منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 07 - 2016, 06:25 PM   رقم المشاركة : ( 13611 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العلاج الجذري لمرض الجدري

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العلاج الجذري لمرض الجدري
كانت سنة 1796سنة تعيسة على البشرية، بسبب انتشار وباء الجدري Smallpox وهو مرض خطير وفتاك سريع الانتشار، ومن أعراضه التعب والهزال مع ارتفاع حاد في درجة حرارة الجسم، ثم ظهور طفح شديد على الجلد. وعادة تبدأ الأعراض بالظهور بعد 12 يومًا من الإصابة. هدَّد الوباء حياة أكثر من 60 مليون شخص. وبذل العلماء والباحثين جهدًا مضنيًا للحد من هذه الكارثة، وللأسف باءت كل المحاولات بالفشل، وتفشي المرض في أماكن كثيرة.
*
لاحظ الطبيب والعالم الإنجليزي إدوارد جينر Edward Jenner شيئًا غريبًا، وهو أن مربيات الأبقار وبائعات اللبن لم يُصَبن بالجدري البشري، بالرغم من إصابتهن بجدري الأبقار، لكنَّ ذلك أعطاهم مناعة من الإصابة بمرض الجدري. وبالرغم من أن أعراض جدري الأبقار تتشابه كثيرًا مع أعراض جدري الإنسان، لكن يمكن الشفاء منه، وهو غير قاتل. وهنا خطرت على باله فكرة كانت السبب الرئيسي لإنقاذ العالم كله من كابوس الجدري اللعين، وهو حقن الإنسان بجدري البقر - غير المميت - ليعطي المناعة من الجدري البشري المميت. وبالفعل استطاع أن يحصل على فيروس جدري البقر من خلال مربيات الأبقار الذين انتقلت إليهم العدوي من الأبقار المصابة بالجدري. لكن بقيت مشكلة، وهي:
مــن هو الإنسان السليم غير المصاب بالمرض والذي يرضى أن يتطوع حتى يجرب فيه ليثبت نجاح اكتشافه؟
*
يوم 14 مايو1796 نشر إدوارد خبرًا في مجلة علم الطب الوقائي قال فيه:
“وجدت صبيًا صحيحًا في الثامنة من عمره بغرض حقنه بجدري البقر الذي حصلت عليه من قرحة من يد إحدى العاملات في حلب ألبان البقر. في البداية لم تبدو على الصبي أي أعراض للمرض بعد حقنه بالجدري البقري، لكن لم تمضِ سوى 7 أيام حتى توعَّك الصبي وأصيب بدوار شديد وفقد شهيته. مَرَّت الأيام صعبة ومريرة على د. جينر منتظرًا المجهول. لكن بعد 3 أيام أخرى تعافى الصبى تمامًا ولم يُصَب بأي آذى. ووقتها أعلن د. إدوارد عن نجاح اختراعه، كما أفصح عن هوية الصبي الذي قَبِلَ أن يكون هو الضحية ليجرِّب اللقاح فيه، إنه:
ابنه الوحيد.
*
لقد قام د. جينر بعمل عظيم يذكره له التاريخ، وكسب حب واحترام العالم له، إذ صار أبًا لعلم التطعيم وصاحب براءة إختراعه، ومن خلاله أنقذ مئات الملايين من البشر. وإلى يومنا هذا لا يزال الإنجليز يحتفلون فى 14مايو من كل عام، بما صنعه د. جينر تذكارًا له.
عزيزي القارئ
:
سوف يظل العالم مديونًا وممتنًا لتضحيته بابنه الوحيد ليوجد العلاج الأوحد والأنسب لهذا المرض الخطير. وهو في هذا يعطينا صورة باهتة عن أبينا السماوي
«الَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ»
(رومية8: 32).
لذا دعني أشاركك عزيزي القارئ بهذه الثلاثية:
*
-1-
إنـتــشــار الداء:
يوضح لنا الكتاب المقدس إنتشار الخطية والشقاء ما بين الجنس البشري كله إذ يؤكد بولس الرسول :
«أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ. لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ. الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ»
(رومية3: 12).
هذا ما أدركه النبي إشعياء قديمًا فأعترف :
«كُلُّ الرَّأْسِ مَرِيضٌ، وَكُلُّ الْقَلْبِ سَقِيمٌ. مِنْ أَسْفَلِ الْقَدَمِ إِلَى الرَّأْسِ لَيْسَ فِيهِ صِحَّةٌ، بَلْ جُرْحٌ وَأَحْبَاطٌ»
(إشعياء1: 5-6)،
وانطبقت علينا نبوته :
«كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ»
(إشعياء53: 6).
وصدر التقرير النهائي والإلهي عن الحالة البشرية كالتالي:
«وَرَأَى اللهُ الأَرْضَ فَإِذَا هِيَ قَدْ فَسَدَتْ، إِذْ كَانَ كُلُّ بَشَرٍ قَدْ أَفْسَدَ طَرِيقَهُ عَلَى الأَرْضِ»
(تكوين6: 12).
*
-2-
الحاجة إلى الدواء
مع زيادة انتشار الداء والمرض، ظهرت الحاجة الماسة والمُلِحَة لدواء حقيقي لتلك الكارثة. كان د. جينر هو الرجل المناسب في الوقت المناسب، واستطاع أن يستغل علمه لاكتشاف الدواء الفعال لهذا المرض العضال. تمامًا، مثلما انتشرت الخطية في الجنس البشري، وكان لا بد من دواء حقيقي لهذا المرض الخطير الذي يؤدي إلى الموت :
«لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ»
(رومية6: 23).
الخطية هي الداء الخطير الذي لاحق الإنسان منذ أوائل أيامه :
«مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ»
(رومية5: 12).
وظل السؤال الحائر منذ بداية الإنسانية بحثًا عن دواء وعلاج يوصل الإنسان النجس بالله القدوس، فاعترف أيوب قديمًا :
«لَيْسَ بَيْنَنَا مُصَالِحٌ يَضَعُ يَدَهُ عَلَى كِلَيْنَا»
(أيوب9: 33).
حتى جاء المسيح المصالح والفادي الذي :
«صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا»
(عبرانيين1: 3)،
فصار هو :
«الوَسِيطٌ الوَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ»
(1تيموثاوس2: 5).
لقد علَّمنا أثناء وجوده على الأرض قائلاً:
«لاَ يَحْتَاجُ الأَصِحَّاءُ إِلَى طَبِيبٍ بَلِ الْمَرْضَى. لَمْ آتِ لأَدْعُوَ أَبْرَارًا بَلْ خُطَاةً إِلَى التَّوْبَةِ»
(مرقس2: 17)،
وختم رحلته هنا على أرضنا بالصليب محتملاً الشقاء ليعطينا الشفاء :
«الَّذِي بِجَلْدَتِهِ شُفِيتُمْ»
(1بطرس2: 24)،
وهناك سالت دماه لتطهر من كل داء :
«وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ»
(1يوحنا1: 7).
*
-3-
حب وعطاء
المقياس الحقيقي للمحبة هو:
التضحية،
وقد صدق القول:
“قل لي بماذا ضحيت، أقول لك حجم محبتك”.
قد نتعجب من محبة د. إدوارد الذي بشجاعة نادرة، ومحبة صادقة لمرضى الجدري المهدَّدين بالموت، قدَّم ابنه الوحيد ليكون الضحية نيابة عن العالم أجمع، إذ كان ابنه صحيح وبلا أي مرض. على أن التعجب الأعظم هو من الأب السماوي:
«اَلَّذِي لَمْ يُشْفِقْ عَلَى ابْنِهِ، بَلْ بَذَلَهُ لأَجْلِنَا أَجْمَعِينَ»
(رومية8: 32).
فقد برهن الله على محبته لنا بموت المسيح النيابي عنا :
«وَلكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا، لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا»
(رومية5: 8).
فبموت المسيح وتضحيته لأجلنا أعطانا الحياة والرجاء وأنقذنا من الشقاء والهلاك :
«لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ»
(يوحنا3: 16).
*
صــلاة :
أبي السماوي...
لقد أحببتني بحب عجيب..
إذ بذلت ابنك الوحيد لأجلي على عود الصليب..
فأنقذتني من نار جهنم وعذاب اللهيب..
لتضمن لي معك في السماء أحلى نصيب..
شكرًا لك يا أغلى وأسمى حبيب..
أعطيك حياتي وأسكبها لديك عطرًا يطيب.
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 21 - 07 - 2016, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 13612 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرجل الريفي والسفير البلجيكي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرجل الريفي والسفير البلجيكي
فلاح عجوز يُقيم في ريف غرب أمريكا، سافر ليقضي بضعة أيام مع ابنه السيناتور في مجلس الشيوخ الأمريكي، والذي كان يُقيم في العاصمة واشنطن. وكان هذا الابن صديقًا للسفير البلچيكي لدى الولايات المتحدة الأمريكية.
*
وفي إحدى الأمسيات، أتى السفير البلچيكي لزيارة الابن، وانضم إلى مجلسهما الأب الفلاح. وأثناء الحديث الطويل، الذي تخلَّله العشاء، تناقش السيناتور الأمريكي مع السفير البلچيكي في أمور شتى، سياسية واقتصادية واجتماعية: الملف النووي الإيراني.. الملف النووي الكوري.. الإرهاب.. مشكلة الشرق الأوسط.. الانهيار الاقتصادي العالمي.. أزمة الغذاء.. أزمة المياه.. الأمن القومي الأمريكي.. العلاقات بين أمريكا وأورُبا... وغيرها من الأمور العالمية الهامة. وخلال الجلسة الممتدة لم يتفوه الأب الريفي إلا بكلمات قليلة متناثرة متباعدة، وبدا وكأنه يفكِّر ويتأمل في أمر يفوق في أهميته كل هذه الأمور.
*
وفي نهاية الجلسة، وقف الجميع للانصراف. وعندما مدَّ السفير يده لمصافحة الأب، توَّقع السيناتور أن أباه سيوَّدع السفير بعبارات تحمل بين طياتها شيئًا من الملاطفة والمجاملة، عبارات محفوظة عن ظهر قلب، دائمًا نرددها حتى وإن كُنَّا لا نعنيها، ونعرف أنه مُبالغ فيها؛ عبارات على شاكلة:
“نوَّرتنا”.. “شرّفتنا”.. “ربنا لا يحرمنا منك أبدًا”... وهكذا!
*
ولكن خاب ظن الابن. فلقد توَّجه الأب نحو السفير، وأمسك بيمينه بين راحتيه، بحنو بالغ. وبعيون لامعة، وبوجه يشع بالمحبة والعطف، وبصوت متهدج، وبنبرة جادة، وَّجه إليه سؤالاً صريحًا:
سيادة السفير:
هل أنت مسيحي حقيقي؟
هل وُلدت ثانية؟
هل تعرَّفت على الرب يسوع المسيح مُخلِّصًا وفاديًا شخصيًّا لك؟
صُعق السفير من هذه الكلمات، ولم يُجب بشيء. وامتُقع وجه السيناتور وانعقد لسانه عن الكلام، وشعر بالحرج الشديد. وران صمت رهيب لبرهة، فاستمر الأب في أسئلته الموَّجهة للسفير:
ماذا إذا انتهت حياتك اليوم؟
هل ستذهب إلى السماء أم إلى العذاب الأبدي في الجحيم؟
ولما لم تأتِ إجابة، أردف الرجل قائلاً:
عزيزي، يجب أن تهتم بأمر أبديتك، ويجب أن تستعد للقاء إلهك، لأنه - إن آجلاً أو عاجلاً - لا بُد أن تُقابل الرب يسوع المسيح. وإن لم تلتقِ به كالمخلِّص الآن، سوف تلتقي به فيما بعد كالديَّان. وإذا لم تلتقِ به عند الصليب ليمنحك الخلاص، سوف تقابله أمام عرش الدينونة العظيم لتنال منه القصاص.
وبدون إجابة أو كلمات انصرف السفير.
*
مرت الأيام، ومات الأب، وانتقل ليكون مع المسيح. وامتلأ منزل السيناتور بباقات الزهور التي تحمل كروت التعزية الممتلئة بعبارات متكرِّرة جوفاء، على شاكلة:
“نشاطركم الأحزان”، أو “مصابكم مصابنا”،
أو غيرها من العبارات الروتينية الجافة. ولكن باقة زهور كانت مختلفة، أُرسِلت من السفير البلچيكي في أمريكا، ومعها كارت تعزية تقول كلماته:
“فقدنا رجلاً كريمًا وشجاعًا ورائعًا. هو أعظم مَنْ قابلتهم في حياتي. هو الوحيد الذي اهتم بأمر نفسي وحياتي الأبدية. لقد كان رائعًا عندما سألني في جرأة إن كنت مسيحيًّا حقيقيًّا أم لا. بسبب كلماته صدمني الخوف من الله وأيقظني. كنت أتمنى أن أراه ثانية لأُخبره أنني تعرّفت بالرب يسوع المُخلِّص، ووُلدت ثانية من الله. ولكني سأراه في السماء.”
ولم يستطع السيناتور أن يتماسك بعد قراءته لكارت التعزية، فأجهش بالبكاء، ولكن قلبه كان مملوءًا بالعزاء.
*
أحبائي ..
لم يكن الأب يعرف الملاطفة والمداهنة اللتين يُمكنهما أن يُفسدا، ولكنه كان يعرف المحبة التي تبني حتى ولو كانت جارحة:
«أَمِينَةٌ هِيَ جُرُوحُ الْمُحِبِّ، وَغَاشَّةٌ هِيَ قُبْلاَتُ الْعَدُوِّ»
(أمثال27: 6).
لقد كان مثل :
“أَلِيهُو بْنِ بَرَخْئِيلَ الْبُوزِيِّ”
الذي - بعدما كفَّ الأصحاب الثلاثة عن مُجَاوَبِة أيوب لِكونه بارًا في عيني نَفسِهِ - قال:
«أُجِيبُ أَنَا أَيْضًا حِصَّتِي، وَأُبْدِي أَنَا أَيْضًا رَأيِيِ. لأَنِّي مَلآنٌ أَقْوَالاً. رُوحُ بَاطِنِي تُضَايِقُنِي
(وَالرُّوحُ فِي دَاخِلِي يُحَفِّزُنِي).
هُوَذَا بَطْنِي كَخَمْرٍ لَمْ تُفْتَحْ. كَالزِّقَاقِ الْجَدِيدَةِ يَكَادُ يَنْشَقُّ. أَتَكَلَّمُ فَأُفْرَجُ
(فَلأَتَكَلَّمَنَّ لأُفْرِجَ عَنْ نَفْسِي).
أَفْتَحُ شَفَتَيَّ وَأُجِيبُ. لاَ أُحَابِيَنَّ وَجْهَ رَجُلٍ وَلاَ أَمْلُثُ إِنْسَانًا. لأَنِّي لاَ أَعْرِفُ الْمَلْثَ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَأْخُذُنِي صَانِعِي
(لَنْ أُحَابِيَ إِنْسَانًا أَوْ أَتَمَلَّقَ أَحَدًا. لأَنِّي لاَ أَعْرِفُ التَّمَلُّقَ، وَإِلاَّ يَقْضِي عَلَيَّ صَانِعِي سَرِيعًا)»

(أيوب32: 17-22 ما بين القوسين من الترجمة التفسيرية).
*
وعندما تكلَّم الأب، كان كلامه :
«بِنِعْمَةٍ، مُصْلَحًا بِمِلْحٍ»
(كولوسي4: 6).
النعمة هي التي تُظهر ما هو الله في المسيح، وما هي محبته وهباته المجانية بالنسبة لهؤلاء الذين ينتسبون إلى هذا العالم الفاسد الشرير. ولكي يكون حديثنا «بِنِعْمَةٍ»، يجب أن يتَّصف باللطف وبالتواضع، وفيه الكثير من سجايا المسيح، ويجب أن يخلو من الثرثرة والتفاهة والمرارة.
والملح يُشير إلى كل ما يحفظ القداسة ويحرسها، ويُطالب بحقوق الله القدوس، ويمنع سريان الفساد والتعفن. والكلام المُصلَح بملح يجب أن يكون بإخلاص، ومن دون رياء، بالإضافة إلى كونه مُتَّسِمًا بالنعمة. وكما أن الملح هو الذي يُعطي الطعم، فيجب ألا يكون حديثنا فارغًا أو باطلاً أو تافهًا، بل بالحري نافعًا وذا قيمة:
«لاَ تَخْرُجْ كَلِمَةٌ رَدِيَّةٌ مِنْ أَفْوَاهِكُمْ، بَلْ كُلُّ مَا كَانَ صَالِحًا لِلْبُنْيَانِ، حَسَبَ الْحَاجَةِ، كَيْ يُعْطِيَ نِعْمَةً لِلسَّامِعِينَ»
(أفسس4: 29).
وكان الأب كأنه يُطيع تحريض الرسول بولس:
«أَنَا أُنَاشِدُكَ إِذًا أَمَامَ اللهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الْعَتِيدِ أَنْ يَدِينَ الأَحْيَاءَ وَالأَمْوَاتَ، عِنْدَ ظُهُورِهِ وَمَلَكُوتِهِ:
اكْرِزْ بِالْكَلِمَةِ. اعْكُفْ عَلَى ذَلِكَ فِي وَقْتٍ مُنَاسِبٍ وَغَيْرِ مُنَاسِبٍ. وَبِّخِ، انْتَهِرْ، عِظْ بِكُلِّ أَنَاةٍ وَتَعْلِيمٍ»

(2تي4: 1،2).
ويا ليتنا جميعًا هكذا!
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:41 PM   رقم المشاركة : ( 13613 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عن الشيخ أفرام الكاتوناكي والمسكونية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فيما يلي سوف أقول شيئاًمن الشهادة الشخصية. أنا ارتبط منذ عقود بالأب افرام الكاتوناكي، المعروفبروحيته وضميره. من اﻷمور التي اشتهر بها أيضاً بأنه صاحب تلفزيون روحي“. بالنسبة لي، لطالما ذهبت إليه في مناسبات عديدة بهدف طرح أسئلة معينة محددة جداً، في تسلسل معين، وباستخدام مفرداتي الخاصة. عند زيارته، ومن دون أن أطرح أيّاً من أسئلتي المقصودة، كان يعطيني ردوده، بالتسلسل الذي كنت أريده مستعملاً مفرداتي التي أفهمها. أنا أورِد ذلك بمثابة تجربة شخصية، لا كظاهرة غير مسبوقة، إذ إن العديد من الآخرين أيضاً يشهدون لذلك.
في إحدى المرات قبل ثلاثين عاماً تقريباً، كنت في ذلك الوقت أستاذاً شاباً في كلية اللاهوت في تسالونيكي، ذكرتُ له ما يلي: إن جو الحركة المسكونية يزدهر في كليات اللاهوت، خصوصاً في تسالونيكي، ما سبب لي مشاكل مزعجة وأسئلة، إذ أرى ذلك عند أساتذة محترمين. وبطبيعة الحال، فإن ردة فعل كلٍ من ضميري وعلمي هي ضد هذا اﻷمر. لكني، أرغب بردّ روحاني أبعد من الدرجة العلمية التي لديّ. وهذا الرد الروحاني لطالما طلبته في كثير من القضايا الأخرى. لهذا، سألته أن يخبرني عن طبيعة الحركة المسكونية، كما يراها، فأجاب مباشرة ومن دجون أي صعوبة:
هذا السؤال يا بنيّ، طرحه شخص آخر من قبل بعض الوقت. أنا من جهتي كنت هنا على هذه الصخور لمدة أربعين عاما لقد نسيت حتى لغتي اليونانية (لاحظ أنه قد أكمل المرحلة المتوسطة) وعلى هذا النحو، وأنا لم أنشغل بهذه المسألة ولكن، لأنه كان علي الرد – إذ قد سئلت عن ذلك، ولم يكن لدي أي علم بالأمر ذهبت إلى قلايتي وصليت طالباً من المسيح أنيُعلِمني ما هي المسكونية. تلقيّن ردّه، وهو أن الحركة المسكونية فيها روح شر وتهيمن عليها الأرواح النجسة.
فسألته ما الذي يثبِت ذلك. والجواب كان أن القلاية امتلأت بعد الصلاة برائحة لا تُحتَمَل أشعرته بأنه يختنق ويعجز عن التنفّس روحياً. سألته عمّا إذا كان هذا الحدث غير عادي بالنسبة له أو إذا كانت هذه هي الطريقة التي بها يجيب المسيح عن الحالات المماثلة، فأكّد لي بأن كل المسائل المتعلّقة بالشعوذة والأرواح الخبيثة، ينوّرني المسيح بهذه الحالة. في بعض اﻷحيان يكون الجواب منطوقاً، لكن في هذه المسألة، هذا كان جوابه وأنا واثق بشكل مطلَق بأن الحركة المسكونية ليس فيها الروح القدس بل روح خبيث“.
يمكن للمرء أن يقول بأنّ ما أقوله في هذه اللحظة هو لغاية ما وله طابع الانطباع المتعمّد. ولكن أريد أن أذكر بأنني شعرتُ بسعادة غامرة، لأن ما قاله لي الشيخ شخصياً، قد يعتبره البعض تسجيلاً من حاشيةتُقوية لشخص سبق أن نشر كتاباً تذكارياً عن شخص الشيخ وروحانيته وكلماته.لذلك، ما قد تمّ التصديق عليه هناك تمّ التحقق منه من قِبَل لاهوتيين ثُقات صادف أن سمعوا هذا الكلام شخصياً.
لم أذكر هذا علنياً إلى الآن، لكن اﻷمور اتّخذت منحى ألزمني على ذلك. بالطبع هذه الحادثة لعبت دوراً مصيرياً في تكوين موقفي من الحركة المسكونية. كأستاذ وعالِم، أنا طبيعياً ملزَم بتفحّص كل المسائل على أساس المعايير العلمية وتقديم الدليل العلمي، وهذا ما أقوم به في تعليمي، خطوة خطوة. مع هذا، أنا أعتبر هذه الشهادة ذات أهمية ﻷنها صادرة بطريقة مواهبية عن رجل لم يكن يعرف شيئاً عن الموضوع، لم يقرأ ولا سمع عنه، ومع هذا شهد بخبرته الروحية. أظن أن اﻷشياء تحكي بنفسها هنا.
ديمتريوس تسالنجيذي، استاذ العقائد في كلية اللاهوت في سالونيكي
 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:43 PM   رقم المشاركة : ( 13614 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أحد اختيار الرسل

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيُّها المسيحيون الصالحون ! إنَّ يسوع المسيح كما كان يدعو في ذلك الزمان الرُّسل كذلك فإنَّه يدعونا نحن الآن ويقول لنا:” تعالوا إليَّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم ( متَّى11: 29 )، ولكن للأسف فلا أحد منا يسمع نداءه الإلهي ويقبل راحته. ولكن لم الأمور تجري هكذا ؟ هل أنَّ كلمة الله قد ضعفت ولا تستطيع أن تُجذب قلب الإنسان ؟ لا إنَّها لم تضعف، لأنَّ كلمة الله غير قابلة للتغير بل إنَّها مازالت على ما كانت عليه في أيَّام آدم ونوح وعلى عهد إبراهيم وموسى وعهد الأنبياء والرُّسل وستبقى كذلك إلى مدى الدهور. ولكنَّها الآن ليس لها نفس التأثير الّذي كان على عهد الأنبياء والرُّسل وذلك بسبب أنَّه يأتي الكثير من الناس إلى الكنيسة ويسمعون كلمة الله ولكنَّهم يغادرونها خطأةً أيضاً كما كانوا قد دخلوها ويظلون غير مصحَّحين ويهلكون في خطيئتهم. ولم الأمر هكذا ؟ إنَّه هكذا ليس لسبب معيَّنٍ بل لأنَّنا لا نهتمُّ لخلاصِنا ولأنَّنا نهتمُّ بالأمور الدنيويَّة فقط بحيث أنَّهُ حينما نكون في الكنيسة نكون حاضرين هناك بأجسادنا فقط وأمَّا ذهننا فيبقى خارجها منشغلاً بأعمالنا الخاصَّة وباهتماماتٍ دنيويَّةٍ أخرى. يا لغباء ذلك الإنسان الّذي يحترم حياته هذه أكثر من ملكوت الله الأبدي الّتي تكون هذه الحياة مقارنةً معهُ كقطرة ماءٍ من البحر أو كحبَّةِ رملٍ بالمقارنة مع الرَّمل الّذي على شاطئ البحر. إنَّنا عبثاً نتعب في بناءِ بيوتٍ عاليَّةٍ وجميلةٍ حيث إنَّنا نحن أنفسنا لا نعرف كم من الزمان سنسكن فيها ، ويوجد أناسٌ كثيرون يموتون قبل أن يتمُّوا بناء عمارتهم ولم يتمكنوا من الاستمتاع بها ولو ليومٍ واحدٍ . إنَّنا عبثاً ما نتعب في جمع كنوزٍ كثيرةٍ وبضائع في حين نكون غير عالمين لمن نجمعها وأنَّنا سنرحل من هذا العالم بأيدٍ فارغة . إنَّنا عبثاً ما نبذل جهداً من أجل العناية بجسدنا الّذي سرعان ما سيتحول إلى ترابٍ وسيصبح نتناً ويصيبه القيح ، وأمَّا عن نفسِنا الّتي هي خالدةٌ فلا نهتمُّ كيف لنا أن نخلِّصها.
نحن موجودون في هذا العالم وكأنَّنا في المنفى ، ولكن هل تعلمون كيف يعيش إنسانٌ منفيٌّ في بلدٍ غريبٍ ؟ إنَّهُ ينتظر ويترقَّب دائما زمن وصول أمرٍ يخوِّله بأن يعود إلى موطنه . كذلك ونحن أيضاً هكذا ينبغي لنا أن نعيش في هذا العالم إذ أنَّنا نزلاءٌ فيهِ. إن كنَّا اليوم أحياءً فإنَّنا غداً سنموت ونذهب إلى موطننا السماوي من حيث تنحدر نفسنا أيضاً . ولذلك يتوجَّب علينا ألا نربط قلبنا بهذا العالم وبأعماله ، لأنَّه غريبٌ بالنسبة لنا . إنَّه غداً حينما نموت سيبقى كلُّ شيءٍ هنا وأمَّا نحن فسنرحل إلى هناك بأيدٍ فارغة . يجب علينا أن نتمعَّن في ذلك وأن نتيَّقن ما هو مقدار الخسارة الّتي نجلبها على نفوسِنا إن لم نعتنِ بخلاصها . فلنفتكر عن دينونة الله الرهيبة والملكوت السماوي وعن عذاب الخطأة الأبدي. ولنتفحص ذواتنا كلَّ يومٍ أيَّةَ وصيَّة إلهيَّة قد تعدَّيناها وأيَّة توبةٍ أو أيَّ فعلٍ صالحٍ قد عملناهُ . ولا يكن هنالك يومٌ من حياتنا حينما لا نفكِّر فيه عن الله وروحنا والعالم الآخر. وإن نحن عملنا هكذا فسنحيا في هذا العالم كغرباءَ وسنرسل جميع أعمالنا الصالحة إلى السموات ، حتَّى متى ما جاءت ساعة موتنا نغادر بسعادةٍ هذا العالم المثير للشفقة ، والّذي كنَّا منفيين فيهِ ونذهب بسعادةٍ إلى موطننا السماوي إلى حضرة جميع القدِّيسين والملائكة في مجد الإله المثلث الأقانيم حيث سيجعلنا المسيح مستحقِّين للدخول إلى ذلك الفرح الأزلي . آمين.
القدِّيس صفرونيوس مطران مدينة فراتسا البلغاري
 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:44 PM   رقم المشاركة : ( 13615 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من ثمار القديس فيلاريت موسكو

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يفهم بعض الناس كلمة “حرية” القدرة على عمل أي شيء يرغبون به… الناس الذين يسمحون لذواتهم بأن تستعبدها الخطيئة والأهواء والأدران غالباً ما يظهرون متعصبين للحرية الخارجية، وراغبين في مطّ القوانين بقدر الإمكان. لكن إنساناً من هذا النوع، يستعمل الحرية فقط ليثقّل على ذاته بالعبودية الداخلية. الحرية الحقيقية هي القدرة الفاعلة عند الإنسان، غير المُستَعبَد للخطيئة ولا الموخوز من ضميره المُدين، على اختيار الأفضل على ضوء الحقيقة الإلهية وتحقيقه بمعونة قوة الله المنعِمة. هذه هي الحرية التي لا تحصرها سماء ولا أرض.
على كل مسيحي أن يجد لنفسه السبب والحوافز ليتقدّس. إن كنت تسلك من دون جهاد ومن دون رجاء بأن تصير قديساً، فأنت مسيحي بالاسم لا بالجوهر. ولكن من دون قداسة، ما من أحد يرى الربّ أي ما من أحد يبلغ إلى البركة الأبدية. جدير بالثقة القول بأم المسيح أنى إلى العالم ليخلّص الخطأة (1 تيموثاوس 15:1). لكننا نخدع أنفسنا إذا افتكرنا بأننا مخلّصون فيما نحن ثابتون في الخطيئة. المسيح يخلّص الخطأة بمنحهم الوسائل لأن يصيروا قديسين.
الكنيسة مقدسة بالرغم من وجود خطأة فيها. الذين يخطأون ولكن يطهرون أنفسهم بالتوبة الحقيقية، لا يمنعون الكنيسة من أن تكون مقدسة. أما الخطأة غير التائبين فهم يُقطَعون من جسد الكنيسة، سواء بشكل منظور من الرئاسة الكنسية، أو بشكل غير منظور بحكم إلهي. وعلى هذا الأساس تبقى الكنيسة مقدسة.
ما من شيء يضاد الله مثل الكبرياء لأنها تخفي ضمنها تأليه الذات وعدميتها وخطيئتها. لذا، التواضع مقبول عند الله أكثر من أي شيء آخر، حيث الذات تُعتَبَر لا شيء وكل صلاح وإكرام ومجد يُعزى إلى الله وحده. الكبرياء ترفض النعمة لأنها ممتلئة من ذاتها بينما التواضع يقبل النعمة بسهولة لأنه متححر من ذاته ومن كل ما هو مخلوق. طالما نحن نفكر بأننا قادرون على تقديم شيء ما لذواتنا، لا يباشر الله عملَه فينا. التواضع هو ملح الفضيلة. كما يعطي الملح النكهة للطعام، كذلك التواضع يمنح الكمال للفضيلة. من دون ملح، يفسد الطعام بسهولة، ومن دون تواضع تفسد الفضيلة بسهولة بالكبرياء والمجد الباطل ونفاذ الصبر وتهلك. هناك تواضع يكسبه الإنسان بجهاداته: بأن يعرف قصوره ويلوم نفسه على أخطائه وألاّ يسمح لنفسه بأن يدين الآخرين. وهناك تواضع يصل إليه الإنسان بإرشاد من الله من خلال الأمور التي تحدث له: بأن يسمح الله بأن يختبر الإنسان الآلام والإذلال والحرمان.
الشهوة تبدو وكأنها رغبة والرغبة، أي الإرادة التي تمتد ما وراء الإرادة الطبيعية، عاطفية ولا يحكمها القانون والاعتدال. هناك إذن العديد من أشكال الشهوات، مثل العديد من أشكال الخطيئة … لا تقترب الشهوة من الروح بشكلعدو حربي بل بشكل صديق أو خادم لطيف. إنها تقترح بعض أنواع المتعة الجيدة أو الوهمية. ولكن ما هذه سوى خدعة عبرها يسعى الصياد الخبيث جاهداً ليضلّ ويقبض على الروح الفقيرة. تذكّرْ هذا عندما تغريك الشهوة.
الخطيئة هي مرض أُدخِلَت إلى الطبيعة البشرية. الانطباع الخاطئ واللذة الضارة يتركان أثراً في النفس والجسد، يصبح أكثر عمقاً مع تكرار السلوكات الخاطئة والذي تشكّل ميلاً للعمل الخاطئ ونوعاً من العطش إلى الخطيئة. ولذلك، كما يحرق أحياناً طبيب الجسد القروح التي أصابت الجسم، أو يفصلها بالحديد، بنفس الطريقة يستخدم طبيبُ النفوس أدوات المحَن لكي ينتزع جذور الخطايا ويمحو آثارها، وبنار المعاناة يحرق العدوى النزوع نحو المُتَع الخاطئة.
ترجمة أنطوان ملكي
التراث الأرثوذكسي
 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:45 PM   رقم المشاركة : ( 13616 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مَن هو الإنسان الداخلي؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقرأ في الإصحاح الرابع من رسالة القديس بولس الثانية إلى الكورنثيين كلمات ذات معنى عميق أود أن أشرحها: “وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا” (16:4).
مَن هو الإنسان الخارجي؟ إنّه المعروف من الناس، المركّب من لحم ودم وجهاز عصبي وعظام. إنه الشخص الذي يدرك الطبيعة المادية الخارجية بالحواس الخمس، النظر والسمع والشمّ والذوق واللمس. حياته الروحية محدودة بملاحظة الخليقة المادية من خلال الحواس وتحليل هذا الإدراك بالعقل والقلب. بالكاد يتخطى اهتمامه بالأمور الروحية اهتمامه بالأمور الأرضية.
لكن منذ الأزمنة القديمة، كان ولا يزال هناك مفكرون قادرون فهموا أن حياة النفس والروح لا تُحدَد ببساطةٍ بمخلوقات العالم المادي. لقد استوعبوا أن لدى البشر القدرة على إدراك وجود عالم روحي. الفيلسوف الإغريقي بلوتينوس قارن بين حياة النفس والروح المزدوجة وحياة الحيوانات البرمائية القادرة على الحياة على الأرض وفي الماء. على المنوال عينه، النفس البشرية لا تعيش بالأفكار البشرية وإدراكات الحواس الخمس وحسب، بل لديها حاسة سادسة غير قابلة للفهم ومجهولة لدينا وهي الوسيلة لتلقي نصائح الروح القدس السرية والوعي لملاكه الحارس. بهذه الحاسة يمكننا أن نقيم علاقة عميقة وحيّة مع الله والملائكة ووالدة الإله والقديسين من خلال صلواتنا.
الأحاسيس الداخلية التي لا يمكن تفسيرها، التوقعات، التنبؤات والأحلام النبوية كلها تعود إلى هذه الطريقة الروحية في التعاطي مع العالم. على الجميع أن يقرؤوا سفر إستير في الكتاب المقدس، فهو يبدأ برواية مذهلة عن حلم مردخاي النبوي المتعلّق بجهاده ضد هامان. لاحقاً صار الحلم حقيقة بكل تفاصيله الصغيرة.
وجد مارتن لوثر مرةً في إحدى المكتبات مقالة لاهوتية قديمة قرأ فيها فكرة كان لها تأثير كبير عليه. قال الكاتب أن للنفس البشرية عينان: الأولى وجهتها حياة الناس اليومية، فيما للأخرى القدرة على رؤية الحياة في العالم الآخر، التي هي بالجوهر مصيرها. لكن هاتين العينين لا تعملان إلا منفصلتين إحداهما عن الأخرى، فتصير الحياة الروحية منظورة فقط عندما تغمض العين التي تنظر إلى العالم المادي.
طريقة أخرى للنظر إلى هذا الأمر هو أن النجوم تلمع في السماء خلال النهار كما في الليل، لكننا لا نراها لأن نور الشمس يخفيها. تبدأ النجوم بالظهور فقط عند غروب الشمس وحلول الليل. بالطريقة عينها، فقط عندما تتلاشى ضوضاء الاهتمامات الدنيوية تبدأ النفس بسماع الأصوات الخفيفة الناعمة الآتية من العالم العلوي.
إذاً، إن شخصنا الداخلي هو روحنا الموجَّهة إلى فوق إلى السماوات وهي حرّة من الاهتمامات والرغبات الدنيوية. إن حياة الناس الروحيين مختلفة جذرياً عن الناس الدنيويين في أن الدنيويين بقدر ما يتقدّمون بالعمر يذوون ويشيخون. تبدأ أجسادهم بعملية الانحلال في الأربعين أو ربّما قبل: توهن العضلات، يجدون صعوبة في المشي، يزداد النظر والسمع ضعفاً، وتبدأ الذاكرة بالتلاشي والأسنان بالوقوع.
من جهة أخرى، يتجدد الإنسان الداخلي طوال حياتنا الواعية، طالما أن الروح لم تجرفها وُحول حياتنا على الأرض، وهي تتذكر كلمات القديس بولس: “ارفعوا قلوبكم”. إذا كانت تلك العين التي لدينا لا ترى سوى الأشياء التي هنا على الأرض فهي تزداد ضعفاً وفي النهاية تتعطّل بشكل كامل. عندها العين الأخرى، التي مهمتها التبصّر بالعالم الروحي، تزداد رؤيتها وضوحاً. فبهذه الطريقة، يتجدد إنساننا الداخلي يوماً فيوماً ويزداد قرباً من الله.
إلى هنا، عندما كنت أشير إلى تأثير العالم الآخر على الإنسان الداخلي، كنتُ أتكلّم فقط عن أعمال الروح القدس والقوى المنيرة العلوية. لكن من الأمور الفائقة الأهمية أن نتذكّر أن قوى الجحيم المظلمة، الشيطان وملائكته، تمارس علينا أيضاً صنوفاً أخرى من القوى غير المنظورة. فبكلّ ما لديهم من قوة يحاولون أن يعيقوا عملية تجدد إنساننا الداخلي ليمنعوه من سلوك طريقه إلى الله.
أرجو، أيها الإخوة والأخوات، أن تعرفوا كلمات الرسول بولس في عمقها: “وَإِنْ كَانَ إِنْسَانُنَا الْخَارِجُ يَفْنَى، فَالدَّاخِلُ يَتَجَدَّدُ يَوْمًا فَيَوْمًا” (16:4). أتوقّع أنكم قادرون على الاستنتاج والفهم مما قلته لكم أن هدف حياتنا هو تجديد نفوسنا بصبر عظيم على هذا الطريق البائس الشائك الذي يقود إلى ملكوت السماوات. كما أنها معركة لا كلل فيها ضد الشيطان وملائكته الأشرار، الذين يحاولون خداعنا وإزاحتنا عن هذا الطريق الخلاصي.
معونة الثالوث القدوس الإلهية تقوينا على هذا الطريق الصعب. آمين.
القديس لوقا الطبيب رئيس اساقفة سيمفيروبولوس والقرم

 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:46 PM   رقم المشاركة : ( 13617 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من رسالة إلى أخٍ في العالم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا أخي، تصوّرْ دائماً هذه الحقيقة لنفسك: أنّ ما يزرعه الإنسان في هذه الحياة يجنيه مئة ضعف في الحياة الآتية. وامتحن ذاتك يومياً على أساس هذه الحقيقة، ماذا بذرت للحياة الآتية، أقمحاً أو أشواكاً؟ وبعد امتحان نفسك، اعتزم على فعل ما هو أفضل في اليوم التالي، وعَيشِ حياتك كلها على هذا النحو. إذا كنت قد قضيت اليوم بشكل سيئ، بدون صلاة الى الله كما يجب، ولو للحظة واحدة دون شعور بالندم من القلب، من دون أن تواضع نفسك عقلياً، دون أن تظهر العطف أو الصدقة لأحد، من دون مسامحة شخص ما على خطأ، دون احتمال الإهانة بصبر، بل بدلاً من ذلك أفسحت الطريق للغضب ولم تظهِر أيّ ضبط للنفس في الكلام أو في الأكل والشرب، أو إذا تركت عقلك يُغمَر في الأفكار النجسة – عندما تقوم بمراجعة كل هذا في عقلك، أدِنْ نفسك وفقاً لضميرك واعقد النية في اليوم التالي على أن تكون أكثر انتباهاً إلى ما هو خير وتحترس أكثر مما هو شر
وهكذا، انتبه أكثر من أي وقت مضى لحقلك، أيها العزيز، ونظّفه من الشوك، واحذرْ كمسيحي حقيقي من العمل فقط للطعام البائد، بل لذلك الذي يدوم إلى الحياة الأبدية (يوحنا 27:6). إذ ماذا نكسب إذا كنّا إرضينا ذواتنا تماماً في هذه الحياة بالشرف والمجد والثروة وجميع أنواع الملذات، ولكننا أفرغنا روحنا من ثمار الروح القدس، فنمثل أمام الله مجرّدين مثل شجرة غير مثمرة يابسة تلقى في النار(متى 10:3)؟ بِرَجُلِك الخارجي قدّم ما لقيصر لقيصر (مرقس 17:12)، أما بِرَجُلِك الداخلي فحدّق دائماً نحو الله وتأمّلْ ناموسه، والله سيكون معك
أكثر من أي شيء آخر، أخشى أن تتأذى من الرِفقة السيئة. الرفيق الذي لا يفكّر إلا بالنساء والأوقات الطيبة هو رفيق سيئ بالتأكيد. إذ كما يقول الكتاب، الْخَمْرُ وَالنِّسَاءُ تَجْعَلاَنِ الْعُقَلاَءَ أَهْلَ رِدَّةٍ (ابن سيراخ 2:19). ابتعد عن مثل هؤلاء الناس، فالعادات الرخوة والشهوانية تتجذّر فينا بسرعة وسهولة، وأنه من الصعب جداً التخلص منها. قلّة هم الذين يحررون أنفسهم تماماً من العادات الشريرة، ومعظمهم قد انهوا حياتهم في هذه الأهواء إلى حين دينونتهم الأبدية، فليجنبنا إياها الرب الرحيم، أنت وأنا. أنا على ثقة أنّ فيك روح مخافة الله التي تمكّنك من حماية نفسك من الخطيئة والاسترشاد نحو الفضيلة. هذه القراءات التي أبعث بها إليك يمكن أيضاً أن تساعدك في هذا المجال. احفظ هذه المبادئ قدر استطاعتك، وبالتأكيد “يتجدد كالنسر شبابك”
أما بالنسبة لي، فأنا أعيش منفرداً في نفس المكان كما من قبل. المجد لله! أنا في صحة جيدة ومحفوظاً بنعمة الله
القديس موسى أوبتينا
 
قديم 22 - 07 - 2016, 05:49 PM   رقم المشاركة : ( 13618 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مختارات من أقوال القديس موسى أوبتينا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا أظهرتَ الرحمة في وقت ما لأحد، فسوف تلقى الرحمة. إذا عاملت أحد المتألّمين بإشفاق (وهذا ليس عملاً عظيماً) فسوف تُعَدّ بين الشهداء. إذا سامحتَ مَن أهانك فلن تُغفَر كلّ خطاياك وحسب، بل سوف تكون ابناً للآب السماوي.
إذا صليّتَ من كلّ قلبك للخلاص، حتّى ولو قليلاً، فسوف تُخَلَّص.
إذا وبّختَ ذاتَك وشجبتها وأدنتَها أمام الله بسبب خطاياك بضمير مرهَف فسوف تُبرَّر حتى لهذه. إذا حزنت لخطاياك أو بكيتَ أو تنهدتَ، فإن تنهدك لن يخفى عنه وكما يقول القديس يوحنا الذهبي الفم: “إذا نحتَ من أجل خطاياك فسوف يحسب ذلك لخلاصك”.
***
إذا ازداد ضعف روح التقوى فيك، فهذا ليس مفاجئاً لأنّك موجود في دائرة اجتماعية حيث ترى وتسمع في آن واحد كلّ ما هو على تضاد مع هذه الروح، وقلبك يشارك في هذه الأمور سواء عن إرادة أو من غير إرادة. لهذا أنا آسف من أجلك. ولكن يا أخي الصغير عليك ألاّ تهمل نفسَك بشكل كامل. ‘ليك أن تنير روح التقوى بقراءة روحية صغيرة أو بصلاة قصيرة أو بتذكّر الأبدية وتطبيق ما تبقّى من وصايا المسيح. عليك أن تغذي ذاتك وتنمو إلى إنسان كامل، على مقياس قامة ملء المسيح (أفسس 13:4). تذكّر العشار في الإنجيل الذي كان صاحب سلوك معيب وفاسد، لكنّه لم ينقطع عن الذهاب إلى الهيكل مع أن حياته عكس ما يرضي الله بالكامل. وحدث مرة أنّه أرضى الله ببعض كلمات التوبة فترك الهيكل مبرراً على عكس ذاك الفريسي الذي كان يحفظ الناموس بحماسة.
أيها العزيز، لا تخمد الروح بالكلية ولا توهِن ذاتك باللامبالاة وشهوة الجسد وتشتيت الذهن في تخيلات استحواذية، لئلا بعد ذلك تعاني كثيراً كالعبد الكسلان الذي في الإنجيل، الذي خبّأ موهبة النعمة التي حصل عليها في المعمودية والتي لا ينبغي أن تبقى مطمورة وبلا ثمار في نفس المسيحي.
 
قديم 22 - 07 - 2016, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 13619 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اعبد الرب بحق
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لا يكون لائقاً بك أن تكون أباً وتكون خائناً
إذا لم تهتم بإرشاد أولادك،
ولم تهتم بحفظهم في الإيمان والتقوى،
أنت يا مَن تحرص على ممتلكاتهم الأرضية أكثر من حرصك على ممتلكاتهم السماوية،
فتوصيهم بالشيطان لا بالمسيح،
وبذلك تخطئ خطيئتين وترتكب جريمة مزدوجة
بأنك لم تمدّ أولادك بمعونة الله أبيهم
وتعلّمهم أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح.
الأحرى بك أن تكون أبا كطوبيا.
أوصِ ابنك كما أوصى طوبيا ابنه قائلا “اسمع يا بني لأبيك.
اعبد الرب بحق و ابتغِ عمل مرضاته وأوصِ بنيك بعمل العدل والصدقات وأن يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق وبكل طاقاتهم” (طوبيا 14: 10-11)
وأنتَ فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك واحذر أن ترضى بالخطيئة وتتعدى وصايا الرب إلهنا.
تصدق من مالك ولا تحوّل وجهك عن فقير وحينئذ فوجه الرب لا يُحوّل عنك.
كن رحيمًا على قدر طاقتك.أن كان لك كثير فابذل كثيراً وإن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيّبة.
فإنك تدخر لك ثوابًا جميلًا إلى يوم الضرورة.
لأن الصدقة تنجّي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى الظلمة.
احذر لنفسك يا بني من كل زنى… (طو5:4- إلخ).
 
قديم 22 - 07 - 2016, 06:24 PM   رقم المشاركة : ( 13620 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أقوال من الآباء: التعليم والشهادة والصداقة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقلها إلى العربية اﻷب أنطوان ملكي
القديس إكليمندس الإسكندري
+ بمقدار ما تستقي من البئر ماءً يزيد ماؤها صفاءً وعذوبة، بينما إذا أهملت البئر صار كدرًا دنسًا. والسكين أيضاً طالما تستعملها تزيد لمعاناً وإذا تركتها علاها الصدأ. ألا ترى أن النار تزيد بمادة الحريق اضطرامًا وأجيجًا وهذا نفسه نراه أيضا في درس العلوم، فالمدرس يزداد علماً بتدريس غيره. قِسْ على هذا العلم الروحي الإلهي لا سيما ما يقوله الرسول لأن كلمة الله حية وفعالة وأمضى من كل سيف ذي حدين (عب4: 14) فهي تؤثّر من جهتين: على مَن يستخدمها ومن جهة أخرى على مَن تصل إليه، أعني الفاعل والمفعول به، لأن ما تقوله لغيرك تحتاج إليه أنت أيضاً ويشهد بذلك ضميرك الذي يؤنبك قائلاً إنك لم تعمل ما تقوله لغيرك وقد كُتب الويل لمَن يقول ولا يعمل..
القديس الشهيد كبريانوس القرطاجي
+ لا يكون لائقاً بك أن تكون أباً وتكون خائناً إذا لم تهتم بإرشاد أولادك، ولم تهتم بحفظهم في الإيمان والتقوى، أنت يا مَن تحرص على ممتلكاتهم الأرضية أكثر من حرصك على ممتلكاتهم السماوية، فتوصيهم بالشيطان لا بالمسيح، وبذلك تخطئ خطيئتين وترتكب جريمة مزدوجة بأنك لم تمدّ أولادك بمعونة الله أبيهم وتعلّمهم أن يحبوا ممتلكاتهم أكثر من المسيح.
الأحرى بك أن تكون أبا كطوبيا. أوصِ ابنك كما أوصى طوبيا ابنه قائلا “اسمع يا بني لأبيك. اعبد الرب بحق و ابتغِ عمل مرضاته وأوصِ بنيك بعمل العدل والصدقات وأن يذكروا الله و يباركوه كل حين بالحق وبكل طاقاتهم” (طوبيا 14: 10-11) وأنتَ فليكن الله في قلبك جميع أيام حياتك واحذر أن ترضى بالخطيئة وتتعدى وصايا الرب إلهنا. تصدق من مالك ولا تحوّل وجهك عن فقير وحينئذ فوجه الرب لا يُحوّل عنك. كن رحيمًا على قدر طاقتك.أن كان لك كثير فابذل كثيراً وإن كان لك قليل فاجتهد أن تبذل القليل عن نفس طيّبة. فإنك تدخر لك ثوابًا جميلًا إلى يوم الضرورة. لأن الصدقة تنجّي من كل خطيئة ومن الموت ولا تدع النفس تصير إلى الظلمة. احذر لنفسك يا بني من كل زنى… (طو5:4- إلخ).
+ ينبغي على كل شخص أن يهتم بخاصته بالأخص المؤمنين. يقول الرسول في رسالته الأولى إلى تيموثاوس:وإن كان أحد لا يعتني بخاصته، ولاسيّما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان. وهو شرّ من غير المؤمن (1تي 5: 8).وفي نفس الموضوع جاء في أشعياء: أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التائهين إلى بيتك(اش58: 7).
+ ليتنا أيها الأخوة الأعزاء نقتدي بهابيل أول الشهداء الذي ذُبح لأجل بره.
+ ميلاد المسيح أيضًا يشهد أولًا استشهاد الأطفال من سن سنتين فما دون من أجل المسيح. فمع أن سنهم لم يكن يتلاءم مع المعركة التي ثارت لينالوا الأكاليل. وذلك لكي يعلن بأن أولئك الذين يستشهدون لأجل المسيح أبرياء. لهم براءة الطفولة في تسليمهم للموت من أجل المسيح.
+ هؤلاء الأطفال أظهروا أن الجميع معرضون لمخاطر الاستشهاد ما دام هؤلاء أصبحوا الشهداء. ولكن كم تكون الخطورة، إن كان أحدنا بكونه خادمًا لا يقبل أن يتألم مع أن سيده قد تألّم أولًا.
+ ابن الله تألّم ليجعلنا أبناء الله، وابن الإنسان (أي نحن) يرفض أن يتألم لكي ما تستمر بنوته لله؟!!
+ إن كنا نتألم بسبب بغضة العالم فقد احتمل يسوع هذا.
إن كنا نحتمل إهانات في العالم أو نفياً أو عذابات فإن خالق العالم وسيده ذاق أمرّ من هذا، لذلك علمنا الرب قائلًا “إن كان العالم يبغضكم فاعلموا أنه قد ابغضني قبلكم. لو كنتم من العالم لكان العالم يحب خاصته. ولكن لأنكم لستم من العالم لذلك يبغضكم العالم. أذكروا الكلام الذي قلته لكم ليس عبد أعظم من سيده. إن كانوا اضطهدوني فسيضطهدونكم” (18:15-20 ) وما علّمنا إياه ربنا وإلهنا علينا تنفيذه فعلًا حتى لا نصبح كمَن علّم ولم يعمل.
القديس يوسف الراهب
+ الصداقة الناجحة هي التي تهدف إلى خلاص الأصدقاء، أي التي تكون في المسيح يسوع… هذا لا يعني عدم محبّة للآخرين.
+ لهذا السبب نقول بأن ملء النعمة الحقيقية في الصداقة يقدر فقط أن يكون بين الكاملين والمتساوين في الصلاح هؤلاء الذين لهم تفكير متشابه وغرض واحد..
فإن أردتَ أن تحفظ الصداقة غير منكسرة، يجب أن تهتم أولا بالتغلب على أخطائك وإماتة شهواتك، وتنفّذ ما يبهج النبي بغيرة وغرض متحد: “هوذا ما أحسن وما أجمل أن يسكن الأخوة معاً” (مز133:1) الوحدة تكون في الروح أكثر منها بحسب المكان. إذ ما نفع الوحدة في المسكن إن كان هناك خلاف من جهة الشخصية أو الهدف. وفي نفس الوقت لا يوجد ما يمنع وجودها بين الذين قد تأسوا على صلاح متساو وهم مفترقون من جهة المكان، فبالله تتحد الطبائع وليس بالمكان…
+ إذاً المبدأ الأول للصداقة الحقيقية يقوم على الازدراء بأمور هذا العالم وكل الأشياء التي نملكها.
+ المبدأ الثاني أن يضبط كل إنسان رغباته حتى لا يتصوّر نفسه حكيمًا ومختبرًا مفضلاً آراءه على آراءه قريبه.
+ المبدأ الثالث أن يعرف الإنسان بأن كل الأشياء، حتى ما يبدو مفيدًا وضروريًا، يأتي بعد بركات المحبة والسلام.
+ المبدأ الرابع أن يتحقق بأنه لن يغضب لأي سبب صالح أو طالح.
+ المبدأ الخامس أن يعالج أي غيظ تسلط على أخيه ضده ولو كان بدون سبب بنفس الطريقة التي يعالج بها نفسه، عالمًا بأن الحنق الذي تسلط على أخيه مضرّ له هو أيضاً كما لأخيه أي كما لو كان هو نفسه الغاضب على أخيه نازعًا هذا من عقل أخيه بقدر الإمكان.
+ والمبدأ الأخير الذي يجب مراعاته، بصورة عامة في كل الخطايا، هو أن يذكر يوميًا بأنه سينتقل من العالم.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 12:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024