13 - 09 - 2023, 12:01 PM | رقم المشاركة : ( 135191 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا: لا يندبونه قائلين: آه يا أخي، أو آه يا أخت. لا يندبونه قائلين: آه يا سيد، أو آه يا جلالهُ. يُدفن دفن حمارٍ، مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" [18-19]. يرى البعض أن العبارة الأولى تصدر عن الحاضرين في الجنازة، ليس منهم من يقول للذين حوله: آه يا أخي، أو آه يا أختي، لأنه لا يشعر الرجال ولا النساء بالحزن على موت الملك. أما العبارة الثانية فيوجهها المشتركون في الجنازة نحو الميت، ليس منهم من يندب الملك كسيد أو صاحب جلاله. |
||||
13 - 09 - 2023, 12:02 PM | رقم المشاركة : ( 135192 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"لذلك هكذا قال الرب عن يهوياقيم بن يوشيا ملك يهوذا: لا يندبونه قائلين: آه يا أخي، أو آه يا أخت. لا يندبونه قائلين: آه يا سيد، أو آه يا جلالهُ. يُدفن دفن حمارٍ، مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" [18-19]. يرى البعض أن العبارة الثانية تعني بالسيد الأب، وبالجلالة الأم أو السيدة. وقد وجدت في بعض النقوش الفينيقية عن الملك Azitawadda العبارة: [جعلني البعل أبًا وأمً]. وكأن الملك في اللغة التقليدية يتمم كل دور الأسرة كأبٍ وأمٍ وأخٍ وأختٍ. هنا لا يندب الحاضرون الملك لأنه لم يحقق شيئًا في حياته. لم يقم بدور الأخ أو الأخت أو الأب أو الأم. يُدفن دفن حمار، لا توجد له مقبرة لدفنه، بل يُسحب جثمانه إلى موضع القمامة خارج أبواب المدينة. يقول المؤرخ اليهودي يوسيفوس بأن نبوخذنصر قتله في أورشليم وترك جثمانه بلا دفن بعيدًا خارج أبواب المدينة. كيف يمكن التوافق بين ما ورد هنا عن موت يهوياقيم وعدم دفنه، وبين ما ورد في (2 مل 24: 6)، أنه رقد مع آبائه، مما يُشتم منه أنه قد دفن في مقبرة آبائه. يرى البعض أن ما ورد في (2 مل 24: 6) لا يعني بها دفنه إنما هي عبارة مستخدمة للتعبير عن الموت أيَّا كانت ظروفه. ويرى آخرون أن عبارة إرميا "يُدفن دفن حمار، مسحوبًا ومطروحًا بعيدًا عن أبواب أورشليم" [18-19] تعبير مجازي عن حال الملك، فإنه وإن كان قد دفن رسميًا، لكنه كان في عيني شعبه كحمارٍ ميتٍ لا يستحق إلا إلقائه خارج أسوار المدينة. هذه هي مشاعر شعبه من نحوه في لحظات موته ودفنه! |
||||
13 - 09 - 2023, 12:05 PM | رقم المشاركة : ( 135193 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بعد أن تحدث عن الملك يهوياقيم الشرير ومصيره، يوجه هنا خطابًا لأورشليم العاصية عاصمة مملكته، موضحًا ثمرة هذا العصيان الذي نشأت عليه منذ صباها: اصعدي على لبنان واصرخي، وفي باشان أطلقي صوتك، واصرخي من عباريم، لأنه قد سُحق كل محبيكِ. تكلمت إليه في راحتك. قلتِ: لا أسمع. هذا طريقك منذ صباك أنكِ لا تسمعين لصوتي" [20-21]. الأماكن المذكورة هنا من لبنان وباشان وعباريم هي مرتفعات حول أورشليم، يُسمع منها الصوت جليًّا من بعيد حتى يعم الخبر. لبنان في شمال أورشليم، وباشان في الشمال الشرقي منها، وعباريم في موآب في الجنوب الشرقي. ذُكرت عباريم في (عد 27: 12، تث 22: 49) كمكان استطاع منه موسى النبي أن يتطلع إلى أرض الموعد من بعيد ففرح وتتهلل، أما هنا فيطلب إرميا النبي منهم أن يصعدوا لينوحوا ويبكوا، كما سبق فصعدت ابنة يفتاح على الجبال ترثى حالها (قض 11: 37-38). ماذا يعني بالمحبين الذين سُحقوا؟ ربما يقصد الأمم المحيطة بهم المتحالفة معهم، وأيضًا مصر فإنها عوض مساندتهم تنسحق هي وتتحطم. وقد تكررت كلمة "المحبين" في (هو 2) خمس مرات، وربما قُصد بها آلهة الخصوبة التي زنت معها إسرائيل والتي توقعت أن تحميها وتحفظها وتهبها اثمارًا ونموًا. بعد هزيمة مصر في موقعة كركميش عام 605 ق.م. (إر 46: 2-12) استولى نبوخذنصر على كثير من الدول في المنطقة. |
||||
13 - 09 - 2023, 12:05 PM | رقم المشاركة : ( 135194 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هذا طريقك منذ صباكِ أنكِ لا تسمعين لصوتي" [21] يعني أن حركة العصيان لم تحدث فجأة في أورشليم، لكنها صارت أشبه بطبيعتها الملازمة لها منذ صباها. وقد أعطاها الرب فرصًا كثيرة للتوبة والرجوع إليه حتى امتلأ كأس شرها، لذا استخدم معها التأديب القاسي. إنه طويل الأناة جدًا، لكن إصرار الشعب على العصيان عبر الأزمنة بلا تغيير يستوجب التأديب الإلهي. لقد سبق فطلب منها أن تصعد على الجبال مع ابنة يفتاح تبكي عذراويتها وتنتحب مع صديقاتها، لكن شتان ما بينها وبين ابنة يفتاح. الأخيرة خرجت صديقاتها معها إلى الجبال للتعزية وإن كُنَّ لم يستطعن أن ينقذن حياتها من الموت. أما يهوذا فعوض خروج أصدقائها معها إلى الجبل أُخذن إلى السبي في خزي وعارٍ معها! |
||||
13 - 09 - 2023, 12:06 PM | رقم المشاركة : ( 135195 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"كل رعاتك ترعاهم الريح، ومحبوكِ يذهبون إلى السبي، فحينئذٍ تخزين وتخجلين لأجل كل شركِ" [22]. ربما قصد ب "رعاتك" ملوك يهوذا ورجالهم الذين كان يجب أن يرعوا الشعب، فصاروا في حاجة إلى رعاية من الخارج. لقد سقطوا تحت السبي عام 597 ق.م. (2 مل 24: 22-15)، فصارت أورشليم في خزي وعارٍ بلا رعاية، يرعاها الريح الباطل. لعله أيضًا يقصد بالرعاة هنا أولئك الذين كانت تظنهم رعاة لها، سواء ملوك الأمم المتحالفة معهم أو آلهتهم، فإنهم هم أنفسهم يحتاجون إلى رعاة، وقد صارت الريح هي راعية لهم، لا تقدم لهم إلا رياحًا مهلكة! إنها رياح شرقية تبدد الشعب (إر 18: 17). باتكالها على ملوك الأمم وآلهتهم قبلت الرياح المحطمة عوض روح الله القدوس الواهب الحياة والنصرة والنجاح، يهب على النفس فيحولها إلى مقدسٍ سماويٍ لا تستطيع كل قوات الظلمة أن تفسده. هكذا دفعها شرها إلى الاتكال على الذراع البشري والآلهة الكاذبة فتحطمت معهم! |
||||
13 - 09 - 2023, 12:06 PM | رقم المشاركة : ( 135196 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"أيتها الساكنة (المتربعة) في لبنان، المعشِّشَة في الأرز، كم يُشفق عليكِ عند إتيان المخاض عليك، الوجع كوالدة" [23]. يُقصد بالمتربعة في لبنان كما على عرش الذين يفتخرون بعلوِّهم المنيع، أو الذين يسكنون في قصورٍ فاخرةٍ مصنوعة من خشب الأرز اللبناني، أي يقصد المتعجرفين المتكبرين. فالاتهام الموجه ضد أورشليم هو أنها ألَّهت ذاتها، وحسبت نفسها فوق القانون. ظنت أن عشَّها على قمم جبال الأرز لا يقدر أحد أن يمسها بضرر. في شيء من السخرية يقول لها: "كم يُشفق عليكِ عند إتيان المخاض عليك، الوجع كوالدة؟!" بعد أن صار الريح هو راعيها، والسبي هو مسكن محبيها، فقدت عرشها وانحدر عشها من قمة الأرز، وصارت كامرأة في حالة ولادة، ليس من يشفق عليها، ولا من يعينها وسط آلامها! |
||||
13 - 09 - 2023, 12:07 PM | رقم المشاركة : ( 135197 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"حيّ أنا يقول الرب ولو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتمًا على يدي اليمنى فإني من هناك أنزعك" [24]. بدأ الحديث عنه بقسم من جانب الله لتأكيد تأديبه يهوياكين لإصراره على الشر: "حيّ أنا يقول الرب". كان يهوياكين مثل أبيه يهوياقيم شريرًا (2 مل 24: 8-17)، خلفه في الملك، وكان في بلده أورشليم. كان يمكن بالبر أن يعيش آمنًا كخاتمٍ ثمينٍ في يد الله، لا يقرب إليه أحد، لكنه بسبب شره انتزعه الله بعد ثلاثة شهور من ملكه وهو بعد في الثامنة عشر من عمره مع أهل بيته، وسبي عام 597 ق.م. إلى بابل، ليعيش غريبًا مسبيًا في حالة رعبٍ! حُرم الملك من وطنه ومن شعبه، فصار في مذلة داخلية مهما قُدم له من كرامة أو إمكانيات. جاء في سفر الملوك (2 مل 24، 25) عن يهوياكين أنه قد رُفع شأنه في بابل في أواخر حياته، لكنه بقى مسبيًا ولم يرجع إلى وطنه. ومع أنه كان له عدة أبناء (1 أي 3: 17)، فإن أحدًا منهم لم يجلس على عرش إسرائيل، لذلك حُسب عقيمًا. جاءت الكلمة العبرية المقابلة للختم لتعني إما ختمًا على شكل طوقٍ يُوضع حول العنق، أو كجزءٍ من خاتم في اليد، هنا اُستخدمت بالمعنى الثاني. يحمل الختم توقيع صاحبه، لذا يمثل حضرته. جاء في سفر النشيد (نش 8: 6) ليعني اتحادًا مملوء حبًا وعاطفة، وفي حجي (حج 2: 23) يشير إلى العظمة والقدرة حيث جعل الله زربابل ختمًا في يده. يدعوه إرميا النبي كنياهو وهو اختصار اسمه يهوياكين. |
||||
13 - 09 - 2023, 12:16 PM | رقم المشاركة : ( 135198 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"وأسلمك إلى يد طالبي نفسك، وليد الذين تخاف منهم وليد نبوخذراصر ملك بابل وليد الكلدانيين. وأطرحك وأمك التي ولدتك إلى أرض أخرى لم تُولدا فيها، وهناك تموتان. أما الأرض التي يشتاقان إلى الرجوع إليها فلا يرجعان إليها" [25-27]. عوض أن يكون مكانه في يد الله حيث الحرية والمجد، يصير موضعه هو وأمه في السبي حيث العبودية والذل. لقد سُبيت نحوشتا بنت ألناثان (2 مل 24: 8، 15) مع ابنها الملك يهوياكين إلى بابل. فقد الملك عرشه، وأُلقي في أرض السبي كما في موضع القمامة خارج أبواب أورشليم، وصار كبواقي إناء خزفي مكسور لا قيمة له. لقد نادى الأنبياء الكذبة بأنه يرجع من السبي وذلك لكي يعطوا رجاءً لرجال الدولة والشعب ويسرونهم، فكان كثيرون يعتبرونه الملك الرسمي بالرغم من سبيه، لكن إرميا النبي في جرأة نطق بما تكلم به الرب. |
||||
13 - 09 - 2023, 12:17 PM | رقم المشاركة : ( 135199 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزفٍ مهانٍ مكسورٍ؟! أو إناء ليست فيه مسرة؟! لماذا طُرح هو ونسله وأُلقوا إلى أرضٍ لم يعرفوها؟! يا أرض، يا أرض، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجلًا لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود وحاكمًا بعد في يهوذا" [28-30]. لم يُطرد الملك وأمه إلى السبي فحسب، وإنما أُلقى كإناءٍ خزفي مُحتقر ينكسر، ليس من يبالي به، أو يهتم بإصلاحه، "ليس فيه مسرة". وكما جاء في هوشع: "الآن صاروا بين الأمم كإناءٍ لا مسرة فيه" (هو 8: 8). ربما شبهه بالإناء الخزفي المكسور، لأنه كاد أن يؤلهه الشعب ، فها هو قد صار كتمثالٍ خزفي مكسور، ليس فقط لا يستحق العبادة، بل يلزم الخلاص منه بإلقائه في وسط القمامة. بعد أن كان كخاتمٍ في يد الله، له تقديره الثمين في عيني الله وأمام السماء والأرض، صار ملقيًا كإناءٍ مكسورٍ ليس من يُسر به. وقد قيل عن مقاومي السيد المسيح: "تحطمهم بقضيب من حديد، مثل إناء خزاف تكسرهم" (مز 2: 9)... هوذا الله المخلص يحطم بقضيب من حديد ذاك الملك المقاوم له. |
||||
13 - 09 - 2023, 12:18 PM | رقم المشاركة : ( 135200 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزفٍ مهانٍ مكسورٍ؟! أو إناء ليست فيه مسرة؟! لماذا طُرح هو ونسله وأُلقوا إلى أرضٍ لم يعرفوها؟! يا أرض، يا أرض، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجلًا لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود وحاكمًا بعد في يهوذا" [28-30]. إن كان كنياهو قد صار وعاءً خزفيًا مهانًا مكسورًا ليست فيه مسرة، فلأنه التصق بالأرض فصار أرضًا، أما الذي يلتصق بالسماء فيصير سماءً. يرى القديس أمبروسيوس البشرية كلها كأوانٍ خزفية، لكن بعضها يتقبل الكنز السماوي، السيد المسيح نفسه، في داخله فيُنسب للسماء. * جميعنا أوان خزفية. إن كان أحدنا ملكًا فهو إناء خزفي، أو كان رسولًا فهو إناء. لهذا يقول بولس: "لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية" (2 كو 4: 7)... تكتِبْ الأرض (أسماء) الذين هم أبناء الأرض عليها في الأسفل. لهذا عندما اتهم اليهود الزانية كتب الرب يسوع بإصبعه على الأرض (يو 8: 6، 8)؛ أما الأبرار فلا يُكتبون على الأرض في الأسفل بل نقرأ عنهم. "افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كُتبت في السموات" (لو 10: 20). القديس أمبروسيوس إنه يُشهد الأرض ثلاث مرات أن تسمع وتصغي لحكم الله على الملك الذي لا يسمع لصوت إلهه، كيف أنه وإن أنجب أطفالًا (1 أي 3: 19) يُحسب عقيمًا، حيث لا ينجح أحد منهم في استرداد المُلك. ِبشره لم يسترح في حياته ولا من خلال نسله!* الذي وهو في حالة جهالة خاطئ "هو أرض ورماد"، أما الذي في حالة معرفة فإنه إذ يتشبه بالله قدر المستطاع فهو روحي ومختار. أما كون الكتاب المقدس يدعو الذين بلا حس وعصاة أرضًا فواضح بواسطة إرميا النبي الذي يقول عن يهوياقيم وإخوته: "يا أرض، يا أرض، ، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. اكتب هذا الرجل كرجل محروم" [29-30]. القديس إكليمنضس الإسكندري |
||||