14 - 07 - 2016, 05:45 PM | رقم المشاركة : ( 13491 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغضب
إن التعامل مع الغضب موضوع هام, فالغضب يمكن أن يحطم التواصل ويقطع العلاقات ويقضي على صحة وسعادة الكثيرين. من ناحية اخرى فإن الناس يتجهون لتبرير غضبهم بدلاً من الإعتراف به ومواجهته. يصارع الجميع الى حد ما مع مشاعر الغضب. ولكن شكراً لله فإن كلمته تحتوي على مباديء التعامل مع الغضب بطريقة مرضية لله. تعريف الغضب هو ردة فعل عاطفية نتيجة الإحساس بعدم الرضا تجاه موقف ما. وكلما كان الموقف بسيطاً كان الغضب قليلاً والعكس صحيح أيضاً إذ كلما كان الموقف صعباً كان الغضب كبيراً. ويختلف الغضب من شخصٍ إلى آخر حيث تجد أن هذا الأمر يُغضب فلان ولا يُغضب فلان الآخر فإذاً. إن الغضب هو حالة ردّ فعلٍ تجتاح الإنسان عن حدوث أمرٍ ما لا يتوقع حدوثه أو لا ينتظر حدوثه أو لا يريد حدوثه. ليس الغضب خطية دائماً. فهناك نوع من الغضب يتوافق مع كلمة الله ويشار إليه غالباً "بالغضب المقدس". الله يغضب (مزمور 7: 11؛ مرقس 3: 5)؛ ويوصى المؤمنين بأن يغضبوا (أفسس 4: 26). إستخدمت كلمتان يونانيتان في العهد الجديد للإشارة إلى "الغضب". إحداهما معناها "حماس، طاقة" والأخرى معناها "إثارة، غليان". بحسب الكتاب المقدس فإن الغضب هو طاقة معطاة من الله لمساعدتنا في حل مشاكلنا. من أمثلة الغضب في الكتاب المقدس نجد مواجهة بولس الرسول لبطرس الرسول بسبب القدوة السيئة في غلاطية 2: 11-14؛ وغضب داود عند سماعة ناثان النبي يتكلم عن الظلم (صموئيل الثاني 12)؛ وغضب الرب يسوع بشأن تدنيس بعض اليهود هيكل الله في أورشليم (يوحنا 2: 13-18). لاحظ أن هذه الأمثلة للغضب لم تكن دفاعاً عن النفس، بل دفاع عن آخرين او عن مبدأ. يتحول الغضب إلى خطية عندما تكون دوافعه أنانية (يعقوب 1: 20)، وعندما تشوه أهداف الله (كورنثوس الأولى 10: 31)، أو عندما نسمح للغضب أن يسكن فينا (أفسس 4: 26-27). فبدلا من أن نستخدم الطاقة الناتجة عن الغضب في معالجة المشكلة التي نواجهها فإننا نهاجم الأشخاص. تقول رسالة أفسس 4: 15-19 أننا يجب أن نقول الحق بمحبة وأن نستخدم كلماتنا لبنيان الآخرين، ولا نسمح للكلمات السيئة أو الهدامة أن تنساب من بين شفاهنا يصبح الغضب خطية عندما نسمح له بأن يغلي ويفور دون ضابط مما ينتج عنه حوار تتضاعف فيه الجروح (أمثال 29: 11)، تاركاً وراءه دماراً غالباً لا يمكن إصلاحه. يصبح الغضب خطية أيضاً عندما يرفض الغاضب المصالحة، أو يحتفظ بالغضب داخله (أفسس 4: 26-27). هذا يمكن أن يسبب الإكتئاب والتضايق من أتفه الأمور والتي غالباً لا تكون ذات صلة بالمشكلة الأساسية. للغضب أعراضٌ سيئة قد تؤدي إلى عواقب وخيمة منها : 1) أعراض فيزيولوجية مثل ( ارتفاع ضغط الدم ، زيادة إفراز هرمونات الضغوط ، قصر التنفس ، خفقان القلب ، رعشة في الجسم ، إمساك ، توتر في العينين ، قوة بدنية زائدة عن الحد ، سرعة في الكلام ، عضلات مشدودة .) 2) أعراض نفسية مثل ( نقدٌ مستمر وتجريح ، ثورة عصبية ، صمت مرضي ، نفور ، اعتداء ، حسد ، حقد وكراهية ، عدم الشعور بالأمان ، غيرة ، الخروج عن الذات ، الإدانة ، اكتئاب ، قلق ، فقدان القدرة على النوم ، سلبية التفكير والتصوّر ، عدم القدرة على التواصل الجنسي عند المتزوجين ) . يمكننا التعامل مع الغضب بطريقة كتابية:
اعداد, فريد شحادة أخصائي نفسي ومستشار رعوي |
||||
14 - 07 - 2016, 05:49 PM | رقم المشاركة : ( 13492 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كن من الرجال
قال لي رَجُلٌ مُسِنّ، شعرت أنه ممثل لتقاليد الشرق الأصيلة: "الشباب لم يصبحوا رجال زي زمان ..".صمتُّ، فهناك فجوة حضارية كبرى بين زمان والآن، لن أستطيع شرحها في جملة واحدة.لم نعد شرقيين ..، ولم نستطع أن نصبح غربيين. تاهت هويتنا بسبب التشدد الديني، والتشتت السياسي والثقافي.فقدنا دفأنا الاجتماعي الذي كان يميزنا، وفقدنا إنسانيتنا وقبولنا لبعضنا البعض.لذلك امتلأنا بالمتناقضات.نشتهي في الخفاء، وندين في العلن.نستبيح أخطاءنا في الخفاء، ونتظاهر بالأمانة في العلن.نرتدي الملابس التي تدل على التدين، وقلوبنا مليئة بالأفكار الشريرة.نسعى لأن تكون لدينا صديقات وحبيبات على الطراز الغربي، ونتشدد تجاه أي فتاة أو امرأة تربطنا بها صلة قرابة.... إلخ كن نفسك فقط حوّلت التكنولوجيا العالم كله إلى قرية صغيرة، قرية تذوب فيها الثقافات والعادات والتقاليد، بل تنصهر فيها كل أصنام التخلف والرجعية. لذلك فكل ما يحدث معنا وفينا شيء طبيعي. الغير طبيعي هو أن لا نكون أنفسنا، أن لا نكون صادقين، أن نتعامل بشخصيات مختلفة بحسب متطلبات الموقف، أن نخاف من مجتمع لديه أفكار رجعية لا تصلح لعالمنا الحالي.الغير طبيعي هو أن نترك مرض التشيزوفرينيا (الانفصام) ينتشر فينا مثل الورم الخبيث. لا تخف فكر في أفكارك من جديد ..اختبر مدى صحتها ومنطقيتها ..فكر في كل شيء، بدون أي قيود، وابحث عن الحقائق ..وابحث عن الهوية التي تناسبك .. ولا تخف |
||||
14 - 07 - 2016, 05:51 PM | رقم المشاركة : ( 13493 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تجارب الحياة
تأتينا التجارب فجأة بشكل عاصف مختلف فتحيّرنا من حيث مصدرها، وإن كانت كبيرة أم صغيرة، فهي تعترض هدوءنا وسلامنا، فنضعف أمامها ونفشل في تخطيطها. أحياناً تكون العاصفة مرضاً مفاجئاً فنحزن وننزوي على أنفسنا وكأن المرض عار علينا، أو كأننا الوحيدون في العالم مَن نجتاز تلك العواصف، ولكن تأتينا أفكار مذهلة إذ نكتشف أنّ عاصفتنا أسهل جداً مما للآخرين. وأحيانا بينما نكون حائرين فاشلين يأتينا الفرج من حيث لا نعلم، فنظن أنّ حظّنا جيد، أو أنّ فلاناً أو شيئاً آخر أفرج ضيقتنا، وننسى أنّ إلهنا معنا وبيده أمورنا وهو يعرف احتياجاتنا، فمنه الفرج ولا شيء يحدث بدون إذن منه، فتنشغل أفكارنا بأنّ الفرج صدفة. ولكن لنعلم أنه ليس هناك صدف عند الله، بل هو الذي يسمح بحدوث عاصفة بحياتنا ليذكّرنا أن نلتفت إليه ونتأكّد من وعده أنه هو معنا كلّ الأيام في كلّ ظروف غربتنا على هذه الأرض، وننسى أيضا أنه قال: "إن نسيت الأم رضيعها فأنا لا أنساكم"، مجداً لاسمه. الجابل لا ينسى جبلته بينما الجبلة تنسى جابلها أحياناً. عندما يأتينا الفرج يكون بمشيئة الله وقدرته وإرادته، فهو إذ يرانا ضعفنا أو ابتعدنا في أفكارنا وخارت قوانا، يُرسل لنا المعونة من حيث لا ندري. يخطط الله لنجاتنا قبل حدوث العاصفة، ففي صعوبة أحداث الأيام المؤلمة والمحزنة نيأس ونكتئب، وكثيراً ما نسمع القول: "أين أنت يا الله؟" هل هو غافل عن عبيده؟ ألا يعرف ما يحدث؟ مَن خلقَ العينَ، ألا يرى ذلك؟ أولا يسمع أنينَ الصارخين إليه؟ حاشا. هو مَن هدَّأ البحر بكلمته، قال: "اسكت. ابكم"، فهدأت العاصفة ونجا التلاميذ. فما الذي علينا فعله؟ لنستسلم لإرادته قائلين برضى: "لتكن مشيئتك يا إلهي في كلِّ أحداث الزمان." |
||||
14 - 07 - 2016, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 13494 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قبلات الحبيب
لِيُقَبِّلْنِي بِقُبْلاَتِ فَمِهِ، لأَنَّ حُبَّكَ أَطْيَبُ مِنَ الْخَمْر ( نشيد 1: 2 ) يبدأ سفر النشيد بذكر”قُبْلات المُحب“. والقُبلة هي علامة محبة خاصة. وهذا عين ما نجده في تعامل الله مع الآباء، فهو اتجه إليهم بالمحبة، ويذكر الكتاب عن إبراهيم ثلاث مرات أنه ”خليل الله“ ( 2أخ 20: 7 عب 11: 8 ؛ يع2: 23). ولقد قَدَّر إبراهيم محبة الرب له، واعتَزَّ بها، فعندما ظهر له الرب، وطلب منه أن يخرج من أرضه ومن عشيرته، خرج فعلاً، وكان أول مُهاجر في التاريخ يتغرَّب عن أرضه وعن أهله. وفي زمان لم تكن المواصلات ولا الاتصالات قد تطوَّرت مثل أيامنا، لم يكن ترْك أرض الآباء ولا ترْك الأحباب بالأمر الهيِّن. لكن إبراهيم في سبيل محبته لله “أطاع أن يخرج“ (عب11: 8). وكان هذا أول امتحان من الرب لإبراهيم، ونجح إبراهيم فيه. بعد ذلك طلب الرب منه أن يطرد الجارية وابنها، فَبَكَّر إبراهيم صباحًا وفعل كما أمره الرب ( تك 21: 14 ). ثم جاء الامتحان الأصعب، لمَّا طلب الرب منه أن يُقدِّم ابنه المحبوب الوحيد، ومرة أخرى لم يتردَّد إبراهيم، بل بَكَّر صباحًا، وذهب إلى أرض المُريَّا ليقدِّم إسحاق مُحرقة للرب ( تك 22: 1 -3)! ربما يكون أمرًا هيِّنًا نسبيًا أن يُوَدِّع الشخص أهله وبيت أبيه، فهم في النهاية سيفترقون عنه إن لم يفترق هو عنهم. لكنه أمر أصعب أن يُطْلَب منه طرد إسماعيل ابنه! وأصعب الكل أن يقدِّم ابنه الوحيد المحبوب مُحرقة للرب على المذبح! عندما تَرك إبراهيم الأرض والأهل فقد ضحى بماضيه؛ ولمَّا طرَد إسماعيل فقد ضحى بحاضره، لكنه ضحى بكل شيء، حتى المستقبل، لمَّا بكَّر ليُقدِّم وحيده، الذي قيل له “بإسحاق يُدعى لكَ نسلٌ” ( عب 11: 17 ، 18)؛ وكأنه يقول للرب: “تركتُ الكلَّ طُرًا في هَواك”. هذا معنى القول: «لأن حُبَّك أطيبُ من الخمر». فإن كانت الخمر تُمَثِّل أفضل ما تُنتجه الأرض من مُتَع، فإن إبراهيم بلغة سفر النشيد فَضَّل محبة الرب عن كل ما تُنتجه الأرض من أفراح. واستمرت علاقة المحبة هذه مع نسل إبراهيم من بعده. فقال الرب عن يعقوب: «أحببت يعقوب» ( ملا 1: 2 )؛ ليس يعقوب في شخصه فقط، بل أيضًا كتعبير عن الأُمة كلها ( ملا 3: 6 ). في هذا يقول موسى للشعب في آخر أيامه: «ليس من كونكم أكثر من سائر الشعوب، التصق الرب بكم واختاركم، لأنكم أقل من سائر الشعوب، بل من محبة الرب إياكم» ( تث 7: 7 ، 8). طوبانا على محبة الرب لنا! |
||||
14 - 07 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 13495 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
طلبة الصلاة
وَقَالَ إِيليَّا ... لأَخْآبَ: ... إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي ( 1ملوك 17: 1) ما هو سر شجاعة النبي، وهو واقف أمام أخآب غير خائف من غضب المَلِك؟ وما هو سر التأكيد الذي أخبر به عن الدينونة القادمة؟ أولاً:كان الرب أمام إيليا دائمًا. وكان بالنسبة له هو ذلك الإله الحي الذي يرى ويسمع ويشعر ويتحرَّك ويعمل. هو صاحب السلطان المُطلق في السماء وعلى الأرض. كان يوميًا يقف أمامه ويتكلَّم معه كحقيقة حيَّة يُعايشها ويلهج بها ويسترجع معاملات الله القديمة وعجائبه. إنه لسنوات توقفت الظهورات الإلهية العَلنية، ولهذا فإن الشعب نسيَ مَنْ هو الله. ولكن إيليا وقف يُجاهر ويعلن أن إله إسرائيل لا يزال حيًا. وأن ما نطق به من إعلان قضائي هو رسالة من الله الحي. ثانيًا: الصلاة المقتدرة: يُخبرنا يعقوب في رسالته «كان إيليا إنسانًا تحت الآلام مثلنا، وصلَّى صلاةً أن لا تُمطِر، فلم تُمطِر» ( يع 5: 17 ). أي أن الصلاة والوجود في حضرة الله كانا وراء قوة الشهادة العلَنية. لقد وقف بثبات أمام الملك، لأنه ركع بخشوع أمام الله. وهذه الصلاة وضعت مجد الله في الاعتبار الأول، وبركة الشعب في الاعتبار الثاني. لقد أدرك أنه من الأفضل لهم أن يُعانوا سنين المجاعة، وأن الرب يُضيِّق عليهم لكي يشعروا، فهذا سيقودهم إلي التوبة والرجوع إلي الله، بدلاً من أن يَنعَموا بالرخاء في ابتعاد عن الله، ويمضوا إلي دينونة أشد. لقد صلَّى إيليا باعتباره إنسان مثلنا وليس باعتباره نبي عظيم مُقتدر. ويا له من درسٍ مُعزٍ لنا! إننا نستطيع أن نكون رجال صلاة ورجال إيمان عندما نُدرك أن إلهنا حي، وعندما نعتاد الوقوف قدامه، وعندما نمتلئ من معرفة مشيئته، ونكون تحت سيطرة الروح القدس الذي يُعِين ضعفاتنا، ويشفع فينا بأنَّات لا يُنطَق بها إذا كنا لا نستطيع أن نُعبِّر عما بداخلنا كما ينبغي. أيها المسيحي المُخْلِص: هل تؤمن عندما تصلِّي بإيمان وفي مشيئة الله، بالآمين الإلهية التي تستقبلها في قلبك، بالنظر لنعمته نحوك، ولأنك مقبول في قيمة وكرامة ذبيحة المسيح التي تُحَصِّل لك استجابة السماء؟ لا تفشل بسبب الظروف المنظورة حولك. بل عليك أن تُمسك بشدة بالإيمان بهذه الآمين الإلهية عندما تصل إلى قلبك لأول مرة. واثبُت على ذلك، وبكل ثقة تستطيع أن تقول: “حيٌ هو الرب .. إنه سيفعل”. تاركًا توقيت الاستجابة، وطريقة الاستجابة للرب صاحب السلطان. |
||||
14 - 07 - 2016, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 13496 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
بصوتي ادعو
اِسْتَمِعْ يَا رَبُّ. بِصَوْتِي أَدْعُو فَارْحَمْنِي وَاسْتَجِبْ لِي ( مزمور 27: 7 ) في مزمور 27: 7-12 نستمع إلى صلاة المُرنم للرب: فأولاً: إننا نرى في الصلاة تدريب لهذا التقي فى محضر الرب. ففي وجود العدو يدرك قوة الرب، وفي حضرة الرب يُدرك ضعفه وخطيته التي تُخيفه من غضب الرب، إلا أنه يعرف شر قلبه في وجود النعمة التي تستطيع أن تستوعب كل ما فيه، من أجل هذا قال الرب: «اطلبوا وجهي» (ع8). هذا ما حدث أيضًا عندما كان ربنا على الأرض واكتشف بطرس أنه رجلٌ خاطئ موجود في حضرة ذاك المملوء نعمة. ثانيًا: إذ تشجَّع المرنم أن يلتمس وجه الرب، صلى ألاَّ يحجب الرب وجهه عنه، كى يُحفَظ في التمتع بالشعور برضا الرب ساطعًا ومستقرًا عليه (ع9). فأن يعي المؤمن أنه مقبولٌ في المحبوب ويتمتع برضا الله عليه، هذا جانب، لكن من الجانب الآخر عليه أن يسير بموجب هذا الشعور. ثالثًا: حيث إن المرنم موقن من كون الرب كان عونه في الماضي فهو يسأل الرب ألاّ يتركه ولا يهمله في الأيام الآتية حتى وإن تركه أقرب مَن له في الأرض (ع9، 10). وإذ نسمع الرب يقول لنا: «لا أهملك ولا أتركك» نستطيع أن نقولُ واثقين: «الرب مُعينٌ لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسانٌ؟» ( عب 13: 5 ، 6). رابعًا: يطلب المرنم أن يتعلَّم طريق الرب وهو عالمٌ بأنها ليست الطريق التي يرغبها هو، لكنه يدرك أن للرب طريقه الخاص لشعبه في هذا العالم، لذلك يصلى «علِّمني يا رب طريقك» (ع11). خامسًا: إنه يعلم أن هناك أعداءً كثيرين يطلبون أن يحوِّلوه عن طريق الرب، لذلك فهو يسأل لا أن يتعلَّم الطريق فقط، بل أن يُقتَاد في الطريق فيقول: «واهدني في سبيلٍ مستقيم بسبب أعدائي» (ع11). إننا بحاجة إلى النور لنرى الطريق، وإلى الإيمان لنسلك فيها، وإلى النعمة لنُحفَظ خلالها. سادسًا: وإذ يُدرك ضعفه أمام أعدائه يُصلي أن يُخلِّصه الرب من إرادة أعدائه الذين - بلا ضمير - يشهدون عليه زورًا، وبلا قلب ينفثون قسوة (ع12). لو تُرك هذا التقي لنفسه لخَار، لكن ما الذى شدَّده؟ الثقة في جود الرب أن يأتي به إلى أرض الأحياء (ع13). ويستطيع المؤمن أن يقول: إن النعمة التي تأتي لي بالخلاص على الأرض، ستُحضرني إلى المجد فى السماء. |
||||
14 - 07 - 2016, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 13497 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يسوع حي
بالإضافة إلى تلك المعجزات العظيمة التي عملها المسيح في أيام جسده هنا على الأرض، فإن المسيح ما زال يعمل العجائب حتى اليوم. إننا نؤمن بلاهوت المسيح، لأنه من غير سيف أو حروب، أثر في النفوس وغزا القلوب. وهو إلى الآن ما زال يؤثِّر تأثيرًا مدهشًا عجيبًا في الفجار الساقطين، فيحولهم إلى أبرار وقديسين، ويتعامل باللطف مع المتعصبين، وبالنعمة مع الشرسين، فيحوِّلهم إلى حملان وديعة، قلوبهم عامرة بالرقة، ونفوسهم مليئة بالشفقة. ويغيِّر الذين كانوا غارقين في الشرور والفجور، إلى أشخاص يشع من حياتهم النور والسرور. كما ونحن نؤمن بلاهوت المسيح من أجل العدد اللانهائي من الذين امتلأت قلوبهم بالمحبة للمسيح فضحّوا لأجل خاطره، فتخضَّبت ثيابهم بدماء الاستشهاد، بعد أن كانت ملوّثة بالخطايا والفساد. هذا التأثير العجيب في الملايين، على مدى ما يقرب من ألفين من السنين، لا يمكن أن يكون نتاج وهم أو شيطان، ويؤكد أن المسيح هو ابن الله الذي قَبِلَ أن يصير ابن الإنسان. |
||||
14 - 07 - 2016, 06:13 PM | رقم المشاركة : ( 13498 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كل شيء عنك أنت!
ما علاقة كل ذلك بك ؟ هل مازال بإمكاننا إقامة علاقة شخصية مع يسوع المسيح اليوم ؟ هل مازال يسوع مهتماً بنا ؟ ما معنى أن يكون لنا علاقة شخصية مع المسيح وبأي طريقة تؤثر على حياتنا ؟ وماذا يفعل الشخص لعمل ذلك النوع من الالتزام ؟ هذه أسئلة جيدة ونموذجية لشخص يفهم أهمية يسوع. فيما يلي بعض المعلومات للمساعدة بالإجابة على هذه الأسئلة وأسئلة أخرى قد تكون لديك حول يسوع. بسبب قيامة يسوع، فإن اتباعه لا يكرمون قائداً ميتاً كان لديهم علاقة شخصية وحيوية معه. يسوع المسيح حي اليوم وبأمانة يُغني حياة كل الذين يثقون به ويطيعونه. عدد كبير جداً من الناس عرفوا عبر القرون استحقاق يسوع المسيح بما فيهم العديد من الأشخاص الذين اثروا بالعالم. الطبيب والفيلسوف الفرنسـي ( بلايس باسكال Blaise Pascal ) تكلم عن احتياج الناس ليسوع عندما قال، "يوجد فراغ بهيئة الله في قلب كل إنسان والذي يمكن لله فقط ان يملئه بواسطة ابنه يسوع المسيح". هل تريد أن تعرف يسوع شخصياً ؟ بإمكانك ذلك ! بسبب محبة الله العميقة لك، فإنه قام بعمل كل الترتيبات الضرورية المسبقة من أجلك. بإمكانك بواسطة موت وقيامة يسوع المسيح أن تتمتع بعلاقة شخصية. خلق يسوع إمكانية تجسير الهوة التي تفصلنا عن الله. المبادئ الأربعة التالية سوف تساعدك على اكتشاف كيف تعرف يسوع شخصياً وأن تختبر الحياة الأفضل التي وعد بها . المبدأ 1 الله يحبك وخلقك لتعرفه شخصياً يوحنا 16:3 '' لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية ''. يوحنا 3:17 '' وهذه هي الحياة الأبدية أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك يسوع المسيح الذي أرسلته'' . ما الذي يمنعنا من معرفة الله شخصياً ؟ المبدأ 2 الإنسان خاطئ ومنفصل عن الله ، لذلك لا نستطيع أن نعرف الله شخصياً أو نختبر محبته. رومية 23:3 ''إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله''. رومية 6:8-8 ''لأن اهتمام الجسد هو موت ولكن اهتمام الروح هو حياة وسلام. لأن اهتمام الجسد هو عداوة لله إذ ليس هو خاضعاً لناموس الله لأنه أيضاً لا يستطيع. فالذين هم في الجسد لا يستطيعون أن يرضوا الله''. هوة عظيمة تفصل الإنسان عن الله. يحاول الإنسان باستمرار الوصول إلى الله وتأسيس علاقة شخصية معه بواسطة الجهود البشرية مثل محاولة العيش حياة صالحة أو بواسطة الفلسفة و الدين لكن هذه الجهود سوف تفشل حتما بالنهايةً. يوضح المبدأ الثالث الطريقة الوحيدة لتجسير هذه الهوة …. المبدأ 3 يسوع المسيح هو التدبير الوحيد لخطيئة الإنسان. بواسطته فقط يمكننا أن نعرف الله شخصياً وأن نختبر محبة الله. رومية 8:5 ''ولكن الله بين محبته لنا لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا ''. كورنثوس الأولى 3:15-6 ''ان المسيح مات من اجل خطايانا … وانه دفن وقام في اليوم الثالث حسب الكتب … وانه ظهر للصفا ثم للاثني عشر وبعد ذلك ظهر لأكثر من خمس مئة….'' يوحنا 6:14 ''قال له يسوع أنا هو الطريق والحق والحياة. ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي''. جَسّر الله الهوة التي تفصلنا عنه بإرسال ابنه يسوع المسيح ليموت بدلاً عنا على الصليب ليدفع عقوبة خطايانا. لكن مجرد أن تعرف هذه الحقائق ليس كافياً . المبدأ 4 يجب علينا فردياً قبول يسوع المسيح رباً ومخلصاً ؛ بعدها يمكننا أن نعرف الله شخصياً وأن نختبر محبته. يوحنا 12:1 ''وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه''. افسس 8:2-9 ''لأنكم بالنعمة مخلصون بالإيمان وذلك ليس منكم. هو عطية الله. ليس من أعمال كيلا يفتخر أحد''. يتضمن قبول المسيح التحول إلى الله عن الذات (روح التوبة) والوثوق بأن المسيح سيأتي إلى حياتنا ويغفر لنا خطايانا ويجعلنا ما يريد أن نكونه. مجرد أن نوافق فكرياً بان يسوع المسيح هو ابن الله وإنه مات على الصليب من اجل خطايانا لن يكون كافياً، ولن يكون كافياً كذلك حدوث الاختبار العاطفي . نحن نقبل يسوع المسيح بالإيمان كتصرف ناجم عن إرادتنا. ينتظر يسوع المسيح دعوة ليأتي لحياتك. بالحقيقة انه يقول ''ها أنا واقف على الباب واقرع. إن سمع أحد صوتي وفتح الباب ادخل إليه وأتعشى معه وهو معي'' (رؤيا 20:3) من الممكن انك تشعر بالمسيح يقرع على باب قلبك ويمكنك دعوته فوراً بالإيمان. إن الله يعرف ما في داخل قلبك، لذلك لا يهم كثيراً الكلمات التي تستخدمها. فيما يلي صلاة مقترحة : أيها الرب يسوع أريد أن أعرفك شخصياً. شكراً لك على موتك على الصليب من اجل خطاياي، أنا افتح باب حياتي لك وأطلب منك أن تدخل مخلصاً ورباً. سيطر على حياتي. شكراً لك لأنك غفرت لي خطاياي وأعطيتني الحياة الأبدية. اجعلني ذلك الشخص الذي تريدني أن أكونه. إذا كانت هذه الصلاة تعبر عن رغبة قلبك، صّلها الآن وسوف يأتي يسوع المسيح لحياتك كما وعد تماماً. ما أن تدعو المسيح لحياتك فإنه يعد بأنه لن يتركك أبداً. في عبرانيين 5:13 ''قال الله لا أهملك ولا اتركك''. اعظم قرار تتخذه بحياتك هو أن تعرف الله شخصياً. إذا كنت قد دعوت يسوع المسيح في هده اللحظة إلى حياتك، اضغط هنا و شارك معنا اختبارك، نحن نحب أن نسمع منك. |
||||
14 - 07 - 2016, 06:18 PM | رقم المشاركة : ( 13499 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
راعوث
جاءت راعوث من بلاد موآب مع حماتها نُعمي، ولم يكن مِن الممكن أن يكون لها شركة أبدًا مع شعب الرب، لأنه «لا يدخل عمُّوني ولا موآبي في جماعة الرب. حتى الجيل العاشر لا يدخل منهم أحدٌ في جماعة الرب إلى الأبد» ( تث 23: 3 )، لكنها منذ بدأت مشوارها مع حماتها، وقبل أن تعود إلى بيت لحم، اختارت النصيب الصالح عندما قالت لحماتها: «شعبك شعبي وإلهُكِ إلهي» ( را 1: 16 )، ولكننا هنا نراها في مكان أروع، عندما اختارت أن تضطجع عند رجلي بوعز وتُمسِك بردائه، ولسان حالها يقول مع عروس النشيد: «فأمسكتُهُ ولم أَرخِهِ» ( نش 3: 4 ). والرائع أننا بدراستنا لسفر راعوث الذي يتكوَّن من أربعة أصحاحات نرى مستوى راعوث يتدرَّج في كل أصحاح للأعلى. ففي الأصحاح الأول نرى راعوث أرملة وحيدة في أرض موآب، ليس لها أمل في حياة كريمة، ولم يكتب عنها الروح القدس أنه كان لديها شعير. ولكن في الأصحاح الثاني بعدما اختارت أن تذهب مع حماتها إلى بيت لحم، وأن تعيش وسط شعب الله، وبعد أن ذهبت إلى حقل بوعز والتقطت وراء الحصَّادين، نراها «التقطت في الحقل إلى المساء، وخبطت ما التقطته فكان نحو إيفة شعير» ( را 2: 17 ). ثم يتدرَّج الحال فنراها في الأصحاح الثالث ليست فقط في حقل بوعز إنما هي مضطجعة عند قدمي بوعز، لذلك نرى بوعز الذي هو رمز بسيط للرب يسوع المسيح يكتال بنفسهِ لها شعيرًا، ويعطيها، فكان ما أخذته هو «ستة من الشعير» ( را 3: 15 ). لكن الأروع من كل هذا ما حدث في الأصحاح الرابع عندما أخذها بوعز لنفسه «فأخذ بوعز راعوث امرأةً» ( را 4: 13 )، وهنا لا نراها تأخذ إيفة شعير، ولا حتى ستة من الشعير، إنما أخذت الحقل كله، لأنها ارتبطت بصاحب الحقل. عزيزي، هل لاحظت أنه كلَّما كانت راعوث تزداد اقترابًا من بوعز كلَّما كانت تتمتع أكثر بخيراته؟ فكلَّما ازداد اقترابنا من الرب كلَّما تمتعنا به وبخيراته وبتعزياته أكثر. |
||||
14 - 07 - 2016, 06:27 PM | رقم المشاركة : ( 13500 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
احملوا اثقال بعض
يواجه الإنسان في جميع مراحل حياته مشاكل متنوعة اجتماعية, واقتصادية ودينية، أو عاطفية, ويقضي الإنسان عمره محاولاً التغلب على الصعاب والتوافق مع بيئته بما فيها مشكلات التي بعضها موجودة في البيئة أصلاً, وبعضها لا ذنب له فيها, وبعضها هو كان السبب فيها نتيجة سوء اختياره للفرص المتاحة له, وعلى قدر نجاح الإنسان في حلّ مشكلاته أو التوافق معها يكون نجاحه في حياته. كما تختلف المشكلات في النوع تختلف أيضاً في الشدة, فقد يكون حلّ المشكلة سهلاً, بالاعتذار مثلاً, وقد يكون صعباً لتراكم الأخطاء دون حلّ, فلا بدّ هنا من خبير ناضج متفهّم صادق حياديّ موضوعيّ مشحون علماً وثقة وصبراً، وهذا يُدعى المشير، أما المستشير فهو طالب الاستشارة صاحب المشكلة ابتغاء لرؤية واضحة لحلّ مشكلته. المشورة ليست وصفة, فالتعامل هنا مع إنسان له مشاعر وعلى المشير الاهتمام به كإنسان محاولاً إعادة الاتزان لطالب المشورة المضطرب. في المشاكل التي تمسّ المشاعر, تنشأ هنا علاقة تتحدّد بشخص المشير ذاته , فلا بدّ من إبداء الحب والاهتمام والإصغاء دون ملل, أو لوم أو إدانة, وهذه أعظم علاج نفسي, وهذا هو الأساس الكتابي للمشورة. فالرسول بولس يقول: لا تنظروا كل واحد لما هو لنفسه بل كل واحد لما هو للآخرين, أيضاً ساعدوا وشجعوا بعضكم بعضاٌ, شجعوا ضعاف النفوس , أسندوا الضعفاء، تأنوا على الجميع, فرحاً مع الفرحين وبكاءً مع الباكين , كذلك احملوا بعضكم أثقال بعض. المشورة عملية تبادلية, كلاهما يشعر بالراحة والاطمئنان والسكينة. إذ لها فوائد كونها تساعد الناس على أن يكونوا أكثر فاعلية وأقلّ توتر، وتحرّر الإنسان من صراعاته الروحية والنفسية ويعيش بسلام مع نفسه والآخرين. يعلّمنا الكتاب أنّ الإنسان مخلوق على صورة الله وهو قادر على التجاوب مع الله ومشيئته. ومن يقدّم المشورة سواء أكان طبيباً أو قسيساً أو خادماً يجب أن يكون موضع ثقة لا يُفشي سراً, وقادراً على الإرشاد مشحوناٌ حباً واحتراماً، وكون المشير سيدخل إلى قلب الموقف قد يؤلم طالب المشورة أو يجرحه, وهذا ما يفعله الله مع كل واحد منا. تستلزم المشورة التفهم لحساسية الاحتياج, والقدرة على التعامل مع الأفراد كل حسب عمره, والمشير المتمرّس يكتشف ما خلف المشاعر من سلوك وفكر, ولا يحاول تغيير المشاعر بل تغيير الفكر ليتماشى مع الفكر الكتابي والمفاهيم المسيحية ليكون فيكم هذا الفكر, وبالتالي يتغير السلوك إلى سلوك مسيحي وتصبح المشاعر مقدّسة. لماذا يختلف الأفراد تجاه الموقف الواحد؟ السلوك الإنساني ليس استجابات أو ردود أفعال آلية لكنه أكثر تعقيداً لأنه ناشئ عن تفاعل المؤثر مع النفس الإنسانية بكل ما تحوي من قيم وخبرات وعواطف جياشة، فالإنسان يتأثر سلوكه بمؤثرات تحدد طريقته في السلوك نسمّيها محدّدات، فهناك محدّدات بيولوجية موروثة كالعنف في حلّ المشاكل أو العكس، ومحددات بيئية أي ما يحيط بالإنسان منذ أن كان خلية صغيرة حتى نهاية حياته، وكذلك البيئة الاجتماعية, فمثلاً: تصرّف الإنسان الذي تربى في بيئة مثقفة متدينة يختلف عن تصرّف الإنسان الذي نشأ في بيئة متخلّفة وأسرة مفككة. ولا ننسى أن الانسان ابن بيئته فهو لا يختارها لكن البيئة تشكّله وتطبعه بطابع معين رغماً عنه. لمساعدة الآخر على حلّ مشكلته عليه أن يغيّر الظروف إذا كانت هي المشكلة، ولكن إن لم تكن تكون هي ردود أفعال الآخرين حول الظروف المحيطة وتعامل الناس معها. يقول العلماء: إن استجابتنا للأحداث تُبنى على تقييمنا لهذه الأحداث, وهذا التقييم يعتمد على فروض أساسية للحياة موجودة في اللاشعور مثل ردّ فعل إنسان تجاه الأصوات العالية والصخب والفوضى الذي يختلف عن الآخر, لذا فعامل اللطف والحب مهمّ. لأنّ المشاعر تُعامَل بمثلها, ولا تُعامل بالفكر والمنطق العقلي. مثلاً رجل يبكي فقدان زوجته فيقول له أحدهم: هذا عيب إذ لا يجوز أن يبكي الرجال! أو مثلاً قسيس يخاف دخول غرفة العمليات, فيقول له أحدهم: كيف تخاف وأنت تعظ الناس ألا يخافوا؟ فالمشكلة التي تلعب المشاعر فيها دوراً كبيراً تقابل بمثلها، أما الأمور العقلانية والمنطقية, كمشاكل الوظيفة والأمور المادية فتحَلّ بالعقل، لذا على المشير أن يتفهم وباهتمام, كإبداء التجاوب أو هزّ الرأس، وإن تلعثم يساعده على إتمام جملته المخنوقة. والأهم عدم التثاؤب, أو النظر في الساعة كيلا يُحبط الشاكي ويبتلع همّه وتتحوّل إلى عقدة نفسية تقلب عنده المقاييس. ويجب لفت الانتباه عند المشير حول أنّ ما يُعتبر سلوكاً عادياً في مرحلة معينة يكون شاذاً إذا استمرّ لمراحل لاحقة. فالسلوك الإنساني مرتبط بالعمر, وهو عامّ ويشمل كلّ الجنسيات, فتعامُل المشير مع المراهق المتمرّد لا يُحسب أنه مريض نفسي ويُعامل على أساسه, ولكن يُعتبر كذلك إذا استمرّ إلى ما بعد مرحلة النضج والشباب. عملية إظهار الحب المسيحي الحقيقي وحمله على قبول المسيح على أنه فدانا ومات من أجلنا يهدّئ من عصبيته شيئاً فشيئاً، ولا شك أنّ قيم المشير وأخلاقياته واتجاهاته ومعتقداته لها أهمية كبرى ليكون موضع ثقة وملجأ للاستفادة. تبدأ المشورة بتحديد موعد لطلب المساعدة ثم تخصيص مكان هادئ إذ أنّ هدوء المكان مهمّ لنجاح المهمة, بعيداً عن الضوضاء وجرس الهاتف وجرس الباب وعبث الأطفال. وهذه المقابلة لها خصوصية للتعرّف وجهاً لوجه دون وسيط لأخذ المعلومات الصحيحة, كذلك إمكانية رصد كثير من التصرفات والجوانب الانفعالية لدى الشاكي, وتسلسل أفكاره أو تناقضها, كذلك تساعد على بناء الثقة المتبادلة, وعادة يبدأ الحديث بالترحيب والتحدث بمواضيع شخصية مع ترك الباب مفتوحاً للحديث بصراحة دون إحراج أو خجل، فصاحب المشكلة يوصلها بالكلام ويتلقى الاستجابة بحركات توحي بالاهتمام. المشير الناجح لا يستمع لما يقوله الشاكي بل لما يريد قوله دون لفظه، ويستخدم أذنيه وعينيه لملاحظة ما تصله من رسائل معبّرة، فالإصغاء هنا مهمّ بطريقة لبقة جداً, وعلى المشير عدم إظهار ردود فعل سلبية أو مستنكرة مهما كان وقعها, ولا مانع من توجيه الأسئلة بطريقة نصح لاستكمال الموقف ثم الرقة في مواجهة الحقيقة وعدم الإدانة والغضب, ثم التفسير أي كشف الواقع الحقيقي وهذه تحتاج لمهارة عالية خصوصاً بالكشف عن نقاط القوة والضعف للاستنارة الروحية, ولأنّ المشير محترف أصلاً لذا يقوم بالإرشاد والقيادة والتوجيه لإراحته كما جاء في غلاطية 6: 1: "إن انسبق إنسان فأخذ في زلّة ما، فأصلحوا أنتم الروحانيين مثل هذا بروح الوداعة، ناظراً إلى نفسك لئلا تُجرب أنتَ أيضاً" لا تقف موقف الدّيان, وتجرّد من الاندماج العاطفيّ, وحافظ على اتزانك الشخصي. أخيراً: إن لم يكن دافعك حبَّ الله وحبَّ الناس والرغبة في المساعدة, فلا تُقدم على المشورة, وليكن شعارك: احملوا بعضكم أثقال بعض. |
||||