منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 16 - 07 - 2016, 05:55 PM   رقم المشاركة : ( 13541 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المجمع الأرثوذكسي الكبير

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كنت أفضّل لو سُمي باللقاء الأرثوذكسي الكبير، لا المجمع، وذلك لأهميّة التمييز بين الاثنين. فسيحضره، بحسب ما اتُفق عليه، أربعة وعشرون أسقفاً، من كلًّ من الكنائس الأرثوذكسيّة الأربع عشرة، بينما أقرّ التراث بأن يشترك جميع الأساقفة، مهما كان عددهم، في المجمع المسكوني. كذلك يستدعي انعقاد المجمع المسكوني انتشار هرطقةٍ ما، تشكّل تهديداً للإيمان المستقيم، وانحرافاً عن الرؤية الإلهيّة الصحيحة، وهذا ما لا يوجد حاليّاً. يواجه الإيمان المسيحيعموماً، والأرثوذكسيّ، تحديداً، تحديّات كثيرة.قد تضطرّ فيها الكنيسة،لخطرها، إلى أن تنظر فيها، وتواجهها. لكنّها لا تصل إلى حدّ الهرطقة، التي تطال العقيدة المسيحيّة القويمة، وتؤثّر على الخلاص، على غرار الآريوسيّة، وحرب الأيقونات، وما إليها، من هرطقات سادت، واضطرّت الكنيسة إلى عقد المجامع المسكونيّة، بسببها.
الأخطار كثيرة جدّاً في عالمنا الموسوم بالفرديّة والاستهلاك والعولمة والإلحاد العَمَلي، البادي في تغيّر جذريّ للمناقبيّة الأخلاقيّة. جلب المجتمع الصناعي والتكنولوجيا السأم، وانعدام الرجاء، والعزلة، والوحدة، إلى جانب الرخاء الاقتصادي، والتقدّم العلمي. كلّما ازداد التطوّر التقني والعلمي،ازدادت حاجة البشر، إلى البحث عن معنى الحياة وغايتها.
المأمول الممكن من هذا اللقاء أن يكون تعبيراً عن الشركة الإيمانيّة الواحدة، القائمة بين الكنائس الأرثوذكسيّة المستقلّة، وأن يشكّل فرصة مباركة، للتداول بشأن التحدّيات، التي يواجهها المؤمنون، في زماننا المعاصر هذا. لقاء الإخوة حدث مبارَك وفَرِح. وقد جاء في الكتاب المقدّس “هوذاما أحلى وما أجمل أن يجتمع الإخوة معاً”. مع ذلك،وككلّ لقاء، قد يحمل هذا الاجتماع، في داخله، أخطاراً ومحاذير.
يتخوف بعض المؤمنين، على سبيل المثال، من أن ينجم عن هذا اللقاء توجّهات تُلزِم الكنائس ببعض الممارسات، التي قد لا يقبلها الوجدان الأرثوذكسي، في مجال العلاقات المسكونية بخاصّة؛ أو يُنتج قرارات لا تراعي الأوضاع، التي ما زالت تتطلّب الوقت، لكي تكتشف الكنائس الصيغة الفضلى المناسِبة لها، كحال كنائس الانتشار؛ أو قد يرسي نهجاً في التعامل الأخوي، يحمل في طيّاته توجّهاً مركزيّاً، يناقض التراث الأرثوذكسيّ، وروح الشورى، واللاهوت الأرثوذكسي. كما أنّ العقليّةَ العالميّة الدهريّة السائدة، والعولمةَ، التي باتت وسيلةً لفرض ثقافة بعينها، وردودَ الأفعال المحليّة، التي تهدف إلى حماية الذات، من الغزو العولمي الطاغي، والحضورَ الخفيّ للسياسات المحليّة والعالميّة، كل هذا يشكّل عوامل تستدعي المزيد من المواجهة،لكافة التحدّيات المطروحة، بالمزيد ممّا يميّز الأرثوذكسيّة من روح الحرص على نقاوة الإيمان، والرصانة في التعاطي مع تحدّياته، والحفاظ على استقامة الرأي فيه، والانطلاق من الحقّ الإنجيلي، والإنصات إلى صوت الله عبر قدّيسيه الأحياء، لا عبر المدعوين لاهوتيّين، لمجرّد دراستهم علم اللاهوت، واستلهام الروح القدس أولاً وأخيراً.
مبدئيّاً، سيبحث هذا الاجتماع في ست أوراق، يغلب عليها الطابع الرعائي. ولكن كلّ رعاية تقوم على الرؤية التي تهدف إلى مساعدة المؤمنين على تحقيق خلاصهم؛ ولا يتحقّق الخلاص خارج الرؤية الإيمانيّة النقيّة والمستقيمة. حصرت الاجتماعات التمهيديّة، التي هيأت لهذا الاجتماع، المواضيع في الصوم، والزواج، وعلاقة الكنيسة الأرثوذكسيّة بباقي العالم المسيحي، ومساهمتها في العالم المعاصر، وكيفيّة إعلان الإدارة الذاتيّة للكنائس الناشئة، وقضيّة الانتشار الأرثوذكسي، التي ستكون الأهمّ، والأكثر عرضة لاختلاف الرؤى.
تكمن الصعوبة، في لقاء كهذا، في أنه يحصل بعد أكثر من ألف عام، من عدم اللقاء بهذا المستوى. عانت، وما تزال، معظم الكنائس الأرثوذكسيّة، في الألفيّة الثانية للمسيحيّة، من أوضاع تاريخيّة غاية في الصعوبة. أرست هذه المعاناة التاريخيّة عقليّات وطرائق مختلفة، في التعاطي مع القضايا الرعائيّة، ومواجهة التحدّيات الإيمانيّة المستجدّة. ساعد تاريخ الأرثوذكس، الثقيل والمرّ، على جعلهم يميلون إلى التمسّك بما عندهم، ولو صار، بالممارسة أحياناً، إلى ما هو عكسه. فرفض أيّ تغيير أو تعديل أو إصلاح في الممارسة، لا يزال منتشراً، بكثرة، في الأوساط الأرثوذكسيّة كافّة. فالكنائس الآتية من اضطهاد فظيع وطويل، ترفض الكلام عن الإصلاح، وترى فيه تهديداً لاستقامة الإيمان.على سبيل المثال، لن تكون مواقف الكنيسة، التي لا يعرف شعبها مجتمعاً مختلطاً، أو التي تشهد عملاً تبشيريّاً حقيقيّاً يمزّقها، من مسيحيين آخرين، متقبّلة التعاطي مع العالم المسيحي، مثل الكنيسة التي يعيش شعبها، بسلام، وسط مجتمع متعدّد، وثقافات روحيّة متنوعة.
إلى ذلك تلعب العوامل التاريخيّة والظروف السياسيّة دوراً مؤثراً في رفع درجة الحساسيّة من بعد سياسيّ ما، لأيّ قضيّة مدار بحث. كما تشهد كثرة من الشعوب الأرثوذكسيّة استفاقة قوميّة، في الوقت الذي يعتبر الإيمان الأرثوذكسي الإثنيّة هرطقة. سترخي هذه الظاهرة بظلالها بالتأكيد على جوّ الاجتماع، ولو بشكل غير مباشر. فأحلام الأوليّة والمركزيّة والسلطة وروما الأولى والثانية والثالثة، قائمة هنا وثمّة. كيف ستعالَج قضيّة الانتشار الأرثوذكسيّ في المهاجر في مناخ كهذا؟
يبقى السؤال الأهمّ، في نظري، كامناً في مضمون الرسالة الرعائيّة الختاميّة، التي سيوجّهها الآباء المجتمعون إلى المؤمنين والعالم. في ظل الرؤى الرعائيّة الكثيرة الاختلاف والتنوّع، بين الكنائس، ما هي الأجوبة والإرشادات التي سيحملها الاجتماع، لأبناء الكنيسة وللعالم؟
لا شكّ في أنّ التحدّي عظيم، ولكن الإيمان بحضور الروح القدس وفعله عظيم أيضاً. لطالما تعرّضت الكنيسة، على مدى التاريخ، لأخطارٍ كادت تودي بها أحياناً، لكن سيّدها حفظها بطرقٍ هو وحده يعرفها ويوجدها. ولا شكّ في أنّ الكنيسة ملأى بالأنقياء والبررة، الذين يعمل الروح فيهم، ويستخدمهم، لكي يوجّه دفّة السفينة نحو الميناء الأصلح. رجاؤنا أن يكون صوت القدّيسين الأحياء مسموعاً.
اللقاء، بحدّ ذاته، بعد ألف سنة إنجازٌ كبير، وإذا ما نجح، فسوف يهيّء النفوس والقلوب إلى العمل المشترك، وتبادل الخبرات، بشكل أكثر فاعليّة وتأثيراً في المستقبل. يبقى أن يرافقه جميع المؤمنين، المتحمّسين له، والمتوجّسين منه، والرافضين إيّاه، بصلوات حارّة، ونقاوة سيرة، لتكون السيادة فيه للروح القدس وحده.
المطران سابا (إسبر)
 
قديم 16 - 07 - 2016, 05:56 PM   رقم المشاركة : ( 13542 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

نظرة ابائية على المجمع الأرثوذكسيّ المسمّى (الكبير)

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أخيرًا انعقد المجمع الّذي كان ينبغي أن يكون مجمعًا مسكونيًّا للكنيسة الأرثوذكسيّة الجامعة، لكنّ الخجل من الإعتراف بالأرثوذكسيّة أنّها الكنيسة الجامعة وأنّها تحمل ملء الإيمان الجامع، دفعهم ليطلقوا عليه صفة الكبير فقط.



لكنّ هذا الكبير انعقد صغيرًا، وكان الأجدى ألا ينعقد، لأسباب عديدة. فعدم أمانته لروح وتعليم المجامع المسكونيّة التي انعقدت في تاريخ الكنيسة الطويل كان ظاهرًا. أوّل الأسباب هو تهميشه دور الأسقف، حين رفض دعوة كلّ الأساقفة الأرثوذكسيّين إلى المجمع؛ وعدم إعطاء كلّ واحد من الذين دُعُوا حقّ التصويت، لحساب نوع من بابويّة جديدة للبطاركة الأرثوذكس. لكنّ الخطر الأكبر لهذا المجمع يكمن في سعيه لإرساء قواعد أكليسيولوجيّة جديدة تُفتّت وحدة الكنيسة القائمة على وحدة الإيمان. في الأرثوذكسيّة، كل من يُخالف تعليم الكنيسة الواحدة وإيمانها الواحد يُصبح خارج الكنيسة وليس كنيسة. في أكليسيولوجيّة هذا المجمع الجديدة يتمّ الإعتراف بكنائس وبأسرار خارج الكنيسة الأرثوذكسيّة؛ لا يتكلّم هذا المجمع على هراطقة ومنشقّين وخارجين على الإيمان والكنيسة؛ هناك فقط تغاضٍ عن “العقائد الصغيرة”، كما يسمّونها.

كلّ المجامع السابقة عبر التاريخ، التي قبلتها الكنيسة في وجدانها الحيّ، المسكونيّة والمحلّيّة،كان همّها حفظ وحدة الكنيسة من خلال حفظ وحدة الإيمان الأرثوذكسيّ وتسمية الهرطقات وتبيان ضلالاتها. آباء الكنيسة، بدون استثناء، رفضوا رفضًا قاطعًا تسمية الخارجين على الإيمان الواحد كنيسة. يبدو ظاهرًا أنّ هذا المجمع يقطع تلك الاِستمراريّة في حفظ الإيمان الأرثوذكسيّ الواحد والمقدّس، التي جاهد في حفظها آباء الكنيسة العظماء، من القدّيس اغناطيوس الأنطاكيّ مرورًا بإيريناوسالليونيّوالكبادوكيّينومكسيموس المعترف وفوتيوس العظيم وغريغوريوس بالاماس ومرقسالأفسسيّ. لقد كان واضحًا أنّ هذا المجمع، المسمّى الكبير، لا يطلب هذه الاِستمراريّة في حفظ الإيمان الأرثوذكسيّ الواحد والمقدّس، بل مسايرة روح العالم. إنّ رفض الاعتراف بالمجامع السابقة (879-880 على زمن فوتيوس الكبير ومجمع 1351 على زمن العظيم غريغوريوس بالاماس)، التي أخذت مكانة مجامع مسكونيّة في ضمير الشعب الأرثوذكسيّ المؤمن في كل مكان، يُثبت هذا الأمر.



كنائس أرثوذكسيّة عديدة لم تشترك، من بينها أنطاكية. أنطاكية لم تشترك لكنّ أسبابها، إضافة إلى مشكلة قطر التي كان ينبغي أن تُحلّ قبل انعقاد المجمع، لم تكن لاهوتيّة-عقائديّة إنّما بالأكثر رعويّة. من المؤسف أنّه، ومن عقود عديدة وحتّى اليوم، أمور العقيدة والإيمان لا تُبحث في مجامع أنطاكية المقدّسة، وهذا أمر خطير.

نحن اليوم في زمن العولمة الدهريّة والحوارات المسكونيّة الفاسدة المدمّرتَين لكلّ الحقائق الإلهيّة التي سلّمنا إيّاها الربّ يسوع المسيح. العولمة ووليدتها البكر الحركة المسكونيّة، تهمّشان العقيدة وتقتلان في نفوس الأرثوذكسيّين هذا الحسّ المقدّس بالإيمان الواحد الّذي تسلّموه. هكذا يمزج إبليس الحقّ مع الضلال، المسيح مع بليعال.

الأساقفة، في الأرثوذكسيّة، أوّلاً وقبل أيّ همّ رعويّ آخر، هم حرّاس الإيمان الأرثوذكسيّ المقدّس. إنّ مجمعهم يكون مقدّسًا فقط إذا عرف كيف يحفظ نقاوة الإيمان الأرثوذكسيّ. كان إقرارًا جريئًا ومباركًا ما عبّرت عنه مجامع بعض الكنائس الأرثوذكسيّة، في مناقشتها قرار الإشتراك أو عدمه في هذا المجمع، كإقرار الكنيسة البلغاريّة: “خارج الكنيسة الأرثوذكسيّة المقدّسة لا يوجد كنائس أخرى، يوجد فقط هرطقات وانشقاقات. وأن نسمّي هؤلاء “كنائس” هو خطأ كلّيّ، لاهوتيًّا، عقائديًا وقانونيًّا”.




الأرشمندريت غريغوريوس إسطفان
رئيس دير سيدة بكفتين
 
قديم 16 - 07 - 2016, 05:57 PM   رقم المشاركة : ( 13543 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

عن الحركة المسكونية والدهرية

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إن الدين المسيحي الذي ألهم أعظم الأمور التي امتلكتها أوروبا في كل نقطة من النشاط البشري، قد تدهور من خلال الشعارات الجديدة:الفردية، الليبرالية، المحافظة، القومية، الإمبريالية، والعلمانية، التي في جوهرها لا تعني شيئاً غير اجتثاث مسيحية (dechristianization)المجتمع الأوروبي، أو بعبارة أخرى، إفراغ الحضارة الأوروبية.
الليبرالية، المحافظة، الطقوسية، الحق، القومية، الإمبريالية، القانون، الديمقراطية، الاستبداد، الجمهورية، الاشتراكية، النقد العلمي، وأشياء أخرى مماثلة قد ملأت اللاهوت المسيحي، والخدمة المسيحية، ومنابر المسيحية وكأنّها الإنجيل المسيحي. في الحقيقة، الإنجيل المسيحي مختلف عن كل هذه الأفكار الدنيوية والأشكال الزمنية اختلاف السماء عن الأرض. هدف كلّ هذه الأفكار الدنيوية والأشكال الزمنية أرضي وجسدي، إنه محاولة متشنجة لتحويل التعاسة إلى السعادة من خلال تغيير المؤسسات. على الكنيسة ألاّ تبالي بهذه الأفكار بل أن تشير دائماً نحو فكرتها الرئيسية، والتي تتجسد في المسيح. هذه الفكرة الأساسية لم تعنِ يوماً تغيير الأشياء الخارجية، المؤسسات، بل التغيير الروحي. كل الأفكار المذكورة أعلاه هي مبادئ دهرية لعلاج شرّ العالم، دواء ضعيف للغاية لشفاء أوروبا المريضة، خارج الكنيسة وبدون الكنيسة.
ليست المسيحية متحفاً حيث يتم تعيين كل شيء من البداية، بل هي ورشة عمل لا يهدأ فيها هدير العمل.
في العالم المسيحي، الكنيسة الأرثوذكسية وحدها هي مَن يحمل الإنجيل على أنه الحقيقة المطلقة الوحيدة وهي لا تخضع لروح هذا العصر… إن عندها فهماً مختلفاً لإنجيل المسيح – فالغرب يفهمه كنظرية، أو إحدى النظريات، بينما الشرق يعتبره جهاداً نسكياً (podvig) وممارسة.
يُحكى عن أنّ كل طائفة تحتوي فقط جزءً من العقيدة المسيحية، أمّا الكنيسة الأرثوذكسية فوحدها تحتوي مجمل الايمان الحقيقي ووفرته “الإِيمَانِ الْمُسَلَّمِ مَرَّةً لِلْقِدِّيسِينَ“(يهوذا 3). الرجاء بالمسيح يقوم على أساس الإيمان الحقيقي والكامل، لأنه مكتوب: الإيمان أولا، ثم الرجاء ومن ثم المحبة، وإلا فالبيت بلا أساس. وينطبق الشيء نفسه على الايمان بالآخرة الذي ورد في ذلك الإيمان من البداية. وبدون إيمان كهذا، من الصعبمقاربة المسيح بالحق، والمسيح هو الرجاء الكامل، ومثله المسيح الأخروي الذي سوف ينجز التاريخ البشري ويكون القاضي الأبدي. إن اتحاد جميع الكنائس لا يمكن أن يتحقق من خلال تنازلات متبادلة بل فقط عن طريق التزام الجميع بالإيمان الواحد الصحيح في مجمله، كما انتقل إلينا من الرسل وصاغته المجامع المسكونية. وبعبارة أخرى، يتحقق اتحاد الكنائس بعودة جميع المسيحيين في الكنيسة الواحدة غير القابلة للتجزئة التي ينتمي اليها أسلاف جميع المسيحيين في العالم كله خلال القرون العشرة الأولى بعد المسيح. إنه الكنيسة الأرثوذكسية المقدسة.
القديس نيقوﻻ فيليميروفيتش
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 13544 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الحركة المسكونية: أهدافها وكيفية تطبيقها

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الفترة الأخيرة ازداد الكلام عن ما يسمى الحركة المسكونية، وعن طبيعة علاقات الكنيسة الأرثوذكسية مع الحركة المسكونية. فارتئينا ان نقدم بعض المعلومات العملية التي قد تنير القارئ وتنبهه لبعض نشاطات الحركة.
الحركة المسكونية هي عبارة عن مبادرة قام بها عدد من اللاهوتيين الارثوذكسيين وغيرهم من اللاهوتين من طوائف أخرى. هدفها كان العمل على تقريب العالم المسيحي من بعضه، وفتح باب التبادل الفكري والنقاش اللاهوتي بين الطوائف المسيحية. وبذلك تقريب الفكر وكسر الحواجز التاريخية الموجودة بين الطوائف. للأسف هذا الهدف الذي وضعه المؤسسون لهذه الحركة لم يدم طويلا، فبعد عدة أعوام من تأسيسها وبدء عملها، تم تغيير الهدف إلى توحيد العالم المسيحي تحت رئاسة واحدة وهي رئاسة البابا، وإعادة الشركة بين المسيحين في العالم بشرط قبول البابا.
هذا التغيير بالهدف، والذي ظهر وتبين بشكل جلي من خلال ممارسات اللاهوتيين غير الأرثوذكس، أدي إلى انسحاب المؤسسين الأرثوذكس من الحركة، مثال الأب جورج فلورفسكي الذي في أحد مقالاته المتعلقة بالحركة المسكونية صرح: “أومن وأنا واثق أن الكنيسة واحدة ولم تنقسم، وأن الوحدة الوحيدة التي أرجوها هي العودة الجماعية إلى الأرثوذكسية.” بعد إنسحاب اللاهوتيين الأرثوذكس من الحركة المسكونية، وبالطبع وجد أرثوذكسيين آخرين بقواعد لاهوتية ركيكة. إنضموا إلى الحركة المسكونية ليكملوا مسيرتها الجديدة.
سياسة الحركة المسكونية تظهر جليا عند قراءة كتب أو مقالات أعضاء الحركة، فهي تتبع سياسات عديدة منها السياسة العامة، والتي تختص بطائفة معينة على المستوى العالمي، والسياسة الجغرافية، والتي تختص بطوائف مسيحية في منطقة جغرافية واحدة، والسياسة الخاصة، التي تختص في بطريركية معينة.
تبدأ الحركة المسكونية بالسياسة العامة، بحيث تقوم بتبسيط قيمة الإختلافات العقائدية الموجودة بين الطوائف ثم تقوم بتغير أسماء هذه الطوائف إلى أسماء لا تدل على عقيدتها ، وإنما أسماء لها صلة بالكنيسة الأرثوذكسية بشكل خاص. وبهذه الطريقة تختفي الأسماء القديمة – مع بقاء الهرطقة – التي تم إدانتها من قبل المجامع المسكونية السبعة، وبهذا يتم تمويه الحقيقة بأن الموجودين الآن ليسوا مدانين من قبل المجامع المسكونية.
ومن الأمثلة على هذه السياسة، هو حال متبعي الطبيعة الواحدة، فكان اسمهم على طوال السنين (مونوفيسيت) وبهذا الإسم تم إدانتهم في المجامع المسكونية، فقامت الحركة المسكونية بتغيير اسمهم الي (ميافيسيت) والتي يعطي نفس المعني ولكن بتعبير آخر. ولأن هذا التعبير قريب من التعبير الأصلي فإنه يتم وبشكل تدريجي تغيير إسمهم إلى (اينوفيسيت). مثال آخر هو مثال النساطرة، فقد تم تغيير إسمهم إلى كنيسة الشرق!
لابد هنا ان نقف عند مثال النساطرة، وذلك لجدية الموضوع، حيث أن المسكونيون يدعون أن النساطرة لايتبعون نسطوريوس وأن نسطوريوس كان أرثوذكسيا. إدعائهم صحيح جزئيا، بحيث أن النساطرة يتبعون تعاليم ثيودورس موبسواستيس معلم نسطوريوس، ونسطوريس تلميذه. فنلاحظ ان نسطوريوس وثيودور يعتبران قديسان لديهم، ويتم تكريمهم في كل ليتورجياتهم، ونلاحظ أن اسم والدة الإله غير مذكور في الليتورجيا التي يتبعها النساطرة! أما من جهة أن نسطوريوس لم يكن هرطوقي، فإن نسطوريوس رفض تغيير تعبيرة (والدة المسيح) الي (والدة الإله) لأنه لم يؤمن بأن المسيح ولد من والدة الإله كإله.
السياسة الجغرافية للحركة المسكونية هي محاولة تقريب الطوائف التي تتواجد في منطقة جغرافية معينة، تتم المقاربة من خلال إنشاء مؤسسات محلية للمسيحين، من خلال هذه المؤسسات يتم دعوة الكهنة من مختلف الطوائف للتكلم مع الشباب، وطبعا دعوة الكهنة ذو الفكر المسكوني للترويج بطريقة دقيقة للحركة. تدريجيا يتم تنظيم صلوات جماعية لموضوع عام، كصلوات السلام، صلوات تحرير الأسرى. فيقع الإنسان البسيط والكاهن البسيط في شباكهم دون دراية.
وفي حال أن مثل تلك اللقاءات لم تنجح في تقريب الطوائف من بعضها، فإن الحركة تقوم بتوفير العوامل المناسبة للاضطرار للقاء، منها زيارات مكانية للاكليروس، او زيارات ممثلي مجلس الكنائس العالمي. وغيرها.
وكمرحلة أخيرة تأتي السياسة الخاصة، هذه السياسة تختص بالبطريركيات التي لا تعطي أهمية للحركة المسكونية ولا تتبع تعاليمها. وهدف هذه المرحلة جرّ البطريركية إلى المسكونية عنوةً. طبعاً الأساليب المتبعة هنا متنوعة ولاتتم تحت شعار الحركة المسكونية بل تحت شعارات اخرى لا تتم بصلة إلى الحركة المسكونية. أحد الأساليب التي تنتمي إلى هذه السياسة هي إنشاء حركات تقوم بالعمل ضد البطريركية المعينة، وباهداف معينة، بحيث تحاول إضعاف الأصوات الصارخة بالحق في هذه البطريركية وإعلاء صوت المسكونين داخل البطريركية والترويج لهم. اساس هذه الخطوة إضعاف شعبية الغير مسكونين وتلفيق التهم لهم، والتجديف على اسمائهم. لتحقيق هذا الهدف يتم استخدام عاطفة الشعب واشعال غضبه ضد الاكليروس أو المطران أو البطريرك، ويتم دعم الشعب من قبل الكاهن أو المطران المسكوني ليكتسبن الشعبية المطلوبة كمحاربين مع الشعب.
من أمثال هذا الأسلوب هي الحركات التي تعمل تحت غطاء الوطنية، لتحقيق أهداف المسكونية، فهذه الحركات ليس لها تسجيل حكومي أو أهداف تأسيسية واضحة. وإنما تعمل بشكل مستمر بتمويل “شخصي” حسب ادعائهم لمحاربة الاشخاص المعارضين للحركة المسكونية.
الثالوث القدوس يحفظكم أجمعين.
+لفرينديوس
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:21 PM   رقم المشاركة : ( 13545 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحاولة المنظمة لتشريع “اختلاط المعتقدات والحركة المسكونية” عن طريق المجمع الارثوكسي العظيم.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
هذه المقالة تظهر تضارب لاهوتي متسلسل والتناقض لنفسها! هكذا، ففي الفقرة رقم 1 تعلن عن ايمان الكنسي للكنيسة الأرثوذكسية لنفسها، معتبرة نفسها- وبصحة كاملة- “واحد، جامعة، مقدسة، رسولية”. ولكن، الفقرة 6 تأتي معارضة لما جاء في الفقرة 1. ندون بشكل خاص التالي” الكنيسة الأرثوذكسية تدرك الوجود التاريخي للكنائس الأخرى والإعترافات الأخرى غير متواجدين في شركة معها”. هنا يولد السؤال اللاهوتي التالي: بما أن الكنيسة “واحدة” كما نردد في قانون الإيمان وكالاعتراف في الفقرة 1، فكيف نتكلم عن كنائس مسيحية أخرى؛ إنه واضح أن هذه الكنائس هي غير أرثوذكسية.
ولكن “الكنائس” الغير أرثوذكسية لا يمكن دعوتها ولا باي شكل من الأشكال “ككنائس” من قبل الأرثوذكس. لأنه بالاعتبار اللاهوتي لا يمكن الكلام عن عدّة “كنائس” بإيمان مختلف، طبعا، في العديد من المواضيع اللاهوتية. بناءً على ذلك، في حين ان تلك “الكنائس” يبقون ويصرون على الأباطيل في إيمانهم، ليس من الصواب أن نعترف بهم – طبعا كمؤسسات- كنسية̱، خارج الكنيسة “الواحدة، المقدسة، الجامعة ، الرسولية”.
وبنفس الفقرة 6، يوجد تعارض لاهوتي جدي آخر. في بداية هذه الفقرة تم تدوين ما يلي “حسب طبيعة وجدانية الكنيسة فإن وحدتها من المستحيل ان تضطرب”. ولكن في نهاية نفس الفقرة كُتب، أن الكنيسة الأرثوذكسية بإشتراكها بالحركة المسكونية تهدف الي تمهيد الطريق المؤدي الى الوحدة.”
هنا يأتي السؤال: بما أن وحدة الكنيسة هي حقيقة، إذا ما طبيعة الوحدة التي يتم مناقشتها في الحركة المسكونية؟ هل القصد هنا هو عودة الغرب الى الكنيسة “الواحدة” والوحيدة؟ ولكن هذا الخيار لا نبصره في الرسالة وفي روح المقال. بالعكس، تعطي الإنطباع، انه هناك انقسام حقيقي في الكنيسة وأن هدف المتحاورين هو توحيد الكنيسة المنشقة.
خلط لاهوتي تسببه الفقرة 20، الذي ينص على:” نظرة حوارات الكنيسة الارثوذكسية اللاهوتية مع مع الكنائس و المعتقدات الأخرى، يتم تحديدها دائما بناءاً على معايير قانونية تم تشكيلها من قبل التقليد الكنسي (القانون 7من المجمع المسكوني الثاني والقانون 97 من المجمع البنثكتي).
ولكن القوانين (7 و ال95) يتكلمون عن الاعتراف بمعمودية مجموعة من الهراطقة، والذين يريدون أن ينضموا إلى الارثوذكسية. ولكن، من طريقة الكتابة ومن روح النص المنتقد لاهوتيا، فإنه لم يتطرق كلياً إلى عودة الخارجي عن الأرثوذكسية إلى الكنيسة الارثوذكسية والتي هي الكنيسة الوحيدة. ولكن خلافا لذلك، فالنص يعتبر معمودية الغير أرثوذكس من الأصل –وبدون قرار من المجمع الارثوذكسي- كحقيقة . بكلمات أخرى النص يتبنى “لاهوت العماد”. بنفس الوقت، يتجاهل وبشكل متعمد الواقع التاريخي، أن الخارجين عن الأرثوذكسية اليوم (الكاثوليك والبروتستانت) لديهم ليس واحد، وإنما العديد من العقائد، التي تختلف مع إيمان الكنيسة الأرثوذكسية (غير إنبثاق الإبن، طبيعة الاسرار المخلوقة، الأولوية والعصمة، رفض الإيقونات، رفض المجامع المسكونية وغيرها)
أيضا، الفقرة 22 تثير اسئلة عدة، حيث تدون “أن الكنيسة الأرثوذكسية … تقدر بشكل ايجابي (يُعنى هنا لجنة “الإيمان والنظام”) والتي تصدر مقالات لاهوتية… لنتقرب من الكنائس”. يجب الملاحظة هنا أن المقلات لم يتم التصديق عليها من قبل رؤساء كهنة الكنائس المحلية الأرثوذكسية.
وأخيرا، في الفقرة 22 يعطي الإنطباع، أن المجمع المزمع عقده يجحف بصواب القرارات التي يزمع ان يتخذها، بحيث يعتبر:” الحفاظ على أصولية الايمان الأرثوذكسي تكفل فقط من خلال النظام المجمعي، الذي دائما كان العامل الفعال والنهائي في الحكم على المواضيع الايمانية”. في هذه الفقرة يتم تجاهل الحقيقة التاريخية، أن في الكنيسة الأرثوذكسية العامل والحكم النهائي هي الضمير الناضج عقائديا لأفراد الكنيسة، التي في الماضي ألغت أو اعتبرت أحد المجامع المسكونية لصوصي. النظام المجمعي بحد ذاته لا يضمن تلقائيا صحة الإيمان الأرثوذكسي، هذا يحصل فقط عندما يجتمع أساقفة تم تفعيل الروح القدس داخلهم وحياه الطاعة أي المسيح بنفسه، بمعنى ان المجتمعين عمليا هم آباء قديسين.
تقييم شامل للنص
بعد كل ما كتب وقيل عن المجمع المزمع، فان هدفه هو تشريع الأمور بصورة مجمعية. هذا سياتي بعواقب وخيمة على الأرثوذكسية، ولذلك وبكل تواضع، أنصح بسحب النص.
وملاحظة لاهوتية لنص: “سر الزواج وموانعه”. في الفقرة 5 يدوّن “زواج الأرثوذكس بغير الأرثوذكس، يمنع بحسب الدقة القانونية، وغير ممكن مباركته. (القانون 72 المجمع بنثكتي) ولكن يمكن مباركته والتنازل لاهداف الخير، تحت الشرط ان الاولاد ثمرة هذا الزواج يجب أن يعمدوا ويكبروا داخل الكنيسة الأرثوذكسية”.
هنا الشرط: ” ان الاولاد ثمرة هذا الزواج يجب أن يعمدوا ويكبروا داخل الكنيسة الأرثوذكسية” يتناقض ولاهوت الزواج ومع سر الزواج كسر في الكنيسة الأرثوذكسية، وبما ان هنا تظهر اعطاء الولادة- مع اعتماد على المعمودية في الكنيسة الارثوذكسية- لتشريع قداسة الزواج المختلط، وهو تصرف يمنعه قانون(72 من المجمع البنثكتي) المجمع المسكوني. بكلمات اخرى، مجمع غير مسكوني، كالمجمع المزمع انعقاده، يربط (ويجعله اعتماديا) قرار صريح لمجمع مسكوني، وهذا تصرف مرفوض.
واخيرا، اذا ذلك الزواج لم ينتح عنه أولاد، هل يتم تشريع ذلك الزواج لاهوتيا عن طريق تشريط الزوج\ة الغير أرثوذكسي بتعميد أولاده أرثوذكسيا؟
من الناتج اللاهوتي بالاعتماد على الفقرة 5 هو انه يجب أن يتم حذفها.
ديمتريوس تسالنجيذي
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:26 PM   رقم المشاركة : ( 13546 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

شرف العنوسة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
استوقفني إحصاء لنسبة عدد الفتيات غير المتزوجات ببعض الدول وكان عنوان الإحصاء – إما عن جهل موروث في استعمال الكلمة أم للفت النظر للموضوع : نسبة العنوسة. في كلا الأمرين ثمة عدم احترام للمرأة.
كلمة عانس بالمعنى الشعبي تُخْفِي تعييراً.
من أسوأ الأمثال التي سمعتها عن الفتاة هي نصيحة قدّمها راعٍ إلى راعٍ آخر يوم تقدم شاب لطلب يد ابنته وتمنع الأب عن القبول ، قال له : “إسمع نصيحتي، شيل هالقملة من ذقنك وحطها في ذقن غيرك.” النظرة الى المرأة في أي مجتمع متخلف هي نظرة عار.
أما بالمعنى اللغوي فكلمة عانس تعني تأخر الفتاة أو الشاب في الزواج، وفسر المعجم كلمة عانس بما يلي:
” عنَسَ يَعنُس ، عُنُوسةً وعِناسًا وعَنْسًا وعُنُوسًا ، فهو عانس :-
• عنَستِ البنتُ البكْرُ طالت عزوبتُها ، طال مُكْثُها في منزل أهلها بعد إدراكها سِنَّ الزَّواج دون أن تتزوَّج .
• عنَس الرَّجلُ : طالت عزوبتُه ولم يتزوّج .”
لن أتكلم عن عنوسة الشباب لأن المجتمع الذكوري لا يرى عيباً في الذكر. لم أسمع يوما أحداً ينادي رجلاً تأخر في الزواج أو لم يتزوج بعانس، بل ” عايش حياتو، عم يتمتع بالحياة…… ” أما بخصوص الفتاة فهي دائماً مكسر عصا لثقافة طالما اعتبرت المرأة عاراً وحملاً ثقيلاً على أهلها وعائلتها وعشيرتها.
من حدد سن الزواج ؟ ومن له الحق ان يقرر من هي عانس واستناداً إلى أي شرع ؟ من قال بوجوب الزواج أو عدمه ، ألانجاب أو عدمه ؟ من ربط السعادة للمرأة بالزواج أو الإنجاب ؟ ثمة كثير من العذارى أنجبن نفوساً وربيّن أجيالاً دون الزواج، أي بالتربية والفضيلة والتبني.
نعم، الحياة الطبيعية هي في الزواج والإنجاب والعائلة لاستمرارية الحياة. لكن ماذا لو صارت الحياة غير طبيعية؟
ماذا لو كُثُر الذكور وقل الرجال؟ ماذا لو هبط المستوى الأخلاقي في العالم وصار مقياس الرجولة بالترف وحياة الليل وتعدد العلاقات خارج الزواج ومحاولات تقليد حياة غريبة عن عاداتنا المشرقية والمسيحية ؟ ما هي خيارات الفتاة المحافظة ، المثقفة ، ابنة العائلة وإبنة الرب في هذه الفوضى؟ هل يجب أن تسمى عانساً أم امرأةً حرةً شريفة صاحبة أخلاق ومبادئ وتحترم أنوثتها مهما كان الثمن حتى لو حرمت نفسها من أهم حلم لكل امرأة وهو الأمومة.
بين زوجة عبدة وعزباء حرّة فلتحيا العزوبية.
بين بين امرأة متعلمة مثقفة حكيمة بدون زواج وامرأة جاهلة متزوجة فلتحيا ” العنوسة.”
بين امرأة تخاف الله في مجتمع قلّ فيه الرجال الذين يخافون الله فلتحيا ” العنوسة.”
المرأة ليست من ترتبط بذكر لتُنجب جهلاء بل من ترتبط برجل لتُنجب حكماء، وإن لم تُنجب فهي تربي وهذه هي الأمومة الحقّة. المرأة ليست من تُسلّي بل من تبني، تبني نفوساً حرة ثم مجتمعاً حراً يعرف الفضيلة ويحبها.
“العنوسة” شرف يوم يصير الزواج بلا شرف.
الأب ثيوذورس داود
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:27 PM   رقم المشاركة : ( 13547 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أنا والـselfie خاصّتي ونفسي

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كانت الصورة الذاتيةself-portrait موجودة منذ نشأة الفن. استُعملت للتعريف بالفنان، حين لم تكن الصور الفوتوغرافية موجودة بعد، أو لإخبار قصّة أحدهم بأسلوب نظري، أو للغوص عميقًا في صراعات الشخص الوجوديّة. حتى أنّ البعض استعملها لأسباب ملتبسة، مثل فنان رسم ذاته بعد تعاطيه مخدّرات متنوّعة. لا تجرّبوا هذا في منازلكم!
في أيامنا، تخطّى فنّ الصورة الذاتية استعماله في حقل الفن، فدخل إلى عالم التواصل الاجتماعي، مؤدّيًا إلى ظهور كلمة جديدة في معجم أوكسفورد 2013: الـselfie. وفيما أنا أكتب هذه الكلمة، أرى أنّها ليست موجودة بعد ضمن قاموس التدقيق في برنامجي. هذا حتى الآن، فالـselfie أصبحت في كلّ مكان. ولقد دفعت مواقع التصوير الاجتماعي، مثل انستغرام، هذه الظاهرة إلى مستوى أكثر تقدّمًا. فالجميع يلتقط الـselfie، بمن فيهم العائلة الملكيّة والرئيس، حتى أنّه وصلتنا selfie لراكبٍ بعد أن تمّ إخلائه من طائرة تحطّمت في المحيط.
فلماذا انضمّ الكلّ إلى موجة جنون الـselfie؟ في الواقع، تولّت بعض الأبحاث العلمية المثيرة للاهتمام دراسة ذلك. ومن بين الأمور التي استنتجتها أنّ “السبب الأساس لوجود السلفي هو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي لم توجد من أجل الاستهلاك الشخصي لملتقطها”. بالحقيقة، ليست الـselfie على ارتباط بفنّ التصوير، فالكثير منها يُلتقط بأسلوب سيّئ جدًّا. لكنّ هدفها الرئيس هو مشاركة أمر ما مع العالم. “كنت هناك في هذا الوقت والمكان الممتعَين”، “قمت بهذا العمل المجنون”، “كنت متواجدًا مع هذا الشخص المهم”، و”أريد أن يعرف أصدقائي في هذه اللحظة”.
تنشرنا الـselfie في الوقت والمكان المناسبين. لا تعنيها حقيقة الشخص، بل أن نروّج لذاتنا المثالية. نريد أن يدرك الجميع فورًا أنّنا أشخاص جميلون ومثيرون للاهتمام، وأنّ لدينا الكثير من الأصدقاء المعجبين بنا. والـselfie هي اختراع أسهم فيه اثنان: حاجتنا لإعادة تكوين صورتنا الذاتية، ومواقع التواصل الاجتماعي التي تمنح الوسيلة لنشرها في محيطنا. لا تسيئوا فهمي، مواقع التواصل الاجتماعي جيّدة. فأنا أستعملها يوميًّا للتواصل مع جماعة المؤمنين ومع أسرتي وأصدقائي. لكن عندما يُساء استعمالها، تميل إلى الحلول مكان الحياة الاجتماعية الحقيقية عند البعض، والتي تكون غائبة، فتصبح وسيلة لـ”بيع” أنفسنا للعالم. من خلال الـselfie، نقدّم دليلاً يلائم ادعاءاتنا بإعادة بناء الذات.
يعلّم آباء الكنيسة عن وجود صورة ومثال الله في كلّ شخص. الصورة مُنحت لنا، فكلّنا مخلوقون على صورة الله، لكننا مدعوون إلى العمل على المثال، أي إلى أن نملأ الصورة بالمادّة. فالصورة الخالية من المثال هي مثل “نحاس يطنّ أو صنج يرنّ” (1 كو 13: 1). ويمكن لحياتنا أن تمتلئ بالمعنى فقط إن امتلأت من المسيح، كلمة الله.
عندما نقلق بشأن مظهرنا الخارجي أو انتمائنا الاجتماعي المثالي، نميل إلى نسيان شخصنا الداخلي، أي ذاتنا غير المرئية والحقيقية. يمكننا الاختباء من العالم خلف selfie مصنوعة بتأنٍّ، لكن لا يمكننا أن نخدع الله، “لانّه ليس خفيّ لا يظهر ولا مكتوم لا يعلم ويعلن” (لوقا 8: 17).
خلال زيارة مؤخّرة إلى جبل آثوس، لاحظت عدم وجود مرايا في الأديرة. هذا يؤكّد أنّ كل ما يهمّ هو ليس كيف نرى انعكاس نفسنا في المرآة، أو في رأي الآخرين. ما يهمّ هو كيف نحن في عيني الله. والأيقونات الأرثوذكسية هي مكان مناسب لفهم ذلك. نرى في الأيقونات منظورًا معاكسًا، وهو أنّها تمثّل في الواقع كيف يرى الله العالم لا كيف نرى نحن الله. فهو ينظر إلى كلّ واحد منا، خطأة كما نحن، ويختار أن يرانا كأيقونات ومشاريع قدّيسين.
هذا أفضل selfie يمكننا العمل عليه، أن نصل إلى شبه الله، أن نحاول أن نكون بجانب المسيح في كلّ يوم، وأن نرتبط بدائرته الاجتماعية، أي الكنيسة، حتى نصل إلى القول، مثل الرسول بولس: “مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيّ. فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي” (غلا 2: 20).
الأب فاسيلي تودورا
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:28 PM   رقم المشاركة : ( 13548 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تضعِف العلمانية الإيمانَ؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نحن نعيش في عالم متزايد العلمانية، فماذا يترتب على هذا الأمر؟
تُحدد العلمانية في القواميس بأنها ” عَدَمُ المُبَالاةِ بالدِّينِ أو الاعْتِبَاراتِ الدِّينِيَّة” (الاعتقاد بوجوب عدم استناد الأخلاق على الإيمان بالله واستبعاد وجود حالة مستقبلية) [قاموس المعاني]. هذا يعني أن العلمانية تتعلّق بأخلاقية قائمة على أسلوب حياتي من دون الله وأن الدولة العلمانية هي الدولة التي يُفصَل فيها الدين ومناقشة الأمور الأخلاقية. فهل هذا ممكن؟
يستند النهج العلماني على سوء فهم لطبيعة الدين. طريقة عيشنا تتعلّق بإيماننا. يخبرنا إيماننا عن الغرض من كلّ أفعالنا، ولماذا نُعطى الحياة ومن ثمّ الموت. إنه جزء أساسي من نظرتنا إلى العالم الذي يسمح لنا بتفسير كلّ شيء نشعر به. الدين هو أمر أساسي لجميع الناس. حتى لو كنا لا نفهم ما هو ديننا، لا يزال لدينا وجهة نظر العالم الديني في داخلنا. إن إيماننا هو ما يعطي معنى لحياتنا.
إن محاولة إخراج الدين من الخطاب العام والأنشطة العامة محكومة بالفشل إذ من غير الممكن فصل معتقداتنا عن الحياة، ولا حياتنا بعد الموت عن أعمالنا أو عن أيّ مناقشة للقضايا الأخلاقية.
واقع العالم هو أن هناك العديد من الآراء العالمية القائمة على أساس اختلاف النظم العقائدية. كلّ مَن يقول بإمكانية بناء مجتمع قائم على وجهة نظر غير المتدينين في حياتنا العامة ويعد بالسماح بممارسة الدين بشكل منعزل، لا يفهم أنهم يطلبون منا بناء مجتمع مستند إلى فكرتهم حول الدين، أي مجتمع إلحادي . إنهم يفترضون أن الدين ليس في الحقيقة مهماً في حياتنا، ويمكن إنزاله إلى جزء صغير من حياتنا. العلمانية تعني وجهة النظر التي تدّعي بأنها أكبر من كل الأديان الأخرى. إنها شكل آخر من أشكال الدين يدعى العلمانية. ما من دين يعلّمنا أن نحفظ معتقداتنا منفصلة عن حياتنا العامة. ليست العلمانية سوى مجرد وسيلة للملحدين ليسوّقوا نظرتهم للعالم.
إذا أردنا المزيد من المعنى في مجتمعنا علينا أن نقيم حواراً صادقاً حول اعتقاداتنا الشخصية ونسعى إلى طرق لتضمينها في فعاليات اجتماعية بغض النظر عن حجم التغيير. هناك الكثير من القضايا التي يستحيل التوافق عليها. هل يتوقّع أحد من مجتمع تعددي يحترم الحرية الدينية أن يوافق على الإجهاض؟ الأمر هنا يتعلّق بفهمنا لقدسية الحياة وتأثير خياراتنا في هذا الإطار على وضعنا بعد الموت. هل يستطيع الذين يعتبرون التخلّص من الجنين قتلاً أن يؤثّروا على الذين يعتقدون بجواز قتل الجنين؟ أيجوز ترك هذه الخيارات لكل فرد ليقرر على أساس معتقده؟ أنا، كمسيحي، عليّ أن أقاتل لحماية الذين لم يولَدوا بعد على أساس إيماني وليس على أسس أخلاقية منطقية خالية من الله.
قد نتساءل هنا، أيمكن أن نحكَم بالوصايا العشرة أو بالشريعة؟ كيف نحلّ هذا الأمر؟ في مجتمع حرّ علينا بأن نسمح لكل واحد بأن يمارس أخلاقياته على أساس معتقده بعد مناقشة هذه الأخلاقيات، وإلا فإن ممارستنا لا تحترم حرية المعتقد… لا ينبغي أن يكون هناك مكان أو ملتقى نُمنَع فيه من التعبير عن ديننا ومعتقداته لكونه جزء مما نحن عليه. إن وضع القيود هو محاولة لتهميش إيماننا.
الأفضل هو الاعتراف بالتعددية في المجال العام والسماح للحرية الفردية بأن تسيطر طالما أنها لا تقيّد الأعمال القائمة على معتقد شخص آخر. نحن نقوم بخيارات على أساس إيماننا في كل يوم. كأرثوذكسيين، نحن نمتحن أعمالنا ونطلب المغفرة عن كل اللحظات التي لم نتبع خلالها تعاليم ربنا وإلهنا يسوع المسيح. نحن نعرف أننا عاجزون عن السلوك بحسب ما تقتضيه ولكننا نعلم أيضاً أن علينا أن نجاهد من أجل كمال سلوكنا الأخلاقي. إن مفتاح العيش كمسيحي هو القدرة على السعي بحرية إلى الإيمان والسلوك على أساس ما علّمنا يسوع. هذا قد يعني أننا بحاجة إلى الصلاة قبل بعض الأعمال، أو قد نحتاج إلى أيقونات أو “رموز دينية” في مكان عملنا. يتعلّم المسيحيون أن يقبلوا أصحاب المعتقدات الأخرى بالرغم من اختلافهم عنهم.
علينا أن نصدّق إيماننا كما ينبغي، وأن نثق بقوة الله، حتّى إذا سلكنا بحسب هذه الحقائق التي تعلّمناها فسوف نؤثّر على الآخرين ونأتي بهم إلى الحق بمعونته. هذا ما حصل في الأزمنة الأولى للمسيحية. بالإيمان الحارّ أعانهم الروح القدس، فإيمانهم كان عظيماً وكانوا على استعداد للوقوف ثابتين في إيمانهم حتّى عندما تضارب مع معايير المجتمع الروماني أو ضد مشيئة الإمبراطور الشرس وما عنى الموت أو التعذيب.
علينا توقّع أن نُضطَهَد كما يخبرنا الإنجيل، لكن علينا أيضاً أن نعرف أننا لكي نتّحد بالله ينبغي أن نتّضع، وبنظرنا إلى طبيعتنا الخاطئة نرى صورة الله الموجودة في كلّ الآخرين الذين لا يشاركوننا إيماننا. لا ينبغي أن نتعامل مع الآخرين بطريقة تجعلهم يخطئون.
إذاً ما هو الجواب؟ لا يستطيع المسيحي أن يقبل إخراج الدين من الشأن العام، كون دينه جزء أساسي منه. علينا أن نعمل على تشجيع الحوار في المجتمع حتى يشمل كل الاختلافات المتعلّقة بحقوق كل واحد منا. علينا أن نسمح لكل شخص بأن يعبّر عن إيمانه في المنتديات العامة. لا ينبغي التنازل عن حق التعبير بإسم العلمانية. إذا تقهقرنا في الشهادة لإيماننا بيسوع المسيح والتعبير عن هذا الإيمان في المجال العام نكون تراجعنا عن الحق والالتزام بمَن نحن وبما نؤمن. إذا ثبتنا فإن إيماننا سوف ينمو بدل أن يضعف. إذا استسلمنا للعلمانية فسوف ننتهي إلى ضعضعة إيماننا والخضوع للنسبية حيث يُنظَر إلى كل المعتقدات على أنها متساوية في الصحة، وبالتالي سوف نفقد القوة والنعمة للاتحاد بالله. إذا ثبتنا على إيماننا فسون نكسب نعمة الله ونربح قدرتنا على عيش الحياة التي علّمنا. وفي ثباتنا هذا، نؤثّر بالآخرين ليأتوا إلى الحق الذي نحن عنده. لكن أولاً ينبغي ألا نسمح بتهميش إيماننا بالأفكار الحسنة النيّة التي يحملها أولئك الذين يعتقدون بأنّ النهج الملحد العقلاني يتفوّق على النهج الذي يزاوج بين العقلانية والإيمان.
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:33 PM   رقم المشاركة : ( 13549 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أؤمن بالله لكني لا أزور الكنيسة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
غالباً ما نسمع هذه العبارة من معارفنا وأصدقائنا وأقربائنا، لذا سوف نركز مناقشتنا أكثر على الأمور الروحية.
الحجة الأساسية عند الناس الذين يقولون أنهم يؤمنون بالله لكنهم لا يذهبون إلى الكنيسة للاشتراك في أسرار كنيستنا الأرثوذكسية، هو أنهم ينزعجون من بعض الأمور، كمثل فخامة الكنائس، الكهنة والمرتلون البغيضون، اللغة (في حالة اليونان تستعمل الكنيسة اليونانية القديمة التي يدّعي البعض عدم فهمها، ولكن في بلادنا أيضاً كثيرون يتحججون باللغة الكنسية لعدم الذهاب إلى الكنيسة: المترجم)، الصوت، الأنوار، تقدمة الشموع (حيث يدفع ثمن الشمعة)، طول الخدمة وغيرها.
طبعاً هناك الكثير من الأعذار عندما لا يريد المرء أن يعيش بحسب ما تقول الكنيسة. للأسف، هؤلاء الأشخاص يعتبرون أنفسهم خارج الكنيسة لأنهم لا يقبلون المكوّنات الأساسية للحياة في المسيح، التي هي اشتراك المسيحي في أسرار الكنيسة. هؤلاء ليسوا مسيحيين، أقله ليسوا أرثوذكسيين، لأنهم فيما يؤمنون (فرضياً) لا يتبعون أي كلمة من أقوال المسيح.
بالطبع، الموضوع هو أن أغلب المعمَّدين مسيحيين لا يعرفون مَن هو المسيح أو ما هي الكنيسة، وما يقدمه المسيح والكنيسة للناس. وهكذا، هم لا يأتون إلى الكنيسة لأنهم جوهرياً لا يعرفون ما الذي يخسرونه، ولا يعرفون ما الذي يمكن أن تمنحه الحياة الأسرارية.
الكنيسة، بكل أسرارها، تحوّلنا وتقدّسنا وتأتي بنا إلى الشركة مع الله. إن مشاركتنا في أسرار الكنيسة هي مفتاح قيامتنا الشخصية. الكنيسة ليست موجودة فقط لتأخذ دور الطب وتستنفد كل قواها، كما يتعاطى البعض معها مخطئين. الكنيسة قائمة لتقود الناس المؤمنين إلى المحبة والنور والحياة في المسيح من خلال الأسرار.
من السهل القول بأنك تؤمن بالله، لكن الإيمان بالله بطريقة أرثوذكسية والقيام بالأعمال التي تتماشى مع هذا الإيمان صعب ولكنه غير مستحيل. إذا أراد البعض أن يعرفوا المسيح، فيمكنهم ذلك من خلال الحياة الأسرارية التي تقدّمها الكنيسة. إذا أردتم أن تخدعوا أنفسكم بإمكانكم الادّعاء بأنكم قادرون على تحقيق ذلك بذاتكم. مع هذا، لآ أعرف أحداً تقدّس خارج الكنيسة (الأمر الجنوني هو أنّ البعض يعتبرون الشخصيات مثل الشيخ باييسيوس والشيخ برفيريوس وغيرهم قديسين، مع هذا لا يقبلون طريقة حياتهم. هذا يجعلهم أناساً ملتوين).
كلّ هذا يتمّ لسبب واحد: الأنانية. عندما يؤمن كل واحد بأنه الأفضل في تفسير الكتاب المقدس، ويؤمن بأن الآباء المتوشحين بالله هم دونه مرتبة، ويؤمن بأنه الأكثر ذكاءً، وأنهم أكثر استحقاقاً وقداسة من “المتدينين” العجزة كما يسميهم، وعندما يؤمن بأن لا حاجة للتوبة عن الخطايا، وأنه قادر على الخلاص بذاته (مهما كان نعنى الخلاص بالنسبة لهم)، عندها لن يزعجهم هذا الكلام أبداً، لأنهم مضى عليهم وقت طويل مذ وقعوا في هاوية محبة الذات والخديعة.
العقبة الأكبر التي تمنع الإنسان المعاصر من بلوغ الشركة مع الله هي بالتحديد ما يلي: يحاول الناس أن يعرفوه بالشكل الخطأ مستعملين الوسائل الخطأ، خارج الكنيسة. إنّهم يصرفون النظر عن سر المحبة ويتمسكون طوعياً بإيمان عقيم لا يعني في أفضل الحالات إلا الاعتراف بوجود الله من دون الثقة والالتزام بالتدبير الإلهي.
الأرشمندريت بولس بابادوبولوسنقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
التراث الأرثوذكسي
 
قديم 16 - 07 - 2016, 06:35 PM   رقم المشاركة : ( 13550 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المُتَجدِّدون .. أُجَراء مُقايضون

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كمقدمة لهذا الموضوع , أود اقتباس بضعة سطور من كتاب ” سألتَني فأجبتُك ” للدكتور عدنان طرابلسي :
” (هل أنتَ مُخلَّص؟!) هذا السؤال هو تحدٍّ متكرر يواجهه المسيحي الأرثوذكسي من قِبَل البروتستانت الغيورين على الإيمان ظاهرياً والذين يشعرون أنه من واجبهم أن يتحدّوا الجميع بسؤالهم لكل إنسان : (هل أنتَ مُخلَّص؟!) . ومهما كان جواب الآخر ينبري البروتستانتي إلى التباهي بأنه من جماعة (المُخلَّصين) و (المولودين ثانية) , وأنه إذا مات في هذه اللحظة فإنه سيطير إلى ملكوت السماوات بضمانة لاتفوقها ضمانة ! هنا ينظر البروتستانتي إلى الآخر بشفقة ورثاء ولسان حاله يقول : إن كنتَ لاتشعر بما أشعر وإن كنتَ لاتؤمن بما أؤمن فلستَ مسيحياً مؤمنا وتستحق الرثاء والعطف والشفقة ” من دراسة عن مفهوم الخلاص بين الشرق والغرب . صفحة541
والحقيقة أننا إذا كنا أرثوذكسيين حقيقيين وعلى شيء من الإضطلاع على لاهوتنا وتقليدنا وكتابنا المقدس , فإننا ومما لاشك فيه سوف نَمُجُّ هذا السؤال , خصوصاً وأنه بهذا النَّفَس المُتعجرف والمُتكبِّر , الغريب بنفس الوقت عن التواضع الجمّ والحقيقي الذي تَعوَّدناه ولمسناه في قديسينا وآبائنا العِظام , فكل أب أو قديس قرأنا سيرته أو عايشناه نرى أنه كلّما تألَّه وازداد التصاقا بالله (حيث أن التألُّه هو غاية المسيحية وهو يعني الخلاص من حيث النتيجة بالمنظور الأرثوذكسي) , كلّما ازداد تواضعاً وانسحاقاً , ألَما وبُكاءًا على خطاياه , لابل أنه يتألم من أجل خطايا العالم أجمع ويعتبرها خطاياه بالذات , وحياته بأكملها صلاة من أجل العالم للأحياء والراقدين على حدٍّ سواء .
هذه هي المحبة الحقيقية التي علَّمنا إياها الرب يسوع , لهذا كانت حياة التوبة التي يحياها الأرثوذكسي الحقيقي والمقرونة بالإيمان الصحيح هي جوابنا للرب يسوع عندما دعانا أحباءًا وليس بِخَدم : ” لاأدعوكم خَدَماً بعد اليوم لأن الخادم لايعلم ما يعمل سيده . فقد دعوتكم أحبائي لأني أطلَعتُكم على كل ما سمعته من أبي “ يو 15 : 15
فالإبن الحبيب لايُبادل أباه إلا الحب ولايسعى لمنفعة شخصية لأن المحبة لاتطلب ما لذاتها , بينما العبد الأجير هو الذي يطلب أجرة تعبه , لهذا فإن المُتجدِّدين بكلِّ أطيافهم هم أُجَراء , لأنهم يُقايضون خلاصهم بالإيمان , وبالإيمان وحده مُتجاهلين قول يسوع : ” وهكذا أنتم , إذا فعلتم جميع ما أُمِرتُم به فقولوا : نحن خدمٌ لاخير فيهم , وما كان يَجِبُ علينا أن نفعَلَهُ فَعلناه ” لو 17 : 10 , فكيف إذاً يتبجَّحون بالخلاص وعلى أساس الإيمان وحده بعد هذا الكلام الصريح للرب يسوع ؟! هذا من جهة , أما ومن جهة أخرى فإن بولس الرسول كان قد تحدَّث إلى أهل غلاطية عن الإيمان لكن ليس وحده بل قال : ” وإنَّما القيمة للإيمان العامل بالمحبَّة “ غل 5 : 6
المفهوم الصحيح للإيمان المسيحي هو ما قاله بولس الرسول في رسالته إلى أهل رومية : ” لأن البار بالإيمان يحيا “ روم 1 : 17 . إذاً الإيمان المسيحي هو حياة مع يسوع تتم من خلال حياة النفس (وحتماً عن طريق الأسرار والتي يأخذ فيها سر الشكر الحيِّزَ الأعظم) وليس إيماناً نظرياً أو فكرياً يحصل عندما يقتنع الشخص ببضعة أفكار من شأنها أن تُوَلِّد لديه الرضى عن الذات وبالتالي أن يَنعمَ بالراحة النفسية وذلك لأنه اقتنع , بالوقت الذي لم يطرأ عليه أي تغيير أو تَبدُّل حقيقي في الجوهر والعُمق .
في إنجيل البشير لوقا نجد في الإصحاح (24) دعوة صريحة لهذا الفهم من خلال حادثة تلميذي عِمَّاوس , فالرب يسوع يظهر لهذين التلميذين ولم يعرفاه , بدأ يسوع من موسى وجميع الأنبياء يُفسِّر لهما في جميع الكتب ما يختصُّ به فاتَّقدَ قلبيهما ولكن أيضاً لم يعرفاه , لكن عند كسر الخبز انفتحت أعينهما ” ولما جلس معهما للطعام , أخذَ الخبز وبارك ثمَّ كسره وناولهما. فانفتحت أعينهما وعرفاه ” لو 24 : 30
ـ ” فرويا ما حدث في الطريق , وكيف عرفاه عند كسر الخبز “ لو 24 : 35
ملخص من كتاب ” بدعة المُتجدِّدين , نظرة أرثوذكسية ” وبعض الاضافات
نشرت بعنوان” أضواء على بِدَع مُعاصرة “
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:24 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024