحية وعاطفية ووقتية. ونحن نحتاج ليس فقط إلى الروح ساكنًا فينا، بل إلى روح القوّة مستقِرًّا علينا لكي يمتلكنا ويحرِّكنا ويستخدمنا في خدمة ناجحة وفعّالة ومؤثرة. إن كثيرين اليوم، بكل أسف، في ميدان الخدمة يعتمدون على الجسد والإمكانيات البشرية، ويتجاهلون أهمية الاعتماد على الروح القدس. فهم يعتمدون على الوسامة والأناقة واللباقة والجاذبية وخفة الروح وقوة الشخصية والذكاء وسرعة البديهة والذاكرة والخبرة ونبرات الصوت و... إلخ. وكل هذه المقوّمات الإنسانية يمكن أن تتوفر في إنسان لا يعرف الله. ولا يمكن أن الله يصادق على ذلك، حتى لو كانت هذه الخدمة تحظى بمديح الناس واستحسانهم. أما نحن فإذا أردنا نجاحًا حقيقيًا في الخدمة فعلينا أن نتعلَّق بالرب، ونطلب بإلحاح مؤازرة روحه لنا في كل جوانب الخدمة العامة والخاصة، سواء فى العمل الفردي، أو خدمة مدارس الأحد، أو خدمة النشء الصغير، أو النواحي التدبيرية، أو الخدمات المعاونة. وبالطبع يجب أن نكون في الوضع الروحي الصحيح، وبالدوافع الصحيحة للخدمة، حتى يمكن للروح القدس أن يؤيّدنا ويملأنا ويستخدمنا. إن سر نجاح كل الذين استخدمهم الرب في أي مجال، يكمن في تأييد وتعضيد الروح القدس لهم. فعلى سبيل المثال لا الحصر:
|
||||
25 - 07 - 2016, 06:20 PM | رقم المشاركة : ( 13672 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم وحياة التكريس
إن الخدمة الحقيقية هي حياة مُكرَّسة بالكامل للرب، وليس مجرد بعض المُمارَسات الدينية. والله دائمًا يهمّه الخادم أكثر من الخدمة. لهذا يقول الرسول بولس لتلميذه تيموثاوس: «اجتهد أن تقيم نفسك لله مُزَكَّى، عاملاً لا يُخْزَى، مُفصِّلاً كلمة الحق بالاستقامة» (2تيموثاوس2: 15). وهذا ما ينبغي أن يسعى إليه كل خادم حقيقي للمسيح لكي يحظى بابتسامة السيد الذي يخدمه. والخادم المُزَكَّى ليس مَنْ يمدحه الناس، بل الذي مدحه من الله. والتعبير «عاملاً لا يخزى» يعني أن لا يعمل شيئًا يُسبِّب له الخزي. وهذا يتطلَّب السهر والحذر في كل كلمة أو تصرُّف. والرسول قد قدَّم نفسه قدوة للمؤمنين عندما قال: «ولسنا نجعل عثرة في شيء لئلا تُلام الخدمة» (2كورنثوس6: 3)، وأيضًا «في كل شيء نُظْهِر أنفسنا كخدَّام الله: في صبر كثير» (2كورنثوس6: 4). إن موسى، في يومه، وهو أول مَنْ تمَّ إعداده وتدريبه وتشكيله في مدرسة الله ليكون خادمًا، قد بدأ بدافع تكريس قوي، إذ قيل عنه: «بالإيمان موسى، لما كبر، أبى أن يُدعَى ابن ابنة فرعون، مُفضِّلاً بالأحرى أن يُذَلَّ مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطية، حاسبًا عار المسيح غِنًى أعظم من خزائن مصر، لأنه كان ينظر إلى المُجازاة» (عبرانيين11: 24- 26). لقد ضحَّى بالَّلقب المَلكي، والعرش المَلكي، والقصر المَلكي، والخزائن المَلكية، والتمتعات المَلكية. وفضَّل أن يختار الذل والمُعاناة مع شعب الرب، وكان يشعر بالفخر والامتياز أن ينتمي لهذا الشعب. وهذا هو التكريس الحقيقي. إن الخادم المُكرَّس يأخذ مركز العبد المطيع الذي يفعل إرادة سيده. إنه يُقرّ بربوبية المسيح وسيادته على حياته بالكامل، ويقول مع المرنم: سيدي ماذا تريد إنني لست أُريد اهدني حيث تُريد غير فعل ما تُريد إنه بسرور يُطيع، وهو دائمًا رهن الإشارة لِمَا يطلبه السيد. وهو على استعداد دائم أن يضحِّي بكل شيء لأجل الرب، ولا يُرضي نفسه. لقد قنع أنه مِلكٌ لآخر ويعيش لكي يُرضيه. والرب يُشكِّله ليكون إناءً للكرامة مُقدَّسًا، نافعًا لخدمة السيد، ومُستعَدًا لكل عمل صالح. وهو يعرف ليس فقط ماذا يعمل لأجل الرب، بل ماذا يحتمل لأجل الرب. ليس أن يقدِّم للرب بعض الأشياء، حتى لو كانت ثمينة، بل أن يقدِّم جسده وأعضاءه ذبيحة حيَّة مُقدَّسة مرضية للرب، وأن يسود المسيح على كل جوانب حياته. وفي رموز العهد القديم نقرأ عن النذير الذي كان يُكرِّس نفسه طواعية للرب (عدد 6). وقبل أن يتكلَّم الكتاب عن العلامات الخارجية للنذير وما لا يفعله سلبيًا، فإن الكتاب يذكر أنه ينتذر للرب إيجابيًا 8 مرات. وهذا ما ظهر مع شاول الطرسوسي في أول لقاء له مع الرب في الطريق إلى دمشق، عندما ظهر له من المجد. فقال وهو مُرتعد ومتحيِّر: «يا رب، ماذا تريد أن أفعل؟» (أع 6:9). ونحن إذا عرفنا قيمة المسيح الذي أحبّنا وأسلم نفسه لأجلنا، والذي ضحَّى بكل شيء لكي يُخلِّصنا، والذي رفَّعه الله وكلَّله بالمجد والكرامة، وهو هناك في يمين العظمة في الأعالي يحيا لأجلنا؛ فحينئذ لن نضنّ عليه بالولاء والتكريس، وسنشعر أنه يستحق أكثر كثيرًا مما نفعل لأجله، وبسرور سنُعطيه المكان الأول في حياتنا. ومن هنا تنبع الخدمة الحقيقية التي تُفرِّح قلب الرب وتُؤثِّر في الآخرين. أما العلامات الخارجية السلبية التي تُميِّز النَّذير المُكرَّس فهي أنه:
وهذا هو الخادم الذي بحسب فكر الرب، والذي يستخدمه ويُحرِّكه الرب في خدمة ناجحة ومُؤثِّرة. |
||||
25 - 07 - 2016, 06:22 PM | رقم المشاركة : ( 13673 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم و علاقته بكلمة الله بدأت النهضة العظيمة في أيام يوشيا، ذلك المُكرَّس، بأن رقَّ قلبه وتواضع أمام الرب ومزَّق ثيابه، وبكى عندما سمع كلام سفر الشريعة. فقد كان يحترم كلمة الله. وفي العهد الجديد، قال بولس لتيموثاوس: «اكرز بالكلمة. اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» (2تيموثاوس4: 2). وقبل ذلك قال له: «اعكف على القراءة» (1تيموثاوس4: 13). ويظلّ الخادم تلميذًا للكتاب مدى الحياة. وإذا توقَّف عن أن يكون تلميذًا، فإنه ما عاد يصلح للخدمة في أي صورة من صورها. وإن كانت حقيقة مُؤكَّدة تنطبق على كل مؤمن أنه «ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، بل بكل كلمة تخرج من فم الله» (متى4: 4)، فبالأولى كثيرًا تنطبق على كل مَنْ يخدم. فهو يحيا بها قبل أن يُقدِّمها للآخرين. إن النفوس التي تحتاج إلى مشورة ونور وإرشاد صحيح، ستبحث عن خادم «عنده كلام الرب» (2ملوك3: 12)، كما قيل عن أليشع. فهو ما يفيد النفوس الحائرة. إننا نرى اليوم كثيرين قد هجروا كلمة الله، وتحوَّلوا إلى الفلسفات البشرية، والمبادئ الإنسانية العالمية، والموضوعات النفسية؛ والنتيجة أن ازدادت المشاكل وتفاقمت. لقد انطبقت عليهم كلمات إرميا: «ها قد رفضوا كلمة الرب، فأيّة حكمة لهم؟» (إرميا8: 9). وأيضًا يقول الكتاب: «إلى الشريعة وإلى الشهادة. إن لم يقولوا مثل هذا القول فليس لهم فجر!» (إشعياء8: 20). لا يمكن أن نعرف الله ولا شخص المسيح إلا من خلال الإعلان المُقدَّم لنا في الكتاب. وهناك فارق بين أن تكون ثقافة الخادم ثقافة كتابية، حيث يتشبع ذهنه بأفكار إلهية من كلمة الله، ويعرف أن يستخدمها في المواقف المختلفة، وبين أن تكون ثقافته عالمية يستقيها من البيئة المحيطة ومن وسائل الإعلام. وبالأسف كثيرون يُفضِّلون ذلك. وهذا ما قاله بولس أيضًا لتيموثاوس: «لأنه سيكون وقت لا يحتملون فيه التعليم الصحيح، بل حسب شهواتهم الخاصة يجمعون لهم معلمين مُستحكـَّة مسامعهم، فيصرفون مسامعهم عن الحق، وينحرفون إلى الخرافات» (2تيموثاوس 4: 3، 4). وبقدر أمانة الخادم، وتقديره واحترامه لكلمة الله، واقتناعه وتمسُّكه بها، بقدر ما يكون ناجحًا في خدمته، ومُؤيَّدًا بقوة الروح القدس، ومؤثِّرًا في النفوس. ويجب أن نعرف أن الجسد الذي فينا يستثقل كلمة الله، ويمَلّ منها سريعًا، ويقنع فقط بالفُتات، مع أكبر قدر من التسليات والحكايات التي تروق له. لكن الخادم الحقيقي لا يسير بآراء الناس، ولا يسعى لإرضائهم وإعجابهم. إنه يسمو فوق ذلك، وهو يعلم أنه يخدم السيد العظيم الذي كلَّفه بهذه الخدمة وسيقدِّم له الحساب. لهذا فهو يُقدِّم كلمة الله بالحقيقة ككلمة الله، بكل أمانة وإخلاص. وهذا ما كان يفعل بولس إذ قال: «لسنا كالكثيرين غاشين كلمة الله» (2كورنثوس2: 17)، أي دون تخفيف بأفكار بشرية أو مبادئ اجتماعية. إن الرب يسوع، وهو أعظم خادم ظهر على الأرض، كان يحفظ الشريعة ويُكرمها، وهو الذي قال: «وشريعتك في وسط أحشائي» (مزمور40: 8). لقد كان يُقدِّم الحقّ للنفوس حتى لو كان لاذعًا ومُوبـِّخًا وغير مُحبَّب لآذان الطبيعة البشرية الفاسدة. إنه لم يعرف التملُّق، ولم يتكلم بالناعمات، بل كان حاسمًا وحازمًا في المواقف التي تحتاج إلى ذلك، مع أنه المملوء بالنعمة. لقد كان عارفًا بالكتب المقدَّسة، وفي ناموس الرب كانت مسَّرته وفي ناموسه كان يلهج نهارًا وليلاً (مزمور 1: 2). وكان يعرف أن يستخدم الأقوال الإلهية في مناسبتها. إنه الزارع الذي خرج ليزرع ويلقي بذار الكلمة. وقد انطبقت عليه الكلمات: «الذاهب ذهابًا بالبكاء حاملاً مبذر الزرع» (مزمور 126: 6 قارن مع لوقا8: 11)، وعلى كل خادم أن يتعلَّم منه هذا المنهج. إن الكلمة الإلهية هي التي تُحيي النفوس المائتة. فهي تتعامل مع القلب والضمير، وليس فقط مع العقل. وبها يُولَد الإنسان ثانية (يعقوب1: 18؛ 1بطرس1: 23). وهي قادرة أن تخلِّص نفوس الذين يقبلونها بوداعة واتضاع (يعقوب1: 21)، إذ تقودهم نحو المسيح. إن «الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله» (رومية10: 17). وبعيدًا عن هذه الكلمة لا إيمان ولا خلاص. وهذا ينطبق حتى على خدمة الأطفال في مدارس الأحد. فقد تعلَّم تيموثاوس في طفولته الكُتب المقدَّسة، وكانت قادرة أن تُحكِّمه للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع (2تيموثاوس3: 15). إن الخادم يكرز بالكلمة، وليس بنفسه أو اختباراته، «ومَنْ له أُذنان للسمع فليسمع». وهي الوسيلة التي تُنمي كل أولاد الله إذ يتغذّون بها. كما أنها المرآة التي تكشف حقيقة الحالة، وتُقدِّم أيضًا العلاج المناسب الذي يصحِّح الأوضاع الخاطئة. وكلما تجدَّد الذهن بنور من الكلمة، كلّما تغيَّرت الحياة والسلوك إلى الأفضل. إنها سِرّ القوة في حياتنا الروحية، وعدّة النصر في حربنا مع الشيطان. وهذا ما حدث مع ربّ المجد نفسه في التجربة، إذ كان يجيبه من المكتوب. وهي ضمن سلاح الله الكامل باعتبارها «منطقة الحق» و«سيف الروح». أي يجب أن نطبِّقها على أنفسنا أولاً قبل أن نتكلم بها للآخرين. وهي كنار وكمطرقة تحطّم الصخر، مهما كانت قساوة القلب. لهذا يجب على الخادم أن يكون ممتلئًا ومُتمكِّنًا من كلمة الله، متعمِّقًا في دراستها وفهمها، ليكون دائمًا مستعدًّا أن يقدِّم للآخرين جُددًا وعُتقاء. ومَنْ له يُعطى ويزداد. |
||||
25 - 07 - 2016, 06:24 PM | رقم المشاركة : ( 13674 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الخادم وحياة القداسة إن التعامل مع المقدَّسات والأنشطة الروحية لن يجعل منّا قديسين، ولن يضمن لنا حياة القداسة· لكن التعامل مع الله القدوس، والمقابلة اليومية معه، والاعتياد على الوجود في محضره؛ هو الذي يضمن لنا ذلك· ويظل الإنسان راضيًا عن نفسه، خاصة إذا مارس أنواعًا من النشاط والخدمة، حتى يدخل إلى محضر الله بصدق وإخلاص، ويستشعر قداسته؛ عندئذ سيكتشف نجاسته، مثلما حدث مع إشعياء النبي (إشعياء 6)، وهذا ما عبَّر عنه المرنم بقوله: إذ دخلت قدسك·· ورأيت عرشك·· أخجلتني صورتي·· h إن الدرس الأول الذي على كل خادم أن يتعلّمه، قبل الخدمة: هو أنه يتعامل مع إله قدوس، وعليه أن يحترم قداسته، ويسلك متوافقًا مع هذه القداسة، مدركًا أن الله يراه ويسمعه دائمًا، ويزن تصرفاته بميزان الحق· h إن أول إشارة للقداسة في الكتاب المقدس ارتبطت بإرسالية موسى (خروج 3)· فقد ظهر له الرب من العُليقة، وقال له: «اخلع حذاءك من رجليك، لأن الموضع الذي أنت عليه أرض مقدسة»· وذلك قبل أن يقول له: «هلم فأرسلك إلى فرعون» (خروج 5: 3 ، 10)· h ونفس الدرس حدث مع يشوع قبل أن يبدأ الحروب لامتلاك الأرض، عندما ظهر له رئيس جند الرب وقال له: «اخلع نعلك من رجلك، لأن المكان الذي أنت واقف عليه هو مقدس» (يشوع 15: 5)· h وعندما ظهر الرب ليعقوب في حلم الليل وتكلم معه، استيقظ يعقوب من نومه وقال: «حقًا إن الرب في هذا المكان وأنا لم أعلم، وخاف وقال ما أرهب هذا المكان» (تكوين 28: 16،17)· لقد استشعر حالته غير المتوافقة مع قداسة الله عندما أتى وجهًا لوجه معه ولو في الحلم· وظل هذا الشعور يلازمه بعد 30 سنة، عندما قال الرب له: «قم اصعد إلى بيت إيل وأقم هناك» (تكوين 35)· لقد تعلم أنه ببيت إيل تليق القداسة· وعلى كل مؤمن ومؤمنة، لا سيما مَنْ يخدمون، أن يدركوا خطورة التعامل مع إله قدوس، وأن يعيشوا تحت شعور واعٍ بأن الرب حاضر في هذا المكان (في كل مكان)، وهذا ينشئ فيهم مهابة وارتعادًا مقدسًا· h كذلك فإنّ يوسف، بعد سنوات، عاش نفس الاختبار، عندما واجه الخطية وقال: «كيف أصنع هذا الشر العظيم، وأخطئ إلى الله؟» (تكوين 39: 9)· h وعندما ظهر لجدعون، وقبل أن يرسله ليخلِّص إسرائيل من المديانيين، ورأى جدعون أن الذي تكلم معه هو الرب نفسه، خاف وقال: «آه يا سيدي الرب· لأني قد رأيت ملاك الرب وجهًا لوجه» (قضاة 6: 22)· لقد شعر بعدم التوافق مع قداسة الشخص الذي تكلم معه، وكان عتيدًا أن يستخدمه· h وفي تاريخ إيليا وأليشع نري أن كلاً منهما وقف في حضرة الله بكل خشوع يُفنِّد اعتبارات قداسته، وهذا انعكس على حياة كل منهما وخدمته· فعاش إيليا منفصلاً عن شر الأمة، شاهدًا أمينًا للرب· وعاش أليشع كرجل الله المقدس الذي يحمل معه تأثيرًا مقدَّسًا حيثما يذهب أو يكون· h لقد ظهرت قداسة الله على جبل سيناء، يوم نزل الرب على هذا الجبل وتكلَّم مع موسى· وكان الجبل يضطرم بالنار ويرتجف وفوقه سحاب ثقيل ورعود وبروق وصوت بوق كان يزداد اشتدادًا جدًا، وكان المنظر هكذا مخيفًا حتى قال موسى «أنا مرتعب ومرتعد» (خروج 19؛ عبرانيين 12)· لكن بالأكثر ظهرت قداسة الله في صليب المسيح، حيث أوقع كل الدينونة عليه كالبديل للخطاة، وسط ساعات الظلام· إن إدراكنا لموقف الله القدوس من الخطية، كما ظهر في الصليب، حتمًا سيملأ قلوبنا كراهية للخطية، ويقودنا إلى حياة القداسة التي تتوافق مع الله· وعلينا أن نعرف أن الخطية خيانة ضد الرب (يشوع 7)، إهانة له (رومية 2)، عار (أمثال 34: 14)، واحتقار للرب (2صموئيل 12)، نجاسة (تكوين 34)· وهذا كله يجعلنا نرفض الخطية وننفصل عنها، مبغضين حتى الثوب المدنَّس من الجسد· إن المطلب الأول الذي يريده الرب في الخادم هو: حياة القداسة، وسط عالم مليء بالمؤثرات التي تنجِّس· وعلينا أن ندقِّق فيما نقرأه ونسمعه ونشاهده، وفي المعاشرات والصداقات والأماكن التي نتردد عليها· فهذا كله، أردنا أو لم نُرِد، سيؤثِّر علينا ويلوِّث أفكارنا· وعلينا أن نتذكر أن جسدنا هو هيكل للروح القدس· وعلينا أن نحترم هذا الأقنوم الإلهي، إن أردنا أن يستخدمنا بقوة في خدمة ناجحة· كما يجب أن نتحذّر من الجسد الذي فينا وندرك فساده وأنه عديم الشفاء، فنخاف من أنفسنا ولا نأتمن الجسد على الإطلاق· وعلينا أن نسير بخوف أمام الله الآب الذي يرانا، والذي يحكم بغير محاباة، ويؤدِّبنا للمنفعة لكي نشترك في قداسته· وإذا أخطأنا علينا أن نعترف ولا نكتم خطايانا، ونتوب أمامه بكل تواضع وانكسار، واثقين في شفاعة المسيح لأجلنا، وفي كفاية النعمة التي تعالج أخطاءنا، وتأخذ بأيدينا وتسترنا في ضعفنا، وتستخدمنا من جديد· |
||||
25 - 07 - 2016, 06:26 PM | رقم المشاركة : ( 13675 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
دوافع الخادم سبقت الاشارة في عدد سابق إلى أن الخدمة أصبحت مجالاً لتحقيق وتعظيم الذات، واستعراض المهارات· ولقد امتلأت الساحة في الأوساط الكنسية بمن يبحثون عن مكان لأنفسهم، وعن مديح من الآخرين· وقد يكون الدافع هو المكسب المادي، وهو ما يسميه الكتاب: «الربح القبيح»، عندما تتحول الأمور الروحية إلى تجارة· أو قد يكون الدافع هو تحقيق بعض الرغبات الجسدية من خلال النشاط المشترك بين الشبان والشابات· وهؤلاء جميعًا، بهذه الدوافع الجسدية، لا يعنيهم كثيرًا أن يُكرَم المسيح ويتمجد من خلال خدمتهم، وأن تتبارك النفوس وتخلص· وبالطبع هم لا يرفضون ذلك، لكن ليس هذا هو الهدف الأول لنشاطهم· إنهم ليسوا كيوحنا المعمدان الذي قال: «ينبغي أن ذلك يزيد وأني أنا أنقص» (يوحنا3: 30)، لكنهم كمرثا التي كانت مرتبكة في خدمة كثيرة، وقالت للرب: «أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي» (لوقا 10: 40)· والرب لم يمتدح هذه الخدمة لأن الدافع كان هو تحقيق الذات· وكم من أنشطة وخدمات تؤدَّى بدوافع جسدية وطاقة جسدية أو نفسية، وليست بقوة الروح القدس، ولا لمجد المسيح· وهذه كلها ستحترق أمام نيران الفحص الإلهي لأنها خشب وعشب وقش (1كورنثوس3: 15)· لكن الكتاب يحدِّثنا عن الدوافع المقدسة التي تميّز الخدمة الحقيقية، والتي تحظى بسرور الرب وإعجابه· ونجد هذه الدوافع مذكورة في 2كورنثوس5· 1· «فإذ نحن عالمون مخافة الرب، نُقنع الناس» (2كورنثوس 5: 11)· عندما ندرك رُعب الدينونة العتيدة، وكم مخيفٌ هو الوقوع في يدي الله الحي، وكم رهيب هو العرش العظيم الأبيض الذي سيقف أمامه كل الأشرار للدينونة· هذا ما قاله بولس لتيموثاوس: «أنا أناشدك إذًا أمام الله والرب يسوع المسيح العتيد أن يدين الأحياء والأموات عند ظهوره وملكوته· اكرز بالكلمة· اعكف على ذلك في وقت مناسب وغير مناسب» (2تيموثاوس4: 1 ،2)· فالشخص الذي يُقدّر حقيقة الدينونة، وقيمة النفوس الخالدة، وعذاب الأشرار بطول الأبدية، لا يحتمل أن يسكت، ولا يهدأ له بال حتى يصل إلى هذه النفوس الهالكة· هذا ما فعله بولس إذ قال: «اسهروا متذكرين أني ثلاث سنين، ليلاً ونهارًا، لم أفتُر عن أن أُنذر بدموع كل واحد» (أعمال20: 31)· فدعونا بنشاط وثبات ننذر الشرير من يومٍ عصيب فالقلائل سيخلصوا ويأتوا وهلاك لألوف عن قريب 2· كرسي المسيح· «لأنه لا بد أننا جميعًا نُظهر أمام كرسي المسيح، لينال كل واحد ما كان بالجسد بحسب ما صنع» (2كورنثوس 5: 10)· هناك ستُقيَّم الأعمال بميزان الحق· وكل تعب لأجل الرب، وكل تضحية، وكل عطاء بالجُهد والوقت والمال؛ سوف يحظى بتقدير الرب واستحسانه في ذلك اليوم· وكأس ماء بارد باسمه لن يضيع أجره· وهو لن ينسى أقل شيء عملناه إكرامًا له· وسنحصل على مكافأة من إله المجازاة تبقى معنا بطول الأبدية· ولن نندم على ما قدَّمناه للرب ولن نشعر أنه كان إتلافًا· وعلى العكس، سنندم على ما لم نفعله لأجله، وعلى الفُرص التي اضعناها بجهلنا، ولم نستثمرها· لقد سجّل بولس اختباره الشخصي في نهاية حياته إذ قال: «قد جاهدت الجهاد الحسن، أكملتُ السَّعيَ، حفظتُ الإيمان، وأخيرًا قد وُضِعَ لي إكليل البر، الذي يهبه لي في ذلك اليوم الرب الديان العادل» (2تيموثاوس4: 7 ،8)· فدعونا نبذل كل اجتهاد ونُكثر في عمل الرب كل حين، عالمين أن تعبنا في الرب ليس باطلاً· 3· محبة المسيح التي تحصرنا (2كورنثوس5: 14)· ليست المكافآت هي الدافع الأسمى للخدمة، بل إن محبة المسيح التي أسرتنا وتُحاصرنا هي التي تُحركنا لكي نتعب ونُضحّي لأجله ونخدمه· لقد «مات لأجل الجميع، كي يعيش الأحياء فيما بعد لا لأنفسهم بل للذي مات لأجلهم وقام» (2كورنثوس5: 15)· إننا أمام هذه المحبة الفائقة المعرفة التي ظهرت في الصليب، لا نستطيع أن نفعل أقل من ذلك· إننا في دين كبير لهذه المحبة، لكي نعيش ملكًا لمن أحبنا، ونكون رهن إشارته، ونردّ صدى حبه بأن نخدمه من خلال النفوس التي أحبها· ويظل المبدأ قائمًا: «بما أنكم فعلت بأحد هؤلاء ··· فبي فعلتم»· وقد قال الرب يسوع لبطرس: «أ تحبني؟·· اِرعَ غنمي»· و«إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة تُحتقر إحتقارًا» (نشيد8: 7)· وقد عاتب الرب ملاك كنيسة أفسس قائلاً: «أنا عارف أعمالك··· لكن عندي عليك أنك تركت محبتك الأولى· فاذكر من أين سقطت وتب» (رؤيا2: 2 ،4 ،5)· 4· التكليف الإلهي· «أعطانا خدمة المصالحة· أي أن الله كان في المسيح مُصالحًا العالم لنفسه، غير حاسب لهم خطاياهم، وواضعًا فينا كلمة المصالحة· إذًا نسعى كسفراء عن المسيح، كأن الله يعظ بنا· نطلب عن المسيح: تصالحوا مع الله» (2كورنثوس5: 18-20)· إننا نمثِّل المسيح في هذا العالم المتمرِّد، ونحن سفراء عنه· وعلينا أن نحمل هذه الرسالة: "أن الله يقدِّم المصالحة للعالم على أساس موت ابنه، ولكن في يوم قادم سيعلن الحرب على هذا العالم الذي رفض المسيح وصليبه"· |
||||
25 - 07 - 2016, 06:29 PM | رقم المشاركة : ( 13676 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مبادئ عامة في الخدمة (1) قال الرب يسوع: «إن كان أحد يخدمني فليتبعني» (يوحنا 12: 26)· وما أعظمه مثالاً في التضحية بالنفس· فقد قال قبل ذلك مباشرة: «إن لم تقع حبة الحنطة في الأرض وتَمُت فهي تبقى وحدها، ولكن إن ماتت تأتي بثمر كثير· مَنْ يحب نفسه يُهلكها، ومَنْ يُبغض نفسه في هذا العالم يحفظها إلى حياة أبدية» (يوحنا12: 24 ، 25)· إن المسيح «لم يأتِ ليُخْدَم بل ليَخْدِم وليبذل نفسه فدية عن كثيرين» (مرقس10: 45)· وطوال حياته «لم يُرضِِ نفسه» (رومية15: 3)، «ولم يُمجِّد نفسه» (عبرانيين5: 5)، بل «وضعَ نفسه» (فيلبي2: 8)، و«بَذلَ نفسه» (غلاطية1: 4)، و«أسلم نفسه لأجلنا» (أفسس5: 2)، و«سكب للموت نفسه» (إشعياء53: 12)· وإن كنا نريد أن نخدمه فعلينا أن نتبع مثاله، فنموت عن الذات، ونرفض رغباتها، حتى الرغبات المشروعة، ولا نسعى لننال مديح الآخرين أو مجدًا منهم، ولا نبحث عن الخدمات الظاهرة، بل ليكن شعارنا مع مَنْ قال: «ينبغي أن ذلك يزيد، وأني أنا أنقص» (يوحنا3: 30)· وعلينا أن نُنفِق ونُنفَق إلى حد الإتلاف (كما قال التلاميذ عن مريم) في خدمتنا للرب، وهدفنا أن نُرضيه ونكرمه· وفي بداية دعوته للتلاميذ، قال المسيح لبطرس وأندراوس: «هلمّ ورائي فأجعلكما صيادي الناس» (متى4: 19)· وإن كنا نريد أن نخدمه الخدمة المرضية، علينا أن نقتفي أثره، ونتعلم منه· إنه لم يعش لأجل نفسه، ولم يعمل شيئًا واحدًا لأجل نفسه· لم يكن لديه وقت للراحة، فكان يعمل في السبوت (أيام الراحة)· ولم تتيسَّر له فرصة للأكل وسط زحام الخدمة· ولم يكن لديه وقت للنوم، فكم من المرات نراه ساهرًا في الجبل حتى الصباح يصلي، لكي يتأيَّد بالقوة ليوم جديد مشحونًا بالخدمة· والآن دعونا نمتحن أنفسنا: أين نحن من هذا المثال؟ وهل ما نفعله هو بالحقيقة خدمة للرب؟ هل المسيح هو غرض الخدمة أم ذواتنا؟ «إن كان أحد يخدمني»· هل عرفناه وتفرّسنا فيه حتى يمكننا أن نتبع مثاله؟ علينا أن ندرس الأناجيل من جديد، ونحدق النظر في حياة المسيح وخدمته وعطائه وحبه وتضحيته· ولنعلم أنه يُقدِّر كل خدمة حقيقية وكل تعب لأجله، وسيكافئ كل ما عملناه· «إن كان أحد يخدمني يكرمه الآب» (يوحنا12: 26)· فهو لن ينسى كأس ماء بارد باسمه، ولن ينسى الفلسين اللذين ألقتهما الأرملة الفقيرة، كما لن ينسى قارورة الطيب التي كسرتها مريم· والمكافأة من الآب هنا وهناك· (2) قال الرسول بولس: «فأطلب إليكم··· برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية» (رومية12: 1)· وهذا يعني أن نخدم الرب كعبيد· والعبد هو بجملته مِلكٌ لسيده· ولا يمكن أن نفصل الخدمة عن الحياة بتفاصيلها· فالخدمة هي حياة كاملة مُكرَّسة للرب، وليست فقط بعض الأنشطة التي نمارسها أو نُكلَّف بها· فالبعض يعمل بإتقان واجتهاد بعض الأشياء التي طُلبت منه في المجال الروحي، لكنه بعد ذلك يعيش حياته بعيدًا عن الأجواء الروحية، ويعمل ما يحسن في عينيه حتى لو كان خطية· إنه يريد أن يشعر أنه حر طالما أدَّى المفروض عليه· وهو حريص على صورته في الأوساط الكنسية والروحية، لكنه لا يريد أن أحدًا يتدخل في حياته الخاصة· إنه في العَلَن شيء وفي السر شيء آخر· ولا شك أن هذا الشخص قد نسي أنه بجملته عبد للمسيح· وربما لا يدرك أن الخادم هو خادم أينما وُجد· أمام الناس هو خادم، وبعيدًا عن الناس هو أيضًا خادم، لأنه يخدم أمام الرب· إنه طوال الأسبوع هو خادم وليس فقط في الدقائق التي يُؤدي فيها الخدمات المطلوبة· وعليه أن يلاحظ نفسه باستمرار، ويُذكِّر نفسه بأنه عبد وخادم للمسيح طول الوقت· (3) قال الرسول بولس أيضًا: «حتى أُتمِّم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع» (أعمال20: 24)، وقال للمؤمنين في كولوسي: «قولوا لأرخبس انظر إلى الخدمة التي قبلتها في الرب لكي تتممها» (كولوسي 4: 17)· فالخدمة الصحيحة هي تكليف من الرب ورؤية معطاة من الرب، وليست تكليفًا من الناس· وقد يكون تكليف الناس بعيدًا عن فكر الرب من جهة هذا الشخص، ولا يتناسب مع تكوينه وقدراته فيفشل سريعًا· أما الخدمة التي نأخذها من الرب فستكون متناسبة مع تجهيز الرب لنا، ومع الموهبة والمقدرة المُعطاة لنا· وسنشعر فيها بالفرح والنجاح والتأييد الإلهي· إن الخدمة ليست أن نعمل أشياءً صحيحة للرب، بل أن نعمل الأشياء التي يريدنا هو أن نعملها· إنها تثقّل من الرب، وليست هواية محببة أو تسلية وترفيهًا عن النفس· (4) الخدمة ليست تقليدًا للآخرين بل كما قسم الله لكل واحد، فلا تحاول أن تتقمص شخصية أحد الخدام الناجحين، بل كن كما أنت واقبل نفسك كما صنعك الفخاري الأعظم، وتذكّر أن الله لا يُكرِّر الأواني· إنه يريدك هكذا، وسيستخدمك بالإمكانيات التي وضعها فيك· |
||||
25 - 07 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 13677 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلاقة الصحيحة مع الله أساس الخدمة الصحيحة رأينا في المرة السابقة كيف أنها بركة حقيقية أن نحمل النير في الصبا، وأن نتحمل المسؤليات مبكِّرًا، وأن نعمل عمل الرب بأيدٍ غير مرتخية· والرب يُسرّ بأن يرى شبابًا مُكرَّسًا مُجنَّدًا لخدمته· ولكني أود أن أرفع راية الخطر حول الاندفاع الحماسي للخدمة من جانب أشخاص لم يعرفوا الرب بعد، وليس لهم علاقة حقيقية معه· لقد امتلأت الكنائس بالأنشطة، وصارت - بالنسبة للبعض - مجالاً لتحقيق الذات، واستعراض المهارات لكل مَن يريد أن يقول: "أنا هنا"، شابًا كان أم فتاة· وتحت شعار "الخدمة" يتزاحم الكثيرون، كلٌّ يبحث عن مكانٍ لنفسه وليس عن مكانٍ للمسيح· إن كثيرين من الشباب لهم علاقة بالأنشطة الروحية، وليس لهم علاقة حيّة مباشرة مع الله· ومع الوقت يُتقنون هذه الأنشطة من حيث الأداء والممارسة الشكلية، ويظنّون أنهم يقدِّمون خدمة ناجحة للرب· وقد تحظى هذه الأنشطة بإعجاب ومديح الناس، وهذا يزيد من الشعور بالإنجاز، والانتماء، والترفيه، والترويح عن النفس، وتنفيث الطاقات الكامنة في الداخل· كل هذا دون أن يكون لهم علاقة صحيحة أو اختبار حقيقي مع الرب! وهذه الممارسات التي لها القالب الديني، وما تحققه من أهداف نفسية للشاب أو الفتاة، ليست عيبًا في حدِّ ذاتها· وهي على أي حال أفضل كثيرًا من أن تُوجَّه الطاقات في الشرور مع شباب العالم· ولكن العيب هو أن نُسمّي هذه "خدمة للرب"· والخطر يكمن في أن هذه الممارسات التي لها الشكل الروحي، ستصبح مُخدِرًا لضمير مَن يمارسها· والشيطان سيخدعه بأنه ليس مؤمِنًا فقط، بل خادمًا وقائدًا ناجحًا في الأوساط الروحية· ويصبح من الصعب للغاية إقناعه بأنه خاطي ويحتاج إلى التوبة ورجوع حقيقي إلى الله، وأن يبدأ من جديد ناسيًا كل ما مضى· وعليه أن يتضع وينكسر ويشعر بفساده الداخلي، ويدرك أنه لا يمكن أن يُمثِّل على الله؛ فيرفض نفسه في التراب والرماد· لقد تقابل الرب مع نيقوديموس، وكان رئيسًا لليهود، وشيخًا موقَّرًا، ومعلَِّمًا جليلاً للناموس· ومع هذه المكانة الدينية، قال له يسوع: «ينبغي أن تُلدوا من فوق» (يوحنا3: 7)· إن صورة التقوى والتدين الظاهري وكثرة النشاط والحماس والجهد المبذول لأداء هذه الأنواع من الخدمات، هي نوع من الأسلوب الدفاعي الذي يقوم به الشخص ليستر حالته العارية أمام الله، أو ليكفِّر عن شرور يفعلها في الخفاء· لكن الله يكره هذا الأسلوب، ولا يطيق الإثم والاعتكاف، ويحذِّر من العروج بين الفرقتين· وفي يوم قادم سيأتون قائلين: «أليس باسمك تنبأنا، وباسمك أخرجنا شياطين، وباسمك صنعنا قوات كثيرة، فحينئذ أصرِّح لهم إني لم أعرفكم قط» (متى7: 22 ،23)· إن هذه الأنشطة الشكلية والتي من خلالها يحقِّق الشاب ذاته، ويُشبع هوايته، لا تحتاج إلى شركة مع الله ولا إلى عمق كتابي· فهي تعتمد بالأكثر على الأناقة واللباقة والرشاقة والجاذبية وقوة الشخصية وخفة الروح والذكاء الاجتماعي ونبرات الصوت ومهارة الأداء والقدرة على انتزاع إعجاب الآخرين· وكل هذه المقوِّمات الإنسانية يمكن أن تتوفر في إنسان لا يعرف الله ولم يوُلد من فوق· إنها أنواع من الفنون في الإطار الديني الذي يلقى قبولاً متزايدًا من الجماهير، وقد أخذ صورًا متعدِّدة متخصِّصة، لكل تخصص منها فريق· وهو يُؤدَّى بطاقة نفسية وحماس جسدي في كثير من الأحيان· وفي هذه الحالة هو بعيد عن مفهوم الخدمة الحقيقية المرضية لدى الله، والتي تنبع بالضرورة من علاقة حية مع الله، وتعتمد على روح الله· إن العلاقة الصحيحة مع الله تبدأ بالتوبة والرجوع إلى الله، والإيمان الذي يتبعه تغيير حقيقي وجذري في كيان الشخص يشمل الأفكار والاهتمامات والرغبات والدوافع والأهداف وأسلوب الكلام والتصرفات والعادات والمعاشرات· لقد امتلك هذا الشخص حياة جديدة هي حياة المسيح، وطبيعة جديدة هي طبيعة الله، وسكن فيه روح الله· وصار إنسانًا جديدًا يختلف تمامًا عن الإنسان الطبيعي الذي لا يعرف الله· وهذه العلاقة التي بدأت بالتوبة والرجوع، تجعله يوميًا يعيش في محضر الله، يقف أمامه، يشعر بوجوده، يتلامس روحيًا معه، يتكئ على صدره، يشعر بالحب والانتماء إليه، يستمع إليه ويتكلم معه، يحب الكتاب ويحب الاختلاء مع الله· يشتاق أن يعرفه أكثر وينمو في معرفته· لا يستطيع أن يستغني أو يستقل عنه· يشعر بالاحتياج المستمر له· يستند عليه ويثق فيه· يبدأ يومه معه، ويحكي معه خلال اليوم كأفضل رفيق، ويختم اليوم معه، ويستمتع بابتسامة رضاه عن هذا اليوم· يفحص نفسه كل يوم ويخاف أن يجرح مشاعره· وإذا حدث يسرع الخُطى لكي يعترف بخطئه ويدين نفسه طالبًا المعونة لكي يُحفَظ من الذلل· إنه يحبه ويشتاق إن يخدمه خدمة مرضية بخشوع وتقوى· وهذا هو الأساس الصحيح للخدمة الصحيحة· |
||||
25 - 07 - 2016, 06:34 PM | رقم المشاركة : ( 13678 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يستهن أحد بحداثتك سنبدأ بمعونة الرب سلسلة جديدة عن الخدمة والخُدَّام ، نستعرض فيها المفاهيم الصحيحة، من كلمة الله، عن الخدمة الناجحة، وكيف يكون الشخص خادمًا صالحًا ليسوع المسيح، وإناءً للكرامة مقدَّسًا، نافعًا للسيد ومستعدًّا لكل عمل صالح. وكم هو أمرٌ مبارك أن تكون لدينا الرغبة والأشواق المقدَّسة لخدمة السيد الذي أحبَّنا، وأسلم نفسه لأجلنا، ولا يزال يخدمنا في الأقداس، في السماء، كالكاهن والشفيع. وكم هو كريم في عيني الرب أن يجد شبابًا مكرَّسًا، يُسلِّم نفسه بين يديه، راجيًا بإخلاص أن يستخدمه، بعد أن يُشكِّله، ليكون بركة ومعونة للآخرين. فإنَّه «كسهامٍ بيدِ جبَّار، هكذا أبناء الشبيبة. طوبى للذي ملأ جعبته منهم» (مزمور127: 4، 5). والكتاب يقول: «جيِّدٌ للرجل أن يحمل النير في صباه» (مراثي3: 27). فإنَّ هذا سيحفظه من تأثير العالم وجاذبيَّاته، وسيُدرِّبه على حياة الانضباط في كل شيء، ويُحبِّبه في كلمة الله ودراسته. وبالإجمال إنَّها بركة عظيمة أن يتعوَّد الشاب على تحمُّل المسئوليات، فهذا سيصنع منه رجلاً ناجحًا على كل المحاور، وينطبق عليه القول: «لا يستهن أحد بحداثتك». وهو بدوره سيعود بالامتنان للرب الذي علَّمه من الصبا، كما يقول كاتب المزمور: «اللهم، قد علَّمتني منذ صباي» (مزمور71: 17). إنَّ التعلُّم والتأسُّس والتأصُّل بطريقة صحيحة من الصبا، سيحدِّد الاستمراريَّة الصحيحة والناجحة. وكم نحتاج إلى شباب له قلب في العمل، وله اهتمامات روحيَّة مقدَّسة؛ مختلفة عن شباب هذا العصر، الذي يبحث عن إرضاء الذَّات وإشباع الرغبات بما هو عالمي. إنَّ روح العالم هي الأنانيَّة والتَّمركز حول الذَّات، أمَّا روح الخادم فهي المحبَّة التي تتعب وتُضحي وتُعطي. والكتاب يذخر بالأمثلة المباركة لأشخاص تعلَّموا منذ الصبا، وحملوا النير منذ حداثتهم، وقد استخدمهم الرب وكانوا ناجحين، كلٌ في مكانه ودوره. على سبيل المثال: 1- يوسف: لقد تعلَّم الطَّاعة، والطهارة، ومخافة الرب، والحيدان عن الشر، والتعايش مع الحرمان والضغوط والظروف الصعبة. وإذ كان بعد فتى، لم يتجاوز 17عامًا، قيل عنه: «كان رجلاً ناجحًا ... ومهما صنع كان الرب يُنجحه» (تكوين39: 2 ، 23). 2- موسى: تعلَّم في طفولته، من أمه التقيَّة التي أرضعته، أنَّه ينتمي إلى شعب الله، وأنَّ هذا الشعب، رغم الفقر والمذلَّة، هو شعب الله. تعلَّم أنَّ الغنى الحقيقي ليس في خزائن مصر، والراحة الحقيقيَّة ليست في قصر فرعون، والنجاح ليس في الوصول إلى العرش، والسعادة ليست في التمتُّع الوقتي بالخطيَّة. تعلَّم كل هذا في صباه، و« لمَّا كبر أبى أن يُدعى ابن ابنة فرعون، مفضِّلاً بالأحرى أن يُذَل مع شعب الله على أن يكون له تمتع وقتي بالخطيَّة، حاسبًا عار المسيح غنى أعظم من خزائن مصر، لأنَّه كان ينظر إلى المجازاة» (عبرانيين11: 24-26). وكانت هذه هي البداية في طريق الإعداد والاستخدام. 3- صموئيل: تعلَّم من أمه حنَّة، في طفولته، الصلاة الحقيقيَّة، والتقوى الحقيقيَّة، والسجود، وإكرام الرب، وامتياز أن يكون نذيرًا للرب كل حياته وأن يخدمه. فإنها «حين فطمته أصعدته... أتت به إلى الرب في شيلوه والصبي صغير... وقالت (لعالي) وأنا أيضًا قد أعرته للرب. جميع أيَّام حياته هو عارية للرب» (1صموئيل1: 23-28). «وكان صموئيل يخدم أمام الرب وهو صبي متمنطق بأفود من كتَّان (أبيض)... وكبر الصبي صموئيل عند الرب» (2: 18 ، 21). ووسط جوّ الفساد الذي تمثَّل في أولاد عالي الكاهن، نقرأ القول: «وأمَّا الصبي صموئيل فتزايد نموًّا وصلاحًا لدى الرب والناس أيضًا» (2: 26). «وكان الصبي صموئيل يخدم الرب أمام عالي» (3: 1). «وكبر صموئيل، وكان الرب معه، ولم يدع شيئًا من جميع كلامه يسقط إلى الأرض. وعرف جميع إسرائيل... أنَّه قد اُؤتمن صموئيل نبيًّا للرب» (3: 19 ،20). 4- داود: تعلَّم الانفراد مع الرب منذ صباه عندما كان يرعى الغنم. وتعلَّم الاتَّكال عليه في ضعفه. وتعلَّم الثقة في قوَّة الله الذي أعطاه النصرة على الأسد والدب. وتعلَّم أنَّه ليس بسيف ولا برمح يخلِّص الرب، فذهب في شجاعة الإيمان يواجه جليات الفلسطيني. تعلَّم قيمة شعب الرب، وأنَّهم حتَّى في مذلتهم هم صفوف الله الحي. تعلَّم الصبر والاحتمال للمشقَّات وهو بعد فتى، أشقر وحلو العينين؛ لكنَّه مع حداثته لم يكن شخصًا مدلَّلاً أو مرفَّهً. وقد استخدمه الرب ليرعى شعبه ويملك عليهم. 5- الفتاة الصغيرة: لقد سُبيت من أرضها إلى آرام، وكانت تخدم بين يدي امرأة نعمان رئيس جيش ملك آرام، الذي كان هو السبب المباشر في الكارثة التي حلَّت به. لكنَّها لم تكن تحمل تُجاهه مشاعر مرارة. فقد تعلَّمت أن تأخذ أمورها من يد الرب، وتتقبَّل الأوضاع المعاكسة لرغباتها وآمالها بروح الشكر والرضى والتسليم. واستطاعت أن تشهد عن الله وعن النبي الذي في السَّامرة (أليشع)، وتحمل الأخبار السَّارة لنعمان، أنَّه يوجد رجاء للأبرص. وقد استخدمها الرب، رغم حداثتها وظروفها، لتكون الحلقة الأولى في خلاص نعمان (2ملوك5). 6- دانيآل: وهو بعد فتى، لم يتجاوز 14عامًا، سُبي إلى بابل. ومع أنَّه من نسل حزقيا ومن السلالة الملكيَّة، لكنَّه وجد نفسه عبدًا عند ملك بابل. هذا الفتى تعلَّم في صباه أن يحترم شريعة إلهه ويطيعها حتَّى لو تغيَّر المكان، والناس المحيطين به، وتغيَّرت الظروف تمامًا، وحتَّى لو ساءت به الأحوال. لذلك «جعل في قلبه أنه لا يتنجَّس بأطايب الملك ولا بخمر مشروبه» (دانيآل 1: 8). وقد ظلَّ طوال حياته في بابل شاهدًا أمينًا للرب في السبي. 7- تيموثاوس: تعلَّم من أمه وجدَّته، في طفولته، الكتب المقدَّسة. وهذه الكتب المقدَّسة كانت قادرة أن تُحكِّمه للخلاص بالإيمان الذي في المسيح يسوع. ومنذ حداثته كانت له الأشواق المقدَّسة للخدمة ولمعت فيه الموهبة، وكان رفيقًا محبوبًا للرسول بولس وخادمًا ناجحًا للربّ، يعمل عمل الربّ كالرسول بولس، ويهتم بأحوال المؤمن بإخلاص نظير بولس. ومن خلال هذه الأمثلة الحيَّة نستطيع أن نُدرك أهميَّة التعلّم والتأسيس في الصبا، وحمل النير في الصب. ونُقدِّم التشجيع لكل شاب وفتاة يُريد أن يخدم الرب. فإنَّ الله لا يزال يعمل، ويُسرّ بأن يستخدم طاقات الشباب لمجده. وسنرى في المرَّة القادمة، إذا شاء الرب، الأساس للخدمة الصحيحة النَّاجحة، والربّ معكم. |
||||
25 - 07 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 13679 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الشعور بالذنب هو جو نفسى يعيش فيه الانسان (وسنقصر حديثنا على الشاب المؤمن أو الشابة المؤمنة) ويختلف من شخص لآخر، ومن وقت لآخر. فقد يكون مجرد شعور متردد ينتاب الشخص بين الحين والآخر، وقد يصل إلى شعور عام يغطى أغلب أوقاته ويرافقه فى كل نواحى حياته. وقد يكون شعوراً بسيطاً بعدم الرضا عن النفس، أو يصل إلى شعور عميق وعنيف يحيط صاحبه بجو ملوث يبعث على الإكتئاب. الشعور بالذنب كحالة نفسية يختلف عن الشعور بخطية محددة، فالخطية بمجرد الاعتراف بها يحصل المؤمن على الغفران، ويستعيد شركته مع الرب وبالتالى يعود إلى جو النقاء والصفاء الروحى. «إن اعترفنا بخطايانا .. يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم» (يوحنا الأولى 1: 9). بعض أسباب الشعور بالذنب : (1) ضمير شرير : هو الضمير الذى يشتكى على صاحبه دائماً مذكراً ومُشعراً إياه بأنه ليس أهلاً للإقتراب إلى الله بسبب الشر الموجود فيه أو الذى يفعله. فهو يبنى اقترابه إلى الله على مايشعر به فى داخله. هذا الضمير هو أكثر أسباب الشعور بالذنب. (2) ضمير ضعيف : هو الضمير الذى يجعل صاحبه يشعر بأمور، هى ليست فى حد ذاتها خطية، لكنه يعتبرها خطية، ويتنجس بها «فضميرهم إذ هو ضعيف يتنجس» (كورنثوس الأولى 8: 7). هذا الضمير منغص دائماً لصاحبه لأنه يجعله يستذنب نفسه، ويستذنب الآخرين. (3) عدم قبول الشاب لنفسه : أحياناً يكون الشاب غير راضِ عن حجمه الروحى وإمكانياته ونوعية خدمته. ويتصور أنه لايستطيع القيام بهذه الخدمة أو تلك نظراً لأن مستواه الروحى ليس على مايرام، أو لأن صلواته قليلة أو تكريسه قليل. وعدم وصوله إلى مايتخيله أنه صحيح يجعله يتذمر على نفسه، ويزداد شعوره بالذنب. (4) كثرة مشغولية الشاب بنفسه ومشاعره : وتحوله عن الرب يجعله لايمارس الايمان بل يعيش معتمداً على المشاعر. إن مشغوليتى بنفسى لاتجعلنى أرى سوى القصور والأخطاء والهزيمة والميول الرديئة، ومن ثم أشعر بالذنب. (5) الكبت الداخلى : لأمور يشعر الشاب أنها أخطاء، وعدم التنفيث عن المشاكل والمعاناة سواء لأحد المؤمنين الروحيين أو فى الشركة مع الرب، يجعل العقل الباطن يمتلئ بالشعور بالمذنوبية وعدم الاستحقاق، وهذا الشعور يخرج بين الحين والآخر. (6) عدم التعود على الوجود الدائم فى حضرة الله : حيث النور الالهى الكاشف للعيوب والأخطاء، وفى نفس الوقت حيث المحبة والنعمة الجاذبة لى والتى تحتملنى مهما تكن نقائصى وتغطى كل عيوبى. (7) جهاز عصبى حار ونشط : يكون صاحبه عصبى المزاج، وغير قادر على التحكم فى نفسه فى أغلب الأوقات. فهو سريع الغضب، سهل الإستثارة والإستفزاز. وكلما زادت حدة جهازه العصبى، زاد شعوره بالذنب. (8) الهزيمة المتكررة: (9) مبدأ الناموس والعجز عن القيام به: (10) نقاط ضعف عنيفة: بنود 8 ،9 ،10 سبق شرحها فى العددين الخامس والسادس من نحو الهدف، فيُرجى الرجوع إليها. نتائج الشعور بالذنب : 1 - وجود فاصل بين الشاب وبين الرب، فهو قليل الإقتراب من الرب، وادراكه وإحساسه بحضور الرب معه ضعيف، نظراً لشعوره بعدم الإستحقاق. 2 - استنشاق هواء ملوث روحياً يؤدى إلى الإكتئاب والعبوسة الدائمة أمام الآخرين لأن «القلب الفرحان يجعل الوجه طلقاً» (أمثال 15: 13)، والعكس بالعكس. 3 - احتقار الشخص لنفسه، ولجوئه إلى الإنطواء، وشعوره بالنقص. 4 - عدم وجود ثقة من نحو الله فى استجابة الصلوات المرفوعة «إن لم تلمنا قلوبنا فلنا ثقة من نحو الله» (يوحنا الأولى 3: 21). 5 - العدو يشجعنى على إصلاح نفسى أولاً للتخلص من هذا الشعور، ثم العودة للشركة مع الرب، ولأننى عاجز عن إصلاح نفسى وبالتالى التخلص من هذا الشعور، فسأظل مقطوع الشركة، وبالتالى يزداد شعورى بالذنب، وهكذا أدخل فى دائرة مفرغة خبيثة من الشركة المقطوعة والشعور بالذنب وكلاهما يغذى الآخر. علاج الشعور بالذنب : هو ماسنتحدث عنه بمشيئة الرب فى العدد القادم. أما الآن فأقول إن واحداً من أهم دلائل الصحة الروحية هو العودة السريعة إلى الرب بالتوبة لعلاج السقوط الذى حدث وبالتالى استرداد الشركة «قلت أعترف للرب بذنبى وأنت رفعت آثام خطيتى» (مز 32: 5). لذا أستودعك لنعمة الله راجياً لك ملء الصحة الروحية. |
||||
25 - 07 - 2016, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 13680 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أنهار الكتاب المقدس النهر مجرى مائى عذب تنمو على ضفتيه الأشجار. وينبع النهر من تجمع مياه الأمطار، أو من ذوبان ثلوج الجبال العالية، أو من بعض البحيرات. ويستمر النهر فى سيره ماراً بمراحل ثلاث : مرحلة الصبا: حيث ينمو النهر ويقوى، ثم البلوغ: أفضل حالات النهر، وأخيراً الكهولة قبل أن يصب فى بحر أو بحيرة. والدور الذى لعبته الأنهار فى تاريخ الشعوب من بداية التاريخ هو دور لا يناقشَ ولا يُنكَر. فعلى ضفاف الأنهار بدأت حضارة الإنسان. ويوجد اليوم فى العالم عشرات الآلاف من مجارى المياه الكبيرة والصغيرة، وللأنهار فى الكتاب المقدس مكان هام. يكفى أن نذكر أن الكتاب المقدس يبدأ بذكر النهر الذى كان يسقى جنة عدن (تكوين2)، ويختم بنهر الحياة فى وسط فردوس الله (رؤيا22). يذكر لنا الكتاب المقدس أسماء حوالى 16نهراً. أشهرها نهر الأردن فى فلسطين، ونهر النيل فى مصر، ونهر الفرات فى العراق. نهر الأردن الأردن هو النهر الوحيد الكبير فى أرض فلسطين. ولهذا فإنه يلعب دوراً هاماً على صفحات الوحى فى كل من العهدين: القديم والجديد. يبدأ نهر الأردن بتجمع أربعة نهيرات تعتبر مصدر النهر ، هى براغيث: وهو أصغر هذه النهيرات، ثم حصبانى أطول هذه الأنهار. وكلاهما فى لبنان. وهما يتحدان معاً فى نهر واحد قبل بداية نهر الأردن. ثم نهر اللدان: أكبر الأنهار حجماً وأغزرها ماءً. ثم بانياس أجمل هذه النهيرات. وكلاهما فى سوريا، وهما يتحدان أيضاً معاً قبل بحيرة الحولة بمسافة 8كم. وأما مصب نهر الأردن فهو البحر الميت. والمسافة من منبع النهر حتى يصب فى البحر الميت حوالي160كم منها نحو 17كم من بحيرة الحولة حتى بحر الجليل. ونحو 100كم من بحر الجليل حتى البحر الميت، أما بحر الجليل (ويسمى أيضاً بحيرة طبرية) فطوله حوالى20كم. وهناك عدة أنهار تصب فى نهر الأردن من ناحية الشرق وهذه الأنهار هي: اليرموك بالقرب من عين نون حيث كان يوحنا المعمدان يعمد (يوحنا 3: 23)، وكريث حيث اختبأ إيليا من وجه الملك آخاب (1ملوك 17: 2) ثم يبوق، حيث المخاضة التى عبرها يعقوب قبل لقائه بأخيهِ عيسو، ومصارعته مع الملاك (تكوين 32: 22-32). وبجوار البحر الميت توجد الجلجال بقرب الموضع الذى عبر منه بنو إسرائيل تحت قيادة يشوع بن نون ليدخلوا أرض كنعان وهى لا تبعدكثيراً عن مدينة أريحا ذات الشهرة فى التاريخ القديم والسياسة المعاصرة أيضاً. يتميز نهر الأُردن بميزتين : أولاهما كثرة التعوجات، ثانياً: كثرة المنحدرات . فمع أن المسافة بين بحر الجليل والبحر الميت كما ذكرنا هى تقريباً 100كم لكن نظراً لتعوجات النهر الشديدة فإن المسافة الفعليّة له هى 320كم. وأما عن منحدراته فنقول أن كلمة الأُردن (وهى من أصلٍ عبرى) تعنى المنحدر. فارتفاع المنبع فى حاصبيا حوالى 520 متراً فوق سطح البحر، أما بحيرة الحولة فإنهاترتفع حوالى 3 أمتار فقط، وعندما يصل إلى بحر الجليل فإنه ينخفض عن سطح البحر 210متراً، وأخيراً فإن البحر الميت (وهو أوطى نقطة فى كل العالم) أوطى من سطح البحر بنحو400 متر. ولهذافإن نهر الأردُنْ غير صالح للملاحة، إذ يوجد 27 إنحداراً مائياً بين بحر الجليل والبحر الميت كما أن الأرض حول الأُردُنْ سبخة والحرارة مرتفعة والحيوانات مخيفة وكثيراً من المناطق لم تُسكن، وكانت لغاية عهد قريب غير مطروقة على الإطلاق. قال واحدٌ: ربما على سطح أحد الكواكب الأخرى نجد بقعة تشبه وادى الأردن. لكن على كوكب الأرض لا يوجد. ولقد شبه أحدُهم هذا النهر بحياة الإنسان: يبدأ مرتفعاً صافياً شفافاً ثم يأخذ فى الإنحدار المتوالى إلى أن يصل إلى نهايته السوداء فى البحر الميت. والبحر الميت بحيرة مغلقة لا مخرج له 0(صورةللموت الثانى: البحيره المتقدة بالنار والكبريت، التى لا مخرج منها على الإطلاق) وطوال رحلة النهر يتلوّى النهر بجنونٍ محاولاً باستماتة الإختباء أو الهرب من مصيره المخيف هذا !! لهذا فإن نهر الأردن يصور لنا البشرية العاجزة فى رحلتها نحو مصىرها المحتوم. لكن هل تعرف ما هى أشهر الإشارات إلى نهر الأردن فى الكتاب المقدس؟ إنها عندما تقدم المسيح ونزل فى مياه نهر الأردن ليعتمد من يوحنا. وكان ذلك صورة لقبوله حكم الموت الذى كنا نستحقه نحن بسبب خطايانا. فَقَبِل المسيح أن ينزل إلى نهر الأردن ثم بعد ذلك ذهب ليموت باختياره على الصليب. وذلك كيما يخلصنا من الموت الأبدى (عبرانيين 2: 14،15) . |
||||