![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : ( 134451 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما كان الصبي يسوع له من العمر اثنتا عشر سنة، صعدوا إلى أورشليم كعادة العيد، وبعدما أكملوا الأيام، بقي الصبي يسوع في أورشليم، عند رجوع يوسف وأمه وهما لم يعلما. وإذ ظناه بين الرفقة، ذهبا مسيرة يوم وكانا يطلبانه بين الأقرباء والمعارف. ولما لم يجداه رجعا إلى أورشليم يطلبانه. وبعد ثلاثة أيام وجداه في الهيكل، لقد كانت المطوبة مريم ويوسف يطلبانه معذَّبين، أي كانا يبحثان عنه وهما في ضيقة عظيمة. تخيَّل معي مشاعر أم فقدت ابنها وتبحث عنه في كل مكان، كم من الآلام النفسية والتعب الجسدي احتملته. |
||||
|
|||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134452 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() لقد احتملت المطوَّبة مريم المشقات الكثيرة من أجل الرب. ليتنا نحن أيضًا نحتمل المشقات من أجله بشكر وصبر. لقد قال بولس لتيموثاوس: «احتمل المشقات»، «اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله»، وأيضًا «فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح» (2تيموثاوس 1: 8؛ 2: 3؛ 4: 5). وقال بولس عن نفسه: «الذي فيه احتمل المشقات حتى القيود كمذنب»، وأيضًا يجب أن «عبد الرب ... يكون ... صبورًا على المشقات» (2تيموثاوس 2: 9، 24). وقال يعقوب: «خذوا يا إخوتي مثالاً لإحتمال المشقات والأناة: الأنبياء الذين تكلموا باسم الرب» (يعقوب 5: 10). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134453 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() ما المقصود بالجسد؟ الكلمة، في اللغة العربية، تأتي بمعنيين في الكتاب؛ المعنى الأول هو جسم الإنسان أي اللحم والدم، الأعضاء التي نستخدمها ونتحرك بها. هذا هو المعنى الحرفي والمادي للجسد (The body)، فالإنسان كائن ثلاثي، روح ونفس وجسد. وبالطبع ليس هذا هو العدو الذي نحتاج أن نقمعه ونقهره، فهذه الأعضاء تُستخدم كآلات بر لله، وبها نخدم الله ونمجده. والكتاب يقول: «لم يُبغض أحد جسده قط بل يقوته ويُربيه» (أفسس5: 29)، أي يعتني به ويُطعمه ويُدفئه ويُدلِّله. والكتاب حذَّر من التعاليم الفاسدة التي تتعامل مع الجسد المادي باعتباره مصدر الشر، ومن قهر هذا الجسد وإذلاله (كولوسي2: 23). أما المعنى الثاني لكلمة الجسد (The flesh) فتعني الخطية الساكنة فينا، أو الطبيعة القديمة الموروثة من آدم بالولادة الطبيعية. إنها النبع الفاسد الذي يُنتج كل الخطايا والشرور. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134454 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() قال الرب يسوع: «من الداخل من قلوب الناس تخرج الأفكار الشريرة: زنى، فسق، قتل، سرقة، طمع، خبث، مكر، عهارة، عين شريرة، تجديف، كبرياء، جهل. جميع هذه الشرور تخرج من الداخل وتُنجس الإنسان» (مرقس7: 21-23). وهذا ما قاله داود بعد خطيته الشنيعة: «هأنذا بالإثم صورت، وبالخطية حبلت بي أمي» (مزمور51: 5). فقد فهم أن ما فعله (الزنى والقتل) نبع من الخطية الساكنة فيه، وأن الشهوة كامنة في أعماق كيانه، وأن هذه الشهوة موجودة فيه بالولادة الطبيعية، بالوراثة. لهذا صلى قائلاً: «قلبًا نقيًا اخلق فيَّ يا الله، وروحًا مستقيمًا جدِّد في داخلي» (مزمور51: 10). فقد كان يدرك أن المشكلة الحقيقية في القلب الذي منه مخارج الحياة. وهذا ما نقرأه في سفر إشعياء: «فإني علمت أنك تغدر غدرًا، ومن البطن سُمِّيتَ عاصيًا» (إشعياء48: 8). وهذا ما أكده الرسول بولس في العهد الجديد بقوله: «الذين نحن أيضًا جميعًا تصرفنا قبلاً بينهم في شهوات جسدنا، عاملين مشيئات الجسد والأفكار، وكنا بالطبيعة أبناء الغضب كالباقين» (أفسس2: 3). وأيضًا: «إن كنت أفعل ما لست أريده (بالطبيعة الجديدة)... فالآن لست بعد أفعل ذلك أنا، بل الخطية الساكنة فيَّ. فإني أعلم أنه ليس ساكن فيَّ، أي في جسدي، شيء صالح... أرى ناموسًا آخر في أعضائي (الجسد أو الطبيعة القديمة) يحارب ناموس ذهني (الطبيعة الجديدة المولودة من الله)، ويسبيني إلى ناموس الخطية الكائن في أعضائي» (رومية7: 15-23). فهو يُميِّز بوضوح بين رغبات الطبيعة الجديدة المقدَّسة والتي تولَّدت في كيانه بالولادة الروحية الجديدة من الله، وبين رغبات الطبيعة القديمة الأصلية الموروثة من آدم بالتسلسل الطبيعي. وهذه الطبيعة لا تتغير ولا تتحسن مع الزمن كما قال الرب يسوع: «المولود من الجسد جسد هو» (يوحنا3: 6). . |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134455 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() إن الطفل الذي يولد في العالم هو روح ونفس وجسد، ويحمل في داخله كيانًا أدبيًا فاسدًا هو طبيعة الخطية الموروثة من آدم التي تُسمَّى ”الجسد“ أو ”الخطية الساكنة“. هذه الخطية أو البذرة الموروثة تجعله خاطئًا من بداية تاريخه في العالم وقبل أن يعمل أي شيء. إنه خاطئٌ بالطبيعة وليس بالأفعال. فالإنسان يخطئ لأنه خاطئٌ أصلاً بالطبيعة، وليس خاطئًا لأنه يخطئ! |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134456 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() أن الطبيعة القديمة أو الجسد الفاسد هو واحد في كل الجنس البشري من حيث الأصل والمصدر، في الخاطئ أو المؤمن، سواء فعل الشخص الخطية أو لم يفعلها. فالرغبة والشهوة نحو الخطية موجودة في كل إنسان، وإنما الفرق هو في رد فعل الإنسان وتجاوبه مع هذه الرغبات طبقًا للتكوين الشخصي والنفسي، والظروف المحيطة، والأسرة، والتربية، والمجتمع، والكنيسة، والتقاليد، والقوانين التي تحكم بين الناس، ... الخ. وإذا أُتيحت الفرصة للإنسان، واطمأن من جهة النتائج والتبعات، فهو على استعداد أن يفعل أي شيء، وكل ما لا يليق. هذا ما يعلنه الكتاب. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134457 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما سقط الإنسان الأول وكسر الوصية الإلهية، حدثت فيه تغيرات وتشوهات كبيرة وخطيرة لم تخطُر قَطّ على باله، ليس على نفسه فقط، بل على كل الجنس البشري من بعده عبر كل تاريخ البشرية. هذه التشوهات الرهيبة يستحيل إصلاحها. فقد صار «كل الرأس مريض وكل القلب سقيم. من أسفل القدم إلى الرأس ليس فيه صحة، بل جرحٌ وأحباطٌ وضربةٌ طرية لم تُعصر ولم تُعصب ولم تُليَّن بالزيت» (إشعياء1: 5،6). هذه الطبيعة الفاسدة بهذا الشكل يستحيل أن ينبع منها أي عمل صالح يكون مقبولاً ومرضيًا لدى الله. وهذا ما أوضحه الرب بقوله: «هل يجتنون من الشوك عنبًا أو من الحسك تينًا؟ ... لا تقدر شجرة ردية أن تصنع أثمارًا جيدة» (متى7: 16-18). لهذا أيضًا قال الرب يسوع: «ينبغي أن تُولدوا من فوق» (يوحنا3: 7). |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134458 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() عندما يولد الإنسان من فوق، ولادة روحية من الله، فهو يحصل على طبيعة جديدة روحية هي ذات طبيعة الله الأدبية، وفيها كل الرغبات والأشواق المقدسة التي تتناسب مع الله. هذه الطبيعة تتميَّز بالمحبة والبر، لأن الله محبة، والله نور وليس فيه ظلمة البتة. ومن هذه الطبيعة ينبع الخير والصلاح المقبول لدى الله، إنها الشجرة الجيدة التي تصنع أثمارًا جيدة. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134459 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() نرى أن المؤمن الذي وُلد من الله امتلك طبيعة جديدة إلى جانب الطبيعة القديمة الموروثة من آدم، ولم تتغير طبيعته. ومن هنا ينشأ الصراع بين الطبيعتين في المؤمن. وبالإضافة إلى ذلك، فقد سكن فيه الروح القدس. وإن كانت الطبيعة الجديدة تُعطي للمؤمن الرغبة والطاقة والإمكانية للهروب من الفساد والشر ولصنع الخير والبر، فإن الروح القدس يعطيه القوة للتنفيذ ولرفض رغبات الجسد. ويظل الصراع قائمًا بين الجسد الذي يشتهي ضد الروح، وبين الروح الذي يقف ضد الجسد ويتصدى له، طالما نحن هنا على الأرض. |
||||
![]() |
رقم المشاركة : ( 134460 ) | ||||
† Admin Woman †
![]() |
![]() ![]() من منا لا يعاني بسبب وجودنا وسط أجواء مملؤة بالتلوث؟!! نعاني من التلوث البيئي بسبب الأدخنة والأتربة الرهيبة التي تحيط بنا، مما يؤثِّر سلبًا على صحتنا بشكل رهيب. ولا يقف التلوث عند هذا الحد، بل امتد إلى جوانب الحياة الأخرى؛ فأصبحنا نعاني من نوع آخر من التلوث أشد إيذاءً؛ ألا وهو التلوث الأخلاقي في المحيط الذي حولنا!! وبات هذا التلوث يفرض نفسه علينا! سواءً كان ما تسمعه آذاننا في كل مكان، أو ما تقع عليه أبصارنا من مناظر وسلوكيات تؤذي المشاعر وتجرح الأحاسيس. هذه الأمور، بكل أسف، تُفسد نقاء القلب وصفاء الذهن وهدوء الأعصاب. * وسأقتصر حديثي هنا عن كيفية مواجهتنا للنوع الثاني من التلوث، وأقصد الأدبي الأخلاقي، وكيف نعيش فضيلة يريدنا الله أن نأخذها منه، ونظهرها وسط هذا الجو الفاسد الخانق، ألا وهي فضيلة النقاوة والطهارة القلبية والسلوكية أيضًا؛ والتي مدح الرب يسوع أصحابها بالقول «طُوبَى لِلأَنْقِيَاءِ الْقَلْبِ» (متى5: 8). * |
||||