منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15 - 09 - 2023, 10:11 AM   رقم المشاركة : ( 135401 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




المسيح والصليب


في طريق تتميم مشيئة الله، حمل المسيح الصليب

«خرج (يسوع) وهو حامل صليبه» (يوحنا19: 17)،
وفي الجلجثة رُفع على الصليب. وعلينا كتابعي المسيح
أن نتبع خطواته في ذات الدرب؛ فلكي نتمم مشيئته الصالحة في حياتنا،
علينا أن نحمل الصليب، وأيضًا نحمل عليه شعار
«صُلب العالم لي وأنا للعالم» (غلاطية6: 14).
 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:12 AM   رقم المشاركة : ( 135402 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

معنى حمل الصليب

الصليب هنا ليس عاهة جسدية أعيش بها، ولا مشكلة عائلية أحتملها، ولا حرمان من شيء ما أرضى به، وكل واحد يبكي ليلاه ويقول “أنا صليبي ثقيل”. لكن الصليب هو طريق سار فيه قبلنا السيد العظيم، ولم يجد فيه إلا كل عار وضيق ورفض واضطهاد من الناس، ومع هذا تميَّزت حياته بالطاعة والخضوع لإرادة أبيه، وبالمحبة والعطاء للآخرين، وبالصبر والوداعة في مواجهة الألم. وما زال الطريق قائمًا، والناس الأشرار يتقدمون للأردأ، وعلى تابع المسيح أن يسير في الطريق ذاته، قابلاً العار والإهانة، بل والموت، لأجل المسيح.
 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:15 AM   رقم المشاركة : ( 135403 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المسيحي والصليب


أشار الرب في كلامه مع تلاميذه إلى حَمل الصليب خمس مرات، في ثلاث مناسبات، كالتالي:

1- «من أحب أبًا أو أمًا أكثر مني فلا يستحقني، ومن أحب ابنًا أو ابنةً أكثر مني فلا يستحقني، ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني» (متى10: 37-38؛ لوقا14: 27).

2- حينئذ قال يسوع لتلاميذه: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني؛ فإن من أراد أن يخلِّص نفسه يهلكها، ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها» (متى16: 24؛ مرقس8: 34).

3– وقال للجميع: «إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني» (لوقا9: 23).

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:16 AM   رقم المشاركة : ( 135404 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



الصليب والمحبة الطبيعية

المحبة علاقة عاطفية مشروعة، والرب أوصانا أن نحبّ بعضنا بعضًا، ونحب القريب، ونحب الأعداء. ومن أوصى بهذا لا يوصي هنا بإهمال الوالدين أو كراهية الآخرين، بل المؤمن المكرس للرب يقوم بدوره تجاه الآخرين بكل أمانة ويحب من قلب طاهر. ولكن عندما يكون الخيار بين محبتنا للرب وللآخرين، فيجب صلب المحبة الطبيعية على الصليب. وفي هذا شيء من الألم، ولكن يجب أن تكون المحبة الأولى في القلب للرب وحده، وأي محبة أخرى أمام محبتنا للمسيح تُرى وكأنها بُغضة.

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:17 AM   رقم المشاركة : ( 135405 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


المحبة علاقة عاطفية مشروعة، والرب أوصانا أن نحبّ بعضنا بعضًا، ونحب القريب، ونحب الأعداء. ومن أوصى بهذا لا يوصي هنا بإهمال الوالدين أو كراهية الآخرين، بل المؤمن المكرس للرب يقوم بدوره تجاه الآخرين بكل أمانة ويحب من قلب طاهر. ولكن عندما يكون الخيار بين محبتنا للرب وللآخرين، فيجب صلب المحبة الطبيعية على الصليب. وفي هذا شيء من الألم، ولكن يجب أن تكون المحبة الأولى في القلب للرب وحده، وأي محبة أخرى أمام محبتنا للمسيح تُرى وكأنها بُغضة.

مثال: في إبراهيم مثال لذلك، فقد أطاع وخرج من أرضه ومن بيت أبيه عندما دعاه الرب. ثم أحب الرب أكثر عندما قدّم الذي يحبه إسحاق، وهنا حمل الصليب بكل آلامه وأعلن محبته وإخلاصه للرب (تكوين22). وعلى النقيض منه كان يوناثان؛ فلقد أحب داود في البداية محبة عجيبة (1صموئيل18)، ولكن عندما جاء وقت حمل الصليب واتّباع داود على الجبال والمغاير، اختار أن يكون مع شاول وفي القصر. إبراهيم صلب عواطفه البشرية وأحب الرب فتمتع بمواعيد الرب على جبل المريا، ويوناثان فضَّل رفاهية القصر عن تراب المغارة فمات مع شاول على جبال جلبوع.

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:18 AM   رقم المشاركة : ( 135406 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الصليب والنفس البشرية

عندما ابتدأ الرب يُظهر لتلاميذه أنه ينبغي أن يذهب لأورشليم ويتألم ويُقتل وفي اليوم الثالث يقوم، قال له بطرس «حاشاك لا يكون لك هذا». حينئذ تكلم الرب معهم عن حمل الصليب وخلاص النفس من صعوبات العالم أو إهلاكها من أجل المسيح والإنجيل. ثم قال قولته الشهيرة «لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أو ماذا يعطي الإنسان فداء عن نفسه؟» (متى16: 21-26). والمعنى أنه في اتّباعنا المسيح لا نفكِّر في إنقاذ النفس من أي خسارة ناتجة لاتّباعنا الرب وتفضيل الطريق السهل. فعندما تُقابلنا الصعوبة التي تتطلب حمل الصليب، سيأتي صوت الشيطان - على لسان بطرس - “لا يكون لك هذا، خلص نفسك من هذا”. وهنا الامتحان: هل نخلّصها أم نميتها بحمل الصليب؟

إن بُغضة النفس تعني التخلي عن الرغبات الطبيعية في هذا العالم، ونقول مع الرسول بولس «ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله» (أعمال20: 24).

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:19 AM   رقم المشاركة : ( 135407 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


الصليب والأمجاد الأرضية

تكلّم الرب هنا عن حمل الصليب واتّباعه بعد حديث له مع التلاميذ سألهم فيه «من تقول الجموع أني أنا؟» وسألهم «وَأَنْتُمْ، مَنْ تَقُولُونَ أَنِّي أَنَا؟ فأجاب بطرس: مسيح الله (الذي سيأتي ويملك بحسب انتظار اليهود)». فأوصى أن لا يقولوا ذلك لأحد ثم تكلم معهم عن موته وقيامته. وكأن الرب أراد أن يقول إنه لم يكن قد أتى ليملك أو يأخذ شيئًا من العالم، بل ليحمل صليبه ويموت. وهذا يعني أننا، ونحن نستخدم هذا العالم، كأننا لا نستخدمه؛ فهو مجرد طريق نعبره وأرض نمُرّ فيها، نمشي لا نميل يمينًا ولا يسارًا حتى نتجاوز حدوده (اقرأ سفر العدد20: 17، 18). ولا ننسى امرأة لوط التي خرجت من سدوم ولم تحمل صليبها لتموت عن سدوم، بل أخذتها في قلبها؛ فاشتهتها فنظرت خلفها فماتت بسببها. فتخلّينا عن العالم يجب أن لا يكون ظاهريًا بل نقول عمليا «وأما من جهتي، فحاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح، الذي به قد صُلب العالم لي وأنا للعالم» (غلاطية6: 14).

صديقي القارئ: اتّباع الرب يسوع شرف يجب أن نفتخر به، وكُلفة يجب أن نحسبها أولاً، ثم ندفعها بسرور؛ فالمسيح «من أجل السرور الموضوع أمامه احتمل الصليب مستهينا بالخزي» (عبرانيين12: 2).

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:21 AM   رقم المشاركة : ( 135408 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


غسيل الجيران

انتقل الزوجان إلى منزل جديد، تحيطه حديقة جميلة ذات زهور بديعة. وفي صباح اليوم الأول لإقامتهما في المنزل جلسا سويًا يتناولان الإفطار في المطبخ الجديد الذي يُطل على حديقة منزلهم، وفور جلوسهما أشارت الزوجة من خلف النافذة الزجاجية التي تفصلهما عن الحديقة وقالت لزوجها بإستنكار: “إن غسيل جارتنا ليس نظيفًا، لا بد أنها تشتري مسحوقًا رخيصًا. أو ربما تستخدم كمية قليلة من المسحوق”. تطلع الزوج عبر النافذة، وأومأ برأسه لزوجته ثم أكمل إفطاره، وانطلق للعمل، وبعدها غادرت زوجته أيضًا للعمل.

في اليوم التالي تكرر ذات الموقف، فما أن جلسا على طاولة الطعام حتى بادرت الزوجة بالقول: “يا لها من سيدة غريبة، ألا ترى أن الغسيل متسخ جدًا؟ كيف تحتمل أن ترى غسيلها بهذه الصورة؟”. تطلع الزوج عبر النافذة إلى غسيل جيرانهم كاليوم السابق مندهشًا من الأمر، ثم أكملا وجبتهما وانطلقا كلٍ إلى مكان عمله.

استمر هذا الموقف لعدة أيام متتالية، حتى بدأ الزوج يَمَل من الأمر. وبعد حوالي أسبوع جلسا كعادتهما في نفس المكان. وفجأة صاحت الزوجة: “أخيرًا!!” فتطلع إليها زوجها متسائلاً: “أخيرًا ماذا؟” أجابته، وهي تشير بيديها نحو النافذة: “واضح أن جارتنا عرفت المشكلة، انظر إلى الغسيل إنه نظيفٌ جدًا اليوم”. لم يلتفت الزوج ناحية النافذة كعادته، إنما نظر إلى زوجته، ومال نحوها مبتسمًا وهو يقول لها بصوت خافت: “زوجتي العزيزة، لقد استيقظت اليوم مبكرًا واكتشفت أن زجاج نافذتنا هو الذي كان متسخًا جدًا، فقمت بتنظيفه. لهذا رأيتِ الغسيل نظيفًا. المشكلة ليست في جارتنا، إنما المشكلة الحقيقية في نافذتنا”.

أحمر وجه الزوجة خجلاً، وابتسمت في ارتباك، ثم تمتمت بكلمات غير مفهومة استنتج الزوج منها أنها كلمات إعتذار، فربت على كتفيها. ثم انطلق للعمل كعادته. تاركًا زوجته تُطل من النافذة على غسيل جارتهم النظيف جدًا.

عزيزي الشاب، أختي الشابة

كثيرًا ما نتسرع في الحكم على الآخرين، وكثيرًا ما نخطئ في الحكم على غيرنا بسبب أحكامنا المتسرّعة. والقلب البشري يميل دائمًا لإدانة الآخرين، رغم أنه يمتلئ بالعيوب. قال المسيح: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا» (متى7: 1). فربما ذات الأمر الذي ندين به الآخرين نعاني نحن منه دون أن نشعر، بل ولا نبالغ إن قلنا إن مشكلتنا كثيرًا ما تكون أكبر من مشكلة الذي ندينه. هذا ما قاله المسيح في ذات العظة للجموع: «وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا» (متى7: 3). فربما يكون الذي في عين أخيك مجرد قذى صغيرة، بينما في عينيك أنت خشبة كبيرة، لكنك تتجاهل الخشبة التي في عينك وتنظر للقذى التي في عين أخيك، فتُكيل له الإدانة والإتهام، وتُحمِّله الخطأ، بينما تعاني أنت من خطإٍ أكبر ومشكلة أصعب.

وقصتنا اليوم تعلَّمنا درسًا آخر؛ أننا ربما ندين الآخرين بشيء غير موجود فيهم على الإطلاق، بينما العيب كله يكون فينا. في كثير من الأحيان نحكم على الآخرين بأحكام قاسية، ثم نكتشف بعد وقت أننا نحن الذين أخطأنا، بينما الآخرون لا يعانون من أي مشكلة من الأساس. نكتشف أن نافذتنا كانت متسخة ونحن نرى حياة الآخرين. وربما نُطلق أحكامًا خاطئة بسبب مشكلة نعانيها نحن في حياتنا. أو نحكم على الناس بناءً على ما يظهر ويبدو أمامنا على السطح، بينما حينما نقترب منهم نكتشف أن حكمنا كان خاطئًا تمامًا. سمعت عشرات القصص التي تؤكد هذا المعنى. قصة منها حكاها لي أحد الشباب الذي ظل لفترة طويلة يسخر من أحد الخدام طوال العظة، بسبب وقفته الغريبة على المنبر.

ثم فوجئ بعد نهاية العظة أن الأمر يتعلق بمشكلة مؤثرة جدًا يعاني منها هذا الخادم. فشعر ذلك الشاب بضيق شديد من نفسه، وامتلأ خجلاً من هذا التصرف غير اللائق. قال المسيح: «لاَ تَحْكُمُوا حَسَبَ الظَّاهِرِ بَلِ احْكُمُوا حُكْمًا عَادِلاً» (يوحنا7: 24). فالظاهر يخدع كثيرًا، ولا يعبر أبدًا عن الحقيقة. ومن يحكم بالظاهر لا بد وأن يخطئ. لقد سأل المسيح يومًا: «لِمَاذَا لاَ تَحْكُمُونَ بِالْحَقِّ» (لوقا12: 57). لماذا نميل دائمًا لإلقاء الأحكام على الآخرين دون تفكير؟ ولماذا نسخر من هذا وذاك دون مراجعة لأنفسنا؟ لماذا نشعر باستمتاع خاص ونحن نتكلم عن الآخرين بالساعات، ونتناول تفاصيل حياتهم الخاصة، ونحاول إظهار كل العيوب التي نلاحظها في سلوكهم وكلامهم دون خجل أو حتى مجرد الشعور بعدم صحة ما نفعله؟ بالتأكيد المشكلة الأكبر ليست في الناس بل فينا، فليست حياة الآخرين هي المتسخة والملطخة بالعيوب، إنما أفكارنا وقلوبنا هي المشوَّهة وملطخة بعيوب كثيرة. أو ربما نحاول إخفاء عيوبنا بتناول عيوب الآخرين في كل أحاديثنا، ليتنا لا نحاول تبييض سيرتنا بتسويد سيرة الآخرين.

يومًا أطلق يوحنا والتلاميذ حكمًا سريعًا على آخرين، ولم يتوقفوا عند حدود الحكم فقط، بل إن الأمر تطور إلى سلوك أيضًا، فقاموا بمنع ذلك الشخص الذي كان يخرج الشياطين؛ لمجرد أنه لم يكن يتبعهم. وتخيل يوحنا أن الرب سيمدحهم على هذا الأمر. وإذ به يُفَاجَئ مع بقية التلاميذ بأن الرب يفعل العكس (لوقا9: 46 50). لقد أطلقوا حكمًا سريعًا خاطئًا لمجرد أن الرجل ليس معهم ولا يتبعهم. هذا ما نسقط فيه جميعًا؛ نحكم على الآخرين أنهم على خطإ لمجرّد أنهم يختلفون عنا ولا يتبعوننا. لا يفكِّرون مثلنا، ولا يتكلمون كما نتكلم، أو يصلّون كما نصلي أو يخدمون بطريقتنا... الخ. سنفاجأ يومًا أن أجرهم لا يضيع.

أما لو افترضنا أننا فعلاً نحكم بشكل صحيح على غيرنا، فمن أعطانا هذا الحق. وما لنا نحن بغيرنا؟ هل صرنا بلا عيوب حتى نلتفت لعيوب الآخرين؟ هل أصلحنا كل أخطائنا حتى نحاول إصلاح أخطاء الآخرين؟ لقد قال أحدهم: يجعلنا الشيطان نهتم بأخطاء الآخرين، حتى يشغلنا عن أخطائنا.
أعظم ما نفعله أن نُصلح عيوبنا، ونكتشف أخطاءنا في محضر الله، قبل الاهتمام بغيرنا والانشغال بما يفعلون. ثق أنه حينما ترى عيوبك وأخطاءك في محضر الله لن تهتم بعيوب الآخرين واخطائهم، بل ستلتمس لهم العذر وتحنو عليهم وتترفق بهم؛ لأن من يعرف ضربة قلبه، حتمًا لن يشعر يومًا أنه أفضل من الآخرين.

 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:25 AM   رقم المشاركة : ( 135409 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كثيرًا ما نتسرع في الحكم على الآخرين، وكثيرًا ما نخطئ في الحكم على غيرنا بسبب أحكامنا المتسرّعة. والقلب البشري يميل دائمًا لإدانة الآخرين، رغم أنه يمتلئ بالعيوب. قال المسيح: «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا» (متى7: 1). فربما ذات الأمر الذي ندين به الآخرين نعاني نحن منه دون أن نشعر، بل ولا نبالغ إن قلنا إن مشكلتنا كثيرًا ما تكون أكبر من مشكلة الذي ندينه. هذا ما قاله المسيح في ذات العظة للجموع: «وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ، وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا» (متى7: 3). فربما يكون الذي في عين أخيك مجرد قذى صغيرة، بينما في عينيك أنت خشبة كبيرة، لكنك تتجاهل الخشبة التي في عينك وتنظر للقذى التي في عين أخيك، فتُكيل له الإدانة والإتهام، وتُحمِّله الخطأ، بينما تعاني أنت من خطإٍ أكبر ومشكلة أصعب.
 
قديم 15 - 09 - 2023, 10:26 AM   رقم المشاركة : ( 135410 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,630

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





ربما ندين الآخرين بشيء غير موجود فيهم على الإطلاق، بينما العيب كله يكون فينا. في كثير من الأحيان نحكم على الآخرين بأحكام قاسية، ثم نكتشف بعد وقت أننا نحن الذين أخطأنا، بينما الآخرون لا يعانون من أي مشكلة من الأساس. نكتشف أن نافذتنا كانت متسخة ونحن نرى حياة الآخرين. وربما نُطلق أحكامًا خاطئة بسبب مشكلة نعانيها نحن في حياتنا. أو نحكم على الناس بناءً على ما يظهر ويبدو أمامنا على السطح، بينما حينما نقترب منهم نكتشف أن حكمنا كان خاطئًا تمامًا. سمعت عشرات القصص التي تؤكد هذا المعنى. قصة منها حكاها لي أحد الشباب الذي ظل لفترة طويلة يسخر من أحد الخدام طوال العظة، بسبب وقفته الغريبة على المنبر.
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 09:22 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024