منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 07 - 2016, 06:36 PM   رقم المشاركة : ( 13551 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كسر وحدة اللاهوت!

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في هذه الأيام كثر التحدث عن ” لاهوت بعد الآباء” «μεταπατερική Θεολογία» . مهما كان التعريف المعطى لهذه الظاهرة، شئ واحد هو واضح، هو ان هذا “اللاهوت” الذي يغير لاهوت الكنيسة الأرثوذكسية ويربطه بالمسمى “اللاهوت العلمي”، يتضارب في نواح كثيرة عن قواعد ومبادئ اللاهوت الكنسي.
العديد من اللاهوتيين، ومن خلال استخدام هذا المنطق،يعكسون طرق التفكير ودراسة الكتاب المقدس التي تم تطويرها في الأراضي البروتسانتية، يحاولون تفسير الانبياء، الرسل والنصوص الآبائية من خلال طرق مختلفة عن التي أعطيت من اللاهوت الأرثوذكسي. هنا ساعلق باختصار على أحد منظور هذه التفسيرات.
الاستاذ سابا اغروديس، معروف لجميع اللاهوتيين الجدد، والذي كان استاذي في تفسير العهد الجديد في كلية اللاهوت في مدينة تسالونيك، يتحدث عن “محاولة من خلال الدارسين في كلية الدراسات الكتابية إلى كسر التتابع ووحدة الرسالة الكتابية مع التقليد الكنسي.”
ماذا يعني ذلك؟
دارسي الكتاب المقدس البروتستانت، والذي يعشقونهم بعض الباحثين الأرثوذكس ويشبهونهم بآباء الكنيسة، والذين لايعتبرونهم باحثين، يدعمون فكرة أن هناك فصل بين تعاليم الأنبياء، الرسل والآباء. من هذا المنظور يقولون أن أنبياء العهد القديم سمعوا اشياء عن الله، ولكن الرسل رأوا الله. يميزون بين الانبياء قبل المنفى في بابل وبين الأنبياء بعد المنفى. يكتبون عن كتب اولوية قانونية وكتب ثانوية قانونية من العهد القديم كما يتحدثون عن أشعياء الاولى، أشعياء الثاني وأشعياء الثالث. يميزون بين المسيح التاريخي ومسيح الإيمان. ويتحدثون أيضا عن الإختلافات بين “مدارس” القديس متى الإنجيلي، القديس يوحنا اللاهوتي والرسول بولس. يكتبون عن التغيير في الطابع الكنسي عن الكنيسة الأولى من قبل الاباء الاولين، وغيرها من الأشياء.
طلاب كليات اللاهوت يتعلمون هذه الأشياء من الباحثين المعاصرين وبعدها ينقلون هذه الاشياء إلى شعب الكنيسة دون علمهم. إما من خلال محاضرات دينية أو وعظات.
تعليم الكنيسة يتعارض مع هذا التفكير، لأن وفقا للاهوت الكنيسة فإنه لا يوجد فاصل أو فصل بين لاهوت الأنبياء، الرسل ووالآباء وذلك لأن أجمعهم لديهم التجربة الالهية نفسها.
الإختلاف هو أن انبياء وصديقين العهد القديم كانت خبرتهم مع الله قبل تجسد الإبن أما الرسل والآباء لديهم خبرة الكلمة المتجسدة. كما أن هناك هوية الخبرة، كما نقول في السينوذيكون الأرثوذكسي: “كما عاين الأنبياء، كما علم الرسل، كما تسلمت الكنيسة، كما علموا معلمي العقيدة….”. أيضا القديسين عبر السنين عبروا عن خبراتهم بتعابير عصرهم. ولا يوجد أي إختلاف آخر.
إن “لاهوتين تخطي الآباء”، الذين يخدعون أنفسهم بالقول أنهم يقدمون علما، يجلبون داخل العالم الأرثوذكسي مشاكل البروتستانت، الذين، بسبب رفضهم التقليد وآباء الكنيسة، يمتحنون ويفسرون النصوص الكتابية حسب منطقهم، يبحثون الرسالة بينما يخلون من الروح الكتابية والنصوص الآبائية. السؤال المطروح هو: لماذا هؤلاء اللاهوتيين يقومون، بعمد أو بغير عمد بفصل التعليم الأرثوذكسي كما عبر عنه الآباء؟ لماذا يشقون التعليم الأرثوذكسي، كما وجد في النصوص الليتورجية وفي تقليد العبادة الكنسي، لأجل “اللاهوت العلمي”؟ لماذا يشقون وحدة الأنبياء، الرسل والآباء؟
ايروثيوس فلاخوس
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:44 PM   رقم المشاركة : ( 13552 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أضـواء على بـِدَع مُعاصِرة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الحقيقة لقد تمَّ اختيار هذا العنوان لما سنطرحه في السطور الآتية نظراً لما عانت منه الكنيسة وتُعانيه اليوم من تَفشّي لأفكار مريضة وغريبة عن إيماننا بهدف تمزيق الكنيسة الحقَّة ونسف معتقداتها بُحجّة أنها أصبحت بالية وتحتاج إلى ” تجديد ” .
وهذه الأفكار تُرَوِّجها بدع وشيع تُعدّ بالآلاف تستند على حدِّ زعمها على الكتاب المقدس وحده. والمؤسف أنهم يُفسِّرون الكتاب المقدس كما يحلو لهم وذلك بما يخدم مصالحهم.
تاريخهم :
نَشأت جميع الفئات البروتستانتية في القرن السادس عشر كمحاولات إصلاحية فكلمة بروتستانت تعني “المُحتجين” وهذا الاحتجاج كان على كنيسة روما كونها ولظروف تاريخية مُعيّنة , لم تُحافظ على التقليد الرسولي أو التسليم بل زادَت عليه وتَطرَّفت وشوَّهت ممّا أدى إلى رفض البروتستانت , ليس فقط لِما استحدثته كنيسة روما بل إلى رفض كل تسليم للكنيسة كانَت تعيشه (إنطلاقاً من فعل ورد فعل) . وأعلنوا مبدأً شهيراً جداً باللغة اللاتينية وهو : Sola scriptura أي الكتاب المقدس وحده , مما أدى بهم إلى الضياع والتشرذم إلى فئات عديدة . ففي إحصاء رسمي نُشِر مؤخراً في جريدة السفير اللبنانية تبيّن أن هناك ألفي فئة أو كنيسة مسجّلة رسمياً في الولايات المتحدة وحدها وكل منها يدّعي أنه يعتمد على الكتاب المقدس. وبداية ظهور هذه البِدع كان على شكل فئات ذات نزعات مختلفة وشعارات متعددة مثل الـ Anabaptists الذين طالبوا بإعادة المعمودية واختبار الولادة قبل المعمودية .
في القرن السابع عشر ظهرت مجموعات الـ Puritans أي الأطهار المحتجين على كنيستهم الأنكليكانية , ومن هؤلاء : المُرتَعدون , المعمدانيون الشموليون والمعمدانيون الخاصّون وكلها فئات من أساس المُتجدِّدين .
في القرن الثامن عشر نشأت حركة إصلاح إسمها ” التقويّة Pyetism ” حاولت إعادة المسيحيين لحياة التقوى , وبناءً على هذا التيار تأسَّست جماعات جديدة مثل الـ Moravians وكنيسة الأخوة , ممّا أدى لولادة يقظة تبشيريّة في إنكلترا قادها (جون ويسلي) ونشوء كنيسة الـ Methodists وقد أدى تأثرهم بعضهم ببعض إلى إذكاء الحماسة عند بعض الفئات , وقيامهم باجتماعات كانوا يُسمّونها ” انتعاشات ” رافقها ما سُمِّي بالتجديد الذي أصبح هو الهدف وليس الإصلاح.
في بداية القرن التاسع عشر انتقل التجديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية , فحدث ما سُمِّي بالحركة الإنتعاشية الأمريكية التي بدأت بنهج في الاختبار المسيحي يُرَكِّز على ضرورة الاهتداء الشخصي , والولادة الجديدة بقبول الفداء , وهذه الانتعاشية أدَّت إلى تطوير في النَّهج لِقسم كبير من الفئات البروتستانتية ممّا جعلنا نسمع كثيراً عن سؤال يُطرح بين المُتجدِّدين “هل تجدَّدت؟” . ومن أشهر رواد حركة المتجددين في الولايات المتحدة في أيامنا (بيلي غراهام) المعمداني الأصل والمُتزعم لإرساليات تبشيرية عديدة أهمها : “الشباب للمسيح” و “الرؤية العالمية” وهو يذيع بشارته إلى أكثر من/165/ بلداً في آن واحد من بورتوريكو عبر الأقمار الصناعية.الغريب في أمر هؤلاء المتجددين هو تطابق نظرتهم مع النظرة اليهودية الصهيونية في أفكار معينة تجعلنا نقول بأنهم جزء من الصهيونية المسيحية التي تسيطر على أعداد كبيرة من الفئات البروتستانتية في الولايات المتحدة حيث أن هذه الفئات تنضوي تحت مايُسمّى بالـ Fundamentalism أي الحرفيّة والتي أفرزت بصورة خاصة الكنيسة التدبيرية التي من أتباعها شخصيات أمريكية بارزة مثل رونالد ريغان , أما أبرز وعّاظها فهما القسَّان (جيري فولويل) و (هول ليندسي) ومثال على ذلك: فقُبيل حرب الخليج وجّه الحاخام (مناحيم شنيرسون) الزعيم الروحي لحركة (حباد) نداءً قال فيه : إن أزمة الخليج تُشكل مقدمة لمجيء المسيح المنتَظَر وكلّنا يعرف أن اليهود يعتقدون بأن المسيح لم يظهر بعد وأن ظهوره سيتم في إسرائيل وعلامات ظهوره وقوع محنة عالمية فيأتي المسيح ليُخلِّص الإنسانية ويُجدِّد اليهودية التي تسود العالم . وما يقوله “المسيحييون” الأمريكيون هو: إن العودة الثانية للمسيح لها شروط : قيام دولة صهيون وتجميع يهود العالم فيها , ثمّ تتعرَّض الدولة اليهودية لهجوم من غير المؤمنين (وخاصة المُسلمين) , ثم تقع مجزرة بشرية كبيرة تُدعى “هرمجدّون” بعد ذلك يظهر المسيح فوق أرض المعركة ليُخلِّص بالجسد المؤمنين قبل أن ينزل على الأرض ويحكم العالم مدة ألف عام والمُلفت للنظر أن الأشخاص الذين سيكونون مع المسيح هم من المُتجدِّدين Born again , ومن أبرز المُروِّجين لهذه الأفكار هو (بيلي غراهام) الذي يُردد في مواعظه منذ عام 1970 أن العالم يتحرّك بسرعة كبيرة نحن “هرمجدّون” وأن الجيل الحالي من الشباب قد يكون آخر جيل في التاريخ . وأشهر إذاعاتهم محطة تلفزيون الشرق الأوسط الفضائية ME TV التي تُموِّلها أمريكا والتي تُشاهد عبر قمر إسرائيل , بالإضافة إلى إذاعة (حول العالم) التي تبث من راديو مونت كارلو منذ وقت طويل .
أفكارهم :
أولاً : التجدد يتم من خلال الإيمان بالفداء الذي يؤدي إلى الخلاص :
وبالتالي لم تبقَ هناك أيّة ضرورة للأعمال ويعتبرونها تلقائية نتيجة الإيمان وذلك لأنهم نالوا الخلاص لدرجة أن المُتجدِّد عادة يقول أنه حصل على التجدد في اليوم المعيّن وفي الساعة الفلانية , أي يُحدد الوقت الذي خلص فيه , علاوة على ذلك فإنهم يعتقدون بأن إيمانهم قد خلَّصهم من خطاياهم الماضية والحاضرة والمستقبلية ! ويستندون على ذلك من خلال حوادث استثنائيّة خاصة يجعلونها قاعدة لإيمانهم فمن أمثلتهم : إيمان بولس الرسول على طريق دمشق , اللص التائب الذي كان على يمين يسوع . والسؤال المطروح , كيف يمكن لاستثناء أن يحلَّ محل القاعدة ؟! . فلنقرأ مايقوله الرب إلى حَنَنيا : “إذهب فهذا الرجل أداة اخترتها لكي يكون مسؤولاً عن إسمي عند الوثنيين والملوك وبني إسرائيل” رسل 9 : 15 , طبعاً المقصود بهذا الكلام هو بولس الذي ظهر له الرب يسوع على طريق دمشق بمجد عظيم وذلك على خلاف ظهوراته للتلاميذ وغيرهم في فترة الأربعين يوماً بعد القيامة إضافة لذلك فقد سبّبت له هذه الرؤيا العمى مدة ثلاثة أيام , إذاً كان هناك قصداً خاصاً للرب عند اختياره لشاول الذي دُعي فيما بعد بولس وذلك من أجل البشارة ومع ذلك فالفرق شاسع جداً ما بين أفكارهم وأفكار القديس بولس الذي يقول إلى أهل كورنثوس : ” بل أقمع جسدي وأعامله بشدة , مخافة أن أكون مرفوضاً بعدما بشّرت الآخرين” 1 قور 9 : 27 . فهل من توافق بعد هذه الكلمات ما بين المتجددين وبولس الرسول ؟ . أما فيما يتعلَّق باللص اليميني التائب على الصليب فأيضاً نحن هنا أمام حالة خاصة أخرى لأنه لم يَتبقَّ لهذا الشخص سوى ساعات معدودة في العالم , إضافةً لذلك فإن حديثه مع اللص الأيسر يُبيِّن توبة فعليّة عندما قال له: “أما نحن فعقابنا عدل , لأننا نَلقى ما تستوجبه أعمالنا. أما هو فلم يعمل سوءاً” لو 23 : 41 .
كذلك يستندون إلى آيات معيّنة بأخذ الأجزاء التي تُناسبهم لِيَصِلوا إلى مُبتغاهم ومن أمثلتهم الشهيرة على أن الإيمان وحده يُؤمِّن الخلاص : ” فبالنعمة نلتم الخلاص بفضل الإيمان , فليس ذلك منكم , بل هو هبة من الله , وليس من الأعمال لئلا يفتخر أحد ” أف 2 : 8 , 9 .والسؤال لماذا يقفون هنا ولايُكملون المعنى الكامل بقراءة الآية (10) التي تقول: ” لأنَّنا من صُنع الله خُلِقنا في المسيح يسوع للأعمال الصالحة التي أعدَّها الله بسابق إعداده لِنُمَارِسَها ” أف 2 : 10
والآن لنترك الاستثناءات لنستعرض آيات كثيرة جداً تنافي تماماً ما يقوله المتجددون والتي تُرَكِّز على ضرورة الأعمال ومنها :
  • ” ليس من يقول لي يارب يارب يدخل ملكوت السماوات بل الذي يعمل بمشيئة أبي الذي في السماوات ” متى 7 : 21 .
  • ” وأما الذي يعمل بها (أي الوصايا) ويُعلِّمها فذاك يُعد كبيراً في ملكوت السماوات ” متى 5 : 19 .
ـ دينونتنا في اليوم الأخير على ماذا تكون ؟ أليست على الأعمال ؟
  • ” تعالوا من باركهم أبي فرثوا الملكوت … لأني جعت فأطعمتموني , وعطشت فسقيتموني , وكنت غريباً فآويتموني … ” متى 25 : 34 , 35 .
  • ” إليكم عنِّي , أيها الملاعين , إلى النار الأبدية … لأني جعت فما أطعمتموني , وعطشت فما سقيتموني … ” متى 25 : 41 , 42 .
  • ” ماذا ينفع ياإخوتي , أن يقول أحد إنه يُؤمن , إن لم يعمل ؟ أبوسع الإيمان أن يُخلِّصه ؟ ” يع 2 : 14 .
ـ وأ برز دعوة للجهاد دعا إليها يسوع نجدها في إنجيل متى :
  • ” من أراد أن يتبعني , فليزهد في نفسه ويحمل صليبه ويتبعني ” متى 16 : 24 .
ثانياً : لايحصل المتجدد على النعمة إلا من خلال علاقة شخصية وفردية بينه وبين الرب يسوع :
وهذا عملياً نسف للأسرار المقدسة كاملة , إذ يستندون مثلا في موضوع الولادة الجديدة على كلمة الرب يسوع لنيقوديموس : ” مامن أحد يمكنه أن يرى ملكوت الله إلا إذا ولد من فوق ” يو 3 : 3 , وإذا سَأَلتَ أحدهم كيف تتم هذه الولادة الجديدة التي ” من فوق ” ؟! فيجيب : حين يكتشف الإنسان في لحظة معيّنة يسوع المسيح ويعرفه ويؤمن به , والسؤال الذي يطرح نفسه أيضاً , لماذا يتجنَّبون قراءة الآية (5) من نفس الإصحاح الثالث التي تقول : ” ما من أحد يمكنه أن يدخل ملكوت الله إلا إذا وُلد من الماء والروح ” يو3 : 5 وجوابهم هو : أن الولادة الجديدة التي تحدث لاعلاقة لها بالمعمودية وعندما يَتعمَّد الواحد منهم فمعموديته ليست إلا رمز أو فريضة يقوم بها كتعبير عن طاعته للرب يسوع أو كإعلانٍ عن تجدّده , وإذا ألَحَّ السـائلُ عليهم عن معنى الولادة من الماء والروح فيجيبون بآيـة من مكان آخـر بأنـّـَهم ” مولودون بالكلمة الإلهية ” ليَضعوا الكلمة الإلهية مكان الماء والروح , فلنرجع إلى الكتاب المقدس لنرى الآيات التي تتحدث عن ضرورة المعمودية بالماء والروح وعن ضرورة مسحة الروح القدس والمُناولة وذلك من أجل الولادة الجديدة والنمو في المسيح والثبات بالاتحاد معه . بالرجوع إلى أعمال الرسل وذلك حين نُخِسَت قلوب الجموع بعد سماعهم عظة بطرس : ” فقالوا : ماذا نعمل أيُّها الأخوة ؟ فقال لهم بطرس : توبوا , وليعتمد كلٌّ منكم باسم يسوع المسيح , لغفران خطاياكم , فتنالوا عطية الروح القدس ” رسل 2 : 37 , 38 . إذاً قبول عطية الروح القدس التي تأتي مباشرة بعد المعمودية هي الهدف من الإيمان والتوبة وغفران الخطايا , وهي أيضاً التي تُساعد على النمو في المسيح بعد الولادة الجديدة لأنَّها ذات الموهبة التي أخذها الرسل في العنصرة وصارت تُعطى للمؤمنين بعد المعمودية مباشرةً , لكن نتيجة ازدياد عدد المؤمنين أصبح متعذراً على الرسل وخلفائهم من الشمامسة السبعة إلى الأساقفة في يومنا هذا أن يطوفوا في كل مكان لكي يضعوا أيديهم على المُعتَمِدين , لهذا رأى الرسل تحت إرشاد الروح القدس أن يستبدلوا وضع الأيدي بالمسح بالميرون الذي تقدَّس بصلاتهم , ومن الآيات التي تُثبِت أن معموديتنا هي معمودية ماء وروح :
  • فغُسِلتُم , بل قُدِّستُم , بل بُرِّرتُم باسم الرب يسوع المسيح وبروح إلهنا ” 1 قور 6 : 11 .
  • ” فإنكم جميعاً , وقد اعتمدتم في المسيح , قد لَبِستُم المسيح ” غل 3 : 27 .
  • ” بل على قدر رحمته خلَّصنا بغُسل الميلاد الثاني والتجديد من الروح القدس ” طي 3 : 5 .
أما فيما يتعلَّق بسر الميرون المقدس أو سر المِسحة فهذه بعض الآيات :
  • ” أما أنتم فقد قبلتم المِسحة من القدوس ويعرفون جميعاً ” 1 يو 2 : 20 .
  • ” أما أنتم فإن المِسحة التي قبلتموها منه مقيمة فيكم ” 1 يو 2 : 27 .
  • ” وفيه آمنتم فَخُتِمتُم بالروح الموعود , الروح القدس وهو عربون ميراثنا إلى أن يتم فداء خاصته للتسبيح بمجده ” أف 1 : 13 , 14 .
والخلاصة : أننا بالمعمودية نُولد الولادة الجديدة لكننا لاننال الروح القدس إلا بمِسحة الميرون المقدس التي تُنَوِّر المؤمن المولود جديداً وتساعده على النمو في المسيح , وهذا طبيعي جداً وواضح من معنى كلمة الولادة ذاتها , فالإنسان يُولَد ويتبع ولادته نمو والنمو تتبعه رجولة وكمال , بينما يفترض المتجددون أن الولادة الجديدة تحوي في ذاتها كل هذه المعاني!! . لكن المؤمن بعد ولادته الجديدة , وحصوله على نعمة الروح القدس يلزمه الغذاء الروحي كي يَتَّحِد في المسيح ويثبت فيه لذلك تُرَكِّز الكنيسة على ضرورة المُناولة .
  • ” من أكل جسدي وشرب دمي ثَبَتَ فِيَّ وثَبَتُّ فيه ” يو 6 : 56 .
  • ” إذا لم تأكلوا جسد ابن الإنسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة ” يو 6 : 53 .
  • ” من أكل جسدي وشرب دمي فله الحياة الأبدية وأنا أقيمه في اليوم الأخير ” يو 6 : 54 .
رغم ذلك فإن المُتجددين يُنكرون سر الشكر ويعتبرون الخبز والخمر اللذين ناولهما يسوع لتلاميذه ليلة العشاء السري مجرَّد رمز أو ” إحياء ذكر ” لذبيحته على الصليب مُستندين إلى عبارة ” اصنعوا هذا لذكري ” مُتجاهلين تماماً قول يسوع في بداية الآية ” ثم أخذ خبزاً وشكر وكسره وناولهم إياه وقال : هذا هو جسـدي يُبذل من أجلكم . اصنعوا هذا لذكري ” لو 22 : 19 . فلو كان الموضوع مجرَّد إحياء ذكر على غرار عشاء فصح اليهود لكان من المنطقي أن يكسر يسوع الخبز ويطلب منهم أن يفعلوا هذا التقليد إحياءً لذكره دون أن يشير إلى أن هذا الخبز الذي يناولهم إياه هو جسده .
كذلك يسألون كيف ناول يسوع تلاميذه من جسده قبل أن تتم عملية الفداء بالصلب ؟ وببساطة نرد عليهم بالقول : بأن يسوع ناول تلاميذه من جسده الإلهي , وذلك لأنه الله القادر على كل شيء , إضافةً لذلك فنحن لسنا من أكَلَة لحوم البشر , هذا من جهة . أما ومن جهةٍ أخرى فنحن نسألهم طالما أنهم يتمسَّكون بحرفية الكتاب المقدس أين توجد كلمة “رمز” التي يُطلقونها على جسد ودم يسوع المسيح في الكتاب المقدس ؟ طبعاً لاتوجد بل يُؤكد الرب يسوع حقيقة مَأكل جسده ومَشرب دمه في الآية ” لأن جسدي طعامٌ حقّ ودمي شرابٌ حقّ “ يو 6 : 55 .
وبالتالي فإن إيمانهم بيسوع المسيح وخلاصهم الذي يتم بطريقة سطحية خفيفة , نتيجة أحاسيس ومشاعر خيالية , بتأثير وعظاتهم “الانتعاشية” وترانيمهم السحريِّة والتي تَفتقر إلى الحد الأدنى من المنطق والواقعية , يعكس لنا طبيعة إيمانهم الغيبي الذين يَسعون من خلاله إلى الحَطّ من قدر المسيحية والتي هي حياة مع شخص حي لِيُحَوِّلوها إلى مذهبٍ يُقَزِّمُ المسيحية ويجتزئها , لابل يُفرغها من مضامينها وجوهرها بُغية الإساءة إليها وتهويدها .
وعلاوة على أن المناولة تُعطينا الثبات في المسيح والحياة الأبدية فإنها تمنح وحدةً حقيقية للمؤمنين فيما بينهم إضافة إلى اتحادهم بالمسيح ممّا يجعل الكنيسة , كنيسةً تنمو بأكملها نحو الحياة الأبدية والاتحاد بالرب يسوع :
” أليست كأس البركة … فنحن على كثرتنا جسد واحد , لأننا نشترك كلنا في هذا الخبز الواحد ” 1 قور 15 – 17 . وبالتالي لايمكن لأحد أن ينمو بمفرده أي بعلاقة شخصية وفردية منعزلة مع الرب بل في الكنيسة جمعاء .
إذاً من هي الكنيسة الحقيقية ؟
هي بالذات الكنيسة التي أسَّسها الرب يسوع وأعطاها الطريق والحق والحياة , وبقيت منذ ألفي عام وحتى أيامنا هذه مُحافظة على ما تسلَّمته من الرسل . فكيف إذاً بنى يسوع كنيسته ؟ وعلى ماذا اعتمدَ في تأسيسها ؟ والجواب طبعاً : ليس على الكتاب المقدس بل على البشارة الشَّفهيَّة التي كانت بالروح القدس .
  • إذهبوا وتلمذوا جميع الأمم , وعمِّدوهم باسم … ” متى 28 : 18 , 19 .
  • إذهبوا في العالم كلّه , وأعلنوا البشارة إلى الخلق أجمعين ” مر 16 : 15 .
  • ” وقال لهم : كُتِبَ أن المسيح يتألّم ويقوم من بين الأموات … , وتُعلَن باسمه التوبة وغفران الخطايا … وأنتم شهود على هذه الأمور… فامكثوا أنتم في المدينة إلى أن تُلبسوا قوة من العُلى” لو24 : 46 – 49
  • أذكِّركم أيها الأخوة البشارة التي بَشَّرتُكم بها وقبلتموها ولاتزالون عليها ثابتين , وبها تنالون الخلاص ” 1 قور 15 : 1 , 2 . أي أنهم بالبشارة الشفهية التي بشَّرهم بها سابقاً صاروا كنيسة وبها يتم خلاصهم .
ملاحظة : الترجمة البروتستانتية تُترجم كلمة ” البشارة ” بكلمة ” إنجيل ” وهنا تتم المُغالطة وذلك إذا فُهِمَ تعبير ” الإنجيل ” على أنه الإنجيل المكتوب .
كيفية إعطاء البشارة :
كانت البِشارة تُعطى من خلال التسليم فالرسل تَسلَّموا من الرب يسوع ثم سلَّموا بدورهم , وهذا التسليم كان شفهياً.
  • ” فإنِّي تَسلَّمتُ من الرب ما سلَّمته إليكم , وهو أن الرب يسوع في الليلة … ” 1 قور 11 : 23 .
  • سَلَّمتُ إليكم قبل كل شيء ماتسلَّمته أنا أيضاً, وهو أن المسيح مات من أجل خطايانا ” 1 قور 15 : 3.
ما هو هذا التسليم ؟
يقول القديس بولس : ” وما تعلَّمتموه منِّي وأخذتموه عنِّي وسمعتُموه منِّي وعاينتموه فيَّ , كل ذلك إعملوا به , وإله السلام يكون معكم ” فل 4 : 9 وذلك صحيح لأن أقوال بولس الرسول وتصرُّفاته بأكملها كانت بالروح القدس وبالتالي فكلّها تسليم . والكنيسة تُبنَى من خلال التَّسليمات التي تمَّت من عهد الرسل إلى الأساقفة في وقتنا الحاضر والتي تشمُل الإيمان , التعليم , الحياة والمواهب الروحية .
التسليم هو الذي أفرز الكتاب المقدس :
فالكنيسة ما بين عام 33 م وعام 70 م (وهو العام الذي كُتِبَ فيه إنجيل مرقس أول الأناجيل) كيف عاشَت بدون إنجيل ؟ ثُمَّ من الذي حَدَّدَ قداسة أناجيل ورسائل وأسفار الكتاب المقدس ورَفضَ أناجيل أخرى ودعاها بالمنحولة ؟ أليسَ آباء الكنيسة في القرون الأولى هم الذين حدَّدوا الكتب المقدسة , مُتَّخذينَ من التسليم معياراً لهم ؟ فالذي اكتشف مَكْمَن القداسة في تلك الكتب هو الوحيد القادر على تفسير الكتاب المقدس دون سواه , وبالتالي فإن كتابنا المقدس هو ” شهادة إيمانية ” وليس ” كتاب عقائد ” فهو يَشهَد للإيمان لكنَّه ليس طريقاً له , وهذا مانراه جليّاً من خلال الآيات التي يَختَتِم بها القديس يوحنا إنجيله : ” وأتى يسوع أمام التلاميذ بآيات أخرى كثيرة لم تُكتَب في هذا الكتاب , وإنَّما كُتِبَت هذه لتُؤمنوا بأن يسوع هو المسيح إبن الله , وليكون لكم إذا آمنتم الحياة باسمه ” يو 20 : 30 , 31 .
المصدر الأساسي : كُتيِّب بعنوان ” جماعة المتجددين , نظرة أرثوذكسية ” للأب د.جورج عطية
ملاحظــــة : الشواهد الكتابية التي قد تكون غير مألوفة بعض الشيء مأخوذة من الكتاب المقدس الذي أصدرته الرهبانية اليسوعية عام 1991 .
مطرانية الروم الأرثوذكس في حلب
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 13553 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاشياء العتيقة قد مضت



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاشياء العتيقة قد مضت . هوذا الكل قد صار جديدا
كان يمشي بهدوء ويحمل على كتفيهِ خمسين أو ستين عاماً، ويسند عصا على كتفهِ تعلقت في طرفها الخلفي قِدْر من الفخار مليئة بالحساء. وعند منعطف في الطريق اصطدمت القِدْر بحائط منزل فتكسَّرت وانسكب الحساء على الأرض، وسار الرجل بهدوء. لم يلتفت ألى الوراء. كأن شيئاً لم يحدث. ولاحظ هذا شخصاً آخر كان على الطريق، فأسرع نحو ذلك الشيخ وقال له: أما تلتفت ألى الوراء؟ فردَّ الشيخ في هدوء: لماذا ألتفت إلى الوراء؟ القدر انكسرت، والحساء انسكب، وليس في طاقتي أن أسترجع شيئاً.
هنا درساً هاماً لنا. فالماضي انتهى، ومهما كانت الأماني التي لنا فلا سبيل إلى استرجاع الماضي. قال واحد:"إنني أوَّد أن أعطي ألف غد في مقابل أمس واحد". هذا ما تمنَّاه شخص له حماقات بالأمس. لكن هيهات أن يعود يوم مضى، والأمس فرصته انتهت وانقضت.

عزيزي ... هل لك أمس توّد أن يُشطَب من حساب عمرك؟ إن قيمة وكفاية دم المسيح ذات مفعول أبدي يحسم مشكلة ماضيك وحاضرك، فلا تؤخر مجيئك إليه. تعال، ستجد فيه مُخلَّصاً من كل خطية وقلق وخوف وتعب
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:20 PM   رقم المشاركة : ( 13554 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله محبة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يا رب قوِّنا لنفهم:
أن الله محبة ولا يريد عذاب الإنسان، ولن يكون ألمنا وصليبنا مشيئته.
أنت مَن علّمتنا أن مشيئة الآب هي أن يخلص الجميع.
أنت الذي جئت لتكون لنا الحياة والحياة بوفرة.
أنت مَن رافقت المتألم والمجروح والمعذب فأقمته إنساناً مُعافى يعيش بكرامة اسمه، وطيب عيشه الإنساني.
أنت مَن اخترتنا أصدقاء وعلّمتنا وأفهمتنا حب الله.
أنت مَن احتضنتنا بحب الآب، وأطلقتنا للحياة أحراراً،
أقوياء واثقين بأن الله راعينا ولن يتركنا حتى في ساعات الشدّة.
أنت مَن علمتنا أن نُصلي: أبّا: بابا. قوِّنا لنُعلنها بثقة لا حد لها،
حتى في ساعة الألم، ولا تدخلنا في تجربة أن أبانا بعيد عنا لا يسمع صُراخنا.
قوِّنا يا رب لنستجيب لندائك فنستيقظ من نومنا،
ونسير معك في طرقات أورشليم، مُقدمين حياتنا يداً
وكتفاً نُعين ونُخفف عن الناس همومهم.
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 13555 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خطية ادم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ» (رومية15:5).
يقارن بولس في رومية12:5-21، بين رأسين أساسيين للجنس البشري، هما آدم والمسيح، لقد كان آدم رأس الخليقة الأولى، أمّا المسيح فهو رأس الخليقة الجديدة. كان الأول طبيعياً أما الثاني فروحياً. يستعمل بولس عبارة «كَثِيرًا» ثلاث مرات للتأكيد على أن البركات التي تتدفّق من عمل المسيح تفوق الخسائر الناتجة عن خطيئة آدم. فهو يقول أنه «في المسيح يتباهى نسل آدم ببركات أكثر ممّا أضاع أبيهم الأول» فإن المؤمنين في المسيح أفضل حالاً من أي وقت مضى مما كانوا في آدم لو لم يسقط.
دعونا نفترض للحظة أن آدم لم يخطئ، وأنه بدلاً من أن يأكل من الثمرة المحرَّمة قرّر هو وزوجته أن يطيعا الله، ماذا كان يمكن أن تكون النتيجة في حياتهما؟ بقدر ما نعرف قد يستمرَّا في العيش إلى الأبد في جنة عدن، وقد تكون مكافأتهما حياة طويلة على الأرض الأمر الذي ينطبق أيضاً على نسلهما. وطالما هم أيضاً لم يخطئوا فقد يستمروا في العيش في جنة عدن إلى الأبد، وقد لا يموتوا.
لكن في تلك الحالة من البراءة، لن يكون لهم إحتمال الذهاب إلى السماء أبداً. لن يكون هناك وعد بأن يُسكَنوا ويُختَموا بالروح القدس، ولن يُصبحوا ورثة الله ووارثين مع يسوع المسيح، وأنه لن يكون لهم رجاءً ليصبحوا على صورة إبن الله، وسيكون هناك دائماً الإحتمال الرهيب من أنهم قد يخطئوا ويفقدوا البركات الأرضية التي تمتّعوا بها في عدن.
فكّر، على النقيض من ذلك، بالمركز اللّامتناهي والسامي الذي حصَّله المسيح لنا بعمله الكفّاري، فإننا قد تباركنا بكل بركة روحية في السّماويات في المسيح، فقد أصبحنا مقبولين بالحبيب وكاملين بالمسيح، مّفديّين ومصالَحين ومغفور لنا ومبرَّرين ومقدَّسين ومُمجَّدين، وقد جُعلنا أعضاء في جسد المسيح، ثم سُكِنَّا وخُتِمنا بالروح الذي هو عربون ميراثنا، فنحن آمنون في المسيح إلى الأبد، وأولاد الله وأبناء الله وورثة الله وورثة الله بيسوع المسيح، إننا قريبون من الله وأعزّاء على الله مثل إبنه الحبيب، وهناك الكثير الكثير، لكن هذا يكفي لنُبيِّن أن المؤمنين هم بحالٍ أفضل اليوم في الرّب يسوع المسيح ممّا كانوا سيحصلون عليه في أي وقت مضى في آدم لو بقيَ بريئاً.
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:29 PM   رقم المشاركة : ( 13556 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«…الرَّاقِدُونَ بِيَسُوعَ»
(تسالونيكي الأولى14:4).
كيف يجب أن يكون ردُّ فعلنا عندما يموت أحد أحبّاءنا في الرَّب؟ ينهار بعض المؤمنين عاطفيّاً، وآخرون، وبينما هم محزونون يتحمّلون ذلك بشجاعة، هذا الأمر يتوقف على مدى عُمق جذورنا في ﷲ وبأي مقدار نتعاطى مع حقائق إيماننا العظيمة.
بادئ ذي بدء، يجب أن ننظر إلى الموت من وجهة نظر المُخلّص، وهذا جواب لصلاته في يوحنا24:17، «أيُّهَا الآبُ أرِيدُ أَنَّ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَعْطَيْتَنِي يَكُونُونَ مَعِي حَيْثُ أَكُونُ أَنَا لِيَنْظُرُوا مَجْدِي». وعندما يذهب أحد أحبّاءنا ليكون معه، يَرى من تعب نفسه ويشبع (إشعياء11:53)، «عَزِيزٌ في عَيْنَيِ الرَّبِّ مَوْتُ أَتْقِيَائِهِ» (مزمور15:116).
ينبغي أن نقدر ما يعنيه الموت للشخص الذي مات. لقد إُدخِلَ لمعاينة الملك في جَماله، وقد تحرّر إلى الأبد من الخطيئة والمرض ومن الأوجاع والأحزان، لقد نُقلَ من وجه الشر الآتي (إشعياء1:57)، «لا يمكن مقارنة أي شيء مع إنطلاق قدّيس ﷲ إلى بيته، بتركه هذا الجسد الترابي الحقير لينطلق حراً من عبودية المادة، وليُرحَّب به من عدد لا يحصى في شركة الملائكة». لقد كتب الأسقف رايل: «في اللحظة التي فيها يموت المؤمنون، فهم في الفردوس، قد حُسمت معركتهم، وانتهى صراعهم. لقد عبَروا من خلال ذلك الوادي القاتم الذي يجب أن نجتازه يوماً ما، وشربوا كأس المرّ الأخيرة التي مزجته الخطيئة للإنسان. لقد وصلوا إلى المكان حيث لا حزن ولا تنهُّد، وبالتأكيد لا نتمنّى لهم العودة مرة أخرى. ينبغي ألا نبكي عليهم بل على أنفسنا».
إن الإيمان يمتلك هذه الحقيقة ويمكِنُه الصمود مثل شجرة مغروسة عند مجاري المياه.
أما بالنسبة لنا، فإن موت من نحبَّ ينطوي دائماً على الحزن، لكننا لا نحزن كالباقين الذين لا رجاء لهم (تسالونيكي الأولى13:4). نَعرِف أن من نحبه هو مع المسيح وذلك أفضل جدّاً، ونعرف أن الفراق هو فقط لبعض الوقت وبعد ذلك سيتم جمع شملنا على سفوح جبال أرض عمّانوئيل، وسنتعرَّف على بعضنا البعض في ظروف أفضل ممّا عرفنا في أي وقت مضى هنا. ننتظر مجيء الرَّب بفارغ الصبر عندما يقوم الأموات في المسيح أوّلاً، ونحن الأحياء الباقين سنُخطف جميعاً معهم في السحب لملاقاة الرَّب في الهواء (تسالونيكي الأولى16:4). وهذا الرجاء يُظهر كل الفرق، وبالتالي فإن تعزيات ﷲ لنا ليست بقليلة (أيوب11:15)، فحزننا يختلط بالفرح، أما إحساسنا بالخسارة فقد تم تعويضه كثيراً بوعد البركات الأبدية
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:31 PM   رقم المشاركة : ( 13557 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ثعالب في الكروم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خذوا لنا الثّعالب، الثّعالب الصّغار المفسدة الكروم، لأنّ كرومنا قد أقلعت.
نشيد الأنشاد 15:2
همس الملك من وراء الباب: "يا حبيبتي،إذا لم تتغلبي على هذه الأشياء فسوف تدمّرين علاقتنا."
قالت:" أي علاقة؟ فرغم كل محاولاتي فإنني أشعر أني فاشلة. أنا أعرف أنك تبغض شكلي في داخلك، لكني أريد حبّك وليس شفقتك!"
أجاب الملك:" يمكنك أن تحصلي عليهما كليهما. لكن إذا لم تعالجي عدم غفرانك وعنادك وإشفاقك على نفسك، فسوف تتسبّبين في إفساد براعم حبنا مثلما تفعل الثّعالب الصغيرة بالكروم."
وماذا عنك أنت أيضاً؟ هل هناك مواقف سلبية في قلبك تهدّد بهدم علاقتك بالرب يسوع المسيح؟ إذا كان الأمر كذلك، وبحسب ما جاء في نشيد الأنشاد 15:2، فأنت الوحيد القادر على وضع حد لهذه المواقف. هذا صحيح، فرغم أنّ الله يحبك كثيراً، إلا أنه لن يتعامل مع هذه المواقف عوضاً عنك. فربما كنت تتساءل في نفسك:" كيف يمكنني أن أتخلص من هذه المواقف الصعبة؟ فأنا لا أعرف حتى ما هي؟" أنت على حق. فقبل أن تتمكن من معالجة هذه المواقف، يجب عليك أولاً أن تعرف ما هي. فربما تواجه تهديداً بسبب خطايا عدم الغفران والمرارة والغضب والعناد. أو ربما ينبغي عليك أن تتعامل مع مشاعر الرفض والاكتئاب والخوف والوحدة التي تهاجم حجرات قلبك.
لكن مهما كانت المواقف التي تواجهها، يمكنك أن تتغلب عليها جميعها بالطريقة نفسها تقريباً. فبعد أن تتعرف عليها كخطية تحتاج إلى توبه، أو كجرح يحتاج إلى الالتئام، يجب عليك أن تأتي بمشكلتك إلى الرب يسوع المسيح مستنداً على وعود كلمته. وحالما تبدأ بتطبيق الوعد المناسب لاحتياجك فسوف يبدأ إيمانك بالنمو. وعندئذٍ، سوف تبدأ في اختبار القوة التي تحتاج إليها لاستئصال جذور الخطية والمواقف الذهنية التي تهدّد بتدمير حياتك.
لكن رغم كل الوعود المذكورة في كلمة الله، إلاّ أنك ربما ما تزال تعاني من صعوبة تركيز أفكارك وإخضاعها لسيادة الرب يسوع المسيح. لهذا فإنّ الآيتين 2 كورنتوس 4:10-5 توضحان أنّ هناك حصون ذهنية وعاطفية وروحية ينبغي عليك أن تهدمها قبل أن تتمكن من البدء في إخضاع أفكارك ومواقفك لسيادة الرب يسوع وكلمته المقدسة. ورغم أنّ هذه الحصون قد تشتمل على مرارة عميقة في قلبك، أو صراعات قديمة مع الاكتئاب، إلا أنّ الله يريد أن يفعل في حياتك أكثر من مجرّد تحريرك. فهو يريد أن يباركك بكل بركة أعدها لأجلك.
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:33 PM   رقم المشاركة : ( 13558 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

التجمع في اورشليم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
متى1:21-11؛ مرقس1:11-10؛ يوحنا12:12-16
"ولما قربوا من اورشليم وجاءوا الى بيت فاجي عند جبل الزيتون حينئذ ارسل يسوع تلميذين قائلا لهما . اذهبا الى القرية التي امامكما فللوقت تجدان اتانا مربوطة وجحشا معها فحلاهما وأتياني بهما. وان قال لكما احد شيئا فقولا الرب محتاج اليهما . فللوقت يرسلهما فكان هذا كله لكي يتم ما قيل بالنبي القائل قولوا لابنة صهيون هوذا ملكك يأتيك وديعا راكبا على اتان وجحش ابن اتان فذهب التلميذان وفعلا كما امرهما يسوع وأتيا بالاتان والجحش ووضعا عليهما ثيابهما فجلس عليهما والجمع الاكثر فرشوا ثيابهم في الطريق . وآخرون قطعوا اغصانا من الشجر وفرشوها في الطريق والجموع الذين تقدموا والذين تبعوا كانوا يصرخون قائلين أوصنا لابن داود . مبارك الآتي باسم الرب. أوصنا في الاعالي. ولما دخل اورشليم ارتجّت المدينة كلها قائلة من هذا. فقالت الجموع هذا يسوع النبي الذي من ناصرة الجليل."
لقد كان هذا التجمع في اورشليم ليس من المدينة فقط ولكن الوف الحجاج الذين قدموا من لا يقل عن 15 قطرا من اقطار العالم القديم الذي سكنه اليهود ايام الامبراطورية الرومانية، هؤلاء الذين تشردوا بسبب الاضطهاد السياسي. فلقد قدموا ليعيدوا عيد الفصح بحسب الطقس اليهودي، ومجيئهم المبكر كان لكي يشتروا التقدمة (الحيوان الذي يجب أن يقدموا، وليحفظوه لمدة ثمانية ايام للفحص) فكانت المدينة تعج بالزوار الذين لم يعرفو الكثير عن يسوع سوى ما سمعوه من السكان في الايام القليلة السابقة لهذا اليوم وما تعلموه في النبوات في العهد القديم. لقد كان عند جميع اليهود المستوطنين والدخلاء امل واحد وهو التحرر من عبودية الاحتلال الروماني لبلادهم، ولكي يكون لديهم حرية العبادة كما ارادوا.
نلاحظ أن الرب يسوع عرف ما سيصادف التلميذان الذان ذهبا لياخذا الاتان واخبرهم بما يجب أن يقولا.
أ‌. كان يجب أن يركب يسوع الاتان لكي يتمم ما قيل بالنبوة عنه في زكريا 9:9 لقد تم ما قاله يسوع بالتمام لكن هل كان بالامكان أن يقع خلل لكي لا تتم نبوة زكريا بيسوع نفسه؟ من الناحية البشرية يمكن بعد مضي السنين الطويلة بعد نطق نبوة زكريا، ولكن من الناحية الالهية لا يمكن أن يكون هذا مما يدل على كون الرب هو الله الظاهر بالجسد، عندها سجلت هذه الحادثة لحظة مهمة وحاسمة في التاريخ لانه بها قد انتهت الستة والتسعون اسبوعا المذكورة في نبوة دانيال، وبعد ذلك سيقطع المسيح (دانيال26:9). لم يقع اي خلل ولا يمكن أن يكون غير ذلك، بل تم احضار الاتان ووضعوا عليه الثياب. بعمله ذلك اعلن يسوع بانه هو المسيح المنتظر.
ب‌. لا يمكن لأي من المتجمهرين لهذا المشهد أن ينكر فهمه لما عملوه ليسوع من التكريم له كملك، عندما هتفوا له صارخين "أوصنا لأبن داود، مبارك الآتي باسم الرب". هذه الكلمة اوصنا تعني مخلص، لقد ادركو من هو بالتمام، لقد ارادوا الخلاص من الرومان. ولكن استعملت العبارة ايضا لتبجيله. لقد عرفوا انه ابن داود وانه من عند الله اتى للخلاص.
ت‌. يمكننا أن نسمع الشعب يصرخ عبارة جائت في مرقس10:11، والتي تقول "مباركة مملكة ابينا داود الآتية باسم الرب." لم يعترف الشعب بان يسوع اتى باسم الرب فقط، بل اعترف ايضا انه ملك من فوق بتعيين من الرب.
ث‌. اغلبية هذه الجموع التي صرخت هذه العبارات للملك الآتي باسم الرب، هي نفسها التي صرخت اصلبه اصلبه، بعد يبضعة ايام فقط من هذ الحادثة. من هنا نتعلم ان الانسان الذي يتكلم ويهتف وبدافع خاطئ، ليس من قلبه بل من حاجة مؤقتة، سريعا ما يرتد ويعمل العكس تماما، لقد ملكوه ومن بعدها صلبوه،
تطبيق: لننتبه عندما نقول شيئ للرب او عنه، أن لا ننقلب ضده سريعا لان دافعنا الاول كان المنفعة المادية. بل ليكن دافعنا الايمان به فعلا انه هو الملك الآتي باسم الرب والرب الآتي ليخلص البشر من الخطيئة والعقاب الابدي في جهنم. تعال اليه اليوم ليكون مخلصك للحياة الابدية. هذه البركة حقيقية لكل واحد يقبله.
 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:35 PM   رقم المشاركة : ( 13559 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيح قام

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت تلك الليلة مشهودة، كانت ليلةً ليلاء حالكة، سجّلها التّاريخ وخطّها على صفحاته ونقشها في ضميره… ليلة حُبلى بالألم والخيانة و… الولادة الجديدة.
"ولكن لتكن مشيئتك لا مشيئتي" صرخ وتساقطت قطرات عرقه كما قطرات دم، بل قطرات دمٍ فعلاً، دم الألم، دم الخطيئة التي سيحملها على منكبيه وكتفيه.
"المسيح قام من بين الأموات وداس الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور".
القيامة هي الأنتصار الممجد الذي منحه يسوع المسيح لكل مؤمن بموته وقبره وقيامته في اليوم الثالث كما هو مدون في الكتب. ونحن نعلم أنه آت ثانية! وأن الموتي في المسيح سيحيون، والذي سيحيون وقت مجيئه سيتغيرون ويمنحنون أجساد ممجدة (تسالونيكي 13:4-18). فما أهمية قيامة المسيح؟ أنها توضح قبول الله لتضحية المسيح من أجلنا. وتثبت قدرة الله علي اقامة الأموات. وتؤكد لنا أن الذين يؤمنون بالمسيح لن يظلوا موتي، بل سيقاموا للتمتع بحياة أبدية. وهذا هو رجاؤنا المبارك!

 
قديم 18 - 07 - 2016, 07:37 PM   رقم المشاركة : ( 13560 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الْمَوْضِعُ خَلاَءٌ ... اِصْرِفْهُمْ لِكَيْ يَمْضُوا ... وَيَبْتَاعُوا لَهُمْ خُبْزًا، لأَنْ لَيْسَ عِنْدَهُمْ مَا يَأْكُلُونَ
( مرقس 6: 35 ، 36)

يا لها مِن كلمات مُخجلة تخرج مِن أفواه أُناس راجعين توًّا مِن التبشير بالإنجيل: «اِصرفهم»! ولكن الكرازة بالنعمة شيء، والعمل بالنعمة شيء آخر. ومع أن التبشير ممدوح، إلا أنه لا يكون ذا قيمة إن لم يكن مصحوبًا بالعمل. وكما أن تعليم الجهال أمر صالح، كذلك إشباع الجياع صالح أيضًا، وقد يحتاج الأخير إلى إنكار الذات أكثر من الأول، لأن التبشير بالإنجيل قد لا يُكلِّفنا شيئًا، أما إطعام الجياع فيُكلِّفنا فتح مخازننا العزيزة لدينا، وعندما يصل بنا الأمر إلى هذه النقطة يُقدِّم القلب احتجاجاته التي لا حصر لها.
وما حمل التلاميذ أن يطلبوا هذا الطلب المملوء بمحبة الذات «اِصرِفهم»، إلا عدم الإيمان، لأنهم لو تذكَّروا أن بينهم شخصًا قد عال في قديم الزمان ستمائة ألف ماشِ في برية مُقفرة، مدة أربعين سنة، لعلموا أنه قادر على أن لا يصرف جمعًا كثيرًا وهو في حالة الجوع، إلا بعد أن يُشبعه، لأن نفس اليد التي أشبعت تلك الجموع الفقيرة قديمًا كل ذلك الزمان، لا شك قادرة أن تُقدِّم أكلة واحدة لخمسة آلاف شخص. هذا في اعتبار الإيمان، وأما عدم الإيمان فيعمي البصيرة، ويُضيِّق القلب، ويغلق أحشاء الرحمة، لأن الإيمان والمحبة متلازمان دائمًا، وينموان معًا على مُعدَّل واحد. فالإيمان يفتح ينابيع القلب، ويُفجِّر منه مجاري المحبة، لذلك يقول الرسول للتسالونيكيين: «لأن إيمانكم ينمو كثيرًا، ومحبة كل واحدٍ منكم جميعًا بعضكم لبعض تزداد» ( 1تس 1: 3 ). هذا هو القانون الإلهي: القلب المملوء بالإيمان يستطيع أن يُقدِّم فعل الخير، أما القلب غير المؤمن فلا يقدر أن يُقدِّم شيئًا، لأن الإيمان يجعل القلب على اتصال بمخازن الله التي لا تفرغ، ويملأه بأرق العواطف الخيّرة، أما عدم الإيمان فيشغل الإنسان بنفسه، ويملأه بجميع حسابات ومخاوف محبة الذات. والإيمان يرفعنا لنتنسم جو السماء الذي يُوسِّع قلوبنا، أما عدم الإيمان فيتركنا منغمسين في جو هذا العالم الفاسد. الإيمان يجعلنا نُصغي إلى كلمات ربنا المملوءة نعمة: «أعطوهم أنتم ليأكلوا»، أما عدم الإيمان فيقودنا أن ننطق بهذه الكلمات الجافة: ”اصرف الجموع“. وبالإجمال لا شيء يُوجِد رَحبًا واتساعًا في القلب كالإيمان، كما أنه لا شيء يُضيِّق النفس نظير عدم الإيمان. يا ليت إيماننا ينمو كثيرًا حتى تزداد محبتنا أكثر فأكثر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024