29 - 06 - 2012, 06:54 PM | رقم المشاركة : ( 1321 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لماذا الغضب وكيف نتصالح مع الله ليرفع غضبه عنا - هل الله غضوب
[ فحمي غضب الرب على إسرائيل فدفعهم بأيدي ناهبين نهبوهم باعهم بيد أعدائهم حولهم ولم يقدروا بعد على الوقوف أمام أعدائهم ] (قضاة2: 14)يا إخوتي اليوم لا أكتب لكم كلمة ولا مجرد عظة أو أُقيم حوار أو أدخل في جدل ونقاش وفلسفة ورد على تساؤل، بل أُسلم إليكم خبرة، وهي خبرتي التي تذوقتها والتي أعيش بها، فانتبوها لما أكتب بتدقيق، وتعلموا وانظروا ما أروع الرب وما هو غنى حنانه الفائق كأب قريب منا جداً .... لماذا الغضب وكيف نتصالح مع الله ليرفع غضبه عنا !!!حينما نقرب من الله بتوبة وإيمان طالبين غفرانه وقوته، فأنه يتراءى لنا سراً في قلوبنا، نشعر به قريب منا جداً ويتعامل معنا ويُصالحنا معه بسر تقديس القلب بدمه، وذلك لأننا أتينا إليه بإيمان معترفين بخطايانا وميل قلبنا الفاسد نحو الخير الغير موجود، وما اخترعناه لأنفسنا من لذات نُسر بها سروراً وصارت لنا فرح حياتنا المنحصرين فيه... فنحن أولاً نتوب ونؤمن ونبدأ اعترافنا لله حينما نقرب إليه مُقرين بصراحة تامة بدون أي هروب من مسئوليتنا، أننا كنا نعبده بالشفتين وقلبنا مبتعداً بعيداً عنه وأخطأنا بحريتنا وإراداتنا نحن، فيبدأ بالتعامل معنا ويعمل فينا سراً بنعمته ودمه يطهرنا من كل إثم، ثم يدخل الفرح لقلبنا سراً كما هو مكتوب: [ طوبى للذي غُفر إثمه وسُترت خطيته ] (مز32: 1)، وهذه خبرة كل خاطي يلتقي بالمسيح الرب، لأنه يخرج من محضره فرحاً ولسانه يمتلأ تهليلاً، لأنه تذوق خبرة محبة الله وذاق قوة غفرانه وهو عالم أنه غير مستحق لهذه النعمة التي سترت خطيته والكساء النقي الذي كسى عورته .... ولكن كثيراً بعد هذه الخبرة الرائعة التي فيها حلاوة لقاء الرب وغسل القلب وتطهيره، لا نحترز لأنفسنا حينما تختفي في داخلنا حلاوة الفرح والمسرة بغفران الله الحلو ولا نشعر بتعزيات الروح القدس، لأن أحياناً النعمة تختفي وتتوارى قليلاً لتدخل الإنسان في خبرة جديدة، لذلك تُمتحن إرادة الإنسان لتظهر رغباته الخفية، لكي يقدم عنها توبة ويمسك في رئيس الحياة وملك الدهور ويتنقي قلبه ويستمرفي التغيير، لأن كثيرين في بداية الطريق يفرحون ويظنوا أنهم وصلوا لنهايته وصاروا في حالة من الكمال ومن هنا يبدأ أعظم سقوط للإنسان، ولكن الكثيرين يخفقون في هذه الخطوة فيبدئون في إهمال حياتهم ويظنون أن النعمة تخلت عنهم، فيهتز إيمانهم ويستسلمون لخطياهم السابقة، أحياناً يفوقوا منها فيتوبوا فوراً ويعودوا لله الحي، واحياناً يستسلمون لها ويفقدوا إيمانهم إذ يظنون أن الله تخلى عنهم، ويبدئون في خلق الأعذار، قائلين: ربنا عارف ضعفي، أو أن العالم شرير والشر حولي انتشر، فماذا أفعل!!!هذا سؤال المسيحي الذي تذوق خبرة غفران الله وقربه منه، وسقط فترة طويلة مبتعداً عن الله فلاقى غضب الله وشعر به ثقيلاً في قلبه، وتم فيه المكتوب: [ فغضب الرب على سليمان لأن قلبه مال عن الرب إله إسرائيل الذي تراءى له مرتين ] (1مل11: 9) !!! يا أحبائي، كثيرين يرفضون أن هناك غضب لله ويقولون الكتاب المقدس لا يتحدث عن أن الله يغضب، فالله في العهد الجديد لا يغضب قط، طبعاً الله ليس مثلنا له جهاز عصبي مثلاً وغضوب وينتقم مثل البشر، ولكن هذا إعلان عن رفض الله للشر والفساد لكي نفهم طبيعة الموت والفساد، فالله يغضب فعلاً على الشر ولا يقبل أي مهادنة معه أو خلط ما بين النور والظلمة، والغضب هنا يُعلن ما هو مكتوب: [ لأن الرب إلهكم إله غيور في وسطكم لئلا يحمى غضب الرب إلهكم عليكم فيبيدكم عن وجه الأرض ] (تث6: 15)... فلماذا هذا الغضب، مع أن الله محبة، ولكن غضب الله هو عمق المحبة ذاتها بل وقوة أصالتها ومعدنها الخلاصي، لأن الله محبته لنا ليست عاطفية وحنانه ليس الحنو المريض الذي يشفق ويطبطب على مريض جرحه غائر سيقتله، لذلك يعلن غضبه الشديد لكي يصرخ الإنسان: [ لا أريد هذا الشر ولا اريد الفساد، ارحمني يا رب وأشكرك يا رب على عصا رعاية محبتك لتردني إليك وتُحيي نفسي بالتقوى ]، لأن المريض الذي لا يشعر بألم أوجاع جسده فأنه لن يذهب للطبيب، والمريض الذي لا يرى أثر المرض على من هم حوله وكيف أن بعضهم يموت منه، فأنه سيتهاون مع مرضة إلى أن يقتله !!!! ومن هُنا نفهم لماذا يعلن الله غضبه أحياناً على الأمم بسبب خطاياهم وفجورهم بالتأديب الظاهر أمام الجميع في هذا العالم. فيا إخوتي أن للرب غضبه الخاص مع النفس التي هي له، فالرب يغضب حينما نُخطئ ويعلن غضبه في قلبنا لو كنا فعلاً له، وذلك لأنه مكتوب: [ لا يرتد غضب الرب حتى يجري ويُقيم مقاصد قلبه، في آخر الأيام تفهمون فهماً ] (أر23: 20)، وقد أتت آخر الأيام التي فيها نفهم بالروح القدس وإعلانه في القلب، آخر الأيام أي ملء الزمان، حينما تجسد الكلمة ومات لأجل خطيانا وقام لأجل تبريرنا، فهو برنا الخاص وكساء نفوسنا لكي لا نوجد عُراه، ونعم المسيح الرب يغضب ويعلن غضبه على الخطية، ولا يترك الإنسان في موتها المُرّ للنفس، وذلك حتى يُجري ويُقيم مقاصد قلبه وهي شفاءنا من مرضنا الداخلي الذي يحطم أنفسنا، إذن غضب الله، غضب المحبة الحقيقية، وهذا لكي يحولنا إليه بواسطة خوفنا من غضبه؟إذن فسخطه ليس للانتقام منا، بل بالحري ليُعطينا الغفران لأنه يقول: [ إن رجعت وحزنت فإنك ستخلص ] (مز3: 15 سبعينية). إنه ينتظر بكاءنا وحزن قلبنا بإيمان الرجاء الحي والثقة في محبته، ونحن هنا في هذا الزمان الحاضر، لكي ينجينا من الأحزان الأبدية ويخلصنا من آثار الخطية المدمرة للنفس. فهو ينتظر حزن قلبنا ودموع توبتنا الحقيقية لكي يسكب علينا رحمته. وهذا ما عرفناه في الإنجيل عندما أشفق على الأرملة الباكية وأقام إبنها (لو7: 11و 15)... فهو ينتظر رجوعنا لكي يُعيدنا إلى النعمة التي كانت ستظل مستمرة معنا لو أننا لم نسقط، والشاطر الذي يفهم مشيئة الله هو الذي يقول: [ احتمل غضب الرب لأني أخطأت إليه حتى يُقيم دعواي ويُجري حقي سيخرجني إلى النور سأنظر بره ] (مي7: 9)، فالغضب غضب أبوة حانية جداً، والتأديب تأديب المحبة، لأنه مكتوب: [ لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله ] (عب12: 6)...من هنا نعلم لماذا كثيرين يتكلمون عن غضب الله أنه محصور في إله العهد القديم فقط، وكأن الله يتغير ويختلف من عهد لعهد، مع أنه هو الله الواحد الغير متغير، ورفض غضب الله وتأديبه والتعليم باختلاف الله من عهد لعهد، هو دليل قاطع على أن الإنسان لم يتذوق بعد أبوة الله في المسيح يسوع، ولم يدخل بعد في عهد البنين ولم يرى الله ولا عرفه لأنه مكتوب: [ لأن الذي يحبه الرب يؤدبه ويجلد كل ابن يقبله. أن كنتم تحتملون التأديب يعاملكم الله كالبنين فأي ابن لا يؤدبه أبوه. ولكن ان كنتم بلا تأديب قد صار الجميع شركاء فيه فأنتم نغول لا بنون ] (عب12: 6 – 8) فيا إخوتي انتبهوا لأزمنة التأديب واعرفوا ان محبة الله قريبة منكم جداً، وامسكوا في هذه الأيام بشدة لأنها نجاة كل أحد لخلاصه وشفاءه، فنحن في زمن الشفاء الذي فيه اقترب منا الله جداً بمحبة حانية شديدة، فأن فلتت منا سنهلك حتماً أما أن رجعنا ومسكنا في محبة الله المعلنة لنا فستأتينا أوقات الفرج حتماً ويكون لنا مجد عظيم لم نرى له مثيلاً من قبل، لأنه حيثما ازدادت الخطية ازدادت النعمة جداً وتفاضلت: [ فتوبوا وارجعوا لتُمحى خطاياكم لكي تأتي أوقات الفرج من وجه الرب ] (أع3: 19) ... ولنصغي لكلمات الرسول: [ قد كان لنا آباء أجسادنا مؤدبين وكنا نهابهم أفلا نخضع بالأولى جداً لأبي الأرواح فنحيا. لأن أولئك أدبونا أياماً قليلة حسب استحسانهم وأما هذا فلأجل المنفعة لكي نشترك في قداسته. ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر برّ للسلام. لذلك قوموا الأيادي المسترخية والركب المخلعة. واصنعوا لأرجلكم مسالك مستقيمة لكي لا يعتسف الأعرج بل بالحري يشفى ] (عب12: 9 – 13) [ الآن أنا أفرح لا لأنكم حزنتم بل لأنكم حزنتم للتوبة لأنكم حزنتم بحسب مشيئة الله لكي لا تتخسروا منا في شيء، لأن الحزن الذي بحسب مشيئة الله ينشئ توبة لخلاص بلا ندامة وأما حزن العالم فينشئ موتاً ] (2كو7: 9 – 10) |
||||
29 - 06 - 2012, 06:56 PM | رقم المشاركة : ( 1322 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الألم وتعذيب الجسد نظرة مشوهة لصليب ربنا يسوع وما الذي يُحيي أجسادنا ربنا يسوع المسيح حينما مات على عود الصليب وقدم نفسه ذبيحة كاملة لأجلنا نحن الذين تهنا وسُبينا في الشر الذي تبعه الفساد فلم نعد نصلح للحياة مع الله في النور، ولم يعد لنا قيام أو شركة مع الله الذي أحبنا، فطُمست فينا صورته التي خلقنا عليها، فتشوه طبعنا وصرنا في حالة موت وانفصال عن مصدر وينبوع الحياة، إذ فقدنا النعمة الحافظة لنا والتي بدونها رجعنا لأصل التراب الذي أُخذنا منه ... فالرب مات لا من أجل أن يُعيد الله كرامة أهانها بشر، لأن الله فوق أن يُمس من إنسان أو يفقد أي كرامة – حاشا – ولا حتى من أجل التعويض لما صنعه الإنسان من انفصاله عن الله بحرية اختياره، لأن بُعد الإنسان عن الله لم ينقصه شيئاً، كما أن قُربنا منه لا يُزيده شيئا، لأن من يزيد وينقص هو نحن فقط ... فالكنيسة الواعية بالروح القدس التي تذوقت عمق خبرة الصليب كشركة في روح القيامة تقول وتُعبر عن مجد الصليب دائماً بالقول الشهير: [ إن صليبك هو حياة وقيامة لشعبك ] فالصليب لا يُمكن أن يُأخذ شعار لحياة تُمجد الألم والفشل والهزيمة والخنوع كقاعدة حياة، كما لا يُمكن أن يتحول لنظرة سادية وماسوشية تتخيل أن الله إلهاً مُخيفاً يُسرّ بعذاب ابنه الوحيد وينتقم منه وترضية آلام البشر ومعاناتهم، ولا يُمكن ان نتصور أن الله يقول لنا أن نعذب الجسد لكي تخلص الروح، لأن الله ليس مسبباً لعذابات الجحيم ولا للألم والمُعاناة، بل نحن أنفسنا لأن أصل الموت كائن في إرادتنا واختيارنا، وباختيارنا الحرّ ورطنا أنفسنا في العذاب والمُعاناة بسبب هوى النفس الداخلي، اي سبب الخطية ودافعها فينا، لأن للخطية سلطان الموت الذي ساد علينا، فحركنا نحو الفساد، لأننا دائماً ما نشعر بثقل في قربنا من الله، ونُعاني في الرجوع إليه، في حين أن انحيازنا للشر والفساد سهل للغاية، لأننا نركض بسهولة نحو الموت، واصبح له السيادة على أنفسنا وأجسادنا بل وحتى أروحنا، لذلك نكون سريعي الخُطى نحو الهلاك... وبالطبع لا يمكن أن تُأخذ الآية : [ حينئذ قال يسوع لتلاميذه إن أراد احد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه و يحمل صليبه ويتبعني ] (متى 16: 24)؛ على أنها حُجة وإشارة إلى ضرورة تعذيب الإنسان لنفسه إذا أراد أن يكون تلميذاً حقيقياً ليسوع. والمشكلة أن في مَن ذهب للتأويل أن التعذيب مطلوب للجسد بسبب الفكر المشوه عن الصليب وآلام الرب يسوع، وقد ركز كثيرين على أن الصيام هو تعذيب للجسد، وهذا أدى عن البعض – وليس الكل طبعاً – بأن تعذيب الإنسان لجسده فرض واجب لا تستقيم بدونه الحياة المسيحية ... هذا التحوير والانحراف في المعنى الذي وضع الآية في غير موضوعها (فلينكر نفسه و يحمل صليبه و يتبعني ) أدى إلى التفسير الغير واعٍ أن يجعل الإنسان يُقسم لجزأين : [ نفس وجسد ] واعتبار ( النفس ) هي مبدأ الخير فيه، وال ( جسد ) مبدأ الشرّ وينبوعه .. هذه الفكرة أصلاً مستمدة من الفلسفة اليونانية؛ والكتاب المقدس وآباء الكنيسة، بل وكل الأجيال بريئة منها تماماً: فقد كان فيثاغوروس ( فيلسوف يوناني ) يتلاعب بالألفاظ ، ليُعلن أن الجسد ( Soma ) إنما هو بالحقيقة سجن ( Sema ) للنفس، وقد امتدت نظرته هذه إلى أفلاطون ثم إلى الأفلاطونية المستحدثة ورائدها أفلوطين، الذي قال عنه تلميذه فورفيروس أنه كان يخجل من وجوده بالجسد إلى حدّ رفضه بأن يوضع له رسم. ولكن الكتاب المقدس يرفض فكرة أن الجسد سجن النفس أو لابد من تعذيبه لكي تسمو النفس أو تخلُص، وذلك لأن الإنسان كياناً موحداً يقبل الله بكليته أو يرفض الحياة مع الله بكليته، فلا وجود لثُنائية أو ازدواجه، الجسد يرفض مثلاً والروح تقبل والنفس مش عارف فين، ولا تُأخذ الآية : [ لان الجسد يشتهي ضد الروح والروح ضد الجسد وهذان يقاوم أحدهما الآخر حتى تفعلون ما لا تريدون ] (غلاطية 5: 17) كحجة لتأكيد أن الجسد لا يتقبل صلاح الله أو لابد من تعذيبه لينال قوة الله ويتخلص من شروره، وقد يقول قائل أن القديس بطرس الرسول قال: [ متى تألم الجسد كف عن الخطية: فإذ قد تألم المسيح لأجلنا بالجسد تسلحوا انتم أيضا بهذه النية فان من تألم في الجسد كف عن الخطية ] (1بطرس 4: 1) ( رغم من أن الآية واضحة كالشمس لو قرأناها في إطار ما كتبت فيه دون بتر، لأنه يتكلم عن الذين قبلوا سلب أموالهم بفرح، فمن يقبل هذه الآلام لا شيء يسود عليه من خطايا لأنهم ليم يعد أحد فيهم يطمع في العالم، وسوف نشرحها فيما بعد بالتفصيل في موضوع مستقل)... أما بالنسبة للخطية ليست مجرد عمل جسدي لا وجود للنفس فيه أو روح الإنسان، بل هي موقف كياني يُشير إليه أكل الثمرة في سفر التكوين كنوع من أنواع المعارضة مع وصية الله وعدم الطاعة وكسر علاقة ثقة المحبة بين الإنسان والله... قد فسرت أكل الثمرة خطأ ( عند البعض )، حين صُنفت فيما بعد بنوعها (( تفاحة )) واتخذت خطأ، رمزاً خطأ للمعاشرة الجنسية بين آدم وحواء وهذا محض افتراء لا علاقة له بالكتاب المقدس لا من قريب ولا من بعيد على الإطلاق، وهذا الفكر مشوه للغاية نبعه فساد الإنسان الذي به ومنه بدأ يشرح الكتاب المقدس بدون أن يتقدس اولاً وينال موهبة الروح ففسر حسب خبرته الشخصية وليس حسب إعلان الله في ملء قداسته ... [ فقالت الحية للمرأة لن تموت بل الله عالم انه يوم تأكلان منه تنفتح أعينكما وتكونان كالله (كآلهة) عارفين الخير والشر ] ( تك 3: 4- 5 ) الخطية كما صورها الكتاب المقدس: هو أن يقرر الإنسان بنفسه وبمعزل عن الله ما هو الخير وما هو الشرّ، أي بعبارة أخرى: يُنصب نفسه إلهاً ومحور لوجوده الذاتي دون الله أو في انعزال عنه أي : تكونان كالله (كآلهة) عارفين الخير والشر وخطأ الاعتقاد بأن الجسد هو مبدأ الشرّ في الإنسان يتضح لنا بوضوح شديد جداً في تجسد الكلمة [ والكلمة صار جسداً .. ] ( يوحنا 1: 14 ) فكيف يتخذ الله مبدأ الشرّ ويتحد به !!! وهو الذي قال : [ من منكم يبكتني على خطية فان كنت أقول الحق فلماذا لستم تؤمنون بي ] (يوحنا 8: 46) فكيف يقول الحق وهو متحد بمبدأ شرّ !!! وقد نادت الكنيسة لا بخلود النفس على طريقة الإغريق بل بقيامة الأجساد، وهذا ما رفضه حكماء اليونان عندما بشرهم القديس بولس الرسول في أريوس باغوس: [ ولما سمعوا بالقيامة من الأموات كان البعض يستهزئون والبعض يقولون سنسمع منك عن هذا أيضاً ] ( أعمال 17: 32 ) وقد رفضت الكنيسة البدعة الدوسيتية التي قالت: [ إن جسد المسيح كان مجرد صورة ليس إلا ]، كما رفضت تماماً المذاهب الغنوسية التي اعتبرت كالمانوية إن [ الجسد هو عنصر الشرّ في الإنسان ]... + [ وبالإجماع عظيم هو سر التقوى الله ظهر في الجسد تبرر في الروح تراءى لملائكة كرز به بين الأمم أؤمن به في العالم رفع في المجد ] (1تيموثاوس 3: 16) + [ بهذا تعرفون روح الله كل روح يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فهو من الله ] (1يوحنا 4: 2) + [ وكل روح لا يعترف بيسوع المسيح انه قد جاء في الجسد فليس من الله وهذا هو روح ضد المسيح ] (1يوحنا 4: 3) + [ لأنه قد دخل إلى العالم مضلون كثيرون لا يعترفون بيسوع المسيح آتيا في الجسد هذا هو المضل و الضد للمسيح ] (2يوحنا 1: 7) وفي النهاية أقدر أن أقول مع القديس بولس الرسول: [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ، فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان، إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ] (غلاطية 2: 20) يقول القديس أموناس تلميذ الأنبا أنطونيوس في الرسالة الأولى موضحاً أن العلاقة مع الله بالجسد أي بكيان الإنسان كله وليس جزءً منه: [ ها أنا أرى أن أجسادكم هي من فوق وهي حية. لأن الإنسان إذا كان جسده حياً فإن الرب يعطيه ميراثاً ويحصيه مع " ورثة الرب " ويكافئه عن كل أعماله لأنه حرص على حفظ كل كيانه حياً ليُحصى في ميراث الرب . ] ( عن رسائل القديس أموناس – تعريب القمص متياس فريد 1984 ) ولنا أن نوضح الآن بعد أن أظهرنا أن خلاص النفس لا يأتي بتعذيب الجسد، نستطيع أن نُظهر ما الذي يُحيينا الآن ويُحيي أجسادنا، فأجسادنا ممكن أن تكون ميتة أو حية، ولا أتكلم عن موت الجسد الطبيعي، ولكني أتكلم من جهة خضوع الجسد للنفس وميوله نحو طاعة الحياة، لأن الجسد أداة النفس والمُعبِّر عنها، فلو النفس حية وتنبض بحياة الله وتميل نحوه، الجسد يتبعها بالضرورة لأنه الأداة التي تُظهر ميول النفس الداخلية... الإنسان لا يستطيع أن يحيا من نفسه، وهذا ظاهراً في سفر التكوين عند خلق الإنسان، لأن الله خلق الإنسان على صورته وأعطاه نعمة خاصة تحفظه من الفساد لكي لا يعود للتراب الذي منه أُخِذَ منه، بل يكون مكتسياً بنعمة خاصة تحفظه من الانحلال، ولكن بالسقوط فقط هذا الكساء البهي فعاد رمة أخرى للتراب وساد عليه الموت لأنه فقد الحياة... ولكن شكراً لله لأنه أعاد لنا الحياة وأعطانا عربون الحياة الضامن للخلود، وهو الروح القدس الذي يسكن أوانينا الخزفية الضعيفة، لأن حيث يكون روح الآب، الذي هو روح الابن، الذي هو روح الحياة، هناك يكون الإنسان حياً، ويصير الجسد نفسه ميراث الروح، وكأنه قد نسى كيانه الخاص، واكتسب صفات الروح التي تتوغل فيه على قدر نموه في النعمة وتشربه منها، فيتشبه بشكل كلمة الله [ ونحن جميعاً ناظرين مجد الرب بوجه مكشوف كما في مرآة نتغير إلى تلك الصورة عينها من مجد إلى مجد كما من الرب الروح ] (2كورنثوس 3: 18) لذلك يا إخوتي كما أننا كنا سابقاً غير طائعين ولا طالبين الروح السماوي، فكنا نسلك في الجسد العتيق واقعين تحت سلطان الموت وأجسادنا ميته، إذ تُعبِّر عن موت النفس وانطراحها بعيداً عن الله الحي، فكنا غير طائعين لله ولا نحفظ وصاياه، هكذا الآن بل وفي تلك الساعة واللحظة [هذا وإنكم عارفون الوقت أنها الآن ساعة لنستيقظ من النوم فإن خلاصنا الآن أقرب مما كان حين آمنا ] (رومية 13: 11)، علينا أن نقبل روح الحياة، الروح القدس، فينا ليعمل، ونصغي لشخصه العظيم ونعي عمله في النفس، مقدمين توبة حقيقية، [ لنسلك في جدَّة الحياة ] (رومية 6: 4)، ولنكن مُطيعين لله، لأن بدون روح الله يكون الجسد ميتاً معدوماً من الحياة، وعاجزاً عن أن يرث ملكوت الله، لأننا بدون روح الله، لا ولم ولن نستطيع أن نخلُّص. |
||||
29 - 06 - 2012, 06:58 PM | رقم المشاركة : ( 1323 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الرصاص كشف داخلي اين يسوع!
|
||||
29 - 06 - 2012, 07:02 PM | رقم المشاركة : ( 1324 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«فَإِنْ لَمْ تَكُونُوا أُمَنَاءَ فِي مَالِ الظُّلْمِ فَمَنْ يَأْتَمِنُكُمْ عَلَى الْحَقِّ؟» (لوقا 11:16) تشير أموال الظلم هنا إلى الغِنى الأرضي أو الكنوز المادية. لا يوجد وَهم أكبر من وَهم صاحب الممتلكات المادية بأنه غني. نقصد البيوت والحقول لأننا نعتقد أن هذه ثروة حقيقية. نقصد الأسهم والسندات كأوراق تأمين لأننّا نعتقد أنهّا تؤمنّ حياتنا. لكن في لوقا 11:16 يميّز الرب ما بين مال الظلم والغِنى الحقيقي. ما يظن الناس أنّه ثروة فهو ليس كذلك. كان حنّا مسيحياًّ تقياًّ يعمل مدبراً لممتلكات رجل أرستقراطي غني. في إحدى الليالي رأى حنا حلماً قيل له فيه أنّ أغنى رجل في الوادي سوف يموت قبل منتصف الليلة التالية. عندما قابل حنّا سيّده في الصباح التالي قصّ عليه حلمه. تظاهر صاحب الملايين في البداية أنه غير مكترث. صحتّه جيّدة ولا يؤمن بالأحلام. لكن ما إن غادره حنّا، حتّى اتصل بسائقه ليقلَّه إلى عيادة الطبيب. وطلب من الطبيب أن يجري له فحصاً شاملاً. وكما توقّع فقد أظهرت نتائج الفحص أنه يتمتع بصحّة جيّدة. لكنه لم يزل قلقاً من حلم حنّا، وبينما كان يغادر العيادة قال للطبيب، «بالمناسبة، يا صديقي، أدعوك الليلة لتناول طعام العشاء عندي ولقضاء بعض الوقت معاً.» وقد وافق الطبيب على الدعوة. جرى كل شيء على ما يرام، العشاء والحديث حول مواضيع جمّة. حاول الطبيب أن يغادر بيت مضيفه إلاّ أن المضيف كان يرجوه ليبقى فترة أطول. اخيراً أعلنت الساعة منتصف الليل، ممّا أراح قلب الرجل الغني الذي لا يعرف اللّه فتمنى للطبيب ليلة سعيدة. وبعد لحظات قُرِعَ جرس باب بيت الغني. وعندما فتح الباب، رأى أمامه ابنة حنّا الكبيرة، فقالت، «سيّدي، من فضلك، تطلب أمّي أن تُعلمك أن أبي أصيب بنوبة قلبية وعلى أثرها توفّي قبل وقت قصير.» لقد مات أغنى رجل في الوادي تلك الليلة. |
||||
29 - 06 - 2012, 07:04 PM | رقم المشاركة : ( 1325 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«فَإِذَا كُنْتُمْ تَأْكُلُونَ أَوْ تَشْرَبُونَ أَوْ تَفْعَلُونَ شَيْئاً فَافْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ لِمَجْدِ اللهِ.» (كورنثوس الأولى 31:10) أعظم اختبارات السلوك المسيحي هو إن كان هذا السلوك يمجّد الله. غالباً ما نفحص سلوكنا بالسؤال، «هل فيه أي ضرر؟» لكن ليس هذا هو السؤال الصحيح. ينبغي أن نسأل هكذا، «هل يتمجّد الله في هذا العمل؟» قبل الشروع بأي عمل، يجب أن نكون قادرين على إحناء رؤوسنا ونسأل اللّه ليمجّد نفسه بما نحن مقّدمين على عمله. يجب أن نمتنع عن القيام بعمل لا يتمجّد به اللّه. ربما تكتفي ديانات أخرى بعمل ما لا يجلب الضرر. تذهب المسيحية إلى أبعد من الأمور السلبية، إلى الإيجابية الواضحة. لذلك وكما يقول كيث بروكس: «إن كنت تبغي أن تكون مسيحياً ناجحاً، توقّف عن التفتيش عمّا هو ضارّ في الأشياء وابدأ البحث عن الخير. إذا كنت تريد أن تكون سعيداً في حياتك، رافق الناس الذين يطلبون الخير وليس الضرر الذي في الحياة.» يمكن لبعض الأشياء أن تكون غير ضارّة بذاتها ولكنها حِمل ثقيل في المسيرة المسيحية. لا يمنع أي قانون متسابق في الألعاب الأولمبية من حمل كيس من البطاطا على كتفه في سباق 1500 متر. يمكنه أن يحمل الثقل ولكنه لن يستطيع الفوز. وهكذا مع الحياة المسيحية. يمكن أن تكون الأشياء غير ضارّة ولكنها تكون عثرة. لكن عادة عندما نتساءل، «هل في هذا أي ضرر؟» يكون في سؤالنا بعض عناصر الشك. لا نسأل هذه الأسئلة عن نشاطات واضحة وشرعية مثل الصلاة، درس الكلمة، العبادة، الشهادة والعمل اليومي. فكل عمل شريف يمكن أن يُعمل لمجد اللّه. ولهذا تُعلّق بعض النساء شعاراً فوق مغسلة الصحون في المطبخ يقول: «تُقام هنا خدمات إلهيّة ثلاث مرّات كل يوم.» عندما تُساورنا شكوك، يمكننا أن نتبع نصيحة والدة جان ويسلي، «إن كنت تريد أن تقرر على شرعية أمر ما، اتبع هذا القانون: كل ما يُضعف تفكيرك، يفسد شفافية ضميرك، يحجب إحساسك بالله، أو يزيل فرح الأمور الروحية، كل ما يزيد من سلطان الجسد فوق فكرك، فهو خطية.» |
||||
29 - 06 - 2012, 07:07 PM | رقم المشاركة : ( 1326 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«مَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ عَظِيماً فَلْيَكُنْ لَكُمْ خَادِماً وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ فِيكُمْ أَوَّلاً فَلْيَكُنْ لَكُمْ عَبْداً.» (متى 26:20،27) ما هي العَظَمة الحقيقية؟ العظيم في ممالك العالم هو كل من ارتفع إلى مكانة الثروة والقوة. عنده أتباع من المساعدين والمعاونين، يطيعون أوامره. ويحظى بمعاملة الشخصيات المهمة ويلقى محاباة خاصة حيثما يتوجّه. يقدّم له الناس الإحترام والهيبة بسبب مركزه. لن ينحني ليقوم بأي عمل وضيع، هنالك من يقوم عنه بهذه الأعمال. لكن تختلف الأمور في ملكوت الله. تُقاس العَظَمة هنا بمدى الخدمة بدل من مقدار خدمة الآخرين لنا. الشخص العظيم هو ذاك الذي يَنحني ليصير خادماً للآخرين. لا يوجد خدمة تُعتبر وضيعة. لا يجب توقُّع أي معاملة خاصة أو امتنان من أحد. عندما رأى أحد رجال جورج واشنطن أنه يقوم بخدمة وضيعة، اعترض قائلاً، «سيّدي القائد، أنت شخص مهم، لا يجوز لك أن تقوم بهذا العمل.» فأجابه واشنطن، «كلاّ، بل أنا الرجل المناسب.» يذكّرنا روي هيسون في تعقيب له على لوقا 17: 7-10، «هنالك خمس علامات للعبد: (1) يجب أن يكون مستعداً أن يوضع عليه أمر فوق آخر دون اعتبار لما قد أُعطِيَ. (2) يجب ألاّ يتوقع الشكر على كل أعماله. (3) بعد القيام بكل هذا يجب أن لا يتَّهم سيده بالأنانية. (4) ينبغي أن يعترف أنه عبد غير مُربِح. (5) يجب أن يعترف أنه في تنفيذ العمل بأفضل ما عنده بطريق الوداعة والتواضع، لم يقم بأكثر من واجبه.» عندما تنازل ربنا عن الأمجاد السماوية ليصير إنسانا على كوكبنا، «أخذ صورة عبد» (فيلبي 7:2). عاش بيننا كخادم (لوقا 27:22). وقد قال، «كَمَا أَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ لَمْ يَأْتِ لِيُخْدَمَ بَلْ لِيَخْدِمَ وَلِيَبْذِلَ نَفْسَهُ فِدْيَةً عَنْ كَثِيرِينَ» (متى 28:20). اتزر بمنشفة، مئزر العبد، وغسل أرجل تلاميذه (يوحنا 13: 1-7). «لَيْسَ عَبْدٌ أَعْظَمَ مِنْ سَيِّده» (يوحنا 16:13). إن كان المسيح قد اتضع بهذا المقدار ليخدمنا، لماذا نعتقد أن خدمة الآخرين تقلّل من قيمتنا؟ كنت يا رب وديعاً متواضعاً وهل أجرؤ أنا، الدودة الضعيف والخاطيء وغير القدّوس أن أرفع رأسي عالياً؟ |
||||
29 - 06 - 2012, 07:09 PM | رقم المشاركة : ( 1327 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«بِالْمَحَبَّةِ اخْدِمُوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً.» (غلاطية 13:5) تعتقد النفس أنها عظيمة وتتوقّع أن تُخدم. المحبة تَخدم وهي العظيمة.» كان مرنِّم يشهد لرجل يجلس إلى جانبه في أحد المطاعم وكان فرحه عظيماً عندما قاده لمعرفة الرب. وقام في الأسابيع التالية بتلمذة المؤمن الجديد. وبعد فترة مرض فريد، المؤمن الجديد، بمرض خبيث لا علاج له ونُقل إلى أحد المستشفيات حيث كانت العناية دون أي مستوى. فكان المرنم، المشهور في الإذاعة، يزور تلميذه بكل أمانة، يرتّب فراشه، يقوم بغسله ويطعمه وقام بكثير من الأعمال التي كان من المفروض أن يقوم بها طاقم المستشفى. في الليلة التي مات فيها فريد، كان هذا المرنّم المشهور يمسك يد تلميذه، يهمس في أذنيه آيات معزّية من الكتاب المقدس. «بالمحبة اخدموا بعضكم البعض.» كان أحد معلّمي الكتاب المقدس الكبار يلاحظ أنّ غرفة الحمام، بعد العطلة الصباحية، تكون مغمورة بالمياه. فكان يقوم بتنظيف المغاسل ويمسح الأرض ويجفّفها. لم يكن يقوم بأفضل تعليمه في غرفة الصف. فقد تّعلم طلاّبه التواضع والإلهام من إتبّاع مثاله في تنظيف ما قد تسبّبوا بتوسيخه. «بالمحبة اخدموا بعضكم البعض.» في نفس تلك المدرسة كان أحد أعضاء فريق كرة السلة خادماً حقيقياً. بعد كل مباراة، عندما كان يهرع اللاعبون متسابقين ليستحمّوا، كان يبقى هو في قاعة اللعب ليتأكّد أن كل شيء مرتّب وجاهز لليوم التالي. «فقد وجد في أنانية الآخرين فرصة ليجدّد معرفته بالرب عند خدمة الجميع.» «بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً.» أُخذت أُم مسيحية من ريف تركيا إلى لندن لتتبرّع بكلية لابنها المريض. كانت تعتقد أنّ التبرع بكليتها ستكلّفها حياتها. وعندما سألها الطبيب الإنجليزي إن كانت مستعدة ومتأكدة وتريد أن تعطي كلية لابنها، أجابت، «أنا مستعدة أن أقدم كليتيَّ.» «بالمحبة اخدموا بعضكم بعضاً.» في عالمنا هذا الذي تسيطر عليه روح المصالح الذاتية، طريق الأنانية، لا تكثر فيه خدمات التضحية. هنالك فُرصَ يومية تدعو للقيام بأعمال الخدمة. |
||||
29 - 06 - 2012, 07:12 PM | رقم المشاركة : ( 1328 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«كَمَائِتِينَ وَهَا نَحْنُ نَحْيَا.» (كورنثوس الثانية 9:6) تكثر الأضداد في الكتاب المقدس، أي تبدو حقائق متناقضة لما نعتقده عادة أو حقائق تبدو متناقضة مع حقائق أخرى. يعتقد تشسترتون أن التناقض حقيقة مقلوبة لتجذب الإنتباه. إليك بعض الأمثلة في التناقض في محاولة لجذب انتباهنا. نُخلّص أنفسنا حين نهلكها، نهلك أنفسنا بمحبّتنا لها (مرقس 35:8). أقوياء عندما نكون ضعفاء (كورنثوس الثانية 10:12)، لا نقدر على شيء بقوّتنا (يوحنا 5:15). نجد الحرية الكاملة عندما نكون عبيداً للمسيح، والعبودية عندما نكون أحراراً من نيره (رومية 6: 17-20). نجد الفرح عندما نشارك بما عندنا بدل أن نحصل على المزيد. أو حسب كلمات الرب، «مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال 35:20). نزداد عندما نفرّق ونوزّع ونفتقر حين نتمسّك (أمثال 24:11). حصلنا على طبيعة جديدة لا تخطيء (يوحنا الأولى 9:3)، لكن كل ما نعمله ملطّخ بالخطية (يوحنا الأولى8:1). ننتصر بالتسليم (تكوين 32: 24-28) ونختبر الهزيمة بالقتال (بطرس الأولى 5:5). عندما نتّضع ترتفع أنفسنا. وعندما نرتفع نضع أنفسنا (لوقا 11:14). في الضيق نتّسع (مزمور1:4)، ننكمش بالغنى (أرميا 11:48). لا شيء لنا ونملك كل شيء، فقراء ونُغني كثيرين (كورنثوس الثانية 10:6). عندما نكون حكماء (في نظر الإنسان)، نكون جهلاء (في نظر الله)، لكن عندما نكون جَهَلة لأجل المسيح نكون حقاً حكماء (كورنثوس الأولى 20:1،21). حياة الإيمان تمنحنا الحرية من حَملِ الهموم والقلق. حياة البصيرة تمنحنا الخوف من السوس والصدأ والسارقين (متى 19:6). يرى أحد الشعراء حياة الإيمان كتناقض من البداية حتى النهاية: ينبع رجاؤه من الخوف ويأخذ حياته من الميت، ويجب أن يتخلَّى عن أجمل حججه ويلغي أفضل قراراته ولا يتوقّع الخلاص التام ما لم يهلك نفسه كلياً. عندما يُعمل كل هذا، ويتأكد قلبه من مغفرة خطاياه عندما يُوقًّع سجل العفو وسلامُه يُدبّر، يبدأ من تلك اللحظة فيه التناقض. |
||||
29 - 06 - 2012, 07:15 PM | رقم المشاركة : ( 1329 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ...» (كورنثوس الأولى 12:13) يزداد هذا القول وضوحاً في اختبارنا المسيحي عندما نأتي إلى مائدة الرب لنذكره في موته لأجلنا. «ننظر في مرآة في لغز.» يبدو أن هناك ستاراً سميكاً لا يمكن اختراقه. نحن على جهة من هذا الستار وبكل محدوديّاتنا. على الجهة الأخرى توجد أحداث فدائنا - بيت لحم، جثسيماني، الجلجثة، القبر الفارغ، المسيح الممجّد عن يمين الله الآب. نُدرك أن هناك شيئاً عظيماً، نحاول أن نأخذه، لكنّنا نشعر كأننا كتلة طين أكثر منّا كائنات حيّة. نحاول أن نفهم آلام المخلّص لأجل خطايانا. تُجاهد أفكارنا لنفهم الرعب الذي نتج عن تَرك الله له. نَعلم أنه تحمّل العذاب الذي كان يجب أن نتحمّله نحن حتى الأبدية. لكننا نُصاب بالإحباط عندما نعلم أن هناك الكثير بعد. نقف على شاطيء بحر لم يُكتشف بعد. نفكّر بالمحبة التي بعثت أفضل ما في السماء إلى أسوإ ما في الأرض. تثور مشاعرنا عندما نتذكّر أن الله أرسل ابنه الوحيد إلى غابة الخطية لكي يطلب ويخلّص ما قد هلك. لكننا نتعامل هنا مع محبة تفوق كل فهم. نعرف جزءًا منها فقط. نترنم بنعمة المخلّص، مع أنه الغني افتقر لأجلنا، لكي نُغنى نحن بافتقاره. تُجاهد عيوننا لترى أبعاد هذه النعمة العظيمة. لكنّنا محدودون بقصر النظر البشري. نَعلم أننا ينبغي أن يُدهشنا التأمّل في تضحيته في الجلجثة، لكننا غالباً ما لا يتأثر شعورنا. لو حقاً ندخل إلى ما وراء الستار، نتحوّل إلى دموع. لكن ينبغي أن نعترف... أتعجّب من نفسي أيّها الحمل المحب والنازف حتى الموت أتأمّل في هذا اللغز مراراً وتكراراً لكن لا تثور مشاعري لأحبك أكثر. وكلمات أخرى تحثّنا أن نسأل أنفسنا: هل أنا صخرة وليس إنسان أقف أيها الرب تحت صليبك، وأُحصي دماءَك قطرة قطرة تسيل على الصليب، ولا أبكي. تُمسَك أعيُننا كما تلميذَي عمواس. نشتاق إلى ذلك اليوم عندما يزاح الستار وتتحسّن رؤيتنا لنرى المعنى العظيم للخبز المكسور وللخمر المسكوب. |
||||
29 - 06 - 2012, 07:17 PM | رقم المشاركة : ( 1330 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
«كَتَبْتُ هَذَا إِلَيْكُمْ أَنْتُمُ الْمُؤْمِنِينَ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ لِكَيْ تَعْلَمُوا أَنَّ لَكُمْ حَيَاةً أَبَدِيَّةً، وَلِكَيْ تُؤْمِنُوا بِاسْمِ ابْنِ اللهِ.» (يوحنا الأولى 13:5) سيدوم شكرنا للأبد لأجل هذا العدد الذي يعلّمنا أن تأكيد خلاصنا يأتي أوّلاً وأخيراً من كلمة الله وليس من الشعور. لقد كُتب الكتاب المقدس لأسباب عديدة ومنها لكي يعرف كل من يؤمن باِسم ابن الله أن له حياة أبدية. نحن شاكرون لأن التأكيد لا يأتي عن طريق الشعور، لأن الشعور يتغيّر من يوم إلى آخر. «لا يطلب الله من الروح أن تقول، شكراً لك يا رب لأني أشعر جيداً، لكن يوجّه العيون إلى الرب يسوع وكلمته.» سأل أحدهم مارتن لوثر قائلاً، «هل تشعر أن خطاياك قد غُفرت؟» فأجاب، «كلّا، لكنني متأكّد من هذا مثل إيماني بوجود الله في السماء. لأن الشعور يأتي ويذهب، لأن الشعور خدّاع، ضماني في كلمة الله، لا شيء آخر يستحق الإيمان به.» يذكّرنا سكوفيلد أن «التبرير يحصل في ذهن الله وليس في جهاز المؤمن العصبي.» أمّا أيرونسايد فكان معتاداً على قول، «لا أعرف أنني مخلّص لأنني أحس بالسعادة، بل أحس بالسعادة لأنني أعرف أنني مخلّص.» ويَعلم أنه مخلّص من كلمة الله. عندما نقرأ أن «اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ،» (رومية 16:8)، ينبغي أن نتذكّر أن الروح يشهد لنا بصورة رئيسية من خلال الكتاب المقدس. نقرأ في يوحنا 47:6، مثلاً، «مَنْ يُؤْمِنُ بِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ.» نَعلم إنّنا نستطيع أن نثق بالمسيح لأجل خلاصنا الأبدي، هو رجاؤنا الوحيد إلى السماء. لذلك يشهد لنا روح الله من خلال هذه الآية أننا أولاد الله. |
||||