18 - 07 - 2016, 07:39 PM | رقم المشاركة : ( 13561 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العبد البطَّال
والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية، هناك يكون البكاء وصرير الأسنان ( مت 25: 30 ) بسبب المعرفة الخاطئة عند ذلك العبد الشرير والكسلان، نتج موقف وتوّجه خاطئ منه نحو السيد. وهذا التوّجه يتضح من كلماته التالية للسيد: «خِفتُ، ومضيت، وأخفيت وزنتك في الأرض». وعبارة «خِفتُ» عبارة خطيرة، لأن سفر الرؤيا يوضح لنا أن الخائفين وغير المؤمنين هم على رأس قائمة مَن يُطرحون في البحيرة المتقدة بالنار والكبريت ( رؤ 21: 8 ). ولم يكن خوف صاحبنا من نوع خوف نوح ( عب 11: 7 )، أو خوف راحاب ( يش 2: 9 - 11)، بل من نوع خوف فيلكس وارتعابه ( أع 24: 25 ). لقد كان حال ذلك العبد بالنسبة للمسيح هي حالة العِداء لا السلام، البُغض لا الحب، الرفض لا الإيمان. ونتيجة لخوفه يقول: «مضيت وأخفيت وزنتك في الأرض». والإشارة إلى الأرض هنا لها مدلولها. فذلك العبد الشرير يُعتبر مثالاً لأولئك الذين تعطلهم مشغوليات الأرض عن اهتمامات السماء، وإذ يتجه نظرهم دائمًا إلى الأرض، فلا يوجد لديهم وقت للنظر إلى السماء ولا للتفكير في الله. وأخيرًا قال ذلك العبد الشرير لسيده: «هوذا الذي لك». وكأنه يقول: مع إني لم أربح، لكني أيضًا لم أُنقص مما أعطيتني. لقد كنت حياديًا بالنسبة لك ولعملك. ولكن السيد رفض هذا المنطق، وقال له ما معناه: ”حيث إنك ظننت أنني كما ذكرت، فكان المفروض أن يعطيك ذلك دافعًا أكبر لتشتغل بوزنتك. فهذا ليس عذرًا لك، بل حيثية لاتهامك“. والرب هنا يدينه من أقوال فمه، فيقول له: «كان ينبغي أن تضع فضتي عند الصيارفة، فعند مجيئي كنت آخذ الذي لي مع ربا». وفي التطبيق الروحي الآن، يمكن اعتبار الصيارفة صورة للذين يمكنهم استخدام الإمكانيات التي لدينا بصورة أفضل. فنرسل أموالنا لدعم المُرسلين، أو إلى دور الكتاب المقدس، ودور النشر التي تنشر الحق المسيحي، والإذاعات والقنوات الفضائية التي تنشر الإنجيل الصحيح. ويختم الرب كلامه عن ذلك العبد بالقول: «والعبد البطَّال اطرحوه إلى الظلمة الخارجية». وبذلك نحصل على وصف ثلاثي له، فهو شرير وكسلان (ع26)، وأيضًا بطَّال (ع30). ووصف ذلك العبد بأنه بطَّال أي بلا فائدة وبلا نفع، معناه أنه ليس هناك نفع حقيقي في حياتنا في هذا العالم إلا فيما نصنعه لأجل المسيح. ليتك عزيزي القارئ تراجع حياتك الآن، قبل فوات الأوان. |
||||
18 - 07 - 2016, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 13562 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مُدُن الملجأ
حسب أمر الرب تمَّ بناء 6 مدن لكي يهرب إليها كل قاتل نفس سهوًا، ويحتمي فيها حتى يموت الكاهن العظيم، وعندئذٍ يُمكنه أن يرجع إلى مدينته. ولو خرج قبل ذلك لكان من حق ولي الدم أن يقتله. فسلامه مرهون بأسوار وأبواب مدينة الملجأ التي ترمز إلى الرب يسوع المسيح كمَن هو الملجأ والحِمى. ونحن كنا خطاة مثل قاتل النفس سهوًا، وولي الدم يُمثل العدل الإلهي الذي من حقه أن يُطاردنا ويقتلنا، لأن «أجرة الخطية هي موت» ( عب 3: 7 ). وكما كان القاتل - الذي لا سبيل لخلاصه سوى الاحتماء في مدينة الملجأ – لا يتوانى لحظات عن الالتجاء للمدينة، هكذا «اليوم، إن سمعتم صوتَهُ فلا تُقسُّوا قلوبكم» (عب3: 7، 8). المدينة الأولى من هذه المُدن الست هي ”قَادِش“، ومعناها ”قداسة“. وفيها نرى المسيح ملجأ للدنسين والنجسين، وقد «صارَ لنا حكمةً من الله وبرًا وقداسةً وفداء» ( 1يو 1: 7 )، «ودم يسوع المسيح ابنهِ يطهرنا من كل خطية» (1يو1: 7). المدينة الثانية: ”شَكِيم“ ومعناها ”كتف“. وفيها نرى المسيح ملجأ للمحروم من الحنان والعطف، فالخروف الضال صار محمولاً على منكبي الراعي ( لو 15: 4 ، 5)، فلنا أن نتمتع بمحبته وقوته. اجْعَلُوا لأَنْفُسِكُمْ مُدُنَ الْمَلْجَإِ ... فَتَكُونَ لَكُمْ مَلْجَأً مِنْ وَلِيِّ الدَّمِ ( يشوع 20: 2 ، 3) المدينة الثالثة: ”حَبْرُون“ ومعناها ”شركة“. وفيها نرى المسيح ملجأ للمنفصل الطريد الذي ليس له شركة مع الله أو شعب الله. لكن على أساس الدم لنا شركة مع الآب ومع ابنه، ولنا شركة بعضنا مع بعض ( 1يو 1: 3 ، 7). المدينة الرابعة: ”بَاصَر“ ومعناها ”حصن“. وفيها نرى أن الرب يسوع ملجأ للضعيف «الساكن في سِتر العلي، في ظل القدير يبيت. أقولُ للرب: ملجأي وحصني» ( مز 27: 1 ، 2)، «الرب حصنُ حياتي ممَّن أرتعب؟» (مز27: 1). المدينة الخامسة: ”رَامُوت“ أو ”رامة“ ومعناها ”رفعة“ أو ”مرتفعة“. وفيها نرى المسيح ملجا للوضيع «أصعدني من جُب الهلاك، من طين الحمأة، وأقامَ على صخرة رجليَّ» ( أف 2: 6 )، «وأقامنا معهُ، وأجلسنا(معًا) في السماويات في المسيح يسوع» (أف2: 6)؛ هذا هو مقامنا الجديد. المدينة السادسة: ”جُولاَنَ“ ومعناها ”فرح“. وفيها نرى المسيح ملجأ للحزين «الذي وإن لم ترَوهُ تُحبونه. ذلك وإن كنتم لا ترونهُ الآن لكن تؤمنون به، فتبتهجون بفرح لا يُنطَق به ومجيد |
||||
18 - 07 - 2016, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 13563 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد الام
كثيرة هي الأقوال والتصريحات التي سنسمعها اليوم وغداً بمناسبة عيد الأم، في هذا اليوم تتوج المرأة كملكة المجتمع وتوصف بروعة الأوصاف والكلمات ومعظم الذين يتحدثون لا يعرفون إلا القليل عما يقوله الله في المرأة أو قيمتها في عينيه، وينسون أقوالهم هذه باقي السنة. فيا ليتنا نكرم الام كل ايام السنة بان نحبها ونحترمها لاننا لا نستطيع ان نرد جميلها مهما فعلنا . إذا أردنا أن نكرم الأم فعلينا أن ننتبه إلى ما يقوله الله الذي خلقها وأعطاها دورها في الخليقة ومكانتها التي لا تتعداها مهما حاول الإنسان من تغيير ما قرره الله. - دورها في الخليقة "أن يكون الاثنان جسدا واحداً." من هذه الجملة نفهم أن المرأة ليست أقل من الرجل ولا الرجل أقل من المرأة بل هما متساويان في نظر الله في القيمة المعنوية والروحية أمامه. مع أنهما ليسا كذلك في الأدوار والوظائف بسبب اختلاف بناء أجسادهم احدهم عن الآخر وهدف خلقه. لقد أعطى الله للمرأة أن تكون كنز حنان ولطف ونعومة وجاذبية وأمومة وجمال، وأمور كثيرة أخرى لا يتمتع بها الرجل لكون بنائه ودوره مختلفا عن المرأة. ويحاول الإنسان عبثا التحدث عن المساواة بين الاثنين لأن تركيب كل منهما ووظائفه يختلف عن الآخر. لا يستطيع الرجل القيام بدور ووظائف المرأة ولا المرأة بدور ووظائف الرجل. سفر الامثال يتحدث عن عظمة المرأة في نظر الله : اِمْرَأَةٌ فَاضِلَةٌ مَنْ يَجِدُهَا؟ لأَنَّ ثَمَنَهَا يَفُوقُ اللآلِئَ. بِهَا يَثِقُ قَلْبُ زَوْجِهَا فَلاَ يَحْتَاجُ إِلَى غَنِيمَةٍ. تَصْنَعُ لَهُ خَيْرًا لاَ شَرًّا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهَا. اَلْعِزُّ وَالْبَهَاءُ لِبَاسُهَا، وَتَضْحَكُ عَلَى الزَّمَنِ الآتِي. تَفْتَحُ فَمَهَا بِالْحِكْمَةِ، وَفِي لِسَانِهَا سُنَّةُ الْمَعْرُوفِ . |
||||
18 - 07 - 2016, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 13564 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المولود مرتان
رجل متديّن بلقب فريسي وصاحب سلطة ونفوذ في أوساط شعبه لأنه كان رئيسا لليهود. كان متعلم ولم تنقصه المعرفة التي كان يسعى إليها الإنسان أيامه (بحسب تقدير أيامنا كان معه دكتورا بالعلوم الدينية والفلسفة وتاريخ الإنسانية والشعب اليهودي) كان بحسب مركزه يستحوذ على سلطة في وسط شعبه وكان له هيبته ومركزه وسطهم وله أتباع ومؤيدين وكان محبوبا منهم. لا بد انه كان أيضا غنياً إلى حد بعيد. لم ينقصه من المال أو الأملاك ما تمناه الإنسان أيامه، وهذا سبب آخر أن يكون له أتباع كثيرون. هذه مطامح يركض إليها الناس ويبذلون كل ما باستطاعتهم من اجل الوصول إليها حتى صحتهم وراحتهم إلى أن يحصلون على مبتغاهم. ثم ماذا؟ هذا الرجل كان يظن انه وصل إلى هدفه ونال كل شيء ولم يعرف انه غفل عن ابسط الأشياء، التي لم تكن موجودة بالعلم والمركز والغنى. فما هي هذه يا ترى وأين يجدها؟ كان بالرغم من امتلائه من الغنى والعقل والمركز كان يشعر بالفراغ والعجز والنقص، لماذا؟ كان أيضا يشعر بالخوف من المستقبل لأنه لم يكن عنده ضمان روحي لهذا الأمر. وأكثر من الكل كان يعرف بالرغم من معرفته الروحية أن الله لم يكن معه وهذا ما أخافه أكثر من كل شيء. ماذا لديك أكثر من هذا الرجل، وأي الأشياء تعتمد عليها في حياتك، لا بد أن تصبح لا شيء بالمقارنة بما وجده هذا الرجل. وكأن شخصا أتى وسحب البساط من تحتك ولم يعد ما تتكل عليه. أنت في فراغ وخوف وعدم يقين، حياتك تكون مضطربة وكل شيء يخيفك، فما عليك إلا أن تفعل ما فعله. لنرى ماذا فعل هذا الرجل الذي اسمه نيقوديمس. أتى إلى يسوع لأنه سمع عنه شيئاً. أنت أيضا أتيت إلى يسوع لأن شخصا دعاك وسمعت عنه بعض الأشياء، صنع العجائب وتتكلم بسلطان وليس كالكتبة أتى من الله الخ... ربما أردت أن تتحقق بنفسك أن كان ما تسمعه صحيحا آم انه مجرد كلام لا صحة له. ونفترض انك وجدت الكلام صحيح فبدأ عقلك يقول لك انه شيء جميل ولم تتخذ أي خطوة إضافية بخصوصه. فماذا كانت هذه كلها تفيدك. الرجل نيقوديمس لم يرد أن يشبع حب استطلاعه فقط بل أراد أن يشبع نفسه الفارغة وان يزول خوفه وان تنقشع عن عينيه قشور عدم المعرفة للحاجة الواحدة التي تعوزه. لقد أدرك أن في شخص يسوع هذا ما يم يجده في كل المستويات التي وصل إليها. لاحظوا انه قال ليسوع "نعلم انك من أتيت من الله.." لم يكن هو الوحيد الذي حصل على هذه المعلومات بل الكثيرون من أترابه. ولكن هو وحده فقط الذي أتى إلى يسوع. من هذا التحرك والتعليق نعرف انه كان جادا بقدومه إلى يسوع. والآن لننتقل إلى ما قاله له يسوع وهذا لب الموضوع. لقد عرف يسوع كل شيء عن هذا الإنسان نيقوديمس. لقد عرف عن مركزه وحياته وأفكار قلبه وعن بحثه عن الحق وعدم اهتدائه عرف عن خوفه وفراغه ويأسه. انه يعرف كل شيء عنك أنت أيضا ويعرف إن كنت تأتي إليه للاستطلاع أو لأجل البحث الصادق. وبما انه عرف عن الرجل كل هذا فأعطاه الدواء لنفسه المحتاجة. فقال له: "الحق الحق أقول لك: إن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله." لقد كان تصريحه هذا بمثابة قنبلة لهذا الإنسان المتعلم والممتلئ من معرفة زمانه. وهنا ابتدئ يكتشف فشله في المعرفة الحقيقية. وأجاب بطريقة تدل وبوضوح عن جهله بالأمور الحقيقية وعدم إدراكه لحاجته الصحيحة. فسال "كيف يمكن أن..." كان سؤال ممتاز أن يسأله، وهنا بدأ يسوع يرشده إلى طريق الحياة والولادة الثانية من الروح. التي هي الولادة من الماء والروح أي من الكلمة ومن روح الله القدوس. ثم أعطاه شرحا كيف يتم هذا. أي انه أوصله إلى ملكوت الله. |
||||
18 - 07 - 2016, 07:58 PM | رقم المشاركة : ( 13565 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ربيع النعمة - النور والظلمة - الحرية والمعرفة أولاً: ربيع النعمة المُخلِّصة + حينما يأتي أوان الربيع كل شيء يبدو كأنه ولد من جديد، والأرض كلها تمتلئ بهجة بألوان الربيع المختلفة الظاهرة في الأشجار والزهور والثمار، وهكذا النعمة[1]، فهي ربيع النفس الحقيقي[2]، إذ أنها تأتي بالمعرفة الإلهية المُنيرة للنفس[3]، والتي بدورها تبدأ تولِّد هذا الحب الصافي[4] الذي يشد النفس نحو عريسها لتلتصق[5] به التصاقاً[6] فتُقيم في الشركة[7] ثابته نامية بلا توقف مع جميع القديسين.
فالمعرفة الإلهية الحقيقية التي يصحبها برهان الروح والقوة[8]، تُنير عين الذهن الداخلية[9] فتُبصر ما لم تكن قادرة على أن تراه من خلال كل المعارف التي كانت حاصلة عليها من الكتب أو الدراسات العميقة والصحيحة، لأن معرفة الكتب المُجرَّدة من قوة الله[10] تختلف اختلافاً كُلياً عن المعرفة الإلهية [11]، لأنها هيَّ القوة الأتية من النعمة المُخلِّصة النازلة من عند أبي الأنوار، لأن المعرفة الإلهية هي فعل نعمة ممنوح مجاناً من الله، مسكوباً لمن يُريد أن يعرفه بغرض أن يدخل في تلك الشركة المقدسة التي هي سرّ حياة النفس الأبدية، وهي تظهر فينا عاملة إذ نحيا بشريعة العهد الجديد، شريعة المحبة في المسيح يسوع ربنا.
ومن فيض[12] تلك المعرفة[13] يأتي الإفراز والتمييز[14] في كل شيء[15]، لأنها تملأ النفس حكمة[16] وتجعل العقل متزناً، راكزاً، صاحياً، مُتعقلاً[17]، فلا يُسرع في تصديق أي شيء من الناس[18] أو حتى من الأفكار التي تأتيه[19]، إلا بعد فحص وتمحيص – تلقائي – في نور حكمة الله حسب المعرفة الحاصل عليها بغنى سكيب النعمة الإلهية[20] والتي تتفق مع روح كلمة الله الحية الفعالة الباقية إلى الأبد[21]. فحينما يمتلئ عقل الإنسان ويتكدس بكثرة المعارف الإلهية الصحيحة بسعيه واجتهاده الخاص بدون النعمة[22]، فأنه لا يتعقل ويزداد حماقة وصوته يعلو كالبوق النحاسي، إذ بكل غيرة أمام الناس[23] يدخل في الجدل عقيم حول الحق بكلام الإنسانية المُقنع، وهو حانق على الجميع لأنه يراهم في حالة من غباوة الفكر وظلمة العقل، لأنهم لا يقبلون الحق الظاهر مثله، لأنهم يرونه على غير حقيقته، فيبدأ النزاع على الألفاظ والنقاش الجدلي حول التعبيرات[24]، بل ويظل التناحر بين الطرفين – العارفين والغير العارفين – في شد وجذب، وفي محاولات مستميتة يبدأ كل طرف أن يُقنع الآخر – بأي صورة – بالحق الذي حصل عليه بوعيه الخاص المنفتح على التعليم الحقيقي، لكي يعرف ويتعلَّم، بالرغم من أنه – على مستوى الواقع العملي – لم يسمع ويصغي للتعليم الحي بالروح، ولم يحيا به حسب التقوى[25]. أما حينما يستنير العقل بنور المعرفة الإلهية الحقيقية[26]، فأن من كنز قلبه الصالح[27] تخرج الكلمات حيه بحكمة الله مؤيدة ببرهان الروح والقوة بخبر الإيمان[28]، بهدف دعوة الكل: تعالى وانظر وجدنا مسيا. + الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. (1يوحنا 1: 3)+ ففي الحالة الأولى (أي امتلاء العقل من المعارف اللاهوتية والروحية) فأن الغرض منها هو المعرفة الموسوعية التي في النهاية تصل إلى العجرفة والتعالي وصراع أنا الصح وأحب الله والكنيسة وأنت الخطأ التي تبغض الله والكنيسة، وهي تعمل عادةً على تأصيل الانفراد والانعزال عن الآخرين في مجموعات تحزبيه، إلى أن تصل كل مجموعة في النهاية لرفض المجموعة الأخرى رفضاً تاماً، بل واحتقارهم لبعضهم البعض وتأفف كل واحد من الآخر وعدم قبول الجلوس معاً، أو السماع لكلام الآخر ومعالجة المواقف الصعبة بروح الوداعة بغرض الشفاء والدخول في شركة واحدة في حياة النور والقداسة بالمحبة، ومن هنا تبدأ الخصومة المُرَّة وكل واحد يقول أنا لبولس وأنا لأبلوس وأنا لصفا وأنا للمسيح (1كورنثوس 1: 12)، وواحد يقول أنا لا طائفي وسأفضح الطائفية والتعصب وأظهر بطلانها وسأُظهر كم ابتعدت عن الحياة في المسيح، والآخر يقول أنا طائفي وسأفضح شرّ تعليم الآخر.. الخ، مع إلقاء اتهامات بكلمات قوية رنانة وخطيرة بإدانة واضحة صريحة بغرض الرفض والقطع من الشركة مع الآخر في النور، لأن في هذه الحالة الأنا هي المُسيطر في النهاية. + أما في الحالة الثانية حينما تكون المعرفة عمل نعمة، فأنها تقود – بالضرورة وحتماً – للوحدة في المحبة بوداعة وتواضع قلب – في هدوء السلام – لإعلان مجد الله الحي، لأن في تلك الحالة الله هو الظاهر في النفس لأنه رأس الجسد الواحد الذي فيه كل الأعضاء مركبة معاً، وكل الأعمال الظاهرة هي بالله معموله، لذلك فأن كل من يحيا هكذا فأنه يصير تلميذاً للمسيح الرب[29]، منارة تُهدي الكثيرين لطريق البرّ والحياة[30]. فعلامة المؤمن الحقيقي العارف الله والحي به حقاً – لا حسب الفكر، إنما شركة خبرة وحياة في النور – هو محبته للجميع بلا استثناء وعدم إدانته لهم وإلقاء التهم الصعبة والصاقها بأحدٌ قط، وبالطبع محبته لكل إنسان خاطئ تظهر في مخدعه – إذ أنه لا يبيع كلاماً – لأنه يُصلي بإلحاح ولجاجة لأجل كل من يراهم مخطئين ويقدمهم قدام الله مثل من قدموا طريح الفراش ودلوه من السقف لكي يشفيه المسيح الرب، لأنه لا يسكت ولا يهدأ حتى يرى الجميع متصالحين مع الله، لأن المؤمن الحي بالله فأن الله يعظ به: تصالحوا مع الله[31]، وهنا تنسكب نعمة وفيرة غزيرة من الله لهذا الإنسان المحب لأنه يعرف محبة المسيح الشديدة للخطاة والفجار، لأن الرب يسوع لم يأتي ليُدين أحد بل ليُخلِّص. وأن سمع أحد كلامي ولم يؤمن، فأنا لا أُدينه لأني لم آتِ لأُدين العالم بل لأُخلِّص العالم (يوحنا 12: 47)لذلك فأن كل مسيحي يُريد أن يُدين الناس ويحكم في ضمائرهم ويتكلم عن مصيرهم الأبدي ومستقبل حياتهم مع المسيح الرب، ويرفضهم ويحاول أن يقتحم حياتهم الخاصة رافضاً البعض لأنهم لا يتفقون معه على الحق ويَقبل البعض لأنهم يتفقون مع رأيه وفكره، فقد خرج عن منهج معرفة الله الحقيقية في النور، وورط نفسه في حكم الدينونة[32]، لأن الرب قال: لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم (متى 7: 2)، لذلك فهو لن ينجو من دينونة الله العادلة، حتى لو ظن أنه يؤمن بمسيح القيامة والحياة، لأن من يحيا بالإيمان الحي العامل بالمحبة لا يزرع خصومة أو شقاق في الجسد الواحد، ولا يُهين إنساناً مهما من كان هوَّ، أو يستخف ويستهزأ بفكر وعقيدة أحد، أو يرغب في أن يُحرم أحد من ملكوت الله أو يسعى ليقطعه من شركة الكنيسة، فمهما ما كانت الحجة قوية عن الدفاع عن الحق وعدم قبول الآخر بحجة الهرطقة ووضع مثال أريوس ونسطور لتثبيت الحجة، فالله لا يُشمخ عليه لأنه عارف القلوب ولن يدفع أحد ثمن هذا الانزعاج سوى من صنعه، لأن الله المحبة سيحفظ كل من هو له ويحول كل أوجاعه لأمجاد، أما من يصنع انشقاق وانزعاج مع شوشرة وكل أمرٌ رديء فشدة وضيق لهذا الإنسان لأنه متكبر، منتفخ ومتعجرف، يظن أنه يدافع عن الحق لكنه يدافع عن ذاته ولا يدرك أن لهذا ينطفأ روح الحق، والمسيح الرب غائباً عنه ولن يعطيه نعمة ولا سلام، لكنه يعرف أعماله وشروره الكثيرة، لأنه تجرأ وشق الجسد الواحد، لذلك فكم عقاباً أشرّ لمن يزدري بعمل المسيح لخلاص النفوس ويشق وحدة الأعضاء في جسد المسيح الرب. + لا تدينوا لكيلا تُدانوا، لأنكم بالدينونة التي بها تدينون تُدانون، وبالكيل الذي به تكيلون يُكال لكم؛ ولا تدينوا فلا تدانوا، لا تقضوا على أحد فلا يُقضى عليكم، اغفروا يُغفر لكم؛ أنتم حسب الجسد تدينون، أما أنا فلستُ أُدين أحداً. (متى 7: 1، 2؛ لوقا 6: 37؛ يوحنا 8: 15) + لذلك أنت بلا عُذر أيها الإنسان، كل من يُدين، لأنك فيما تُدين غيرك تحكم على نفسك لأنك أنت الذي تُدين تفعل تلك الأمور بعينها؛ أفتظن هذا أيها الانسان الذي تُدين الذين يفعلون مثل هذه وأنت تفعلها إنك تنجو من دينونة الله؛ من أنت الذي تُدين عبد غيرك، هو لمولاه يثبت أو يسقط، ولكنه سيثبت لأن الله قادر أن يُثبته؛ وأما أنت فلماذا تُدين أخاك، أو أنت أيضاً لماذا تزدري بأخيك، لأننا جميعاً سوف نقف أمام كُرسي المسيح. (رومية 2: 1، 3؛ 14: 4، 10) + لا يذم بعضكم بعضا أيها الإخوة، الذي يذم أخاه ويُدين أخاه يذم الناموس ويُدين الناموس، وأن كنت تُدين الناموس فلست عاملاً بالناموس بل دياناً لهُ، واحد هو واضع الناموس القادر أن يُخلِّص ويهلك فمن أنت يا من تدين غيرك؛ لا يئن بعضكم على بعض أيها الإخوة لئلا تُدانوا، هوذا الديان واقف قدام الباب[33]. (يعقوب 4: 11، 12؛ 5: 9) + أيها الإخوة ان انسبق إنسان فأُخِذَ في زِلة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرَّب أنت أيضاً. (غلاطية 6: 1) ______________________ [1] أَنْتَ أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ كُلِّ بَنِي الْبَشَرِ انْسَكَبَتِ النِّعْمَةُ مِنْ شَفَتَيْكَ، لِذَلِكَ بَارَكَكَ اللهُ إِلَى الأَبَدِ (مزمور 45: 2) [2] تُرسل روحك فتخلق وتُجدد وجه الأرض (مزمور 104: 30) [3] قومي استنيري لأنه قد جاء نورك ومجد الرب أشرق عليكِ (أشعياء 60: 1) [4] فمررت بك ورأيتك وإذا زمنك زمن الحب، فبسطت ذيلي عليك، وسترت عورتك، وحلفت لك، ودخلت معك في عهد – يقول السيد الرب – فصرتِ لي (حزقيال 16: 8) [5] التصقت نفسي بك يمينك تعضدني (مزمور 63: 8) [6] من التصق بالرب فهو روح واحد (1كورنثوس 6: 17) [7] أمين هو الله الذي به دُعيتم إلى شركة ابنه يسوع المسيح ربنا (1كورنثوس 1: 9) [8] وكلامي وكرازتي لم يكونا بكلام الحكمة الإنسانية المُقنع، بل ببرهان الروح والقوة (1كورنثوس 2: 4) [9] مستنيرة عيون أذهانكم لتعلموا ما هو رجاء دعوته وما هو غنى مجد ميراثه في القديسين (أفسس 1: 18) [10] فأجاب يسوع وقال لهم: أليس لهذا تضلون إذ لا تعرفون الكتب ولا قوة الله (مرقس 12: 24) [11] قد هلك شعبي من عدم المعرفة (الإلهية الحقيقية)، لأنك أنت رفضت المعرفة، أرفضك أنا حتى لا تكهن لي، ولأنك نسيت شريعة إلهك أنسى أنا أيضاً بنيك (هوشع 4: 6) [12] ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب (أشعياء 11: 2) [13] كل ذكي يعمل بالمعرفة والجاهل ينشر حمقا (أمثال 13: 16) [14] الحكمة تسكب المعرفة وعلم الفطنة وتُعلي مجد الذين يملكونها (سيراخ 1: 24) [15] حتى تميزوا الأمور المتخالفة لكي تكونوا مُخلصين وبلا عثرة إلى يوم المسيح (فيلبي 1: 10) [16] الرب يُعطي حكمة، من فمه المعرفة والفهم (أمثال 2: 6) [17] الرجل الحكيم في عز وذو المعرفة متشدد القوة (أمثال 24: 5) [18] لذلك سبي شعبي لعدم المعرفة وتصير شُرفاه رجال جوع وعامته يابسين من العطش (أشعياء 5: 13) [19] كلها واضحة لدى الفهيم ومستقيمة لدى الذين يجدون المعرفة (أمثال 8: 9) [20] إذا دخلت الحكمة قلبك ولذت المعرفة لنفسك (أمثال 2: 10) [21] التي نتكلم بها أيضاً لا بأقوال تُعلِّمها حكمة إنسانية، بل بما يُعلِّمه الروح القدس قارنين الروحيات بالروحيات؛ وأما الروحي فيحكم في كل شيء وهو لا يُحكم فيه من أحد (1كورنثوس 2: 13، 15) [22] افهموا أيها البُلداء في الشعب، ويا جهلاء متى تعقلون (مزمور 94: 8) [23] لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمرٍ رديء (يعقوب 3: 16) [24] أن كان أحد يُعلِّم تعليماً آخر ولا يوافق كلمات ربنا يسوع المسيح الصحيحة والتعليم الذي هو حسب التقوى، فقد تصلَّف وهو لا يفهم شيئاً، بل هو متعلل بمباحثات ومُماحكات الكلام التي منها يحصل الحسد والخصام والافتراء والظنون الردية (1تيموثاوس 6: 3، 4) [25] وأن لم يسمعوا، فبحربة الموت يزولون ويموتون بعدم المعرفة (أيوب 36: 12) [26] حينئذٍ فتح ذهنهم ليفهموا الكتب (لوقا 24: 45) [27] الإنسان الصالح من كنز قلبه الصالح يخرج الصلاح، والإنسان الشرير من كنز قلبه الشرير يخرج الشرّ، فأنه من فضلة القلب يتكلم فمه (لوقا 6: 45) [28] إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله (رومية 10: 17) [29] بهذا يعرف الجميع انكم تلاميذي أن كنتم تحبون بعضكم بعضاً (يوحنا 13: 35) [30] أنتم نور العالم، لا يُمكن أن تُخفى مدينة موضوعة على جبل (متى 5: 14) [31] إذاً نسعى كسفراء عن المسيح كأن الله يعظ بنا نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله (2كورنثوس 5: 20) [32] إذاً لا تحكموا في شيء قبل الوقت، حتى يأتي الرب الذي سيُنير خفايا الظلام ويُظهر آراء القلوب وحينئذٍ يكون المدح لكل واحد من الله (1كورنثوس 4: 5) [33] أَيُّهَا الإِخْوَةُ، لاَ تَتَذَمَّرُوا بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ، لِكَيْ لاَ يَصْدُرَ الْحُكْمُ ضِدَّكُمْ تَذَكَّرُوا دَائِماً أَنَّ الدَّيَّانَ قَرِيبٌ جِدّاً، إِنَّهُ أَمَامَ الْبَابِ. |
||||
18 - 07 - 2016, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 13566 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإجماع و الحقائق الاكاديمية حول صلب السيد المسيح جيمس بيشوب ترجمة Salloum Tatros و Jane Keriakous اشراف فريق اللاهوت الدفاعي لربما واحدة من أفضل الحقائق الموثقة حول يسوع هي موته على الصليب, وهذه الحقيقة تشهد عليها العديد من المصادر المستقلة . فبحسب العالِم James Dunn فإن صلب المسيح هي إحدى حقيقتين في حياة يسوع والتي تحظى بموافقة عالمية تقريبا ً لهذا الحدث العظيم ذو المكانة العالية بحيث من المستحيل أن نشك أو ننفي حدوثه .(1) وبطريقة مماثلة يخبرنا أحد النقاد والذي يدعى بارت ايرمان بأن صلب يسوع المسيح من قِبل الرومان هي واحدة من أكثر الحقائق الموثقة التي نمتلكها عن حياته . (2) العالِم Luke Timothy Johnson (والذي نستخدم عمله كمنهج دراسي لنا لدراسات العهد الجديد ) يخبرنا بأن الشيء الذي يدعم موت المسيح هم وكلاءه على الأرض (تلاميذه) حيث أخبرونا بشكل لا غبار عليه بأن المسيح قد واجه محاكمة قبل موته ، وقد تمت إدانته و تنفيذ الحكم عن طريق صلبه .(3) المؤرخ الملحد Gerd Ludemann يثبت أيضاً بأن موت يسوع على الصليب هي نتيجة لا تقبل الجدل بتاتا ً . (4) مؤرخ ملحد آخر يدعى John Dominic Crossan يقول بأنه من الأشياء المسلّم بها على الإطلاق بأن يسوع قد صلب على عهد بيلاطس البنطي . (5) عالمة يهودية تدعى Paula Fredirickson تقول بأن صلب المسيح هي الحقيقة الواحدة الأقوى التي نمتلكها عن يسوع . (6) وأخيرا ًحتى الندوات التي تقيمها الجماعات المتطرفة والقوى المعادية للمسيح تقول بأن الصلب هي واحدة من الحقائق التي لا تقبل الجدل .(7) أحد علماء العهد الجديد وهو Marcus Brog يتكلم بوضوح عن هذا الأمر كما يلي : بعض الأحكام من المرجح أن تكون مؤكدة , على سبيل المثال : المسيح هو حقاً موجود كما أنه حقاً قد تم صلبه كما أن يوليوس قيصر مثلاً هو الآخر موجود وتم اغتياله أيضاً . وبالتالي نحن نستطيع أن نعلم الكثير عن يسوع بالقدر الكافي كما هو الحال بالنسبة لأي شخصية في العالم القديم . (8) الشهادات المتعددة والمستقلة طبقاً للفيلسوف و المفسر William Lane Craig فإن وجود مصدرين مستقلين يثبتان حدث ما من التاريخ هو ليس بالشيء القليل فالمؤرخون يعتبرون أنفسهم قد حققوا نجاح تاريخي في حال استطاعوا إيجاد مصدرين مستقلين لنفس الحدث . (9) إن صلب المسيح قد تم الشهادة إليه في كل من الأناجيل الكنسية الأربعة (مرقص , متى , لوقا (و أعمال الرسل ) و يوحنا ) بالإضافة إلى رسالة القديس بولس إلى العبرانيين و رسالة القديس بطرس الأولى ضمن الآية 2:24 . وفي العصور الأولى للمسيحية كانت حادثة الصلب في قلب الكرازة الرسولية من يوم العنصرة وحتى يومنا هذا وهو موجود ضمن أعمال الرسل في الآيات (2:23,36 – 4:10 – 5:30 – 10:39- 13:29) كما أن القديس استيفانوس يلمح بشكل غير مباشر إلى حادثة الصلب في أعمال الرسل (7:52) إن ثلاثة من آباء الكنيسة الأولى قد أشاروا إلى حادثة الصلب بشكل مستقل وهم : البابا أغناطيوس في رسائله إلى (Trallians 9 , Smyrneans 1 , Barnabas 5 ) البابا كليمونت الأول في رسائله (7,12,21,49) البابا جاستن مارتير (ضمن اعتذاره الأول بالرسائل 32,35,50 وأيضاً في حواره مع Trypho بالرسائل 47,108 ) . وطبقا ً لهذه الرسائل السابقة الغير معتمدة على العهد الجديد (11) فإننا نؤمن بوضوح بأن المسيح قد صلب على الصليب . ولربما كان لآباء الكنيسة الأوائل علاقات وثيقة مع تلاميذ يسوع مما يجعل شهادتهم أكثر قيمة . يوجد مصادر افتراضية أخرى بالإضافة إلى الأناجيل الكنسية الأربعة تتحدث عن حادثة الصلب هذه المصادر كانت تسمى بالأناجيل الأولى الضائعة , لم يكن لديهم أسماء معروفة ولكن تم إطلاق أسماء عصرية عليهم وهي Pre-Markan Passion Narattive and Q-Source . ولأنه لم يتم إنقاذ أي نسخة من هذه المصادر فلذلك سميت بالمصادر الافتراضية . أحد علماء العهد الجديد من مدينة نوتردام يدعى Eric Roweيخبرنا أن كل من المصدرين Q و Pre-Markan قد شهدا بالتأكيد على حادثة صلب السيد المسيح . (12) كما يشير لنا بأن القديس مرقس قد تحدث عن أن الصلب هو تقليد متبع مسبقاً . إحدى العبارات التي قالها يسوع والتي يتم الاعتقاد أنها جاءت من المصدر Q هي في قوله : “احمل صليبك واتبعني” وهذه إشارة واضحة إلى صلبه . على أية حال وبحسب العالِم Rowe , فإن شهادة كل من القديسين لوقا و متى عن حادثة صلب المسيح لا يمكن أن تكون مستقلة عن ما جاء عند القديس مرقس , فاعتماداً على المصادر الافتراضية الأربعة فإن لوقا و متى يستمدون حديثهم عن الصلب من كل من مرقس و/أو المصدر Q . ربما قبل الكتابات المسيحية المبكرة يوجد مرجعين هامين من خارج الكتاب المقدس يعودان لكل من المؤرخين Josephus Flavius و Cornelius Tacitus . المؤرخ Flavius كتب في القرن 94 ميلادي و أشار إلى حادثة الصلب (13) بشكل مباشر في عبارته : “بناء على اقتراح الرجال الموجودين بيننا فإن بيلاطس حكم عليه بالصلب” وعلى الرغم من صحة عبارتي Flavius الموجودة في كتاباته والتي أشارت إلى يسوع إلا أن العبارة الموجودة في الأعلى كانت مادة للإستيفاء المسيحي . وعلى أية حال فإن الرأي الذي يتم الإجماع عليه في الدراسات النقدية يذهب إلى الاستيفاء وقد حصل ذلك خلال مرحلة تاريخية حيث كتب Flavius وبخط يده مشيراً إلى صلب يسوع ومحاكمته . وعلى الجانب الاخر فإن العالم James Dunn قد كتب بأن هناك عدد قليل يشكون بأن تلك الكتابة كانت بخط يد Josephus . (14) Cornelius Tacitus كتب عام 116 للميلاد ما يلي: “يسوع قد عانى من عقوبة قاسية وهي الصلب في عهد بيلاطس البنطي ” . (15) ووفقا ً ل Eddy و Boyd فإن شهادة Tacitus عن صلب المسيح هي حقيقة راسخة الآن . (16) وجنباً إلى جنب مع Flavius فإن Tacitus يزودنا بشهادة مستقلة عن صلب يسوع . (17 , 18 ,19) Mara Serapion وهو أحد الكتاب القدماء أشار ضمن رسالته إلى صلب “الملك العادل ” . هذه الرسالة قد تمت معالجتها وتحليلها من قبل العديد من العلماء كما نوقشت من قبل آخرين الذين أكدوا على أن كلمة “الملك العادل” تعود إلى يسوع . ولكن للأسف Serapion لم يقدم دليل مباشر نحو يسوع مما قد يجعل النقاشات السابقة أكثر قوة . العلامة Robert Van Voorst وهو أستاذ في دراسات العهد الجديد يرى بأن هناك شك أن تعبير “ملك اليهود” هو عن موت يسوع . (20) في حين يرى Bruce Chilton أن إشارة Serapion إلى “ملك اليهود” متعلق بصلب يسوع المسيح على الصليب كما هو مدون في إنجيل مرقس . (15 : 26 ) (21) العلماء قد أرخوا هذه الرسالة في مكان ما بين 73 و 200 للميلاد ومنذ أن أجمع العلماء ووضعوا إنجيل مرقس ( أحد الأناجيل الأوائل ) عام 70 ميلادي . فإن شهادة Serapion تبقى شهادة قيمة ومبكرة عن صلب المسيح . إن بعض الكتاب القدماء قد أشاروا إلى حادثة الصلب في أواخر القرن الثاني وبداية القرن الثالث فمثلاً الكاتب Lucian في كتابه الساخر “The passion of Peregrinus” والذي يسخر فيه من الإيمان المسيحي حتى أنه دعى يسوع ب ” السفسطائي المصلوب ” . التلمود البابلي يخبرنا بأن يسوع قد أعدم عشية عيد الفصح اليهودي . ومع ذلك فإنه من الصحيح أن هذه المصادر ربما تكون مستندة إلى إشاعات ولا توفر لنا شهادة مستقلة ولكن الأهمية الكبيرة حولها هو أنها تتحدث بشكل واضح أو حتى وهمي عن الحدث التاريخي للصلب فلا مكان الآن للنزاع حول صلب المسيح حتى من المصادر المعادية فجميع الأدلة التاريخية هي في صالح وقوع حادثة الصلب . وقبل أن نستعرض مصدر مستقل لدينا أود أن أختم هذا القسم باقتباس من أطروحة أخيرة للمؤلف Benjamin Shaw والذي كنت قد استشرته بذلك : “يوجد أكثر من 10 مصادر غير مسيحية قد أشارت إلى موت يسوع . المؤرخ الروماني Tacitus قد كتب عام 115 للميلاد بأن المسيح قد عانى من عقوبة قاسية في عهد بيلاطس البنطي . المؤرخ الروماني اليهودي Josephus كتب عام 90 للميلاد بأن بيلاطس البنطي قد تسبب بصلب المسيح . في عام 50 للميلاد كتب Thallus قبل Tacitus بل حتى قبل الأناجيل تاريخاً حول الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط . ومع ذلك منذ ذلك الحين تم اكتشاف استشهادات أو عبارات متفرقة في كتابات أخرى ومن هذه الاستشهادات ما كتبه Thallus بأن موت يسوع كان مرتبطاً بوجود ظلام في جميع العالم وحدوث زلازل وكسوف أيضاً . التلمودي اليهودي Mishnah يصف موت المسيح بعبارته ” هو(يسوع) قد أعدم عشية عيد الفصح ” (22). وفي الختام لدينا وفرة في الشهادة المستقلة التي تتحدث عن الصلب فمثلاً لدينا المصادر : Pre-Markan Passion Narrative والمصدر Q وكل من يوحنا وبولس والعبرانيين ورسالة بطرس الأولى 2:24 , وآباء روما كليمونت و أغناطيوس ومارتير , بالإضافة إلى المؤرخين Josephis Flavius و Cornelius Tacitus هذه حوالي 11 مصدر مستقل . (23) كما استعرضنا أيضاً مصادر أخرى مثل : Lucian و Serapion و Thallus و التلمود وجميعهم أثبتوا حقيقة صلب المسيح . بالتالي هذه المصادر جميعها ومن دون جدل تؤكد على أن المسيح قد صلب ويمكن لجميع الأفراد المخلصون أن يتحققوا منها . الشهادات الأولى إن صلب المسيح كحادثة هي ليست فقط ذات شهادات مستقلة ومتعددة بل تم الإشارة لها مبكراً أيضاً . على سبيل المثال دعونا أولاً نستعرض رسالة بولس الأولى إلى أهل كورنثيانس (15:3-5) والذي تحدث عن ذلك بعد موت المسيح بحوالي 5 سنوات . العلامة الملحد Gerd Ludemann قد أرخ هذه الحادثة بعد 3 سنوات من صلب يسوع فقال :” إن تأريخ الحوادث في التقليد المتبع يجب أن يتم خلال أول سنتين بعد صلب المسيح ” . كما أن صيغة وجود هذه التقاليد قد تم الإشارة إليها في الرسالة الأولى إلى أهل كورنثيانس بين القرنين 30 و 33 للميلاد . (24) القديس بولس لم يذكر بشكل مباشر بأن يسوع قد صلب ولكنه علم الناس ذلك وكتب عن ذلك في أماكن متعددة وضمن جميع رسائله . وهذا ينفي أي جدل سابق حول أن الصلب هو ليس سوى زخرفة أسطورية فقط . (فضلاً عن إعلان القيامة فإن القوى الخارقة ليسوع قد ظهرت للعديد من الناس ) . وأخذ يعلّم القديس بولس عن صلب المسيح خلال ال 30 سنة بعد موت يسوع وخلال زمن لا يتجاوز 55 للميلاد في رسالته الأولى إلى أهل كورنثيانس وإلى غلاطية في وقت سابق . كما أنه بشر رسالته هذه إلى كورنثيانس عندما كان متواجد بينهم بين عامي 50 و 51 ميلادي , وجميع تلك الأحداث قد تمت خلال أول عقدين بعد موت المسيح . وكما وضحنا في الفقرة السابقة (الشهادات المتعددة والمستقلة) بأن هناك مصادر افتراضية ظهرت أوائل العهد الجديد قد شهدت على حادثة الصلب . فالمصدر الافتراضي Pre-Markan Passion Narrative قد أرخ ذلك باكراً فبحسب Rudolf Pesch فإن نصوص هذا المصدر قد أشارت إلى (قيافا) والذي كان كاهن أعلى في ذلك الوقت ولا يزال كاهن أعظم عندما بدأت قصة الصلب تتداول في عهده وكان يجب تمييز هذا الكاهن بمصطلح ما عن باقي الكهنة الذين أتوا بعده وحملوا نفس الاسم وذلك في الفترة بين 18 و 37 للميلاد . (25) وأيضاً المصدر Q قد شهد على حادثة الصلب حيث يقول James Dunn بأن Q كان على معرفة بموت يسوع .(26) و Q قد أرخ هذا باكراً فبحسب Hartin حيث قال : ” من الصعوبة تحديد وقت دقيق لكتابة المصدر Q ولكن العام 50 ميلادي يعتبر فترة مقبولة لنشوء هذا المصدر ويجعله واحداً من أوائل الكتابات المسيحية التي ظهرت . (27) وبشكل عام لدينا العديد من المصادر التي ظهرت مبكراً والتي أكدت على صلب المسيح كما لدينا عقيدة بأن القديس بولس قد أرخ هذه الحادثة خلال ال 5 سنوات الأولى بعد موت المسيح وأن الشهادات على صلبه تم تجميعها مع رسائله التبشيرية الأولى والتي تحدثت عن صلب المسيح . وبشكل مشابه فإن المصدر الافتراضي Q قد تم تدوينه إذاً بعد 20 سنة من موت المسيح . وبالتالي أصبح بين أيدينا العديد من الشهادات والمصادر المستقلة والباكرة التي أكدت على حادثة الصلب . معايير الارتباك والعوائق في حادثة الصلب إن صلب يسوع على الصليب قد جاوز ما سماه العلماء ب معيار الارتباك وهذا يعني بأن الكتاب المسيحيون الأوائل كانوا قد اختلقوا حدث الارتباك هذا حيث كانوا في حالة من الخوف والارتباك إذا كانت حادثة صلب قائدهم (يسوع) لم تحدث بتاتاً . (28) إن الصلب خلال القرن الأول اليهودي كان يعتبر وصمة عار اجتماعي فبحسب العلامة Martin Hengel : “إن وصمة العار الاجتماعية والعار المرتبط بالصلب في العالم الروماني كان حقاً مبالغ فيه في ذلك الوقت ” .(29) وهذا الأمر لم يؤكده فقط الخبراء في هذا المجال بل يمكننا أيضاً الرجوع إلى العهد القديم الذي كان له رأي في موضوع الصلب : “إذا كان الشخص قد ارتكب خطيئة وعوقب عليها الموت وتم تنفيذ هذا الحكم وتم تعليق جثته على الشجرة فيجب ألا يبقى جسده معلق طوال الليل على الشجرة فبدلاً من ذلك يجب دفنه في نفس اليوم وإلا فإن الشخص الذي قام بترك الجثة معلقة على الشجرة سوف تحل عليه اللعنة من قبل الله لذلك يجب على الإنسان ألا ينجس أرضه , هذه الأرض التي وهبها الله له وجعلها من نصيبه ” . هناك رأي يقول بأن أحد أتباع يسوع المقربين هو الذي تم صلبه وأن لعنة إله إسرائيل قد حلت عليه . ومع وضع هذا بعين الاعتبار ثم تخيلنا الارتباك الذي واجهه تلاميذ يسوع وأتباعه عندما قائدهم يسوع والذي أظهر جميع أنواع القوى الخارقة أمامهم وكان المسيح المنتظر قد حكم عليه على الصليب وكأنه مجرم ملعون من قبل الله . هذا الارتباك من قبل التلاميذ والذي تضمنتها كلمات يسوع قد ظهرت في عدة مواقع من الإنجيل مثلاً: (يوحنا 13:21-29 ) , (يوحنا 13:7,19) , و لوقا ( 24:44-45) . وعلاوة على ذلك كان هذا الأمر سبباً رئيسياً لأحد الكتاب المسيحيين الأوائل ويدعى Pharisee Paul والذي كان يهودي سابق في التحول الجذري نحو المسيحية على الرغم من ممارساته السابقة في اضطهاد المسيحيين . ( يمكن رؤية اعترافه في الاية غلاطية 4:29 , قتله لاستيفانوس في أعمال الرسل 7:57-8:1, وتدميره للكنيسة الأولى في أعمال الرسل 8:3 ) . في الحقيقة Paul قد أكد على الصعوبة التي واجهته بصلب السيد المسيح ويمكننا قراءة ذلك في اثنين من رسائل القديس بولس إلى أهالي كورنثيانس : “اليهود يطلبون علامات أما الإغريقيون يبحثون عن الحكمة ولكننا نحن نبشر بالمسيح المصلوب : حجر عثرة لليهود وحماقة للوثنيين (رسالة بولس الأولى إلى كورنثيانس 1:21-22 ) ” . القديس بولس يكتب أيضاً : “المسيح افتدانا من لعنة الناموس وتم لعنه من قبل الناس الخاطئون من أجلنا نحن لأنه مكتوب ملعون كل من علق على خشبة ( غلاطية 3:13 ) ” . بولس يؤكد لنا بأن التبشير بالمسيح المصلوب كان صعباً حقاً حيث كان حجر عثرة . بولس نفسه أخبر قراءه أن يسوع إلههم ومخلصهم قد أصبح ملعوناً . كيف يمكن أن يحدث ذلك إذا لم يكن يسوع مصلوباً على الصليب ؟ المفسر William Craig يلخص هذا الأمر بشكل جيد حيث يقول : إن التنبؤات اليهودية عن المسيح المنتظر لا تتضمن أي فكرة حول من يكون الشخص هو المسيح من نسل داود . فبدلاً من محاربة أعداء إسرائيل وتأسيس عرش داود في القدس لهذا المسيح سوف يتم إعدامه بشكل مخزي ومعاقبته على أنه مجرم . إن صلب المسيح كان حدث كافحت الكنيسة لأجل إثباته و تقديمه على أنه شيء حقيقي غير مختلق . كما أن صلب المسيح كان قد أجمع عليه جميع المؤرخون والعلماء بل حتى الأكثر معارضة وعدائية للمسيحية . (30) معيار الاتساق: ان هذا المعيار يلقي الضوء علي الظروف التاريخية لشخصية يسوع (36/37). باختصار، ان صلب يسوع يتسق مع حقيقة أنه أزعج السلطات اليهودية و أدعي انه الله الظاهر في الجسد. ان لقب ابن الانسان كان اللقب المفضل ليسوع طوال مدة خدمته (انجيل مرقس 2: 10-28، 10: 45، انجيل متي: 13: 37). الباحث Dan Wallace يشرح ذلك مفصلا: “ان لقب “ابن الانسان” كان اللقب المفضل ليسوع ليصف به نفسه، فهو يشير الي انسان؛ كمثل من يقول “ابن مايك”. بأي حال، نحن لا نتطرق لقضيه كون يسوع انسان او اله كما يتضمن اللقب. مذكور في سفر دانيال الاصحاح السابع، ان ابن الانسان يأتي راكبا علي السحاب. و بالكتب المقدسة اليهوديه الركوب علي السحاب شيء لا يفعله سوي الله – او شيء توصف بفعله الالهه الاجنبية (سفر خروج 14: 20، 34: 5 / سفر عدد 10: 34 / سفر اشعياء 19: 1). بمعني اخر، فان هذا الانسان هو فريد من حيث امتلاكه لصفات تعكس اله سامي. يسوع الذي هو الشخص ذو المسحة، و المسيح الذي يمثل الاله و الانسان” (38). بجانب هذا اللقب القوي الذي لقب به يسوع نفسه، فان مواقف اتهم فيها التلاميذ بأنهم يخرقون السبت (انجيل مرقس 2: 23- 28، انجيل متي 12: 1- 21، انجيل لوقا 6: 1-5)، اتهم يسوع بخرق السبت لانه كان يشفي في ذلك اليوم (انجيل مرقس 3: 1- 5، انجيل لوقا 6: 6- 11، انجيل متي 12: 9- 14)، استفز يسوع الفرسيين عندما ادعي انه يغفر الخطايا، و التي لا يستطيع احد سوي الله ان يفعلها ( انجيل متي 9: 1 – 8)، و اتهم يسوع ايضا بأنه يستخدم قوة شيطانية (انجيل متي: 12: 22 – 37). حتما يسوع قد اغضب الكثيرين عندما ادعي انه يقدر ان ينقض الهيكل و يبنيه في ثلاثة أيام (انجيل متي 27: 40، انجيل يوحنا: 2: 19). هذا الاتهام وجه الي يسوع اثناء محاكمته (انجيل مرقس 14: 58، 15: 29). بأخذ هذه الحقائق في الاعتبار، كان من المرجح ان يسوع سيواجه عقوبة الاعدام، كما يحثنا الدليل انه حدث من خلال صلبه المخزي كأحد المجرمين. كل هذه الاحداث متصاعدة الي هذه النقطة، من البديهي ان تؤدي الي اتساق واقعة الصلب. الخلفية الأثرية لموت يسوع: يعلم غالبا المؤرخون عن واقعة الصلب من خلال المصادر المكتوبة مثل الأناجيل و من اعمالنا المأخوذة عن المؤرخ يوسيفوس (و مؤرخين أخرين)، بحسب المؤرخ VassiliosTzaferis :”من المصادر الآدبية القديمة، نعرف ان عشرات الألاف من الناس قد صلبتهم الأمبراطورية الرومانية” (31). علي أي حال، فنحن نمتلك الاثبات الأثري الذي ازاد من ثقتنا بصدق ادعاء كتاب العهد الجديد بصلب يسوع. علي الرغم من وجود الكثير من الشهادات النصية التي تؤكد وجود طريقة الاعدام بالصلب في الوقت الذي عاش فيه يسوع (القرن الأول)، الا اننا لدينا اكتشاف أثري واحد يرجع تاريخه للقرن الأول، اكتشاف لمقبرة بداخل كهف يوجد ب Giv’at ha-Mivtar، بشمال اورشليم (32). علي الرغم من ان يوسيفوس قد دوّن الألاف من عمليات الصلب قام بها الرومان، و ايضا ذكر الأناجيل لصلب يسوع و معه لصين، الا انه يوجد تفسير منطقي لسبب العثور علي ذلك الاكتشاف الأثري الوحيد. انه يرجع الي ان جثة الضحية قد تركت لتتحلل علي الصليب و بالتالي لم تكن لتحفظ، الا ان السبب الوحيد لبقاء هذا الأثر هو ان افراد عائلة المصلوب قد قاموا بدفنه بطريقة تقليدية. العثور علي اناء لعظام الموتي يحمل اسم Johohanan ابن Hagakol (33). هذا الاناء يحوي عظمة كعب و بها مسمار مغروس عبر جانبها، منما يدل علي ان ذلك الرجل قد تم صلبه. و ايضا العثور علي بعض شظايا خشب اشجار الزيتون، و الذي يشير الي ان الضحية كان مصلوب علي صليب مصنوع من خشب اشجار الزيتون. كذلك العثور علي ساقين الضحية مكسورتين (هكذا تكون لدينا الثقة بالتفاصيل التي وردت بانجيل يوحنا (19 : 32) و ان ذلك حدث للتعجيل بموته. كنتيجة لهذا الاكتشاف الحديث نستطيع ان نثق في ان “في تاريخ الصلب؛ يعد موت يسوع الناصري هو النموذج الأمثل الي حد بعيد” (34). كتحليل لعملية تعذيب الضحية قبل ان يتم الصلب، كما كانت العادات بحسبما ورد في الانجيل عن يسوع، هذا يتعدي نقطة بحثنا – فالنفترض ان القطع المعدنية علي السوط (السوط المهلك الذي استخدم قبل الصلب) قد قامت بتمزيق جلد الضحية (35). ليس فقط حقيقة وجود عقوبة الصلب الرومانية في الوقت الذي عاش فيه يسوع هي ما تبرهن علي صلبه، و انما ايضا واقع ان لصين قد صلبا مع يسوع “اصبح الأن مؤكد أثريا” (36). الاستنتاجات: هذا المقال يوضح لماذا يعتبر موت يسوع مصلوبا، واحد من ثلاثة حقائق تاريخية أساسية للمؤرخين عبر سلسلة واسعة من التصنيفات للمراكز اللاهوتية (39). بعد دراسة 3400 مقال قد وجد الباحث الأكاديمي Gary Hebermas أن الصلب كان مقبولا علي مستوي العالم، و بالتالي هو مقبول كحقيقة مبسطة (40). و هكذا نري أن الصلب يمر بعدة مقاييس موثقة، منها مقياس الخزي، مقياس التناسق، و مقياس برهان التعددية و الاستقلال. ان صلب يسوع قد تبرهن في علي الأقل احدي عشر مصدر: قصة Pre-Mark Passion، Q، يوحنا، بولس، الرسالة الي العبرانيين، بطرس الاولي 2 : 24، Clement of Rome، الشهيد أغناطيوس، Josephus Flavius، و Carelius Tacitus. ثلاثة من بين هذه المصادر الاحدي عشر يعتبروا في وقت مبكر جدا و قد تبرهن استقلالهم كما في عبارة الايمان (كورنثوس الاولي 15 :1 – 11)، hypothetical Q، و قصة Pre-Markan Passion. ان فكرة انه قد تم صلب يسوع تعتبر بوضوح معتقد مبكر جدا. و أبعد من ذلك، لاحقا (Lucian، Thallus، Serapion) كما ايضا مصادر عدائية (التلمود، لوسيان) دائما تفترض ان الصلب قد تم بالفعل – و لا يوجد شيء يدل علي العكس و لكن كل البراهين تؤيد حدوثه. و اخيرا، فنحن ننظر الي البيانات الاثرية و نجد ان المراجع المتعلقة بالصلب ضمن كتاب العهد الجديد قد ترسخت مصورة التاريخ، فشكرا للاكتشاف الذي تم بالقرن الأول. “ضمن كل البيانات المطلوب فحصها، تعتر حقيقة أن يسوع قد مات مصلوبا، هي الأقل جدلا بين الباحثين (41)”. المراجع
|
||||
18 - 07 - 2016, 08:10 PM | رقم المشاركة : ( 13567 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اليقين في عدم اختلاق كتبة الاناجيل حادثة القيامة ورنر والاس
اليقين في عدم اختلاق كتبة الاناجيل حادثة القيامة ورنر والاس ترجمة Jane Keriakous
عن تجربتي كمحقق، لقد قمت بالتحقيق في كثير من المؤامرات و الجرائم متعددة الشبهات. في حين أن المؤامرات الناجحة تعد من أكثر موضوعات الآفلام و الروايات شعبية. و بناء عليه توصلت الي ان (في الواقع) من الصعب جدا نجاحهها. ونجد ان هذه المؤامرات الناجحة تتشارك في عدة خصائص:
اشراف فريق اللاهوت الدفاعي المرجع Chapter 7: Resist Conspiracy Theories. Cold-Case Christianity: A Homicide Detective Investigates the Claims of the Gospels . |
||||
18 - 07 - 2016, 08:11 PM | رقم المشاركة : ( 13568 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك. قطع اليد في المسيحية
الرد علي شبهة التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك. “According to the Oral Torah, just as “and eye for an eye” means paying monetary damages, so too “cut off her hand” means paying monetary damages according to the extent of the embarrassment caused to the other guy.” قال الرابي Yisroel في تعليقه علي هذا النص “وفقاً لنص الخروج 21 مفهوم العين بالعين هو الدفع النقدي للمتضرر .فاقطع يديها هي اشاره الي التعويض النقدي وفقاً لمدي الحرج الذي اصاب المجني عليه.” يطرح البعض هذا النص كاسقاط لوحشية كتب التراث والكتب المزيفة الذين يؤمنون بها.لكن هل يتشابه هذا النص مع مفهومهم المريض ..؟ لنبدأ الطرح.. النص يوجد في التثنية 25: 12 فاقطع يدها، ولا تشفق عينك. هو تطبيقاً لنص سفر الخروج 21 : 24 – 25 وعينا بعين، وسنا بسن، ويدا بيد، ورجلا برجل،وكيا بكي، وجرحا بجرح، ورضا برض. وايضاً نص سفر اللاويين 24 : 19 – 20 فيفهم البعض ان النص هو اشاره الي العقاب البدني او اصابة المخطئ . لكن القانون العام والواقع يحكم ان الجاني يدفع غرامة مالية .ولا تحكم بوجود أي عقاب بدني.وينص القانون الشفهي علي الاتي … “اذا شوه احدهم الاخر فسيكون مدين له “بتعويض نقدي monetary compensation ” وهذا في خمس الحالات الاتية:- المرجع Mishna, Bava Kama 83b
قال الرابي صموئيل بن مئير Samuel ben Meir والرابي سعديا الفيومي Sa’adia Gaon (وفقاً للرابي ابن عزرا في تعليقة علي نص الخروج 21 : 24 ان النص استعمل كلمة tachat תַּ֣חַת والتي تعني عوضاً عن “عين عوضاً عن عين” الكلمة تشير الي الدفع النقدي . واذا حدث تشوه يجب ان يكون هناك غرامة .ولكن اذا لم يدفع الشخص القيمة الماليه المناسبة فهو يستحق ان يخسر العين مقابل العين عند ابن عزرا بالمعني الحرفي. وتتكلم التوراه بكل وضوح عن التعويض المادي في الخروج 21 : 19 عن اذا ضرب رجل اخر بحجر او بلكمة وسقط في الفراش. علي الطرف الجاني ان يعوضه وينفق عليه . حتي يتم شفائه.ومن هنا تم التفهم الي ان الجرح هنا او العين تشير الي الدفع النقدي .كما ذكرنا ايضاً كلمة tachat التي تشير الي عوضاً عن جرح . بعباره اخري . ان العقاب البدني لا يشير الي فقدان احد الاطراف .والدليل ما جاء في عدد 19 .بشأن الجروح التي قد تشفي وايضاً الجروح التي تشمل ايضاً فقدان احد اعضاء الجسم.فالتوراه بكل صراحة تذكر التعويض عن العجز من الناحية المادية وايضاً التعويض يشمل النفقات الطبية . وفقاً لموسي ابن ميمون The proof to the teaching of the Sages [that monetary payment, rather than corporal punishment, is demanded] comes in what we read previously (verse 19), “He [the attacker] shall pay only for his [the victim’s] incapacitation, and he shall surely be healed.” If we would “do to a person who injures his neighbor as he did” (Vayikra 24:19), then who will pay afterwards? After all, the attacker also suffers incapacitation and medical expenses. “دليل ان العقوبة هي الدفع النقدي وليس العقاب البدني هو في الاية 19 .فالجاني يدفع فقط تعويضاً لعجز الضحية حتي تلتئم جروحه “ولو فرضنا صدق القائلين بالعقاب المادي كيف سيدفع الجاني للمجني عليه النفقات وهو ايضاً مصاب بنفس اصابة المجني عليه لتطبيق العقاب المادي ؟ بعباره اخري .اذا تسبب شخص في جرح لزميله كيف سيتم دفع الغرامة وايضاً تطبيق عقوبةبدنية .فكيف لعاجز ان يتحمل نفقات طبية للاخر .! فموسي ابن ميمون تم صياغة ارائهم وفقاً لكلمة عوضاً عن “tachat” وقالوا انها اشاره الي المال.مع ربط مفهومهم لخروج 21 : 19 وفيما يختص بالشفقة قال الكتاب لا تشفق اي لا تاخذ بكلمات تعاطق مثل ” غير مقصوده ” “لم ارتكب عمداً “ في النهاية وفقاً لخروج 21 : 19 وكلمة عوضاً عن ..الاشاره الي عقاب مادي ونقدي وليس الي عقاب جسدي ..وذكر عوضاً عين اي قيمة ماديه تتفق مع قيمة العجز الذي احدثه الجاني في المجني عليه .. ليكن للبركة |
||||
18 - 07 - 2016, 08:14 PM | رقم المشاركة : ( 13569 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هل موت البشر فى الفكر اليهودى يخلص ويفدى ؟ كل هذا ينتهى بمجرد مواجهه اليهود بفكرهم الخاص عن نفعية موت انسان للخلاص فى الزوهار نقرا " طول فترة استقرار اسرائيل فى الارض المقدسة الذبائح والتضحيات كانت تصنع لتزيل كل من مرضوا من العالم الان المسيا يزيلها من اطفال العالم As long as Israel dwelt in the Holy Land, the rituals and the sacrifices they performed [in the Temple] removed all those diseases from the world; now the Messiah removes them from the children of the world [1] الزوهار ربط بين فعالية الذبائح فى تطهير اسرائيل من امراض العالم " الخطية " بما يصنعه المسيح فى انه سيزيل امراض العالم كله فعمل المسيح فى الزوهار فعاليته مشابهه لفعالية الذبائح فى Leviticus Rabbah 20:12 نقرا عن كفارة البار ان الراباى هيا ابن ابا قال ان ابناء هارون ماتوا فى اليوم الاول من نيسان وحينما ذكرت التوارة موتهم كان فى ارتباط مع يوم الكفارة ليعلمنا ان كما ان يوم الكفارة يكفر ايضا موت البار يكفر Rabbi Hiyya Bar Abba said: The sons of Aaron [i.e., Nadab and Abihu] died the first day of Nisan. Why then does the Torah mention their death in conjunction with the Day of Atonement [which occurred on the tenth of Tishrei; see Lev. 16:1]? It is to teach that just as the Day of Atonement atones, so also the death of the righteous atones [2] من التعاليم الربانية ايضا ان الذبائح والتضحيات فى يوم الكفارة كانت فعالة فقط لمن قدموا توبة وايضا موت البار يضمن لكفارة لمن قدموا توبةthe sacrifices and rituals of the Day of Atonement were effective only for those who repented, so also the death of the righteous secured atonement only for those who repented [3] وفى Exodus Rabbah نقرا حوار بين الله وبين موسى يقول بالاتىموسى :- هل سياتى وقت تكون اسرائيل فى حينه لا تملك لا معبد ولا هيكل ؟ ماذا سيحدث معهم اذن ؟ الله " ساخذ واحدا من الرجال الصالحين كمتعهدا باسمهم لذا ساكفر عن خطاياهم Moses said to God, “Will not the time come when Israel shall have neither Tabernacle nor Temple? What will happen with them then?’ The divine reply was, ‘I will then take one of their righteous men and keep him as a pledge on their behalf so I may pardon [or atone for] all their sins [4] فى الفقرة السابقة واضح ان انتهاء عصر الهيكل والذبائح سيحل محله انسان بار سيختاره الله لكون نائبا عنا فسيحدث غفران الخطايا عنا وكان الزوهار اكثر وضوحا بان هذا الشخص هو المتنبا عنه فى اشعياء بانه عبد يهوه المتالم من اجلنا فيقول ان اولاد العالم هما اعضاء بعضهم البعض وجينما يريد القدوس ان يعطى الشفاء للعالم سيضرب رجلا من بينهم ولاجل هدفه سيشفى الكل . من اين تعلمنا هذا ن مقولة " مجروح لاجل معاصينا مسحوق لاجل اثامنا " بمعنى بالسماح بددمه كما ينزف ذراع رجل سيكون الشفاء لنا لكل اعضاء الجسد . فى العموم سخص واحد سيضرب ليقدم الشفاء والكفارة لكل الجيل The children of the world are members of one another, and when the Holy One desires to give healing to the world, He smites one just man amongst them, and for his sake heals all the rest. Whence do we learn this? From the saying, “He was wounded for our transgressions, bruised for our iniquities” [Isa. 53:5], i.e., by the letting of his blood—as when a man bleeds his arm—there was healing for us—for all the members of the body. In general a just person is only smitten in order to procure healing and atonement for a whole generation [5] وكانك تقرا فقرة من العهد الجديد وليس من كتاب يهودى فهنا شبه العالم كله بالجسد الواحد وحينما يريد الله ان يعطينا الشفاء سيختار انسان وسيسمح بانه يكون مضروب ومسحوق لاجلنا بدمه سيكون الشفاء لكل اعضاء الجسد والكفارة لنا وفى Midrash Assereth Memrot نقرا ان المسيح من اجل ان يكفر عن كل من ادم وداود سيجعل روحه ذبيحة اثم وكتب عنا هذا فى التناخ هوذا عبدى The Messiah, in order to atone for them both [for Adam and David], will make his soul a trespass offering, as it is written next to this, in the Parashah [scriptural passage]. Behold my servant [i.e., Isa. 52:1353:12] [6] اخر اقتباس وهو كان مذهل بالنسبة لى انا شخصيا قراته فى كتاب ل Jon D. Levenson, موت وقيامة الابن الحبيب ان المدراش قارن بين اسحق الذى حمل على كتفه الخشب للمحرقة فى تقديم نفسه بالشخص الذى يحمل صليبه على كتفه In fact, the midrash compares Isaac, who carried on his shoulder the wood for the burnt offering (himself!), to “one who carries his cross on his own shoulder [7] فكرة المسيا المتالم عن شعبه والمكفر عن خطاياه ليس فكرة غريبة عن الفكر اليهودى بل فكر متاصل فى التراث اليهودى القديم وفكرة كفارة الشخص البار عن شعبه فكرة متاصلة فى فكرهم اخيرا يقول الزوهار عن المسيا انه سيدخل رواق ابناء المرض ويستدعى كل امراض والام ومعانات اسرائيل وستاتى عليه وسياخذ معاناتهم عليه فلا يوجد رجل يقدر ان يتحمل معاناة اسرائيل لانهم اهملوا التوارة The Messiah enters [the Hall of the Sons of Illness] and summons all the diseases and all the pains and all the sufferings of Israel that they should come upon him, and all of them come upon him. And would he not thus bring ease to Israel and take their sufferings upon himself, no man could endure the sufferings Israel has to undergo because they neglected the Torah [8] وهذا ما تم فى يسوع الناصرى المسيا البار فان المسيح ايضا تألم مرة واحدة من اجل الخطايا البار من اجل الاثمة لكي يقربنا الى الله مماتا في الجسد ولكن محيى في الروح [1] the rendering of Patai, Messiah Texts, 116. [2] Ginzberg, Legends of the Jews, 3:191 [3] Shnei Luhot HaBerit, Massekeht Taʾanit, Derash LeHesped Mitat Tsadiqim uLeHorban Beit HaMiqdash, 23; 27[3] [4] Exodus Rabbah, Terumah 35:4 [5] S. R. Driver and Adolph Neubauer, eds. and trans., The Fifty-Third Chapter of Isaiah according to the Jewish Interpreters, 2 vols. (New York: Ktav, 1969), 2:9. [5] [6]S. R. Driver and Adolph Neubauer, eds. and trans., The Fifty-Third Chapter of Isaiah according to the Jewish Interpreters, 2 vols. (New York: Ktav, 1969), 2:9[6] [7] Genesis Rabbah 56:3, cited in this context by Jon D. Levenson, The Death and Resurrection of the Beloved Son: The Transformation of Child Sacrifice in Judaism and Christianity (New Haven: Yale, 1993), 105. [7] [8] Patai, Messiah Texts, 116. |
||||
18 - 07 - 2016, 08:19 PM | رقم المشاركة : ( 13570 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس غريغوريوس المنوّر
الكنيسة الأرمنية تحتفل اليوم بعيد إكتشاف ذخائر القديس كريكور (غريغوريوس) المنوّر عشتارتيفي كوم- أزتاك/ تحتفل الكنيسة الأرمنية اليوم السبت 11 حزيران 2016 بعيد إكتشاف ذخائر القديس كريكور (غريغوريوس) المنوِّر، رسول أرمينيا وشفيعها واول اسقف وبطريرك عليها ، ومعروف بشفيع الأمراض الخبيثة . من هو القديس كريكور؟ عندما كان ملك الأرمن تريدات (درطاد) الثالث عائداً من روما، مرّ بقيصريّة ( تركيا الوسطى ) حيث كان يعيش فيها عدد كبير من الأرمن الهاربين من السيطرة الفارسية، فاستعان بهم وكان من بينهم كريكور بن اناك، وكان مسيحياً . أُعجب الملك بكريكور دون أن يعلم انه ابن الذي قتله أبوه ، وطلب منه أن يصطحبه إلى أرمينيا، فلبى طلبه وعاد كريكور إلى أرمينيا ليخدم البلاط الملكي . كان كريكور من أنشط حاشية الملك لدرجة أن تريدات الثالث طلب منه يوماً أن يُقدّم إلى الالهة اناهيد البخور وأغصان الغار تمجيداً لإسمها، فرفض كريكور هذا الطلب معلناً أنه مسيحي، لا يعبد الأصنام ولا يُقدّم لهم القرابين . فحزن الملك، واشتدّ غضبه لما علِم أن والد كريكور قتل أباه الملك خوسروف. فأمر بتعذيبه، ثمّ بسجنه وأخيراً رماه في بئر عميق ليتخلّص منه . وكان القديس كريكور يتحمّل كل هذ المشقات متذكراً كلام القديس بولس: “وهاءَنذا ً اليوم ماضٍ إلى اورشليم أسيرَ الرُّوح، لا أدري ماذا يَحدُثُ لي فيها. على أنَّ الرُّوحَ القُدُسَ يُؤَكِّدُ لي في كُلِّ مدينةٍ بأن السّلاسِلَ والشَّدائِدَ تنتظِرُني. ولكِنِّي لا أُبالي بحياتي ولا أرى لها قيمةً عندي ، فحسبي أن أُتِمَّ شوطي وأُتِمَّ الخِدمةَ التي تلَقَّيتُها من الربِّ يسوع ، أي أن أشهَدَ لِبِشارةِ نِعمَةِ الله ” ( أعمال الرسل ٢٠ : ٢٢ – ٢٤ ) لكن العناية الإلهية خططت مصير الشعب الأرمني من هذا البئر . عاش كريكور خمسة عشر عاماً بين الثعابين والحشرات دون أن يمسه أذى ، وكان يأكل رغيفاً واحداً من الخبز بفضل إمرأة كانت ترميه له من خلال ثقب وجدته محفوراً في إحدى جوانب البئر، إلى أن أنقذه الله وكان خروجه من البئر نصراً جديداً . مرض الملك تريدات :في هذه الأثناء أعلن ترايانوس امبرطور روما القضاء على المسيحيين بإضطهادهم وقتلهم ورميهم أمام الأسود المفترسة، فهرب من روما ثلاثون فتاة مع القديسة هربسيمه اللواتي التجأنا إلى أرمينيا. علِم الملك تريدات الثالث بوجودهن فأمر بحضور هربسيمه إلى القصر .كانت نية الملك إمتلاك هذه الفتاة الجميلة ، لكنها رفضت جميع مغرياته وعروضه . ولمّا حاول السيطرة عليها بالقوة، دفعته إلى الوراء وخرجت من القصر هاربة . فأمر بقطع رؤوس الفتيات بعد أن خرجت هربسيمه وجرحت كرامة الملك . فعاقبه الله لهذه الجريمة ، فأصيب بداء غريب ، فترك القصر وذهب إلى الغابات بعد أن أصبح منظره كالحيوان . الأعجوبة الكبيرة :لكن العناية الإلهية ، مهدّت الطريق إلى معرفة النور من خلال ظلام البئر . فألهمت أخت الملك أن شفاء أخيها لم يأتِ إلاّ على يد كريكور الذي اضطهده . لكن من يؤمن بمثل هذا الخبر ؟ فتكررت الرؤيا إلى أن اضطرت الأميرة بالذهاب إلى بئر ” خورفيراب ” لتبحث عن كريكور، فكان إعجابها كبيراً لمّا رأته في البئر وهو على قيد الحياة فطلبت منه شفاء أخيها من مرضه الخبيث . ففعل كريكور وشفاه من علله وأمراضه الخبيثة . أرمينيا دولة مسيحية :في سنة ٣٠١ ، وبعد الأعجوبة الكبيرة ، اعتنق الملك تربدات الثالث وإمرأته وحاشيته والوزراء والعاملين في البلاط، الدين المسيحي، ثمّ أصدر مرسوماً ملكياً بإلغاء عبادة الأصنام وبهدم هياكلها ، ثم طلب من كريكور أن يذهب إلى قيصرية كبادوكيا لينال الرسامة الكهنوتية والأسقفية . فذهب إلى هناك ومنحه الأسقف الرسامة. عاد كريكور من هناك وعمّد الملك والوزراء وأهل البلاط الملكي وكل الشعب في أرجاء المملكة ، وحارب الشرّ والظلمة ونشر الإيمان وعلّم الثالوث الأقدس وأسس التعليم المسيحي ، وأقام الكهنة قائلاً لهم : ” تنبّوا لأنفُسِكُم ولجميع القَطيع الذي جَعَلَكُكُ الرُّوح القُدُسُ حُرّاساً له لِتَسهَروا على كنيسةِ الله اللهِ التي اكتسَبَها بدمِهِ ” ( اعمال الرسل ٢٠ : ٢٨ ) . ولكن هذا العمل الثابر لغى كثير من العقبات . فكانت هناك مواجهة عنيفة من طرف عُبّاد الأصتام ، غير أن الملك تغلب عليهم وأعطى أرزاقهم للكنيسة الجديدة . وفاة كريكور :توفي القديس كريكور ، بعد أن بشّر بالإنجيل وتنسّكَ في مغارة على سفح جبل ، ولسان حاله يقول: “والآنَ أستودِعُكُمُ الله وكلمة نعمَتِهِ وهو القادر على أن يَشيدَ البُنيان ويجعلَ لكمُ الميراث مع جميع المُقَدَّسين” (اعمال الرسل ٢٠ : ٣٢ ) . رآه الرعاة في جوف شجرة وقد أسلم الروح .كما توفي الملك تريدات الثالث برائحة القداسة . المطران كريكور اوغسطينوس كوسا اسقف الإسكندرية واورشليم والاردن للأرمن الكاثوليك |
||||