منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 07 - 09 - 2023, 06:08 PM   رقم المشاركة : ( 134571 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].


لنقم فيرتفع قلبنا إلى السماء، لكن لا بروح التشامخ والتعالي، إنما ننزل مع مسيحنا إلى الصفوف الأخيرة، فنراه بروح الاتضاع يعمل وسط الخطاة، ليمكثوا معه أبديًا، يحملهم بالحب على كتفيه وينطلق بهم إلى حضن أبيه.
ما أروع كلمات القديس يوحنا الذهبي الفم الذي يحدثنا بخبرته الروحية عن العمل وسط الخطاة، أنه يجب علينا ألا نتحدث كما من على كرسي المعلم البار، إنما بالحب ننحني بظهورنا، ونمسك بالساقطين بعد أن نكون قد ثبّتنا قدمينا تمامًا، حتى نرتفع بروح الرب بهم دون أن ننهار ونسقط معهم في الوحل، أو ننطرح معهم أرضًا.
مسيحنا نزل إلى وادينا، وادي الموت، وأكل مع العشارين والخطاة، وبحبه قدسهم، لا ليحملهم إلى سمواته فحسب، إنما ليقيم منهم صيادين ماهرين يصطادون النفوس إلى مجده السماوي!
نقرأ عن ربنا يسوع أنه النازل من السماء، تلك الحقيقة التي تتكرر في إنجيل يوحنا الأصحاح السادس سبع مرات وفي ذلك كمال الاتضاع لمن قيل عنه "الذي مع كونه ابنًا تعلم الطاعة مما تألم به" (عب 5: 8).
والنزول بحسب فكر الرب معناه الاتضاع تحت يد الله القوية، وإن لم نتضع لا بُد أن ننحدر منزلقين.
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:09 PM   رقم المشاركة : ( 134572 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].


كان إرميا فوق، لقد صعد أعلى من آنية الفخار. كانت آنية الفخار أسفل، أيضًا الطبيعة التي تتحكم وتدير هذه الآنية وُجدت أسفل، ذلك بتنازلها من أجل الآنية التي تديرها. لهذا فإن "الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب هو: قم أنزل إلى بيت الفخاري وهناك أُسمعك كلامي". أما موسى فقيل له: "اصعد إلى الجبل واستمع لأن كل من يسمع كلمة الله، يستمع إما إلى معلومات عن الأمور العليا السماوية وبالتالي يلزمه أن يرتفع بأفكاره إلى السماء ليتأمل فيها أو يستمع إلى تعليمات من الرب بخصوص أمور أرضية وبالتالي يلزمه أن ينزل بأفكاره إلى أسفل ليراها.
أستعين بمثال من الكتاب المقدس حتى يمكن للجميع أن يتابعوني على قدر استطاعتهم: "لكي يجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء ومن على الأرض ومن تحت الأرض. ويعترف كل لسان أن يسوع المسيح هو رب لمجد الله الآب" (في 2: 10-11).
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:10 PM   رقم المشاركة : ( 134573 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].


توجد حكمة تناسب السمائيين، وهي معرفة الطريقة التي بها تُقسم الكائنات السمائية، وحكمة تناسب الكائنات الموجودة تحت الأرض؛ وأخرى تناسب الكائنات الأرضية. فإن أردت أن أفهم الحكمة التي تناسب السمائيين، يجب عليّ أن أصعد إلى قمة الجبل كما فعل موسى، حتى تكون الكلمات الآتية إلى من السماء مفهومة، كما يلزمني أن أعارف الليتورجيات السمائية، لأنه يوجد ظل وصورة للأسرار السماوية في الشريعة التي تسلمناها، وقد أوضح لنا ذلك بولس الرسول حين قال: "الذين يخدمون شبه السماويات وظلها كما أوحى إلى موسى" (عب 8: 5).
إن كان يجب عليّ أن أصعد لكي أتعلم الأمور السماوية، كذلك أنزل لكي أتعلم الأمور الموجودة تحت الأرض حتى إن كنت نبيًا. ربما لهذا السبب أيضًا نزل صموئيل النبي إلى الهاوية (إلى تحت الأرض)، ليس بسبب حُكم وقع عليه، إنما لينظر ويتعلم الأسرار الموجودة تحت الأرض (1 صم 28: 13).
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 134574 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].


يمكننا كذلك أن نجد شيئًا مماثلًا لهذا في قول بولس الرسول بالنسبة للحكمة حينما يميز بين درجاتها، قائلًا: "حتى تستطيعوا أن تدركوا مع الجميع القديسين ما هو العرض والطول والعمق والعلو" (أف 3: 18). إذا كُلفت من قبل الله بمعرفة الطول فعليك أن تصعد بعقلك إلى الطول؛ وإذا كُلفت بمعرفة العمق تنزل بعقلك إلى العمق. العقل الذي يستطيع أن يتبع الابن الكلمة يمكنه أن يفعل كل شيء طالما يقوده الرب ويعلِّمه كل شيء، ويتبعه إذا استطاع أن يترك العالم ويحمل صليبه، قائلًا: "قد صُلب العالم لي وأنا للعالم".
إذًا، من بين الذين يسمعون يوجد أناس يصعدون ليتعلموا، لكنهم لا يصعدون بطريقة جسدية؛ ويوجد آخرون ينزلون لكنهم مع هذا يحتفظون بنفوسهم عالية مرتفعة.
ربنا ومخلصنا يسوع المسيح نفسه قد صعد ونزل، لأن "الذي نزل هو الذي صعد أيضًا فوق جميع السموات" (أف 4: 10). إذن إن كان عليك أنت أيضًا أن تفهم الابن الكلمة الذي يعلم الأمور السماوية والذي صعد إلى العلاء، وأن تفهم الابن الكلمة الذي يعلم الأمور الأرضية والذي نزل إلى أسفل، إذًا "لا تقل في قلبك من يصعد إلى السماء أي ليُحْدِر المسيح، أو من يهبط إلى الهاوية أي لُيصعد المسيح من الأموات، لكن ماذا يقول (الكتاب)؟ الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك" (رو 10: 6-8).
يمكنك بواسطة الابن الكلمة أن تصعد إلى السماء أو أن تنزل إلى أسفل طالما أن "الكلمة قريبة منك". لأنه ماذا يمكن أن يوجد في داخل الإنسان البار إلا "كلمة الله" الذي يملأ الكل؟ فإنه بالفعل "ملكوت الله في داخلكم"
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:11 PM   رقم المشاركة : ( 134575 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].


ما هو "بيت الفخاري"؟

سأله أن يذهب إلى "بيت الفخاري" [2]. ما هو هذا البيت إلا كنيسة المسيح، بيته المقدس، المُقام في وادي هذا العالم، لا كمحكمة تدين الخطاة، وإنما كبيت فخاري يحول الطين إلى أوانٍ مكرمة، أو كما يقول البابا أثناسيوس الرسولي عن الكنيسة إنها مستشفى لا محكمة، تضم المرضى، لا ليستعذبوا المرض أو يستسلموا له، بل ليشفوا منه.
يرى البعض أن الكلمة العبرية ل "فخاري" تعني "المُشَكِل" أو "الجابِل"، تُستخدم للتعبير عن إمكانية الله الخالق كما في (تك 2: 7-8؛ مز 94: 9)، وكما جاء في إشعياء: "يا لتحريفكم! هل يُحسب الجابل كالطين حتى يقول المصنوع عن صانعه لم يصنعني؟! أو تقول الجبلة عن جابلها لم يفهم؟!" (إش 29: 16).
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 134576 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].

الإناء الفخاري قبل حرقه والإناء الخزفي

توجد وصيتان متتاليتان لإرميا:
الأولى تختص بالإناء المصنوع من الفخار الخام، والذي يكون قابلًا للإصلاح وإعادة التشكيل عندما يُكسر، ذلك لأنه يمكن أن يصير عجينة لينة مرة أخرى في يد الفخاري.
والثانية تختص بالإناء الفخاري المصنوع من الخزف، الذي إذا انكسر لا يكون قابلًا للعلاج أو الإصلاح، لأنه جاز في النار وأصبح صلبًا غير قابلٍ لإعادة التشكيل مرة أخرى.

 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:17 PM   رقم المشاركة : ( 134577 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].

طالما الفخار طينًا خامًا يكون قابلًا لإعادة التشكيل، لكن بمجرد دخوله النار يصبح صلبًا إذا انكسر لا يمكن علاجه. ماذا يعني ذلك؟ نفهم هذا بصورة عامة أولًا، ثم إذا سمح الرب نفهمه بالتفصيل.
طالما نحن في هذه الحياة، نُعتبر آنية من الفخار الخام، إما أن نكون مصنوعين من الرذيلة أو الفضيلة. على أي الأحوال يُمكن أن تُكسَر رذائلنا لتصير فضائل جديدة، كما أن تقدُمنا في الفضيلة يكون قابلًا للرجوع والتقهقر إلى الوراء. لكن حينما نعبر الزمن الحاضر ونصل إلى الحياة الأخرى، نجوز في النار، سواء نار سهام الشرير المشتعلة أو في النار الإلهية بما أن إلهنا نار آكلة، وفي كِلتي الحالتين سواء كُنّا أشرارًا أو صالحين، فإنه بعد كسْرِنا (موتنا) لن يمكن إعادة تشكيلنا ولن نكون قابلين للإصلاح.
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:18 PM   رقم المشاركة : ( 134578 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


"الكلام الذي صار إلى إرميا من قبل الرب قائلًا:
"قم انزل إلى بيت الفخاري،
وهناك أُسمعك كلامي" [1-2].

ما دمنا في هذه الحياة كأننا في يد الفخاري: إذا سقط الإناء من يديه يمكنه أن يعالجه ويصلحه. فلنتب عن خطايانا التي فعلناها بالجسد، ولنرجع إلى الله بكل قلوبنا الآن،لكي يمنحنا النجاة والخلاص، طالما عندنا فرصة للتوبة، لأنه بعد خروجنا من العالم لن نتمكن من الاعتراف بخطايانا وتقديم توبة عنها.
هذا ما نستطيع أن نقوله بأسلوبٍ سريع ومجمل قبل أن نفحص بالتدقيق هذا النص الخاص بالنوعين من الآنية الفخارية، إحداهما إناء خام والآخر إناء صلب
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:19 PM   رقم المشاركة : ( 134579 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


في بيت الفخاري

يقول إرميا النبي:
"فنزلت إلى بيت الفخاري،
وإذا هو يصنع عملًا على الدولاب.
ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري،
فعاد وعمله وعاءً آخر كما حسُن في عيني الفخاري أن يصنعه.
فصار إلى كلام الرب قائلًا:
أما أستطيع أن أصنع بكم كهذا الفخاري يا ببيت إسرائيل؟ يقول الرب؟
هوذا كالطين بيد الفخاري أنتم هكذا بيدي يا بيت إسرائيل" [3-6].
واضح هنا أن إرميا قد دُعي ليقدم رسالة رجاء للشعب، فيدركوا إمكانياتهم الحقيقية كطين في يد خالقٍ حكيمٍ قدير. يؤكد الله لهم أنه موجود ومحب، قادر أن يشكلهم من جديد، إن أرادوا.
رأيإرميا النبي الفخاري بجوار الدولاب، يحرك بقدميه قرصًا حجريًا دائريًا من أسفل، فتتحرك معه عجلة خشبية من أعلى، وقد بدأت أصابعه تلعب في الطين ليُخرج الإناء كما في ذهنه، بالشكل الذي يريده له. وكما جاء في ابن سيراخ (سي 38: 29) "هكذا أيضًا يجلس الفخاري في عمله، ويحرك العجلة بقدميه".
ويؤكد أيوب البار سلطان الله على الإنسان، قائلًا: "يذهب بالمشيرين أسرى ويُحمِّق القضاة؛ يحل مناطق الملوك ويشدّ أحقائهم بوثاقٍ؛ يذهب بالكهنة أسرى ويقلب الأقوياء... يُكثر الأمم ثم يبيدها؛ يُوسع للأمم ثم يُجليها") أي12: 17-23).
 
قديم 07 - 09 - 2023, 06:29 PM   رقم المشاركة : ( 134580 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,162

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


بلا شك استرعى انتباه إرميا النبي الآتي:
أ. بقوله: "وإذا هو يصنع عملًا على الدولاب" [3]، أوضح أن الفخاري لا يلهو بالطين أو يلعب به، إنما يعمل في جدية عملًا هادفًا. هكذا حياتنا في يدي الله - الفخاري السماوي - موضع اهتمامه، يعمل في جدية خلال الأفراح والضيقات، بالترفق تارة، وبالضغط تارة أخرى، ليقيم منا آنية مقدسة مكرمة. الله هادف في خلقتنا كما في تجديد طبيعتنا، هادف في إقامة ممالك وإزالتها. كل العالم بين يديه، وكل التاريخ في قبضته، ليس من أمرٍ يسير محض مصادفة.
ب. كيف يعجن الفخاري الطين بيده ليخليها من فقاقيع الهواء، ويضعها في الدولاب ليتحرك برجليه ويديه بل وكل فكره، فيحول قطعة الطين التي لا شكل لها إلى إناءٍ جميلٍ، يوسعه الفخاري من هنا، ويضيقه من هناك، ويفتح فوهته إلخ.
ج. "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه من الطين بيد الفخاري فعاد وعمله وعاءً آخر" [5].
يرى العلامة أوريجينوس في هذا النص مسئوليتنا الشخصية عن فسادنا.
[لماذا لم يُلقِ النبي اللوم على الفخاري باعتباره هو المسئول عن فساد الوعاء الذي كان بين يديه؟ الإجابة ببساطة: أن النص يختص بآنية حيَّة تفسد نتيجة خطأها، إذ يقول: "ففسد الوعاء الذي كان يصنعه".
احذر إذًا لئلا تسقط وتفسد حينما تكون في يدي الفخاري وهو يُشكلك، ويكون فسادك نتيجة لخطأك. يقول السيد المسيح: "ولا يخطفها أحد من يدي" (يو 10: 28)، كما أنه لا يستطيع أحد أن يخطفها من يده، كذلك لا يستطيع أحد أن يُفسدها. بذلك يمكنني أن أقول: أنه لا يستطيع أحد أن يخطف شيئًا من يدي الراعي الصالح أو ينزعنا من بين يدي الرب، إنما بإهمالنا يمكننا أن نسقط ونفسد ونحن بين يديه ].
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025