منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 21 - 06 - 2016, 07:21 PM   رقم المشاركة : ( 13191 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبة تطلب ما لغيرها
لأنها تطلب الصالح الروحي لغيرها، كما يفعل الله معها
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يطلب الرب خيرنا الروحي، ويفتش علينا كما يفتش الراعي الصالح عن الخروف الواحد الضال حتى يجده. ولا زال هذا الراعي الصالح يفتش عليك، ليرد نفسك ويهديك إلى سُبل البر من أجل اسمه (مزمور 23: 3). « لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ » (لوقا 19: 10).
وأبلغ مثال للمحبة التي تطلب ما لغيرها، موقف بولس الرسول من اليهود الذين ضايقوه وقاوموه، وقد سبق أن صلبوا المسيح، وكانوا يريدون أن يعطلوا رسالة الإنجيل. وحتى اليهود الذين قبلوا رسالة المسيح كانوا يريدون أن يعطلوا توصيل رسالة الإنجيل للأمم. ومع ذلك عبَّر الرسول بولس عن مشاعره نحوهم بقوله: « أَقُولُ الصِّدْقَ فِي الْمَسِيحِ لاَ أَكْذِبُ، وَضَمِيرِي شَاهِدٌ لِي بِالرُّوحِ الْقُدُسِ: إِنَّ لِي حُزْناً عَظِيماً وَوَجَعاً فِي قَلْبِي لاَ يَنْقَطِعُ! فَإِنِّي كُنْتُ أَوَدُّ لَوْ أَكُونُ أَنَا نَفْسِي مَحْرُوماً مِنَ الْمَسِيحِ لأَجْلِ إِخْوَتِي أَنْسِبَائِي حَسَبَ الْجَسَدِ» (رومية 9: 1-3). فقد كان يتمنى أن يُحرم من الخلاص لو أن هذا الحرمان أدى إلى توبة اليهود وحصولهم على الخلاص.
هل ضحيت بشيء لأجل المسيح، أدَّى إلى قيادة غيرك لمعرفة المسيح؟ فكِّر في ما عمله المسيح لأجلك، وتضحيته بنفسه ليخلصك، واسمعه يسألك: وأنت ماذا يا ترى قاسيت من أجلي؟
 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 13192 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبة التي لا تطلب ما لنفسها تنال الجزاء السماوي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كلنا نطلب الجزاء السماوي، وطريقنا إليه هو خدمة الآخرين وطلب ما هو لغيرنا. وخير نموذج لذلك هو مخلصنا العظيم، الذي عندما «وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ، مَوْتَ الصَّلِيبِ. لِذَلِكَ رَفَّعَهُ اللهُ أَيْضاً، وَأَعْطَاهُ اسْماً فَوْقَ كُلِّ اسْمٍ، لِكَيْ تَجْثُوَ بِاسْمِ يَسُوعَ كُلُّ رُكْبَةٍ مِمَّنْ فِي السَّمَاءِ وَمَنْ عَلَى الأَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الأَرْضِ، وَيَعْتَرِفَ كُلُّ لِسَانٍ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ رَبٌّ، لِمَجْدِ اللهِ الآبِ» (فيلبي 2: 8-11). فالذي يطلب ما هو لغيره، وليس ما هو لنفسه، ويكرم الآخرين، يكرمه أبوه السماوي، كما أكرم الآب الابن الذي بذل نفسه لأجل البشر الخطاة.
تعالوا بنا نسير في خطوات المسيح، لنكون من أهل اليمين، الذين يقول لهم الملك: « تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيباً فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَاناً فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضاً فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوساً فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ» فيقول الأبرار: « يَا رَبُّ، مَتَى رَأَيْنَاكَ جَائِعاً فَأَطْعَمْنَاكَ أَوْ عَطْشَاناً فَسَقَيْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ غَرِيباً فَآوَيْنَاكَ أَوْ عُرْيَاناً فَكَسَوْنَاكَ؟ وَمَتَى رَأَيْنَاكَ مَرِيضاً أَوْ مَحْبُوساً فَأَتَيْنَا إِلَيْكَ؟ فَيُجِيبُ الْمَلِكُ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: بِمَا أَنَّكُمْ فَعَلْتُمُوهُ بِأَحَدِ إِخْوَتِي هَؤُلاَءِ الأَصَاغِرِ فَبِي فَعَلْتُمْ» (متى 25: 34-40). فالرب يحسب لك كل لمسة خير وحب مهما كانت متواضعة، ويردها لك بركةً عظيمة، ليس فقط على الأرض، بل كميراث أبدي أعده لك منذ تأسيس العالم، فإن « مَنْ سَقَى أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ كَأْسَ مَاءٍ بَارِدٍ فَقَطْ بِاسْمِ تِلْمِيذٍ، فَالْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ إِنَّهُ لاَ يُضِيعُ أَجْرَهُ» (متى 10: 42).
قدم رسول المحبة بولس نصيحة جميلة لقسوس كنيسة أفسس ختمها بكلمات قالها الرب يسوع، وهي كلمات لم يسجلها أحدٌ من البشيرين الأربعة. قال: « فِضَّةَ أَوْ ذَهَبَ أَوْ لِبَاسَ أَحَدٍ لَمْ أَشْتَهِ. أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ حَاجَاتِي وَحَاجَاتِ الَّذِينَ مَعِي خَدَمَتْهَا هَاتَانِ الْيَدَانِ. فِي كُلِّ شَيْءٍ أَرَيْتُكُمْ أَنَّهُ هَكَذَا يَنْبَغِي أَنَّكُمْ تَتْعَبُونَ وَتَعْضُدُونَ الضُّعَفَاءَ مُتَذَكِّرِينَ كَلِمَاتِ الرَّبِّ يَسُوعَ أَنَّهُ قَالَ: مَغْبُوطٌ هُوَ الْعَطَاءُ أَكْثَرُ مِنَ الأَخْذِ» (أعمال 20: 33-35) وهنا يوصينا الرسول بولس أن نحب بالمحبة التي لا تطلب ما لنفسها، عملاً بوصية المسيح أن العطاء أفضل من الأخذ. وقدَّم المسيح المثال في ذلك لما بذل نفسه عنا. وقدَّم بولس أيضاً المثال فلم يطلب ما لنفسه، بل خدم واحتمل لأجل حاجات الآخرين، ولذلك بارك الرب بولس. وظلت تعاليمه التي أوحى بها الله بروحه القدوس إليه توجِّه المؤمنين إلى يومنا هذا، وحتى يجيء المسيح ثانية، وترشدهم ليعرفوا إرادة الله لحياتهم وحياة المحيطين بهم.

 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:23 PM   رقم المشاركة : ( 13193 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يا رب، علِّمني
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أن أطلب خير شريك حياتي وأولادي
وآبائي وجاري وصديقي قبل أن أطلب خير نفسي.
يا رب، أشكرك لأنك أعطيتني النموذج
في أنك لم تشفق على ابنك بل بذلته لأجلنا أجمعين.
والابن نفسه له المجد أعطانا النموذج إذ بذل نفسه عنا.
علِّمنا أن لا نطلب ما هو لنفوسنا،
بل ما هو لآخرين، لنستحق في شفاعة دمك الكريم
أن نسمع منك: نعِمّا أيها العبد الصالح.
وهكذا نطيع الأمر الإلهي ونحقق الانتظار السماوي.
في شفاعته استجبنا.
آمين.


 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 13194 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْتَدُّ»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


(1كورنثوس 13: 5)

الاحتداد عاطفة طبيعية وضعها الله فينا لنمارسها في مكانها ووقتها المناسبين. ولكن بعض الناس يستخدم هذه العاطفة الطبيعية في غير محلها، وهذا ما لا تفعله المحبة، التي لا تحتد.
عندما زار الرسول بولس أثينا، عاصمة الحضارة والفلسفة في وقته « احْتَدَّتْ رُوحُهُ فِيهِ إِذْ رَأَى الْمَدِينَةَ مَمْلُوءةً أَصْنَاماً» (أعمال 17: 16) وهذا هو الاحتداد المقدس. فكيف يملأ هؤلاء الفلاسفة المفكرون، قادة المعرفة في العالم في زمنهم، مدينتهم بالأصنام؟! بل إن بعضهم عندما رأوا معجزة تُجرى وتحيروا في من هو الإله الذي أجراها، أقاموا تمثالاً «لإِلَهٍ مَجْهُولٍ» ! (أعمال 17: 23) لقد كانوا حكماء في أمور دنياهم، جهلاء في أمور آخرتهم. لذلك احتدَّ بولس عليهم، بقلبه ولسانه!
أما الاحتداد الذي لا تمارسه المحبة فهو الاحتداد الخاطئ الذي نصلي أن يستأصله الله منا. فإننا عندما ننال الحياة الجديدة في المسيح ونقبل خلاصه بالتوبة عن الماضي، يغفر لنا ماضينا، ويظل يخلِّصنا بعد ذلك بقية حياتنا من شوائب الخطية المحيطة بنا بسهولة، ويطهِّرنا من كل ثقل الطبيعة القديمة الفاسدة التي لا تزال آثارها فينا، وينقذنا من سلطان الخطية علينا، فنتجدد بروح ذهننا ونتخلص يوماً بعد يوم من خطايانا، وهكذا يقدسنا وينقي قلوبنا.

 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:25 PM   رقم المشاركة : ( 13195 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الاحتداد الخاطئ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


ويكون الاحتداد خاطئاً في حالتين:
(أ) احتداد بسبب لا يستحق الاحتداد:
قال المسيح في موعظته على الجبل: « كُلَّ مَنْ يَغْضَبُ عَلَى أَخِيهِ بَاطِلاً يَكُونُ مُسْتَوْجِبَ الْحُكْمِ » (متى 5: 22). فالذي يغضب ويحتد على أخيه باطلاً يستوجب حكم محكمة السماء، وربما من محاكم الأرض أيضاً. قد نحتد لمجرد أن شخصاً يختلف معنا من وُجهة نظرنا. وأحياناً لأن إنساناً يعاكس مصالحنا الشخصية البسيطة التي قد لا تكون تافهة، فنفقد أعصابنا، وتخرج من أفواهنا الكلمات التي لا تليق.
وقد نحتد على أقرب الناس إلينا وأحبهم إلى قلوبنا، لأننا لم نسمع دفاعهم عن أنفسهم، أو لأننا لم نعطهم فرصة للدفاع عن وجهة نظرهم. وقد نحتد عليهم لأننا نطلب منهم أن يكونوا مجرد أتباع لنا ولأفكارنا بدون مناقشة. ومن أشد الأمور إيلاماً للنفس الخناقات الزوجية، والعراك بين أبٍ أو أمٍ مع أولادهما، مع أن الأبناء أحب الناس إلى قلوب آبائهم. لكنها المحبة العاطفية الغريزية فقط. وهي في هذه الحالة تحتاج إلى تهذيب وإصلاح سماويين لتكون على مثال محبة المسيح.
ولكن هناك من يغضب بحق، ويطيع الوصية: « اِغْضَبُوا وَلاَ تُخْطِئُوا. لاَ تَغْرُبِ الشَّمْسُ عَلَى غَيْظِكُمْ، وَلاَ تُعْطُوا إِبْلِيسَ مَكَاناً» (أفسس 4: 26، 27).

(ب) الاحتداد الخاطئ هو الممزوج بالرغبة في الانتقام:
قال الرسول بولس لأعضاء كنيسة رومية: « لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ بَلْ أَعْطُوا مَكَاناً لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ» (رومية 12: 19)، والمعنى أن نعطي الغضب مكاناً فنُفسح له الطريق لينصرف دون أن يصبح عاصفة تكتسح الأخضر واليابس! فإذا غضبنا على الخطأ لا ننتقم، فالخطأ في الاحتداد هو الميل للانتقام من الشخص الذي أخطأ.
ويوصي الرسول بولس أهل أفسس: « لِيُرْفَعْ مِنْ بَيْنِكُمْ كُلُّ مَرَارَةٍ وَسَخَطٍ وَغَضَبٍ وَصِيَاحٍ وَتَجْدِيفٍ مَعَ كُلِّ خُبْثٍ. وَكُونُوا لُطَفَاءَ بَعْضُكُمْ نَحْوَ بَعْضٍ، شَفُوقِينَ مُتَسَامِحِينَ كَمَا سَامَحَكُمُ اللهُ أَيْضاً فِي الْمَسِيحِ» (أفسس 4: 31، 32). فالمحبة الحقيقية لا تغضب لسبب لا يستحق. فإذا غضبت لسببٍ يستحق فهي لا تلجأ أبداً للانتقام.

 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 13196 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أضرار الاحتداد الخاطئ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(أ) الاحتداد الخاطئ يُفقد الإنسان سلامه واتزانه:
عندما ينفجر الإنسان مثل بركان غاضب، يضيع اتزانه وسلامه، ولا يعود قادراً على التحكم في كلامه، ولا على جسده، فتنطلق كلماته كالقذائف تجرح الآخرين وتدمر سلامهم وسلامه النفسي. وعندما يفيق إلى نفسه بعد ثورة الغضب يلوم نفسه. ولكنه لا يستطيع أن يستعيد كلمات الغضب التي أفلتت من لسانه وانتشرت في كل مكان. لقد صارت كالريش الذي حمله الريح إلى حيث لا يريد، وإلى حيث لا يعلم!
قال سليمان الحكيم: « لاَ تُسْرِعْ بِرُوحِكَ إِلَى الْغَضَبِ، لأَنَّ الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ » (جامعة 7: 9). فالغضوب يفقد اتزانه، فيستقر غضبه في حضنه ويؤذي نفسه أكثر مما يؤذي غيره. وإن أشد ما يُخجل الإنسان منا أن يحتد ويفقد أعصابه على إنسانٍ محبٍ، فإذْ بهذا المحب يغفر له! وكم من مؤمن يحب الرب ويعمل لرفعة مجده، يفقد أعصابه على مؤمن آخر، وينطق بما لا يليق، لمجرد اختلاف في وجهات النظر أو لتناقض مع المصلحة الشخصية فيجد أن « الْغَضَبَ يَسْتَقِرُّ فِي حِضْنِ الْجُهَّالِ ».

(ب) الاحتداد الخاطئ يضيِّع البركة الروحية:
يقول المسيح في موعظته على الجبل: « فَإِنْ قَدَّمْتَ قُرْبَانَكَ إِلَى الْمَذْبَحِ وَهُنَاكَ تَذَكَّرْتَ أَنَّ لأَخِيكَ شَيْئاً عَلَيْكَ، فَاتْرُكْ هُنَاكَ قُرْبَانَكَ قُدَّامَ الْمَذْبَحِ، وَاذْهَبْ أَوَّلاً اصْطَلِحْ مَعَ أَخِيكَ، وَحِينَئِذٍ تَعَالَ وَقَدِّمْ قُرْبَانَكَ» (متى 5: 23، 24). وفي هذا الأمر السماوي يعطي المسيح مكانة للمصالحة والاعتذار عن الإساءة تسمو على تقديم القربان. فالرب يقبل القلب المحب والنفس النقية، ويرفض صلاة وقربان النفس التي تحتد‍.
عندما يفقد والدٌ أعصابه على ولده، تضيع قوة حُجته فيعجز عن إقناع ابنه، لأن المحتد لا يفكر بعقلانية، فقد ضيَّع الغضب منطقه السليم. فالمنطق القوي لا يحتاج لغضب صاحبه واحتداده ليسند وجهة نظره. بل إنه عندما يحتد يضيِّع قدوته الحسنة، ويشوِّه صورة المسيح فيه.
يقدم سفر الأمثال مجموعة أمثال عظيمة تنهى عن الاحتداد الخاطئ. يقول إمام الحكماء سليمان: « لاَ تَسْتَصْحِبْ غَضُوباً، وَمَعَ رَجُلٍ سَاخِطٍ لاَ تَجِئْ، لِئَلاَّ تَأْلَفَ طُرُقَهُ وَتَأْخُذَ شَرَكاً إِلَى نَفْسِكَ » (أمثال 22: 24، 25). فالغضوب يثير الناس ويضيع كرامة نفسه، وكرامة الآخرين.

(ج) الاحتداد الخاطئ يضيع كرامة الإنسان الاجتماعية:
تسقط صورة المحتد المخطئ في نظر المجتمع. يقول الحكيم سليمان: « اَلرَّجُلُ الْغَضُوبُ يُهَيِّجُ الْخِصَامَ، وَالرَّجُلُ السَّخُوطُ كَثِيرُ الْمَعَاصِي » (أمثال 29: 22). يبدأ الإنسان بالغضب ويفقد أعصابه ويخطئ، وعندها يجد نفسه يرتكب خطأً بعد خطأ فتتشوه صورته في مجتمعه.

 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:27 PM   رقم المشاركة : ( 13197 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

كيف تنتصر على الاحتداد الخاطئ
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
منح الروح القدس المؤمنين مواهب روحية ونعمة تساعدهم على التقدم في الإيمان، فكيف يفقدون ثمر الروح القدس الذي هو طول أناة وتعفف وضبط نفس؟‍‍
كلنا نحارب معركتنا الروحية ونسعى لعلنا ندرك الذي لأجله أدركنا المسيح. لا يأس مع المسيح، ومع قوة الروح القدس التي تساعدنا كلنا لنحافظ على أعصابنا ونضبط أنفسنا ونحيا حياة المحبة التي « لاَ تَحْتَدُّ ».
نحتاج كثيراً إلى التأكد أننا خليقة جديدة في المسيح، لأن « الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ » (غلاطية 5: 24). فهذه المبادئ الأخلاقية ليست مجرد أخلاقيات، مؤقتة، لكنها أسلوب حياة جديدة في المسيح. فالذين تغيرت حياتهم ينطبق عليهم القول: « إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ. الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ. هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيداً » (2كورنثوس 5: 17). فالبداية هي الطبيعة الجديدة التي تحيا لله تحت سيطرة روحه القدوس، فنعطي من أنفسنا أكثر للروح القدس، الذي هو شخص الله، ونسلم أنفسنا له أكثر. وعندما يمتلكنا يملك أعصابنا أيضاً، ويحفظنا من أن نحتد.
وهناك أربع نصائح يمكن أن نتبعها للانتصار على الاحتداد:
(أ) لنتعلم التواضع، فلنا عيوبنا:
جميعنا نخطئ، وكلنا كغنم ضللنا (إشعياء 53: 6) ونحتاج لنعمة الله لتصحح مسارنا، ونحتاج لإرشاده ليوسع إدراكنا. نحتاج أن نضع أنفسنا في مكان الآخرين لنعرف أننا لسنا أفضل من غيرنا.
عندما تحتد على شخص تذكر أن عندك من العيوب مثل ما عنده، وقد قَبِلك الله وقَبِلك غيرُك من المؤمنين. فافعل الشيء نفسه مع الإنسان الذي تحتد عليه.

(ب) لا نضخِّم أخطاء الآخرين، ولا ما أصابنا من ضررها:
يمكن أن نغضب نتيجة خطأ الآخرين، ولكن يجب أن نقيِّم حجم الخطأ، وحجم الغضب. هل حجم خطأ الآخرين ضدنا يستحق حجم احتدادنا؟ لا يجب أن نضع أخطاء الآخرين تحت عدسات مكبرة تضخم سلبياتهم.
من الدروس العظيمة التي يلقنها لنا الرسول بولس درس الغفران. لقد قدم استئنافاً للمحكمة العليا في روما أمام الإمبراطور نيرون، كتب عنه لتلميذه تيموثاوس يقول: « فِي احْتِجَاجِي (استئنافي) الأَوَّلِ لَمْ يَحْضُرْ أَحَدٌ مَعِي، بَلِ الْجَمِيعُ تَرَكُونِي. لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ. وَلَكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ، فَأُنْقِذْتُ مِنْ فَمِ الأَسَدِ. وَسَيُنْقِذُنِي الرَّبُّ مِنْ كُلِّ عَمَلٍ رَدِيءٍ وَيُخَلِّصُنِي لِمَلَكُوتِهِ السَّمَاوِيِّ. الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ إِلَى دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِينَ» (2تيموثاوس 4: 16-18). كنا نتوقع أن يعاتب الرسول بولس المؤمنين الذين قادهم لمعرفة المسيح، والذين احتمل في سبيلهم آلاماً كثيرة، وقد تركوه في موقف صعب كان يحتاج فيه إلى إسنادهم النفسي والعاطفي والأدبي والمالي. ولكنهم تركوه وحيداً. ولكن ما أجمل قوله: « لاَ يُحْسَبْ عَلَيْهِمْ ». وأشاد بوقوف الرب بجانبه يقويه لتتم به الكرازة وتصل الرسالة للجميع. وليس ذلك فقط بل شهد أن الله سينقذه في المستقبل. لم يكن حساب الرسول بولس مثل حساب كثيرين اليوم! لم يحسب شيئاً على المقصرين في حقه، وحسب كل شيء لمجد الله!

(ج) نلتمس العذر للمخطئ:
عندما يسيء أحدٌ إلينا، يمكننا أن نحلل دوافعه بأسلوب إيجابي، فنلتمس له العُذر بقدر ما نستطيع. وأمامنا النموذج الصالح، الذي نرجو أن نصل إلى قياس ملء قامته، وهو يصلي لأجل المسيئين إليه، رغم أنه أحسن إليهم أعظم الإحسان: « «يَا أَبَتَاهُ، اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ» (لوقا 23: 34). وهذا ما يعلنه الرسول بولس: « لأَنْ لَوْ عَرَفُوا لَمَا صَلَبُوا رَبَّ الْمَجْدِ » (1كورنثوس 2: 8). وأمامنا نموذج آخر تعلَّم من المسيح، هو استفانوس الشهيد المسيحي الأول، الذي صلى لأجل اليهود وهم يرجمونه: « يَا رَبُّ، لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ» (أعمال 7: 60).
دعونا بنعمة الرب نتوقف عن الغضب الشديد والاحتداد المستعجل. لنبطئ غضبنا بنعمة من الرب، لنتمكن من تحليل الدوافع التي جعلت غيرنا يخطئ في حقنا. « إِذاً يَا إِخْوَتِي الأَحِبَّاءَ، لِيَكُنْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُسْرِعاً فِي الاِسْتِمَاعِ، مُبْطِئاً فِي التَّكَلُّمِ، مُبْطِئاً فِي الْغَضَبِ، لأَنَّ غَضَبَ الإِنْسَانِ لاَ يَصْنَعُ بِرَّ اللَّهِ » (يعقوب 1: 19، 20).

(د) قدِّر النتائج السيئة للاحتداد:
عندما يفيق الإنسان إلى نفسه بعد ثورة الغضب، يندم على كثير من الكلام الذي صدر منه، ويتذكر المثل الصيني: «الفم المُطبَق لا يدخله الذباب» كما يتذكر النصيحة القديمة: «إن كان الكلام من فضة، فالسكوت من ذهب» ويتذكر قولة الشاعر: «ولئن ندمت على سكوتي مرة، فلقد ندمت على الكلام مراراً».
لا يوجد شيء مستحيل مع الوصية. فحيث تكون الوصية، تكون هناك نعمة كافية لتنفيذها، لأن الرب هو مصدر الوصية ومصدر النعمة أيضاً، وهو يعرف ما نحتاج إليه من قبل أن نسأله.
 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 13198 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

امتحن نفسي يا الله،
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
واختبر كلامي وعلاقاتي مع الآخرين،
وسيطر بروحك القدوس على سلوكي.
أشكرك لأنك سامحتني على كل ما أسأتُ به
لملكوتك ولإخوتي ولنفسي. « إِلَيْكَ وَحْدَكَ أَخْطَأْتُ ».
عندما تُفلت أعصابي مني وأحتد،
اضبط لساني وأعطني محبتك.
ذكرني كم غفرت لي فأغفر أنا أيضاً،
وكم أطلت أناتك عليَّ فأُطيل أنا أيضاً أناتي على الآخرين،
فلا أحتد ولا أغضب باطلاً،
بل أنتصر بنعمتك على كل غضب أهوج،
وعلى كل سخط يضرُّني ويضر غيري ويضر ملكوتك.
واستجبني في شفاعة المسيح.
آمين.
 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:30 PM   رقم المشاركة : ( 13199 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

«الْمَحَبَّةُ لاَ تَظُنُّ السُّوءَ»
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


(1كورنثوس 13: 5)
هناك فرق بين الظن أن الآخرين أساءوا إلينا، والتأكد أنهم أساءوا إلينا فعلاً. ويعلمنا القول المبارك: « الْمَحَبَّةُ لاَ تَظُنُّ السُّوءَ » أن نتأكد من كل حقيقة قبل أن نُصدر حكماً فيها، لأن ظن السوء يؤذينا ويؤذي غيرنا. والمحبة لا تظن السوء لأنها تتأنى وترفق، فلا تصدر أحكاماً سريعة، بل تعطي نفسها فرصة لتتأكد.
قلنا إن كورنثوس الأولى 13، مزمور المحبة، يقع بين أصحاحين يتكلمان عن أصحاب المواهب الروحية التي نالوها كعطية من الروح القدس، فكأن الرسول بولس يقول لهؤلاء: يا أصحاب المواهب الروحية، لا تظنوا سوءاً في بعضكم البعض، لأننا كلنا أعضاء البعض، وأفراد عائلة واحدة رأسها المسيح. فلا تصدروا أحكاماً سريعة، بل تأنوا وترفقوا ببعضكم.

ما هو ظن السوء؟
ظن السوء هو أن نفسر كلمات وأفعال الآخرين تفسيراً سلبياً، وأن نحكم عليهم أحكاماً ظالمة دون أن تكون لنا أدلة على ذلك.

(أ) ننسب إليهم السوء في أقوالهم وأعمالهم وصفاتهم: وهذا يخلق في داخلنا من نحو الشخص الذي نسيء الظن به موقفاً فكرياً سلبياً يحدد معاملاتنا معه اليوم وغداً! وتظل الصورة السيئة لذلك الشخص عالقة في ذهننا بدون تغيير، لأننا نظن به السوء.

(ب) نتوقع السوء من الشخص الذي أسأنا الظن به: وكأننا نلبس نظارة سوداء كلما نظرنا إليه. ومهما أحسن التصرف فإننا نعزو حُسن تصرفه إلى غايات وأهداف شريرة. وما أن يحدث خطأ حتى يتبادر اسمه إلى فكرنا باعتبار أنه هو الذي ارتكبه، ونتنبأ دوماً بردِّ فعله الخاطئ على أي عمل صالح نقوم به. وأسوأ نتائج هذه الحالة أن صاحب الظن السيء عندما يتطرف في سوء الظن سرعان ما يحتاج لعلاج نفسي، لأنه يتعب من توقُّع خيانة الناس له، وطمعهم في ما يملك، وسرقتهم لما عنده، وارتكاب كل أمرٍ شرير يؤذيه!

(ج) ننمي أفكار السوء من نحو الآخرين: فنفسر مواقفهم البسيطة بتعقيد، ونلوِّن مواقفهم الرمادية اللون غير الواضحة بعد، باللون الأسود. ويزيد الأمر سوءاً حتى نفسر مواقفهم البيضاء بأنها سوداء.
لهذه الأسباب الثلاثة المؤلمة نحتاج إلى المحبة التي « لاَ تَظُنُّ السُّوءَ » لأنها تنقذ حياتنا الإيمانية والاجتماعية والنفسية، وتريحنا من المشاكل مع الذات والمجتمع. فالكتاب المقدس ليس كتاب أخرويات فقط، رغم أنه يتكلم عن مجيء المسيح ثانية والحياة الأبدية. لكنه كتاب الحاضر الذي يلمس حياتنا اليومية بما يوجه إليه علاقاتنا مع أنفسنا مع الآخرين.
 
قديم 21 - 06 - 2016, 07:30 PM   رقم المشاركة : ( 13200 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لماذا نظن السوء؟
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
(أ) ظن السوء موقف فكري من الإنسان نحو الآخرين، ربما نتج عن اختبارات سيئة سابقة. مثلاً، قد تتوقع خيراً كثيراً من إنسان، فيخيب أملك فيه، وعندها تبدأ في أن تسيء الظن به، وتحتفظ بصورة سيئة له في فكرك. وكأنك التقطت له صورة فوتوغرافية فكرية تبقى عندك بدون تغيير، مع أن الحياة فيلم متحرك وليست صورة ثابتة! ومثل هذا الظن السيء المبني على الماضي السيء يدمر لك الماضي، ويدمر لك الحاضر والمستقبل أيضاً! إن الذي يحبك قد يسيء إليك بعد ذلك، والذي أساءك مرة قد يبدي لك المحبة بعد ذلك. فلنكن منفتحين للآخرين، عالمين أن الحياة مواقف متحركة، وليست مواقف ثابتة متوقِّفة.
(ب) وقد يكون ظن السوء نتيجة تفسير المواقف والحكم عليها حكماً سريعاً، بدون قضاء وقت كافٍ للتحليل المنطقي، وبدون أن نتأكد من مصادر المعلومات التي وصلتنا بخصوصها. والمفروض أن يطيل الإنسان أناته قبل إصدار الأحكام.
(ج) ويمكن أن يكون ظن السوء نتيجة الاستماع لآراء الغير في أشخاصٍ لم يسبق لنا أن تعاملنا معهم شخصياً، فنقبل تلك الآراء ونصدق تلك الأحكام من غير فحص. وفي معظم الأحيان تكون الآراء والأحكام سلبية، فتكون للآخرين عندنا صورة سيئة، لا لأننا تعاملنا معهم، لكن لمجرد أننا سمعنا عنهم أخباراً سلبية. وبهذه الطريقة تتدمر صورة الناس في أذهاننا، فنتعَب ونُتعِب الناس.

 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024