منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 23 - 07 - 2016, 05:17 PM   رقم المشاركة : ( 13641 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لبناً ولحماً وتسبيحاً

مار إفرام السرياني


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



عند ميلاد الابن
كان في بيت لحم صياح عظيم؛
الملائكة نزلت وسبحت هناك،
كانت أصواتهم كرعدٍ عظيمٍ

وعند سماع صوت التسبيح
جاء (الرعاة) الصامتون يسبحون الابن

جاء الرعاة حاملين أفضل الهدايا من قطعانهم
لبنًا لذيذًا ولحمًا طازجًا وتسبيحًا لائقًا
أعطوا اللحم ليوسف، واللبن لمريم، والتسبيح للابن

أحضروا حملاً رضيعًا وقدموه لخروف الفصح
قدموا بكرًا للابن البكر، وضحية للضحية، وحملاً زمنيًا للحمل الحقيقي
إنه لمنظر جميل أن ترى الحمل يُقدم إليه حمل
لقد مأمأ الحمل وهو يُقدم للابن البكر
يُسبح ممجدًا الحمل الذي أتى ليحرر القطعان والبقر من الضحايا

اقترب الرعاة منه، وسجدوا له، ومعهم عصيهم
حَّيوة بالسلام، قائلين:

"السلام يا رئيس الرعاة.
هوذا عصا موسى تسبح عصاك يا راعي الجميع.
لأن موسى يسبحك، مع أن خرافه قد صارت ذئابًا،
وقطعانه كما لو صارت تنانين
في البرية المخيفة صارت قطعانه غاضبة وهاجمته
أما أنت فيسبحك الرعاة،
إذ صالحت بين الذئاب والحملان في داخل الحظيرة!

آه أيها الطفل، يا من أقدم في الأيام من نوح وأصغر منه أيضًا،
يا من صالحت الجميع في داخل الفلك وسط الأمواج!

داود أبوك من أجل حمل قتل أسدً
وأنت يا ابن داود قتلت الذائب المخفي
الذي قتل آدم الحمل الوديع
الذي كان يقتات ويمأمىء (يسبح) في الفردوس.

عند سماع صوت التسبيح العروسات قمن يقدسن أنفسهن،
وقامت العذارى إلى العفة،
حتى الفتيات الصغيرات قمن جميعهن في جدية وأتين في الحشد وسجدن للابن!

نساء مدينة داود الهرمات أتين إلى ابنة داود وقدمن الشكر، قائلات:
"مباركة هي مدينتنا التي استنارت طرقها بأشعة يسى،
اليوم تأسس عرش داود بك يا ابن داود".

الرجال المسنون صرخوا قائلين:
"مبارك هو هذا الابن الذي أرجع شباب آدم ...
مبارك هو الطفل الذي به رجع آدم وحواء إلى صبوتهما".

النساء الطاهرات قلن:
"أيها الثمرة المباركة، بارك ثمرة أحشائنا حتى تصير أبكارًا لك"...

العواقر أيضًا عشقن إياه وحملناه، قائلات:
"أيها الثمرة المولود بغير زواج، بارك أحشاءنا نحن المتزوجات،
ولترحم عقمنا يا طفل البتولية العجيب!".





المرجع: تسابيح الميلاد لمار إفرام السرياني ترجمة الأب تادرس يعقوب ملطي وجورج فهمي حنا (النشيد الخامس) NPNF 13
 
قديم 23 - 07 - 2016, 05:19 PM   رقم المشاركة : ( 13642 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا العبدة والأم
مار إفرام السرياني


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بمثل تلك الكلمات التهبت أحشاء مريم
:وكأنها تداعبه قائلة



من الذي وهبني أنا البتول أن أحمل في بطني
!وألد ذاك الواحد الذي يملأ الكل
!إنه طفل صغير، لكنه عظيم
!فهو بكليته معي، وهو بكليته يملأ كل مكان

!في اليوم الذي جاء فيه جبرائيل إلى ضعفي صرت حرة وليس عبدة
!فأنا أمة لألوهيتك، وأم لناسوتيتك، يا إلهي وابني

يا ابن الملك... لقد صارت بك العبدة فجأة ابنة للملك
هوذا أحقر من في بيت داود وهي ابنة الأرض
قد دخلت بك يا ابن داود السماء

كم أنا مندهشة، فإن الطفل الراقد أمامي هو أقدم من كل شئ
عيناه تحملقان في السماء بغير انقطاع
وفمه يبدو - حسب ظني - يلهج بسكونه محدثًا الله الآب

أيها الينبوع... كيف أفتح لك ينبوع اللبن؟
أو كيف أطعمك، وأنت تقوت الكل من مائدتك؟
كيف أقمتك باللفائف يا من تلتحف بأشعة المجد!؟

يا ابن الواحد... إن فمي لا يعرف كيف يدعوك؟
فإنني أرتعب عندما أتجاسر فأدعوك ابنًا ليوسف
لأنك لست من زرعه، أخاف أن أنكر اسم ذاك الذي خطبت له
أأدعوك إذًا ابنًا لكثيرين، وأنت ابن الله الواحد؟
إن عشرة الآف اسم لا تكفيك، فأنت ابن الله وابن الإنسان أيضًا
نعم، أنت ابن داود ورب مريم

من الذي جعل إله كل فم يصمت؟
فقد قام الناس عليَّ بسبب حملي الطاهر بك
من أجلك يا محب الكل صرت أنا مطّوبة
هوذا أنا الذي حملت وولدت حصنًا للناس، صرت مضطهدة
لقد هاج البحر على أمك، كما سبق وهاج على يونان
هوذا هيرودس - الموجة الغاضبة - سعت لكي تغرق رب البحار

أأهرب أم لا؟
فأنت هو مرشدي يا إله أمك؟
سأهرب بك لكي أقتني لي فيك الحياة في كل مكان

فالسجن معك ليس هو بسجنٍ، إذ بك ينطلق الإنسان إلى السماء
والقبر معك ليس بقبرٍ، لأنك أنت هو القيامة





المرجع: تسابيح الميلاد لمار إفرام السرياني ترجمة الأب تادرس يعقوب ملطي وجورج فهمي حنا (النشيد الرابع) NPNF 13
 
قديم 23 - 07 - 2016, 05:32 PM   رقم المشاركة : ( 13643 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عذراء وعذراء

بقلم إيريناوس أسقف ليون (قرن 2)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وحسب هذا التدبير، من أجل خلاص جنس البشر، قالت مريم "ليكن لي كقولك". وبذلك أطاعت. أما حواء فلم تُطِع رغم أنها كانت لا تزال عذراء. وكان آدم زوجاً لحواء رغم كونها عذراء، إلا أنه بالمعصية هو أيضاُ صار سبباً للموت لنفسه ولحواء ولكل الجنس البشري، ولكن مريم تعيَّن لها زوجاً حسب اختيار الله وعمله السابق، ولكنها ظلت عذراء. وعندما التزمت بالطاعة صارت لنفسها ولكل الجنس البشري سبباً للخلاص. وحسب الناموس المرأة المخطوبة لرجل تدعى زوجةً له رغم أنها تظل عذراء. وهذا بلا شك يشير إلى العلاقة بين حواء ومريم. والأشياء مرتبطة ببعضها ولا يمكن فصلها ... وحواء لن تحصل على حريتها إلاّ إذا قبلت الأخيرة أن يأتي منها المسيح.

وهكذا صار الأول الأخير، والأخير الأول (مت 30:19). وهو ما شرحه النبي بقوله أيضاً "عوض آبائك يكون بنوك" (مز 45). وتم هذا عندما وُلد الرب ثم صار البكر من بين الأموات. وأخذ في حضنه الآباء الأولون وولدهم إلى حياة الله نفسه عندما صار بداية الجنس البشري الحي، بينما صار آدم بداية الجنس البشري الميت (1 كو 15: 20-22). هذا جعل لوقا يبدأ سلسلة الأنساب من الرب أولاً حتى آدم، لكي يؤكد أنه وَلَدَ هؤلاء الآباء من جديد، وليس هم الذين ولدوه إلى الحياة حسب الإنجيل. وكذلك لعنة حواء ومعصيتها، رفعتها مريم بطاعتها، لأن حواء العذراء الأولى رُبطَت بعدم إيمانها، وكذلك مريم العذراء حلَّت رباط حواء بطاعتها.

جاء الرب إلى خاصته ورفع المعصية التي جاءت عن طريق الشجرة (شجرة المعرفة) بطاعته التي أظهرها على الشجرة (الصليب). كذلك الغواية انتهت، لأن حواء التي اُختير لها زوجاً قد أغويت بالشر، ولكن في البشارة المفرحة نجد العذراء مريم وهي مرتبطة بزوح قد سمعت البشارة من الملاك. ومن هذا يظهر أنه كما أن حواء أُغويت بكملة ملاك ساقط وهربت من الله بعد أن نفذت كلمته، هكذا مريم بكلمة الملاك نالت البشارة المفرحة لكي تلد الله وتطيع كلمته. الأولى عصت، لكن الثانية أطاعت الله، لكي تصبح العذراء المحامية عن العذراء حواء. وكما أن الجنس البشري قد رُبِطَ بالموت بعذراء، فإنه خَلُصَ بعذراء. وبذلك تم تعادل معصية العذراء (حواء) بطاعة العذراء، ومكر الحية غُلب ببساطة الحمامة






المرجع: ضد الهرطقات (3: 22، 34- 5: 19) ... منقول عن كتاب "العذراء في التسبحة" للدكتور جورج بباوي
 
قديم 23 - 07 - 2016, 05:36 PM   رقم المشاركة : ( 13644 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كان يرضع ويُرضع الكل

مار إفرام السرياني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



هذا هو اليوم الذي أبهج الأنبياء والملوك والكهنة

ففيه تحققت كلماتهم وكملت نبوتهم
لأن العذراء قد ولدت اليوم عمانوئيل في بيت لح
ما نطق به إشعياء قديمًا، صار اليوم حقيقة
ما تغنى به داود في المزامير، تحقق اليوم
ما تحدث به ميخا يومًا ما، تم اليوم فعلاً
ما تنبأ به بلعام، وجد له تفسيرًا
لقد أتى إلينا النور السري، وظهر جماله بالجسد




من آدم الرجل الذي لم يكن له ولادة، خرجت أمنا حواء
فكم بالحري يلزمنا أن نصدق أن ابنة حواء تلد طفلاً بغير رجل
الأرض البكر حملت آدم الأول الذي كان رأسًا على كل الأرض
واليوم حملت العذراء البكر آدم الثاني الذي كان رأسًا على كل السماوات
عصا هارون أفرخت، والعود اليابس أثمر
لقد أنكشف اليوم سرّ هذا، لأن رحم البتول يحمل طفلا

حملت مريم الطفل الصامت الذي فيه تختفي كل الألسن
حمل يوسف من فيه تختفي الطبيعة وهي أقدم من الزمن
صار العالي طفلاً، وفيه يختفي كنز الحكمة الذي يغني الكل
مع أنه "العالي جدًا" إلا أنه رضع اللبن من مريم
هذا الذي كل الخليقة ترضع من صلاحه
عندما كان يرضع اللبن من أمه، كان يُرضع الكل بالحياة
بينما كان يرتمي على صدر أمه، كانت الخليقة كلها ترتمي في أحضانه
كرضيعٍ كان صامتًا، لكن كانت الخليقة كلها تنفذ أوامره

في السنوات الثلاثين (ثلاثة وثلاثين) التي قضاها بالجسد على الأرض
كان يدبر كل الخليقة، فكان يتقبل كل تسابيح السمائيين والسفليين
هو بكليته في الأعماق، وهو بكليته في الأعالي
هو بكامله مع كل الأشياء، وهو بكامله مع كل منها على حدة
بينما الحمل بالابن يتم في الأحشاء، كان يكَّون الأجناء في الرحم
مع أن جسده كان ضعيفًا في الأحشاء، إلا أن قوته لم تكن ضعيفة
وهكذا أيضًا كان جسده ضعيفًا على الصليب
بينما لم تكن قوته ضعيفة على الصليب، إذ كان يحيي الموتى
أنظر كيف يحرك الخليقة كلها بقدرته وهو على الصليب
لأن به أظلمت الشمس، وتزلزلت الأرض، وتفتحت القبور، وخرج الأموات
أنظر كيف وهو بكليته على الصليب كان بكليته في كل مكان
هكذا وهو بكليته في الأحشاء، هو بكليته في كل مكان
وهو يُصلب كان يفتح القبور، وهو في الأحشاء كان يكَّون الأجناء
تعالوا أيها الأخوة اسمعوا بخصوص ابن الواحد السري
الذي ظهر في الجسد، بينما قوته كانت مخفاة
لأن سلطان الابن مطلق. الرحم لا يحده، والجسد لا يقف قدامه
أحضر له المجوس مرًا (ولبانًا) وذهبًا، بينما تختفي فيه كل كنوز الغنى
المر واللبان (والذهب) الذي خلقه وأوجده، أحضره له المجوس
فمما له أحضروه له
بقوة منه استطاعت مريم أن تحمله في حضنها، هذا الذي يحمل كل الأشياء
أرضعته لبنًا هو هيأه فيها، وطعامًا هو صنعه
كإله أعطى مريم لبنًا، ثم عاد فرضعه منها كابن الإنسان
يداها كانت تعريانه، إذ أخلى هو نفسه
ذراعاها احتضنتاه، من حيث كونه قد صار صغيرًا
قوته عظيمة، من يقدر أن يحدها؟ لكنه أخفى قياسها تحت الثوب
فقد كانت أمه تغزل له وتُلبسه، إذ أخلى نفسه من ثوب المجد
البحر سكن وهدأ عندما حمله، فكيف استطاع حضن يوسف أن يحمله؟
أحشاء الجحيم أدركته، فانفجرت أبوابه، فكيف احتوته أحشاء مريم؟
الحجر الذي على القبر تدحرج بقوة، فكيف اشتملته ذراعا مريم؟
لقد تنازلت لترفع الكل إلى الحياة
من يقدر أن يتكلم عن ابن الواحد السري، الذي جاء لابسًا الجسد من الرحم؟
جاء ورضع اللبن كطفلٍ، وبين الأطفال ابن الله كان يزحف
رأوه كطفلٍ صغيرٍ في الطريق، بينما يسكن فيه حب الجميع
كان الأطفال المرئيون يحيطون به في الطريق
وكان الملائكة غير المرئيين يحيطون به في خوف
كان بشوشًا مع الصغار كطفلٍ، مخوفًا لدى الملائكة كآمرٍ
كان مخوفًا لدى يوحنا أن ينحني ليحل سيور حذائه
وكان (الرب) رقيقًا مع الخطاة الذين قبَّلوا قدميه
الملائكة كملائكة رأوه، وكل إنسان حسب قياس معرفته أدركه
لكن هو والآب لهما المقياس الكامل للمعرفة
فالآب وحده هو الذي يعرفه كما هو
لأن كل الخليقة علوية أو سفلية تنال قياسها في المعرفة
(وإن أدركته كإله لكن لا تدركه كما هو )
أما رب الكل فهو الذي يهب كل شئ لنا


الليلة ليلة جميلة، إذ جاء كلي الجمال لكي يجعلنا جُمال
فلننزع إذًا من سهرنا كل ما يفسد نقاءها
لتحفظ الأذن نقية، والعين طاهرة، وتأملات القلب مقدسة، وكلام الفم مملحًا


في ليلة المصالحة هذه، ليصرف كل إنسان عنه الغضب والحزن
في هذه الليلة التي فيها هدأ روع الجميع، ليته لا يكون فيها من يهدد أو يضايق
في ليلة الإله الواحد الحلو، ليته لا يكون فيها مرارة أو قسوة
في ليلة الإله الوديع، لا يكون فيها متشامٍخ أو متعاٍل
في يوم الغفران، لا نزيد فيه الأخطاء
في يوم الفرح، لا ننشر فيه أحزان
في يوم العذوبة، لا نكون قساة
في يوم الراحة والسلام، لا نكون فيه غضوبين
في اليوم الذي نزل فيه الله إلى الخطاة، لا ينتفخ فيه الأبرار على الخطاة
في اليوم الذي نزل فيه سيد كل أحد إلى العبيد، لينزل السادة بلطف إلى عبيدهم
في اليوم الذي صار فيه الإله الغني فقيرًا من أجلنا
فليشارك الأغنياء الفقراء في موائدهم
في اليوم الذي وهبنا فيه عطايا لم نطلبها
فلنقدم صدقة لمن يصرخون متوسلين إلينا إحسانًا
في اليوم الذي فيه مُهد لصلواتنا طريق في الأعالي
لنفتح أبوابنا نحن أمام الذين أساءوا إلينا وطلبوا منا العفو
اليوم أخذ الله الطبيعة غير التي له
ليته لا يكون صعبًا علينا أن نغير إرادتنا الشريرة

اليوم خُتم الطبع البشري باللاهوت، حتى يتزين بنو البشر بطبع اللاهوت




المرجع: من تسابيح الميلاد لمار إفرام السرياني ترجمة الأب تادرس يعقوب ملطي وجورج فهمي حنا
 
قديم 23 - 07 - 2016, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 13645 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تطرحوا درركم أمام الخنازير
العلامة أوريجانوس



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أحذِّر الذين يسمعونني، حتى لا أُتهم بأنني طرحت القدسَ للكلاب، أي للنفوس التي لا تخجل. والذين ينبحون مثل الكلاب، هم الذين لا يفكرون في شيء إلاَّ في الزنا، والسلوك الشاذ، ولا يتصرفون إلاَّ مثل الكلاب التي تنهش ضحاياها، وأمام هؤلاء لا يجوز أن ألقي بالقدسات.

وكذلك أحذّر الذين يسمعونني الآن أن لا يجعلونني عرضة للاتهام بأنني ألقيت بالجواهر الغالية التي نحاول أن نجمعها مثل تجار حكماء، أمام الغارقين في دنس الجسد، والذين يوصفون بأنهم خنازير (مت 7: 6). إنني أعتقد أن الناس الذين ينحدرون على الدوام، ويتمرغون في أوحال الحياة، ولا يحاولون بالمرة أن يجربوا أن يعيشوا في طهارة وقداسة حياة، كل واحد من هؤلاء يتشبه بالخنزير، فإذا كان ملكوت الله أشبه بتاجر يبحث عن الجواهر الغالية، وأنا قد وجدت هذه الجواهر النادرة والغالية، ودفعت فيها ثمناً، هو التعب والإرهاق وعدم النوم، فإذا طرحتهم أمام النفوس التي تعشق اللذات، والغارقين في دنس الجسد والنجاسة، فإنني سوف أُحسب مذنباً بدوري، لأنني ألقيت بالجواهر أمام الخنازير.
وعندما تحصل الخنازير على اللآلئ، ولا تدرك جمالها الفائق وقيمتها، تدوسها تحت أقدامها بالأقوال الشريرة، التي تذاع ضد الأمور الصحيحة، وهم لا يدوسون فقط على اللآلئ تحت أقدامهم، بل يلتفتون إلى الذين أعطوهم اللآلئ ويمزقونهم إرباً إرباً.
أتوسل إليكم، تجدَّدوا واقبلوا أن تتعلموا أن فيكم قدرةً للتجديد، وأن تخلعوا صورة الخنزير، أي النفس النحسة.
وشكل الكلب، وهي الإنسان الذي ينبح ويشتم.
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ومن الممكن أن نتجدد عن صورة الثعابين، فالإنسان الشرير يشبه الثعبان أو الحية، ولذلك قيل عن البعض أنهم "أولاد الأفاعي". فإذا توفر لنا الإدراك بأن فينا قوة للتجديد من صورة الثعابين والخنازير والكلاب فعلينا أن نتعلم من الرسول أن هذا التجديد متوقف علينا. وهو يقول: "فنحن بوجه مكشوف، نرى مجد الرب ونتجدد إلى تلك الصورة عينها" (2 كو 3).
فإذا كنت مثل الكلب النابح، فإن الكلمة (اللوغوس) جاء لكي يجددك، ويحولك من كلب إلى إنسان، وإن كنت نجساً، فإن الكلمة جاء إلى نفسك وأخضعك لعلاجٍ، لكي تتجدد صورة على الكلمة وتتحول من خنزير إلى إنسان.
وإذا كنت حيواناً مفترساً، وسمعت عن الكلمة الذي يستأنس ويغيِّر الحيوانات إلى بشر، فإنك بإرادة الكلمة لن تُدعى بعدُ حيةً، ولا نسل أفاع. ولو كان من الصعب على الذين سمعوا هذا الوصف بأنهم أولاد أفاع بسبب ما في نفوسهم من شرور، ما كان المخلص قد طلب منهم "أن يصنعوا ثماراً تليق بالتوبة" (لو 3)، وبعد التوبة أنت لست حية، ولا نسل أفاع.
...
أرجوكم إلاَّ تجعلوني أُتهم بأنني ألقيت اللآلئ أمام الخنازير، والقدسات للكلاب، أو التخلي عن الأمور الإلهية للحية، أو معطياً إياها نصيباً في شجرة الحياة. ولكي لا ينالني هذا الذنب، أقول تجددوا، اطرحوا الشر، الشجار، الغضب، الجدل، انقسام الرأي، وأرجو أن لا يحدث بينكم انقسام في المستقبل بل يكون لكم فكراً واحداً ورأياً واحداً (كو 1).
إن الكلام يجعلني أخجل، ولكن عدم الكلام أيضاً يجعلني أخجل، ولكن من أجل الذين يستحقون كلام التعليم أتكلم، لئلا أُتهم بأنني حرمت الذين يفهمون من كلمة الله. بسبب غير المستحقين أنا أتردد في الكلام، ولنفس الأسباب السابقة التي ذكرتها، وحتى لا يقال عني إنني ألقيت القدسات للكلاب واللآلئ للخنازير.
لقد كان دأب يسوع أن يميز السامعين الذين من الداخل، والذين من الخارج. وللذين لا يتبعونه كان يتكلم بأمثال، أمَّا شرح الأمثال فقد قاله للذين في الداخل، أي الذين دخلوا معه البيت، لكي يجلسوا معه. والبقاء في الخارج، ودخول البيت له معنى سري أشار إليه الرسول بقوله: "لماذا أدين اللذين هم من الخارج" (1 كو 5)؟ كل خاطئ هو خارج، ولذلك الذين هم من خارج، هؤلاء يسمعون الأمثال، لعلهم يتركون كل شيء خارجاً، ويدخلون البيت. والمعنى السري، هو أن الذي يدخل البيت يصبح تلميذاً حقيقياً للمسيح، ودخول البيت يكون بالتمسك بثبات بعقائد الكنيسة، والحياة حياةً مقدسةً حسب تعليم الكنيسة، وهذا يوضح لنا أن الداخل والخارج كلمات لها معاني روحية فقط، وهو ما يشرح لنا الكلام عن الإنسان الخارجي والإنسان الداخلي.
المرجع: الحوار مع هيراقليدس للعلامة أوريجانوس ترجمة د. جورج حبيب بباوي عن كتاب "التمييز بين العقيدة والهرطقة والرأي".
 
قديم 23 - 07 - 2016, 05:53 PM   رقم المشاركة : ( 13646 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توبة ذياكون مشهور

البابا زخارياس ( قرن 11)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كان إنسان شماس من أخل منيتي مليج (ميت خاقان) معروف ومشهور، فتخاصم مع زوجته وكانت طاهرة ديِّنة، فخرج من عندها ... ووقع في الخطيئة. ثم عاد إلى منزله فصالحته زوجته. فلما كان الليل .. وتعرى من ثيابة ... رأت زوجته جسمه وقد وضح جميعه بالبرص ...

قالت له: ما الذي فعلتَ حتى تبرَّصت، انظر إلى جسمك.

فتأمل جسمه وبكى بحرقة وقال لها: يا أختي لما تخاصمت معك اليوم، ولعب بي الشيطان، ففعلت كذا وكذا، ثم لطم وجهه، ونتف شعر لحيته، وزاد في البكاء.

فقالت له زوجته الخيرة الديِّنة وهي باكية عيه: قد أخطأت با أخي وغلطت، فبادر إلى الأب أنبا زخارياس القديس وامسك قدميه والزمهما حتى يسأل الله فيك فتبرأ.

فنهض باكراً وركب دابته ومضى إلى دمروا (بالدلتا)، وطرح نفسه بين يدي البطرك، وأكثر البكاء والتضرع، وتعلَّق بقدميه، واعرف له بما جرى عليه.

فقال له: يا ولدي هل فيك أن تثبت على التَّعب بين يدي السيد المسيح؟

فقال له: يا أبي أحكم عليَّ بما شئت، فإني فاعله بمعونة الله لي، وبركة صلاتك.

فدخل به إلى بيت مظلم عنده ... وجعل وجهه إلى الشرق، وقال له: يا ولدي واصل الصلاة والتضرع والبكاء وتب أن لا تعود إلى خطيئة.

وكان بعد ثلاثة أيام وثلاث ليالي يطعمه خبزاً يسيراً بالميزان، ويسقيه الماء أيضاً بميزان إلى تمام خمسة عشر يوماً.
وجاء إليه، افتقده وصلّى عليه.

وإلى تمام ثلاثة أسابيع افتقده أيضاً وصلّى عليه.

وإلى تمام الشهر جاء إليه وكشف جسمه فوجد الوضح قد تناقص عنه، فطيّب نفسه، ثم بشَّره بذلك إلى تمام أربعين يوماً، أتاه وتأمله فوجده قد طهر، ولم يبق في جسمه شيئاً من الوضح، ففرح به وحمَّه بماء حار، ودهنه وصلى عليه.

وقال له: يا ولدي قد عوفيت، فاعرف ما ندرته على نفسك، ولا تعود إلى خطيئة، ولا تظن أنني صوَّمتك ثلاثة أيام، ثم بعدها ثلاثة أيام وأفطرت أنا، بل حيُّ هو اسم المسيح ما تغذيتُ في هذه الأربعين يوماً إلا بمثل ما غذيتك به، ولا كنتُ أفطر إلا في الوقت الذي كنتُ أفطرك فيه بمثل الخبز والماء الذي كنتُ أغذيك به سواء. ثم بارك عليه، وأمره بالأنصراف إلى منزله، فعاد إلى زوجته المباركة فرحاً مسروراً.




المرجع: تاريخ البطاركة ... منقول عن كتاب التاريخ الطقسي لسر التوبة والاعتراف .. للأب أثناسيوس المقاري.


 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 13647 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تسبحة العذراء مريم (الاستنارة)

غريغوريوس صانع العجائب


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وإذ عاشت العذراء القديسة وهي على الأرض حياة نقية غير فاسدة وسلكت في كل الفضائل وعاشت حياة أسمى من كل الناس، لهذا أخذ كلمة الله الآب منها جسداً، لكي بنفس الجسد الذي به دخلت الخطيئة إلى العالم، وبالخطية الموت، يدين الخطية في الجسد، ويُهزم المجرب بموت وقيامة المسيح، وبذلك تظهر القيامة وتتأسس الحياة الأبدية في العالم وتنشأ الشركة والألفة بين الله والناس.

فقد أرسل جبرائيل إلى العذراء القديسة، غير الجسدي أرسل لمن سلكت في الجسد سلوكاً نقياً، وعاشت في الفضائل. وحينما جاء إليها خاطبها أولاً بالتحية: "سلام لك أيتها الممتلئة نعمة الرب معك".

السلام لك أيتها الممتلئة نعمة لأنك مستحقة للفرح إذ أنك لبست ثوب النقاوة، وتمنطقت بمنطقة الفطنة.

السلام لك أيتها الممتلئة نعمة لأن نصيبك هو أنه تكوني مركبة الفرح السماوي.

السلام لك أيتها الممتلئة نعمة لأنه بواسطتك أعطي الفرح للخليقة كلها، واستعاد الجنس البشري بواسطتك كرامته الأولى.

السلام لك أيتها الممتلئة نعمة لأنك ستحملين خالق الكل بيد ذراعيك ...

السلام لك أيتها العذراء القديسة فإن رب كل القوات السمائية رب كل المخلوقات، قد اختارك أنت القديسة والحسنة تماماً، ومن احشائك المقدسة العفيفة وغير الملوثة، تأتي اللؤلؤة المضيئة لأجل خلاص كل العالم، حيث أنه من بين جنس البشر، أنت القديسة أكثر من الكل، وأنت مكرمة جداً والأكثر طهارة والأكثر تقوى من الجميع ..

والإسم الذي أعطي للعذراء هو مريم وهذا معناه "الاستنارة"، وأي شيء أكثر إضاءة ولمعاناً من العذراوية؟ لهذا أيضاً دعيت الفضائل "عذارى" بواسطة أولئك الذين يجاهدون لبلوغ طبيعتهم الحقيقية. فإن كان هو بركة عظيمة جداً أن يكون للإنسان قلب عذراوي فكم بالأحرى حينما يكون الجسد أيضاً عذراوياً مع النفس!


هكذا كانت العذراء القديسة وهي في الجسد تحتفظ بحياة غير فاسدة، وتقبلت ما أعلنه لها رئيس الملائكة بإيمان.


بعد ذلك ذهبت العذراء بسرعة إلى قريبتها إليصابات في الجبال. ودخلت بيت زكريا وسلمت على إليصابات "فلما سمعت أليصابات سلام مريم، إرتكض الجنين في بطنها، وامتلأت إليصابات من الروح القدس" (لو 1). وهكذا كان صوت مريم مملوء بقوة جعلت أليصابات تمتلئ من الروح القدس. وأرسلت لسانها كما من ينبوع متدفق، فجرَّ عطايا من النعمة، بالنبوة لقريبتها. وبينما كان الجنين مربوطاً بقدميه، تهلل ورقص. وكان هذا علامة تهليل عجيب. لأنه حيثما وجدت الممتلئة نعمة فهي تملأ كل الأشياء بالفرح.


"وصرخت إليصابات بصوتٍ عظيم وقالت: "مباركة أنتِ في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك! فمن أين لي هذا أن تأتي أم ربي إليَّ"


مباركة أنت في النساء، لأنك صرت للنساء بداية الخليقة الجديدة. وأعطيت لنا جراءة للدخول إلى الفردوس، وجعلت عدونا القديم يهرب. وبعدك لم يعد جنس النساء موضوع عار. ولن تخف بنات حواء من اللعنة القديمة أو من أوجاع الولادة. لأن المسيح، فادي جنسنا ومخلّص كل البشرية، آدم الروحاني، الذي شفى جراحات الخليقة الترابية، جاء من أحشاءك المقدسة. مُباركة أنت في النساء ومباركة هي ثمرة بطنك، لأن الذي يحمل لنا كل البركات ظهر كثمرة منك.


هذا نقرأه في كلمات العاقر، ولكن نقرأه بوضوح أكثر فيما عبرت عنه العذراء نفسها، حيتما قدمت لله تسبحة مملوءة بالشكر والقبول، والمعرفة الإلهية، معلنة عن الأمور القديمة مع ما هو جديد، ذاكرة الأمور القديمة مع التي تتحقق في ملء الزمان، وملخصة أسرار المسيح في عبارات قليلة.


"وقالت مريم: تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي ... عضد إسرائيل فتاه ليذكر رحمة كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد" (لو 1)


ها أنت ترون كيف فاقت العذراء القديسة، كمال البطاركة وهي تثبت العهد الذي عمله الله مع إبراهيم حينما قال: "هذا هو عهدي الذي تحفظونه بيني وبينكم" (تك 17). فقد جاء وثبّت العهد مع إبراهيم، إذ قبل سرياً في نفسه علامة الختان، واثبت أنه هو نفسه تحقيق الناموس والأنبياء.


هذه التسبحة النبوية، قدمتها القديسة والدة الإله، لله، قائلة "تعظم نفسي الرب وتبتهج روحي بالله مخلصي، لأن القدير صنع بي عظائم واسمه قدوس". فقد جعلني أم الله كما أنه حفظني عذراء، وبواسطة (ما في) أحشائي جمع كل الأجيال للتقديس لأنه بارك كل الأعمار، الرجال والنساء، الشباب والشيوخ.


"صنع قوة بزراعه" لأجلنا، منتصراً على الموت والشيطان، إذ مزق صك خطايانا.


"شتت المستكبرين بفكر قلوبهم"، فقد شتت إبليس وكل شياطينه. ذلك الذي تعجرف في قلبه وتحاسر أن يقول: "أصعد فوق مرتفعات السحاب أصير مثل العلي"(إش 14). ويوضح النبي كيف شتت إذ يقول "لكنك إنحدرت إلى الهاوية" وكل جنودك معك. فقد أبطل الرب مذابحه في كل مكان، وعبادة الآلهة الكاذبة، وأعد لنفسه شعباً خاصاً من الأمم الوثنية.


"وانزل الأعزاء عن الكراسي ورفع المتضعين". في هذه العبارة إشارة مختصرة إلى استبعاد اليهود ودخول الأمم إلى الإيمان. لأن شيوخ اليهود وكتبة الناموس والذين تنعموا بامتيازات كثيرة، استخدموا غناهم بطريقة رديئة وسلطانهم بطريقة غير مشروعة، لذلك انزلهم عن كراسيهم سواء في النبوة أو الكهنوت، سواء في التشريع أو التعليم، وتعرّوا عن غناهم الموروث، ومن ذبائحهم وأعيادهم العديدة، وكل الامتيازات الشريفة الخاصة بالملكوت. وحرموا من كل هذه الخيرات، وكلاجئين عرايا طُرحوا في السبي.


وعوضاً عنهم رفع المتضعين، أي شعوب الأمم المتعطشة للبر. فهؤلاء إذ اكتشفوا وضاعتهم، وكانوا جائعين إلى معرفة الله، وطلبوا الكلمة الإلهية، لينالوا ولو الفتات مثل المرأة الكنعانية، ولهذا فقد امتلئوا بغنى الأسرار الإلهية. لأن المسيح الذي ولد من العذراء أعطى كل ميراث البركات الإلهية للأمم.


"عضد إسرائيل فتاهُ"، ليس أي إسرائيل على وجه العموم بل "فتاهُ"، ذاك الذي يحفظ في كل عمل من أعماله سمو ونبل إسرائيل حقاً. ولهذا السبب أيضاً تُسميه العذراء "فتاهُ" أي ابنه والوارث له. وحينما وجد هذا يجتهد في الناموس، دعاه بالنعمة. هذه هو إسرائيل الذي دعاه ليعضده ويذكر رحمة.


"كما كلم آباءنا لإبراهيم ونسله إلى الأبد". في هذه الكلمات يمكننا أن نفهم سر التدبير كله. لأنه من أجل خلاص جنس البشر وتحقيق الوعد الذي أعطي لأبائنا، فإن المسيح "طأطأ السماوات ونزل" (مز 18). وهكذا يظهر لنا ذاته بقدر ما نستطيع أن نتقبله، لكي يمكننا أن نراه، ونلمسه ونسمعه حينما يتكلم.


لذلك، فإن الله الكلمة أخذ لنفسه جسداً. أي ناسوت كامل من امرأة، هي العذراء القديسة، ووُلد إنساناً ليوفي الدين الذي علينا، ويحقق في نفسه فرائض العهد الذي صنعه مع إبراهيم، في طقس الختان، وكل الأمور الشرعية المتصلة به.


وبعدما تكلمت العذراء بهذه الكلمات، ذهبت إلى الناصرة، ومن هناك أتت إلى بيت لحم، بسبب أمر القيصر. ولأنها من بيت داود الملكي جاءت إلى بيت داود مع يوسف خطيبها. وهناك تم السر الذي يفوق كل العجائب - العذراء ولدت وحملت بين ذراعيها ذاك الذي يحمل كل الخليقة بكلمته.


"ولم يكن لهما موضع في المنزل". لم يجد مكاناً ذاك الذي أسس الأرض كلها بكلمته. والعذراء غذت بلبنها ذاك الذي يعطي قوتاً وحياة لكل كائن حي. وقمطت بالخرق ذاك الذي يضبط الخليقة كلها بكلمته. ووضعت في مزود ذاك الجالس فوق الشاروبيم.


اشرق نور من السماء حول ذاك الذي ينير المسكونة كلها. وجنود السماء سبحوه بتماجيدهم، ذاك الذي هو ممجد في السماء قبل كل الدهور. وقاد النجم بضياءه أولئك الذين أتوا من أقطار بعيدة إلى ذاك الذي هو "الشرق" الحقيقي. جاء الذين يحملون الهدايا من الشرق إلى ذاك الذي إفتقر لأجلنا.


والقديسة والدة الإله حفظت هذه الأمور متفكرة بها في قلبها، كمن هو مخزن لكل الأسرار.


مدحك، أيتها العذراء كلية القداسة، يفوق كل مديح بسبب الإله الذي أخذ منك جسدأً ووُلد منك إنساناً.


كل الخلائق في السماء وعلى الأرض وما تحت الأرض، تقدم لك الكرامة اللائقة بك، لأنك أنت بالحقيقة قد اُفرزتِ لتكوني العرش الشاروبيمي الحقيقي.


أنت هو النور اللامع الذي يضيء في الأماكن العالية لممالك العقل، حيث يُمجد الآب الذي بلا بداية، والي ظللك بقوته، والابن أيضاً يُعبد ذاك الذي حملته بالجسد، وحيث يُسبح الروح القدس الذي تمم من أحشائك ولادة الملك القدير.


أيتها الممتلئة نعمة، بواسطتك الثالوث المتساوي في الجوهر، يُعرف في العالم.


واحسبينا معك أهلاً أن نصير شركاء النعمة الكاملة التي لك في يسوع المسيح ربنا، الذي له مع الروح القدس ومع الآب المجد الآن وكل أوان وإلى دهر الدهور آمين.








المرجع: كتيب "البشارة بمجيء المسيح للقديس غريغوريوس صانع العجائب، ترجمة د. نصحي عبد الشهيد، مركز الآباء بالقاهرة.
ANF 6
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:13 PM   رقم المشاركة : ( 13648 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرهبنة (ليست) للتجارة والاستثمار

باخوميوس، أورسيزيوس، تادرس الطيبي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



أولاً عند الأب باخوميوس أب الشركة


"إنني أريد لكم ألاّ تبذلوا ما في وسعكم في حرصكم على تنميق قلاليكم وزخرفتها وتحسين عمارتها، لأن في ذلك مضرةً لأنفسكم، لأن العقل ينجذب إلى ما هو حسن من الأمور والأعمال وينسرق بنظره إليها تيهًا وعجبًا، ويصير للشياطين صيدًا وقنصًا، وذلك لأنه غريبٌ عنا وخارج عن مذهبنا أن نصغي إلى جمال العالم وبهائه، ونُشغَف بحسن أعماله، بل إنه يليق بنا أن نكبح جماح أنفسنا ونردّ ألحاظنا عن النظر إلى أيٍّ من الأمور المحكمة، ونصمّ آذاننا عن الأخبار المطربة، وأنوفنا عن استنشاق الروائح المعطّرة، وأن نكبح المذاق عن سائر الملذات، وأن نربط أيدينا عن افتعال أي شيء من المنكر، ونقيِّد أرجلنا عن السعي في سبل السيئات، وأفكارنا عن المرح في مروج الشهوات، وأن نكلِّف أنفسنا ونقودها قسرًا إلى الامتناع عن الطعام اللذيذ الشهي، وعن اللباس الصقيل البهي، وألاّ نقتني من سائر الأشياء إلاّ الضروريات. وبالاختصار، فإن جميع ما هو عند أهل العالم مستحسَنٌ كريمٌ فليكن عندنا نحن الرهبان مطروحًا مهانًا، متحققين أن شرف العالم باطلٌ، وجماله عاطلٌ، وإنما شرف المؤمن وجماله هو نقاء قلبه واجتهاده في حفظ وصايا ربه" _ الأنبا باخوميوس




لم يكن أحدٌ من الرهبان يعمل شيئًا في مسكنه بدون رأي المسئولين عن الاهتمام به، وما كانوا يدخلون قلاية أخ ليزوروه (بلا ضرورة). وما كانوا يقتنون نقودًا أو ذهبًا أو فضةً بصفة خاصة، حتى إنّ بعضهم انتقلوا من العالم وهم لا يعلمون ما هي النقود باستثناء الذين كانوا يقومون بخدمة الدير، وحتى هؤلاء فكانوا عند رجوعهم إلى الدير لا يُبقون شيئًا معهم يومًا واحدًا، بل يسلّمونه للمدبّر ليحفظه حتى وقت خروجهم للعمل مرةً أخرى.


حدثت مجاعة في أيام أبينا الطوباوي باخوميوس، ولم يكن للإخوة قمح، ولا في أرض مصر كلها تقريبًا. فأرسل القديس أحد الإخوة ليجول في المدن والقرى بحثًا عن قمح يشتريه، وأعطاه مائة عملة (تُدعَى "صوليدي") ليشتري بها القمح. وبعد أن طاف الأخ بمواضع كثيرة جاء إلى مدينة تُدعَى "إرموتيم" (أرمنت حاليًا). وبتدبير إلهي وجد هناك إنسانًا من كبار القوم عظيم التقوى وخائف الله، وكان قد سمع عن سيرة القديس باخوميوس والإخوة. وكان هذا الرجل في عهدته القمح الخاص بعامة الشعب. فترجاه الأخ أن يبيع له قمحًا بقيمة المائة عملة ... فقال الرجل: ”نعم أستطيع ذلك، وليس فقط بمائة عملة؛ بل إذا أردتَ أن تأخذ قمحًا بمائة عملة أخرى، فإنك تعمل معي معروفًا إذ إنني أرغب في صلواتكم“. فقال الأخ: ”ليس لدينا سوى هذا المبلغ“. فأجاب الرجل: ”لا تعُل همّ ذلك، خُذ القمح وعندما يتوفر المال أحضره لي“. وعلى هذا الأساس وسق الأخ المركب بالقمح بسعر ثلاثة عشر أردب بعملة واحدة، بينما لم يكن ممكنًا للمرء أن يجد قمحًا في مصر كلها بسعر خمسة أرادب بعملة واحدة، ثم أبحر عائدًا إلى الدير وهو في غاية الفرح. فلما سمع الأب الكبير (باخوميوس) أن المركب قد رستْ محمّلةً بالقمح، وعلم بالكيفية التي تحصّل بها الأخ على القمح، أرسل على الفور قائلاً: ”لا تُحضروا حبّةً واحدةً من هذا القمح إلى الدير، ولا تدَعوا ذاك الذي قام بالصفقة أن يأتي إلى حضرتي حتى يُعيد القمح إلى موضعه، لأن ما فعله مخالفٌ للوصايا. وليس ذلك فحسب؛ بل إنه أيضًا أخذ قمحًا بمائة عملة أخرى، وهذا ما لم آمره به. فإذ أطاع مشيئته الخاصة أحبّ الزيادة واستعبدنا جميعًا إذ جعلنا مديونين بسبب اشتعاله بشهوة الربح الكثير، واستغلّ إحسان المعطي وجعله سبيلاً إلى الشره، وجلب لنا ما يفضل عن حاجتنا من القمح. لذلك دعوه يبيع القمح الذي أحضره كله لأهل هذه المنطقة من العلمانيين بالسعر الذي ابتاعه به من الرجل الذي وثق فيه، أي ثلاثة عشر أردب للعملة، ثم يذهب بالنقود إلى الرجل الذي استأمنه، وبالمائة عملة الخاصة بنا يشتري منه قمحًا بالسعر الساري في كل مكان ويُحضره إلى هنا“. ففعل الأخ كما قال الكبير، وأحضر القمح بسعر خمسة أرادب ونصف للعملة، ثم أقام آخر مكانه ولم يدعه يخرج من الدير في خدمة الإخوة.


مرةً أخرى استلم الأخ، الذي أُقيم بدلاً من الذي اشترى القمح، من إسكافي الدير أحذية وصنادل وأشياء أخرى (مثل مداسات) لبيعها فأخذ عنها ثمنًا أعلى من الذي حدّده إسكافي الدير وجاء بالثمن إليه. فلما وجد الإسكافي أن ما حصل عليه يساوي ثلاثة أضعاف القيمة ذهب إلى الأب الكبير وقال له: ”الحق يا أبي، إنك ما أصبتَ في تعيين هذا الأخ لخدمة تلك المهام، لأن الفكر العالمي ما زال فيه. فقد أعطيته تلك الأشياء ليبيعها وقلتُ له عن الثمن فباعها بسعر أعلى وجاءني بثلاثة أضعاف ما حدّدته له“. فدعا الأب الكبير الأخ وسأله: ”لماذا فعلتَ هذا الأمر“؟ فأجاب: ”الثمن الذي قاله لي الأخ، يا أبي، هو ما ذكرته للمشترين، فقالوا لي: ’أيها الأخ، إن لم تكن هذه الأشياء مسروقة فهي تساوي أكثر مما ذكرت‘. ففي ارتباكي قلتُ لهم: ’ليست هذه مسروقات، ولكن هذا هو الثمن الذي أُمرتُ أن أبيعها به، ولكن أعطوني أنتم ما شئتم‘. فأعطوني ما أرضاهم، وأنا لم أعدّ ما أخذته منهم من نقود“. فلما سمع الكبير ذلك قال له: ”لقد أخطأتَ جدًا إذ أحببتَ أن تحصل على الأكثر، ولكن اذهب بسرعة وردّ الزيادة عن الثمن المحدَّد للذين أعطوك إياه. ثم تعالَ وتُب عن ذنبك والزم الدير ممارسًا عمل يديك، لأنه لا يوافقك أن تقوم بهذه الخدمة بعد ذلك“.

لم يكن أحدٌ من الرهبان يعمل شيئًا في مسكنه بدون رأي المسئولين عن الاهتمام به، وما كانوا يدخلون قلاية أخ ليزوروه (بلا ضرورة). وما كانوا يقتنون نقودًا أو ذهبًا أو فضةً بصفة خاصة، حتى إنّ بعضهم انتقلوا من العالم وهم لا يعلمون ما هي النقود باستثناء الذين كانوا يقومون بخدمة الدير، وحتى هؤلاء فكانوا عند رجوعهم إلى الدير لا يُبقون شيئًا معهم يومًا واحدًا، بل يسلّمونه للمدبّر ليحفظه حتى وقت خروجهم للعمل مرةً أخرى.


ثانياً: عند خليفة باخوميوس في القيادة الأب أورسيزيوس



لما زاد عدد الإخوة بدأوا في الاتساع في الحقول وماديات أخرى كثيرة. وابتدأ كل دير يتوانى قليلاً قليلاً (في الروحيات) كلما زادت الاهتمامات الأخرى. وأراد أب دير منخوسين – ويُدعَى "أبولونيوس" – أن يشتري لنفسه مقتنيات زائدة عن الحاجة بخلاف قانون الجماعة. ولما راجعه الأب أورسيزيوس وأنّبه غضب، وبتحريض من العدو أراد أن يفصل ديره عن مجمع الشركة وأقنع كثيرين من الشيوخ بذلك. وقد تأذّت أديرة كثيرة أخرى من ذلك لأنه انفصل قائلاً: ”لسنا بعد تابعين لشركة الإخوة“. ولما حاول الأب أورسيزيوس (خليفة باخوميوس) أن يُقنعه لم يستمع له، وهكذا ازدادت التجربة شدّة!


"أتوسل إليكم ألاّ تنسوا عزمكم الذي اتخذتموه مرةً، ودعونا نفكر في تقاليد أبينا (باخوميوس) كسلّم يقود إلى ملكوت السماء. ولا تتطلّعوا إلى الأشياء التي وطئتموها مرةً بأقدامكم. فيكفينا أن يكون لنا ما يكفي لأي إنسان: جلبابان وواحد آخر باليًا وعباءة كتانية وقلنسوتان ومنطقة كتانية وأحذية وجلد ماعز وعصا. وإذا حدث أن واحدًا اؤتُمن على خدمة أو تدبير أحد الأديرة وانتفع من وراء ذلك، أي أنه يضع يده على أي شيء لأجل راحته الشخصية، فهذا يجب أن يُعتبر جريمة وتدنيس للمقدسات. لأنه بعمله هذا يحتقر الذين ليس لهم ولكنهم أغنياء في فقر مبارك. وهو بذلك يكون ليس هالكًا فحسب؛ بل أيضًا يتسبب في هلاك الآخرين" _ الأب أورسيزيوس


"يجب أن نحذر من ألاّ يخصِّص أحدٌ لنفسه أي شيء في بيت أو قلاية واحد آخر، فإن هذا منافٍ لنظام الدير. والذي يفعل ذلك لا يُحسَب بين تعداد الإخوة، بل يُعتبر أجيرًا وغريبًا. وليس له أن يأكل من فصح الرب مع القديسين لأنه صار حجر عثرة في الدير" _ الأب أورسيزيوس




"ينبغي أن نلاحظ الآتي أيضًا: لا يقُل أحد في قلبه، إذ يُخدَع بفكرة غبية أو بالحري يُصطاد في مكايد إبليس: ’عندما أموت سأعطي ما أملكه لإخوتي‘. أيها الأكثر غباءً في البشر، أين وجدتَ ذلك مكتوبًا؟ ألم يقضِ جميع القديسين والذين خدموا الله على ثقل العالم كله مرة واحدة؟ وفي سفر الأعمال، ألم يأتوا بكل شيء يمتلكونه تحت أقدام الرسل؟ وكيف سيمكنك أن تلبس «رداء البر» بعد موتك إن كنت لم تربحه في حياتك؟ ..... دعونا ننبذ العالم حتى نتبع، كأناس كاملين، الرب يسوع الكامل. إن الذين يتملّك الطمع على نفوسهم يبدو لهم الفقر من أجل المسيح أنه حماقة، «أما التقوى مع القناعة فهي تجارة عظيمة، لأننا لم ندخل العالم بشيء، وواضحٌ أننا لا نقدر أن نخرج منه بشيء. فإن كان لنا قوتٌ وكسوةٌ فلنكتف بهما، وأما الذين يريدون أن يكونوا أغنياء، فيسقطون في تجربة وفخٍّ وشهوات كثيرة غبية ومضرّة تغرِّق الناس في العطب والهلاك، لأن محبة المال أصلٌ لكل الشرور» .... حتى اليوم يعاتب إيليا النبي شعب إسرائيل قائلاً: «حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه»، ونحن قد أُخبرنا: إن كانت هذه هي وصايا الله التي سلّمها لنا بواسطة أبينا (باخوميوس)، وإن كنا باتّباعها يمكننا أن نأتي إلى ملكوت السماء، إذن فلنتمم هذه الوصايا بكل مشيئتنا. أما إن كنا نتبع أفكارنا فتبلغ مشيئتنا إلى شيء آخر، فلماذا لا نقرّ ببساطة بخطئنا ونُظهر أنفسنا أننا نبدو على ما نخجل منه، لئلاّ ربما نُسأل نحن أيضًا: لماذا نجستم موضعي المقدس؟ فإنني «من أجل سوء أفعالهم أطردهم من بيتي» (هو9: 15). لأن مجامع الشركة الرهبانية إنما هي بالتأكيد بيت الله .... فدعونا ألاّ نُطرَح خارجًا بسبب تنجيسنا إياه، كما قرأنا في الإنجيل أن الذين كانوا يبيعون الماشية والغنم في الهيكل كانوا ينجسونه: «وجد في الهيكل الذين كانوا يبيعون بقرًا وغنمًا وحمامًا والصيارف جلوسًا، فصنع سوطًا من حبال وطرد الجميع من الهيكل الغنم والبقر وكبّ دراهم الصيارف وقلب موائدهم، وقال لباعة الحمام: ارفعوا هذه من ههنا، لا تجعلوا بيت أبي بيت تجارة .. أليس مكتوبًا: بيتي بيت صلاة يُدعَى لجميع الأمم؟ وأنتم جعلتموه مغارة لصوص» (يو2: 14-16؛ مر11: 17)؟ وفي موضع آخر: «لأن اسم الله يُجدَّف عليه بسببكم بين الأمم» (رو2: 24). وبعد أن نبذنا العالم وأخذنا على عاتقنا أن نتبع راية الصليب، دعونا ألاّ نرجع إلى الوراء ونطلب الراحة الوقتية متشبهين بإفرايم الذي قال: «إني صرتُ غنيًا، وجدتُ لنفسي ثروةً» (هو12: 8). ولعلنا لا نسمع ما استحق أن يسمعه: «كل أتعابه ستضيع هباءً بسبب الخطايا التي ارتكبها» (هو12: 8 سبعينية). ولعله لا يتم فينا القول: «أبعدما ابتدأتم بالروح تُكمَّلون الآن بالجسد؟ أهذا المقدار احتملتم عبثًا» (غل3: 3و4)؟ .... لأنه أية ثمرة أو أية علامة وُجدت فينا من وصايا الله؟ كيف نُظهر أننا نعيش حسب نذرنا الرهباني؟ ألم نترك كل شيء، وأليس أننا ما نزال خاضعين للجشع؟ وإننا نُسأل: «من أين هذه الحروب والخصومات» (يع4: 1)؟ أليست هي نتيجة الجشع؟ ... دعونا نتعب ونكافح كجنود صالحين للمسيح (2تي2: 3)، ونكون متنبهين لما هو مكتوب: «ليس أحدٌ وهو يتجنّد يرتبك بأعمال الحياة لكي يُرضي من جنّده" _ الأب أورسيزيوس






ثالثاً: عند الأب تادرس الطيبي تلميذ باخوميوس والرئيس بعد (ومع) أورسيزيوس





وجد الأب تادرس أن الأديرة امتلكت حقولاً كثيرةً، ثم امتلكت أيضًا مراكب كثيرة حيث كان كل دير يقوم ببناء ما يخصه. لذلك لم يعد لديهم فراغ وصاروا تحت عبء اهتمامات ثقيلة. أما في أيام أنبا باخوميوس فقد كانوا قليلين، وكانوا حريصين ألاّ يتثقّلوا بممتلكات العالم، لأن نير الرب هيِّن وحمله خفيف (مت11: 30). ولما رأى الأب تادرس أن الكثير من الإخوة بدأوا يغيّرون من أسلوب الحياة الذي سلكه القدامى حزن جدًا وتنهد وقال لهم: ”انتبهوا لكلامي، فسيأتي وقت لاتجدون فيه من يكلمكم بمثل هذا الكلام“. وقد رأى أنهم بعلّة حاجة الطعام والاحتياجات الجسدية فقد اتسعت الأديرة في الحقول والمواشي الكثيرة والمراكب والغابات، فتوجع قلبه متيقنًا أن أقدامنا تنحرف كثيرًا عن الطريق القديم بسبب حطام هذا العالم واهتماماته الباطلة.




"عندما رأى تادرس أن الأديرة - بحجة الاحتياج للطعام وحاجات الجسد الأخرى - قد أقتنت مزارع عديدة وحيوانات كثيرة ومراكب نيلية وممتلكات أخرى عديدة، حزن واكتئب للغاية. لقد شعر أن الكثير من الرهبان قد انحرفوا عن الطريق الصحيح بسبب الشئون المادية وإهتمامات هذا العالم الفارغة" (سيرة باخوميوس Bo 197, G 146)







المرجع: فردوس الآباء ... الجزء الثاني إعداد رهبان برية شيهيت.

 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 13649 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التوبة هي أم النور
مار إفرام السرياني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في شبابك كنت تقول أتوب إذا ما كبرت،
فمضى الشباب وجاء الكبر ولم تتب.
أفنيتَ شبابك بأوجاع الشهوات والذنوب،
وعندما كبرتَ لا ترغب أن تتوب.

من يوم إلى يوم تطرد التوبة،وأظنُّها قد هربت منك.
في شبابك قلت أبقى حتى أصنع هواي وأتوب، فها الآن قد كبرت.
اطلب التوبة قبل أن يطلبك الموت، فإنه بعد الموت ليست هناك توبة.
الأيام التي مضت تخبرك عن الأيام التي تأتي.
الأولى لم تختبئ والأخرى لا تبقى
قد كنتَ بعيداً عن يومك، فجاء وأدركك
وها هو أيضاً مسرع إلى الذهاب كما ذهبت الأيام الخوالي.
أنظر لنفسك قبل أن يجوز يومك، واذكر أن شبابك لن يدوم.
تعبر مثل الظّل أيامك، ومعها تنقضي حياتك.

التوبة هي أم الحياة، وطوبى لمن يولد منها.
التوبة هي ترياق لأوجاع الخطيئة القاتلة، وعذاب عظيم للشيطان مضادها.
إنها التوبة تجعل الزُّناة بتوليين، كما تُجلي النوراني الذي علاه الصَّدأ
هي تجتذب من الطرقات إلى الملكوت، ومن بين السياجات تُدخل إلى العُرس
إنها قائمة بباب الختن السماوي، وكل من عبر بها استقبلت وجهه بيدها
هي هي أم النور، وكل من ولد منها أنبتت له أجنحة من نار،
ومع الروحانيين يطير إلى العلا
هي هي ملحمة الطّب السماوي، ومن وضعها على وجهه برء لوقته
إنها تزور الأموات، وكل من بلعه الموت
ودنا من أحضانها شقَّت الموت وأخرجته من جوفه
إنها حصن تحفظ ما بداخله، وجبَّار يرد كل من سُبي.
هي هيكل للأمم الطاهرة، ومنها يأخذون قُدساً لقدسهم
هي خزانة لجميع الكنوز، وكل من قرع بابها أخذ منها حاجته

فمن ذا الذي لا يحبُّك أيتها التوبة، يا حاملة جميع التَّطويبات.
ليس من تمسَّك برجائك ونزل إلى الجحيم
ولا من صعد إلى السماء بدونك.
من يرى الله بغيرك؟
من تمسَّك برجائك ووقع في يد الشيطان؟
ومن تطهَّر ولم تكوني أنت التي غسلتيه؟
مباركة أنت يا أم الغفران، يا من أعطانا إياك الآب المملوء رحمة.

هي التي تجدِّد البتولية التي اتَّسخت،
وتحفظ بلا عيب تلك التي لم تفسد بعد.
المسيح جاء وخلصنا، وبصوته نادانا قائلاً:

"توبوا فقد اقترب الملكوت"




وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المرجع: التاريخ الطقسي لسر التوبة والاعتراف، للراهب القس أثناسيوس المقاري
 
قديم 23 - 07 - 2016, 06:23 PM   رقم المشاركة : ( 13650 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,383,163

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الراعي طبيب مُعالج

يوحنا الدرجي



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الراعي الحقيقي هو الذي يستطيع بمحبته وهمّته وصلاته أن يجري وراء الأغنام الناطقة التي ضلّت ويعيدها إلى الطريق القويم.


الرّبان هو من اقتنى بنعمة الله وجهاده الذاتي قوة روحية ينقذ بها السفينة ليس فقط من هياج الأمواج بل من عمق اللجّة.


الطبيب هو الذي امتلك صحة النفس والجسد ولا يُعوزه بعد أيُّ دواء لهما.


المعلم الحقيقي هو من يحمل في ذاته كتاب المعرفة الروحي المكتوب بإصبع الله أي بالاستنارة الآتية منه تعالى، ولا يعود يحتاج إلى كتاب آخر.


كما أنه عارٌ على الرسامين أن يقتصر فنهم على نسخ الرسوم القديمة، كذلك عار على الرعاة أن يقلّدوا غيرهم في تعليمهم.


يا من تُهذّبُ من هم دونك علّمهم ما هو من فوق حين تكون أنت قد تهذّبت من فوق. ولتعلّمك رتبتك المنظورة ما هو غير المنظور.

لا تنسّ قول من قال: "لم أتسلّم انجيلي ولا تعلّمتُهُ من إنسان" (غلا1)، لأنه يتعذر على اللاصقين بالأرض أن يداووا الآخرين.

الرّبان الصالح ينقذ مركبه، والراعي الصالح يُنعش أغنامه العليلة ويشفيها، وبقدر ما تتبع الأغنام راعيها بأمانة وتسير وراءه قُدُماً بهذا المقدار يُجيب عنها أمام رب البيت.


فليَرْم الراعي بحجارة أقواله الأغنام التي تتخلّف عن القطيع عن توانٍ أو شراهة. فهذه علامة أيضاً الراعي الصالح.


إذا ما بدأت الأغنام تسترخي بسبب حرارة الشمس أو بالحري حرارة الجسد، شَخَصَ الراعي ببصرة إلى السماء وازداد سهراً عليها، إذ غالباً ما يؤخذ الكثير منها فريسةً للذئاب في أوقات الحرّ الشديد هذه. ولكن إذا ما حنت رأسها إلى الأرض كما تفعل الخراف عادة في أوقات الحرّ فسوف نشهد تحقيق قول المرنم: "القلب المتخشع المتواضع لا يرزله الله" (مز 50)


إذا ما داهم القطيع ليلُ الأهواء وظلامها فليقف الكلب بلا حراك مُتجهاً نحو الله، فاعلم (يا حضرة الراعي) أن الكلب هو ذهنك الذي عليه يترتّب أن يهزم الوحوش.


تزود أنت أيضاً أيها الأب الموقر بلزقات، وجرعات دواء، ومشارط، ومساحيق وقطرات (للعينين) وأسفنجات، ومفاصد (أدوات لنزيف الدماء) ومكاوٍ ومراهم ومنومات ومباضع وضمّادات، وسكين ورباطات ووصفات مضادة لغثيان النفس.

إن لم نستعمل هذه الأشياء كيف نستطيع أن نمارس عملنا؟

سيتعذر علينا ذلك إذ أن الأطباء يتقاضون أجراً لا على أقوال بل على أفعال.


فاللزقة (الضمادة) هي علاج الأهواء الخارجية التي هي أهواء الجسد.


والشَربة (جرعة الدواء) هي لمعالجة الأهواء الداخلية باستخراج الأوساخ غير المنظورة.


أما المشرط فهو الإذلال الذي يكوي وينظّف تقيح الكبرياء والإعجاب بالذات،


وقطرة العينين هو لأجل تطهير عين النفس المتعكرة والمظلمة بالغضب. إنها توبيخ حادٌ من شأنه أن يشفي سريعاً.


أما المفصد فهو استخراج عاجل لنتانةٍ غير منظورة، انه تدخّل حازم وحاسم لإنقاذ المريض.


والأسفنجة هي العناية والتعزية اللتان يحيط بهما الطبيب مريضه بعد الفصد أو العملية الجراحية بالأقوال المُشجعة العطوفة واللطيفة.


والمكواة هو قانون تأديب نفرضه لوقت محدد من أجل توبته.


والمرهم هو العزاء الذي يُقدَّم للمريض بعد الكيّ بأقوال مناسبة أو بتسكين خفيف لوجعه.


المنوّم هو أن نحمل حِملَ التلميذ عنه ونؤمّن له بواسطة طاعته الراحة والنوم اليقظ والعمى المغبوط الذي يجعله لا يرى الصلاح الذي فيه.


والرباطات هي اعتماد الصبر لإعادة تثبيت وتشديد الذين توانوا واسترخوا بدافع المجد الباطل.


وأخيراً المبضع أو السكين، الذي هو الحسم والعزم على قطع جسمٍ قد ماتت النفس فيه وبتر عضوٍ مغنغر فاسد قد ينقل فساده للآخرين.

طوبى للأطباء الذين لا يتعرضون لغثيان النفس وللرؤساء (الرعاة) الذين انعتقوا من الأهواء، لأن الأولين إذ لا يشمئزون من شيء يستطيعون تأمين العناية اللازمة للمريض رغم نتانته الشديدة، والثانين (الرعاة) قادرون على بعث النفوس المائتة.

على الطبيب (الراعي) أن يكون مجرداً من الأهواء كلياً لكي يستطيع في بعض المناسبات أن يتصنعها، وخاصة الغضب، لأنه ان لم يكن قد تحرّر منها كلياً فلا يقدر أن يتظاهر بها دون أن ينفعل.

يعرف الطبيب أن الله قد وهبه الحكمة حين يتمكن من شفاء أمراض عضالة مستعصية على كثيرين غيره.

رأيت أطباء (روحيين) لا يعمدون إلى تنبيه مرضاهم إلى الخطر فكانوا بذلك يجلبون على المرضى وعلى أنفسهم كثيراً من العناء والعذاب ... أحزِن المريض إلى حين لئلا يصبح داءُ مزمناً أو يموت بسبب صمتك الكريه. فإن صمت الربان جعل الكثيرين يظنون أنهم يُبحرون حسناً إلى أن يصطدموا بصخور البحر.

المحبة هي التي تُظهر الراعي الحقيقي لأن الراعي العظيم بدافع المحبة شاء أن يُصلب.



المرجع: "رسالة إلى الراعي" للقديس يوحنا الدرجي ... كتاب "السلم إلى الله" تعريب مارجرجس الحرف.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 11:53 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025