منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 07 - 2016, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 13651 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما هي إرادة الله؟
باخوميوس الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


أقام باخوم في طابنيس حيث تبعه أخوه الأكبر يوحنا الذي جاء ليبحث عنه.


وفي أحدى المرات كان باخوم وشقيقه في إحدى الجزر مشغولين بالحصاد بجوار طابنيس تلك القرية المهجورة التي كانا يعيشان فيها كمتوحدين وعند المساء وبعد أن أنجزا صلاتهما العادية كان باخوم يجلس وحيداً بعيداً قليلاً عن أخيه، وكان يبدو عليه الحزن ويشعر بضيق إذ كان يتوق إلى معرفة إرادة الرب.


كانت الدنيا ظلاماً وإذا به يرى أمامه شخصاً مضيئاً يقول له :


لماذا أنت حزين وقلبك في ضيق؟


فأجاب: إني أبحث عن إرادة الله.


قال له الشخص: هل تريد حقاً أن تعرف إرادة الله؟


فأجاب باخوم: نعم


فقال له : إن إرادة الله أن تضع ذاتك في خدمة الآخرين لأجل أن تصالحهم معه


فقال له باخوم وقد أوشك أن يغضب: إني أبحث عن إرادة الله وأنت تقول ليي أن أخدم الآخرين!


فأجابه الشخص مكرراً ثلاث مرات:
إن إرادة الله أن تضع نفسك في خدمة الآخرين لأجل أن تدعوهم إلى الذهاب إليه


وأختفى الشخص بعد ذلك.


عند ذلك تذكر باخوم العهد الذي قطعه على نفسه عندما جند، وهرع المواطنون لنجدته، وقد عاهد الرب بقوله: "يا رب إذا كنت بمعونتك أنجو من الهلاك الذي أتعرض له أضع نفسي في خدمة الآخرين لمجد أسمك"، واعتقد أن هذا العهد كان حقاً إلهاماً من الروح القدس، إذ أنه يتفق مع لغة الشخص النوراني الذي تحادث معه.






المرجع: سيرة باخوميوس بالقبطية، كتاب القديس أنبا باخوم إعداد جمعية مارمينا بالإسكندرية
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 13652 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

بطركنا ابن الرسل حدد لنا الأسفار
تادرس الطيبي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



دعونا نتفكر في الإرشادات الرصينة التي أعطانا إياها هذه السنة الأب أثناسيوس رئيس أساقفة الإسكندرية القديس، التي كتبها لنا في رسالته الفصحية. فقد ثبّت أسفار الكتاب المقدس القانونية وعددها، لأنه هو أيضاً ابنٌ للرسل القديسين ويعتني جيداً بقطيع الرب معطياً إياهم "طعامهم في حينه".

حقاً إنني لما سمعتُ ذلك فرحتُ وتعجبتُ من ذلك. فرحتُ لأن ذلك سينتفع به الذين يسمعونه ويُراعونه. كما أنني تعجبتُ من الكلمة التي أعطاها الرب للرسل كتراث، وهي تعني أنه لا زال باقياً حتى اليوم على الأرض، إذ قال لهم: "ها أنا معكم كل الأيام وإلى إنقضاء الدهر".

"إنه يُقيم في كل جيل، وفي جيلنا أيضاً، معلّمين كاملين يسكن فيهم لكي يحفظنا من كل خداعات الشيطان. إذن، فإنه توجد الآن، أيها الأخوة، منفعة عظيمة وشفاء لنفوسنا في الرسالة التي كتبها لنا هذه السنة. فهو قد حدّد لنا ينابيع ماء الحياة الصالحة التي يلزمنا جداً أن نشرب منها لكي نكون أصحاء بنعمة الله والأفضال التي وهبنا إياها. وافرةً هي مياه الغش والخداع والآبار المليئة بالمرارة التي حفرها البعض لهلاكهم ولهلاك الذين يشربون منها. هؤلاء هم الذين قال عنهم الأب البطريرك: "لقد ابتدعوا لأنفسهم كتباً أبو كريفية (أي غير معترف بها)، وادّعوا أنها قديمة ونسبوها إلى أسماء قديسين"! والذين تجرّأوا على ذلك، فبتصرفهم هذا جعلوا أنفسهم جديرين بالازدراء مضاعفاً، لأنهم بمعرفتهم الزائفة جدّفوا على الممتلئين بالمعرفة الحقيقية. بل إن الذين هم أقل معرفة والسُذّج من الشعب قد ضلّلهم انحرافهم الشرير عن الايمان الأرثوذكسي المدعَّم بالحق كله والصحيح في نظر الله".


ولذلك أيها الأخوة الأحباء، فلنشكر جميعاً الله الذي يعتني بنا الآن وعلى الدوام برحمته الفائضة بغزارة. بل فلنكن متيقظين ولا نقرأ الكتب التي ألّفها أولئك الهراطقة النجسين، وذلك حتى لا نصبح عاصين على الرب الذي يقول الآن لأبينا أثناسيوس ولكل أمثاله وأيضاً للذين سيخلفونه: "من يقبلكم يقبلني". وعلينا ألاّ نضلل آخرين لكي يقرأوها ويتعلموا أن يكونوا مخالفين لوصايا الكتاب المقدس التي تأسس عليها الإيمان الأرثوذكسي الذي علّمه لنا أبونا القديس.


إنني أؤكد لكم، يا إخوتي، أمام الله ومسيحه أن مزموراً واحداً يكفي لخلاصنا إذا فهمناه جيداً وتصرفنا بموجبه وراعيناه. ولكن لدينا، فوق الكل، أناجيل ربنا يسوع المسيح المقدسة وجميع الأسفار المقدسة الأخرى. وبحسب المثل الذي ذكره الرب عن اللؤلؤة الكثيرة الثمن التي "باع التاجر كل ما كان له واشتراها" بسبب قيمتها.


ثم أمر الأب تادرس (رئيس الأديرة الباخومية) أن يترجموا رسالة البابا أثناسيوس فسجلوها باللغة القبطية، ووضعوها في الدير كقانون لهم. ثم صلوا وانصرفوا وهم متعجبون من تعاليم الأسفار المقدسة.
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 13653 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لقاء الغقران السنوي
باخوميوس الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رسالة من أبينا باخوميوس إلى جميع الأديرة داعياً جميع آباء الأديرة ورؤساء البيوت للإجتماع في الدير الكبير "بافو" في العشرين من شهر مسرى القبطي من أجل إتمام الصفح عن جميع الخطايا والأعمال على نحو لائق.


إن وقت إجتماعنا معاً يقترب، حسب عادتنا في الصفح، إذ نتيع الأنظمة القديمة للإجتماع معاً لعمل الصفح والغفران، فليصفح كل واحد إذن لأخيه حسب وصية الله وتطبيقاً للوصايا المكتوبة لنا من الله. وليفتح كل واحد قلبه بالتمام لأخيه. وليشارك الإخوة بعضهم بعضاً في التزاماتهم. ولتُطهَّر نفوسهم بالتقديس ومخافة الله. ولا تكن في قلوبهم أية عداوة. وليعرفوا بالأحرى كيف يسلكون بالحق مع بعضهم البعض، لأن هذه هي وصية ناموس الله أن نطلب السلام ونجدٌ في أثره أمام الله والناس، سالكين بالحق مع كل إنسان. وليعيشوا في سلام في كل شيء خادمين الله وبعضهم البعض لا أغراضهم العديدة وخداع عيونهم ومخاتلات العلم الذي ينفخ وميول الجسد. فمن هذه الأمور تنشأ الانقسامات واحتقار ناموس الله، والمنازعات، والأفكار الشريرة التي تثير الغضب، مثل المياة التي تفيض و تزبد بالملذات الجسدية.


لذلك كُتب ناموس الله لكي يُبطل ناموس الأجساد وحقوقها، وحتى يخجل الذين يتبعون شهواتهم ويعودون إلى الله في النهاية، ولكي بإزدرائهم للأمور الزمنية يسعون إلى الأمور الأبدية. وهكذا يصيرو مستعدين لاستقبال ميراث القديسين الذين كبحوا جماح أنفسهم مزدرين بالحياة الحاضرة لكي ينالوا حياة الدهر الآتي. فبدلاً من الخبث ترجّوا الصلاح، وبدلاً من الشغب والنزاع نرجو السلام والانسجام، وبدلاً من تبنِّي الجسديات نرجو خدمة الله. وذلك لكيما بقهرهم لمثيرات الجسد يمكنهم أن يطلبوا الأشياء التي تُرضي مشيئة الله.


مكتوب أنه: إن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أيضاً أبوكم السماوي. وأيضاً: اتركوا من قلوبكم كل واحد لأخيه زلاته. وكذلك: اغفروا يغفر لكم. ثم: احسنوا إلى مبغضيكم. وفي موضع آخر: لا يغلبنك الشر بل اغلب الشر بالخير. وهذه أيضاً: لا تقُل: أنصفني من خصمي. وفي موضع آخر: لا تجازوا أحداً عن شرٍّ بشرٍّ. وأيضاً: معتنين بأمور حسنة قدَّام جميع الناس. وكذلك: لا تنتقموا لأنفسكم أيها الأحباء. وهذه كذلك: كونوا لطفاء بعضكم نحو بعض، عاملين الخير للجميع. وأيضاً: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يُسيئون إليكم ويضطهدونكم.




فتأملوا إذن، ما أكثر الشواهد التي تدفع المؤمن إلى تجنُّب الخطية إن كان يرغب في الإصغاء إلى ناموس الله ويميل بسمعه إلى وصاياه، ويجعل عينيه مفتوحتين عليها، ويتجه بقلبه إلى مراعاتها. يوجد كثيرون يرغبون في حفظ هذه الوصايا ويطلبون الله بدموع وهم يئنون نهاراً وليلاً، ولكن بسبب خداع عيونهم وعدم انضباط أجسادهم ماتوا في أنينهم وأسى قلوبهم. فإنهم في الحقيقة كانوا غير قادرين على ضبط أجسادهم وشهوات قلوبهم. لقد اشتهوا ناموس الله، ولكنهم إذ انجرفوا وراء الأباطيل لم يستطيعوا أن يسلكوا بموجبه. لقد اختاروا بالأحرى أن بسيروا في طرق أخرى شريرة، لذلك فقد كانوا يئنّون حسب قول النبي: "الأشرار كالبحر المضطرب .. وتقذف مياهه حمأةً وطيناً" (إش 57) إلى أن يُصاب كل منهم بالدوار في طريقه ويموت حزيناً، أما البار فيظل في سعادة وفرح.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة







(هذا التقليد الباخومي الجميل - وإن كان قد فُقد من أديرة مصر وكنائسها - نجده موجوداً وحياً عند الروم الأرثوذكس في يوم أحد الغفران، حيث يُقدم كل مؤمن لزميله في الكنيسة ميطانية ويطلب الغفران)




المرجع: رسالة باخوميوس السابعة، كتاب "فردوس الآباء الجزء الثاني" إعداد رهبان ببرية شيهيت
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:32 PM   رقم المشاركة : ( 13654 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كن إنساناً أولاً قبل طلب التأله
إيرينيؤس أسقف ليون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


فكيف إذن سوف تكون إلها، بينما لم يتم صُنعك إنساناً بعد؟


كيف ترنو للكمال، في حين أنك لم تبدأ إلآ حديثاً ؟


كيف تطلب الخلود، في حين أنك لم تطع الخالق في طبيعتك المائتة؟


فمن الضروري بالنسبة لك أن تحقق رتبة الإنسان أولاً، وبعد ذلك أن تشارك في مجد الله. إذ أنك لا تخلق الله، بل الله هو الذي يخلقك. فإذا كنت أنت هو عمل الله، فيجب عليك أن تنتظر يد الله، الذي يفعل كل شيء في الوقت المناسب، في الوقت المناسب بالنسبة لك - أنت الذي يتم صنعه وتشكيله. قدِّم له قلبك، ليناً ومرناً، وإحتفظ بالشكل الذي صمّمك عليه المُصمِّم الخالق، مبقياً في ذاتك على الماء الذي يخصه، لئلا تتحول شخصاً جافاً ومن ثم تفقد بصمة أصابعه. بحراسة عملية التشكيل هذه سوف تصعد إلى الكمال. الطين الذي فيك سوف يتم إخفاءه بواسطة فن ومهارة الله.


إن يده قد خلقت المادة الخاصة بك، وسوف يتم طليَّك من الداخل والخارج بالذهب الخالص والفضة، فيتم تزيينك بحيث يشتهي الملك ذاته حُسنك وجمالك. لكن إذا تقسَّى قلبك، ورفضت عمل الله الفني، غير ممتناً تجاهه، لأنه جعلك إنساناً، ناكراً للجميل، تكون قد فقدت في آن واحد ليس فقط عمله الفني بل الحياة ذاتها. فعملية الخلق هي سمة تختص بصلاح الله، بينما أن يتم خلقك وتشكيلك هي سمة تختص بطبيعة الإنسان.

ولذلك، إذا كنت تقدم له ما هو لك، أي الإيمان به والخضوع له، سوف تتلقى عمله الفني وتصبح قطعة من عمل الله المثالي. ولكن إذا كنت لا تؤمن به، وتسعى للفرار من بين يديه، سبب النقص وعدم الكمال سوف يعود إليك أنت لكونك لم تطع، وليس للذي دعاك. إذ أنه قد أرسل رسلاً لدعوة الناس إلى وليمة، ولكن أولئك الذين لم يطعوا حرموا أنفسهم من المأدبة الملكية.
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 13655 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الإيمان المسكوني قبل نيقية
إيرينيئوس أسقف ليون
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




الكنيسة رغم إنتشارها في العالم كله حتى إلى أقاصي الأرض، قد استلمت من الرسل وتلاميذهم هذا الإيمان:


فهي تؤمن بــ إله واحد، الآب ظابط الكل، خالق السماء والأرض والبحر، وكل ما فيها من كائنات،


وبرب واحد المسيح يسوع إبن الله الذي تجسد لأجل خلاصنا،


وبالروح القدس، الذي كرز بواسطة الأنبياء، عن تدبيرات الله، وعن مجيء (الابن) وميلاده من عذراء، وعن الآلام، والقيامة من الأموات، وعن الصعود إلى السماء بجسد المحبوب المسيح يسوع ربنا وظهوره الآتي من السموات في مجد الآب، ليجمع كل شيء في واحد، وليقيم من جديد كل جسد الجنس البشري، لكي تجثو كل ركبة مما في السماء وعلى الأرض وتحت الأرض لربنا وإلهنا ومخلصنا وملكنا يسوع المسيح، بحسب مشيئة الآب غير المنظور، ويعترف له كل لسان، وأنه سيجري دينونة عادلة للكل، وأنه سيرسل أجناد الشر الروحية والملائكة الذين تعدوا وإرتدوا (عن الله) مع الكفار والظالمين والأشرار والنجسين من الناس إلى النار الأبدية، ولكنه بفضل نعمته يمنح الخلود للأبرار والقديسين والذين هم حفظوا وصاياه وثبتوا في محبته، بعضهم منذ بداية حياتهم وآخرين من وقت توبتهم، ويمتعّهم بمجد أبدي.


فإن الكنيسة إذ قد استلمت هذه الكرازة ، وهذا الإيمان، رغم أنها مبعثرة في العالم كله، إلا أنها تحفظ هذا الإيمان، كما لو كانت تسكن بيتاً واحداً. كما أنها تعتقد بهذه النقاط في التعليم، كما لو كانت نفساً واحدة، ولها ذات القلب الواحد. وتكرز بهذه التعاليم وتعلّمها، وتسلّمها، بتوافق كامل، كما لو كان لها فم واحد.


فرغم أن لغات العالم غير متماثلة، إلا أن مضمون التقليد واحد وهو هو نفسه، لأن الكنائس التي تأسست في ألمانيا، لا تؤمن أو تسلّم بأي شيء مختلف، ولا الكنائس التي في أسبانيا، أو التي في الغال (فرنسا)، أو التي في الشرق، أو تلك التي في مصر، أو ليبيا، ولا تلك الكنائس التي تأسست في المناطق المتوسطة من العالم.


ولكن كما أن الشمس التي خلقها الله هي واحدة، وهي نفس الشمس في كل العالم، هكذا أيضاً فإن كرازة الحق تضيء في كل مكان، وتنير كل الناس الذين يرغبون أن يحصلوا على معرفة الحق. ولن يعلّم أي واحد من الرؤساء في الكنائس، مهما كان موهوباً جداً من جهة الفصاحة، أية تعاليم مختلفة عن هذه. ومن الجهة الأخرى، لن يستطيع من هو ضعيف في التعبير أن يسبب أي أذى للتقليد لأن الإيمان لكونه دائماً واحداً وغير متغير، فلن يستطيع من له القدرة أن يتحدث عنه كثيراً أن يضيف إليه شيئاً، كما أن من لا يمكنه أن يتحدث عنه إلا القليل، لن ينقص منه شيئاً ...

الكنيسة الجامعة لها إيمان غير متغيّر في العالم كله.






المرجع: ضد الهرطقات للقديس إيرينيئوس أسقف ليون (القرن الثاني)، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد، إصدار مركز الآباء بالقاهرة
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 13656 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التفسير الثعلبي للكتاب المقدس
إيرينيئوس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذا إذن، هو نظامهم، الذي لم يعلنه الأنبياء ولا علّم به الرب، ولا سلّمه الرسل، ولكنم يفتخرون أنهم يعرفونه معرفة كاملة أكثر من الجميع. وهم يستقون آراءهم من مصادر أخرى غير الكتب المقدسة، وبإستعمال مثل شائع، فهم يحاولون أن ينسجوا حبالاً من الرمل.


هم يسعون أن يُكيفوا أمثال الرب وأقوال الأنبياء وكلمات الرسل بحيث لا تظهر خطّتهم بدون سند كلّية. ولكنهم حين يفعلون هذا، هم يتجاهلون ترتيب وترابط الكتب المقدسة، ويمزقون ويحطمون الحقيقة التي فيها. وبواسطة نقل الفقرات وإعادة صياغتها من جديد وإخراج أمر من آخر، فإنهم يخدعون كثيرين بواسطة عملهم الشرير في تحريف أقوا ل الرب حسب آرائهم .


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه الطريقة في العمل (التفسير)، هي مثلما يأخذ أحدهم صورة جميلة لأحد الملوك صنعها فنان ماهر من جواهر ثمينة، ويكسرها كلها إلى قطع صغيرة، ثم بعد ذلك يعيد ترتيب الجواهر ويركبها معاً ليصنع منها هيئة كلب أو ثعلب، بل ويعملها بطريقة رديئة، وبعد ذلك يؤكد ويعلن أن هذه هي صورة الملك الجميلة التي صنعها الفنان الماهر، مشيراً إلى الجواهر التي كان الفنان قد نسقّها معاً بطريقة مدهشة ليشكل منها صورة الملك، ولكنها تحولت بواسطة هذا الأخير إلى شكل كلب، وهكذا إذ يُظهر الجواهر، فإنه يخدع الجهال الذين لا يعرفون كيف كانت صورة الملك الجميلة. بطريقة مماثلة، فإن هؤلاء الأشخاص يُرقّعون الخرفات العجائزية، ثم يحاولون بإنتزاع الكلمات من سياقها الصحيح، وكذلك إنتزاع التعبيرات والأمثال أينما وُجدت، أن يُكيفوا أقوال الله لتناسب قصصهم التي لا أساس لها ...


هم يجمعون من العبارات والأسماء المتناثرة هنا وهناك في الكتاب، ويحرفونها من المعنى الطبيعي إلى المعنى غير الطبيعي.


أما من يحتفظ بقانون الحق في قلبه بدون تزعزع، وذلك القانون الذي إستلمه بواسطة المعمودية، فهو بلا شك، سيتعرف على الأسماء والتعبيرات والأمثال المأخوذة من الكتب المقدسة، لكنه لا يعرف الإستعمال التجديفي الذي فعله بها هؤلاء الرجال. فرغم أنه سيعرف الجواهر، إلا أنه لن يأخذ الثعلب بدلاً من صورة الملك ولكن يعيد كل تعبير مقتبس إلى موضعه الصحيح، ويضمه ضمن جسم الحق، فإنه سيُعّري تلفيق هؤلاء ويبرهن أنه بدون أساس.




المرجع: ضد الهرطقات، للقديس إيرينيئوس أسقف ليون (قرن 2)، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد إصدار مركز الآباء بالقاهرة
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:38 PM   رقم المشاركة : ( 13657 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عظمة سر الشكر المقدس
نيقولا كاباسيلاس
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نتقدم من المائدة السرية لنصير شركاء في جسد السيد الطاهر ودمه الكريم. يستقي المسيحي من المناولة الإلهية الحياة الروحية بقوتها العظيمة. لا يستطيع الإنسان أن يتصور سعادة أسمى من سعادة الاشتراك في هذا السر العظيم. فالمقصود هنا ليست الحياة الفضلى فقط بل ما هو أسمى. بالمناولة المقدسة لا نأخذ بعض الهدايا من الروح القدس بل السيد الناهض، المحسن الكبير، الهيكل الحاوي لكل النعم والمواهب الإلهية. لا شك أن المسيح موجود في كل أسرار كنيستنا. أنه حاضر في الذين يشتركون فيها ويعطي النعم بطرق مختلفة ولكنه عندما يقود المؤمن إلى سر الشكر الإلهي ويعطي جسده طعاماً روحياً ودمه فإنه يحول الإنسان. يبقى الإنسان حتى المناولة طيناً ولكنه بعد المناولة لا يبقى كما كان طيناً. يأخذ شكلاً ملوكياً، يصبح جسد المسيح الملك. أية سعادة أعظم من ذلك؟


إن المسيح، وفقاً للوعد الذي قطعه، يسكن فينا ونحن فيه بالمناولة المقدسة: "من أكل جسدي وشرب دمي يبقى في وأنا فيه". وعندما يسكن المسيح فينا على الدوام، عندما يسكن في قلوبنا فماذا نحتاج بعد؟ أيمكن أن نحرم من أية خيرات حقيقية؟ إن المسيح مسكن لنا وساكن. أننا سعداء لأن لنا بيتاً كهذا. إننا سعداء أيضاً لأن المسيح جعل بيته فينا. أية خيرات ليست في متناول يدنا؟ أية خيرات روحية تنقصنا إذا كنا مرتبطين بهذا الرباط مع السيد؟ عندما نصل إلى هذا البهاء الروحي أيمكننا أن نهتم ببطل العالم وفساده؟ أي شرير، أي ماكرٍ يمكنه أن يقف في وجه غنى الخيرات الروحية؟ إذا كان المسيح فينا فلن يدخل شر واحد إلى قلوبنا، إذا كان يملأ قلوبنا بحضوره ويسكن في أعماق نفوسنا ويدخل إليها ويسود ويحوطنا من كل جانب انه يطرد من داخلنا كل اندفاع مجرم لأنه ساكن فينا إنه يريد أن يملأ بذاته كل البيت، يريد أن يملأ قلوبنا. ففينا لا يسكن قسم من المسيح بل المسيح كله، ولا أنوار قليلة وأشعة روحية معينة بل الشمس الروحية كلها. إننا نصبح مع المسيح روحاً واحداً وبالمسيح يصبح الجسد والروح والقوى كلها روحية. أن القوى الإلهية السامية تسود على القوى البشرية الوضيعة. يحدث ما يقوله الرسول بولس عن القيامة: "لكي يداس الموت بالحياة" أو "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا في".


يا للسر العظيم الذي لا يدرك غوره! نتحد مع المسيح اتحاداً يصبح فيه عقل المسيح عقلنا، وإرادته إرادتنا، وجسده جسدنا، ودمه دمنا. كم يرتفع عقلنا في الواقع عندما يسوده عقل المسيح وكم ترتفع إرادتنا إذا خضعت لإرادته المغبوطة؟ إن جسدنا كم يتنقى وهو الطين عندما يوجد وسط شعلة المسيح! أيمكن أن نحقق مثل هذا الارتباط مع المسيح؟ إن الرسول بولس يجيب على ذلك لأنه تمكن أن يجعل من عقله عقل المسيح ومن إرادته إرادة له ومن حياته: "لنا نحن فكر المسيح"، "وأني لأعتقد بأني أملك روح الله"، "ومن المسيح المتكّلم فيَّ اطلبوا برهاناً، "واشتاق أن يكون المسيح في أحشائكم جميعاً".


يستدل من كل ذلك أن الرسول بولس كانت له إرادة المسيح ويعلن هذه الحقيقية إعلاناً صارخاً عندما يكتب ويقول : "لا أحيا أنا بل المسيح يحيا فيَّ". يا لعظمة سر الشكر المقدس! أنه يقود الإنسان إلى قمة الخيرات ويشكل الكلمة الأخيرة للارتفاع البشري لأن الله يتحد بنا بواسطة هذا السر اتحاداً كلياً ونهائياً.


أن جسد المسيح هو الدواء ضد الخطيئة، ودمه الكريم هو السبيل الوحيد الذي به يتخّلص الإنسان من جريرته وثقل خطيئته. فجسد المسيح صار كنزاً للكمال الإلهي وكان دائماً نقياً من كل خطيئة فأتمَّ كل عدالة وبشر بالآب بين البشر وكان مجهولاً عندهم وقتئذ. بشرَّ به قولاً وفعلاً. هذا الجسد الذي نتناوله ذبح فوق الصليب وقاسى العذاب عندما اقتربت الساعة للتضحية فاستحم وسط عرق من دم. خانه يهوذا وقبض عليه وسيق مقيداً إلى أمام فاعلي الإثم، وشهد أمام بيلاطس الشهادة الصالحة كما يقول
الرسول بولس. وبسبب شهادته العظمى تحمل الموت، موت الصليب. تحمل هذا الجسد الذي نتناوله الجلْد أيضاً، وسُمرَّت اليدان والرجلان وطعنت الجنب بحربة وتألم وقت الجلد ألماً عظيماً وعانى أشد العذاب عندما سُمرَّ على الصليب. وهذا الدم الكريم، دم المسيح الذي نتناوله عندما انسكب من الجراح، أظلمت الشمس وتزلزلت الأرض، وتقدَسّ الفضاء وتنقى العالم كله من رجس الخطيئة.


لم تكن للناموس الحرفي - ناموس العهد القديم - قوة تجعل الذين يحافظون عليه كاملين لأنه ناموس ناقص. كان من الضروري أن يُكشَف عن ناموس الروح، ناموس العهد الجديد الكامل والقادر أن يقود الإنسان إلى الكمال. إن الألم الذي يعانيه المسيحيون والدموع التي يكسبونها ليحوزوا من جديد على النعمة التي خسروها بسبب الخطايا بعد المعمودية لا يفيدهم في شيء إذا هم لم يركضوا ويسارعوا إلى دم العهد الجديد والى جسد المسيح الذي ضحي على الصليب. أن سر الشكر هو السر الذي يعتق أمام عدالة الله أولئك الذين اعترفوا بانسحاق قلب أمام الله بخطاياهم. نعتمد مرة واحدة ولكننا نتناول مراراً لأننا كبشر نخطئ ولكي نتخّلص من خطايانا من الضروري أن نهرع إلى التوبة والى الجهاد والصراع ضد الخطيئة، ولكي نحظى بالغلبة علينا أن نتناول جسد المسيح ودمه الذي يشكل الدواء لشفاء الشرور الإنسانية.


أن الزيتونة البرية إذا طعمت بطعم صالح تتحول وتصبح زيتونة مثمرة وهذا ما يحدث تماماً معنا نحن المسيحيين. عندما نكون وحدنا نبقى بدون ثمر روحي ولكن عندما نرتبط بالمسيح ونتناول جسده ودمه ننال سريعاً عظم الخيرات، غفران الخطايا وملكوت السماوات، أي ثمار التبرير التي يعطيها المسيح. نتناول جسد المسيح الذي يشكل ضمانة لتحقيق الغلبات الروحية والفتوحات السامية. من الواضح أن حياتنا بعد المناولة الإلهية يجب أن تصير مسيحية النوع، أي على شكل المسيح. "أنتم جسد المسيح وأعضاء من أعضائه". أن كلمات الرسول تنطبق بالأكثر على أرواحنا وتنطبق على جسدنا، ويشير الرسول بولس عندما يقول: "الملتصق بالرب هو بالروح" إلى الرباط الذي يربط نفسنا بالمسيح. ويشدد كثيراً على هذا الرباط. لذلك لم يأخذ المسيح جسداً فحسب بل روحاً وعقلاً وإرادة وكل ما هو بشري ما عدا الخطيئة حتى يتحدد كلياً
مع وجودنا ويربط كل ما لنا بما له. مع الخطأة فقط لا يتحد المسيح لأنه خلو من كل خطيئة ولا علاقة له بها لأنه بريء من الخطأ. لقد قبل السيد كإله رحيم كل عناصر حياتنا ما عدا الخطيئة وتنازل ليتحد بنا بتنازله الذي لا يحد. فالمسيح الإله الحقيقي نزل إلى الأرض ليرفعنا إلى السماء. صار إنساناً ليرفع الإنسان إلى الله وبقي كإنسان خلواً من كل خطيئة وصار الغالب الأزلي، وأعتق الطبيعة البشرية من الخطيئة والعار، وكمخلص أعتق الإنسان من جريرة الخطايا وصالحه مع الله. لم يكن بإمكاننا أن نصعد إلى السماء وأن ننال هذه المواهب الكبرى ولذلك نزل المخلص إلى الأرض فأخذ ما لنا وأعطانا ما لا ثمن له من خاصته. أعطانا جسده ودمه. وبهذه الطريقة نستقبل الله ونقبله في نفوسنا.


من الواضح أن المسيح يدخل ذاته إلى داخلنا بالمناولة المقدسة ويتحد معنا ويحول وجودنا وفقاً لحياته الخاصة. إذا سقطت قطرة من الماء في محيط من العبير فالقطرة تندمج في المحيط وتتحد به وتأخذ كل خواصه وتتحول إلى عبير كالمحيط الذي سقطت فيه. فالمسيح هو الأريج الروحي وله كل القوة ليحول المؤمنين الذين يدخلهم بواسطة المناولة المقدسة إلى أناس ليست حياتهم معطرة فحسب بل إلى أناس يحملون كل عطر المسيح: " نحن عطر المسيح الطيب لله ولأولئك نفخة حياة للحياة".


أن سر الشكر يعطي القوة والنعمة إلى نفوس المؤمنين الذين يتناولون بقلوب نقية ويبقون بعيدين عن الخطيئة. ويتحد المسيح بالذين يستعدون قبل المناولة روحياً بطريقة لا تستطيع قوة مهما كانت أن تفصم عروتها. "أن هذا السر لعظيم جداً وأنا أقول هذا بالنسبة للمسيح والكنيسة"، يقول الرسول بولس عن الوحدة الروحية بين المسيح والمسيحيين الذين هم أعضاء حقيقيون في الكنيسة. سر الشكر نور للذين يملكون قلوباً نقية، ونفحة تعطي التقديس، وقوة تشدد إرادة أولئك الذين يحتاجون إلى التقديس. لا يوجد غير هذا النبع أمام أولئك الذين يصارعون ويكافحون ضد الخطيئة ليستقوا القوة المقدسة. " دم المسيح ابن الله لينقيكم من كل خطيئة "، يقول يوحنا الإنجيلي الذي تمتع بمحبة يسوع الخاصة. المسيح هو الوحيد الذي غلب الشر لذلك يشكل جسده الطاهر الذي مات على الصليب راية غلبة ضد الشر وعوناً قوياً للمجاهدين ضد الأهواء الخاطئة.


من الضروري أن نتقدم باستمرار من المائدة الروحية لنتناول جسد المسيح ودمه حتى تبقى الحياة الروحية في داخلنا نشيطة . علينا أن نتقدم لا مرة واحدة بل تكراراً ودائما ً. علينا أن نتناول الدواء الإلهي ليجلس الخالق في الطين "الإنسان" ويصلح صورته التي فقدت شكلها الحقيقي بسبب الخطيئة . إن يد الطبيب، يد المسيح، يجب أن تكون دائماً فوقنا لأننا متعرضون لخطر الموت بشتى الأنواع، "وكنا أمواتاً في الخطايا فعشنا مع المسيح". ودم المسيح ينقي وجدانكم من أعمال مائتة لتعبدوا الله الحي، كما يقول الرسول.


إن المائدة الروحية السامية تعطينا الحياة الروحية السامية. وسر الشكر المقدس، هذا الجاذب الإلهي الكلي القدرة يجذب أرواحنا إلى فوق. فبسر الشكر نقدم العبادة النقية الحقيقية لله. لأنه إذا كانت العبادة النقية هي الخضوع الكامل لله الذي يحرك ويوجه الكل . فمن الواضح أننا سنحصل على هذا الخضوع عندما نصبح أعضاء في المسيح بواسطة سر الشكر. الرأس يعطي الأوامر للأعضاء. "خبز الحياة" يجعلنا أعضاء في المسيح وكما أن أعضاء الجسد تعيش بالنسبة لعلاقتها بالرأس والقلب، كذلك يقول الرب "من يأكلني يحيا في". لا شك أن الإنسان يحيا بما يدخله إلى أعضائه من غذاء والتغذية المادية ليست حية لذلك لا تعطي الحياة. أنها تساعد على الحفاظ على الحياة الموجودة. ولكن خبز الحياة، المسيح، ليس غذاء فحسب يساعد الحياة بل هو نبع الحياة والذين يتناولونه يملكون حياة روحية حقيقية. إن خبز الحياة، المسيح يحرك المتناول ويحوله ويدمجه بذاته.


أننا نسجد بواسطة سر الشكر لله، بالروح والحق، ونقدم له عبادة نقيه، والعشاء الروحي. هذا يقيمنا من الموت الروحي ويعطينا حياة، ويؤهلنا أن نعبد ونحن أحياء إلهاً حيا ً. لكن الانعتاق من أعمال الخطيئة المائتة ممكن فقط للذين يتناولون دائماً طعام الحياة هذا. وكما يجب أن نسجد "بالروح والحق " لان الله روح، هكذا يجب أن نعبده بملء الحياة الروحية، لا أمواتاً روحياً لان الله هو الحياة: " ليس الله إله أموات بل إله أحياء".


وقد يدعي البعض أن عبادة الله تتم عندما نقوم بأعمال الفضيلة. هذه العبادة هي من صفات العبيد، "عندما تفعلون كل ما أُمرتم به تكونون عبيداً بطالين لان ما يجب فعله فعلناه". المدعوون إليها لا العبيد لذلك نتناول جسد المسيح ودمه، "الأولاد يتناولون جسداً ودماً" فكما أن المسيح اتخذ جسداً ودماً بشريين فقال "هاأنذا والأولاد الذين أعطانِيهِم الله" كذلك نحن لكي نصبح أولاداً لله علينا أن نتناول جسد المسيح ودمه. بالمناولة لا نصبح أعضاء في المسيح فحسب بل أبناء نقدسه ونخضع له بكل نية قلب وكما يليق بالأبناء. عندما نتناول نشعر بقربى نحو المخلص أشد من القربى التي تربطنا بأهلنا الذين ولدونا. إن الوالدين بعد مضي وقت معين يتحررون من الاهتمام بأبنائهم، أما المسيح الذي خلقنا في الحياة الروحية وولدنا فهو حاضر دائماً ومتحد معنا. يستطيع الأبناء أن يعيشوا حتى ولو فقدوا آباءهم، أما نحن فإذا انفصلنا عن المسيح فمن المستحيل إن نحتفظ بالحياة الروحية بل ننقاد حتماً إلى الموت الروحي. إن خبز الحياة يدخل إلى أعماق الإنسان الجديد ويجث أصول إنسان الخطيئة العتيق. المناولة المقدسة تعطي هذا القدر من الخيرات الروحية وبها - أي بمناولة جسد المسيح ودمه - ننعتق من الحكم الأبدي ونطرح عالم الخطيئة ونملك بهاء الصورة الإلهية ونتحد وثيقاً بالمسيح محمولين دائماً إلى سمو الكمال.


يمنع الرسول بولس من المائدة أولئك الذين لا يعملون لأنهم لا يريدون : "من لا يعمل لا يأكل". إذاً كان الاشتراك في المائدة الأرضية يحتاج إلى عملٍ فأي عملٍ سامٍ ورفيع، أية حياة روحية تلزمنا نحن الذين نتناول جسد المخّلص ودمه؟ علينا أن نقترب لنتناول القرابين المقدسة بعد تهيئة عظيمة وبعد أن ننقي أنفسنا من كل دنس الخطيئة بواسطة الاعتراف. علينا أيضاً أن نعرف أن المسيح الذي يقدم لنا وليمة سر الشكر الروحية هو قائد جهادنا، يمد يد المعونة لا إلى أولئك الذين يرمون أسلحتهم ويسقطون ضعفاً خائري العزائم، واهي القوى، بل إلى أولئك الذين يكافحون بشجاعة ورجولة ضد خصمهم، والسيد الذي في كل سر يصبح كل شيء بالنسبة لنا عندما نجاهد روحياً، أنه خالقنا ويصير أيضاً مروضنا ورفيقنا في الكفاح الحسن. أنه يحممنا بالمعمودية ويمسحنا فيما بعد ويغذينا دائماً بسر الشكر. إن المناولة الإلهية جائزة روحية تزين وتكلل المبرزين في الجهاد الروحي لان المسيح في هذا العشاء السري لا ينقي المتناول ولا يصبح رفيقه في الجهاد فحسب بل جائزة يجب أن ينالها المرء بعد أن يكافح الكفاح الحسن . وهناك ما هو أسمى من الحصول بالمناولة جوائز أتعاب الجهاد والكفاح في المسيح؟ أهناك ما هو أسمى من الاتحاد به؟ وعندما يتكلم الرسول بولس عن جهاداته الكبرى يعبر عن شوقه عند خروجه من هذه الحياة وتتملكه رغبتان : رغبة الانحلال والوحدة مع المسيح هي الفضلى. إن اشتراكنا في كأس الحياة يمنحنا الوحدة مع المسيح. وخبز الحياة هو الجائزة للمسيحيين الذين يكافحون ضد الخطيئة : الدم الطاهر والجسد المقدس. وبما أن جميع الذين يتناولون ما زالوا يقطنون الأرض ويعبرون الحياة فلا يزال هناك خطر العثار والسقوط في يد اللصوص المخيفين . لذلك تعطي المناولة المقدسة القوة لهؤلاء وتصبح قائداً قوياً وتنقيهم حتى يصلوا إلى الملجأ الأمين، إلى الملكوت السماوي حيث يكونون باتحاد مع إكليلهم الأزلي، المسيح.


بسر الشكر الإلهي نحظى بالاشتراك الدائم مع الله . وبه عبادة حقيقية مرضية، ونصبح أبناء لله وأقرباء للمسيح عندما نشترك في العشاء الروحي . وهذه القربى أشد وأقوى من قربى الوالدين . يعطينا المسيح جسده ودمه ويصير لنا لا سبباً بسيطاً للحياة كما هو الحال مع الوالدين بل نبعاً للحياة. فالمؤمنون الذين يشتركون بعد استعدادٍ في العشاء السري يجعلهم قديسين وأبراراً لا لأنهم تهذبوا كما يجب وعّلمهم ما يلزم - هذب نفوسهم وروض إرادتهم على حياة التقوى الفاضلة - بل لأنه هو ذاته صار لهؤلاء حكمة من الله وعدالة وتقديساً وخلاصاً" ( 1 كو1: 3).


نتحد مع المغبوط فنصير مغبوطين . نتحد بالحياة فنتقدم نحن الأموات إلى حياة روحية. بهذه الوحدة نصبح نحن الجهلة حكماء ونحوز على الحكمة الإلهية، ونصبح نحن الأشرار العبيد للخطيئة أبراراً وقديسين وأبناء لله، قديسين بالقدوس وأبراراً وحكماء بالمتحد بنا السيد القدوس الصالح الحكيم . كل ما يملكه المسيح يصبح ملكاً لنا، وبالمناولة نصبح أعضاء وشركاء في جسد المسيح ودمه وروحه . لهذا لا يكفي أن نتحلى بفضيلة عادية أو أن ننال بعض الانتصارات الروحية فقط بل علينا أن نحيا هذه الحياة الجديدة بالمسيح و كلنا مجبرون أن نحمل حياة المسيح المقدسة وأن نحيا معه الحياة الجديدة، لأننا "دفنا معه بالمعمودية في الموت " حتى "نسلك حياة جديدة". بطلب الرسول بولس عندما يكتب إلى تيموثاوس " فز بالحياة الأبدية التي دعيت لها" أن نحيا هذه الحياة، وكذلك الرسول بطرس "على مثال القدوس الذي دعاكم كونوا انتم قديسين في تصرفكم كله".


كما أن الولادة في المسيح هي إلهية وفائقة الطبيعة كذلك الحقيقة المسيحية والغذاء والحمية الضرورية للحياة في المسيح هي جديدة وروحية . شدد المسيح على هذه الحقيقة عندما قال لنيقوديموس: "المولود من الروح روح هو". بسر الشكر الإلهي نلبس المسيح ونأخذ الوشاح الملوكي. كل الأمور البشرية تذكر بالعبودية ولكن هناك الحرية والملكوت فكيف نصير أحراراً روحياً وأهلاً لهذا الملكوت إذا كنا لا نظهر فضيلة أكثر مما يظهره العبيد؟ كما أن الفساد الذي تحدثه الخطيئة لا يستطيع أن يرث الحياة الروحية غير الفاسدة "يجب أن يلبس الفساد عدم الفساد، والمائت أن يلبس الخالد" كذلك أعمال العبيد لا تكفي لميراث الملكوت السماوي بل تحتاج إلى تبرير الله الذي يحول عبد الخطيئة لابن وارث، لأن العبد "لا يبقى في البيت إلى الأبد أما الابن فإلى الأبد". فالمسيحي الملتهب بشوق ميراث الملكوت عليه إلا يكون عبداً للخطيئة ليصبح ابناً يملك في داخله الابن الوحيد ويظهر في يوم الدينونة حاملاً لجمال السيد الروحي.

يتخلص الإنسان من عبودية الخطيئة ويصبح حراً روحياً عندما يتحد بالمسيح . لقد أعلن المسيح هذه
الحقيقة الجوهرية : "إذا حرركم الابن فأنتم (بالفعل) أحراراً". يحرر المسيح البشر من
الخطيئة ويجعل العبيد أبناء لأنه هو ذاته حر من كل خطيئة وبريء من كل دنس . فالقدوس في كل شيء يعطي للمؤمنين الجسد والدم والروح وبهذه الطريقة يعيد خلقنا ويحررنا ويقودنا إلى التأله لأنه يتحد ذاته معنا، و هو الإله الحقيقي ونبع الصحة الروحية والحياة والحرية. وبهذه الوحدة المستيكية والروحية يصبح المسيح خيراً نمتلكه نحن.



لن نحتاج إلى شيء بشري بعد عبورنا هذه الحياة الوقتية. سنُسأل إذاك إذا كنا قد عملنا أعمال المسيح ونقشنا فضائله بطريقة لا غبار عليها في نفوسنا. لن نأخذ الإكليل الذي لا يذبل إذا لم نكن قد جعلنا نفوسنا مطابقة لحياة المسيح، ولم نظهر غنى روحياً يتجدد ويبقى بعيداً عن الفساد، ولم نكن معتقين من كل خبث. يحوز المكافحون على الله كمكافأة لهم فعلينا أن تكون الجهادات إلهية مطابقة للجائزة العظيمة الأزلية. المسيح ليس بمدرب لرياضيي الحياة فحسب بل قائد كلي القدرة لجهاداتنا الروحية وفي الوقت نفسه يتحد بالظافرين في حلبة الجهاد. يريد أن يقودنا من الأرض إلى السماء، إلى الله، أن يعتقنا من كل شيء بشري دنيوي. إننا شديدو المرض في أرواحنا بسبب الخطيئة ونحتاج إلى شفاء. لقد زارنا الطبيب الكلي القدرة وفتح أعين أرواحنا ووهبنا كل ما هو ضروري لشفاء مرض الخطيئة العضال. فالدواء والحمية للنفس هو المسيح. الخطيئة تفسد الإنسان والمسيح يعيد خليقته، ويعيده من جديد واهباً له جسده. خلقنا من التراب الأرضي ولكي يعيد خلفنا أعطى جسده ودمه، وبتضحيته لا يجعل نفوسنا فقط أكثر حسناً بل يعطي لقلوبنا مع دمه الكريم حياته بالذات.


عندما خلق الله الإنسان نفخ في وجهه "نسمة حية" ولا يعطي الآن نسمة حياة بل يعطي روحه القدوس، " لقد أرسل الله ابنه إلى قلوبكم منادياً أبا الآب "، "هو الذي أضاء في قلوبنا لإنارة معرفة مجده". فيما مضى كان الله يهب إحساناته للإنسان بواسطة المخلوقات، بالأوامر، بالنواميس، بالملائكة. أما الآن فانه يحسن إلينا رأساً. لقد صار السيد كل شيء من أجلنا.







المرجع: الحياة في المسيح لنيقولا كاباسيلاس (قرن 14) ترجمة البطريرك إلياس الرابع، تعاونية النور الأرثوذكسية للنشر.
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:43 PM   رقم المشاركة : ( 13658 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصبي يُعلم الشيوخ
باخوميوس الكبير
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

استدعى الأب باخوميوس أبّا تاردس في يوم أحد وقال له:"عند خروج الإخوة في المساء من المائدة سلّم خدمتك لآخر وتعال حيث نجتمع للتعليم كل يوم أحد".


فلما جاء تادرس إلى موضع التعليم قال له الأب باخوميوس: "قف هنا في وسط الأخوة وتحدث إلينا بكلمة الرب مثلما كنتُ أفعل أنا". فأطاعه أبّا تادرس على غير رغبة منه وبدأ يتكلم بما أعطاه الرب في أمور نافعة للإخوة، بينما أنصت الجميع وبينهم الأب باخوميوس كواحد منهم. فغصب بعضهم من القدامى بسبب الكبرياء وعادوا إلى مساكنهم حتى لا يسمعوا لأبّا تادرس الذي كان شاباً بحسب فكرهم البشري.

وبعد العظة والصلاة، جلس الأب باخوميوس كعادته وقال لهم:


"ها قد سمعتم العظة، فلمن تكون؟
هل هي من عند المتكلم أم من عند الرب؟
فبأي فكر غضب هؤلاء من هذا الأمر؟ هل لكونه أصغر منهم؟
هوذا عندنا ولد، وبخصوصه قال الرب: "مَنْ قَبلَ ولداً واحداً مثل هذا باسمي فقد قبلني" (مت 18: 5).
ألم أكن منصتاً كواحد منكم؟ بل وأؤكد لكم أنني لم أكن أتظاهر بالاستماع، بل إنني كمن أُنصتُ بالفعل بكل قلبي كمن هو عطشان إلى الماء. لأن كلمة الرب هي بكل نوع "مستحقة كل قبول" (1 تي 9:4) حسب المكتوب.
يا لشقاء الذين رجعوا إلى مساكنهم إذ إنهم حرموا أنفسهم من رحمة الله! وسيكون من الصعب عليهم أن يحيوا إن لم يتوبوا عن كبريائهم، لأنه "قريبٌ هو الرب من المنكسري القلوب ويخلّص المنسحقي الروح" (مز 34).


ثم دعا الأب باخوميوس أولئك الذين انسحبوا وسألهم:
"لماذا انسحبتم إلى قلاليكم؟"
فقالوا: "لأنك جعلتَ صبياً معلّماً لنا ولشيوخ كثيرين وبقية الأخوة؟.
فتنهد الأب الكبير وقال لهم:
"أتعلمون من أين دخل الشر إلى العالم منذ البدء"؟
فسألوه: "من أين"؟ فأجاب:
"من الكبرياء التي بسببها سقطت وتحطمت على الأرض نجمة الصبح المضيئة في النهار (إش 14)، والتي بسببها أيضاً سكن نبوخذ نصر ملك بابل بين الوحوش المفترسة (دا 5). ألم تسمعوا ما كُتب: "مكرهة الرب كل متشامخ القلب" (أم 16:5)؟ لأن "كل من يرفع نفسه يتضع" (لو 14).

"والآن قد سلب الشرير كل فضيلتكم، غير عالمين أن الكبرياء هي أُمّ كل الشرور، لأنه ليس تادرس هو الذي تركتموه بل إنكم هربتم من كلمة الله وسقطتم من الروح القدس. حقاً ما أبأسكم وما أحوجكم إلى كل شفقة. كيف لم تفهموا أن الشيطان هو الذي أثار فيكم هذا الفكر وأنكم بذلك قد انفصلتم عن الله؟

آه، يا للعجب! إن الله يضع نفسه ويُطيع حتى الموت من أجلنا، أما نحن الذين بالطبيعة منخفضين فننتفخ في أنفسنا! لقد انقلب الوضع بواسطتنا: فإن الذي هو فوق الجميع والأعظم بما لا يُقاس، جذب العالم إليه بتواضعه، بينما كان في استطاعته أن يحرقه بمجرد ومضة! أما نحن الذين لسنا شيئاً فنرفع أنفسنا غير عالمين أننا بذلك ندفع أنفسنا دفعاً إلى أعماق الأرض.

ألم تروني واقفاً أنصت إلى تعاليمه؟ وأقول لك الحق، لقد انتفعتُ كثيراً جداً من الاستماع إليه، لأنني لم أقصد أن أختبره لما ألزمته أن يتكلم، ولكنني كنتُ أتوقع أن أجني منفعة لنفسي. فكم كان يليق بكم أنتم بالأكثر أن تنصتوا لكلامه بلهفة عظيمة واتضاع؟ أنا أباكم في الرب كنت أنصتُ له بكل كياني مثل إنسان لا يعرف يمينه من شماله. لذلك فإنني أقول لكم أمام الله: إن لم تُظهروا توبة عظيمة عن هذه الخطية، وإن لك تبكوا وتنوحوا على أنفسكم لكي يُغفر لكم ما حدث منكم فستمضون إلى الهلاك".






المرجع: فردوس الآباء الجزء الثاني إعداد رهبان ببرية شيهيت: سيرة باخوميوس باليونانية G 1 + سيرة باخوميوس بالقبطية البحيرية SBO

 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 13659 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إخلاء الروح القدس
البابا ديونيسيوس السكندري
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إخلاء الروح القدس
Kenosis

البابا ديونيسيوس السكندري
(248-265م)


ما هو معنى كلمات الرسول: "الروح نفسه يعين ضعفنا، لأننا عندما لا نعرف كيف نصلي أو ماذا نصلي، الروح يشفع فينا بأنات لا يُنطق بها" (رو 8)

لا يقبل الروح الكلي القداسة أن يسكن حيث توجد خطية، ولكنه هو نفسه الآن يحيا إلى الأبد في قلوبنا البشرية الخاطئة.

ما أعمق معاني كلمات الرسول بولس: "أنَّات لا ينطق بها". لقد قال الرسول نفسه في موضع معين: "لا تطفئوا الروح" (ا تس 5)، ونحن كثيراً ما نطفئ الروح عندما يصبح قلبنا بارداً، وهو ما حذَّرنا منه الرب يسوع المسيح، لأن القلب يبرد بالأثم (مت 24).

المحبة هي رباط، ولكن ذلك الرباط ليس للعبودية، بل هو رباط الروح الذي يطهِّرنا من الأنانية. فالروح الذي هو نار المحبة الإلهية نحن لا نهتم به، وهو يصرخ فينا، نحن نسكب عليه مياه الخطية الباردة لكي نطفئ اللهب، وهو يعاني ويتألم من طردنا إياه، إلاَّ أنه لا يتركنا إلاَّ في يوم الدينونة. يشتاق الروح أن يعطي لنا كل الصلاح، إلاَّ أنه يرى أن قلوبنا باردة.

لقد أخلى الروح ذاته وتخلى عن قداسته لكي يغسل قذارتنا، هل رأى أحد منَّا ملكاً عظيماً يخلع تاج ملكه وملابسه الملوكية لكي ينحني لكي يغسل قذارة شحاذ مغطى بالقذارة، ثم يضمد جراحه، ويُلبسه ملابس ملوكية، ثم يئن مشتاقاً لأن يعطي له التاج والملابس الملوكية.

حقاً يتواضع الروح أكثر من تواضع الابن عندما تجسد. لأن الابن أخذ نفساً وجسداً من مريم وجعلهما مقدَّسين بالاتحاد بالطبيعة الإلهية، ولكن عندما يعمل فينا الوح القدس، نحن الذين ليس لنا طبيعة مقدسة لكي يعمل فيها، بل مدنسة بالخطية فهو يخلي ذاته.



المرجع: رسالة ديونيسيوس عن كتاب "عبادة أموات أم شفاعة القديسين؟" للدكتور جورج حبيب بباوي
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 13660 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,455

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيحي والتعصب
بائيسيوس الآثوسي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



لا يجب أن يكون الإنسان المسيحي متعصباً.


يجب عليه أن يكون لديه محبة، وأن يراعي شعور جميع الناس.


أولئك الذين يقذفون التعليقات بشكل متهور فظ، حتى لو كانت صحيحة، من شأنها أن تسبب ضررا.


إلتقيت مرة شخص لاهوتي تقياً للغاية، ولكن لديه عادة التحدث مع الناس العلمانيين الذين حوله بطريقة حادة جداً. كانت طريقته تخترقهم بعمق لدرجة أنها كانت تهزهم بشدة. قال لي ذات مرة: "خلال إجتماع ما، أنا قلت كذا وكذا لسيدة". ولكن الطريقة التي قال بها الكلام سحقتها. قلت له: "انظر ... ربما أنت تقذف الآخرين بتيجان ذهبية مرصعة بالماس، ولكن الطريقة التي ترمى بها يمكنها أن تسحق الرؤوس، وليس فقط الرؤوس الحساسة، بل تلك الصحيحة أيضا."


دعنا لا نرمي الأحجار على رفقائنا في الإنسانية بما يسمى بـ "طريقة مسيحية."


إن الشخص الذي يفحص - في وجود الآخرين - إذا كان شخص ما قد قام بخطأ، (أو الذي يتكلم بطريقة حماسية مهينة عن شخص معين)، لا يكون مدفوعاً من روح الله. أنه يتم تحريكه بواسطة روح آخر.


أن طريقة الكنيسة هي المحبة، وهذا الأسلوب الكنسي يختلف عن الأسلوب القانوني . الكنيسة ترى كل شيء من خلال التسامح وتسعى لمساعدة كل شخص، أيا كان الفعل الذي فعله، ومهما كان حجم الخطأ الذي ارتكبه.


لقد لاحظت نوع غريب من المنطق عند بعض الناس الأتقياء. إن تقواهم هو شيء جيد، واستعدادهم من أجل الخير هو أيضا شيء جيد. غير أن ينقصهم التمييز الروحي واتساع القلب، بحيث لا يكون تقواهم يرافقه ضيق الأفق أو القسوة الشديدة. الشخص الروحاني حقاً يجب أن يمتلك التمييز الروحي ويجسده بتصرفاته. خلاف ذلك، سيبقى إلى الأبد متعلق بـ "حرفية الناموس"، وحرفية الناموس يمكن ان تكون مميتة للغاية.


والشخص المتواضع حقاً لا يتصرف أبداً وكأنه مُعلم؛ انه سوف يستمع للآخرين، وكلما طلب أحد رأيه سوف يجيب بتواضع. وبعبارة أخرى، سوف يجيب وكأنه مازال طالباً. الذي يؤمن بأنه قادر على تصحيح الآخرين هو إنسان مليء بالغرور.


والشخص الذي يبدأ بعمل أمر ما بنية حسنة، ثم يصل في نهاية المطاف إلى أمر متطرف، يفتقر إلى التمييز صحيح. إن أفعاله تُجسد نوع ما من الأنانية الكامنة التي كانت مخبأة تحت هذا السلوك. إنه لا يعرف بوجودها، لأنه لا يعرف نفسه بشكل جيد، ولهذا السبب يذهب إلى التطرف.


هذا يذكرنا بمحاربي الأيقونات المدافعين عن الأيقونات. المجموعة الأولى كانت تطرفت والمجموعة الثانية تطرفت كذلك! مجموعة وصلت في نهاية المطاف إلى كشط أيقونة المسيح وإلقاء الغُبار في الكأس المقدسة، بحيث يمكن أن يصير القربان المقدس على نحو أفضل، والمجموع الثانية أحرقت الأيقونات وقذفت بها بعيداً. هذا هو السبب الذي أجبر الكنيسة على وضع الأيقونات عالية، وعندما عبر وقت الإضطهاد، سمحت بوضع الأيقونات بشكل منخفض في الكنائس، حتى نتمكن من التبارك منهم وإكرام الشخص صاحب الأيقونة
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 01:21 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024