منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01 - 09 - 2023, 03:47 PM   رقم المشاركة : ( 133641 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




إقامـة الموتـى


تأملنا في الأعداد السابقة في نوعين من معجزات المسيح: معجزات مرتبطة بالبحر ومعجزات شفاء الأمراض. والآن سنتأمل في معجزات اقامة الموتى وعددها ثلاث معجزات.

1– اقامة ابنة يايرس:
«أمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال» (اقرأ متى9: 23؛ مرقس5: 35؛ لوقا8: 49).

بنت صغيرة عمرها اثنتي عشرة سنة، ابنة يايرس رئيس المجمع، الذي دعي الرب لشفائها، وعندما ماتت قال له الرب آمن فقط، ثم دخل الرب البيت وقال للجموع «لم تمت الصبية لكنها نائمة»؛ ولعدم إيمانهم أخرجهم عدا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبوي البنت وأقامها أمامهم. وهنا نرى:

* البنت هنا تمثل حالة الخاطئ المؤدَّب والمتدين، الذي لم تظهر عليه أفعال قبيحة ولم يرتكب خطايا ظاهرة. إلا أنه ميت بالذنوب والخطايا، وليس فيه حياة الله.

* عندما أقامها الرب لم يصلِّ كما فعل إيليا وبطرس، ولا وقع على الميت وتمدَّد كما فعل بولس وأليشع، ولم يقِم الميت “بإذن من الله”. بل بكلمة وأمر منه؛ لأنه الله الظاهر في الجسد.

* قامت ومشت: هذا هو طابع ومظهر الحياة؛ فكل من آمن بالمسيح تظهر في حياته وسلوكه قوة الحياة الجديدة ويسلك في جوِّها، ثم يتناول طعامًا جديدًا، وهو المسيح خبز الحياة وكلمة الله ليتغذى وينموا.

2– إقامة ابن أرملة نايين:

«لمس النعش فوقف الحاملون. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم» (اقرأ لوقا7: 11–17).

في المعجزة السابقة رأينا بنتًا وحيدة لأبويها، وهنا شاب وحيد لأمه الأرملة. فالموت لا يراعي ظروف الآخرين، ولا يميِّز بين بنت وولد، صبية أو شاب، فما أقسى الموت وما أقصر رحلة العمر الذي يذبل سريعًا كالزهور، ويتحرك مسرعًا كالظل. وفي هذه المعجزة نرى:

* الرب يظهر عواطفه تجاه الأرملة «تحنن عليها»، قبل أن يظهر قدرته في إقامة الميت. وهكذا، في الوقت الذي نرى فيه مشاعره الإنسانية، نرى أيضًا قدرته الإلهية.

* الولد هنا صورة للخاطئ الذي تمادى في خطاياه حتى صار غير مرغوب فيه بين أهله ومجتمعه فأخرجوه من البيت والمدينة.

* نرى في النعش المحمول عليه الولد صورة للخطية التي تحمل الإنسان إلى الهاوية وهو مسلوب الإرادة «آثامنا كريح تحملنا»، وأيضًا صورة للتعليم الغريب الذي يقود إلى الهلاك «كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ» (أفسس4: 14).

ومن يستطيع أن يوقف مفعول الخطية في إنسان فاسد يسير في طريق الهلاك إلا المسيح؟!

* «دفعه إلى أمه» أمنا هنا هي كلمة الله: فبها وُلدنا «مولودين ثانية... بكلمة الله» (1بطرس1: 23) ومنها نستمد غذائنا كلبن وطعام قوي (عبرانيين5: 12 14).

3– إقامة لعازر:

* «ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا. فخرج الميت» (اقرأ يوحنا11).

* مرض لعازر فأرسلت الأختان، مريم ومرثا، للرب بثقة في محبته، وكانتا تتوقعان حضور الرب سريعًا. لكنه تعمَّد الانتظار؟! فلماذا لم يبادر
بالمجيء ويستجيب لطلبهما مع أنه كان يرى مرض - ثم موت - لعازر، ويرى حزن وألم الأختين؟! إنه يتأنى لأجل مجد الله، وفي وقته يسرع به.

* في لعازر نرى صورة أخطر للخطية، صورة شخص خطر على المجتمع فاحت رائحة جرائمه ونجاسته. لكننا نرى نعمة الرب التي تخلِّص السارق والمجنون والنجس.

* «لعازر حبيبنا قد نام» كان المسيح في عبر الأردن لكنه رأى لعازر عندما مات. فهو الموجود في كل زمان ومكان. ونرى هنا أن من تمتع بمحبة الرب يسوع؛ فالموت بالنسبة له “رُقاد” أو نوم قليل سيقوم منه.

* هنا نرى المسيح، لا كمن يقيم ويُحي فقط، بل كمن هو نفسه القيامة والحياة. فعند الاختطاف: القيامة مضمونة للراقدين، وعدم الموت مضمون للأحياء.

* المعجزة الأخيرة للمسيح في يوحنا قبل الصليب في مأتم، وكانت الأولى في عرس. فهو يشاركنا أفراحنا وأحزاننا.

* لم يسجِّل الكتاب المقدس كلمة واحدة للعازر، ومع هذا آمن كثيرين من اليهود بيسوع بسببه! لم يقدِّم لهم عظة، بل كان قدوة في جلوسه في محضر
الرب وفي سلوكه أمام الناس!

ثلاث أموات أقامهم الرب في أماكن مختلفة وبعد أزمنة مختلفة:

- ابنة يايرس: في البيت، وبعد موتها مباشرة، صورة للخاطي الذي خطاياه مخفية عن الناس.

- ابن الأرملة: عند باب المدينة، وفي نفس يوم موته، صورة للخطاة الذين خطاياهم ظاهرة في أيديهم وسلوكهم وعلى باب ألسنتهم.

- لعازر: في القبر، بعد أربعة أيام، صورة لمن وصل للقمة في شره وفساده إذ صارت أعماله عفنة ورائحتها تفوح عن بُعد.

- إنه الجنس البشري، فالجميع: أخطأوا، ثم زاغوا، ثم ماتوا بالذنوب والخطايا، ثم فسدوا.

صديقي القارئ: أنت واحد من “الجميع”؛ فإن رأيت صورتك في الحالات السابقة، فالمسيح محيي الرميم يناديك ليلمسك ويعطيك الحياة. فهل تأتي إليه؟

 
قديم 01 - 09 - 2023, 03:49 PM   رقم المشاركة : ( 133642 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



اقامة ابنة يايرس:
«أمسك بيدها ونادى قائلاً يا صبية قومي. فرجعت روحها وقامت في الحال»
(اقرأ متى9: 23؛ مرقس5: 35؛ لوقا8: 49).

بنت صغيرة عمرها اثنتي عشرة سنة، ابنة يايرس رئيس المجمع، الذي دعي الرب لشفائها، وعندما ماتت قال له الرب آمن فقط، ثم دخل الرب البيت وقال للجموع «لم تمت الصبية لكنها نائمة»؛ ولعدم إيمانهم أخرجهم عدا بطرس ويعقوب ويوحنا وأبوي البنت وأقامها أمامهم. وهنا نرى:

* البنت هنا تمثل حالة الخاطئ المؤدَّب والمتدين، الذي لم تظهر عليه أفعال قبيحة ولم يرتكب خطايا ظاهرة. إلا أنه ميت بالذنوب والخطايا، وليس فيه حياة الله.

* عندما أقامها الرب لم يصلِّ كما فعل إيليا وبطرس، ولا وقع على الميت وتمدَّد كما فعل بولس وأليشع، ولم يقِم الميت “بإذن من الله”. بل بكلمة وأمر منه؛ لأنه الله الظاهر في الجسد.

* قامت ومشت: هذا هو طابع ومظهر الحياة؛ فكل من آمن بالمسيح تظهر في حياته وسلوكه قوة الحياة الجديدة ويسلك في جوِّها، ثم يتناول طعامًا جديدًا، وهو المسيح خبز الحياة وكلمة الله ليتغذى وينموا.
 
قديم 01 - 09 - 2023, 03:50 PM   رقم المشاركة : ( 133643 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إقامة ابن أرملة نايين:

«لمس النعش فوقف الحاملون. فقال أيها الشاب لك أقول قم. فجلس الميت وابتدأ يتكلم» (اقرأ لوقا7: 11–17).

في المعجزة السابقة رأينا بنتًا وحيدة لأبويها، وهنا شاب وحيد لأمه الأرملة. فالموت لا يراعي ظروف الآخرين، ولا يميِّز بين بنت وولد، صبية أو شاب، فما أقسى الموت وما أقصر رحلة العمر الذي يذبل سريعًا كالزهور، ويتحرك مسرعًا كالظل. وفي هذه المعجزة نرى:

* الرب يظهر عواطفه تجاه الأرملة «تحنن عليها»، قبل أن يظهر قدرته في إقامة الميت. وهكذا، في الوقت الذي نرى فيه مشاعره الإنسانية، نرى أيضًا قدرته الإلهية.

* الولد هنا صورة للخاطئ الذي تمادى في خطاياه حتى صار غير مرغوب فيه بين أهله ومجتمعه فأخرجوه من البيت والمدينة.

* نرى في النعش المحمول عليه الولد صورة للخطية التي تحمل الإنسان إلى الهاوية وهو مسلوب الإرادة «آثامنا كريح تحملنا»، وأيضًا صورة للتعليم الغريب الذي يقود إلى الهلاك «كَيْ لاَ نَكُونَ فِي مَا بَعْدُ أَطْفَالاً مُضْطَرِبِينَ وَمَحْمُولِينَ بِكُلِّ رِيحِ تَعْلِيمٍ، بِحِيلَةِ النَّاسِ، بِمَكْرٍ إِلَى مَكِيدَةِ الضَّلاَلِ» (أفسس4: 14).

ومن يستطيع أن يوقف مفعول الخطية في إنسان فاسد يسير في طريق الهلاك إلا المسيح؟!

* «دفعه إلى أمه» أمنا هنا هي كلمة الله: فبها وُلدنا «مولودين ثانية... بكلمة الله» (1بطرس1: 23) ومنها نستمد غذائنا كلبن وطعام قوي (عبرانيين5: 12 14).
 
قديم 01 - 09 - 2023, 03:51 PM   رقم المشاركة : ( 133644 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


إقامة لعازر:

* «ولما قال هذا صرخ بصوت عظيم لعازر هلم خارجًا. فخرج الميت»

(اقرأ يوحنا11).

* مرض لعازر فأرسلت الأختان، مريم ومرثا، للرب بثقة في محبته، وكانتا تتوقعان حضور الرب سريعًا. لكنه تعمَّد الانتظار؟! فلماذا لم يبادر
بالمجيء ويستجيب لطلبهما مع أنه كان يرى مرض - ثم موت - لعازر، ويرى حزن وألم الأختين؟! إنه يتأنى لأجل مجد الله، وفي وقته يسرع به.

* في لعازر نرى صورة أخطر للخطية، صورة شخص خطر على المجتمع فاحت رائحة جرائمه ونجاسته. لكننا نرى نعمة الرب التي تخلِّص السارق والمجنون والنجس.

* «لعازر حبيبنا قد نام» كان المسيح في عبر الأردن لكنه رأى لعازر عندما مات. فهو الموجود في كل زمان ومكان. ونرى هنا أن من تمتع بمحبة الرب يسوع؛ فالموت بالنسبة له “رُقاد” أو نوم قليل سيقوم منه.

* هنا نرى المسيح، لا كمن يقيم ويُحي فقط، بل كمن هو نفسه القيامة والحياة. فعند الاختطاف: القيامة مضمونة للراقدين، وعدم الموت مضمون للأحياء.

* المعجزة الأخيرة للمسيح في يوحنا قبل الصليب في مأتم، وكانت الأولى في عرس. فهو يشاركنا أفراحنا وأحزاننا.

* لم يسجِّل الكتاب المقدس كلمة واحدة للعازر، ومع هذا آمن كثيرين من اليهود بيسوع بسببه! لم يقدِّم لهم عظة، بل كان قدوة في جلوسه في محضر
الرب وفي سلوكه أمام الناس!
 
قديم 01 - 09 - 2023, 03:53 PM   رقم المشاركة : ( 133645 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



ثلاث أموات أقامهم الرب في أماكن مختلفة وبعد أزمنة مختلفة:

- ابنة يايرس: في البيت، وبعد موتها مباشرة، صورة للخاطي الذي خطاياه مخفية عن الناس.

- ابن الأرملة: عند باب المدينة، وفي نفس يوم موته، صورة للخطاة الذين خطاياهم ظاهرة في أيديهم وسلوكهم وعلى باب ألسنتهم.

- لعازر: في القبر، بعد أربعة أيام، صورة لمن وصل للقمة في شره وفساده إذ صارت أعماله عفنة ورائحتها تفوح عن بُعد.

- إنه الجنس البشري، فالجميع: أخطأوا، ثم زاغوا، ثم ماتوا بالذنوب والخطايا، ثم فسدوا.

صديقي القارئ: أنت واحد من “الجميع”؛ فإن رأيت صورتك في الحالات السابقة، فالمسيح محيي الرميم يناديك ليلمسك ويعطيك الحياة. فهل تأتي إليه؟

 
قديم 01 - 09 - 2023, 03:59 PM   رقم المشاركة : ( 133646 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

العلامة أوريجينوس:
[في شبكة الرسل نموت لنحيا من جديد! مكتوب في إنجيل متى أن مخلصنا جاء إلى شاطئ بحر الجليل ورأي "سمعان وأندراوس أخوه يلقيان شباكهم في البحر، لأنهما كانا صيادين" ثم يضيف الكتاب أن المخلص حينما رآهما دعاهما قائلًا: "هلم ورائي فأجعلكما صيادين للناس". هذان تركا شباكهما وتبعاه. ثم وُجد أيضًا أخوان: يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه في السفينة مع زبدي أبيهما يصلحان شباكهما. فدعاهما أيضًا ليكونا صيادين للناس. إذا نظرنا إلى الذين أعطاهم الرب موهبة الكلمة المجدولة مثل الشبكة، والمصنوعة من مجموعة كلمات متشابكة مع بعضهما البعض ومأخوذة من الكتاب المقدس، بحيث تأسر في شباكها نفوس السامعين، وإذا علمنا أن ذلك الأمر يستلزم تواضعًا كما يعلمنا السيد المسيح، لأدركنا أنه ليس في الماضي فقط أرسل الله صيادين للناس، إنما الآن أيضًا لا يزال يرسل الرب صيادين للناس بعدما يقوم بتعليمهم، حتى يخرجونا من البحر وينقذونا من مرارة أمواجه.
لكن الأسماك التي تقع في الشباك تموت موتًا بلا قيامة وليس لها حياة بعد هذا الموت، أما الذين يسقطون في شباك صيادي السيد المسيح والذين خرجوا من البحر، يموتون هم أيضًا، لكنهم يموتون عن العالم وعن الخطية، بعد هذا الموت يحيون من جديد بواسطة كلمة الله ويأخذون حياة جديدة. أي أنك تخرج من البحر وتقع في شباك تلاميذ السيد المسيح، وعند خروجك تتغير نفسك، فلا تعد السمكة التي تعيش وسط الأمواج والخارجة من البحر لتموت، وإنما تتغير نفسك وتتبدل وتتحول إلى نفسٍ أفضل، بل وإلى نفسٍ إلهية. ويقول بولس الرسول: "ونحن جميعا ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة تتغير إلى تلك الصورة عينها من مجدٍ إلى مجدٍ كما من الرب الروح" (2 كو 3: 18).
بما أن هذه النفس التي أُخذت من شباك الصيادين الذين أرسلهم السيد المسيح قد تغيرت ولم تعد بعد تعيش في البحر، لذا تعيش في الجبال، بحيث لا تعود تحتاج إلى صياد يصطادها من البحر، إنما تحتاج إلى نوع آخر من الصيادين البريين الذين يصطادون على كل جبلٍ وعلى كل أكمةٍ.
عندما تكون قد خرجت من البحر وأُخذت في شباك رسل السيد المسيح، تَغَيرْ في نفسك واتركْ البحر وامحه تمامًا من ذاكرتك، ثم تعالَ إلى الجبال التي هي الأنبياء، وعلى الأكمة التي هي الأبرار، واقضِ هناك حياتك، حتى متى جاء موعد رحيلك من هذه الحياة، يرسل إليك صياديين من نوع جديد وهم الملائكة الذين يستلمون أرواح الأبرار، فهم مكلفون باستلام الأرواح الموجودة على الآكام وليس الأرواح المائتة المطروحة إلى أسفل.
اعتقد أن هذا المعنى هو الذي كان يقصده النبي حينما قال في نبوته: "هأنذا أرسل إلى جزافين (صيادي سمك) كثيرين يقول الرب فيصطادونهم ثم بعد ذلك أرسل إلى كثيرين من القانصين فيقتنصونهم عن كل جبل وعن كل أكمة".
إذ تتغير السمكة التي امسكها تلاميذ الرب، لتكف عن الحياة في البحر وتحيا في الجبال، فلا تحتاج بعد إلى صيادين يسحبونها من البحر، وإنما إلى نوع آخر من الصيادين اسمهم قناصين "يقتنصونها عن كل جبل وعن كل أكمة" ].
 
قديم 01 - 09 - 2023, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 133647 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





يقدم الله تعليلًا لتأديبهم، قائلًا: "لأنهم دنسوا أرضي" [18].
ينسب الله القدوس لنفسه هذه الأرض التي وهبها لشعبه، لذا لاق بهم أن يسلكوا فيها كما يليق بصاحبها القدوس، فتكون أرضًا مقدسة، وتصير لهم آمانًا، وتقدم لهم احتياجاتهم، حسب وعده الإلهي: "فتعلمون فرائضي وتحفظون أحكامي وتعملونها لتسكنوا على الأرض آمنين، وتعطي الأرض ثمرها، فتأكلون للشبع وتسكنون عليها آمنين" (لا 25: 18-19).
يليق بكل ما ينسب للقدوس أن يكون مقدسًا: ملائكته وكل الطغمات السمائية، المؤمنون به، هيكله، الأواني المستخدمة فيها، المذبح إلخ. حتى الأرض التي يقدمها لشعبه! ويحسب الله كل تدنيس أو إفساد لقدسية هذه الأمور إهانة موجهة إليه شخصيًا! بمعنى آخر كل استهتار في بيت الرب الذي دُشن باسمه القدوس؛ كل تهاون بالهيكل المقدس، كل تدنيس لجسدك الذي هو هبته لك كهيكل لروحه القدوس... إنما هي خطية موجهة ضد الله.
كثيرًا ما يتساءل بعض الشباب: لماذا يحسب الله الفكر الشهواني خطية؟ أو لماذا يُعتبر الزنا خطية ما دامت برضى الطرفين وليس من يصيبه ضررًا في المجتمع؟ الإجابة أن فكرك كما جسدك وجسد الغير هو مركز ملكوت الله القدوس، حتى الفكر الخفي الشرير إن قبلته بتهاونٍ وتراخٍ فيه إساءة إلى مقدسات الله. عندما يمر بك فكر شرير قل لنفسك: "لا تدنس أرض الرب المقدسة!"
ربما بقول الله عن شعبه: "لأنهم دنسوا أرضي" [18]، يمكننا أن نفهم لماذا طلب الله من إرميا التوقف عن مشاركة الشعب في كل شيء. الأرض التي تدنست لا تستحق أن يقيم فيها رجل الله عائلة تستقى فيها، ولا أن يشارك الشعب في ولائمهم سواء في الأحزان أو الأفراح، بل يعتزل كل شيء! هكذا إذ ندنس أرض قلوبنا نُحرم من الحضرة الإلهية ومن شركة القديسين والسمائيين حتى نعود بالتوبة فنتقدس بعمل روح الله القدوس، نتحد مع الآب في ابنه، وتكون لنا شركة مع القديسين وننعم حتى بالعبادة مع السمائيين.
 
قديم 01 - 09 - 2023, 04:02 PM   رقم المشاركة : ( 133648 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





"يا رب عزِّي وحصني وملجأي في يوم الضيق،
إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض ويقولون:
إنما ورث آباؤنا كذبًا وأباطيل وما لا منفعة فيه.
هل يصنع الإنسان لنفسه آلهة وهي ليست آلهة؟!
لذلك هأنذا أعرفهم هذه المرة،
أعرفهم يدي وجبروتي، فيعرفون أن اسمي يهوه" [19-21].
يختتم هذا الأصحاح بقطعة شعرية رائعة تتحدث عن خلاص الشعب من السبي، وفي نفس الوقت عن خلاص الأمم وقبولهم الإيمان فتكون لهم معرفة حيَّة بالله مخلصهم.
يكشف إرميا النبي عن عظمة خلاص الله، الأمر الذي يشد انتباه كل الأمم فيدركوا أن ما حدث لم يكن عن قوة بابل عندما سبت يهوذا ولا عن ضعفها عندما تحرر الشعب كله (إسرائيل ويهوذا)، وإنما هي خطة الله ضابط التاريخ، في يده كل أمور البشرية.
يقوم الله بدور المدرس ليعلم الأمم بطلان العبادة الوثنية ويكشف لهم عن نفسه وعن قدرته واسمه لكي يختبروا الحياة معه.
 
قديم 01 - 09 - 2023, 04:03 PM   رقم المشاركة : ( 133649 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





"يا رب عزِّي وحصني وملجأي في يوم الضيق،
إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض ويقولون:
إنما ورث آباؤنا كذبًا وأباطيل وما لا منفعة فيه.
هل يصنع الإنسان لنفسه آلهة وهي ليست آلهة؟!
لذلك هأنذا أعرفهم هذه المرة،
أعرفهم يدي وجبروتي، فيعرفون أن اسمي يهوه" [19-21].




يلقب الله: "عزَّي (قوتي)، "حصني"، "ملجأي"، وهي عبارات وردت في المزامير (مز 18: 3-4؛ 28: 1-7؛ 59: 11، 18-19) وفي مواضع أخرى تعبر عن الثقة في الله العامل في حياة أولاده.
لم يكن حلمًا لدى إرميا النبي أن تأتي الأمم من كل أطراف الأرض لتعترف ببطلان آلهتهم الوثنية، وتتعرف على الرب وعلى يده القوية وعلى اسمه، إنما كان ذلك نبوة عن الخلاص التي تتحقق بمجيء المسيا مخلص العالم كله.
هنا نلاحظ تكرار كلمة "أعرف" ثلاث مرات، ربما إشارة إلى التمتع بالإيمان الثالوثي.
أعلن إشعياء النبي عن هذا الحدث العجيب قائلًا: "عزوا عزوا شعبي... صوت صارخ في البرية: أعدوا طريق الرب. قوموا في القفر سبيلًا لإلهنا. كل وطاءٍ يرتفع وكل جبلٍ وأكمةٍ ينخفض ويصير المعوج مستقيمًا والعراقيب سهلًا، فيعلن مجد الرب ويراه كل بشر جميعًا، لأن فم الرب تكلم" (إش 40: 1-5). وقد اقتبس القديس مارمرقس هذا القول النبوي في بدء إنجيله (مر 1: 15).
ويعلق القديس أغسطينوسعلى كلمات إرميا النبي: [هوذا الآن يحدث هذا؛ هوذا الأمم تأتي من أقاصي الأرض إلى المسيح تنطق بأمور كهذه نازعة عنها عبادة الأوثان! ].
يقول العلامة أوريجينوس: [هلموا لنرى ماذا تقول النبوة عنا: "يا رب عزي وحصني وملجأي في يوم الضيق، إليك تأتي الأمم من أطراف الأرض ويقولون: كاذبة هي الأصنام التي عبدها آباؤنا ولا يوجد فيها منفعة" [19]. جاءت الأمم من أطراف الأرض. كيف "من أطراف الأرض"؟ يوجد على الأرض أناس أولون ويوجد أيضًا أناس آخرون. فمن هم هؤلاء الأولون؟ أولون على الأرض وليسوا أولين على كل شيء؟ هم حكماء هذا العالم وأغنياؤه. ومن هم الآخرون؟ "واختار الله أدنياء العالم والمزدرى وغير الموجود ليبطل الموجود" (1 كو 1: 28). إذًا "تأتي الأمم من أطراف الأرض". كأنه يقول: إن تلك الأمم مكونة من الأدنياء والمزدرى بهم والجهال والناس الآخرين على الأرض.
"ويقولون: إنما كاذبة هي الأصنام التي عبدها آباؤنا ولا يوجد فيها منفعة": ليس أن يوجد أصنام صادقة عكس الأصنام الكاذبة المذكورة في الآية، إنما يقصد بها الأصنام عمومًا، التي بطبيعتها كاذبة ولا يوجد فيها منفعة].
 
قديم 01 - 09 - 2023, 04:04 PM   رقم المشاركة : ( 133650 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,354,749

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة





"هل يصنع الإنسان لنفسه آلهة وهي ليست آلهة؟!
لذلك هأنذا أعرفهم هذه المرة،
أعرفهم يدي وجبروتي، فيعرفون أن اسمي يهوه" [20-21].
يقول العلامة أوريجينوس: ["هل يصنع الإنسان لنفسه آلهة؟!" [20]. لا يصنع الناس لأنفسهم آلهة من خلال التماثيل والأصنام فقط، لكنك تجد أيضًا أناسًا يصنعون لأنفسهم آلهة من خلال أوهامهم وتصوراتهم (الفلاسفة والهراطقة). عمومًا جميع الذين يصنعون لأنفسهم آلهة أخرى غير الرب، وخليقة أخرى مخالفة لترتيب العالم الذي أخبرنا به الروح (روح الله) ومخالفة للعالم الحقيقي، كل هؤلاء يصنعون لأنفسهم آلهة، ويعبدون عمل أيديهم. إذن كل الذين يصنعون لأنفسهم آلهة من الأصنام والذين يصنعونها من تصوراتهم الشخصية، يرفضهم الرب إذ قيل:
"إذا صنع الإنسان لنفسه آلهة إذًا فهي ليست آلهة.
لذلك هأنذا أعرفهم هذه المرة أعرفهم يدي وجبروتي".
"هذه المرة"، ماذا يقصد ب "هذه المرة"؟ يقصد بها المجيء التالي للرب، خاصة لأنه يضيف بعد ذلك: "فيعرفون أن اسمي يهوه" ].
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 10:41 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025