21 - 06 - 2016, 07:42 PM | رقم المشاركة : ( 13211 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة تصدق كل شيء (أ) لأنها تركز فكرها على قوة المسيح المغيرة، ولا تركز على الشر. كان المؤمنون يخافون من شاول الطرسوسي ويسمعون أخباره برعب. وعندما طلب الرب من حنانيا أن يذهب إليه ليعمِّده خاف حنانيا، لأن شاول أوقع شروراً كثيرة بقدِّيسي الرب. لكن الرب في محبته طمأن قلب حنانيا، وقال له إن شاول في انتظاره، وإنه بعد معموديته سيتحمل الألم في سبيل المسيح بعد أن يصبح خادماً له. وقد تحقق كل ذلك، وتغيَّر شاول تماماً، وبدل أن يلقي القبض على حنانيا، سمح لحنانيا أن «يُلقي القبض عليه» فعمَّده خادماً للمسيح وأسيراً لمحبة الصليب (أعمال 9: 10-22). لقد صدق حنانيا إعلان الرب له رغم صعوبة تصديقه، لأنه يعلم مقدار قوة المسيح المخلِّص، ومقدار محبته للنفس الخاطئة. جمع المسيح مجموعة من التلاميذ الضعفاء الذين لا حَول لهم ولا قوة اجتماعية ولا ثروة ولا درجات علمية، معظمهم من الصيادين، وقال لهم إنه سيجعلهم «صَيّادِي النَّاسِ» (مرقس 1: 17) ولم يكن من السهل أن يصدقوا أن الله سيصنع بهم عجائب ويؤسس بهم ملكوت السماوات. ولكن محبتهم للمسيح صدَّقت الذي أحبهم واختارهم ، فآمنوا أن ملكوت السماوات يشبه « حَبَّةَ خَرْدَلٍ أَخَذَهَا إِنْسَانٌ وَزَرَعَهَا فِي حَقْلِهِ، وَهِيَ أَصْغَرُ جَمِيعِ الْبُزُورِ. وَلَكِنْ مَتَى نَمَتْ فَهِيَ أَكْبَرُ الْبُقُولِ وَتَصِيرُ شَجَرَةً حَتَّى إِنَّ طُيُورَ السَّمَاءِ تَأْتِي وَتَتَآوَى فِي أَغْصَانِهَا» (متى 13: 31، 32). ويتكلم الرسول بولس عن قوة الله الفعالة في المسيح فيقول: « عَمَلِ شِدَّةِ قُوَّتِهِ الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، (1) إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، (2) وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، (3) وَأَخْضَعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْه» (أفسس 1: 19-22). وهذه القوة نفسها التي أقامت المسيح (1) تُقيمنا من موت خطيتنا، (2) وتُجلسنا عن يمينه في السماوات، (3) وتعطينا نعمة الخضوع الكامل له، بعمل الروح القدس في قلوبنا. (ب) المحبة التي تصدق كل شيء لا تركز على متاعب الحياة، لكنها تركز على رب العناية: «ا لإِنْسَان مَوْلُودٌ لِلْمَشَقَّةِ .. اَلإِنْسَانُ مَوْلُودُ الْمَرْأَةِ قَلِيلُ الأَيَّامِ وَشَبْعَانُ تَعَباً » (أيوب 5: 7 و14: 1). حقاً تمتلئ حياتنا بالمتاعب، ولو أننا ركزنا عليها سنضيع. لكن تركيزنا على عناية إلهنا يرحمنا ويرفعنا. سأل إبراهيم المولى: «أَدَيَّانُ كُلِّ الأَرْضِ لاَ يَصْنَعُ عَدْلاً؟» (تكوين 18: 25). نعم، سيصنع عدلاً! والمحبة تصدق أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده، مهما كانت ظروفهم (رومية 8: 28). فإن الله دائماً يحوِّل نتائج الشر إلى خير. كلنا يذكر كيف مشى الرسول بطرس على الماء، ولكن ما إن أدار وجهه عن المسيح وحوَّله إلى الأمواج الهائجة حتى أخذ في الغرق (متى 14: 22-33). وفي هذا درس بليغ لنا كلنا. |
||||
21 - 06 - 2016, 07:43 PM | رقم المشاركة : ( 13212 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة ترجو كل شيء (أ) لأن رجاء المحبة مبنيٌ على قوة خارجها هي قوة الله. ويقدم لنا أب المؤمنين إبراهيم نموذجاً لذلك، فقد وعد الله أن يجعله أباً لجمهور من الأمم، مع أنه لم يكن قد أنجب بعد (تكوين 17: 4). وكان إبراهيم متأكداً أن الله هو الذي يحيي الموتى، ويدعو الأشياء غير الموجودة كأنها موجودة. فعلى خلاف الرجاء البشري آمن إبراهيم على رجاء الوعد الإلهي أن يصير أباً لأمم كثيرة، كما قيل له: «هَكَذَا يَكُونُ نَسْلُكَ» وتقوَّى إبراهيم بإيمانه بصدق مواعيد الله، وأعطى المجد لله، وتيقن أن الله قادر أن يفعل ما وعد به، لأنه اختبر محبة الله وأمانته (رومية 4: 17-21). ولم يسجل الوحي هذه الحادثة عن إبراهيم وحده، بل عن كل من يؤمن إيمان إبراهيم، ويرجو تحقيق كل مواعيد الله، فيحسب الله له هذا الإيمان «براً». والمحبة التي ترجو كل شيء تعرف قوة الله ورحمته ونعمته. لقد هجر الابن الضال بيت أبيه، ثائراً على أسلوب أبيه في الحياة. لكن الأب المحب كان يعلم أن ولده لن يجد مكاناً أفضل من بيت أبيه، فكان كل يوم يترقب الطريق، لعل الضال يرجع. ولما قرر الضال أن يعود، وإذْ كان لم يزل بعيداً، رآه أبوه فتحنن عليه، وركض إليه ووقع على عنقه وقبَّله (لوقا 15: 11-24). وقد نالت المحبة الراجية ما كانت تأمل فيه، وحقق الله للأب عودة ولده. صلَّت القديسة مونيكا من أجل ولدها أغسطينوس أربعاً وثلاثين سنة. وكانت كلما صلَّت لأجله زاد ضلالاً. والتقت الأم الباكية المصلية بالقديس أمبروز في ميلانو واشتكت له عدم استجابة الصلاة، فسألها: «هل تصلين من أجله بدموع؟» فأجابت الأم: «نعم بدموع». فقال لها عبارة خالدة: «ابن الدموع لا يمكن أن يضيع». ولم يضِع أغسطينوس، بل عاد إلى الرب قديساً مباركاً. وقال القديس أغسطينوس في اعترافاته: «يا إلهي، كنت تناديني فأقول لك: ليس الآن، فتعود تنادي، وأعود أقول: ليس الآن، فتنادي حتى قُلت لك: هئنذا»! محبة الله، ومحبة الأم، وكل محبة مصدرها المسيح ترجو كل شيء. هل شريك حياتك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء. هل أخوك بعيد عن الرب؟ المحبة ترجو كل شيء. لا يأس مع المسيح! (ب) والمحبة متفائلة ترجو كل شيء، لأنها تعلم أن الذي جرى معها سيجري مع غيرها، فليس عند الله تغيير ولا ظل دوران (يعقوب 1: 17)، والمسيح « هُوَ هُوَ أَمْساً وَالْيَوْمَ وَإِلَى الأَبَدِ » (عبرانيين 13: 8). وعندما يدرك الرب نفساً بعيدة عنه ويجذبها إلى حظيرة الإيمان تدرك هذه النفس أن الضال سيعود مهما طال زمن الضلال، لأن محبة الله لا تتغير، وعمل الروح القدس لا يتغير، وحاجة النفس للتغيير لا تتغير. وفي أمل كامل تقول تلك النفس مع الرسول بولس: « أَسْعَى لَعَلِّي أُدْرِكُ الَّذِي لأَجْلِهِ أَدْرَكَنِي أَيْضاً الْمَسِيحُ يَسُوعُ» (فيلبي 3: 12). لقد أدرك المسيح شاول الطرسوسي الهارب منه وأمسك به وتوَّبه. فإن كان القاسي المقاوم العنيد قد صار تابعاً للمسيح، فلا بد أن غيره من المقاومين القُساة العنيدين يمكن أن يصبحوا من أتباع المسيح، لأن المحبة ترجو كل شيء! |
||||
21 - 06 - 2016, 07:44 PM | رقم المشاركة : ( 13213 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة تصبر على كل شيء ماذا تفعل المحبة عندما تحتمل وتصدِّق وترجو وتنتظر، دون أن يتحقق لها ما كانت تأمل فيه؟ الإجابة: إنها تصبر، لا صبر اليائس العاجز، بل صبر الراجي الذي يقول مع المرنم: «عِنْدَ الْمَسَاءِ يَبِيتُ الْبُكَاءُ، وَفِي الصَّبَاحِ تَرَنُّمٌ» (مزمور 30: 5). فلا بد أن ينتهي الليل، ولا بد أن تشرق الشمس! عندما كانت مدينة السامرة محاصرة والشعب جائعاً، كان الملك يلبس المسوح عندما « صَرَخَتِ امْرَأَةٌ إِلَيْهِ: خَلِّصْ يَا سَيِّدِي الْمَلِكَ. فَقَالَ: لاَ! يُخَلِّصْكِ الرَّبُّ. مِنْ أَيْنَ أُخَلِّصُكِ؟ أَمِنَ الْبَيْدَرِ أَوْ مِنَ الْمِعْصَرَةِ؟ » فلم تكن هناك حبوب ولا زيت ولا عنب. ولكن النبي أليشع الذي رأى محبة الله وقدرته قال بكل أمل: « اسْمَعُوا كَلاَمَ الرَّبِّ. هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: فِي مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ غَداً تَكُونُ كَيْلَةُ الدَّقِيقِ بِشَاقِلٍ وَكَيْلَتَا الشَّعِيرِ بِشَاقِلٍ فِي بَابِ السَّامِرَةِ ». وقد كان! (2ملوك 6، 7). المحبة تصبر لأنها تعلم أن تدخُّلات النعمة الإلهية دائماً تجيء في موعدها، وتدرك أن الله سيسرع بالخلاص. لقد صبرت علينا محبة الله حتى تُبْنا، واحتملت عصياننا حتى أطعنا. فهل نحتمل من يُسيء إلينا؟ صدَّقتنا محبة الله وأعطتنا فرصاً جديدة. فهل يمكن أن نعطي شخصاً أساء إلينا فرصة جديدة ليتوب ويرجع إلى الله؟ وضعت فينا محبة الله أملاً كبيراً. فهل يمكن أن يكون لنا أمل في شخص آخر؟ «اَلَمحبَّة تَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ». |
||||
21 - 06 - 2016, 07:45 PM | رقم المشاركة : ( 13214 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبانا السماوي نشكرك لأنك احتملتنا وصدقتنا عندما تُبنا إليك، وانتظرت أن نكون مؤمنين صالحين. وعندما أسأنا التصرف صبرت علينا. ساعدنا لنحتمل غيرنا، ولنصدق المسيئين إلينا عندما يعتذرون لنا. أعطنا أن نرجو منهم خيراً، وأعطنا أن نصبر على ضعفاتهم كما صبرت أنت علينا، لنكون شفوقين متسامحين كما سامحنا الله أيضاً في المسيح. عمِّق فينا هذا الدرس ونحن في محضرك كل لحظة. ساعدنا لنقدِّم حباً فيك وفي المحيطين بنا. في شفاعة المسيح. آمين. |
||||
21 - 06 - 2016, 07:46 PM | رقم المشاركة : ( 13215 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أمور لا تدوم (1كورنثوس 13: 8ب-12) «8وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، 10وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ. 11لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ. 12فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (1كورنثوس 13: 8ب-12). « اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً ». والتعبير «لا تسقط» في اللغة اليونانية يصوِّر مجموعة جنود يسافرون في حرارة الصيف طريقاً طويلاً ليبلُغوا موقعاً بعيداً. وعندما يبدأ الجنود رحلتهم يأخذون في التساقط الواحد بعد الآخر، بسبب شدة الحرارة ووعورة الطريق. ولا يبقى منهم إلا واحد فقط يقاوم كل عوامل السقوط، حتى يبلغ الهدف «ولا يسقط أبداً». هذه صورة المحبة التي لا تسقط أبداً، فعندما تتوقف كل الفضائل الأخرى تبقى فضيلة المحبة طويلة النَّفس، تستمر بغير توقُّف. نراها في فادينا ومخلصنا وهو يكمل المسيرة إلى الصليب،لا لأنه انبهر بإخلاص تلاميذه، فقد كانوا مجموعة ضعفاء أنكروه في الوقت الصعب، مع أن اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ» خصوصاً عند الحاجة (أمثال 17: 17) وقد قال المسيح لهم في بستان جثسيماني: « أَهَكَذَا مَا قَدَرْتُمْ أَنْ تَسْهَرُوا مَعِي سَاعَةً وَاحِدَةً؟ » (متى 26: 40). ولا لأنه أُعجب بالجماهير التي أطعمها ونالت الشفاء على يديه، فإنه كان يعلم أنهم سوف يصرخون: « لِيُصْلَبْ!.. دَمُهُ عَلَيْنَا وَعَلَى أَوْلاَدِنَا » (متى 27: 23، 25). لم يكن هناك دافعٌ بشري يجعل محبة المسيح تستمر حتى الصليب. ولكن الذي دفعه لذلك أنه « أَحَبَّ خَاصَّتَهُ الَّذِينَ فِي الْعَالَمِ، أَحَبَّهُمْ إِلَى الْمُنْتَهَى» (يوحنا 13: 1). فمحبته لا تفشل ولا تسقط أبداً. عندما تتوقف كل الفضائل في عملها تنجح المحبة. وفي آيات 8-12 يقدم لنا الرسول بولس فكرتين رئيسيتين عن المحبة التي لا تسقط أبداً. فيقول: إن هناك أشياء عظيمة لا تدوم، ثم يوضح لنا كيف تدوم المحبة. |
||||
21 - 06 - 2016, 07:47 PM | رقم المشاركة : ( 13216 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ثلاثة أمور لا تدوم (أ) النبوات ستُبطَل: تعني النبوة الإنباء بالمستقبل، أو الوعظ وإعلان رسالة الله للناس، فالذي « يَتَنَبَّأُ يُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ » (1كورنثوس 14: 3). * تُبطل النبوات عندما تتحقق، فالنبوة عن ولادة المسيح العذراوية كانت نبوة بالنسبة لإشعياء وأهل زمانه (إشعياء 7: 14). فلما تحققت لم تصبح نبوة، بل أصبحت بالنسبة لنا الآن تاريخاً. ونبوة ميخا عن ميلاد المسيح في بيت لحم كانت نبوة مستقبلية بالنسبة للنبي ميخا وأهل زمانه (ميخا5: 2) ولكن لما تحققت أصبحت بالنسبة لنا ماضياً مباركاً وتراثاً عظيماً. وهناك نبوات عن مجيء المسيح ثانية لا زالت نبوة، ولكنها ستبطل عندما تتحقق أيضاً. * والنبوة بمعنى الوعظ ستنتهي، لأنه سيجيء وقت يتواجد المؤمن فيه في محضر الآب السماوي، كما قال المسيح: « حَيْثُ أَكُونُ أَنَا تَكُونُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً» (يوحنا 14: 3) فلا يحتاج إلى وعظ. ففي السماء لا خطية ولا تجربة ولا جهاد ضد الشر. فلن يحتاج المؤمنون ليذكِّروا بعضهم بعضاً بكلمة الله ليغلبوا التجارب، لأن التجارب غير موجودة في السماء « وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ » (عبرانيين 8: 11). (ب) الألسنة ستنتهي: أعطى الروحُ القدس موهبة التكلم بألسنة في يوم الخمسين للتلاميذ ليشرحوا إنجيل الملكوت للذين جاءوا ليحتفلوا بالعيد في أورشليم من بلاد أجنبية، وكانوا عاجزين عن فهم لغة الوعاظ الجليليين، فأعطى الله الأنبياء والرسل أن يتكلموا بلغات الموجودين ليفهموهم (أعمال 2: 1-8). ولكن عندما انتشر الإنجيل في العالم كله، وتُرجم الكتاب المقدس إلى أكثر من ألف لغة، لم نعُد نحتاج إلى الألسنة كما احتاجوا إليها في يوم الخمسين. وعندما نمثُل في المحضر الإلهي ستكون هناك لغة واحدة هي لغة المحبة. ولا يجب أن ننسى أن الألسنة بدأت عندما بلبل الله الألسنة الذين كانوا يبنون برج بابل (تكوين 11). فالألسنة تعني تعدُّد وتفرُّق الناس. ولكن في السماء ستكون هناك وحدة الفكر والقلب – لغة السماء عينها. (ج) العِلم سيُبطل: * لا يُقصد هنا العلم الطبيعي والرياضي، لكن علم المعرفة الإلهية، والإعلان السماوي للبشر. سيُبطل العلم في السماء لأن المؤمنين لا يعودون في احتياج إليه، لأنهم يَمْثُلون في حضرة المسيح نفسه «الكلمة» الحي، فلا يحتاجون بعد للكلمة المكتوبة في الكتاب المقدس، ولا للكلمة الموعوظة من المنابر! ففي محضره لا نحتاج إلى معرفة، لأنه هو المعرفة كلها « وَهُمْ سَيَنْظُرُونَ وَجْهَهُ، وَاسْمُهُ عَلَى جِبَاهِهِمْ. وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلَهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ » (رؤيا 22: 4، 5). * وحتى العلم الطبيعي يُبطل، لأن ما نحسبه ثوابت اليوم لا يكون كذلك غداً، لأن معرفة الإنسان تتطوَّر. كانوا يقولون إن الذرَّة لا تنقسم، ثم انقسمت الذرة. وتبطل معرفتنا الشخصية التي كنا في صغرنا نظنها صحيحة، لأن معرفتنا تنمو وتزيد. « لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ، وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ» (آيتا 9، 10). فطفل اليوم يكبر، ويترك ما مضى، كما يقول الرسول بولس: « لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ، وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ» (آية 11). * يقول الرسول بولس: « فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ، لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ، لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ» (آية 12). وقد كانت المرايا في زمن الرسول بولس من المعدن المصقول الذي لا يستطيع الإنسان أن يرى فيه وجهه بوضوح – وهذا طبعاً قبل صناعة المرايا الزجاجية الواضحة. لذلك يقول الرسول إننا الآن ننظر في مرآة معدنية، فنرى معالم غير واضحة، كأننا ننظر في لغزٍ. لكن في المستقبل، عندما نمثُل في محضر الرب وجهاً لوجه « سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ». ولغز اليوم سيتضح غداً، لأن هناك أموراً لا يستطيع العقل إدراكها اليوم. ولكن في وقت آتٍ نعرف أكثر. * وهناك أمور يدركها واحد، لا يدركها غيره، فقد أدرك المسيحيون ما لم يدركه اليهود من شريعة موسى. قال الرسول بولس: « كَانَ مُوسَى يَضَعُ بُرْقُعاً عَلَى وَجْهِهِ لِكَيْ لاَ يَنْظُرَ بَنُو إِسْرَائِيلَ إِلَى نِهَايَةِ الزَّائِلِ. بَلْ أُغْلِظَتْ أَذْهَانُهُمْ، لأَنَّهُ حَتَّى الْيَوْمِ ذَلِكَ الْبُرْقُعُ نَفْسُهُ عِنْدَ قِرَاءةِ الْعَهْدِ الْعَتِيقِ بَاقٍ غَيْرُ مُنْكَشِفٍ، الَّذِي يُبْطَلُ فِي الْمَسِيحِ. لَكِنْ حَتَّى الْيَوْمِ، حِينَ يُقْرَأُ مُوسَى، الْبُرْقُعُ مَوْضُوعٌ عَلَى قَلْبِهِمْ. وَلَكِنْ عِنْدَمَا يَرْجِعُ إِلَى الرَّبِّ يُرْفَعُ الْبُرْقُعُ. وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ. وَنَحْنُ جَمِيعاً نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا فِي مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ» (2كورنثوس 3: 13-18). * ويدرك المؤمن المسيحي اليوم في المسيح أقل مما سيدركه غداً، لأنه ينمو في النعمة وفي معرفة المسيح (2بطرس 3: 18). ويقول الرسول يوحنا: « أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، الآنَ نَحْنُ أَوْلاَدُ اللهِ، وَلَمْ يُظْهَرْ بَعْدُ مَاذَا سَنَكُونُ. وَلَكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ» (1يوحنا 3: 2). إذاً نحن محدودون. لكن هناك حقيقة غير محدودة مستمرة دائماً هي «المحبة التي لا تسقط أبداً». |
||||
21 - 06 - 2016, 07:50 PM | رقم المشاركة : ( 13217 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تسقط أبداً كمبدأ حي (1) لأن الله محبة: «أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضاً، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ. وَمَنْ لاَ يُحِبُّ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأَنَّ اللهَ مَحَبَّةٌ. بِهَذَا أُظْهِرَتْ مَحَبَّةُ اللهِ فِينَا: أَنَّ اللهَ قَدْ أَرْسَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ إِلَى الْعَالَمِ لِكَيْ نَحْيَا بِهِ. فِي هَذَا هِيَ الْمَحَبَّةُ: لَيْسَ أَنَّنَا نَحْنُ أَحْبَبْنَا اللهَ، بَلْ أَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا، وَأَرْسَلَ ابْنَهُ كَفَّارَةً لِخَطَايَانَا» (1يوحنا 4: 7-11). المحبة ثابتة لا تسقط أبداً لأنها حقيقة الله الدائم الوجود والعطاء والمحبة. وهي التي جعلت الله يقول: « هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ؟ أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟» (حزقيال 18: 23). إنه « الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ» (1تيموثاوس 2: 4). وكل من يتوب ويثبت في محبة الله لا تسقط محبته لله، لأن زرعه يثبت فيه، ويقول مع الرسول بولس: « مَنْ سَيَفْصِلُنَا عَنْ مَحَبَّةِ الْمَسِيحِ؟ أَشِدَّةٌ أَمْ ضِيقٌ أَمِ اضْطِهَادٌ أَمْ جُوعٌ أَمْ عُرْيٌ أَمْ خَطَرٌ أَمْ سَيْفٌ؟.. فَإِنِّي مُتَيَقِّنٌ أَنَّهُ لاَ مَوْتَ وَلاَ حَيَاةَ، وَلاَ مَلاَئِكَةَ وَلاَ رُؤَسَاءَ وَلاَ قُوَّاتِ، وَلاَ أُمُورَ حَاضِرَةً وَلاَ مُسْتَقْبَلَةً، وَلاَ عُلْوَ وَلاَ عُمْقَ وَلاَ خَلِيقَةَ أُخْرَى، تَقْدِرُ أَنْ تَفْصِلَنَا عَنْ مَحَبَّةِ اللهِ الَّتِي فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا» (رومية 8: 35-39). (2) وتتلخص كل الوصايا في المحبة: كان رجال الدين اليهود كلما تقدموا في الفقه الديني يختصرون الشرائع في صيغة قليلة الكلمات. فجاء واحدٌ منهم يسأل المسيح عن صيغته للوصايا، فأجابه: « تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى وَالْعُظْمَى. وَالثَّانِيَةُ مِثْلُهَا: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. بِهَاتَيْنِ الْوَصِيَّتَيْنِ يَتَعَلَّقُ النَّامُوسُ كُلُّهُ وَالأَنْبِيَاءُ » (متى 22: 38-40). وقال الرسول بولس: « لأَنَّ لاَ تَزْنِ. لاَ تَقْتُل.ْ لاَ تَسْرِقْ. لاَ تَشْهَدْ بِالزُّورِ. لاَ تَشْتَهِ، وَإِنْ كَانَتْ وَصِيَّةً أُخْرَى هِيَ مَجْمُوعَةٌ فِي هَذِهِ الْكَلِمَةِ: أَنْ تُحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَصْنَعُ شَرّاً لِلْقَرِيبِ، فَالْمَحَبَّةُ هِيَ تَكْمِيلُ النَّامُوسِ» (رومية 13: 9، 10). (3) وعلامة المسيحي هي المحبة: قال المسيح لتلاميذه: « وَصِيَّةً جَدِيدَةً أَنَا أُعْطِيكُمْ: أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً. كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ أَنَا تُحِبُّونَ أَنْتُمْ أَيْضاً بَعْضُكُمْ بَعْضاً. بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ» (يوحنا 13: 34، 35). وقال الرسول يوحنا: « إِنْ قَالَ أَحَدٌ: إِنِّي أُحِبُّ اللهَ، وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً» (1يوحنا 4: 20، 21). |
||||
21 - 06 - 2016, 07:51 PM | رقم المشاركة : ( 13218 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تسقط أبداً كدافع للخدمة ما الذي يدفع الأم لتخدم ليلاً ونهاراً، سنة بعد سنة؟ وحتى عندما يكبر أولادها ويهجرون عش البيت، تظل تخدمهم وتخدم أحفادها بكل الحب والعطاء. الأم لا تأخذ أجازة، ولا تُحال إلى التقاعد، ولا تفكر أبداً في «نهاية الخدمة» والسبب وراء هذا العطاء المتجدد المتدفق دائماً هو محبة الأم التي لا تسقط أبداً! الذي يخدم ليحصل على المال تنتهي خدمته بنهاية حصوله على الأجر. والذي يخدم لمصلحة شخصية يتوقف عن القيام بها متى حقَّق مصلحته. أما الذي يخدم بدافع المحبة فإنه لا يتوقف أبداً عن الخدمة، لأنه يخدم لا بخدمة العين كمن يُرضي الناس، بل ببساطة القلب خائفاً الرب. وكل ما يفعل يفعله من القلب كما للرب، ليس للناس، عالماً أنه من الرب سيأخذ الجزاء، لأنه يخدم الرب المسيح (كولوسي 3: 22-24). وما أعظم ما علمنا المسيح في قوله: «سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ: عَيْنٌ بِعَيْنٍ وَسِنٌّ بِسِنٍّ. وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تُقَاوِمُوا الشَّرَّ، بَلْ مَنْ لَطَمَكَ عَلَى خَدِّكَ الأَيْمَنِ فَحَوِّلْ لَهُ الآخَرَ أَيْضاً. وَمَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَاصِمَكَ وَيَأْخُذَ ثَوْبَكَ، فَاتْرُكْ لَهُ الرِّدَاءَ أَيْضاً. وَمَنْ سَخَّرَكَ مِيلاً وَاحِداً فَاذْهَبْ مَعَهُ اثْنَيْنِ» (متى 5: 38-41). كان القانون يعطي الجندي الروماني حق تكليف أي مواطن في الدول الواقعة تحت الحكم الروماني أن يحمل له سلاحه ومتاعه مسافة ميل واحد. وذات يوم كان يهودي يسير في الطريق عندما استوقفه جنديٌّ روماني كلفه أن يحمل متاعه مسافة ميل، ففعل. وفي نهاية الميل قال الجندي الروماني: «يكفي». فقال اليهودي: «سأحمل لك متاعك ميلاً ثانياً». فقال الجندي: «ولكن القانون لا يكلفك بهذا» فقال له اليهودي: «نعم، ولكني لست مشغولاً اليوم، وليست عندي مسؤوليات كثيرة!». واندهش الجندي وسمح له بذلك. لكن نظرة الجندي لليهودي تغيرت، فبعد أن كان اليهودي يسير وراء الجندي، أخذا يسيران متجاورَيْن. وسأل الجندي اليهودي عن سبب الخدمة المضاعفة التي تطوَّع بها. فأجابه اليهودي: «هناك معلم ناصري علَّمنا أن نسير ميلين مع من يسخرنا أن نمشي معه ميلاً واحداً». فسأل الجندي ليعرف المزيد عن ذلك المعلم. وعندما انتهى الميل الثاني كان الجندي قد قرر أن يتبع هذا المعلم الناصري!! تتميَّز المحبة بطول النَّفس. وهي تواصل السير بدون توقُّف، وتكسب المعركة أخيراً، حتى لو فسَّرها الناس بأنها ضعف أو خداع. وسيكتشف المعترض في يومٍ ما أن المحبة قوية ومنتصرة. |
||||
21 - 06 - 2016, 07:53 PM | رقم المشاركة : ( 13219 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة لا تسقط أبداً كمصدر للسعادة فتح أحد المحللين النفسيين قلبه للمسيح، وأخذ يدرس الكتاب المقدس ويتعمق في دراسته، فقرر أن يمارس المحبة مع الجميع بمن فيهم الأعداء. وسرعان ما اكتشف أن المحبة أكبر مصدر لسعادة المسيء والمُساء إليه. وذلك من خلال الاختبار التالي، الذي تكرر معه في حياته عدة مرات. كان لذلك المحلل النفسي رئيسٌ في العمل يضايقه، لا لخطإٍ في المحلل النفسي، فقرر أن يفعل معه ثلاثة أمور: (1) أن يصلي من أجل رئيسه ثلاث مرات يومياً، صلاةً لو سمعها رئيسه في العمل لملأت قلبه بالسعادة. (2) أن يفكر في رئيسه بشكل إيجابي، فكلما خطر بباله خاطرٌ سيء عن رئيسه، يستبدله بخاطرٍ صالح. وقد تطلَّب هذا منه تفكيراً طويلاً ليكتشف نقاط الصلاح في رئيسه، الأمر الذي ساعده ليغيِّر موقفه الفكري من ذلك الرئيس. (3) كلما خطر رئيسه على باله، يصلي لأجله صلاة قصيرة سريعة: يا رب باركه، أو يا رب أحسن إليه. وقرر المحلل النفسي أن يمارس هذا التمرين الروحي مدة شهر كامل. وخلال الشهر لاحظ كيف بدأ رئيسه يتغير، ليس فقط في معاملته معه، لكن في معاملته مع الجميع. وهكذا صار الرئيس سعيداً، وصار المحلل النفسي أكثر سعادة. وكان ذلك المحلل النفسي يقول: إن صلاة المحبة تغيِّر المصلي بالتأكيد، فيحب كما يحبه المسيح. وقد تُغيِّر هذه الصلاة الشخص الذي نصلي لأجله، كما قد تغير الظروف المحيطة بالموقف الذي فيه تحدث المضايقات. «اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً» |
||||
21 - 06 - 2016, 07:54 PM | رقم المشاركة : ( 13220 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
|
||||