![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 135081 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الاتضاع بالرغم مما قاله الملاك لها بأنها «المُنعَم عليها»؛ أي نالت إنعامًا وإكرامًا من الله، وأن الرب معها، وأنها مبارَكة في النساء، وأنها ستحبل بابن العلي الذي سيملك على بيت يعقوب إلى الأبد؛ لكنها كانت متضعة إذ قالت للملاك: «هوذا أنا أَمََُة الرب» أي خادمة الرب. كما قالت في تسبيحتها إن الله «نظر إلى إتضاع أَمَتِهِ»، وإنه «رفع المتضعين» (لوقا1: 38، 47، 52). لقد نظر الرب إلى اتضاعها ورفعها. وهذا مبدأ إلهي: «كل من يرفع نفسه يتضع، ومن يضع نفسه يرتفع» (لوقا14: 11). ليعُطنا الرب أن نعيش حياة الاتضاع مثل المطوَّبة مريم؛ متذكّرين كلمات رب المجد يسوع: «تعلَّموا مني لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم» (متى11: 29). |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135082 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان تميَّزت بإيمان الثقة؛ فبعد أن أخبرها الملاك بكيفية الحبل قالت: «ليكن لي كقولك». وعندما ذهبت إلى أليصابات نسيبتها قالت لها: «طوبى للتي آمنت أن يتم ما قيل لها من قبل الرب» (لوقا1: 38، 45). ونجد في الكتاب المقدس أن ولادة طفل بطريقة غير عادية قوبلت بأفعال مختلفة: فقد ضحكت سارة امرأة إبراهيم قائلة: أفبالحقيقة ألد وأنا قد شخت (تكوين18: 9-15)، وانزعج منوح أبو شمشون عندما رأى ملاك الرب وخاف أن يموت (قضاة13: 22)، ولم يصدِّق زكريا الكاهن كلام الملاك، فظل صامتًا حتى وُلد يوحنا المعمدان (لوقا1: 18-20). لكن المطوَّبة مريم آمنت مباشرة دون نقاش أو جدال، لأن قلبها كان مجهَّزا لهذا الحدث العظيم. ليتنا نعيش حياة الثقة في الرب وكلمته. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135083 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() خضوعها لمشيئة الله كانت تعلم أن حبلها هذا سيكون في عين الناس مصدر عار، وسيثير الكثير من الشكوك والريبة، وربما إتهامها بالخطية، ويسبب لها الخجل حتى من يوسف خطيبها؛ وقد حدث فعلاً، فعندما عرف يوسف أنها حبلى لم يُرِد أن يُشهرها ويعرِّضها لعقوبة الرّجم، لأنه كان رجلاً بارًا، لكن أراد تخليتها سرًّا. ومع ذلك فقد خضعت بالتمام لمشيئة الله، وسلَّمت نفسها له، وتأكّدت أن الله في المشهد وسيرتب المنفذ لذلك، وهذا ما حدث فعلاً؛ إذ أن يوسف وهو متفكِّر في هذه الأمور ظهر له ملاك الرب قائلاً له: لا تخف أن تأخذ مريم امرأتك لأن الذي حبل به فيها هو من الروح القدس (متى1: 19-24). ليتنا نُخضع أنفسنا لإرادته حتى لو واجهتنا صعوبات، لكن الله في محبته ونعمته يجعلنا نتغلب عليها. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135084 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() في شركة مع المؤمنات كانت مريم في هذه الساعة في أشد الحاجة إلى شخص تشاركه بالأخبار السارة التي سمعتها، وتعلن عن فرحتها وبهجتها؛ فقامت في تلك الأيام وذهبت بسرعة إلى مدينة يهوذا، إلى أليصابات. وصار بينهما حديث جميل، وسجَّل الروح القدس كلماتهما في لوقا1: 39-54. وتشجَّعت مريم بكلام أليصابات التي هتفت: «مُبَارَكَةٌ أَنْتِ فِي النِّسَاءِ وَمُبَارَكَةٌ هِيَ ثَمَرَةُ بَطْنِكِ! فَمِنْ أَيْنَ لِي هذَا أَنْ تَأْتِيَ أُمُّ رَبِّي إِلَيَّ؟ فَهُوَذَا حِينَ صَارَ صَوْتُ سَلاَمِكِ فِي أُذُنَيَّ ارْتَكَضَ الْجَنِينُ بِابْتِهَاجٍ فِي بَطْنِي. فَطُوبَى لِلَّتِي آمَنَتْ أَنْ يَتِمَّ مَا قِيلَ لَهَا مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ»، مع أن أليصابات، بحسب الإمتيازات البشرية، أكرم من مريم، لأنها كانت عجوز وامرأة كاهن ومن نسل هارون، ومريم فتاة صغيرة فقيرة مخطوبة لنجار في الناصرة، ولكنها أعطت مريم الكرامة اللآئقة بها لأنها صارت أمًّا للمسيح، وحسبت حضورها إليها شرف عظيم. بل أكثر من ذلك أن يوحنا المعمدان وهو جنين في بطن أمه تحرك ساجدًا للمسيح. وقد ترنمت مريم بتسبيحة جميلة فيها تعظم الرب وتبتهج بالله مخلِّصها، فما كان يشغلها هو مجد الله وإتمام مواعيده. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135085 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() أنتَ غلّبتَ تتبع “و. س. بولم” – في أحد كُتُبهِ – ما حدث للرومان الذين لم يخافوا الله، واضطهدوا المسيحيين، وأرسلوهم للموت، فقال: “من بين ثلاثين مسؤولاً رومانيًا، فَقَدَ واحد منهم عقله، بعد ممارسته وحشية مُفرطة ضد بعض المؤمنين. بينما مسؤول آخر ذَبَحَه ابنه. وآخر أصابه العمى. وواحد مات غرقًا. وواحد تمَّ خنقه. وغيره مات يائسًا في الأَسر. وانتحر اثنان. وخمسة تمَّ اغتيالهم بواسطة ذويهم أو خدمهم. وخمسة آخرون ماتوا بطرق بائسة مُفجعة؛ إما أنهم قُتلوا بقسوة في إحدى المعارك، أو بعدما تمَّ أسرهم.” ومن بين أولئك كان “الإمبراطور جوليان” (332-363م.)، والذي يُلقب “جوليان المرتد” (Julian The Apostate)، لأنه كان آخر إمبراطور وثني رفض اعتناق المسيحية التي كان عمه الإمبراطور قسطنطين الكبير قد جعلها الديانة الرسمية للإمبراطورية الرومانية. وأعلن “جوليان” - بعد اعتلائه العرش الروماني (361-363 م.) - تخليه عن المسيحية، وعودته إلى الوثنية، ومن ثم أعاد فتح المعابد الوثنية التي أمر قسطنطين بإغلاقها. ولأن “جوليان” كان في الأصل مثقفًا وفيلسوفًا، فقد قاوم المسيحية بالكلمة. فكانت له محاورات، وخُطب، ورسائل، ومقالات فلسفية؛ حاول فيها أن يشرح الأسباب التي من أجلها ارتد عن المسيحية، وطعن في لاهوت المسيح، وشكَّك في أقواله وتعاليمه ومعجزاته، مُحاولاً إثبات أن الأناجيل يُناقض بعضها بعضًا، وأن أهم ما تتفق فيه هو أنها أبعد ما تكون عن العقل!! ولقد اشتهر “جوليان المرتد” في أيام مجده وعنفوانه بتحدّيه لله. وقيل عنه أنه صوَّب - مرة، وبغضبٍ - خنجره إلى السماء مُتحدّيًا ابن الله، الذي عادة ما كان يدعوه: “الجليليّ” أو “الناصريّ”. وفي سنة 363 ب. م. كانت الكنيسة في ضيقة شديدة جدًا، فلقد قصد “جوليان المرتد” أن يُعيد الديانة الوثنية القديمة إلى الإمبراطوري الرومانية، كسابق عهدها. ولكثرة بغضته للمسيح أراد أن يبني الهيكل في أورشليم، لكي يُكذِّب نبوة سَيِّدنا المعبود بخصوص الهيكل واليهود «هُوَذَا بَيْتُكُمْ يُتْرَكُ لَكُمْ خَرَابًا» (متى23: 38). ولكن في الحرب التي نشبت بينه وبين الفرس - حسبما يقول التاريخ - حصل له جُرحٌ مميتٌ، وفي ساعة احتضاره رفع يده المُلطَّخة بدم نفسه - نحو السماء - صارخًا ومُقِرًّا ومعترفًا: “آاااه... لقد انتصرت أيها الجليليُّ”. وهكذا بطلُ قصده المخيف والردي. وبالحق لقد غَلَبَ الرب، وسيغلب «لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي2: 10، 11). ولكن ماذا عن ما يحدث الآن من تمرد جماهيري وشعوبي على المسيح، من الملوك والرعاع على السواء؟! المزمور الثاني يصف القادة الأشرار الذين ظنوا أنهم قادرون على مُقاومة الله ومسيحه بنجاح، وكاتب المزمور يُشير إلى أن الرب يضحك مُستهزئًا بهم «اَلسَّاكِنُ فِي السَّمَاوَاتِ يَضْحَكُ. الرَّبُّ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ» (مزمور2: 4). وهذا المزمور ينقسم إلى أربعة أقسام، كل قسم يتكون من ثلاث آيات: 1- هياج الأرض.. والتمرد على الملك (ع1-3). 2- ضحك السماء.. ومسح الملك (ع4-6). 3- القرار الأزلي.. ومُلك الملك (ع7-9). 4- الدمار الأبدي.. وأعداء الملك (ع10-12). والمزمور يؤكِّد أن الله سيُنفذ قصده في ابنه ومسيحه، وسيؤسِّس مملكته، رغم مقاومة البشر الجاهلين، ولو كَرِهَ الكارهون. والخطر كل الخطر على مَن يُقاومه، والبركة كل البركة لمَن يتصالح مع هذا الملك ويخضع له، ويُملِّكه على قلبه من الآن، ليملك معه في المستقبل. «فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ» (ع10-12). «قَبِّلُوا الاِبْنَ»... أي تصالحوا معه، واخضعوا لسلطانه، وأعطوه حُبّكم وتقديركم. والمرادف للقول «قَبِّلُوا الاِبْنَ» في العهد الجديد هي العبارة «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (أعمال16: 31)، لأن «اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالاِبْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ» (يوحنا3: 36). وهذا الملك المرفوض، يظهر أمام الناس الآن، ليس كالمنتصر الجبار القادم ليضرب أعداءه، بل ليمدّ يده المثقوبة التي سُمِّرت فوق الصليب. إنه يبسط يد السلام. والروح القدس يقول: أيها الخطاة العصاة لا تقاوموه، ولا تنتظروا إلى ذلك اليوم حينما يتقد غضبه؛ بل منذ الآن اجثوا عند قدميه، «قَبِّلُوا الاِبْنَ»، قَبِّلُوا اليد المجروحة برهان خضوعكم وتسليمكم، برهان كَفَّكم عن مناهضته ومشاركة العالم الذي يرفضه. هذا يوم نعمته ورحمته، أما في يوم غضبه فسيكون الوقت قد فات وتبيدون من الطريق. هذه هي رسالتنا المنطلقة إلى العالم كله؛ رسالة ستبقى إلى يوم غضبه، حين يتقد هذا العالم بنار دينونته العادلة الرهيبة. ولا يوجد مهرب منه، إلا إليه. سَوفَ يأتي مِن عُلاهُ ليَدينَ العالمينْ فَتَرَى الأشْرارَ صَرْعَى مِن مَرآهُ جَزِعينْ يا إلهي يا إلهي حُكمُكَ العدلُ المُبينْ |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135086 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إيمانك قد خلصك أخرج الأستاذ من جيبه قلمًا قيِّمًا غاليًا ورفعه أمام تلاميذه وقال: “مَن يُريد أن يأخذ هذا القلم؟!” اندهش التلاميذ ولم يُصدِّقوا أنه فعلاً على استعداد أن يقدِّم قلمه المُمَيَّز هذا مجانًا لواحد منهم. سألهم الأستاذ مرة أخرى مؤكِّدًا أنه سيعطي القلم فعلاً لمن يتقدم ويأخذه، ثم وضعه على المكتب أمامه وانتظر أن يأتي أحد التلاميذ لينال الهدية. نظر التلاميذ بعضهم إلى بعض في شك ولم يتجاسر أحد منهم على التحرك من مكانه. أخيرًا قام من الصف الأخير تلميذ ليس من أذكى التلاميذ أو أفضلهم، وتقدم إلى الأمام ومدَّ يده وتناول القلم من على مكتب الأستاذ. ابتسم الأستاذ وقال له: “مبروك عليك!” لقد صدَّق هذا الطالب أستاذه فنال الهدية. والإيمان هو أن تصدِّق الله. هو أن تأخذ الله على محمل الجد. هو أن تثق أنه يعني ما يقول وتتيقن أنه صادق تمامًا في كلامه. أما ما يمنحه الله لنا فليس مجرد قلم، بل هو الخلاص؛ أي الإنقاذ. إنه تدخُّل الله لإنقاذك مِن ورطة أو ضيقة أو مشكلة. أما الورطة الكُبرى فهي الخطية. لذلك فأعظم صُوَر الخلاص هو الإنقاذ من الخطية وعبوديتها ودينونتها. صديقي، إن الإيمان ليس ثمنًا ندفعه لننال خلاص الله المُقَدَّم مجانًا في المسيح. لا إيماننا ولا توبتنا ولا أي شيء نعمله يمكن أن يكون ثمنًا لخلاص الله العظيم. صحيح أن الله يُقدَّمه لنا دون مقابل، لكنه لم يكن بلا ثمن! لقد كان الثمن غاليًا جدًّا؛ أغلى من أن يستطيع كائن مَن كان أن يسدِّده: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ» (1بطرس1: 18‑19). إن الإيمان هو اليد التي بها نتناول هذا الخلاص. لكن ليس كل إيمان ينال الخلاص؛ كما قال الوحي: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!» (يعقوب2: 19). وسمعنا أن سيمون الساحر آمن، ولكن إيمانه لم يكن حقيقيًّا، لذلك سمع القضاء من الرسول بطرس: «لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ» (اقرأ القصة في أعمال8). لذا دعنا نرى معًا صفات الإيمان الذي يُخَلِّص. 1. الإيمان المتواضع لقد قال الرب يسوع هذه العبارة: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ!» لامرأة كانت خاطئة جاءته باكيةً تائبةً (لوقا7: 50). وإن كانت التوبة ليست ثمنًا لخلاصنا، لكننا لن نحصل على الخلاص ما لم نَتُب. وإن كانت التوبة ليست التواضع، لكنها بالتأكيد من ثمار الاتضاع أمام الرب والاعتراف بحالتي الحقيقية في نور محضره! فلا بُد أن يتغير فكري من نحو الله وعن نفسي، فأدرك محبته وقداسته، وأرى فسادي وعجزي، فآتي إليه كما أنا. لقد جاءت هذه المرأة إلى الرب يسوع بثقة المُتَّضِعين فحصلت على الخلاص. 2. الإيمان المُطيع يرتبط الإيمان في العهد الجديد بالطاعة، فنقرأ مثلاً: «كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ» (أعمال6: 7)، وكانت النعمة التي أخذها بولس ورسوليته هي «لإطاعة الإيمان في جميع الأمم» (رومية1: 5؛ اقرأ أيضًا 16: 26). إن الإيمان ليس مجرد معرفة الحق، لكنه طاعة الحق. لذلك، فإن كثيرين من المسيحيين المعترفين بالمسيح الذين يعرفون معرفة عقلية فقط معظم الحقائق الكتابية عن لاهوت المسيح والكفارة إلخ، سيكون مصيرهم - مع كل أسف - الدينونة الأبدية في بحيرة النار. يا صديقي، لن يُخَلِّصك أن تعرف بعض الحقائق أو حتى أن تردِّدها وتعظ بها الآخرين. ما مدى طاعتك لما تعرفه؟! هذا هو المَحَكّ الحقيقي! 3. الإيمان القلبي قال فيلبس للوزير الحبشي عندما سأله أن يعتمد بالماء: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ» (أعمال8: 37). ويُصَرِّح الرسول بولس: «لأَنَّكَ إِنِ اعْتَرَفْتَ بِفَمِكَ بِالرَّبِّ يَسُوعَ وَآمَنْتَ بِقَلْبِكَ أَنَّ اللهَ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ خَلَصْتَ. لأَنَّ الْقَلْبَ يُؤْمَنُ بِهِ لِلْبِرِّ وَالْفَمَ يُعْتَرَفُ بِهِ لِلْخَلاَصِ. لأَنَّ الْكِتَابَ يَقُولُ: كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُخْزَى» (رومية10: 9‑11). وهذا ليس معناه أنه إيمان عاطفي، لكن القلب في الكتاب المقدس يُعَبِّر عن إرادة الإنسان الداخلية وتوجهاته ودوافعه. ليس الإيمان إذًا مجرد الاقتناع العقلي بعقيدة ما، ولا هو التأثُّر العاطفي بممارسات مُعَيَّنة؛ لكنه قرار واعٍ نابع من الإرادة التي عمل فيها الروح القدس وأقنعها بالاحتياج إلى الرب يسوع المُخَلِّص. 4. الإيمان الشخصي أولاً: إنه إيمان بشخص الرب يسوع المسيح وليس بعقيدة أو مجموعة من الحقائق، وهذا ما سَبَقت الإشارة إليه (اقرأ مثلاً: يوحنا1: 12؛ 3: 18)، وأُضيف هنا أن الذي يؤمن إيمانًا قلبيًّا بهذا الشخص العظيم الفريد الجليل فيَخلُص، يدخل معه فورًا في علاقة روحية شخصية مباشرة وحيَّة ومستمرة وأبدية. ثانيًا: إنه إيمان فردي يَخُصُّك أنت شخصيًّا. لقد كانت معظم لقاءات الرب يسوع التي أدَّت لتغيير حقيقي في حياة الأشخاص لقاءات فردية. إنها قائمة طويلة جدًّا؛ نذكر منها: يوحنا وأندراوس وبطرس وفيلبس ونثنائيل ونيقوديموس والمرأة السامرية (يوحنا1‑4)، ومتى (مرقس2: 14)، وزكا (لوقا19)، والرجل الأبرص (متى8)، إلخ. إن دعوة الرب يسوع لي ولك، يا صديقي القارئ، كانت وما تزال حتى الآن: «تَعَالَوْا إِلَيَّ يَا جَمِيعَ الْمُتْعَبِينَ وَالثَّقِيلِي الأَحْمَالِ وَأَنَا أُرِيحُكُمْ» (متى11: 28)؛ لاحظ «إليَّ»، وليس إلى أي شيء آخر! 5. الإيمان المُثمِر إنه الإيمان الذي يأتي بثمر. قال الرب يسوع في مَثَل الزارع (متى13) عن أربعة أنواع من التربة: الطريق والأرض المُحجِرة والأرض التي بها أشواك والأرض الجيدة. إن ما يُمَيِّز الأرض الجيِّدة هو أنها تأتي بثمر مستمر ومتضاعف، مع أن كل أنواع التربة الأخرى قَبِلَت البذار نفسها وكان الزارع واحدًا، وبعضها أثمر ولكن «إلى حين». قال يعقوب عن الإيمان الحقيقي أنه «إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ»، وأيضًا: «أَرِنِي إِيمَانَكَ بِدُونِ أَعْمَالِكَ، وَأَنَا أُرِيكَ بِأَعْمَالِي إِيمَانِي» (يعقوب2: 17‑18). لقد اتفقنا، يا صديقي، أن أعمالنا لا يمكن أن تكون ثمنًا لأي شيء، لكننا، كما يقول الكتاب، «مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا» (أفسس2: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135087 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() صديقي، إن الإيمان ليس ثمنًا ندفعه لننال خلاص الله المُقَدَّم مجانًا في المسيح. لا إيماننا ولا توبتنا ولا أي شيء نعمله يمكن أن يكون ثمنًا لخلاص الله العظيم. صحيح أن الله يُقدَّمه لنا دون مقابل، لكنه لم يكن بلا ثمن! لقد كان الثمن غاليًا جدًّا؛ أغلى من أن يستطيع كائن مَن كان أن يسدِّده: «عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ... بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ» (1بطرس1: 18‑19). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135088 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن الإيمان هو اليد التي بها نتناول هذا الخلاص. لكن ليس كل إيمان ينال الخلاص؛ كما قال الوحي: «أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَنًا تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!» (يعقوب2: 19). وسمعنا أن سيمون الساحر آمن، ولكن إيمانه لم يكن حقيقيًّا، لذلك سمع القضاء من الرسول بطرس: «لَيْسَ لَكَ نَصِيبٌ وَلاَ قُرْعَةٌ فِي هَذَا الأَمْرِ لأَنَّ قَلْبَكَ لَيْسَ مُسْتَقِيمًا أَمَامَ اللهِ. فَتُبْ مِنْ شَرِّكَ هَذَا وَاطْلُبْ إِلَى اللهِ عَسَى أَنْ يُغْفَرَ لَكَ فِكْرُ قَلْبِكَ لأَنِّي أَرَاكَ فِي مَرَارَةِ الْمُرِّ وَرِبَاطِ الظُّلْمِ» (اقرأ القصة في أعمال8). لذا دعنا نرى معًا صفات الإيمان الذي يُخَلِّص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135089 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان المتواضع لقد قال الرب يسوع هذه العبارة: «إِيمَانُكِ قَدْ خَلَّصَكِ!» لامرأة كانت خاطئة جاءته باكيةً تائبةً (لوقا7: 50). وإن كانت التوبة ليست ثمنًا لخلاصنا، لكننا لن نحصل على الخلاص ما لم نَتُب. وإن كانت التوبة ليست التواضع، لكنها بالتأكيد من ثمار الاتضاع أمام الرب والاعتراف بحالتي الحقيقية في نور محضره! فلا بُد أن يتغير فكري من نحو الله وعن نفسي، فأدرك محبته وقداسته، وأرى فسادي وعجزي، فآتي إليه كما أنا. لقد جاءت هذه المرأة إلى الرب يسوع بثقة المُتَّضِعين فحصلت على الخلاص. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 135090 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() الإيمان المُطيع يرتبط الإيمان في العهد الجديد بالطاعة، فنقرأ مثلاً: «كَانَتْ كَلِمَةُ اللهِ تَنْمُو وَعَدَدُ التَّلاَمِيذِ يَتَكَاثَرُ جِدًّا فِي أُورُشَلِيمَ وَجُمْهُورٌ كَثِيرٌ مِنَ الْكَهَنَةِ يُطِيعُونَ الإِيمَانَ» (أعمال6: 7)، وكانت النعمة التي أخذها بولس ورسوليته هي «لإطاعة الإيمان في جميع الأمم» (رومية1: 5؛ اقرأ أيضًا 16: 26). إن الإيمان ليس مجرد معرفة الحق، لكنه طاعة الحق. لذلك، فإن كثيرين من المسيحيين المعترفين بالمسيح الذين يعرفون معرفة عقلية فقط معظم الحقائق الكتابية عن لاهوت المسيح والكفارة إلخ، سيكون مصيرهم - مع كل أسف - الدينونة الأبدية في بحيرة النار. يا صديقي، لن يُخَلِّصك أن تعرف بعض الحقائق أو حتى أن تردِّدها وتعظ بها الآخرين. ما مدى طاعتك لما تعرفه؟! هذا هو المَحَكّ الحقيقي! |
||||