18 - 07 - 2016, 08:28 PM | رقم المشاركة : ( 13571 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لاَ تَذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ، وَالْقَدِيمَاتُ لاَ تَتَأَمَّلُوا بِهَا. (إش 43 : 18) اُذْكُرُوا الأَوَّلِيَّاتِ مُنْذُ الْقَدِيمِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرُ. الإِلهُ وَلَيْسَ مِثْلِي. (إش 46 : 9) كيف يكون هذا لا تذكروا ام نذكر مهلا لاتذكروا حينما تكون لنا الاوليات معطلات ونرتكز عليها ونتعطل عن المسير ونذكرها حينما نستصعب المسير فنتذكر الرب القدير الذى كان معنا منذ البدء والى الان وفى كل اوان اذا لنأخذ من الالوليات محفز لا معطل. ...... كهذه العبرانيين 3 : 14 لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، العبرانيين 5 : 12 لأَنَّكُمْ إِذْ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَكُونُوا مُعَلِّمِينَ لِسَبَبِ طُولِ الزَّمَانِ تَحْتَاجُونَ أَنْ يُعَلِّمَكُمْ أَحَدٌ مَا هِيَ أَرْكَانُ بَدَاءَةِ أَقْوَالِ اللهِ، وَصِرْتُمْ مُحْتَاجِينَ إِلَى اللَّبَنِ، لاَ إِلَى طَعَامٍ قَوِيٍّ. العبرانيين 6 : 1 لِذلِكَ وَنَحْنُ تَارِكُونَ كَلاَمَ بَدَاءَةِ الْمَسِيحِ، لِنَتَقَدَّمْ إِلَى الْكَمَالِ، غَيْرَ وَاضِعِينَ أَيْضًا أَسَاسَ التَّوْبَةِ مِنَ الأَعْمَالِ الْمَيِّتَةِ، وَالإِيمَانِ بِاللهِ، |
||||
18 - 07 - 2016, 08:30 PM | رقم المشاركة : ( 13572 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
به اشخاص يستعذبون ولذا فهم مرضى واهمون ومنه اشخاص ينفرون ويتتأففون ناقمون يصرخون والمتزنون يعرفون انه وسيلة للتنقية فلا يستسلمون أو ينفرون بل للرب يسلمون بكل رضى خاضعون إلى تكمل الغاية منه . .... فَإِذًا الَّذِينَ يَتَأَلَّمُونَ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ اللهِ، فَلْيَسْتَوْدِعُوا أَنْفُسَهُمْ، كَمَا لِخَالِق أَمِينٍ،فِي عَمَلِ الْخَيْرِ. (1بط 4 : 19) فَإِنِّي أَحْسِبُ أَنَّ آلاَمَ الزَّمَانِ الْحَاضِرِ لاَ تُقَاسُ بِالْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُسْتَعْلَنَ فِينَا. (رو 8 : 18) ....... مزيد من كلمة الله لمن يريد:- فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ. (2كو 1 : 6) فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا. (2كو 1 : 7) فَإِنِّكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِكَنَائِسِ اللهِ الَّتِي هِيَ فِي الْيَهُودِيَّةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لأَنَّكُمْ تَأَلَّمْتُمْ أَنْتُمْ أَيْضًا مِنْ أَهْلِ عَشِيرَتِكُمْ تِلْكَ الآلاَمَ عَيْنَهَا، كَمَا هُمْ أَيْضًا مِنَ الْيَهُودِ، (1تس 2 : 14) لأَنَّهُ لاَقَ بِذَاكَ الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ الْكُلُّ وَبِهِ الْكُلُّ، وَهُوَ آتٍ بِأَبْنَاءٍ كَثِيرِينَ إِلَى الْمَجْدِ، أَنْ يُكَمِّلَ رَئِيسَ خَلاَصِهِمْ بِالآلاَمِ. (عب 2 : 10) كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَانًا تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. (يع 5 : 17) بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ، إِذْ سَبَقَ فَشَهِدَ بِالآلاَمِ الَّتِي لِلْمَسِيحِ، وَالأَمْجَادِ الَّتِي بَعْدَهَا. (1بط 1 : 11) فَقَاوِمُوهُ، رَاسِخِينَ فِي الإِيمَانِ، عَالِمِينَ أَنَّ نَفْسَ هذِهِ الآلاَمِ تُجْرَى عَلَى إِخْوَتِكُمُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ. (1بط 5 : 9) |
||||
18 - 07 - 2016, 08:31 PM | رقم المشاركة : ( 13573 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عندما تقبل على أمر ما لا تتهور ولا تتردد بل ادرس الأمر بكل جوانبه وسلم للرب الأمر برمته واعمل ما فى قدرتك بكل مهارة. .... النص الكتابى الداعم لوجودى وَمَنْ مِنْكُمْ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يَبْنِيَ بُرْجًا لاَ يَجْلِسُ أَوَّلاً وَيَحْسِبُ النَّفَقَةَ، هَلْ عِنْدَهُ مَا يَلْزَمُ لِكَمَالِهِ؟ (لو 14 : 28) ..... سَلِّمْ لِلرَّبِّ طَرِيقَكَ وَاتَّكِلْ عَلَيْهِ وَهُوَ يُجْرِي، (مز 37 : 5) "وَأَمَّا الْمَسْكَنُ فَتَصْنَعُهُ مِنْ عَشَرِ شُقَقِ بُوصٍ مَبْرُومٍ وَأَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ. بِكَرُوبِيمَ ( صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق) تَصْنَعُهَا. (خر 26 : 1) "وَتَصْنَعُ حِجَابًا مِنْ أَسْمَانْجُونِيٍّ وَأُرْجُوَانٍ وَقِرْمِزٍ وَبُوصٍ مَبْرُومٍ. (صَنْعَةَ حَائِكٍ حَاذِق) يَصْنَعُهُ بِكَرُوبِيمَ. (خر 26 : 31) "فَيَعْمَلُ بَصَلْئِيلُ وَأُهُولِيآبُ وَكُلُّ إِنْسَان ٍ( حَكِيمِ الْقَلْبِ، قَدْ جَعَلَ فِيهِ الرَّبُّ حِكْمَةً وَفَهْمًا ) لِيَعْرِفَ أَنْ يَصْنَعَ صَنْعَةً مَا مِنْ عَمَلِ الْمَقْدِسِ، بِحَسَبِ كُلِّ مَا أَمَرَ الرَّبُّ". (خر 36 : 1) |
||||
18 - 07 - 2016, 08:36 PM | رقم المشاركة : ( 13574 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
للحياة عدة اوجه السريرة وهى الاعماق الداخلية(مكنون الحياة) المسيرة وهو النشاط الخارجى للحياة(السلوك) السيرة وهى تأثير النشاط الخارجى على المحيطين .... هَا قَدْ سُرِرْتَ بِالْحَقِّ فِي الْبَاطِنِ، فَفِي السَّرِيرَةِ تُعَرِّفُنِي حِكْمَةً. (مز 51 : 6) فَانْظُرُوا كَيْفَ تَسْلُكُونَ بِالتَّدْقِيقِ، لاَ كَجُهَلاَءَ بَلْ كَحُكَمَاءَ، (أف 5 : 15) بَلْ نَظِيرَ الْقُدُّوسِ الَّذِي دَعَاكُمْ، كُونُوا أَنْتُمْ أَيْضًا قِدِّيسِينَ فِي كُلِّ سِيرَةٍ. (1بط 1 : 15) |
||||
18 - 07 - 2016, 08:37 PM | رقم المشاركة : ( 13575 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المزامير 76 : 12 يَقْطِفُ رُوحَ الرُّؤَسَاءِ. هُوَ مَهُوبٌ لِمُلُوكِ الأَرْضِ. المزامير 118 : 9 الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ. المزامير 146 : 3 لاَ تَتَّكِلُوا عَلَى الرُّؤَسَاءِ، وَلاَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَيْثُ لاَ خَلاَصَ عِنْدَهُ. .......... من الاخوان للسلفية وحياتنا فى ايد الرب القوية لا عصر نيرون قضى على الكنيسة ولا حتى الايام التعيسة بس اتكل على نعمته النفيسة ولنتكرس للرب من كل القلب فاهمين انا فى ايد الرب الامين |
||||
19 - 07 - 2016, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 13576 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غفران الذنوب
فصلّوا أنتم هكذا: أبانا الذي في السماوات، ليتقدس اسمك . ليأتِ ملكوتك، لتكن مشيئتك كما في السماء كذلك على الأرض. خبزنا كفافنا أعطنا اليوم. واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر أيضاً للمذنبين إلينا." الإنجيل حسب متى 6: 9-12 الصلاة الربانية تتعلق بموضوع غفران الذنوب أو الخطايا ، الخطايا التي نرتكبها ضد الله والخطايا التي يرتكبها الناس ضدنا . لنتأمل إذن في تعاليم هذه الطلبة مستعينين بإرشاد الروح القدس الذي ينير عقولنا ويفتح قلوبنا لنقبل الكلمات التي تفوه بها المسيح . يجدر بنا أن نلاحظ أن هذه الصلاة ليست عبارة عن شرح وافٍ لعقيدة الغفران أو كيفية التبرير أمام الله كان يتكلم السيد المسيح مع تلاميذه المؤمنين الذين طلبوا منه أن يعطيهم دروساً في الصلاة كما كان يوحنا المعمدان قد علّم تلاميذه. وبما أن المسيح استهل هذه الصلاة بكلمات: أبانا الذي في السموات فإنه من البديهي أنها صلاة للمؤمن . فيوحنا الرسول يعلمنا بكل وضوح أن الإنسان في حالته الحاضرة ، حالة الخطية والعصيان على الله لا يقدر أن يدعو الله أباه إن لم يصبح مخلوقاً جديداً . " أما جميع الذين قبلوه فقد أعطاهم سلطاناً أن يصيروا أبناء الله , وهم الذين يؤمنون باسمه , الذين يولدوا من آدم , ولا من مشيئة جسد , ولا من مشيئة رجل , بل من الله ." الإنجيل حسب يوحنا 1: 12و 13 فهذه الصلاة لا تخبرنا عن كيفية حدوث هذا الغفران وهو أعظم هبة يحصل عليها الإنسان في هذه الحياة وفي أماكن أخرى من الكتاب نتعلم من الرب يسوع ومن الأنبياء والرسل أن غفران الخطايا مبني على أساس وطيد آلا وهو موت يسوع المسيح الكفارى-البدلي على الصليب . إننا نتبرر بالأيمان أي بالأيمان بيسوع المسيح الذي تجسد وولد من مريم العذراء ومات على الصليب وقام من الأموات. الصلاة الربانية تشير إلى ما يجري بصورة اعتيادية ضمن حياة المؤمن. إنها تصف أعماق حياته الروحية اليومية كما يحياها أمام الله والناس من المؤمنين وغير المؤمنين. عندما نذكر إذن ما لا تُعلمه هذه الصلاة من ناحية وما تعلّمه من ناحية أخرى يسهل علينا كثيراً فهم هذه الكلمات: "واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا" 1: اغفر لنا ذنوبنا: يصلي المؤمنون قائلين للآب في السموات: واغفر لنا ذنوبنا! لماذا يصلي المؤمنون بهذه الطريقة وهم قد تبرروا بالأيمان؟ الجواب هو أنهم لا يصبحون كاملين في هذه الحياة بل هم بحاجة يومية إلى غفران الذنوب والخطايا التي يرتكبونها ضد الله وبني البشر. هذا لا يعني أن المؤمن وغير المؤمن في حالة روحية واحدة فالمؤمن هو إنسان خاطئ ولكنه خاطئ قد خُلص بنعمة الله المجانية التي مكنته من الأيمان بالمسيح. ولكن غير المؤمن لا يعرف الخلاص وليس لديه أساس يبني عليه طلبته بخصوص الغفران. يعلم المؤمن علم اليقين أنه لا يستحق الغفران وأنه مهما عمل لا يقدر أن يُكفّر عن خطاياه. لكنه يلقي بنفسه أمام عرش الله ويقبل بشكر عميق الطريقة الإلهية للغفران ألا وهي بواسطة سفك دم المسيح يسوع على الصليب. وعندما يختبر المؤمن هذا الخلاص العظيم يعلم أن الله قد غفر له خطاياه أنها قد سمّرت على صليب الجلجثة مع سائر خطايا المؤمنين. المؤمن كما قلنا سابقاً هو خاطئ خالص وهذا يعني أنه مادام على قيد الحياة يخطئ فهو إذاً بحاجة إلى المجيء يومياً إلى الله والصلاة: واغفر لنا ذنوبنا! وقد كتب الرسول يوحنا رسالة عامة إلى المؤمنين وتطرّق إلى موضوعنا هذا قائلاً: "إن الله نور وليس في ظلمة البتة . إن قلنا أن لنا شركة معه وسلكنا في الظلمة نكذب ولسنا نعمل الحق. ولكن إن سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطّهرنا من الخطية.إن قلنا أنه ليس لنا خطية نُضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهوأمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم. إن قلنا أننا لم نخطئ نجعله كاذباً وكلمته ليست فينا."(رسالة يوحنا الأولى 1: 5-10) 2: كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا: قد يخال لقارئ سطحي لهذه الكلمات أن المؤمن يبني طلبه إلى الله بشأن غفران خطاياه على غفرانه هو لخطايا الآخرين ولكن كلمة الله لا تسمح لنا ولا لدقيقة واحدة بأن نضع أي أساس لغفران الخطايا سوى ذلك الأساس الوحيد الذي أشرنا إليه ألا وهو عمل يسوع المسيح الفدائي الكفاري على الصليب. بدون الصليب لا غفران ولا خلاص ولا حياة أبدية. ماذا نعني إذن بصلاتنا: كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا؟ يشير المؤمن إلى اختبار روحي فريد يجري ضمن حياته لا نظراً لقواه الروحية الخاصة بل نظراً لعمل الروح القدس في حياته. المؤمن الذي اختبر غفراناً عظيماً لا يُقدر بثمن يُعطى النعمة لغفران خطايا الآخرين المرتكبة ضده ولذلك عندما يصلي مع غيره من المؤمنين قائلاً: واغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضاً للمذنبين إلينا إنما يشير إلى أنه كخاطئ خالص بنعمة الله المجانية يمارس الغفران بالنسبة للآخرين ويتوسل في نفس الوقت إلى الله لكي تُفر خطاياه أيضاً نظراً لوعد الله الصريح الذي أشرنا إليه منذ لحظات أثناء اقتباسنا من رسالة يوحنا الأولى: إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا. لا يمكن النظر للطلبة وكأنها عبارة عن معادلة رياضية حيث يقال فيها أن غفران الله لخطايانا = غفران الناس لخطايا بعضهم البعض. ولا يمكننا أن ننظر إلى هذه الطلبة وكأنها تُرفع إلى الله بروح تجاري حسابي. الله هو الإله السرمدي القدوس الذي ليس فيه ظلمة البتة وارتكاب الخطية ضده هو أمر خطير لدرجة مطلقة لا نهائية. والإنسان الذي يُخطئ لا يستحق الغفران حتى وإن غفر للآخرين ذنوبهم المرتكبة ضده. الإنسان مخلوق محدود وحقير لا يمكن أن يكون طرفاً لمعادلة طرفها الآخر الله القدوس. لا يستحق الإنسان الغفران ولكن الله من فرط محبته العظمى يُقدم الغفران التام بواسطة السيد المسيح الذي بنى أساساً وحيداً للغفران بعمله الكفارى. والله الذي يمنح الغفران للمؤمنين يطلب منهم أن يُظهروا روح الغفران في علاقاتهم الاجتماعية ويُمكنهم من القيام بذلك بواسطة الحياة الجديدة التي يوجدها فيهم بمعونة الروح القدس. يمارس المؤمنون هذه الفضيلة ويحصلون بذلك على تأكيد قلبي بأن خطاياهم قد غُفرت لأن الذي لم تُغفر خطاياه لا يَغفر للآخرين. ولذلك يمكننا القول: إن الذي لا يود غفران خطايا الآخرين لا يكون قد اختبر ضمن حياته غفران الله لخطاياه. غفران الله لخطايا المؤمن وغفران المؤمن لخطايا الآخرين هما أمران قد جمعهما الله وما جمعه الله لا يمكن أن يفرّقه الإنسان ! علمنا السيد المسيح في الطلبة الرابعة أن نسأل الله من اجل الخبز اليومي وفي الطلبة الخامسة أن نسأل الله من أجل غفران خطايانا. وهكذا نستنتج أنن موضوع الغفران من أهم المواضيع التي الإنسان وأنه كما يحتاج الإنسان إلى قوته اليومي هكذا يحتاج بصورة دائمة إلى غفران خطاياه. ومن المؤسف جداً أن هذه الأيام التي شاهدت تقدماً واسعاً في مضمار الأمور المادية لم تشاهد تقدماً مماثلاً في مضمار الأمور الروحية بل إن الكثيرين يخالون أنهم متى شبعوا من أطايب هذه الحياة اكتفت نفوسهم وتغذت أرواحهم. قلب الإنسان المعاصر المفاهيم ووضع الأمور الثانوية في موضع الأمور الأولية. فهل نسمع عن أهمية الغفران والتصالح مع الله والرجوع إليه والتوبة من الخطية ؟ أما السيد المسيح فإنه كان يشدد على أهمية الغفران والشفاء الروحي حتى في تلك الحالات التي كانت تتطلب شفاء جسدياً. كم من المرات نسمع السيد له المجد لا يبرئ فقط أولئك الذين كانوا يرزحون تحت نير مرض خطير بل يقول للمريض مغفورة لك خطاياك ! طبعاً كان السيد يريد أن يُظهر سلطته على مغفرة الخطايا وفي نفس الوقت كان أيضاً يُظهر أهمية الشفاء الروحي وأوليته للشفاء الجسدي. يدعونا المسيح اليوم بواسطة كلمة الإنجيل هذه ويُقدم لنا غفران الخطايا المجاني، إن جئنا إليه تائبين ومتخلين عن بِرِّنا الذاتي. فلم لا نأتي الآن ونقول مع العشّار: ارحمني يا الله أنا الخاطئ ! وإذ يغفر الله خطايانا يساعدنا أيضاً على غفران ذنوب الآخرين فنختبر ضمن قلوبنا تعليم الطلبة الخامسة من الصلاة الربانية ، آمين. |
||||
19 - 07 - 2016, 06:05 PM | رقم المشاركة : ( 13577 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قلبا جديدا
هل خلق الله فيك قلباً جديداً؟ لم تكن القبلة الغادرة التي طبعها يهوذا على جبين يسوع بالأمر المفاجئ، فقد عرف فاحص القلوب نواياه الشريرة منذ أمد بعيد. وإنما شر ما في أمر يهوذا هو انه جعل من القبلة رمز الولاء والسلام، علامة خيانة وخسة مما سبب للمعلم صدمة عنيفة. لأنه إن كان يسوع تألم من اللطمات التي تلقاها في بيت قيافا وهو يُحاكم، وتوجع من إكليل الشوك، الذي عصم به الجند الرومان رأسه، فإن قبلة يهوذا كانت أشد إيلاماً على نفسه! لقد سبق ليسوع أن أنبأ تلاميذه بأمر الخيانة، قائلاً بعنّة الحزن: «إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ سَيُسَلِّمُنِي!» (يوحنا ١٣: ٢١). والواقع كم يجب أن يكون حزنه شديداً، وأسفه مريراً أن يرى غدراً من إنسان رافقه عدة سنوات، وعمل تحت لوائه، وتكلم باسمه! فتم ما قيل بالأنبياء: «لَيْسَ مُبْغِضِي تَعَظَّمَ عَلَيَّ فَأَخْتَبِئَ مِنْهُ بَلْ أَنْتَ إِنْسَانٌ عَدِيلِي، إِلْفِي وَصَدِيقِي الَّذِي مَعَهُ كَانَتْ تَحْلُو لَنَا الْعِشْرَةُ» (مزمور ٥٥: ١٢ - ١٤). يعلمنا تصرف يهوذا أنه لا يكفينا أن ننتسب ليسوع، ونحب المُثل العليا، فهذه مع جلالها وجمالها تسقط حين تدخل الخطية إلى القلب.. جاء في أقوال الرب أنه: «مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ» (متّى ١٥: ١٩) لذلك يقول لنا سليمان الحكيم: «فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ» (أمثال ٣: ٢٣). المعروف عن القلب البشري أنه ضعيف أمام مغريات الشيطان ولا يمكنه أن يثبت في عهد الأمانة ليسوع إلا إذا تجدّد وعمل فيه روح يسوع. وأخيراً جاءت الساعة التي طالما تكلم يسوع عنها، فوضعت عليه الأيادي وسيق ليحاكم أمام الولاة والرؤساء كمجرم. وهذه النتيجة التي تمت بمشورة الله وعلمه أبهجت الشيطان إذ ظنّ أنه قد انتصر. |
||||
19 - 07 - 2016, 06:25 PM | رقم المشاركة : ( 13578 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اشكر ـ تفرح
اشكر ... تفرح كانت “آن فوسكم” في الرابعة من عمرها، تلهو في منزلها مع أختها التي كانت تكبرها بأعوام قليلة، عندما اندفعت الأخت تُطارد قطتهما التي خرجت من باب المنزل المفتوح، لتصدمها سيارة نقل بضائع، لتَلقى حتفها في الحال. وأصيبت “آن” بصدمة وهي تُشاهد - بصمت وهلع - أبويها وهما يحتضنان جثة أختها الهامدة. ولم تستطع على مر السنين نسيان كلمات وبكاء وصراخ أبويها، ولا منظر جثة أختها. * ولسنوات طويلة عاشت الأسرة كلها في جو المأساة، وفي فراغ لا يمكن لشيء أن يملأه. ويا للفراغ البارد الكئيب الذي غمر حياة العائلة بالحزن! تجمَّدت المشاعر، وكانت الراحة الوحيدة لهم تخدير مشاعرهم، وفقدان الحس. انتهاء الحزن كان أمرًا لا يمكن لأحد توّقعه ولا تصوّره. أما “الفرح” فبدا لهم كأنه حلمٌ صعب المنال؛ لقد ذهب بلا رجعة. وكان الحزن الذي أحاط بموت أختها هو الذي شكَّل رؤية “آن” للحياة ولله. والعالم الذي ترَّبت وترعرعت فيه، كانت لا تعرف شيئًا عن الفرح ولا عن النعمة الإلهية! * وفي سن الشباب، بدأت “آن فوسكم” رحلة لاكتشاف هذا “الشيء المُراوغ” الذي بدا لها أنه لا يمكن الحصول ولا الوصول إليه؛ الشيء الذي يُسميه الكتاب المقدس: “الفرح”. وبدأت “آن” رحلتها في البحث عن الفرح، يوم اكتشفت أن الكلمات التي تُعبِّر عن “الفرح”، تأتي من الكلمة اليونانية “شارو”، والتي وجدت أنها - في معناها اليوناني - تعني “الشكر”. فتساءلت: هل يمكن أن يكون الأمر بهذه البساطة؟! ولكي تختبر اكتشافها، قررت “آن” أن تُقدِّم الشكر للرب من أجل 100 عطية لديها بالفعل. بدأت ببطء، لكن سرعان ما تدفق الامتنان منها بسهولة وهي تُعدِّد بركات الرب شاكرة. وأصبح يتدفق داخل كيانها تيار من المشاعر المُحبَّبة المرغُوبة، التي تتمنى استمرارها. وهذا التيار من المشاعر أصبح يقشع من أمامه كل سحب مآسي الحياة، وضبابها الكئيب الحزين. واكتشفت “آن فوسكم” أن تقديم الشكر للرب، يُجلِب للحياة الشعور بالفرح الذي كان قد مات يوم ماتت أختها. اكتشفت أن الفرح يأتي مع الشكر؛ فرح الحياة يأتي من قلب شاكر، ولا يعتمد على ما في جيبك، ولكن على ما في قلبك. * ويوم قرأتُ قصة “آن فوسكم” تذكرت الأصحاح الثالث من سفر مراثي إرميا. هناك تجد المُتكلِّم كئيبًا جدًا وحزينًا، يُعدّد كل مصائبه وكل الأحمال التي ثقلت على كاهله: «أَنَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِي رأَى مَذَلَّةً بِقَضِيبِ سَخَطِهِ. قَادَنِي وَسَيَّرَنِي فِي الظَّلاَمِ وَلاَ نُورَ... أَسْكَنَنِي فِي ظُلُمَاتٍ كَمَوْتَى الْقِدَمِ. سَيَّجَ عَلَيَّ فَلاَ أَسْتَطِيعُ الْخُرُوجَ. ثَقَّلَ سِلْسِلَتِي... أَشْبَعَنِي مَرَائِرَ وَأَرْوَانِي أَفْسَنْتِينًا، وَجَرَشَ بِالْحَصَى أَسْنَانِي. كَبَسَنِي بِالرَّمَادِ. وَقَدْ أَبْعَدْتَ عَنِ السَّلاَمِ نَفْسِي. نَسِيتُ الْخَيْرَ». وهكذا يستمر نحو ثلاثين شكوى من ظروفه المُرّة إلى أن ينتهي إلى القول: «قُلْتُ: بَادَتْ ثِقَتِي وَرَجَائِي مِنَ الرَّبِّ» (ع18)، شاعرًا أنه قد غاص تحت تلك الأثقال، بلا أمل في النهوض. * ولكن من المدهش أنه يتحول إلى الله فجأة بأفكاره، فتتغير لهجته بالتمام ويقول: «أُرَدِّدُ هَذَا فِي قَلْبِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُو. إِنَّهُ مِنْ إِحْسَانَاتِ الرَّبِّ أَنَّنَا لَمْ نَفْنَ لأَنَّ مَرَاحِمَهُ لاَ تَزُولُ. هِيَ جَدِيدَةٌ فِي كُلِّ صَبَاحٍ. كَثِيرَةٌ أَمَانَتُكَ. نَصِيبِي هُوَ الرَّبُّ قَالَتْ نَفْسِي مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَرْجُوهُ. طَيِّبٌ هُوَ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يَتَرَجُّونَهُ لِلنَّفْسِ الَّتِي تَطْلُبُهُ. جَيِّدٌ أَنْ يَنْتَظِرَ الإِنْسَانُ وَيَتَوَقَّعَ بِسُكُوتٍ خَلاَصَ الرَّبِّ» (ع21-26). وهكذا هو الحال دائمًا. عندما نتجه إلى الله في ضيقاتنا فإننا نجد الكثير لنشكره لأجله. * فيا صديقي المؤمن: إذا كنت حزينًا ومكتئبًا، جرِّب الشكر. وإذا كنت فاشلاً صغير النفس خائر القوى، جرّب التسبيح. قد تقول: “لأجل أي شيء أشكر وأسبّح؟!” دعنا نواجه الحقائق. هل تركك الله بلا أية بركة منه، أو أي ينبوع فيه، يستحق أن تُسبّحه لأجله؟ خذ كل أحزانك إلى الله، وأخبره بكل ما يتعبك ويفشلك. تحدث معه عن كل شيء، وأعطِه الفرصة ليُريكَ السبب في كل شيء. ولا تمضِ دون أن تشكره على كل البركات التي لك منه، وعلى بركة كونه أبيك الذي يهتم بك شخصيًا، والذي تستطيع أن تأتي إليه بكل متاعبك. عدِّد أمامه كل البركات التي تتمتع بها واحدة فواحدة، واشكره لأجلها : «اِفْرَحُوا كُلَّ حِينٍ. صَلُّوا بِلاَ انْقِطَاعٍ. اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ، لأَنَّ هَذِهِ هِيَ مَشِيئَةُ اللهِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ مِنْ جِهَتِكُمْ» (1تسالونيكي5: 16-18). جرّب هذا فإنه يستطيع أن يصنع العجائب، ويحوِّل تذمراتك إلى تسبيح، وأحزانك إلى ابتهاج : «حَوَّلْتَ نَوْحِي إِلَى رَقْصٍ لِي. حَلَلْتَ مِسْحِي وَمَنْطَقْتَنِي فَرَحًا» (مزمور30: 11). * إن الله لم يخطئ حين قال: «اشْكُرُوا فِي كُلِّ شَيْءٍ». إنه كان يعلم أن هذا ما تحتاج إليه لرفعك. إن غير المؤمن ليس له ما يستند عليه في أوقات الشدة إلا ذراع البشر، أما أولاد الله فإنهم يجدون ما يرفع نفوسهم في معرفة البركات الكثيرة التي لهم، وفي التسبيح والشكر لله لأجلها، فيمضون في طريقهم فرحين، إذ أن لهم في الله القدير أبًا محبًا لا يخيب رجاء أولاده : «أُبَارِكُ الرَّبَّ فِي كُلِّ حِينٍ. دَائِمًا تَسْبِيحُهُ فِي فَمِي» (مزمور34: 1). * عزيزي: جرِّب الشكر، فإن الشكر يُغيّر الأمور، ويُبدّل الأحوال. * * * إن جُودَ اللهِ يدعو للسُّرورْ زمَنَ الخَيرِ وفي وَقتِ الشُّرورْ فمتي هبَّتِ الأحزاَنُ تثورْ بَركاتِ الربِّ عدِّدْ شـــــــــــاكِرًا بركاتِ الربِّ عدِّدْ شاكِرًا واعترف بالجُودِ حتّي في العناءْ كلَّ صُبحٍ ومساءٍ ذاكِرًا جُودَهُ السّامي بحَمدٍ وثَنـــــــــــاءْ * * * يارب أشكرك أحبك كثيراً... بركة الرب لكل قارئ .. آمين . وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين يسوع يحبك ... |
||||
19 - 07 - 2016, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 13579 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
النــــــــــور والظلمــــــــــة حسب إعلان الإنجيل فأن النور والظلمة لا يجتمعان معاً[1]، لأن الظلمة حالة سلبية مُرَّة تُعبِّر عن حالة غياب النور، وإذ ليس لها شكل ولا كيان ولا يوجد في باطنها أي قوة إيجابية، بل قفراً وفراغاً وشعور عميق بالوحدة والتيه والضلال، ففور ظهور النور تنتهي وتتلاشى بالتمام وكأنها لم تكن، ولكن غيابه يؤكدها ويُثبتها. فالنور يطرد الظلمة، أما الظلمة فلا تستطيع أن تؤثر فيه أو تُزحزحه من مكان ظهوره، لأن النور في ذاته إيجابي ثابت ذو سلطان، ولا تقوى عليه الظلمة أبداً[2]، لذلك فأن روح الحق وروح الضلال لا يجتمعان معاً أبداً، لأن كيف لما ليس له شكل أو كيان أو وجود يثبت ليقف يواجه النور المُشرق، لذلك فيا إما النفس تكون نور في الرب وتسلك فيه[3]، أو تمكث في الظلمة ولا تعرف للنور طريق حتى لو كانت تعرفه على مستوى المعلومة والفكر.[4] فالنعمة الإلهية والخطية مستحيل أن يجتمعان معاً في آنٍ واحد كما يتصور البعض ويتكلمون عن حضورهما معاً في داخل الإنسان المولود جديداً من الله، لكن في الواقع الاختباري حسب الإعلان الإلهي، فقبل أن يدخل الإنسان في السيرة الروحانية المقدسة بالميلاد الفوقاني الفعال بحياة الإيمان العامل بالمحبة، فأن النعمة الإلهية تحث النفس التائهة عن النور على الصلاح من الخارج، والصلاح هنا لا يُقصد به أن يصير لها أعمال صالحة وأخلاق مسيحية كالمولود من الله لأنها لن تستطيع، بل هو أكثر وأعمق من هذا بكثير جداً، لأن القصد من الصلاح هنا هو أنها تعمل بالنداء للعودة لخالقها لتتغير وتصير على صورة مجده ونور مثله، بمعنى أن الصلاح هنا هو عملية جذب نحو الحق بإظهاره أمام عين القلب الداخلية، وهذا النداء يعوقه تستر عدو الخير في أعماق النفس إذ يعمل خفيةً على الحواس الداخلية، لكي يغشيها بالظلمة ويثبتها فيها لكي يسد كل مخارج الذهن المُنيرة، مثل من يغلق شيش النافذة ويعمل على سد جميع ثغراته ليخفي نور الشمس الآتي من الخارج، وذلك لكي يمنع حركة أي ميل داخلي نحو الله الحي، لاهياً النفس بتسهيل طريق الملذات الحسية الجسدية التي تميل نحوها حسب خبراتها وعاداتها التي مرت بها في الشرور، لأن العدو قتال للناس منذ البدء ويُريد أن يدمر النفس بالتمام لكي لا تعود لنبع الحياة والخيرات الأبدية لكي تُشفى وتنجو وتدخل في فرح نور الحياة الجديدة في المسيح يسوع، لذلك فأن كل عَمَله أن يُثبت النفس في الظلمة ويقنعها بأنها في عز ومجد لم يناله أحد مثلها، أو يقنعها بأن أي حركة روحية فيها ستفشل حتماً، ويُعطيها كل مسراتها ويطرحها أمامها، بل ويُزيد منها جداً بمُبالغة مُفرطة كلما وجد أن النور اقترب منها وصوت الحياة يُناديها، لذلك يزيد من صخب ضوضاء المسرات العالمية والشهوات والملذات الحسية من حولها ويهيج كل ميل غير صالح فيها لكي لا تلتفت للصوت الإلهي وتسمع فتُصغي وتستجيب فتحيا. ومع كل هذا فأن نعمة الله المُخلِّصة بطبيعتها إيجابية ذات سلطان إلهي فائق، أقوى بما يفوق كل تصور إذ أنها تغلب الشرير بسهولة عن جدارة وبامتياز، وتُبطل كل مؤامراته، وذلك حينما يكون في داخل النفس بصيص من شوق وميل خفي نحو الله الحي[5]، فهذا الشوق البسيط والدفين تلتقطه النعمة وتُسلط نورها عليه وتتعامل معه وتقويه، فتجذب النفس نحو خالقها وتُعينها على التوبة أن تمسكت بها بكل لهفة، لأن طبيعة نعمة الله مُشرقة تخترق الظلام الكثيف حتى الأعماق وتصطاد النفس بشوقها الدفين فتنتشلها من الضياع وتُقيمها وتصعدها للعلو الحلو الذي للقديسين، وتظل ترافقها خطوة بخطوة بهدوء وتأني وصبر عظيم جداً، ولا وتني عظيم ولا تتركها حتى تتوافق مع عمل الله وتدخل في سرّ الولادة الجديدة الكاملة التامة، بل تُكمل معها المشوار إلى التمام للنهاية، لأن هذا هو عمل الروح القدس في أعماق النفس من الداخل، لأن مهما ما زادت الخطية واهتاجت على النفس بفعل عمل الشرير وسلطان الموت، فأن النعمة تفوقها جداً وتمحوها وتغسل القلب والضمير منها لتنقذ الإنسان الذي أنتن في قبر الشهوة[6]، وتعبر به من الظلمة للنور بسلام عظيم وفرح مجيد. وبعد أن تدخل النفس في فاعلية الولادة الفوقانية بالإيمان[7]، وتبدأ المسيرة الروحية الصالحة حسب قصد وتدبير مشيئة الله، فتبدأ في حياة التجديد والتغيير لتلك الصورة عينها[8]، فينطرد الشيطان من الداخل – تلقائياً – إلى الخارج في خزي وعار عظيم، والنعمة تصير في الداخل، تُريح النفس من ثقل الظلمة وترفع عنها الموت، لأنه أن كان الضلال مَلك بالموت حتى أن النفس كلياً كانت ظُلمة، فأن الحق يُنير العينين ويملك بسلطان الحياة الأبدية ويطرد الظلمة[9] ويبدأ في تقديس الحواس جاعلاً هيكل الجسد نفسه مقراً لسكنى الله[10]، حتى يصير كله نور. إلا أن إبليس – بعد ما طُرد ولم يعد له سلطان على النفس إذ ملك المسيح الرب مع الآب بالروح القدس – لا يهدأ ولا يسكت بل يستمر يُحارب النفس لكن من الخارج، من بعيد، إلا أنه لا يُساكن النعمة أبداً ولا يجلس بجوار الحق إطلاقاً، ولا يُشارك الروح القدس في هيكله – حاشا – بل هو يحارب في الأفكار مستغلاً الثغرات التي لم تُغلق عندنا، من جهة الميل الخفي نحو بعض الشهوات الردية التي نحبها ولم ندع النعمة تعمل فيها حتى تزيلها فتتقدس كل حواسنا وتُغلق الثغرات التي من خلالها يحاربنا عدو كل صلاح، ومن هنا نعاود السقوط، لأن الروح القدس الذي يسكن فينا لن يمنعنا قهراً، بل لازالت الإرادة حُره تختار ما يوافقها، لكنه يُحذر وينبه، وأن حدث وتعثرت النفس وسقطت فأنه لا يتخلى عنها بسهولة، بل يعود يحث النفس على التوبة ويقنعها بالتخلي عن الملذات المنحرفة ويرسخ في أعماق فكرها الاستعداد أن تخسر كل شيء من أجل فضل معرفة المسيح يسوع[11]، لتعود النفس بقوة أعظم مما كانت بتوبتها وخضوعها لعمل الروح القدس فيها، وأن زاد عصيانا وتمردها وانحرافها وأذانها بدأت تُثَقَّل عن أن تسمع صوته فأنه يصرخ بقوة وسطان ويعمل بعصا تأديب الرحمة الأبوية ليحث النفس على التراجع[12]. + حافظ التعليم هو في طريق الحياة، ورافض التأديب ضال؛ من يحب التأديب يحب المعرفة، ومن يبغض التوبيخ فهو بليد؛ فقر وهوان لمن يرفض التأديب، ومن يُلاحظ التوبيخ يُكرَّم؛ من يمنع عصاه يمقت ابنه، ومن أحبه يطلب له التأديب؛ من يرفض التأديب يرذل نفسه، ومن يسمع للتوبيخ يقتني فهماً؛ اسمع المشورة واقبل التأديب لكي تكون حكيماً في آخرتك. (أمثال 10: 17؛ 12: 1؛ 13: 18، 24؛ 15: 32؛ 19: 20)عموماً في واقعنا الروحي على المستوى العملي من جهة عمل الله فينا، فأن معموديتنا ليست عمل سحري تم فينا فصرنا في التو واللحظة – أي في وقت تتميمه – أبناء لله لنا الحياة الأبدية رغم إرادتنا وعدم وعينا، لأن النعمة تسكن في أعماق الذهن وتصير مستترة وحضورها مخفي عن الحواس، لكن متى بدأنا نتوق ونشتاق إلى الله عن حاجة شديدة للخلاص من الظلمة (التي أحاطت بنا وأسرتنا بعيداً عن حياة النور في حياة الفساد التي خنقتنا وأدخلتنا في الكآبة حتى اننا نتمنى الموت لنخلص من هذه الحياة الشاقة تحت سلطان عدو قاسي لا يهدأ لأنه يُريد أن يُهلكنا أبدياً)، ففي هذه الساعة فقط تنقل النعمة خيراتها للنفس عن طريق شعاع نور يتغلغل وينفُذ للذهن من وسط الظلمة، لأن النعمة هنا تعمل مثل المغناطيس الذي يجذب ويشد إليه المعدن، فتتحرك النفس بكل حواسها الداخلية مُنجذبة بفعل قوة النعمة فتستقبل قوة النور بفرح وسرور شديد، فتبدأ النعمة في العمل وطرد الشرير فعلياً وواقعياً، فتدخل النفس في مسيرة الولادة الجديدة في الواقع العملي المُعاش، وتبدأ العطية الإلهية تظهر عذوبتها للذهن بمقدار نمو النفس واستجابتها وتوافقها مع وصية الله المُقدمة بالروح القدس، لأن الوصية تصحبها القوة الإلهية اللازمة لتنفيذها للحياة بها ببساطة وسهولة، لأن طبيعة النفس الجديدة تتوافق مع الوصية جداً، لأن وصية العهد الجديد لا تصلح إلا للإنسان الجديد فقط المولود من الله. +لأننا نحن عمله، مخلوقين في المسيح يسوع لأعمال صالحة قد سبق الله فأعدها لكي نسلك فيها. (أفسس 2: 10)ومع ذلك فأن عدو الخير سيظل يُحارب النفس من الخارج – كما قلنا سابقاً – لكن الله لم يترك النفس وحيدة في حربها بل أعطاها أسلحة خاصة لكي تنتصر بسلطان وعن جدارة، وأهمها صلاة الإيمان بقوة الاسم الحسن الذي به ننال كل شيء، أي اسم يسوع المسيح ربنا ومخلصنا القدوس الصالح، لأن باسمه يُستجاب لنا عن جدارة، لأن فيه لنا النعم والآمين، فأن تمسكنا بالنعمة التي تسكننا، وتمسكنا بإيماننا بمسيح القيامة والحياة، ولم نميل نحو كل ما هو غريب عن طبعنا الجديد، فأننا ننتصر ونغلب بسهولة دون تغصب أو عناء، وكما ينتصر الجندي في المعارك التي يدخلها فيكتسب خبرات جديدة ويصير أكثر تمرُساً وتمييزاً ووعياً استراتيجياً، هكذا الإنسان اللابس سلاح الله الكامل فأنه من كثرة الحروب يكتسب الخبرات التكتيكية مُميزاً بين الخير والشرّ والغث والثمين بكل دقة، وذلك مثل تاجر اللآلئ الماهر المتخصص في عمله الذي يعرف بخبرته الطويلة أن يُفرق ما بين كل جوهرة وأخرى وما هو قيمتها الحقيقية. وبالرغم من تحقيق النُصرة بسهولة فأن الإنسان في تلك الحالة لا يستطيع أن يغتر في نفسه، بل يزداد اتضاعاً ووداعة بسبب شعورة بعار دنس الأفكار الشيطانية بعد أن تنقى منها بسبب عمل الله فيه وليس بقدراته الخاصة التي فشلت تماماً حينما كان أسيراً تحت سلطان الظلمة والموت الذي كان يعمل فيه للهلاك، لأن ساعة تملك هذا الشعور في القلب بأنه صاحب الفضل وبداية ظهور شعور الإعجاب بنفسه وقدراته، بنه والفكر فأنه يدرك من أين يأتي هذا الفكر الملوث المنحرف، ويعي حيلة عدو الخير فيهرب منها متمسكاً بالحياة الجديدة التي في المسيح يسوع، متحصناً بروح الحياة، روح اللطف والوداعة، الرب المُحيي، مُمسكاً بسيف كلمة الله، محمياً بترس الإيمان وخوذة الخلاص وبشارة إنجيل الحياة. + قد تناهى الليل وتقارب النهار فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور؛ إذ أسلحة مُحاربتنا ليست جسدية بل قادرة بالله على هدم حصون. (رومية 13: 12؛ 2كورنثوس 10: 4) _____________________ [1] العل ينبوعاً ينبع من نفس عين واحدة العذب والمُرّ (يعقوب 3: 11) [2] والنور يُضيء في الظلمة والظلمة لم تدركه (يوحنا 1: 5) [3] قد تناهى الليل وتقارب النهار، فلنخلع أعمال الظلمة ونلبس أسلحة النور، لنسلك بلياقة كما في النهار، لا بالبطر والسكر، لا بالمضاجع والعهر، لا بالخصام والحسد(لأن) جميعكم أبناء نور وأبناء نهار، لسنا من ليل ولا ظلمة (رومية 13: 12، 13؛ 1تسالونيكي 5: 5) [4] لأنكم كنتم قبلاً ظُلمة وأما الآن فنور في الرب، اسلكوا كأولاد نور (أفسس 5: 8) [5] كَمَا يَشْتَاقُ الإِيَّلُ إِلَى جَدَاوِلِ الْمِيَاهِ هَكَذَا تَشْتَاقُ نَفْسِي إِلَيْكَ يَا اللهُ (مزمور 42: 1) [6] وَأَمَّا الشَّرِيعَةُ فَقَدْ أُدْخِلَتْ لِتُظْهِرَ كَثْرَةَ الْمَعْصِيَةِ وَلَكِنْ، حَيْثُ كَثُرَتِ الْخَطِيئَةُ، تَتَوَافَرُ النِّعْمَةُ أَكْثَرَ جِدّاً (رومية 5: 20) [7] وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه؛ وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (يوحنا 1: 12؛ 20: 31) [8] ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة، نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح (2كورنثوس 3: 18) [9] فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت أي إبليس (عبرانيين 2: 14) [10] وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان، فأنكم أنتم هيكل الله الحي، كما قال الله إني سأسكن فيهم وأسير بينهم وأكون لهم إلهاً وهم يكونون لي شعباً (2كورنثوس 6: 16) [11] بل إني أحسب كل شيء أيضاً خسارة من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي الذي من أجله خسرت كل الأشياء وأنا أحسبها نفاية لكي أربح المسيح (فيلبي 3: 8) [12] فاذكر من أين سقطت وتب واعمل الأعمال الأولى، وإلا فإني آتيك عن قريب وأُزحزح منارتك من مكانها أن لم تتب (رؤيا 2: 5) |
||||
19 - 07 - 2016, 06:52 PM | رقم المشاركة : ( 13580 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل تعليم يخص وصف طبيعة الله هو شِبه الذهب وليس الذهب ذاته سفر نشيد الأنشاد قلائد الفضائل الروحية إذا ما أعدَّ أحد نفسه حتى تبقى في سكون بغير اضطراب، في هدوء بلا أمواج مضطربة بريح الرذيلة، ولا انتفاخ خلال الكبرياء أو الحنق بأمواج الغضب، أو الاضطراب بأمواج الشهوة، أو تحمله كل ريح تثير أمواج الشهوة الكثيرة إذا ما أُعدَّ النفس هكذا، وإذا ما سكَّن الاضطراب العاصف في بحر هذه الحياة بكل أمواجه الهائلة الشريرة، وصمدت أمامهما حياة الفضيلة السلسة الهادئة حتى يدخلون فيها ويفرون من مخاطر انكسار السفينة، حينئذ يكون جديرًا بأن يقارن على فم الكلمة “بالقلائد” حيث أن استخدام الجمع هنا يشير إلى كمال الفضائل في كل أشكالها. إذا ما قورنت العروس بقلادة واحدة فقط لما كمل مديحها إذ لا تتضمن الفضائل الأخرى. مقارنتها لعدد من القلائد يحمل شهادة لحقيقة أنها تُمتدَح من أجل تجمُّلها بجميع الفضائل. وهذا عزاء مقدم في النص للكنيسة بأجمعها. فعلينا ألا نقْصر اهتمامًا لاقتناء فضيلة واحدة وإهمال أعمال صالحة أخرى. إذا ما تحليت بقلادة ضبط النفس على عنقك بحياة طاهرة كما باللآلئ إذن فعليك أن يكون لك قلادة أخرى: الغيرة لاقتناء الفضيلة يتضمن حجارة كريمة من التعاليم المقدسة لتضاعف من جمال عنقك. عليك أن تقتني قلادة أخرى أيضًا تزين بها عنقك: الصلاح والإيمان السليم. هذه هي القلادة الذهبية المسبوكة من الذهب الخالص لمعرفة الله الذي يبُرق حول عنقك. يقول سفر الأمثال: “لأنها إكليل نعمة لرأسك وقلائد لعنقك” (أم 1: 9). وهكذا فإن قلائد العروس تهبنا ثمرًا وفيرًا لأفكارنا. الآن حان الوقت لنتأمل كلمات أصدقاء العريس الموجهة للعروس: “نصنع لك سلاسل (أشكال) من ذهب مع جُماٍن من فضة (1: 11-12). “ما دام الملك في مجلسه أفاح نارديني رائحته”. إذا ما تطلع أحد إلى هذه الكلمات في سياق التفسير المقدم عالية، يجد أن الغرض يبدو متآلفًا معه. ولكن المعنى الحرفي مختفي بعمق وراء الرمز ويصعب تفسيره. بما أن جمال الروح قد قورن بسلاح الفرسان (أي الجيش الملائكي) الذي حطم مركبات المصريين، وحيث أن ممتطي الفرس يسمى من يملك على فرسه “الطهارة” بالمقارنة بخدَّي اليمامة، وأيضًا عنق العروس مزيَّن بقلائد لامعة بالفضائل، نجد أن أصدقاء العريس يودون أن يُضفوا الجمال على الفرس. يفعلون ذلك بتزيينها بأزرار ذهبية مطعمة بفضة نقية. بذلك تزداد جمالاً وتلمع بالأكثر إذ أن لمعان الفضة يمتزج ببريق الذهب. علينا أن نترك وراءنا هذه المعاني الرمزية ولكن دون أن نحذف أي معنى ربما قد يساعدنا. إن النفس وقد تطهرت خلال الفضائل قد قورنت بسلاح الفرسان. الملك العريس ممتطي الفرس لكنها لم تُعبِّر بعد عن أنها تابعة للكلمة؛ ولا أنها تحمل فوقها ذاك الذي يمتطي الفرس حتى يأتي بالخلاص (حب 3: 8؛ زك 9:9). يليق بالفرس أولاً أن يكون في كامل زينته وبعد ذلك يستقبل الملك (الذي يمتطيه). سواء أخضع الملك الفرس له – ذاك الذي بحسب الأنبياء يمتطينا كفرس من أجل تحقيق خلاصنا (حب 3: 8)، أو كان هو الذي يسكن في داخلنا أو يتمشى معنا مخترقًا أعماق نفوسنا، فلا فرق في المعنى، لأن الوحدة تتحقق خلال الأمرين، وأي قصور يتحول إلى الكمال. فمن يكون فرسًا يمتطيه الله هو حقًا يتمتع بالله ساكنًا بداخله، ومن يستقبل الله بداخله فقد تجاوز ما كان قد أدركه قبلاً. لذلك فإن الملك على وشك أن يمتطي الفرس. كما قيل بالنسبة للقدرة الإلهية فإن الاتكاء على مقعد أو مضجع سيان. إن رجال الملك يجهزون الفرس ليمتطيه بتزينه أولاً، حيث أنه في عينيّ الله لا فرق بين أن يكون بداخل إنسان أو فوقه. إذا ما تركنا جانبًا المفهوم الرمزي، نجد أن الذين يجهزون الفرس يتعهدون أن يجعلوا منه الآن مُتكئًا، وكما يقول النص يلزمنا أن نصنع سلاسل (أشكالاً) من ذهب مع جمان من فضة لتجميل الفرس، حتى يستريح الملك لا على مقعد بل كما على سرير. طبيعة الله التي لا توصف! كما يوضح لنا الكتاب، إن النص يصف لنا هذا المعنى. علينا أَلاَّ نسترسل دون الأخذ في الاعتبار سبب عدم استخدام الملك للذهب للزينة بل “شبه الذهب“، وليس الفضة بل “شبه الفضة“. ذلك يعني الآتي: كل تعليم يخص وصف طبيعة الله التي لا توصف، حتى وإن كان يكشف عن أفضل وأسمى مفهومٍ ممكن إنما هو شِبه الذهب وليس الذهب ذاته، لأن الصلاح الذي يتجاوز العقل البشري لا يمكن تقديمه بدقة. حتى ولو أن أحدًا مثل القديس بولس قد اِطلع على أسرار الفردوس غير المدركة وسمع كلمات لا ينطق بها (2 كو 12: 4) فإن أي معرفة لله تظل لا ينطق بها. وبولس الرسول ذاته يقول إن مثل هذه المفاهيم غير مدركة. أعلن أولئك الذين يقدمون لنا أي أفكار صالحة عن مثل هذه الأسرار، أنهم أيضًا غير قادرين حقًا على التعبير عن الطبيعة الإلهية. إنهم يتكلمون بالأحرى عن بهاء مجد الله ورسم جوهره (عب 1: 3)، صورة الله، والكلمة الذي في البدء وكان الكلمة الله (يو 1:1). كل هذه التعبيرات تبدو لنا نحن الذين لم نرَ الطبيعة الإلهية مثل الذهب من هذا الكنز. ولكن بالنسبة لهؤلاء القادرين على رؤية الحقيقة، يرون أنها شبه الذهب وليس ذهبًا لامعًا، إنه ذهب مع جُمان من فضة. إن الفضة كما يقول الكتاب: “لسان الصدِّيق فضة مختارة” (أم 10: 20). هنا يتكشف لنا أن الطبيعة الإلهية تتجاوز كل مفهوم نحاول أن ندركه. إن فهمنا للطبيعة الإلهية يشبه ما نهدف إليه. إن أحدًا لم يَرَها ولا يستطيع أن يراها، إلا كما في مرآة ولغز (1 كو 13: 12). إنها تعطينا انعكاسًا لما نفكر فيه، أي تقدم انعكاسًا موجودًا في النفس بصورة معينة. كل كلمة تمثل هذه المفاهيم تشبه نقطة تحتاج أن تتسع حيث أنها قاصرة عن التعبير عما في العقل. إذن فكل فكر لنا يعجز عن إدراك الله. وكل كلمة تقال كمحاولة للتعبير عن الله تبدو مثل نقطة صغيرة غير قادرة على الاتساع لتتناسب مع المفهوم. هكذا إذ تقُاد النفس بمثل هذه المفاهيم لإدراك ما لا يمكن إدراكه إلا عن طريق الإيمان عَلَّها أن تفسر ذاتيًا طبيعة تفوق كل ذكاء. هذا ما يقوله أصدقاء العريس: “دعينا أيتها النفس التي تشبه الفرس نصنع لك صورًا تشبه الحق (لأنه لذلك يذكرون الفضة: إذ أن كلماتهم تشبه شرارة تتلألأ، ولكنها قاصرة عن تقديم المعنى العميق بدقة). وعندما تصلك هذه الكلمات تكون قد صرت خاضعًا لها وهكذا تصير مكانًا لسكنى ذاك الذي يوشك أن يتكئ ويسكن في داخلك خلال إيمانك. سوف تكون عرشه وأيضًا موضعًا لسكناه ربما يستحق القديس بولس أو من يشبهه مثل هذه الكلمات. لأن بولس الرسول قد صار يومًا ما “إناءًا مختارًا” (أع 9: 15)، فلم يَعَشْ حياته بعد لكنه أظهر المسيح حيًا في حياته، وقدم برهان المسيح المتكلم فيه (2 كو 13: 3). لذلك صار مسكنًا يحوي الطبيعة التي لا تُحوىَ. أفاح نارديني رائحته [نتعرف على العريس خلال رائحته فينا، وندرك صلاحه غير المدرك خلال عمله فينا. هكذا تصير النفس مرآة له!] مثل هذه النعم يمنحها أصدقاء العريس للنفوس العذارى الطاهرة (مثل هؤلاء الأصدقاء هم أرواح خادمة لخدمة العتيدين أن يرثوا الخلاص). تزداد العروس كمالاً عندما تُمنح هذه النعم؛ كلما اقتربت من شهوة قلبها، وقبل أن يتجلى جمال عريسها نجدها خلال حاسة الشم تتلامس مع من تشتهيه وتهدف إليه. إنها تميز لونه خلال قوة رائحته وتقول أنها تشتم رائحته خلال رائحة عطرها الذي تسميه “ناردين”. تستخدم هذا التعبير حينما تخاطب أصدقاءها: “أفاح نارديني رائحته” [ع12]. تقول العروس أنك لا تمنحنا الذهب الخالص بل شبه الذهب خلال المفاهيم المناسبة لإدراكنا، ولا تكشف عن شيء عنه سوى رموز وعلامات. لكنك تلقي بعض الضوء على ذاك الذي أفتش عنه خلال تلميحك بالـ “جُمان من فضة” لذلك فأنا أيضًا قد تلقيت رائحتك الذكية خلال رائحة نارديني، وذلك عن طريق الحواس. هذه الكلمات في نظري تعني الآتي: هناك كثير من العطور المتنوعة وكلٌ له رائحته التي تختلف عن الآخر، لكننا إذا صنعنا مزيجًا من العطور باهتمام سوف نحصل على عطر خاص. إن عطرًا واحدَّ يسمى ناردين يطلق اسمه على خليط من كل العطور. كثير من خواص العطور تنسب إلى واحد، أَلاَ وهو رائحة العريس الزكية الذي تستنشقه الحواس النقية. نظن أن الكلمة يعلمنا هنا عن جوهره المفهوم ضمنًا خلال ترتيب الخلقة والهيكل العام لها: إنه لا يُدنَى منه وغير ملموس وغير مدرك. بدلاً من الكلام لدينا الرائحة المركبة الناتجة عن كمال الفضائل بداخلنا. إنها تشبه بطهارتها من هو بالطبيعة عديم الفساد، وبصلاحها تشبه صلاحه، بعدم فسادها عدم فساده، بعدم تغييرها عدم تغيره؛ وبكل ما فينا الذي يتأثر بالفضيلة، فضيلته الحقة التي غطت كل السموات كقول حبقوق النبي (حب 3:3). حين تقول العروس لأصدقاء عريسها “أفاح نارديني رائحته” تأخذ (النفس) من كل زهرة من مختلف مروج الفضيلة وتصير حياة الإنسان عطرة خلال رائحة سلوكه الذكية وهكذا يصير كاملاً إلى حدٍ ما، مثل هذا الشخص لن يكون من طبيعته أن ينظر بثبات على كلمة الله كما على الشمس ولكنه بالأحرى يراها بداخله كما في مرآة. لأن شعاع هذه الفضيلة الحقة المقدسة يشع في الحياة الطاهرة بإفراز، ويجعل الغير منظور منظورًا لنا، والغير مدرك مدركًا، بتصوير الشمس في مرآة نفوسنا. عندما نتفهم النص نجد أنه لا فرق بين أن نتحدث عن أشعة الشمس، وتدفق الفضيلة أو رائحة العطور الذكية. أيًا كان التعبير الذي نختاره، فهناك فكرة عامة واحدة للكل، أَلا وهي أننا نكتسب معرفة الصلاح من الفضيلة، ذلك الصلاح الذي يتجاوز كل فهم، تمامًا مثلما نستدل على جمال أي نموذج من صورته. هكذا تشبَّه بولس العروس بالعريس في فضائله، وصور بعطره الجمال الذي لا يدنى منه. من ثمار الروح الحب، الفرح، السلام وما شابه ذلك. صنع عطره واستحق أن يصير “رائحة المسيح الذكية” (2 كو 2: 15)، لقد استنشق القديس بولس هذه النعمة الغير مدركة التي تجاوزت كل نعمة، وأعطى نفسه لآخرين كرائحة ذكية ليأخذوا منها على قدر طاقتهم، حسب تدبير كل إنسان. صار بولس الرسول عطرًا إما لحياة أو لموت، فإنه إذا ما وضعنا العطر ذاته أمام خنفس وأمام حمامة، فلن يكون له تأثير مماثل على الاثنين: فبينما تصير الحمامة أكثر قوة حين تستنشقه فإن الخنفس يموت حينذاك. هكذا كان الحال مع الرائحة المقدسة، مع بولس الرسول العظيم الذي شابه الحمامة. وبالمثل تيطسوسلوانسوتيموثاوس جميعًهم قد شاركوا في رائحة عطر بولس الرسول، ونموا في كل عمل صالح مع بولس متخذينه مثالاً لهم. على الجانب الآخر، فإن إنسانًا ما كديماس (2 تي 4: 10)، أو الكسندر (2 تي 4: 14) أو هرموجانس (2 تي 1: 15)، لم يشتركوا في رائحة عطر بولس الرسول، إذ لم يستطيع كل منهم أن يحتمل رائحة ضبط النفس، فإنه طُرح مثل الخنفس تحت تأثير رائحة العطر الذكية. لذلك فإن بولس الرسول الذي بمثل هذه الروائح الذكية قال: “لأننا رائحة المسيح الذكية لله في الذين يخلصون وفي الذين يهلكون. لهؤلاء رائحة موت لموت، ولأولئك رائحة حياة لحياة” (2 كو 2: 15). إذ توجد علاقة بين ناردين الإنجيل وعطر العروس، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار هذا الناردين الأصيل الغالي الثمن الذي سُكب على رأس السيد (يو 12: 3)، وهكذا فاحت رائحته الذكية، وملأت المنزل كله. وبالمثل فإن هذا العطر لا يختلف عن عطر العروس الذي أفاح رائحة العريس. جاء في الإنجيل إنَّ سَكْبَ الطيب على رأس ربنا قد أفاح رائحة زكية في أرجاء المنزل حيث أقيمت المأدبة، وكأن المرأة ساكبة الطيب قد تنبأت بسرّ موت المسيح. وقد شهد الرب لعملها هذا قائلاً: “إنما فعلت ذلك لأجل تكفيني” (مت 26: 12). المنزل الذي امتلأ بهذه الرائحة يمثل الكون بأكمله، العالم كله: “حيثما يكرز بهذا الإنجيل في كل العالم” تنتشر رائحة عملها هذا مع الكرازة بالإنجيل، ويصير الإنجيل “تذكارًا لها”، إذ أن الناردين في نص نشيد الأناشيد يفيح رائحة العريس لعروسه، وفي الإنجيل أيضًا تصير رائحة المسيح الذكية التي ملأت كل المنزل كطيبٍ يُطيِّب كل جسد الكنيسة في كل المسكونة والعالم أجمع، فربما نجد علاقة بين الفقرتين. نكتفي بما قلنا في هذه النقطة . والآن يبدو أن ما يلي يناسب نغمة العرس، أي العروس التي تعد نفسها في حجرة العرس. صُرَّة المُر حقًا إن النص إذن “صُرَّة المُر حبيبي لي. بين ثديي يبيت” [ع13]. يقال أن النساء يهتممن أكثر مما ينبغي بحليِّهن حتى يبدون جميلات في أعين رفقائهن، ولكنهن يهتممن أيضًا بأن يعطِّرن أجسادهن حتى تكون ذات رائحة زكيه جذابة لأزواجهن. ولذلك فإنهن يضَفن العطر في ثنايا ثيابهن حتى إذا ما فاحت رائحة العطر يكون لأجسادهن نصيب أيضًا في رائحته. إذا ما أخذنا في الاعتبار عادة النساء هذه، نقول تُرى بماذا إذا تجرأت العذراء النبيلة لتقول؟ عندما تكون “صُرَّة مُر” مدلاَّة من عنقي فوق ثدييََّّ فإنها تعطر جسدي برائحة زكية. ولكنه ليس بالعطر المألوف. إذ صار الرب ذاته المُر الساكن في “صُرَّة صغيرة” وساكنًا في قلبي. إن مركز القلب كما يقول الخبراء يقع بين الثديين. تقول العروس إن هناك تضع الصُرَّة التي بها كنزها. أيضًا يقال إن القلب هو منبع الدفء منه يستمد الجسد حرارته خلال الأوردة. وهكذا تتمتع أعضاء الجسد بالحرارة والنشاط والغذاء خلال حرارة القلب الملتهبة. ولذلك فإن العروس قد استقبلت رائحة المسيح الذكية في مركز النفس وقد جعلت من قلبها نوعًا من الصرة لتحتوي هذا العطر. وتجعل العروس كل أعمالها وأيضًا أجزاء جسدها ملتهبة بنسمة من قلبها حتى لا يفتر حبها لله في أي عضو من أعضاء جسدها بسبب أي خطية تحاربها. كروم عين جدي دعنا نفحص الآن الآية التالية. دعنا نستمع ما تقوله الكرمة المزدهرة عن ثمارها، الكرمة الموضوعة في جوانب بيت الله، التي يقول النبي إنها مثمرة (مز 127: 3). إن الحياة الطاهرة الإلهية تمتزج بالحب. “طاقة فاغية حبيبي في كروم عين جدي“. من هو هذا المبارك هكذا؟ بل بالحري من ذا الذي يسمو فوق كل بركة حتى أنه إذا ما نظر إلى ثمرته يرى في كرمه أي في نفسه الداخلية رب الكرمة؟ لاحظ كيف نمت العروس حتى إن ناردينها قد أفاح رائحة العريس الذكية. لقد جعلت منه مرًا نقيًا، ووضعت هذا العطر في صُرَّة، وخبَّأته في قلبها حتى لا تفارقها عذوبته ولا تفقدها أبدًا، وهكذا قد صارت العروس أُمًا لعنقود العنب المقدس الذي أزهر أي الذي أزدهر، وقت آلام الرب وأثناء هذه الآلام سكب عصيره. الخمر الذي يفرح القلب (مز 103: 15) يسمى دم العنب بعد الآلام. نستطيع أن نستمتع بعناقيد العنب بطريقتين: بأزهارها التي تنعش الحواس برائحتها الذكية، وبنضوج ثمارها إذ نستمتع بأكله أو حين نقيم مأدبة نقدم فيها الخمر. في نفس السفر نجد العروس قد جمعت العناقيد المزدهرة وتسمى البراعم سروًا. ينمو الطفل يسوع المولود بداخلنا بمختلف الطرق في الحكمة والقامة والنعمة في قلب من يستقبله ليسكن فيه (لو 2: 52). يسكن المسيح في كل قلب نقي ولكن بصورة مختلفة حسب قامة الإنسان الذي يسكن بداخله. يُظهر ذاته حسب طاقة كل إنسان. فإنه يأتي كطفل أو كصبي أو كإنسان ناضج على مثال العناقيد. لا يظهر المسيح بنفس الصورة على الكرمة، لكنه يغير هيئته مع مرور الوقت، الآن تبرعم، لقد نبت، ثم نضج وصار يانعًا وأخيرًا صار خمرًا. إذ يحمل الكرم ثمرته يحمل معها وعدًا، حقًا إنه لم ينضج بعد ليعطي خمرًا ولكنه ينتظر مرحلة النضوج. وفي الوقت ذاته إنه لا يحرمنا من السرور، لأنه يفرح حاسة الشم بدلاً من التذوق باعتبار ما سيكون؛ خلال عطر الرجاء يعطي عذوبة لحواس النفس. إن الإيمان الثابت بالرجاء في النعمة يصير بهجة لنا، نحن الذين ننتظر في صبر. وهكذا فإن الطاقة الفاغية” تحمل وعدًا بالخمر. إنها ليست بعد خمرًا، لكنها تنبت نبته الرجاء. إنها تنتظر نعمة لم تأتِ بعد. إنَّ ذكر عين جدي أيضًا تشير إلى بقعة خضراء فيها يرمي الكرم جذورًا وينتج ثمارًا شهية صحية. الذين لهم خبرة جغرافية يقولون إن أرض جدي مناسبة جدًا لتعهد العنب. إن الإنسان الذي تتفق إرادته مع ناموس الله يلهج فيه نهارًا وليلاً (مز 1: 2) يصير كالشجرة المغروسة على مجاري المياه (مز 1: 3) وتعطي أثمارها في أوقاتها (مت 21: 41). هكذا أيضًا فإن كرم العريس مغروس في جدي، مكان خصب، بمعنى أنه في أعماق عقل مُروى بالتعاليم المقدسة، ويحمل هذه العناقيد المثمرة النابتة، حيث نستطيع أن نرى الكرام والمزارع. طوبى لهذا البستان الذي تُشبه أثماره العريس في جمالها! إذ أنه النور الحقيقي، الحياة الحقيقية، الاستقامة الحقيقية وكل ما تبقى كما يقول الحكيم (أم 1: 3). حينما يكتسب الإنسان مثل هذه الصفات خلال أعماله الصالحة، يتطلع إلى الكرمة بداخل ضميره، ويرى العريس هناك ويعكس نور الحق خلال حياته النقية. لذلك نقول الكرمة المزهرة، إن عناقيدي تنبت أزهارًا. إنه العنقود الحقيقي الذي أعلن ذاته معلقًا على خشبة الصليب، ذاك الذي يعطينا دمه لنشربه، ويقدم خلاصه للمخلصين الذين يبتهجون فيه. له المجد والقوة إلى أبد الأبد . آمين. يتبع….. القديس غريغوريوسالنيصي |
||||