15 - 09 - 2023, 12:09 PM | رقم المشاركة : ( 135441 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. لا تشير عبارة "خَطِئَ" إلى إهانة أو ضرر شخصي فحسب، إنما أيضًا إلى خطيئة التي تُبعد الأخ عن الجَّماعَة، لأنّ الخاطئ ينغلق على نفسه في خطيئته الشَّخصية. وهناك ترجمة أخرى تستند إلى بعض المخطوطات التي وردت في إنجيل لوقا " إِذا خَطِئَ إِلَيكَ" (لوقا 17: 4). فان إضافة "إليكَ" تُفسِّر الفقرة بمعنى ذي طابع فردي متوافق مع ورد في العهد القديم " لا تُبغِضْ أَخاكَ في قَلبِكَ، بل عاتِبْ قَريبَكَ عِتاباً، فلا تَحمِلَ خَطيئَةً بِسَبَبِه"(أحبار 19: 17)؛ أمَّا عبارة " أَخوكَ" فتشير إلى الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تكوين 27: 6) أو نفس الأب فقط (تكوين 28: 2) أو نفس الأم فقط (قضاة 8: 19). كذلك أطلق على قريب من الأسرة الواحدة، ابن الأخ (تكوين 14: 16) أو من نفس الجنس (نحميا 5: 7) أو من أمّة قريبة (تثنية الاشتراع 23: 7) أو من أمة حليفة (عاموس 1: 9). (3) أو من نفس الدِّين الواحد (أعمال 9: 17)؛ أو إلى الصَّديق المَحبوب (2 صموئيل 1: 26)، وكذلك أطلق على إنسان غريب كنوع من حسن الخطاب فقد دُعي أخاب بنهدد أخًا (1 ملوك 20: 32). وكذلك أطلق على أيِّ إنسان من الجنس البشري مراعاة لأخوَّة البشر (تكوين 9: 5). وكثيرًا ما دُعي المسيحيون أخْوة (متى 23: 8). وهنا تشير خاصة إلى القريب وخصوصًا إلى الأخ المسيحي (أعمال الرسل 1: 15)، وكانت هذه التسمية معروفة في الدين اليهودي للدلالة على أعضاء شعب الله. أمَّا عبارة " فَاذهَبْ إِليهِ " فتشير إلى الذِّهاب للمُخطئ ولا ننتظر مجيئه. لماذا؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: "لأنه ليس بالأمر السهل أن يذهب من ارتكب الخطأ ليعتذر لأخيه أو للجماعة، وذلك بسبب خجله وارتباك وجهه"، فعلينا أن نذهب إلى أخينا المُخطئ اقتداءً بالسيِّد المسيح نفسه الذي جاء إلينا من السَّماء ليُعاتبنا بمحبةٍ ولطفٍ. وهذا الأمر عكس المنطق البشري أن يقوم من أخطأ باتِّخاذ الخطوة الأولى، لانَّ الأخ المُخطئ هو في خطر، ومطلوب مساعدته وليس عزله. إن ما يجب عزله هو الشَّر، وليس الأخ الذي ارتكبه. أمَّا عبارة "َانفَرِدْ بِه" في الأصل اليوناني خ¼خµد„خ±خ¾ل½؛ دƒخ؟ل؟¦ خ؛خ±ل½¶ خ±ل½گد„خ؟ل؟¦ خ¼ل½¹خ½خ؟د… (معناها بينك وبينه وحدكما) فتشير إلى البحث عن المُخطئ لتحذيره في سبيل إصْلاحه مع حفظ صِيته وشرفه وكرامته؛ ويُعلق القديس أوغسطينوس "فإن أردت توبيخه أمام الجميع فأنت لا تكون مصلحًا لأمره بل فاشيًا للسر". وفي الواقع، الانفراد يُسهل إقناع الغير بالحق، في حين المعاتبة علنًا تؤدِّي إلى الغيض من التوبيخ، والخَجل من الإقرار بالخَطأ، بل يجتهد المُخطئ عندئذ من تبرير نفسه وزيادة قساوة قلبه وعناده في الخطأ. أمَّا عبارة " وَبِّخْهُ " في الأصل اليوناني ل¼”خ»خµخ³خ¾خ؟خ½ (معناه عاتبه) فتشير إلى تفحُّص الأمر وتثْبيته أمامه وإقناعه بلطف ومحبة وحكمة بدل من مجرد لومه أو معاقبته أو الانْتقام منه أو الحَقد عليه، بالتالي إبقاء العداوة في القلب. وفي هذا الصَّدد يقول بولس الرَّسول "أَيُّها الإِخوَة، إِن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة" (غلاطية 6: 1). وهذا الفعل " وَبِّخْهُ" هو عمل الروح القدس بحسب إنجيل يوحنا، إذ "أَخْزى ل¼گخ»ل½³خ³خ¾خµخ¹ العالَمَ على الخَطيئِة"(يوحنا 16: 8). يعمل الرُّوح القدس على كشف الشّر الكامن في الخاطئ فيقرّ بخطئه الشخصي حيث أنَّ هذه الخطوة ضرورية لأية مصالحة ممكنة من اجل استعادة الوحدة؛ أمَّا عبارة "فإِذا سَمِعَ" فتشير إلى الإصغاء إلى كلمة الأخ ضمن جماعة تلاميذ يسوع الذي يتكرر في هذا النص الإنجيلي ثلاث مرات (متى 18: 15، 16، 17). والأصغاء الحقيقي يُغيّر النظرة والقلب لذاك الذي يسمع جيداً. من يستمع، حتى لو ارتكب أي خطأ، لا يُستبعد من الجماعة، بل "يسترد" إلى الرب وإلى جسده أي الكنيسة. أمَّا عبارة " رَبِحتَ " فتشير إلى الدافع الأول لإصلاح المٌخطئ، ولا يُراد به رِّبحه للإيمان، ولا المحافظة عليه في عداد الأصدقاء، بل استبقاءه بين أعضاء الجَّماعَة المسيحية التي أوشك أن يتركها أو يهجرها أو يُفصل عنها، وبالتَّالي هلاك نفسه. لأنَّك لو تُرك المُخطئ دون عتاب فربَّما يبقى في طريق شرِّه بلا توبة فيهلك في خطيئته، ولكن بمعاتبتك إياه بمحبة يشعر بخطئِه فيتوب " فاعلَموا أَنَّ مَن رَدَّ خاطِئًا عن طريقِ ضلالِه خَلَّصَ نَفْسَه مِنَ المَوت وسَتَرَ كَثيرًا مِنَ الخَطايا" (يعقوب 5: 20). في الأخوّة المسيحية، كل واحد مسؤول عن أخيه، فواجبه البحث عن أخيه الضَّال: لأن هذا البحث هو وسيلة لمحبته. إن الله يأمرنا بالسَّلام والوِفاق والاتِّحاد في بيته، حيث أن الناس ينجون من الخصومات والنزاعات الكثيرة من خلال إتباعهم لهذا القانون. |
||||
15 - 09 - 2023, 12:10 PM | رقم المشاركة : ( 135442 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. عبارة "خَطِئَ" إلى إهانة أو ضرر شخصي فحسب، إنما أيضًا إلى خطيئة التي تُبعد الأخ عن الجَّماعَة، لأنّ الخاطئ ينغلق على نفسه في خطيئته الشَّخصية. وهناك ترجمة أخرى تستند إلى بعض المخطوطات التي وردت في إنجيل لوقا " إِذا خَطِئَ إِلَيكَ" (لوقا 17: 4). فان إضافة "إليكَ" تُفسِّر الفقرة بمعنى ذي طابع فردي متوافق مع ورد في العهد القديم " لا تُبغِضْ أَخاكَ في قَلبِكَ، بل عاتِبْ قَريبَكَ عِتاباً، فلا تَحمِلَ خَطيئَةً بِسَبَبِه"(أحبار 19: 17) |
||||
15 - 09 - 2023, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 135443 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. " أَخوكَ" فتشير إلى الابن في علاقته بأبناء أو بنات نفس الوالدين (تكوين 27: 6) أو نفس الأب فقط (تكوين 28: 2) أو نفس الأم فقط (قضاة 8: 19). كذلك أطلق على قريب من الأسرة الواحدة، ابن الأخ (تكوين 14: 16) أو من نفس الجنس (نحميا 5: 7) أو من أمّة قريبة (تثنية الاشتراع 23: 7) أو من أمة حليفة (عاموس 1: 9). (3) أو من نفس الدِّين الواحد (أعمال 9: 17)؛ أو إلى الصَّديق المَحبوب (2 صموئيل 1: 26)، وكذلك أطلق على إنسان غريب كنوع من حسن الخطاب فقد دُعي أخاب بنهدد أخًا (1 ملوك 20: 32). |
||||
15 - 09 - 2023, 12:11 PM | رقم المشاركة : ( 135444 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. أطلق على أيِّ إنسان من الجنس البشري مراعاة لأخوَّة البشر (تكوين 9: 5). وكثيرًا ما دُعي المسيحيون أخْوة (متى 23: 8). وهنا تشير خاصة إلى القريب وخصوصًا إلى الأخ المسيحي (أعمال الرسل 1: 15)، وكانت هذه التسمية معروفة في الدين اليهودي للدلالة على أعضاء شعب الله. |
||||
15 - 09 - 2023, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 135445 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. " فَاذهَبْ إِليهِ " فتشير إلى الذِّهاب للمُخطئ ولا ننتظر مجيئه. لماذا؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: "لأنه ليس بالأمر السهل أن يذهب من ارتكب الخطأ ليعتذر لأخيه أو للجماعة، وذلك بسبب خجله وارتباك وجهه" فعلينا أن نذهب إلى أخينا المُخطئ اقتداءً بالسيِّد المسيح نفسه الذي جاء إلينا من السَّماء ليُعاتبنا بمحبةٍ ولطفٍ. وهذا الأمر عكس المنطق البشري أن يقوم من أخطأ باتِّخاذ الخطوة الأولى، لانَّ الأخ المُخطئ هو في خطر، ومطلوب مساعدته وليس عزله. إن ما يجب عزله هو الشَّر، وليس الأخ الذي ارتكبه. |
||||
15 - 09 - 2023, 12:15 PM | رقم المشاركة : ( 135446 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" فَاذهَبْ إِليهِ " فتشير إلى الذِّهاب للمُخطئ ولا ننتظر مجيئه. لماذا؟ يجيب القديس يوحنا الذهبي الفم: "لأنه ليس بالأمر السهل أن يذهب من ارتكب الخطأ ليعتذر لأخيه أو للجماعة، وذلك بسبب خجله وارتباك وجهه" |
||||
15 - 09 - 2023, 12:16 PM | رقم المشاركة : ( 135447 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس أوغسطينوس "فإن أردت توبيخه أمام الجميع فأنت لا تكون مصلحًا لأمره بل فاشيًا للسر". |
||||
15 - 09 - 2023, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 135448 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. "َانفَرِدْ بِه" في الأصل اليوناني خ¼خµد„خ±خ¾ل½؛ دƒخ؟ل؟¦ خ؛خ±ل½¶ خ±ل½گد„خ؟ل؟¦ خ¼ل½¹خ½خ؟د… (معناها بينك وبينه وحدكما) فتشير إلى البحث عن المُخطئ لتحذيره في سبيل إصْلاحه مع حفظ صِيته وشرفه وكرامته ويُعلق القديس أوغسطينوس "فإن أردت توبيخه أمام الجميع فأنت لا تكون مصلحًا لأمره بل فاشيًا للسر". وفي الواقع، الانفراد يُسهل إقناع الغير بالحق، في حين المعاتبة علنًا تؤدِّي إلى الغيض من التوبيخ، والخَجل من الإقرار بالخَطأ، بل يجتهد المُخطئ عندئذ من تبرير نفسه وزيادة قساوة قلبه وعناده في الخطأ. |
||||
15 - 09 - 2023, 12:18 PM | رقم المشاركة : ( 135449 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. " وَبِّخْهُ " في الأصل اليوناني ل¼”خ»خµخ³خ¾خ؟خ½ (معناه عاتبه) فتشير إلى تفحُّص الأمر وتثْبيته أمامه وإقناعه بلطف ومحبة وحكمة بدل من مجرد لومه أو معاقبته أو الانْتقام منه أو الحَقد عليه، بالتالي إبقاء العداوة في القلب. وفي هذا الصَّدد يقول بولس الرَّسول "أَيُّها الإِخوَة، إِن وَقعَ أَحَدٌ في فَخِّ الخَطيئَة، فأَصلِحوه أَنتُمُ الرُّوحِيِّينَ بِروحِ الوَداعة" (غلاطية 6: 1). وهذا الفعل " وَبِّخْهُ" هو عمل الروح القدس بحسب إنجيل يوحنا، إذ "أَخْزى ل¼گخ»ل½³خ³خ¾خµخ¹ العالَمَ على الخَطيئِة"(يوحنا 16: 8). يعمل الرُّوح القدس على كشف الشّر الكامن في الخاطئ فيقرّ بخطئه الشخصي حيث أنَّ هذه الخطوة ضرورية لأية مصالحة ممكنة من اجل استعادة الوحدة؛ |
||||
15 - 09 - 2023, 12:19 PM | رقم المشاركة : ( 135450 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إذا خَطِئَ أَخوكَ، فَاذهَبْ إِليهِ وَانفَرِدْ بِه ووَبِّخْهُ. فإِذا سَمِعَ لَكَ، فقَد رَبِحتَ أَخاك. "فإِذا سَمِعَ" فتشير إلى الإصغاء إلى كلمة الأخ ضمن جماعة تلاميذ يسوع الذي يتكرر في هذا النص الإنجيلي ثلاث مرات (متى 18: 15، 16، 17). والأصغاء الحقيقي يُغيّر النظرة والقلب لذاك الذي يسمع جيداً. من يستمع، حتى لو ارتكب أي خطأ، لا يُستبعد من الجماعة، بل "يسترد" إلى الرب وإلى جسده أي الكنيسة. |
||||