![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 135171 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() تحطيم يهوياكين: 24 حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ الرَّبُّ، وَلَوْ كَانَ كُنْيَاهُو بْنُ يَهُويَاقِيمَ مَلِكُ يَهُوذَا خَاتِمًا عَلَى يَدِي الْيُمْنَى فَإِنِّي مِنْ هُنَاكَ أَنْزِعُكَ، 25 وَأُسَلِّمُكَ لِيَدِ طَالِبِي نَفْسِكَ، وَلِيَدِ الَّذِينَ تَخَافُ مِنْهُمْ، وَلِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ، وَلِيَدِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 26 وَأَطْرَحُكَ وَأُمَّكَ الَّتِي وَلَدَتْكَ إِلَى أَرْضٍ أُخْرَى لَمْ تُولَدَا فِيهَا، وَهُنَاكَ تَمُوتَانِ. 27 أَمَّا الأَرْضُ الَّتِي يَشْتَاقَانِ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَيْهَا، فَلاَ يَرْجِعَانِ إِلَيْهَا. 28 هَلْ هذَا الرَّجُلُ كُنْيَاهُو وِعَاءُ خَزَفٍ مُهَانٍ مَكْسُورٍ، أَوْ إِنَاءٌ لَيْسَتْ فِيهِ مَسَرَّةٌ؟ لِمَاذَا طُرِحَ هُوَ وَنَسْلُهُ وَأُلْقُوا إِلَى أَرْضٍ لَمْ يَعْرِفُوهَا؟ 29 يَا أَرْضُ، يَا أَرْضُ، يَا أَرْضُ اسْمَعِي كَلِمَةَ الرَّبِّ! 30 هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: اكْتُبُوا هذَا الرَّجُلَ عَقِيمًا، رَجُلًا لاَ يَنْجَحُ فِي أَيَّامِهِ، لأَنَّهُ لاَ يَنْجَحُ مِنْ نَسْلِهِ أَحَدٌ جَالِسًا عَلَى كُرْسِيِّ دَاوُدَ وَحَاكِمًا بَعْدُ فِي يَهُوذَا. "حيّ أنا يقول الرب ولو كان كنياهو بن يهوياقيم ملك يهوذا خاتمًا على يدي اليمنى فإني من هناك أنزعك" [24]. بدأ الحديث عنه بقسم من جانب الله لتأكيد تأديبه يهوياكين لإصراره على الشر: "حيّ أنا يقول الرب". كان يهوياكين مثل أبيه يهوياقيم شريرًا (2 مل 24: 8-17)، خلفه في الملك، وكان في بلده أورشليم. كان يمكن بالبر أن يعيش آمنًا كخاتمٍ ثمينٍ في يد الله، لا يقرب إليه أحد، لكنه بسبب شره انتزعه الله بعد ثلاثة شهور من ملكه وهو بعد في الثامنة عشر من عمره مع أهل بيته، وسبي عام 597 ق.م. إلى بابل، ليعيش غريبًا مسبيًا في حالة رعبٍ! حُرم الملك من وطنه ومن شعبه، فصار في مذلة داخلية مهما قُدم له من كرامة أو إمكانيات. جاء في سفر الملوك (2 مل 24، 25) عن يهوياكين أنه قد رُفع شأنه في بابل في أواخر حياته، لكنه بقى مسبيًا ولم يرجع إلى وطنه. ومع أنه كان له عدة أبناء (1 أي 3: 17)، فإن أحدًا منهم لم يجلس على عرش إسرائيل، لذلك حُسب عقيمًا. جاءت الكلمة العبرية المقابلة للختم لتعني إما ختمًا على شكل طوقٍ يُوضع حول العنق، أو كجزءٍ من خاتم في اليد، هنا اُستخدمت بالمعنى الثاني. يحمل الختم توقيع صاحبه، لذا يمثل حضرته. جاء في سفر النشيد (نش 8: 6) ليعني اتحادًا مملوء حبًا وعاطفة، وفي حجي (حج 2: 23) يشير إلى العظمة والقدرة حيث جعل الله زربابل ختمًا في يده. يدعوه إرميا النبي كنياهو وهو اختصار اسمه يهوياكين. ينتزع الله يهوياكين من يده ليضعه في يد العدو، إذ يقول: "وأسلمك إلى يد طالبي نفسك، وليد الذين تخاف منهم وليد نبوخذراصر ملك بابل وليد الكلدانيين. وأطرحك وأمك التي ولدتك إلى أرض أخرى لم تُولدا فيها، وهناك تموتان. أما الأرض التي يشتاقان إلى الرجوع إليها فلا يرجعان إليها" [25-27]. عوض أن يكون مكانه في يد الله حيث الحرية والمجد، يصير موضعه هو وأمه في السبي حيث العبودية والذل. لقد سُبيت نحوشتا بنت ألناثان (2 مل 24: 8، 15) مع ابنها الملك يهوياكين إلى بابل. فقد الملك عرشه، وأُلقي في أرض السبي كما في موضع القمامة خارج أبواب أورشليم، وصار كبواقي إناء خزفي مكسور لا قيمة له. لقد نادى الأنبياء الكذبةبأنه يرجع من السبي وذلك لكي يعطوا رجاءً لرجال الدولة والشعب ويسرونهم، فكان كثيرون يعتبرونه الملك الرسمي بالرغم من سبيه، لكن إرميا النبي في جرأة نطق بما تكلم به الرب. "هل هذا الرجل كنياهو وعاء خزفٍ مهانٍ مكسورٍ؟! أو إناء ليست فيه مسرة؟! لماذا طُرح هو ونسله وأُلقوا إلى أرضٍ لم يعرفوها؟! يا أرض، يا أرض، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. هكذا قال الرب: اكتبوا هذا الرجل عقيمًا، رجلًا لا ينجح في أيامه، لأنه لا ينجح من نسله أحد جالسًا على كرسي داود وحاكمًا بعد في يهوذا" [28-30]. لم يُطرد الملك وأمه إلى السبي فحسب، وإنما أُلقى كإناءٍ خزفي مُحتقر ينكسر، ليس من يبالي به، أو يهتم بإصلاحه، "ليس فيه مسرة". وكما جاء في هوشع: "الآن صاروا بين الأمم كإناءٍ لا مسرة فيه" (هو 8: 8). ربما شبهه بالإناء الخزفي المكسور، لأنه كاد أن يؤلهه الشعب ، فها هو قد صار كتمثالٍ خزفي مكسور، ليس فقط لا يستحق العبادة، بل يلزم الخلاص منه بإلقائه في وسط القمامة. بعد أن كان كخاتمٍ في يد الله، له تقديره الثمين في عيني الله وأمام السماء والأرض، صار ملقيًا كإناءٍ مكسورٍ ليس من يُسر به. وقد قيل عن مقاومي السيد المسيح: "تحطمهم بقضيب من حديد، مثل إناء خزاف تكسرهم" (مز 2: 9)... هوذا الله المخلص يحطم بقضيب من حديد ذاك الملك المقاوم له. إن كان كنياهو قد صار وعاءً خزفيًا مهانًا مكسورًا ليست فيه مسرة، فلأنه التصق بالأرض فصار أرضًا، أما الذي يلتصق بالسماء فيصير سماءً. يرى القديس أمبروسيوس البشرية كلها كأوانٍ خزفية، لكن بعضها يتقبل الكنز السماوي، السيد المسيح نفسه، في داخله فيُنسب للسماء. * جميعنا أوان خزفية. إن كان أحدنا ملكًا فهو إناء خزفي، أو كان رسولًا فهو إناء. لهذا يقول بولس: "لنا هذا الكنز في أوانٍ خزفية" (2 كو 4: 7)... تكتِبْ الأرض (أسماء) الذين هم أبناء الأرض عليها في الأسفل. لهذا عندما اتهم اليهود الزانية كتب الرب يسوع بإصبعه على الأرض (يو 8: 6، 8)؛ أما الأبرار فلا يُكتبون على الأرض في الأسفل بل نقرأ عنهم. "افرحوا بالأحرى أن أسماءكم كُتبت في السموات" (لو 10: 20). القديس أمبروسيوس إنه يُشهد الأرض ثلاث مرات أن تسمع وتصغي لحكم الله على الملك الذي لا يسمع لصوت إلهه، كيف أنه وإن أنجب أطفالًا (1 أي 3: 19) يُحسب عقيمًا، حيث لا ينجح أحد منهم في استرداد المُلك. ِبشره لم يسترح في حياته ولا من خلال نسله!* الذي وهو في حالة جهالة خاطئ "هو أرض ورماد"، أما الذي في حالة معرفة فإنه إذ يتشبه بالله قدر المستطاع فهو روحي ومختار. أما كون الكتاب المقدس يدعو الذين بلا حس وعصاة أرضًا فواضح بواسطة إرميا النبي الذي يقول عن يهوياقيم وإخوته: "يا أرض، يا أرض، ، يا أرض، اسمعي كلمة الرب. اكتب هذا الرجل كرجل محروم" [29-30]. القديس إكليمنضس الإسكندري |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135172 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من وحي إرميا 22 ويحي! كاد أن يضيع المُلك مني! * أصرخ إليك يا ملك الملوك: ويحي! كاد أن يضيع المُلك مني! أرسلت إرميا إلى بيت الملك، يوبخ أبناء يوشيا: يهوآحاز ويهوياقيم ويهوياكين، أبناء الملك البار ملوك طغاة، حطموا حياتهم، وأفسدوا المملكة، وأضاعوا كرسي داود! * وبخ إرميا الملك وعبيده وشعبه. ها أنا أعترف لك، إنني كملك روحي قد فسدت، أفسدت مواهبي وحولتها إلى عبيدٍ أشرار! دنست طاقاتي وحولتها إلى شعبٍ خائنٍ لإلهه! من يجدد حياتي وطبيعتي ومواهبي غيرك؟! * ظننت في نفسي كيهوآحاز، مرتفع كجبال جلعاد وقمم لبنان، ليس من يقدر أن يصعد إليّ ويحطمني! لقد قدست تأديباتك لتحولني إلى بريةٍ بلا ساكن! إني مستحق كل تأديب، لكن لا تتركني إلى النهاية! أولادك المقدسون مكرمون حتى في جراحاتهم وموتهم كيوشيا. أما الأشرار فيخزون حتى إن فلحوا ونجحوا! * بنى يهوياقيم لنفسه قصرًا لكن بغير بر. استغل شعبه لبنائه عوض أن يخدمهم. عاش طاغية لا يعرف العدل ولا البر. يبني الأشرار لأنفسهم قصورًا، وعند موتهم لا يجدون من يدفنهم. يطلبون ما لذاتهم، وفي موتهم لا يجدون من يبكونهم! قدسني بروحك القدوس، فيتسع قلبي حبًا وبرًا فيك! أحمل مجد ابنة الملك في داخلي، وفي رحيلي أتهلل متطلعًا إلى الإكليل الأبدي! مات يهوياقيم وُدفن كحمار، هب لي أن أموت مع الأبرار، فتتهلل نفسي بك! * تريدني خاتمًا في يدك أيها القدوس، لا تنتزعني من يدك كما انتزعت يهوياكين، لا تضعني في يد بابل، فأفقد حريتي وكرامتي فيك! ليس ليراحة إلا فيك، احملني إلى حضن أبيك، ارجعني إلى فردوس الحب فلا أعيش غريبًا عن وطني السماوي! ردِّني إلى أبيك، فأصير ملكًا! ويحي! كاد أن يضيع المُلك مني... انقذني... خلصني... مجدني في الداخل أيها القدوس! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135173 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صدرت الأوامر الإلهية إلى إرميا النبي أن يكرز أمام الملك بحزمٍ شديدٍ وتهديد إلهي: "انزل إلى بيت ملك يهوذا وتكلم هناك بهذه الكلمة، وقل: اسمع كلمة الرب يا ملك يهوذا الجالس على كرسي داود، أنت وعبيدك وشعبك الداخلين في هذه الأبواب" [1-2]. يبدو أن هذا الأمر الإلهي الخاص بحديث إرميا عند بيت الملك كان مبكرًا، في بدء خدمته، حيث حمل حديثه رجاءً في إعفاء الشعب مع الكهنة ورجاله من السبي إن تاب الجميع، قادة ورعية |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135174 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لأنكم إن فعلتم هذا الأمر يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه، راكبين في مركباتٍ وعلى خيلٍ؛ هو وعبيده وشعبه" [5]. جاء الحديث هكذا: أولًا: "انزل" ... لأن قصر الملك كان في أحد الوديان محميًا بالجبال الشامخة المحيطة به. دعوة الرب لإرميا أن ينزل تحمل معنيين: المعنى الأول أنه لا يخشى الملك بكل سلطانه كأنه عالٍ ومرتفع عنه، إنما يتطلع إليه كمن ينزل النبي إليه. إن إرميا كرجل الله يجد له مسكنًا في قلب الله، مرتفع فوق كل الأحداث الزمنية... عندما يلتقي بالملك إنما ينزل إليه ليحدثه. المعنى الثاني أن النزول يحمل الحب نحو النفس الساقطة، فيليق بأولاد الله ألا يتحدثوا بروح التشامخ، كأنهم جالسون على كراسي المعلمين المتشامخة، بل ينزلوا إلى كل نفس ليلتقوا معها كشركاء معها في الضعف، فتجد فيهم أشخاصًا يشاركونها آلامها وضعفها، فتقبل كلمة الرب. جاء في إحدى عظات القديس يوحنا الذهبي الفم: [بالحقيقة أيها الإخوة إني كاهن الله، لأن الله أراد لي ذلك! إني خاطئ، معكم أقرع صدري! معكم أطلب الصفح! معكم أترجى مراحمه! أخبرونا أيها الرسل القديسون: هل بعد قيامة الرب من الأموات وثبوتكم بالروح القدس الذي حلَّ عليكم انقطعت عنكم الخطية تمامًا...؟! لننصت إلى إجابتهم حتى لا ييأس الخطاة... إن قلنا إننا بلا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا. إن اعترفنا بخطايانا فهو أمين وعادل حتى يغفر لنا خطايانا ويطهرنا من كل إثم]. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135175 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لأنكم إن فعلتم هذا الأمر يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه، راكبين في مركباتٍ وعلى خيلٍ؛ هو وعبيده وشعبه" [5]. جاء الحديث هكذا: يذكِّره بأنه الجالس على كرسي داود، الذي كان يحمل قلبًا كقلب الله، وقد نال من الله وعودًا، لذا يليق بنسله أن يحملوا روحه، ويعيشوا كما يليق بأبناء داود البار، ولا يكسروا العهد مع الله. هكذا يمكننا القول بأن الحديث هنا موجه إلى كل مؤمنٍ تمتع بالملوكية، إذ صرنا خلال اتحادنا بالسيد المسيح ابن داود أو بملك الملوك ملوكًا على يهوذا، حيث صارت نفوسنا وأعماقنا أرض يهوذا المحبوبة لدى الله مخلصنا، وقلوبنا أورشليمه المقدسة. لقد أقامنا ملوكًا (رؤ 1: 6) نحمل سلطانًا. لنا العبيد الذين هم أعضاء جسدنا ومواهبنا وحواسنا وقدراتنا التي قُدمت لنا من الله. متى كانت النفس ملكة تستطيع بروح الله القدوس أن تسيطر على كل ما في داخلها، كما على الجسد بكل طاقاته كعبيد يعملون معًا بانسجامٍ، ويسلكون في الطريق الروحي الملوكي. صارت نفس المؤمن ملكة لها شعبها الداخل من أبواب بيتها أو قصرها الملوكي، هذا الشعب هو الأفكار التي عبرت إلى أعماقنا خلال أبواب الحواس. فالحديث هنا موجه إلى الملك وعبيده وشعبه الداخلين في أبواب بيته، لأنه متى كان الملك مقدسًا أمكنه أن يقود العبيد (رجال القصر) والشعب في الطريق الإلهي المقدس. هكذا متى صارت النفس ملكة مقدسة يخضع لها بروح الرب الجسد والأفكار ليعمل الإنسان بكل كيانه لحساب ملكوت الله. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135176 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لأنكم إن فعلتم هذا الأمر يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه، راكبين في مركباتٍ وعلى خيلٍ؛ هو وعبيده وشعبه" [5]. جاء النداء الأول للملك وعبيده أي رجاله وشعبه هو: "اسمع كلمة الرب يا ملك يهوذا... أنت وعبيدك وشعبك الداخلين في هذه الأبواب" [2]. كلمة الرب هي وراء تقديس النفس والجسد، لأنها حيَّة وفعّالة! أما هذه الأبواب فهي ليست أبواب المدينة العامة، وإنما أبواب القصر الملكي، التي كان يدخلها رجال القصر والشعب الذين عوض طلب العدل استغلّوا روح الظلم الذي ساد الملك ورجاله لحسابهم الخاص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135177 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() سبق فرأينا في الأصحاح السابق إبراز أن تحقيق العدالة، خاصة مع الغرباء والفقراء والمظلومين العاجزين عن الدفاع عن أنفسهم أو التمتع بحقوقهم، يمثل الدور الرئيسي في حياة الملك. "هكذا قال الرب: أجروا حقًا وعدلًا (sadaqa)، وأنقذوا المغصوب من يد الظالم والغريب واليتيم والأرملة، لا تضطهدوا ولا تظلموا ولا تسفكوا دمًا ذكيًا في هذا الموضع" [3]. استغل الملك ورجاله الغير، خاصة الضعفاء والمحتاجين، على خلاف والده يوشيا الذي اهتم بتحقيق العدالة وإنصاف المظلومين. كما أن الخطية تحطم بيوت الملوك والشعب، هكذا العدل والبر يسندان الكل ويعطيان قوة وكرامة ومجدًا. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135178 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لأنكم إن فعلتم هذا الأمر يدخل في أبواب هذا البيت ملوك جالسون لداود على كرسيه راكبين في مركباتٍ وعلى خيلٍ. هو وعبيده وشعبه. وإن لم تسمعوا لهذه الكلمات فقد أقسمت بنفسي يقول الرب، إن هذا البيت يكون خرابًا" [4-5]. كان الاعتقاد السائد في يهوذا عبر الأجيال أن بقاء المُلك في سبط يهوذا من نسل داود علامة رضا الله وبركته وحمايته لشعبه، على خلاف مملكة إسرائيل التي انشقت وأقامت لها ملوكًا وأنشأت عاصمة (السامرة) عوض أورشليم. إن كان الله قد بارك يهوذا من أجل عبده داود، لكن إن لم يسلك نسله على منواله في علاقته بالله يفقدون هذه البركة. هذا مركز الفكر اللآهوتي السياسي عند إرميا. يعتمد استمرار البيت الملوكي، حتى إن نُسب لداود، على قبول الملك رسالة إرميا من كل القلب. بهذا فقط تبقى أبواب القصر الملوكي مفتوحة أمام الملك ورجاله وشعبه للدخول والخروج. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135179 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "لأنه هكذا قال الرب عن بيت ملك يهوذا: جلعاد أنت لي، رأس من لبنان، إني أجعلك برية، مدنًا غير مسكونة" [6]. يشبه البيت الملكي وربما الملك نفسه بجلعاد، أي الجبل العالي، أو بقمة جبلٍ من جبل لبنان الشامخة، فإنه وإن ظن في نفسه أنه ثابت ومملوء أمانًا ليس من يقدر أن يهبط به من هذا العلو إلا أنه ينحدر ليصير كبريةٍ قاحلةٍ وكمدينةٍ خربةٍ لا يسكنها أحد. بقوله "جلعاد ورأس من لبنان" يشير إلى أن قصر الملك في منطقة غنية خصبة ومبهجة مثل جلعاد وجبل لبنان، وقد دُعي قصر سليمان "بيت وعر (غابة) لبنان" (1 مل 7: 2؛ 10: 17، 21). ارتباط جلعاد بقمة لبنان كما في زكريا (زك 10: 10) يشير إلى الغابات، كما قد يشير إلى "الشرق" و"الغرب"، أي يملك على الضفة الشرقية والغربية لنهر الأردن. كأن الله يعلن نظرته إلى القصر الملكي، أنه لا يزيد في عينيه عن شجرة في وسط غابة في جلعاد أو على قمة جبل لبنان، أو كحيوانٍ برِّى هناك... مع ما اتسم به القصر من جمال وفخامة لكن الله يبيده ويحطمه، بل ويحسب تحطيمه عملًا مقدسًا يتعهد به الأعداء بسماحٍ إلهي. لم يقل "إني أجعلك... مدينة غير مسكونة" بل "مدنًا"، لأن الخراب يشمل كل المملكة بمدنها، وليس أورشليم وحدها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135180 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() "وأقدس عليكِ مهلكين كل واحدٍ وآلاته، فيقطعون خيار أرزكِ ويلقونه في النار" [7]. سبق لنا الحديث عن "تقديس" بابل كآلة إلهية لتأديب الشعب. هنا كلمة تقديس تعني "تكريس طاقاتها وإمكانياتها" أو تخصيصها، وكأن الله يضع في قلب بابل أن تكرس كل إمكانياتها البشرية والعسكرية لتحطيم الشعب الذي عصى الرب... إنها تعمل بغيرة لنوال سلطة وسلب إمكانيات ولا تدري أن الله هو الذي سمح لها بذلك، أو هو كرَّسها لهذا العمل. قلنا أيضًا إن بابل تحسب ذلك "حربًا مقدسة"، إذ تعتبر نصرتها هي نصرة لآلهتها على إله إسرائيل... ومع ذلك فمن أجل تأديب الشعب قبل الله ذلك!! هنا الصورة أخطر، لأن الله نفسه يدخل في حرب مع شعبه المتمرد، حاسبًا هذه المعركة "حربًا مقدسة"، لا ليهب نصرة لشعبه بل ليهلكهم حتى يتأدبوا. لما كان البابليون يحترفون قطع الأخشاب، لهذا يحطمون الهيكل بالفؤوس كأنهم يقطعون خيار الأرز، لا لينتفعوا به، وإنما لكي يلقونه في النار. كثير من الغرباء (goyim) إذ يعبرون بالمدينة يسألون: لماذا صنع الله هكذا بمدينته العظيمة؟ وتأتي الإجابة: كسروا العهد معه، وعبدوا آلهة أخرى وخدموها [8-9]. |
||||