21 - 06 - 2016, 05:55 PM | رقم المشاركة : ( 13161 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تناقض رداء يسوع هل كان قرمزيا أم أرجوانيا؟
الرد علي تناقض رداء يسوع هل كان قرمزيا أم أرجوانيا؟ عندما خضع يسوع للمحاكمة قبل الصلب .يخبرنا متي انه كان يرتدي رداء قرمزياً متي 27 : 31 بينما في مرقس ويوحنا يخبرونا ان الرداء كان أرجوانياً مرقس 15 : 17 و يوحنا 19 : 2 .فهل هذا تناقض يخبرنا احدهم انه رداء قرمزي والاثنين الاخرين ارجواني ؟ وعلينا ان نعرف انهم ليسوا نفس الالوان . يجيب علي هذا السؤال Matt Slick قائلاً :- “قبل الاجابة علي هذا السؤال اولاً يجنب ان ندرس الالوان جيداً وتاثير الاضاءة علي الالوان وفيما يلي صوره لتوضيح كلاً من اللون القرمزي والارجواني تحت ظلال واضائات مختلفة . مصاحب لهم الاكواد الخاصة بهم .فالجزء بالاعلي هو اللون بشكل مباشر والصورة الاسفل هو نفس العرض للون لكن في اضاءة مختلفة وتحت ظل مختلف .فالظل هو محاكاة الاضاءة الخافتة .(كما في الصورة التي بالاسفل ) والتي قد يكون مشابه للحاله للرداء داخل القصر الخاص ببيلاطس . ويتابع مات قائلاً كما ترون الالوان بالفعل مختلفة من حيث الاضاءة لكن اللون القرمزي الداكن مشابه جداً للارجواني القاتم في حالة الاضاءة السيئة .ويكون اقل وضوحاً من بقية الالوان التي تظهر بشكل اغمق . المرجع Slick, M. Was the robe of Jesus Scarlet or Purple |
||||
21 - 06 - 2016, 06:15 PM | رقم المشاركة : ( 13162 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ما اعظم أعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت (مزمور24:104) الخلية العجيبة وانواعها في الاحياء The Cell & D. N. A. جمع وتنسيق د. جورج رشيد خوري كتب الوحي المقدس بواسطة ارميا النبي قوله : "هكذا قال السيد الرب لا يفتخرن الحكيم بحكمته ولا يفتخر الجبار بجبروته ولا يفتخر الغني بغناه بل بهذا ليفتخرنَّ المفتخر بانه يفهم ويعرفني اني انا الرب الصانع رحمة وقضاء وعدلا في الارض لاني بهذا أسر يقول الرب" (كتاب التوراة سفرارميا 9: 22 )وكتب ايضا: "خزي الحكماء ارتاعوا وأُخذوا. ها قد رفضوا كلمة الرب فأي حكمة لهم" (ارميا 8: 9) يركز الكتاب المقدس في عهديه القديم والجديد معا, على ان "ايلوهيم", وهو الله الواحد الجامع سبحانه, هو خالق الكل بابنه المسيَّا(راجع التوراة تك2:1 ومز30:104وام4:30واش12:48-16والانجيل مت 19:28ويو1:1-5وكو16:1و2كو13: 14وعب8:1-12) الخ. فيسأل الوحي في كتب موسى والانبياء لتعليمنا قائلا: "من صعد الى السموات ونزل, من جمع الريح في حفنتيه, من صرَّ المياه في ثوب, من ثبَّتَ جميع اطراف الارض, ما اسمه وما اسم ابنه ان عرفت"؟؟؟؟؟؟! (راجع سفر أم 4:30). وينذرنا الوحي المقدس بواسطة عبده داود في القديم ايضا فيقول: "فالآن يا ايها الملوك تعقلوا تأدبوا يا قضاة الارض. اعبدوا الرب بخوف قبلوا الابن لئلا يغضب فتبيدوا من الطريق لأنه عن قليل يتقد غضبه. طوبى لجميع المتكلين عليه"( راجع مزمور12:2). إلا إن هناك افكارا ونظريات جديدة طرأت كغيرها على المجتمع في هذه الايام الاخيرة وقد صُنِّفَ البعض منها افكارا علمية. من بينها النظرة الداروينية وهي النظرة التي أُطلقَ عليها من البعض في ذلك الحين"النشوء والارتقاء". مفادها ان الكون وما فيه قد نشأ وارتقى الى ما هوعليه الآن, دون تدخلٍ من كائن ما. وذلك, كما يدَّعون نتيجةً للتصادمات الالكترو-مغناطيسية المتكررة في الاجواء طيلت قرون لا يحصىعددها. وانه ليس من الضروري الافتراض أن هناك خالق ومعتنٍ. وقد نظر اليها البعض في ذلك الحين بجدية, على اعتبارٍ انها نظرية علمية أكاديمية محترمة. ولكن هل هي كذلك؟. يكتب الوحي المقدس:"قال الجاهل في قلبه ليس اله. فسدوا ورجسوا رجاسة. ليس من يعمل صلاحا ليس ولا واحد" (مزمور1:53.والانجيل رومية 12:3). ويكتب الوحي ايضا: "لان غضب الله معلن من السماء على جميع فجور الناس واثمهم الذين يحجزون الحق بالاثم.اذ معرفة الله ظاهرة فيهم لان الله اظهرها لهم. لان اموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية ولاهوته حتى انهم بلا عذر.لانهم لما عرفوا الله لم يمجدوه او يشكروه كاله بل حمقوا في افكارهم واظلم قلبهم الغبي.وبينما هم يزعمون انهم حكماء صاروا جهلاء" (الانجيل رومية1: 18-22).وكتب الرسول ايضا من كلمات الرب: "سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء. أين الحكيم أين الكاتب أين مباحث هذا الدهر.ألم يجهِّل الله حكمة هذا العالم. لانه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة"(راجع الانجيل 1كو19:1-25). هذا.وإن في ايامنا هذه والشكرلله, قد اصبح ينتشر في انحاء العالم علماء مؤمنون مختصون كثيرون شهادتهم هي ان العلم الصحيح لا يناهض الدين الصحيح. فقد كتب بعض هؤلاء الافاضل: "ان نظرية النشوء والارتقاء, هي نظرة بعيدة عن العلم والمنطق السليم . ذلك لانها لم تثبت امام امتحانات العلم الصحيح والاختبار الصادق ". لذا فلم يتبناها في حينها, سوى بعض الذين كانوا يفتشون عن بديل لله في خليقته, وقد انتهى امرها حيث وُلدت. هذا ولكن للأسف ما زال يوجد حتى اليوم بعضا من هؤلاء المدعوين اساتذة علوم في بعض المدارس , يجدون لهم آذانا صاغية بين تلاميذ بسطاء, من شأنها ان تبلبل الافكار. "الذين",كما يكتب رسول المسيح بولس عن مثل هؤلاء, "هم اصحاب العلم الكاذب وكلمتهم ترعى كآكلة" (راجع الانجيل1تي20:6و 2تي17:2). وقد حذرنا الرسول بولس بقوله :"انظروا ان لا يكون احد يسبيكم بالفلسفة وبغرور باطل حسب تقليد الناس حسب اركان العالم وليس حسب المسيح" (كو8:2). وقد جاء في كتاب "تصدع مذهب داروين " صفحة 113 ما خلاصته: "ان الادلة على وجود الله الخالق كثيرة جدا ولكن اوضحها واسهلها فهما ما يسمى بدليل القصد او الغاية . ويُعرف بدليل بالي وهو فيلسوف انكليزي اثبت وجود الله من العقل فكتب: ان كل آلة لها صانع . وان دراسة تشريح العين مثلا يبين لنا غاية واضحة وقصدا بيِّنًا, وهي انها صنعت للنظر. ودراسة تشريحها يبين لنا انها صنعت على مثال عجيب. ولا يعقل وجود آلة, أو آلاة معقدة كهذه, لها مثل هذه الدقة في الغرض الذي تؤديه, دون ان يكون لها صانع صممها بحكمته ونفذها بقدرته حتى تأتي بمثل هذه الدقة بالاعمال" . علم وترتيب سابق ويكتب الاستاذ العالم كيونو الفرنسي ايضا في كتاب تصدع مذهب داروين صفحة 176: "ان كل الاشياء التي حدثت وتحدث تدل على علم وترتيب سابق حدَّدَ لها طريقا معينا, وجعلها تسيرعليها سيرا متصاعدا".وهذا القول يتفق مع اقوال كثيرين من العلماء الذين يرون في تدرج نشوء الكائنات الحية وارتقائها , دليلا آخر على وجود الخالق سبحانه وعنايته الدائمة.كما يكتب الوحي المقدس بخصوص الرب يسوع المسيح قوله :"الذي هو صورة الله غير المنظور بكر كل خليقة. فانه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الارض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا ام سيادات ام رياسات ام سلاطين.الكل به وله قد خلق.الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكل وهو راس الجسد "الكنيسة"(راجع الانجيل كو15:1-18). النمو الجنيني وفي صفحة 178 و179 يكتب الفيلسوف الالماني والعالم البيولوجي الشهيرالاستاذ -هانس درايش- في صدد النمو الجنيني: "انه لا يمكن للعوامل الطبيعية وحدها ان تفسر لنا النمو الجنيني في داخل امه". ويكتب الاستاذ آرثر طمسن ايضا: "انه لا يمكن لانسان غير مغرض شاهد نمو الجنين عن كثب, ولاحظ حركاته المختلفة وتنوع اجزائه وهو في رحم امه, الا ان يقول: ان الجنين يبدو لنا كأنه يسير لغرض معين بحكمة وعناية صانع الكون"اعداد الطعام المناسب في الأم قبل وبعد الولادة وقد جاء في كتاب - نظام التعليم-مجلد اول صفحة 144: "ان الاجهزة الظاهرة في تركيب الحيوان لا تحصى. وكلها تبين حكمة صانعها. وتابع : لاحظ احتياج كل نوع من الحيوانات على حدته عندما يبدأ حياته في داخل امه. من ذلك اعداد الطعام له قبل ولادته. ففي ذوات الثدي مثلا يكبر الثديان قبل الولادة ويعد الحليب مشبعا بالبروتينات اللازمة مبدئيا لبنيانه, من ثم بعد وقت قليل من الرضاعة يضاف اليها تلقائيا في صدر الام السكريات اللازمة لاجل الطاقة. متمشيا في الزيادة طبقا لتطور جسم الطفل ونموه. حتى يجد هذا المولود طعاما متدرجا وهوعلى غاية ما يكون من المناسبة لاجل تغذيته في كل اطوار طفولته. خصوصا في الكائنات التي تبيض فاننا نرى جرثومة الجنين محاطة بالمح - اي البياض-فيتغذى منه وينمو به رويدا رويدا الى ان يستهلك جميع المواد الغذائية داخل البيضة فيخرج منها مستعدا لنوال طعامه على وجه آخر. وان هذا الاعداد لا يأتي تلقائيا بل من تدبير خالق لا نهاية لحكمته اعظم جدا من ادراكنا المحدود. لا من الام التي لا علم لها بكل ما يجري في داخلها سوى انها حامل وكفى". نرجع ونكرر مع داود الملك: "ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمت صنعت", آمينعبقرية الحياة وقد جاء في كتاب "الانسان ليس وحده" أو "العلم يدعو الى الايمان" ما خلاصته : "فهذه الحياة التي قد اعدت الارض لتوجد عليها, من نبات وحيوان وانسان. من رسم لها طريقها وحدد لها اهدافها ؟؟. من الذي يجعلها تستخدم طاقة الشمس, وتهيمن على كافة العناصر وتحلها, وكمثال ذكي تصوغها من جديد في اشكال شتى من نبات وحيوان وانسان ؟؟ ومن الذي يجعلها كفنان تخط كل ورقه في كل شجرة, وتلون الازهار والثمار وريش الاطيار. ومن الذي يجعلها كموسيقي تعلم الطير كيف يغرد, والانسان كي يعزف, من الذي يجعل الحياة كمهندس,فهي تصمم سيقان كل كائن حي وعضلاته وروافعه ومفاصله وقلبه الذي يخفق دون كلل. من علم الحياة كيف تمدد تمديداتها الكهربية في كل الجسد لاتمام دورته الدموية الكاملة ؟ ومن الذي يجعلها ككيماوي, فهي تهب المذاق للفواكه والتوابل, والعطر للزهور ؟. ومن الذي يجعلها كعالم رياضيات فهي تسن للزرع والانتاج قواعده الحسابية الثابتة في عالم النبات والحيوان والانسان ؟ ومن الذي يجعلها كراعية تدر اللبن للصغار بوحي امومة لا شعورية, وتجعل الحمل فرحا بالحياة فيرتع ويقفز وهو لا يدري لماذا ؟. ومن الذي يجعل الحياة تلون عيني الطفل وتمنحهما بريقا ، وتصبغ خديه بالحمرة وتبعث بالضحك الى شفتيه ؟ وتحبوه بحنان الأم الواعي؟". من ؟ من غير الله الحي صاحب الفكر الثاقب واليد الطولى والقلب الكبير؟. مقالة في جسم الانسان ويكتب الدكتور-لويس ايفنس- في كتابه "السيد الذي ينشده الشباب"- ص51 تحت مقالة في جسم الانسان, يقول: "ان في جسم الانسان 250 عظمة تتحرك بدقة عجيبة بواسطة الوف العضلات بل ملايينها. وفي العين وحدها 400 مليون مخروطة صغيرة و300 مليون من الالياف ونصف مليون عصب دقيق.و.و. وكلها تتحرك معا بدقة متناهية وبدون اي الم سوى عند المرض وفي حالات طارئة. وهناك مليارات الافران في الجسم هي الخلايا نفسها تحرق الغذاء لتوليد الطاقة, وعدد كبير من المؤكسدات الصغيرة. كما نجد ملايين من الكراة البيضاء التي تضحي بنفسها وتموت في حربها ضد الامراض, والرئتين اللتين تعملان ليلا ونهارا عل تنقية الدم, والقلب الصلب والامين, فهو يدفع 280 الف طن من الدم سنويا ليصل الى اجزاء الجسم المختلفة". حقا ان الله وحده يستطيع ان يصنع هذا كله, وقد صنعه من ارخص المواد, كما اختار الرب كنيسته من ارخص البشر, من المزدرى بهم وغير الموجود ليبطل الموجود, كما عبر عن ذلك الرسول بولس (راجع1كو27:1). فحقا نستطيع ان نكرر على الدوام قولنا مع داود النبي قوله :" ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت" آمين (مزمور24:104) وقد صرح العلامة فيالتوناحد اساتذة علم التشريح والحياة وهو من المؤمنين المشهورين : "ان كلمة الخلق, التي استبعدها بعض العلماء من لغة علم الحياة, يجب ان تعود وتحتل مكانها الاول. لتفسر لنا على الاقل تلك الحقيقة التي لا يمكن انكارها وهي ان العالم يظهر لنا وحدة كاملة منظمة منسقة خاضعة لارادة عاقلة . والعلم بتقدمه اليوم اثبت وجود هذا الترتيب والقصد والتناسق بكل مجالاته العظيمة من اصغر الكائنات الحية المايكروسكوبية الى اكبرها. فوجود الخالق هو اعظم استنتاج توصل اليه البشر". ويقول العالم الالماني الشهير" فون رينكه" في كتابه (صفحة 178 ) : "اذا سلمنا ان المادة الحية اتت من المواد الغير حية في زمن من الازمنة فاني اعتقد ان عقيدة الخالق والخلق والعناية تبقى هي النظرية الوحيدة التي يقبلها المنطق السليم ويرتاح اليها عقل الانسان". ويكتب العالم البيولجي الدكتور سيسل هامان في كتابه "الله يتجلى" (صفحة 141): "اينما اتجهت ببصري في دنيا العلوم رأيت الادلة على التصميم والابداع, على القانون والنظام , على وجود الخالق الاعلى. فعندما نذهب للعمل ونفحص قطرة من ماء المستنقع تحت المجهر لكي نشاهد سكانها فاننا نرى احدى عجائب الكون . فتلك الاميبا تتحرك في بطء وتتجه نحوكائن صغير فتحوطه بجسمها فاذا به في داخلها , واذا به يتم هضمه وتمثيله داخل جسمها الرقيق. بل اننا نستطيع ان نرى فضلاته تخرج من جسم الاميبا قبل ان نرفع اعيننا عن المجهر. واذا لاحظنا هذا الحيوان فترة اطول , فاننا نشاهد كيف ينشطر جسمه شطرين . ثم ينموا كل من هذين الشطرين ليكون حيوانا جديدا كاملا. تلك خلية واحدة تقوم بجميع وظائف الحياة التي تحتاج الكائنات الاخرى الكبيرة في ادائها الاف الخلايا او بلايينها . لا شك ان صناعة هذا الحيوان العجيب الذي بلغ من الصغر والحيوية حد النهاية , تحتاج الى اكثر من مصادفة". الساعة الكبرى وقال الاستاذ جينس وهو من اعاظم الفلكيين : "ما الكون الا ساعة دقيقة, اكثر مما يستطيع ان يتصورها اذكى انسان, تسير بنظام دقيق ثابت, جاء العلم فوجدها , لكنه لم يعرف من صنعها له او اوجدها. ولا من ملأها بادارة زنبركها. غير ان ثبات الكون كله ونظامه متوقف على ثبات ناموسها ونظامها, وهذان يدلان على وجود قوة عاقلة , منظمة وضابطة وراءها هو الله سبحانه". الخلية والتشريح الحديث قال احد علماء التشريح الحديث: "أنه ليس في المستطاع فهم الكائن الحي بمجرد دراسة جسم ميت. لان انسجة الجثة الهامدة قد جردت من الدم الذي يدور فيها وكذلك من وظائفها. ويتابع ان العضو الذي يفصل عن وسيطه المغذي له - اي الدم -يجرد من وظيفته, فكأنها لا توجد على الاطلاق. فالدم يجري في كل جزء من العضو الحي. وهو ينبض في الشرايين فينساب فى العروق ويملأ الاوعية الشعرية ويغرق جميع الانسجة في المادة الليمفاوية الشفافة . ومن ثم فلكي نفهم هذا العالم الداخلي كما هو. لا مفر لنا من الاستعانة بفنون اكثر دقة من اساليب التشريح الكلاسيكي وعلم الدراسة الميكروسكوبية للانسجة.وبالتالي علينا اولا ان لا نفصل الخلايا عن الوسيط, والوظيفة عن البنيان كما يفعل علم التشريح اليوم. وعلينا ثانيا ان ندرس اعضاء الكائنات الحية كما ترى اثناء العمليات الجراحية لا بعد الموت وانعدام الحياة". تصرف الخلايا "تتصرف الخلايا في داخل الجسم كحيوانات مائية صغيرة تسبح في وسيط مشبع بالاوكسجين والغذاء. وهذا الوسيط يشبه ماء البحر , ولكنه يحتوي على كمية اقل من الاملاح , وتركيبه اكثر دسما وتنوعا من ماء البحر , وكرات الدم البيضاء ,والخلايا التي تغطي جدران الاوعية الدموية والليمفا ,تشبه سمكا يسبح بحرية في اعماق المحيط او يستقر مفرطحا فوق قاعه الرملي".الانسجة والاعضاء "تتجمع الخلايا في جمعيات يطلق عليها الانسجة والاعضاء , ولكن تشبيه هذه الجمعيات بجمعيات البشر والحشرات مسألة ظاهرية فقط, لأن فردية الخلايا ليس لها اي معنى ملحوظ بالنسبة لعملها بين الجماعة . ان دراسة جماعة الخلية كمجموعة هو اكثر تقدما وافادة من علم دراسة وظائف الخلية كفرد.. لقد عرف علماء التشريح والفزيولوجيا الصفات المميزة للانسجة والاعضاء , اي جمعيات الخلايا , منذ امد بعيد , ولكنهم نجحوا حديثا فقط في تحليل صفات الخلايا انفسها والاجزاء التي تتكون منها الاتحادات العضوية. ولقد كشفت هذه الخلايا عن نفسها وعما وهبها الله من قوى لا يرقى اليها الشك انها ذات صفات مذهلة.. ومع ان هذه الصفات تقديرية في احوال طبيعية , الا انها تصبح حقيقية تحت تاثير المرض عندما يتعرض الوسيط العضوي, اي الدم , الى تغييرات طبيعية - كيميائية معينة. وهذه الصفات مجتمعة تمد الانسجة عند المرض بقوة على بناء الجسم الحي اكثر بكثير من تلك التي تمده بها منفردة" . الخلية العجيبة والانسان* ان الانسان او الحيوان ام النبات ينشأ من خلية واحدة, من ثم تنقسم هذه الخلية الى خليتين. وهاتان الخليتان تنقسمان بدورهما الى اربعة خلايا. ويستمر هذا التقسيم دون توقف. وفي اثناءحدوث هذه العملية من احكام تركيب المخلوق يحتفظ الجنين بالبساطة الوظيفية للبويضة. ويبدو ان الخلايا تعي وحدتها الاصلية ولا تنساها, حتى عندما تصبح عناصر جمهرة لا يحصيها عدد. انها تعرف من تلقاء ذاتها الوظائف المطلوب منها تأديتها في الجسم كوحدة. فلو اننا زرعنا خلايا ابثيلية لعدة اشهر, وهي بعيدة عن الجسم الذي تنتسب اليه, فانها تنظم نفسها تنظيما يشبه الفسيفساء.كما لو كانت ستحمي سطحا. مع ان هذا السطح يكون غير موجود. كذلك كريات الدم البيضاء التي تعيش في قنينة, تبذل قصارى جهدها للفتك بالجراثيم بالرغم من عدم وجود جسم تتولى حمايته. وذلك لأن المامها الفطري بالدور الذي يجب عليها ان تلعبه في الجسم ان هو الا وسيلة للبقاء. فلو ان عددا قليلا من الكريات الحمراء انساب من قطرة من الدم وضعت في سائل البلازما, وكونت مجرى دقيقا, فانها سرعان ما تنشيء لهذا المجرى شاطئين. ولن يلبث هذان الشاطئان ان يغطيا نفسيهما بخويطات من الليف, ويصبح المجرى انبوبة تنسال فيها الكريات الحمراء, مثلما تنسال في وعاء دموي, وتحيط نفسها بغشاء متماوج. وفي هذه الاثناء يتخذ مجرى الدم مظهر وعاء شعري مغلف بطبقة من الخلايا القابضة. وهكذا فان الكريات الحمراء والبيضاء المعزولة, تستطيع ان تنشيء قطاعا صغيرا من جهاز الدورة الدموية. بالرغم من عدم وجود قلبا ودورة دموية, او انسجة لترويها".ان الخلايا اشبه بالنحل الذي يبني عيونه الهندسية, ويفرز عسله ويطعم اجنَّته كما لو كانت كل نحلة تعرف الحساب والكيميا, وتعمل مجردة من كل انانية لمصلحة المجموع كله.وما ذلك الميل التلقائي لتكوين الاعضاء بواسطة الخلايا الانشائية الا فروضا لا يمكن تفسيرها على ضوء افكارنا وآرائنا البشرية مهما طال الزمان. فنون غريبة عن العقل البشري ويكتب الدكتور الجراح الكسيس كاريل الحائزعلى جائزة نوبل(1939) لابحاثه الطبية الفذة المتعلقة بالقلب الميكانيكي, وقد قضى ايامه رئيسا لجمعيات علمية كبيرة في باريس ونيويورك ما خلاصته : "ان كل عضو في الجسم يبني نفسه بفنون غريبة جدا عن العقل البشري. فهو لا يصنع نفسه من مادة غريبة عن نفسه, كما نصنع نحن منازلنا من الاحجار والاخشاب وغيرها مثلا. بل يبني نفسه من نفسه ذاتها,كما من حجرسحري واحد, يتولى صنع قوالب واحجار سحرية اخرى. تكون مختلفة عنه في الشكل والحجم والنوع حسب الحاجة. وهذه الاحجار لا تنتظر رسومات المهندس المعماري, ولا مجيء بنائين وفعلة ليضعوها بروابط في مكانها, ولكنها تجمع نفسها فتكون جدراناً.كما انها تتحول ايضا الى اخشاب والى نوافذ والى دهان وزجاج. والواحا للسقف, ومدفئة, وفحم للتدفئة, وما يحتاجه المطبخ والحمام. وينمو العضو بوسائل, اشبه بتلك التي تنسب الى الجنيات في القصص الخرافية. التي كانت تروى للاطفال في الايام الخوالي. فالخليه الواحدة تَصنع من نفسها المواد والبيت والمهندس والعمال وتقرر حجمه. فلا يوجد في ورشة العمل سواها فهي الاول وهي الآخر في كل جسم. انسانا كان ام حيوانا ام نباتا ". نرجع ونكرر: "ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت".آمين. الخلية والجنيِّس ( اي حامل النسل). ويكتب الدكتور كاريل ايضا: "ان الخلية على الرغم من ضآلتها وبساطتها فانها جسم شديد-------------------------- *ان العالمان "واطسن وكريك" وهما من اهل الاختصاص, يتقدمان هنا في (بريطانيكا انسايكلوبيديا)بشرح نموذجي للمادة التناسلية تجينس وتَقَنِيَّتِها الكاملة بالتناسخ المعقول مع التجينات (ال د ن أ dna) في الخلايا فيكتبان : ان الترابط الثنائي التام لجزيئة (ال د ن أ ) وكيفية انحلال التراكب الذري في هذه المادة, يشمل ايضا اضمحلال روابط ذرة الهايدروجين من بين المركبات الذرية النيتروجينية الثنائية .ويدور البحث في انه عند وجود وحدة نيوكليوتايد, (وهي جزئية مركبة من (كلس+ سكر + فوسفات ) بجوار جزئية ( ال د ن أ )في الخلية يحدث اتحاد بين المركبين. يؤلف مادة سكرية خاصة (تدعى بوليميرايز), وهي مادة تساعد على التوالد وتقوية الفوسفات في ال (د ن أ ). وهذه المادة السكرية يمكن اصدارها ايضا من خلايا البكتيريا وهي, "الإيكولي" , مادة بكتيرية وجراثيم , اثناء عملية التمثيل التوالدي. وان الاطلاع على آخر التطورات والانجازات في حقل علم الاحياء, لهو أمر ممتع للغاية.فجزيئة ( dna) د. ن. أ.) هي مثال واضح على عطمة الله الخالق سبحانه. فان هذه الجزيئة( dna) والتي لا تشكل سوى جزء بسيط جدا من خلية الاحياء, تبرز فعاليتها كحافظة للمعلومات في الانسان من خلال مقارنتها برقاقة الكومبيوترالحديث . فلو اردنا خزن المعلومات المتوفرة في مكتبات العالم بواسطة الرقاقات الالكترونية, سوف نحتاج كما قرأنا اعلاه الى خط منها يصل بنا من الارض الى الشمس ذهابا وايابا. بالمقابل, اذا اردنا خزنها في جزيئات ( dna) يكفي في هذه الحال القليل القليل منها, فان مادة اال( dna) هي فعالة ملايين المرات اكثر من ادوات الانسان ذات التقنية العالية والمصنوعة من السيليكون الشديد الفعالية, التي يعملعليها الكومبيوتر ويكتبون ايضا: إذا جمعنا اربعة انواع او جزئيات مختلفة من وحدة نيوكليوتايد, مع جزئية معينة من ال (د ن أ )فلا بد من ان يَتَكَوَّن عدة نسخات عن نفس تلك المادة عينها. فان جزيء ال د ن أ. الآتي من حيوان معين, يتوالد الى د. ن. أ. ايضا, آخذا نفس الحيوان وطبيعته. ومن التجارب للعالمِين "ميسلون واستال" على الجزيء"الايكولي"البكتيري في عام(1958)كان الاستنتاج ان الجزيء الجيني يُنسخ بإطارين ثنائيين كاملين. إطار قديم وإطار جديد. ووظيفة القديم منهما هي ان يكون إنموذجا تبنى عليه خلية التكوين للإطار الجديد, وهو ان هذه الصفة هي الكروموزوم, الصبغة التكوينية في الخلية, التي تنقل مزايا الخلايا القديمة نفسها الى الخلايا الجديدة. فخلية الانسان تتألف طولا من مترين, ومن نقاط تمثل مركَّبات ذرية لكل خلية. وان جسم متوسط الانسان يشكِّلُ خطا متواصلا من هذه المركبات الجينية, يمكن ان يصل من الارض الى الشمس, وايابا منها .هذا اذا مغطنا هذه المركبات من شكلها الحلزونية, الى خط افقي او عمودي. وهذه المسبحة الحلزونية لها (140) اطارا مزدوجا من الصبغة التكوينية ( الكروموزوم ). وهناك ايضا خطا يحتوي على ما يقرب من 100 مركَّب جيني ثنائي يدعى الجامع فيما بين الحبيبات البروتينية في هذه المسبحة الحلزونية. وهذا الجامع هو لين للانعكاف, لأن يحصر نفسه في أيٍّ من هذه الحلقات الجينية. نرجع ونكرر: ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت (إقرأ مزمور 13:139-18). ------------------------ التعقيد. انها قطرة من الهلام (الجيلاتين) يحيط بها غشاء قابل الاختراق وقد اصبح بالامكان اليوم التقاط افلام للخلايا وتكبيرها الى درجة انها تصبح اكبر من الانسان حينما تعرض على الشاشة, وعندئذ تكون جميع اعضائها مرئية. ان معظمها فراغ وتسبح في وسطها نواتها وهي على شكل منطاد مرن الجدران مملؤ بهلام شفاف عديم الحركة. وانك ترى في هذا الهلام نواتين تتغيران بدون توقف , وتوجد حول كل نواة حركة عظيمة لذرات صغيرة يَطلق عليها العلماء اسم جهاز غولجي تتصل وظيفته بتغذية الخلية. كما ان كريات اكبر لاتفتأ تشق لها طريقا متعرجا عبر الخلية الى اقصاها. بيد ان الاعضاء الاكثر اعتبارا فيها هي الحبيبات الدقيقة والشعيرات الطويلة** التي تشبه الثعابين, او البكتيريا, وجميعها تنزلق راقصة ومتماوجة بشكل دائم في المسافات الخالية من جسم الخلية "*.وزاد قائلا : "ان هذا التعقيد في بنيان الخلية الحية محير ومدهش للغاية, ومع ذلك فان تركيبها الكيميائي ما زال اكثر تعقيدا. فان النواة التي تبدو كانها خالية تماما تحتوي على مواد ذات طبيعة مدهشة حقا. ولا شك في ان البساطة التيينسبها الكيماويون الى تكوينها مجرد وهم. اذ الحقيقة هي ان مادة النواة تشمل الجنيس ذاته ( الوارث للاصل) وهي تلك الكائنات الغامضة التي لا يعرف العلماء عنها شيئا سوى انها الاتجاهات الوراثية لخلايا الانسان والحيوان وكل ذي حياة. فمن ثم فان التركيب الكيميائي للنواة يجب ان يكون على اعظم جانب من التعقيد لا بسيطا كما يقال. والجنيس (الوارث للاصل) غير منظور فيها, ومع ذلك فاننا نعرف انه يأوي الى الكروموسومات, تلك الاجسام المستطيلة,التي ترى بوضوح في سائل النواة الصافي عندما توشك الخلية على الانقسام. ففي هذه اللحظة تكون الكروموسومات جماعتين بشكل قد يكون واضحا , وتتحرك هاتان الجماعاتان مبتعدتين احداهما عن الاخرى, وفي اللحظة ذاتها تهتز الخلية بعنف وتقذف بمحتوياتها في جميع الاتجاهات ثم تنقسم الى قسمين. وهذان القسمان-اي الخلايا الابناء-تنسحب احداهما عن الاخرى بينما تظل مرتبطة ببعضها بواسطة شعيرات مطاطة, وتتمدد هذه الشعيرات ثم لا تلبث ان تستسلم , وهكذا يكتسب عنصرا الجسم الجديدان ذاتيتهما الفردية". انواع الخلايا وتجانسها الخلايا, كالحيونات, تنتمي الى اجناس مختلفة , وهذه الاجناس , او الانواع , تعين بصفات تكوينها ووظائفها المميزة لها. انها تبرز من حقول مختلفة , مثل غدة الثايارويد والطحال والجلد والكبد..الخ. ولكن مما يدهش له ان الخلايا التي تنشأ من المنطقة نفسها قد تتخذ انواعا مختلفة في فترات متعاقبة من الزمن...ان جسم الانسان غير متجانس في الاتساع , ويمكن تقسيم انواع الخلايا التي تبني الجسم الى طبقتين تقريبيتين . الخلايا الثابتة التي تكوِّن اتحاداتها الانسجة والاعضاء, والخلايا المتحركة والرابطة التي تسير في الجسم كله.. الخلايا الرابطة والابيثيلية النبيلة "تنتمي انواع الخلايا الرابطة والابيثيلية النبيلة الى فصيلة الخلايا الثابتة. والخلايا الابيثيلية هي انبل العناصر الموجودة في الجسم... انها تكوِّن الدماغ والجلد وغدد الاندوكرين..الخ. وتكون الخلايا الرابطة اطار الاعضاء.. انها كائنة حقا في كل مكان.. وتظهر حولها مواد مختلفة كالغضروف والعضلات والاوعية الدموية والاعضاء والالياف المرنة التي تكسب الهيكل والعضلات والاوعية الدموية الصلابة والمرونة اللتين لامناص منهما لتادية وظائفهما. بالاضافة الى ذلك فانها تحدث التغييرات الطبيعية التي تحدث ابان دورة الحياة في العناصر القابضة , وتلك هي عضلات القلب والاوعية والجهاز الهضمي كله كذا جهاز الحركة. وعلى الرغم من ان الخلايا الرابطة والابيثيلية تبدو غير متحركة وتعرف بانها ثابتة, الا انها تتحرك كما ثبت ذلك من التصوير السينمائي. بيد ان حركتها بطيئة. انها تنزلق وتجذب معها نواياتها التي تنتشر في كومة سائل . كما انها تختلف اختلافا ملحوظا عن الخلايا المتحركة" الخلايا المتحركة وكرات الدم البيضاء : “ ان الخلايا المتحركة تشتمل على انواع مختلفة من كرات الدم البيضاء ومن الانسجة. وحركتها سريعة. وكرات الدم البيضاء تتميز باستيعاب نويات عديدة تشبه الاميبا ( ذو خلية واحدة يتوالد بالانقسام الذاتي ايضا). وتزحف الحويصلات الليمفاوية ببطء اكثر مثل الديدان الصغيرة , اما الكبيرة منها وهي الحويصلات المفردة , فلها شكل الاخطبوط , وهي تخرج اعضاء حس طويلة من مادتها كما تحيط نفسها ايضا بغشاء رفيع متماوج. وبعد ان تغلف الخلايا الميتة والجرا ثيم في ثنيات غشائها فانها تبيدها جسميا. وتتميز انواع الخلايا بطريقتها في الحركة وفي اتحاد احداها مع الاخرى وشكل مجموعاتها ودرجة نموها واستجابتها لمختلف الكيماويات والمواد التي تفرزها والطعام الذي تحتاجه كما تتميز بشكلها وبنيانها.. وقد بدا ادراكها بشكل اوسع يحل محل التعاريف المشكوك فيها التي وضعها التشريح الكلاسيكي لها".قوانين تنظيم الخلايا "ان قوانين تنظيم كل مجموعة خلايا -اي كل عضو من اعضاء الجسم - مستمدة من هذه الخصائص العنصرية. ولو كانت خلايا النسيج تملك فقط الصفات التي ينسبها علم التشريح لها, لما كان في استطاعتها ان تنشيء جسما حيا, بيد انها وهبت من الله جل جلاله قوى اكثر علوا وسموا , ولكنها لا تظهرها جميعا. والى جانب كل هذا النشاط , فانها تملك قوى اخرى تكون مخبأة عادة , ولكنها تصبح فعالة عندما تستجيب لتغييرات كيماوية معينة في الوسيط - الدم -. وهكذا تتاح لها فرصة علاج الحوادث الغير متوقعة ابان الحياة العادية او اثناء المرض... فالجسم كل جسم هو عبارة عن وحدة محكمة متحركة يتحقق اتزانه بواسطة الدم والاعصاب التي تصل بين جميع انواع الخلايا . ولا يمكن تصور وجود الانسجة دون وجود وسيط سائل في اي جسم كان" , خطيئة هيجل وقد قال احد علماء عصرنا الحاضر , لقد اخطأ هيجل خطيئة لا يستهان بها عندما ظن انه اذا اعطي عمرا طويلا وموادا كيماوية معينة وهواءا صالحا, يسطتيع ان يعطيك انسانا. اذ لم يكن هيجل قد علم بعد ولا الذين ناصروه من بعده بوحدات الوراثة ( اي الجينات) وقد جهلوا ايضا, او تجاهلوا اذا صح التعبير, ان وحدات الوراثة " الجينات" هي مأوى الحياة ذاتها وهي سر لا يعلمه احد سوى الله .وان الظن بان الحياة قد نشات تدريجيا دون عناية, في عصور مضت تمشيا مع ناموس النشوء والارتقاء, امر لا يقبله العقل السليم".الحياة ليست مركبا كيماويا ويتابع الدكتور كاريل مؤلف كتاب "الانسان ذلك المجهول":– "يكفي ان نقول ان الحياة ليست مركبا كيماويا ماديا, بل هي تستعمل المواد الكيماوية لاغراضها ونموها ومتى كملت في داخل الخلية الام وانفصلت عنها يكون لها ثلاثة مظاهر وهي المظهر الكيميائي والمظهر التشريحي والمظهر الفسيولوجي.اما الكيميائي فهو ان الخلية تتركب من البروتوبلازم. وهذه المادة البروتوبلازم تتكون اساسا من البروتين المركب من الكربون والايدروجين والاكسيجين والنيتروجين. ومن الوجهة التشريحية يلاحظ ان اجزاء الكائن الحي مرتبطة ببعضها ارتباطا في غاية الدقة والترتيب. كذلك من الوجهة الفزيولوجية ترى, انه مع تعدد وظائف الحياة واختلافاتها, اتفاقا لغاية خاصة هو حفظ الحياة المرشدة لحفظ النوع". من هنا نرى, ان الخلية الحية هي المسيطر الوحيد على المادة لبنيانها وترتيبها بحسبما اعطيت لكي تكون مسكنا صالحا لها, ونستطيع ان نقول بانها هي الشيء الذي أطلق عليه العلماء , "الغريزة", وقد اعطيت الخلية الام القدرة, كما قرأنا اعلاه, كي تعطي من حياتها حياة اخرى لمخلوق آخر نظيرها يبني نفسه بمساعدتها اولا, حتى يكتمل في داخلها.من ثم يخرج منها بعد حين كي يعطي بدوره حياة اخرى لمخلوق آخر نظيره مزودا بتعليمات جديدة, وهكذا دواليكم . ان قيادة بناء الخلية الجديدة هي في حياتها التي اخذتها من امها وليست في المادة وعناصرها ونظام تركيبها, والا لما كان هناك شرطا ضروريا ان تخرج الخلية بكل بساطة من خلية حية اخرى تدعى الام. تجارب العلامة باستور ان تجارب العلامة باستور وبعده تندل وغيرهما في هذا المجال قد صدمت نظرية التولد الذاتي صدمة قاتلة. فان ذلك الباحث العبقري باستور اكتشف اعظم ناموس حيوي وهو ان الكائنات الحية لا يمكن ان تاتي الا من كائنات حية مثلها. وهذا الناموس يسري على اصغر الميكروبات كما انه يسري على كل الحيوانات الكبيرة وكل ذي حياة. وغني عن البيان ان هذه القاعدة قبلت بالاجماع. ولم يسع المكابرون الا التسليم بها. وقد قامت عليها علوم وصناعات غاية في الاهمية. فان قاعدة باستور اساس التعقيم في الجراحة الحديثة كلها والتطهيرات الواقية من الامراض المعدية وحفظ الاطعمة وغير ذلك مما لا يقع تحت حصر. ولقد اوضح هؤلاء العلماء في تجاربهم المشهورة ان البكتيريا لا تنشأ من العدم بل تتوالد عن طريق الانقسام. وان هذه الكائنات الحية الدقيقة ليست نتيجة التعفن العضوي, كما يدعي البعض, بل هي المسببة له. وعلى ذلك نرى انه كان يجب على المدعوين اساتذة التعليم في المدارس والمسئولين عليه, ان لا يعودوا ويتبنوا التعاليم الداروينية ويعلموا بها الابرياء . ولكن عقلية الماديين غريبة ومدهشة لا تقبل التسليم بالحقائق .نرجع ونكرر: "ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت". آمينجرثومة الحياة-وعظمة الخالق يقول رئيس الاكاديميه العلمية في نيويورك الدكتور كريسي موريسون في مقالته عن الحياة: "انظر الى الشيء الهام الوحيد. انه تلك النقطة الصغيرة الشفافة التي تشبه الطل. اعني به "البروتوبلازم" الذي لا يكاد يرى. ولكنه يحتوي على جرثومة الحياة. وله القدرة على توزيع الحياة على كل كائن حي, كبيرا كان ام صغيرا, وعلى جعل كل مخلوق مطابقا لبيئته, حيثما يمكن وجود الحياة من قاع المحيط الى السماء. ونحن بوصفنا كائنات حية. يتكون كل منا من امم منتظمة من بلايين فوق بلايين من امثال هذه الخلايا, وكل خلية فينا كأنها مواطن صالح يؤدي نصيبه الكامل من الخدمة الخالصة, كأنه في ذكاء. وكل خلية تنتج. فالخلية يجب ان تكيف نفسها في المخلوق الحي لتكون جزءا من اللحم او ان تضحي بنفسها كجزء من الجلد الذي لا يلبث ان يبلى. وعليها ان تصنع ميناء الاسنان, وان تنتج السائل الشفاف في العين لكي ترى او ان تدخل في تركيب الانف والاذن والعظام الصلبة والطرية والغضاريف... وهذه الخلية ترغم كل نسلها على ان يؤدي الخدمات ذاتها وان يتبع دون انحراف تصميم الخالق الذي كان على الخلية الاصلية العمل على بنائه, سواء كان سلحفاة او ارنبا ام نباتا ام انسانا...ان مئات الآلاف من الخلايا بل البلايين منها تبدوا كأنها مدفوعة لان تفعل الشيء الصواب, في الوقت الصواب, في المكان الصواب. والحق انها طائعة. بيد انك قد تقول الان ان كل هذا لا يفسر لنا كيف بدأت الحياة, او كيف جاءت الى هذه الارض. والكاتب لا يعرف ايضا كيف, الا ان يكون هناك خالق قد اوجدها وهو يعتني بها على الدوام (الانجيل كو12:1-) . غائية لا تصادف وقد جاء في كتاب "تصدع مذهب داروين" ص114 ما خلاصته انه "ليس في وسع علماء التشريح او علماء الاحياء ان ينكروا ان كل خلية معدة لغاية خاصة بها, الا اصحاب الغايات. وكلهم يسلمون راضين ان العين وجدت للنظر, والاذن للسمع , والاسنان للمضغ , والمعدة والامعاء لهضم الغذاء وتذويبه بما تفرزه من عصارات.كيماوية .كما ان هذه الاعضاء جميعها تتعاون معا لغاية واحدة هي بناء الاجسام وحفظ الحياة فيها. كما وجدت ايضا الاعضاء التناسلية وغريزة التناسل لحفظ النوع وتكاثره".تصميم الرادار ليس مصادفة ان الدكتور-كولت- العالم المشهور في الكيميا الطبيعية يقول: "في ضوء خبرتنا العلمية نستطيع ان نتقدم بالسوءال التالي: هل تم اختراع جهاز الرادار نتيجة المصادفة ام عن طريق التصميم والاختراع ؟ ثم هل تم جهاز الرادار الموجود فى بعض الطيور السريعة الطيران او العمياء, والذي لا يحتاج من صاحبه الى اي انتباه قط ولا يتطلب منه اصلاحا, والذي يستطيع ان يورثه لذريته عبر الاجيال, اقول هل تم ذلك عن طريق الصدفة ام عن طريق التصميم والابداع"؟.ان الخبرة العلمية للانسان تقوم على التصميم وادراك الاسباب. وعلى ذلك فإن المشتغل بالعلوم هو اول من يجب ان يسلم تسليما منطقيا بوجود عقل مبدع لا حدود لعلمه وقدرته. ابدع الجماد والنبات والحيوان والانسان, ورسم لكل منها مسلكا لا يحيد عنه. البكتيريا واصنافها جاء في كتاب الميكروبات والحياة صفحة 42- 49 ما يلي: "البكتيريا اربع مراتب.المرتبة الاولى- نوع يعيش معتمدا على نفسه. يسعى لتكوين غذائه من دون الاعتماد على غيره من الاحياء. وهذا النوع قد زوده الله بمفاتيح خاصة ( انزيمات) لا توجد بالكائنات الحية الاخرى. وتستطيع ان تتلاعب بهذه المفاتيح لتربط وتفك مركبات كيمائية تنطلق منها الطاقة التي تستخدمها في بناء غذائها. ومن هذه الميكروبات ايضا ما تخصص للاستفادة من نور الشمس. وهناك نوع اخر للاستفادة من حبيبات الكبريت, واخر من مركبات النيتروجين, واخر من الحديد والهيدروجين. المرتبة الثانية نوع يعيش على كد غيره من الاحياء, يغتصبه منه اغتصابا, كانه طفيلي او لص اثيم. وهذه المرتبة من اخطر المخلوقات لان غيرها من المخلوقات هو ميدانها الذي تجول فيه وتصول. وكانها قد اعتبرت المخلوقات الحية غنيمة لها فاقتسمتها وتخصصت في مهاجمتها. فمنها ما يتطفل علينا ويصيبنا باخطر الامراض. ولكل نوع منها تخصص في اجسامنا. ومن ذلك ميكروب السل مثلا. وهناك للجلد وميكروباته. وكذا للعيون. وقائمة طويلة تخصصت للانسان وحده. وغيرها للحيوان, وغيرها للنبات. المرتبة الثالثة نوع يعيش على بقايا الكائنات الحية. فهي لا تستطيع ان تغزوا اجسام الاحياء, بل تعيش على بقاياهم عندما يعودون الى الارض امواتا. المرتبة الرابعة تعيش متعاونة مع غيرها. ولست مبالغا حين اقول انه لولا انواع بعض هذه البكتيريا لما كان هناك اناس ولا ابقار ولا اغنام ولا البان حتى ولا لحوم. لان الحيوانات لا تعيش بغير انواع من هذه البكتيريا تعيش في امعائها وتهضم لها سيلولوز النباتات, وتقدمه لها بصورة ذائبة تستفيد منه. وكل ما تتطلبه هذه الميكروبات من الاحياء هو ان تحتضنها في امعائها, لتضمن لها حياة راغدة ودرجة حرارة مناسبة". الميكروب معمل كبير "وكتب ايضا: الميكروب على دقته هو معمل كبير قائم بذاته تجري في داخله كثير من العمليات الكيماوية المعقدة التي يحتار في امرها اعظم معامل البحوث في العالم شانا. وبلغ من دقة العمليات الحيوية داخل جسم الميكروب ما يحملنا على استخدامه كأداة حية لتفصل لنا مركبا كيميائيا معينا عن شبيه له بحالة نقية. وتتم العملية في سهولة ويسر قد لا يتاتيان عن طرق الفصل الكيمائية التي نستخدمها بالمعامل". فاي يد صنعت هذه الآلات الحية الدقيقة البارعة المتخصصة, الا يد الله الحكيم القدير؟؟. واي شأن للمادة العديمة العقل والقدرة في كل هذا؟؟ من هنا نرى, ان الحياة هي المسيطر الوحيد على المادة لبنيانها وترتيبها بحسبما اعطيت,من الله سبحانه, لكي تكون مسكنا صالحا لها, ونستطيع ان نقول بانها هي الشيء الذي أطلق عليه العلماء "الغريزة", وقد اعطيت الخلية الأم القدرة, في المخلوقات الحية جميعها كما قرأنا اعلاه, كي تعطي من حياتها حياة اخرى لمخلوق آخر نظيرها يبني نفسه بمساعدتها, حتى يكتمل في داخلها.من ثم يخرج منها بعد حين كي يعطي بدوره حياة اخرى لمخلوق آخر نظيره مزودا بتعليمات جديدة, وهكذا دواليكم . ان قيادة بناء الخلية الجديدة هي في حياتها التي اخذتها من امها وليست في المادة وعناصرها ونظام تركيبها, والا لما كان هناك شرطا ضروريا ان تخرج الخلية بكل بساطة من خلية حية اخرى تدعى الأم. نرجع ونكرر ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت آمين.ثم آمين ثم آمين جمع وتنسيق د. جورج رشيد خوري |
||||
21 - 06 - 2016, 06:20 PM | رقم المشاركة : ( 13163 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الاشعة الكونية والنور فاخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية. كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد" (سفر دانيال 12: 4) جمع وتقديم د. جورج رشيد خوري وقال الله ليكن نور فكان نور (سفر التكوين3:1). هذا في اليوم الاول من ايام الخلق الستة. اما في اليوم الرابع فكتب رجل الوحي العظيم موسى: "وعمل الله النورين العظيمين. الشمس والقمر والنجوم لتكون لآياتٍ واوقاتٍ وايامٍ وسنينَ" (راجع تكوين ( 1: 14 – 19).هنا يبرز امامنا اكثر من سؤال واحد, لماذا كتب رجل الوحي العظيم موسى : وقال الله ليكن نور في اليوم الاول, بينما يكتب : وعمل الله النورين العظيمين...والنجوم في اليوم الرابع ؟؟. هل من المعقول ان الله يصنع شيئا قبل ان يشير الى مصدره أولاً ؟. هذا اذا كان لهذا الشيء من مصدر سوى الله نفسه الذي خلقه لعمل معين.ألا يأتي بنا هذا الى الدهشة حين نقرأ ما كتبه موسىمنذ اجيال قديمة ؟. هل ان موسىكان "إنشتابن" زمانه حتى أصر علىكتابة علمية معقدة كهذه. أو هل كانت كتابته هذه تخطر على بال بشر في تلك العصور البدائية ؟. ومن الناحية الاخرى من كان يظن ان موسى, وهو ربيب قصر فرعون لمدة اربعين سنة. ومهذب بكل حكمة المصريين, يكتب كتابة كهذه لو إنه كان واعيا لنفسه. وبعد ان وعى نراه يصر على ما كتب. فهو هنا, بالنسبة الى المفهوم البشري, يضع الحصان وراء العربة وليس امامها كما في الوضع الصحيح. فلو ان هنالك من قرأ لموسى بعد ان انهىكتابته وسأله بقوله: ماذا فعلت يا موسى؟, هل يصدق قولك هذا فيماكتبت؟. هل حقا ان الله قد خلق النور قبل ان يصنع الشمس والقمر والنجوم وكل ما هو مصدرا للنوركما نقرأ لك ؟, لقد أخطأت الكتابة يا موسى. إحذر. ماذا تتوقعون من موسى بعد ذلك الانتقاد سوى السكوت والاصرارعلى ما قدكتبه. وان كان هنالك انتقادٌ واعتراضٌ فالامر لا يعود لموسى, بل الى الله الذي قاد موسى الى كتابةٍ مدهشة ومحيِّرَة مثل هذه. عندما حاول دانيال النبي, وهو في حضرة الرب, ان يفهم ما كتبه في سفره بخصوص الايام الاخيرة منعه الرب في الحال بقوله: "اما انت يا دانيال فاخف الكلام واختم السفر الى وقت النهاية.كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد". وعندما كرر النبي سؤاله بقوله: "وانا سمعت وما فهمت. فقلت يا سيدي ما هي آخر هذه", فقال له الرب: "اذهب يا دانيال لان الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية. كثيرون يتطهرون ويبيضون ويمحصون. اما الاشرار فيفعلون شرا ولا يفهم احد الاشرار لكن الفاهمون يفهموناما انت فاذهب الى النهاية فتستريح وتقوم لقرعتك في نهاية الايام". ( راجع سفر دانيال 12: 4-الاخير). واظن, وهذه هي الحقيقة عينها, ان موسى وهوكغيره من الانبياء ,لم يدرك ما كان قد كتبه وهو تحت الوحي المقدس في ذلك الحين, سوى انها الحقيقة من روح الله فكتبها. وقد استهزأ الملحدون والمستخفون بالوحي المقدس طويلا بما كتبه موسى دون سبب سوى جهلهم الحقيقة. وستبقىكتابات موسى ودانيال وغيرها من كتابات رجال الله, كأيوب واشعيا وارميا وحزقيال ورسل المسيح, صامدة امام كل الرياح العاصفة والصاخبة, التي هبت من فلاسفة الالحاد والمشككين بالكتاب المقدس الى هذا اليوم. ولم تزل تهب من كل جانب. السبب الوحيد هو جهلهم لحكمة الله, وعدم احترامهم كلام الوحي. سوى على مستوى مفهومهم البشري المغلوط. فيكتب رسول المسيح بولس: "يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه.ما ابعد احكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء. لان من عرف فكر الرب او من صار له مشيرا. او من سبق فاعطاه فيكافأ. لأن منه وبه وله كل الآشياء. له المجد الىالابد.آمين" (الانجيل رو33:11-36). وكتب ايضا: "لأنه من عرف فكر الرب فيعلِّمه. وأما نحن فلنا فكر المسيح"(الانجيل1كو11:-1). ويكتب الرسول مزيدا فيقول: "لانه مكتوب سأبيد حكمة الحكماء وأرفض فهم الفهماء. أين الحكيم أين الكاتب أين مباحث هذا الدهر.ألم يجهل الله حكمة هذا العالم. لانه إذ كان العالم في حكمة الله لم يعرف الله بالحكمة استحسن الله أن يخلص المؤمنين بجهالة الكرازة"(1كو19:1-25). فان الايمان بالله هو ليس نظرية, ولا هو علم من العلوم الانسانية كعلم الطب مثلا,او علم الهندسة والاجتماع. بل هو ارادة طبيعية صادرة من قلب الانسان المخلوق على صورة الله سبحانه. ويريد من وقت الى آخر ان يقيِّم نفسه من جديد. حتى لا ينسى تلك الصورة الاصلية التي خلقه الله عليها . وهذا الايمان القلبي, لا يستطيع انسان ما ان يغرسَه في قلب انسان آخر, اذ هو من عمل روح الله لخلاص النفس التي ترغب في معرفة الاله الحقيقي وتقدِّرعمله للحصول على الحياة الابدية. ومع ان الكتاب المقدس بطبيعته هو كتاب روحي, يتعامل مع قلوب البشر وضمائرهم, إلَّا اننا نراه احيانا يشير عَرَضاً في سياقِ كلامه كلما دعت الحاجة , الى بعض الامور العلمية العميقة التي حيرت العلم وعلماءه منذ زمان بعيد. ذلك لانه في غاية المعقول ان نرى الله سبحانه الذي خلق الكون والانسان, يشير في كتابه الى بعض أسس هذه الحقائق العلمية المحيِّرَة للعقول. فنراه سبحانه وكأنه لا يريد احيانا ان يعلنَ ما يستطيع الانسان اكتشافه مع الوقت. والملاحظ ان معظم العلوم التي اكتشفت حتى اليوم لها اساسا في كلمة الله. ومن شأن الانسان العاقل ان يجدها ويمجد الله من هذا القبيل بقوله على الاقل: "ما اعظم اعمالك يا رب كلها بحكمة صنعت".لا ان يبقى هذا الانسان جاهلا, وينسب الجهل وعدم الحكمة لله وكتبه وأنبيائه. لكي يبرر نفسه ويبقى في جهله. بعيدا عن معرفة الإله الحقيقي وكتبه . وموضوع النور, هو موضوع علميٌّ اساسي عميق قد شغل عقول علماء الطبيعة وفلاسفتها على مر الاجيال. والاعلان عنه في كتاب موسى والانبياء قد سبق العلوم جميعها. ففي هذا النور الكوني, تحيا الاكوان وتجدد نشاطها في كل يوم. بل كل لحظة.والعجيب في هذا النور الكوني ان علماء الطبيعة لم يروا له مصدرا سوى انه موجود وكفى, وهو لا يحتاج الطبيعة بشيءٍ , بل الطبيعة تحتاجه في كل شيء في جهادها المستمر لبقائها. فان هدا النور , بحسبما كتب علماء الطبيعة, هو اساس القوة الكهراطيسية التي تتألف منها كافة العناصر التي يتركب منها الكون. بما فيه من شموس واقمار ونجوم. فلولاه لما كانت هناك نجوم, ولا شموس ولا اقمار .فهو يعوض عما تخسره الطبيعة من طاقة في كل لحظة. وهذه العملية كما يكتب المختصون: هي ان العناصر الثقيلة في اوزانها الذرية, مثل اليورانيوم وغيره من العناصر المشعة, تنحل تلقائيا الى عناصر من وزن اقل. وتكون عملية الانحلال مصحوبة بانتشار دقائق الفا, أي نواة ذرة الهيليوم وفيتا, أي الالكترونات, وجاما, أي اشعة او طاقة . فان المادة المعاكسة لبناء الكون من عناصر جديدة ابتداءا من البسيطة الى المركبة, لكي تجدد نشاط عناصر الطبيعة , فلا يلاحظ لها وجودا في الكون. ومن المرجح جدا,كما يكتب بعض علماء الطبيعة المؤمنون بالله, ان يكون هذا النور الاشعاعي نفسه,هو المادة المعاكسة لبناء الطبيعة, التي ما يزالون يبحثون عنها الى هذا اليوم. واذ تقرأ موضوع الاشعاع والنور هذا بروح الايمان والتأمل في اعمال الله واعلاناته المسبقة سبحانه, وبما قيل وكتب عن هذا النور من قِبَلِ علماء كثيرين, مؤمنين منهم وغير مؤمنين, فلا بد لك وان تتساءل باعجاب نظيرنا, عن معنى الآية التي كتبها نبي الله العظيم موسى بقوله :"وقال الله ليكن نور فكان نور. ورأى الله النور إنه حسن...وكان مساءٌ وكان صباحٌ يوما واحدا. فهذا اليوم الواحدكما قرأنا, يختلف عن بقية الايام الخمسة التي تَلتْهُ.كونه دون شمس واقمار او نجوم. فهو يوم الطبيعة كلها وسبب احيائها وبقائها الى هذا اليوم. كتب احد دكاترة العلوم الطبيعية الناشطين في كتاب (الاشعة الكونية قياسها وفعلها وصلتها ببداءة الكون ونهايته) مايلي:"النور الكوني او الاشعاع هو موضوع شائك وواسع النطاق في آن. فهو يشمل الكون كله بكل محتوياته المغناطيسية والكهربائية والمادية. وقلما يعرف الباحث او الكاتب, اذا حاول ان يكتب فصلا واحدا فيه, اين يبتديء واين ينتهي . فأمواج الاشعة المرئي منها والخفي , تحيط بالكون من كل ناحية وتؤثر في معظم وجوهه". من هذه الامواج : الامواج اللاسلكية الطويلة والقصيرة , والامواج السبعة للطيف المرئي التي ندعوها نورا وهي ليست بنور العلماء والمجربين. ومنها ايضا امواج الاشعة الكيمائية التي فوق البنفسجي والامواج التي وراءها كالاشعة السينية واشعة غما, والامواج الحرارية التي تحت الاحمر, والنور الكوني الذي نحن في صدده الآن ومن المرجح جدا ان يكون له علاقة وثيقة بما جاء في العدد الاول من سفر التكوين في كتاب الله , حيث "قال الله ليكن نور فكان نور". وموضوع النور الكوني او الاشعة الكونية الذي نحن في صدده الآن سيلقي لنا على الاقل ضوءًا لماذا خلق الله هذا النور مسبقا لما خلقه من انوار اخرى في اليوم الرابع . وكما يقول العلماء المختصون يستطيع هذا النور الكوني ( او الاشعة الكونية Cosmic Rays كما اطلقوا عليها العلماء سنة 1925), ان ينفذ من خلال الواح من الرصاص كثافتها ستون قدما او تزيد جاء في كتاب آنشتاين والنظرية النسبية للدكنور عبد الرحمن مرحبا وجه ( 87إقرأ ايضا وجه114عن الاشعة الكونية ) ما يلي: فالازدواج في طبيعة الكهرب الذي يظهر على صورة مادة احيانا وعلى صورة كهرباء احيانا اخرى , والالكترون الموجي والفوتون, وامواج المادة. كل هذه اصبحت اقل غرابة..فالمادة والطاقة يستحيل احدهما الى الاخر. فاذا تعرت المادة عن كتلتها وسارت بسرعة النور نسميها اشعاعا وعلى العكس اذا بردت الطاقة وتخثَّرت وامكننا قياسها سميناها مادة. لقد كان ذلك الى عهد قريب من قبل التكهنات .ولكنه الان قد اصبح حقيقة ملموسة. وقد استطاع الانسان لأول مرة بالتاريخ ( في 16 تموز(يوليو) 1945 في الاموغوردو في ولاية المكسيك الجديدة في الولايات المتحدة الاميركية ان يحول كمية من المادة الى ذلك المركب من النور والحرارة والصوت والحركة مما نسميه الطاقة". وقد قرأت في كتاب تحت عنوان الاشعة الكونية مامختصره: "ان البحث في الاشعة الكونية من اجمل البحوث الطبيعية الحديثة فهي اذا قيست بالمالوف من ضروب الاشعة, كانت اقواها واشدها نفوذا في الاجسام. والنظريات الخاصة بطبيعتها واصلها ومصدرها وصلتها ببداءة الكون ونهايته مختلفة ومتناقضة احيانا. ففريق يقول انها تحمل في طياتها انباء الخليقة في رحاب الكون المادي, وفريق يذهب الى انها تنطوي على رسالة الفناء. ثم ان قوما منهم يقول انها امواج او مقادير من الضوء تعرف باسم الفوتونات او الضويئات. ويعارضهم آخرون فيقولون انها كهيربات. ويزعم بعضهم انها صادرة الينا من رحاب الفضاء من بين النجوم والسدم. ويكتفي غيرهم بانها لا تتعدى في تكوينها ومصدرها حدود الغلاف الغازي الذي يحيط بالارض". علاوة على ما تقدم وحيث انه لا يوجد في هذا المجال حدود جغرافية او فواصل سياسية يكتب ايضا : "فتحت لواء الاشعة الكونية, انضوى علماء اعلام من المانيا وبريطانيا وفرنسا وسويسرا وبلجيكا وروسيا والولايات المتحدة وكندا وغيرها" وقد اجمعوا على ان تكون سنة 1955-56 سنة بحث وتفتيش. "ولم تقتصر مياحثهم على البحث من وراء الجدران فقط, بل اقتضت من بعضهم جرأة واقداما في التحليق الى اعلى طبقات الجو والصعود الىاوعر الجبال واصعبها , وطمر ادوات البحث في ثلوج القمم العالية او تدليتها في اعماق اعلى البحيرات. ولم يأبهوا بالصعوبات بل مضوا في طريقهم نحو هدفهم غير عابئين بالقيظ ولا بالزمهرير", وقد قُتل اثنان منهم على الاقل "مستصغرين في سبيل الحقيقة العلمية كل خطر". "ففي سنة 1900 أشار الاستاذ ولسن "مكتشف الغرفة الغائمة لتبيين مسارات الدقائق المادية التي لا ترى بالعين المجرده ولا بالمجهر" الى انه منخلال بحثه في ايصال الهواء للكهرباءية, وجد ان مقدرة الهواء على ايصال الكهربائية, قد يكون بعضها ناشئا عن فاعل كهربائيٍّ خارجي, وان ذلك الفاعل في ظنه قد يكون اشعاعا خارجا عن نطاق الارض. ويتابع الكاتب قائلا: وفي سنة 1902 كان العلامه رذرفورد يجرب التجارب في اشعة جما - وهي احدى طوائف الاشعة التي تنطلق من الراديوم وغيره من المواد المشعة-. هذه الاشعة شديدة النفوذ في الاجسام, وفي وسع الباحث ان يتبينها بما لها من الاثر في الهواء. لانها اذا اخترقت قدرا من الهواء محفوظا في كرة مقفلة من المعدن, فرقت بعض ذراته فتنطلق كهيرباتها حرة ويصبح الهواء موصلا جيدا بعض الشيء للكهربائية". وبعد موالاة التجربة واعادتها مرارا وتدوين مشاهدتهما, كتبا في المجلة الطبيعية ما يلي: "نحو 30 في المائة من تأين الهواء-اي انطلاق الكهيربات من دقائقه-في الكرة المقفلة, سببه اشعاع خارجي شديد النفوذ. هذا الاشعاع يأتي على ما يبدوا لنا من جميع الجهات.ولا يمكن ان يكون سببه وجود عنصري الثوريوم والراديوم في حجرة في المعمل لاننا حصلنا على مثل هذه النتائج في حجرة خالية من اي اثر للمواد المشعة كما نعلم ". وفي المجلة الطبيعية نفسها كتب الاستاذ مكلنن الكندي ومساعده بارتون في خلال وصفهما لنفس التجربة ما يلي: "ان زيادة التأين يجب ان تسند الى وجود فاعل خارجي لانستطيع السيطرة عليه.لقد ثبت للعالم ملكن, وهو اسبق علماء النصف الاول في القرن العشرين لكثرة تجاربه وخبرته الطويلة في هذا المضمار, ان الاشعة الكونية اصلها في الفضاء . وتاتي الى ارضنا هذه من جميع اتجاهاتها. وان هذه الاشعة التي دعاها العالم الاميركي ملكن الاشعة الكونية . هي دليل على ان العناصر الثقيلة تتكون في رحاب الفضاء من العناصر الخفيفة, وان هذا يدل, كما تابع قائلا: على ان الكون لا نهاية له في الزمان. وكان رأيه والذين ناصروه , ان الكون يبتديء حيث ينتهي. “ قوة الاشعة الكونية واصلها وقياسها. "ان النور كائنا ما كان سطوعه, سواء اكان نور الشمس ام نور مصباح, فان ورقة رقيقة تحجبه. اما الاشعة السينبة, او اشعة رنتجن فاقوى من نور الشمس نفوذا في الاجسام فتنفذ من مواد كثيرة لا ينفذ منها نور الشمس ونستطيع ان نرى بها عظام الانسان لانها تنفذ من اللحم ولا تنفذ من العظم. والاشعة السينية تنفذ من لوح من الرصاص سماكته نصف بوصة. واما الاشعة الكونية فاشد نفوذا عشرات المرات بل مئاتها.فتنفذ من لوح من الرصاص سماكته امتار. ومن اغرب ما يذكر في هذا الصدد ان العالم الالماني ركْنَرْ اعلن سنة 1931 نتائج تجاربه في بحيرة كونستاس. وقد اظهرت اجهزته وصول اثر هذه الاشعة الى عمق 280 مترا من الماء . فقال لنفسه , في الطبيعة اذا مصدر يطلق اشعة اقوى من اشعة الراديوم اضعافا كثيرة فما هو ؟" "قد بنى العالم ملكن نظريته على ان الاشعة الكونية هي من قبيل الاشعاع الكهرطيسي او مقاديرمن الضوء تعرف باسم فوتونات من قبيل الاشعة السينية واشعة غما, وانما هي اقصر من جميع هؤلاء امواجا واعظم طاقة واشد نفاذا للاجسام. وكان هذا الفرض طبيعيا بالنسبة لشدة نفوذ الاشعة الكونية. من ثم عمد ملكن الى الرياضه العالية والطبيعية, فبين ان اشعة لها هذا النفاذ لا يمكن ان تتولد من فعل طبيعي معروف . وعلى هذا القياس , قال العالم ملكن : ان تولد ذرات من هذا القبيل تفوق في وزنها الذري الاكسجين والسلكون والحديد, ينشيء اشعة كونية على درجات متقاوتة في قوتها ومقدرتها على اختراق الاجسام, وان هذه الذرات تتقارب متجاذبة فتتكون السدم ثم النجوم ثم تشع طاقتها بتحولها الى ضوء وحرارة وتنطلق الطاقة في رحاب الفضاء فتتحول في خلال رحلتها الطويلة الى طاقه لطيفة اذ تتحول الىكهيربات وبروتونات , ثم تتالف ذرة الايدروجين من بروتون واحد وكهيرب واحد. ثم تندمج ذرات الايدروجين فتتالف منها ذرات الهيليوم وهكذا فالكون بحسب نظرية العلم وعلمائه يبتديء من حيث ينتهي .فهو بحسب رأيهم ابدي ودائم الوجود. وقد خالف العلامة جينز رأي الاستاذ ملكن وقال : ان اشد الاشعة الكونية نفاذا يقابل الطاقة التي تنطلق عند فناء ذرات الايدروجين نفسها, اي عندما يلاشي الكهيرب البروتون ومع ان هذه الطاقة التي اشار اليها جينز هي ليست بكونية ولكن جينز اتخذها دليلا على ان الكون يتدرج انحطاطا في قوة الطاقة التي فيه وشدة فعلها".وكتب الدكتور حسن الشريف في الكتاب الذي صدر عن دار السفارة الليبية في لبنان تحت عنوان في رحاب الفضاء وجه 116 عن الاشعة الكونية يقول: (" ان الاشعة الكونية هي جسيمات مشحونة. هائلة في طاقتها وعظيمة في سرعتها. وبعض هذه الاشعاعات ياتينا من الشمس, وتشتد كثافته بازدياد النشاطات الكهرطيسية العاصفة عل سطحها, وتسمى الرياح الشمسية. وهنالك انواركونية تصلنا من مصادر غير الشمس ايضا اهمها سديم السرطان وكل النجوم المستعرة. وخاصة المتفجرة منها تكون مصدرا لهذه الاشعاعات, تنفث في الجو رياحا عاصفة. تنطلق بالجو بسرعة عظيمة جدا لا يعترضها حاجز".) "ولكن التجارب المكلفة التي اجربت لقياس تفاوت الاشعة الكونية في ساعات مختلفة من الليل والنهار تنطوي نتائجها على نقض نظرية ورأي جينز والشريف. فقد اثبتت هذه التجارب الى ان الجانب القوي النفوذ من مجموعة الاشعة التي يطلق عليها اسم الاشعة الكونية لا يتفاوت فعله اكثر من جزء من واحد في المائة في اوقات مختلفة من الليل والنهار . وهذا مؤيد لتجارب هس الاولى وهي ان الشمس لا يمكن ان تكون مصدرا لهذه الاشعة ولا النجوم ايضا.لانه لو كان هذا مصدرها لحدث تفاوت في قوتها اثناء ساعات مختلفة من النهار والليل. والواقع ان هذه التجارب تدل على ان الاشعة الكونية تصل كرة الارض من جميع الجهات على السواء, لانه لو كانت من جهة دون اخرى لظهر ذلك في القياس في وقت ما لدوران الارض على محورها وتعرضها في وقت ما من ساعات النهار والليل لتأثير الاشعة الواردة من ناحية خاصة في الفضاء. “ نتائج التجارب "يتضح مما تقدم ان جانبا على الاقل من الاشعة الكونية مؤلف من دقائق مكهربة , ولكن جانبا منها لا يتأثر بفعل الارض المغناطيسي, فهو مؤلف من فوتونات وهو والضوء سواء . ولا يبعد ان يكون جانب منها كذلك مؤلفا من ذرات نوى بعض العناصر الخفيفة وهذا اقرب الى رأي ليمتر منه الى اي رأي آخر". ان نتائج التجارب التي جربت لمعرفة التفاوت الزمني في قوة الاشعة الكونية تثبت ان الشمس لا يمكن ان تكون مصدرها. اذًا هل مصدرها من المجرة التي شمسنا احدى شموسها ؟ والتجارب اثبتت ان الرد سيكون على الغالب بالنفي . اذاً يجب ان نبحث عن مصدر هذه الاشعة في الرحاب خارج المجرة. فهل تصدر هذه الاشعة من السدم الحلزونية التي خارج المجرة. ؟ يكتب نفس المصدر: "لا يكاد الذهن يرسم هذا السؤال حتى يقوم عليه اعتراض بديهي وهو اذا كانت مجرتنا بنظر العلماء عاجزة عن ان تكون مصدرا لهذه الاشعة الكونية فكيف تستطيع ان تكون المجرات الاخرى, وهي شبيهة بمجرتنا, مصدرا لها". الرجوع الى سفر التكوين واذا رجعنا الى الاصحاح الاول من سفر التكوين كما ذكرنا اعلاه. والى ما كتب موسى عن النور الذي نقرأ: ان وجوده قد سبق وجود الخليقة كلها بما فيها الشمس والقمر وجميع الكواكب والنجوم التي كما عرفنا اليوم انها مصدر لكل نور وليست كذلك. الا يأتي بنا هذا الى الدهش مما كتب موسي من اجيال قديمة ؟ هل كانت تخطر كتابة كهذه على بال احد في تلك العصور؟. ومن الناحية الاخرى, من كان يظن ان موسى وهو ربيب قصر فرعون لمدة اربعين سنة,وقد تهذب بكل حكمة المصريين وكان مقتدرا في الاقوال والاعمال كما نقرأ في (اع7) من كان يصدق ان موسى يكتب كتابة "مشقلبة" كهذه لو انه كان واعيا لما كتبه؟؟. لقد استهزأ الملحدون والمشككون طويلا بموسى وكُتُب موسى بلا سبب. سوى انهم قد جهلوا الحقائق وما عرفه موسى وغيره من انبياء الله بالوحي الالهي وكَتَبوه. وستبقى كتابات موسى وبشوع وأيوب.واشعيا ويعقوب وغيرهم من انبياء الله ورسل المسيح التي ثبتت حقيقتها العلمية واحدة بعد الاخرىكل هذه الدهور الطويلة, صامدة امام كل الارياحالصاخبة التي هبت عليها من كل جانب. لماذا ؟ السبب وحيد انها كتابات الله وليست كتابات بشر, فانه مكتوب: "لانه لم تأتي نبوة قط بمشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس" (الانجيل2بط21:1) آمين . فانه مكتوب :لا تكونوا حكماء عند انفسكم . وانما ان كان احدكم تعوزه حكمة فليطلب من الله الذي يعطي الجميع بسخاء ولا يعيِّر فسيعطى له. (الانجيل رو 16:12و يع5:1). |
||||
21 - 06 - 2016, 06:40 PM | رقم المشاركة : ( 13164 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبَّة أهمّ الفضائل 1 إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ. 2وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً. 3وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً (1كورنثوس 13: 1-3) تشبه كنيسة اليوم كنيسة كورنثوس إلى حدٍ كبير، فكنيسة اليوم تنقسم لطوائف متعددة ومتنوعة كما كانت كنيسة كورنثوس. وتنبر كنيسة اليوم على مواهب الروح القدس أكثر من تنبيرها على ثمر الروح القدس الذي يبدأ بالمحبة (غلاطية 5: 22، 23). كما أن الكنيسة اليوم تنبر على المواهب التي تشد انتباه المشاهد، مثل التكلُّم بألسنة، أو الشفاء، أكثر من تنبيرها على المواهب الأكثر أهمية، مثل الخدمة والتعليم والوعظ والعطاء والتدبير والرحمة والمحبة (رومية 12: 6-9). وقد ناقش الرسول بولس مواهب الروح القدس في 1كورنثوس 12، 14 وبَيْن هذين الأصحاحين جاء أصحاح المحبة. ونحتاج في هذه الأيام أن نتأمل هذا الأصحاح المتوسط ليضبط مواهبنا، ويوجه إمكانياتنا، سواء كانت إمكانيات طبيعية أو فوق طبيعية. يقول الرسول بولس في نهاية أصحاح 12 « جِدُّوا لِلْمَوَاهِبِ الْحُسْنَى. وَأَيْضاً أُرِيكُمْ طَرِيقاً أَفْضَلَ » (آية 31) ويقصد به طريق المحبة. ونحتاج إلى تطبيق تعاليم هذا الأصحاح لنبرهن أننا تلاميذ المسيح. تعوَّدنا أن نسمع عن المحبة من رسول المحبة يوحنا، ولقبه التلميذ الذي « كَانَ يَسُوعُ يُحِبُّهُ » (يوحنا 13: 23). ويمكن أن نقول نحن أيضاً إنه التلميذ الذي كان يحب يسوع، فمحبة يوحنا للمسيح صدى صادقٌ أمين قوي لمحبة المسيح ليوحنا الذي يقول: « نَحْنُ نُحِبُّهُ لأَنَّهُ هُوَ أَحَبَّنَا أَوَّلاً » (1يوحنا 4: 19). ولكن الرسول بولس يدلي دلوه في بئر المحبة العميق ليُخرج لنا هذا الماء الحي الذي نقرأ عنه في 1كورنثوس 13. كما يُحدثنا الرسول بولس في غلاطية 5: 6 عن الإيمان الذي يخلِّص، وهو الإيمان العامل بالمحبة، فيقول: « لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ» (غلاطية 5: 6). وتكمُن أهمية المحبة في أنها برهان التلمذة للمسيح، فقد قال: « بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ » (يوحنا 13: 35). |
||||
21 - 06 - 2016, 06:42 PM | رقم المشاركة : ( 13165 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة أهم من الألسنة والفصاحة (آية 1) قال الرسول بولس: « إِنْ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةِ النَّاسِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَقَدْ صِرْتُ نُحَاساً يَطِنُّ أَوْ صَنْجاً يَرِنُّ » (1كورنثوس 13: 1). وربما قصد الرسول بألسنة الملائكة لغة أسمى من كل لغةٍ يتكلمها الناس أو يعرفونها، كاللغة التي سمعها الرسول بولس عندما اختُطف إلى السماء الثالثة وسمع كلمات لا يُنطق بها ولا يسوغ لأحدٍ أن يتكلم بها (2كورنثوس 12: 4). وقد تعني «ألسنة الملائكة» اللغات الأجنبية التي تكلَّم بها الذين امتلأوا بالروح القدس يوم الخمسين. ولكن الكلام بأعظم لغة تسمو فوق إدراك الناس (بدون محبة) يشبه النحاس الذي يطن، أو الصنوج التي ترن، وهي آلات موسيقية بدائية للغاية، رخيصة الثمن، وإيقاعها الموسيقي من أضعف ما يمكن، فلا يحرك أحداً. فالفصاحة العظيمة واللغة السامية مهما علَت، إن كانت بغير محبة، هي كأضعف آلة موسيقية رخيصة لا تعطي لحناً مميزاً. ولا يتحدث الرسول بولس هنا عن الألسنة المفهومة التي أعطاها الله لرسله يوم الخمسين (أعمال 2: 4) ولكنه يتحدث عن اللغة غير المفهومة التي كانوا يتكلمونها في كورنثوس، والتي قال الرسول بولس عنها: « لأَنَّ مَنْ يَتَكَلَّمُ بِلِسَانٍ لاَ يُكَلِّمُ النَّاسَ بَلِ اللهَ لأَنْ لَيْسَ أَحَدٌ يَسْمَعُ. وَلَكِنَّهُ بِالرُّوحِ يَتَكَلَّمُ بِأَسْرَارٍ.. إِنِّي أُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَكُمْ تَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ وَلَكِنْ بِالأَوْلَى أَنْ تَتَنَبَّأُوا. لأَنَّ مَنْ يَتَنَبَّأُ أَعْظَمُ مِمَّنْ يَتَكَلَّمُ بِأَلْسِنَةٍ إِلاَّ إِذَا تَرْجَمَ حَتَّى تَنَالَ الْكَنِيسَةُ بُنْيَاناً. فَالآنَ أَيُّهَا الإِخْوَةُ إِنْ جِئْتُ إِلَيْكُمْ مُتَكَلِّماً بِأَلْسِنَةٍ فَمَاذَا أَنْفَعُكُمْ إِنْ لَمْ أُكَلِّمْكُمْ إِمَّا بِإِعْلاَنٍ أَوْ بِعِلْمٍ أَوْ بِنُبُوَّةٍ أَوْ بِتَعْلِيمٍ؟ اَلأَشْيَاءُ الْعَادِمَةُ النُّفُوسِ (الجماد) الَّتِي تُعْطِي صَوْتاً: مِزْمَارٌ أَوْ قِيثَارَةٌ مَعَ ذَلِكَ إِنْ لَمْ تُعْطِ فَرْقاً لِلنَّغَمَاتِ فَكَيْفَ يُعْرَفُ مَا زُمِّرَ أَوْ مَا عُزِفَ بِهِ؟.. وَلَكِنْ فِي كَنِيسَةٍ أُرِيدُ أَنْ أَتَكَلَّمَ خَمْسَ كَلِمَاتٍ بِذِهْنِي لِكَيْ أُعَلِّمَ آخَرِينَ أَيْضاً أَكْثَرَ مِنْ عَشْرَةِ آلاَفِ كَلِمَةٍ بِلِسَانٍ.. فَإِنِ اجْتَمَعَتِ الْكَنِيسَةُ كُلُّهَا فِي مَكَانٍ وَاحِدٍ وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ فَدَخَلَ عَامِّيُّونَ أَوْ غَيْرُ مُؤْمِنِينَ أَفَلاَ يَقُولُونَ إِنَّكُمْ تَهْذُونَ؟» (1كورنثوس 14: 2 و5-7، 19، 23). فالألسنة، مهما كانت رفيعة، فهي غير مفهومة، ولا تحرِّك أحداً، ولا تنعش أحداً من سامعيها. أما كلمة الوعظ فهي التي تبني. كان أهل كورنثوس يتكلمون كلمات غير مفهومة لا يدركها أحد. وكانت مشاعرهم أثناء التكلُّم بها خالية من المحبة، لأنهم كانوا يتفاخرون بها على الآخرين. فلم تكن كلماتهم الأعجمية سبب بركة للمستمعين، بل محاولات لرفعتهم الشخصية، لأن المحبة غابت منها. عندما يكون الإنسان قليل المحبة يهتم بعطية الله له وينسى المعطي، كما يأخذ الطفل الصغير الهدية من أبيه ويجري بها، دون أن يقدم لوالده شكراً، لأن اهتمام الطفل بالهدية أكبر من اهتمامه بأبيه، بسبب بساطة تفكيره. وحب الطفل «للشيء» أكبر من حبه «للشخص». كذلك نجد أن كثيرين يهتمون بالمواهب أكثر من الواهب الذي أعطى المواهب. ولكن المحبة أهم من المواهب، لأنها تربطنا بصاحب المواهب وتجعلنا نُحسن استخدام الموهبة، مستعدين لخدمة الآخرين. لكن إذا ركزنا على الموهبة وحدها بغير محبة للمُهدي، وبغير تفكير في الهدف الذي من أجله أهدانا الموهبة، تكون موهبتنا، مهما سمَت في نظرنا ونظر الآخرين، نحاساً يطنّ أو صنجاً يرن! وعندما يكون الإنسان قليل المحبة يفتخر بعطية الله له، وهذا يعرِّض جماعة المؤمنين للانقسام، فتكون الموهبة التي يجب أن تبني، تهدم، وبدل أن توحّد وتقرّب، تقسم. فالمحبة أهم من المواهب، لأن المحبة بركة بدون مواهب، أما المواهب بدون محبة فلا تنفع شيئاً. كان في الكنيسة الأولى فصحاء، نادوا بالإنجيل وكرزوا بالمسيح عن حسدٍ وخصام وتحزُّب، لا عن إخلاص، ظانين أنهم يضيفون إلى وُثق الرسول بولس ضيقاً (فيلبي 1: 15، 16). لقد كانوا معلمين ذوي فصاحة مُقنعة، ولكن بدوافع خالية من المحبة. فلم يكونوا إلا نحاساً يطن أو صنجاً يرنّ. أما الرسول بولس فشرح مشاعره من نحو عمل هؤلاء المعلمين بقوله: « غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ وَجْهٍ، سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ، يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً. لأَنِّي أَعْلَمُ أَنَّ هَذَا يَؤُولُ لِي إِلَى خَلاَصٍ بِطِلْبَتِكُمْ، وَمُؤَازَرَةِ رُوحِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ» (فيلبي 1: 18، 19). وهذه هي المحبة الفصحى الأسمى من كل فصاحة! |
||||
21 - 06 - 2016, 06:43 PM | رقم المشاركة : ( 13166 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة أهم من النبوة والعلم (آية 2أ) «وَإِنْ كَانَتْ لِي نُبُوَّةٌ وَأَعْلَمُ جَمِيعَ الأَسْرَارِ وَكُلَّ عِلْمٍ، وَإِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً». عرَّف الرسول بولس النبوَّة بقوله: «وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ» (1كورنثوس 14: 3) فالنبوة ليست فقط إنباءً بالمستقبل، لكنها تعليم ووعظ للناس. وفي أصحاح المحبة يؤكد الرسول بولس أن النبوة بدون محبة لا شيء، فالواعظ يجب أن يحب الموعوظين، والذي ينبئ بالبركة القادمة يجب أن يحب الذين ينبئهم، كما أن الذي ينبئ بالعقاب القادم يجب أن يعلن ذلك بكل شفقة على الذين سيحل بهم العقاب، كما قال إرميا: «يَا لَيْتَ رَأْسِي مَاءٌ وَعَيْنَيَّ يَنْبُوعُ دُمُوعٍ فَأَبْكِيَ نَهَاراً وَلَيْلاً قَتْلَى بِنْتِ شَعْبِي» (إرميا 9: 1). والعلم هو معرفة الأسرار الروحية العميقة التي نعظ بها. والنبوَّة والعلم مرتبطان، لأن الإنسان الذي يعرف الأسرار هو الذي يعلِّمها في الوعظ. ومن أعظم الأسرار التي تبيِّن محبة الله لنا «سر التقوى» لأنه «عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ» (1تيموثاوس 3: 16). هكذا أحب الله العالم حتى جاء لأرضنا متجسداً في المسيح ليجسد لنا محبته، ويحمل عنا عقوبة الخطية، مقدِّماً نفسه ذبيحة كفارية عن خطايا العالم كله. فكيف يحب الله البشر الخطاة كل هذا الحب؟! هذا هو سر السماء وبرهانه تجسُّد المسيح. وهناك سرٌّ عظيم آخر، هو أن الله اختارنا نحن الأمم لنكون شركاء في الميراث مع كل الذين قبلوا المسيح من الشعب اليهودي المختار. وهذا هو: « السِّرِّ الَّذِي كَانَ مَكْتُوماً فِي الأَزْمِنَةِ الأَزَلِيَّةِ، وَلَكِنْ ظَهَرَ الآنَ وَأُعْلِمَ بِهِ جَمِيعُ الأُمَمِ بِالْكُتُبِ النَّبَوِيَّةِ حَسَبَ أَمْرِ الإِلَهِ الأَزَلِيِّ،لإِطَاعَةِ الإِيمَانِ» (رومية 16: 25، 26). لقد صار الأمم شركاء الميراث، لأنه هكذا أحب الله العالم كله. ويقول لنا المرنم: «سِرُّ الرَّبِّ لِخَائِفِيهِ» (مزمور 25: 14) فالله يعلن لمتَّقيه أسرار ملكوته، لأنه يحبهم وهم يحبونه. ولو أن إنساناً عرف كل الأسرار السماوية، وعلَّم بها، دون أن يكون قلبه عامراً بالمحبة، فهو ليس شيئاً. لقد عرف رجال الدين اليهود أسرار النبوات عن مجيء المسيح، وولادته في بيت لحم من عذراء. ولما سُئلوا عن مكان الميلاد أجابوا إجابة صحيحة، واقتبسوا النبوة الخاصة بذلك وحددوا مكانها في التوراة (متى 2: 5، 6). ولكن لم يتحرك منهم أحد ليذهب لبيت لحم ليرى المخلِّص المولود في مدينة داود، ومشتهى كل الأمم. أما الذين أحبوا الله فقد جاءوا من أبعد البلاد ليسجدوا له، ويقدموا له هداياهم. نقرأ في العهد القديم عن نبي اسمه بلعام، قال: «وَحْيُ بَلْعَامَ بْنِ بَعُورَ. وَحْيُ الرَّجُلِ المَفْتُوحِ الْعَيْنَيْنِ. وَحْيُ الَّذِي يَسْمَعُ أَقْوَالَ اللهِ وَيَعْرِفُ مَعْرِفَةَ الْعَلِيِّ» (العدد 24: 15، 16). كان بلعام موحِّداً، ومن وطن إبراهيم الخليل، وذاع صيته فقصده الناس من كل مكان ليُنبئهم بأمور تتعلق بهم، وليباركهم ويبارك مقتنياتهم. ولكن قلبه خلا من محبة شعب الله، وامتلأ بمحبة المال، فاستأجره الملك بالاق ليلعن بني إسرائيل. ولما عجز عن لعنهم، لأن الله منعه، أفتى بتضليلهم بعبادة الأوثان وبارتكاب النجاسة. وانتهى أمره بأن مات مقتولاً (العدد 31: 16). ووصف الرسول بطرس الضالين بأنهم «ضَلُّوا تَابِعِينَ طَرِيقَ بَلْعَامَ الَّذِي أَحَبَّ أُجْرَةَ الإثْمِ» (2بط 2: 15) فصار النبي بلعام لا شيء، لأن قلبه خلا من المحبة. ونقرا في العهد الجديد أيضاً نبوَّة من نبي خلا قلبه من المحبة، يصفه الإنجيل بالقول: «فَقَالَ لَهُمْ وَاحِدٌ مِنْهُمْ وَهُوَ قَيَافَا كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ: «أَنْتُمْ لَسْتُمْ تَعْرِفُونَ شَيْئاً، ولاَ تُفَكِّرُونَ أَنَّهُ خَيْرٌ لَنَا أَنْ يَمُوتَ إِنْسَانٌ وَاحِدٌ عَنِ الشَّعْبِ وَلاَ تَهْلِكَ الأُمَّةُ كُلُّهَا». وَلَمْ يَقُلْ هَذَا مِنْ نَفْسِهِ بَلْ إِذْ كَانَ رَئِيساً لِلْكَهَنَةِ فِي تِلْكَ السَّنَةِ تَنَبَّأَ أَنَّ يَسُوعَ مُزْمِعٌ أَنْ يَمُوتَ عَنِ الأُمَّةِ، وَلَيْسَ عَنِ الأُمَّةِ فَقَطْ بَلْ لِيَجْمَعَ أَبْنَاءَ اللَّهِ الْمُتَفَرِّقِينَ إِلَى وَاحِدٍ» (يوحنا 11: 49-52). تنبأ قيافا بموت المسيح عن العالم كله، وهذه نبوة صحيحة ولكنها خالية من المحبة، فتآمر قيافا مع سائر قادة اليهود ليصلبوا المسيح. يمكن أن يكون هناك واعظ عظيم، يخلو قلبه من المحبة. مثل هذا لا يمكن أن يوصِّل رسالة محبة الله لشخصٍ يحتاج إليها. كما أن الناس لا يمكن أن يتأثروا بالفصاحة العظيمة التي يعلن بها نبوَّته وعلمه إن كان بلا محبة. فبدون محبة لا نقدر أن نقترب من الله، ولا نقدر أن نقرِّب الناس لله. والمحبة أعظم من النبوة والعلم، لأنه سيجيء وقت لا نكون فيه محتاجين لوعظٍ ولا لعلم، ولكن لن يجيء وقت لا نحتاج فيه للمحبة. وقد وصف الإنجيل الوقت الذي لا نحتاج فيه لوعظٍ، في قول كاتب العبرانيين: «لأَنَّ هَذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَعْهَدُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ نَوَامِيسِي فِي أَذْهَانِهِمْ، وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَنَا أَكُونُ لَهُمْ إِلَهاً وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْباً. 11وَلاَ يُعَلِّمُونَ كُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ قَائِلاً: اعْرِفِ الرَّبَّ، لأَنَّ الْجَمِيعَ سَيَعْرِفُونَنِي مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ» (عبرانيين 8: 10، 11). |
||||
21 - 06 - 2016, 06:44 PM | رقم المشاركة : ( 13167 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة أهم من الإيمان والمعجزات (آية 2ب) «إِنْ كَانَ لِي كُلُّ الإِيمَانِ حَتَّى أَنْقُلَ الْجِبَالَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلَسْتُ شَيْئاً». في مصر في القرن العاشر الميلادي، أثناء حكم الفاطميين، ذهب وزير يهودي للخليفة وقال: «مكتوب في إنجيل المسيحيين أنه إن كان عند أحد إيمان كحبة خردل يحرك الجبل». فاستدعى الخليفة العزيز بالله الفاطمي البطريرك المصري وسأله عن صحة وجود هذه الآية. وعندما أجابه بوجودها في متى 21: 22 طلب منه تحريك جبل المقطم. ونتيجة لاستجابة الصلاة المؤمنة تحرك الجبل! هناك إيمان عقلي يعرف ما جاء في الكتاب المقدس، ويجاوب على الأسئلة الدينية الصعبة، ويعرف أن يحل المشاكل الفقهية. لكنه إيمان العقل الفاهم، وليس إيمان القلب المطمئن. إنه كإيمان الشياطين الذين يؤمنون ويقشعرون، ولكنهم لا يتغيرون (يعقوب 2: 19). والمحبة أعظم من الإيمان الذي يعمل المعجزات، فالإيمان يجري معجزة كبيرة (كتحريك جبل المقطم) مرة كل حقبة من الزمن. لكن المحبة تُمارس كل يوم، فهي لذلك أعظم من الإيمان. ولا يُقلِّل الرسول بولس من أهمية الإيمان ولا من قيمة المعجزة، لكنه ينبهنا أن المحبة لازمة ومطلوبة كل يوم. الإيمان الذي ينقل الجبال يثير الدهشة، لكن المحبة تكسر القلب القاسي. قد يندهش إنسان ولا يؤمن، كما اندهش شيوخ اليهود من قيامة لعازر بعد موته بأربعة أيام، ولم يقدروا أن ينكروا أن المسيح أجرى المعجزة. ولكن هذا جعلهم يفكرون في قتل لعازر، حتى يختفي الدليل على قدرة المسيح وسلطانه! فالمعجزة لا تحرك القلب الذي لا يحب الله! نقرأ في خروج 7: 11، 12 كيف ألقى موسى عصاه فصارت حيَّة، ولكن السحرة المصريين ألقوا عصيَّهم فصارت حيَّات! هذه معجزة. وفي ذات الأصحاح (آيتي20، 22) نقرأ كيف حوَّل موسى الماء إلى دم، فحوَّل السحرة الماء إلى دم كذلك. والفرق بين معجزة موسى ومعجزة السحرة أن معجزة موسى فيها محبة، لأنها تعلن اهتمام الرب بشعبه. أما سحرة فرعون فأجروا المعجزة ليحطموا معجزة موسى، وليطفئوا برهان الله، لأن قلوبهم الخالية من المحبة أرادت أن تحتفظ بالأسرى عبيداً. أما معجزة الله فهي معجزة محبة تطلِق الأسير حراً. وما أعظم الفرق بينهما! ولمثل سحرة فرعون يقول المسيح: «لَيْسَ كُلُّ مَنْ يَقُولُ لِي: يَا رَبُّ يَا رَبُّ يَدْخُلُ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ، بَلِ الَّذِي يَفْعَلُ إِرَادَةَ أَبِي الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. كَثِيرُونَ سَيَقُولُونَ لِي فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ: يَا رَبُّ يَا رَبُّ، أَلَيْسَ بِاسْمِكَ تَنَبَّأْنَا، وَبِاسْمِكَ أَخْرَجْنَا شَيَاطِينَ، وَبِاسْمِكَ صَنَعْنَا قُوَّاتٍ كَثِيرَةً؟ فَحِينَئِذٍ أُصَرِّحُ لَهُمْ: إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكُمْ قَطُّ! اذْهَبُوا عَنِّي يَا فَاعِلِي الإِثْمِ!» (متى 7: 21-23). |
||||
21 - 06 - 2016, 06:45 PM | رقم المشاركة : ( 13168 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة أعظم من الحماسة والغيرة (آية 3) «إِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي، وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ، وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ، فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً» (آية 3). يقدم كثير من الناس العطاء بغير محبة، ولكن رغبةً في الحصول على مدح الآخرين، وللافتخار الشخصي. وقد يعطي الإنسان كتكليف واجب مفروض عليه. ولكن ما أعظم الفرق بين عطية التفاخر أو الإجبار وعطية المحبة. نقرأ في مرقس 12: 41-44 « وَجَلَسَ يَسُوعُ تُجَاهَ الْخِزَانَةِ وَنَظَرَ كَيْفَ يُلْقِي الْجَمْعُ نُحَاساً فِي الْخِزَانَةِ. وَكَانَ أَغْنِيَاءُ كَثِيرُونَ يُلْقُونَ كَثِيراً. 42فَجَاءَتْ أَرْمَلَةٌ فَقِيرَةٌ وَأَلْقَتْ فَلْسَيْنِ قِيمَتُهُمَا رُبْعٌ. 43فَدَعَا تَلاَمِيذَهُ وَقَالَ لَهُمُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ هَذِهِ الأَرْمَلَةَ الْفَقِيرَةَ قَدْ أَلْقَتْ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ أَلْقَوْا فِي الْخِزَانَةِ 44لأَنَّ الْجَمِيعَ مِنْ فَضْلَتِهِمْ أَلْقَوْا. وَأَمَّا هَذِهِ فَمِنْ إِعْوَازِهَا أَلْقَتْ كُلَّ مَا عِنْدَهَا كُلَّ مَعِيشَتِهَا ». فالرب يرى روح العطاء وكيفيته، ولا يقدِّر إلا عطاء المحبة، العطاء الحقيقي. «إِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي » للفقراء بدون محبة، سينتفع الفقراء، لكن المعطي لا ينال من الله شيئاً! « إِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ » فهناك من يقِّدم جسده حتى يحترق كله، حباً في الله، كما شهد نبوخذ نصر للفتية الثلاثة وقال: «تَبَارَكَ إِلَهُ شَدْرَخَ وَمِيشَخَ وَعَبْدَنَغُو الَّذِي أَرْسَلَ مَلاَكَهُ وَأَنْقَذَ عَبِيدَهُ الَّذِينَ اتَّكَلُوا عَلَيْهِ وَغَيَّرُوا كَلِمَةَ الْمَلِكِ وَأَسْلَمُوا أَجْسَادَهُمْ لِكَيْ لاَ يَعْبُدُوا أَوْ يَسْجُدُوا لإِلَهٍ غَيْرِ إِلَهِهِمْ » (دانيال 3: 28). فنجى الرب أجساد الفتيان الثلاثة من الحريق لأنهم سلموها للأتون حباً له. ولكن هناك من يسلِّم جسده حتى يحترق بُغضاً للناس، كما فعل جنود الحروب الصليبية، فماتوا واحترقوا وهم يقتلون ويسفكون الدماء، رغم أن سلاح المسيح هو سيف الروح الذي هو كلمة الله (أفسس 6: 17)، ورغم أنه قال: « لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ » (متى 26: 52) . يعلمنا الرسول بولس في هذه الآيات الثلاث أن المحبة أعظم الكل. هي أعظم من المواهب، وأعظم من النبوَّة والتعليم، وأعظم من الإيمان والمعجزات، وأعظم من الحماسة والغيرة. إن مشكلتنا الروحية الأولى هي عدم ترتيب أولوياتنا. أولويتنا الأولى هي المحبة، ثم المواهب، ثم النبوة والعلم، وبعدها الإيمان والمعجزات، ثم الحماسة والغيرة. ليعلمنا الله أن نحب، ليس فقط الذين يحبوننا ولكن الذين يسيئون إلينا أيضاً، كما أحبنا المسيح وأسلم نفسه لأجلنا. |
||||
21 - 06 - 2016, 06:46 PM | رقم المشاركة : ( 13169 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أبانا السماوي علَّمتنا المحبة في كلمتك وفي المسيح لأنك أنت محبة، وقد أحببتنا ونحن أعداء، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا. وبفضل كفارته غُفرت خطايانا. نلتمس أن تجعل حياتنا حياة المحبة، لنحيا مزمور المحبة بكل القلب والفكر، ولنحب بالطريقة التي تحب أنت بها. في شفاعة المسيح. آمين. |
||||
21 - 06 - 2016, 06:47 PM | رقم المشاركة : ( 13170 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبَّة المتأنية الرفيقة «الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ» (1كورنثوس 13: 4) بعد أن رأينا أهمية المحبة، نتأمل صفاتها (آيات 4-7) التي تبدأ بأنها «تتأنى وترفق» ويقدم الرسول بولس خمس عشرة صفة للمحبة، نتأمل في هذا الفصل أول صفتين منها: 1- المحبة تتأنى: بمعنى أنها طويلة الروح والأناة، بطيئة الغضب، لا تقطع علاقة مع أحد، وتعطي فرصة متكررة جديدة للجميع، حتى للمسيئين إليها. 2- المحبة ترفُق: لأنها رقيقة، ومعناها في اليونانية «حلوة مع الجميع». أعطانا الله النموذج الأعلى للتأني والرفق. فعندما سقط أبوانا الأولان في العصيان جاءهما الله يمد يد المحبة، فقال آدم لله: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ، لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ» (تكوين 3: 10) وألقى آدم اللوم على حواء، وألقت حواء اللوم على الحية. وبالرغم من هذا رتَّب الله في محبته الخلاص والفداء لأبوينا الأوّلَيْن، فأعطاهما الوعد العظيم أن نسل المرأة يسحق رأس الحية (تكوين 3: 15). ثم سترهما بأقمصة من جلد (تكوين 3: 21). فما أعظم محبة الله التي تأنَّت وترفَّقت، فوعدت بمجيء المخلص، ثم سترت، وأعطت شريعة موسى وذبائحها الحيوانية، التي كانت رمزاً لحمل الله الذي يرفع خطية العالم، والتي بذبيحة نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد لنا فداء أبدياً (يوحنا 1: 27 وعبرانيين 9: 12). كان يمكن أن الله يُهلك آدم ويبدأ بداية جديدة بإنسان آخر، لكن الله في رفقه وأناته أعطى آدم فرصة ثانية. ونرى أناة الله ورفقه واضحة في كل تاريخ بني إسرائيل، وهو يرسل إليهم نبياً بعد نبي، ويعلمهم درساً بعد درس، رغم أنهم يكررون ارتكاب نفس الخطأ. وفي قصة حياة النبي هوشع نرى الله يدرب نبيَّه لتكون له مشاعر مثل مشاعر الله من نحو شعبه، فطلب الله من هوشع أن يرتبط بامرأة ساقطة كما ارتبط الله بشعبٍ ساقط. ولكن السيدة الساقطة عاودت السقوط، وفي سقوطها الأول قلَّت قيمتها، أما في سقوطها المتكرر فقد ضاعت كل قيمتها. ولكن الله كلَّف هوشع أن يتزوجها من جديد، لأنه أراد أن يقول لهوشع وللشعب كله إنه يحب شعبه بالرغم من كل خطاياهم، وقال: « «لَمَّا كَانَ إِسْرَائِيلُ غُلاَماً أَحْبَبْتُهُ وَمِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنِي.. وَأَنَا دَرَّجْتُ أَفْرَايِمَ مُمْسِكاً إِيَّاهُمْ بِأَذْرُعِهِمْ.. كُنْتُ أَجْذِبُهُمْ بِحِبَالِ الْبَشَرِ بِرُبُطِ الْمَحَبَّةِ وَكُنْتُ لَهُمْ كَمَنْ يَرْفَعُ النِّيرَ عَنْ أَعْنَاقِهِمْ وَمَدَدْتُ إِلَيْهِ مُطْعِماً إِيَّاهُ (هوشع 11: 1-4). فبالرغم من خطية الشعب وخيانته لأوامر الرب، عبَّر لهم عن حبه، وعن مشاعر أبوته، وهو يدرِّجهم ويعلِّمهم المشي، ويمد لهم يده بالطعام! ثم يقول: « كَيْفَ أَجْعَلُكَ يَا أَفْرَايِمُ أُصَيِّرُكَ يَا إِسْرَائِيلُ؟! كَيْفَ أَجْعَلُكَ كَأَدَمَةَ أَصْنَعُكَ كَصَبُويِيمَ؟ » (هوشع 11: 8) أي: كيف أخرب بلادكم (رغم خطاياكم) فتصيرون كأدمة وصبوييم (تكوين 10: 19) وهما مدينتان من مدن دائرة سدوم وعمورة التي أحرقها الله بسبب خطاياهم؟ ثم يقول الرب: « قَدِ انْقَلَبَ عَلَيَّ قَلْبِي. اضْطَرَمَتْ مَرَاحِمِي جَمِيعاً ». فالرب لا يحتمل أن يبيدهم، لأن محبته لهم تتأنى عليهم وترفق بهم. ونرى المحبة نفسها التي تتأنى وترفق في معاملات المسيح مع تلاميذه الذين أحبهم وعلَّمهم وساروا معه ثلاث سنوات. ولكنهم عند الصليب خافوا جميعاً وهربوا. ومع ذلك قال المسيح للمريمتين بعد قيامته: « اذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي» (متى 28: 10). وقد أوضح المسيح أناة المحبة التي ترفق في مثل شجرة التين التي لم تثمر، فقال صاحبها للعامل في أرضه: « ثَلاَثُ سِنِينَ آتِي أَطْلُبُ ثَمَراً فِي هَذِهِ التِّينَةِ وَلَمْ أَجِدْ. اِقْطَعْهَا. لِمَاذَا تُبَطِّلُ الأَرْضَ أَيْضاً؟ 8فَأَجَابَ: يَا سَيِّدُ اتْرُكْهَا هَذِهِ السَّنَةَ أَيْضاً حَتَّى أَنْقُبَ حَوْلَهَا وَأَضَعَ زِبْلاً. فَإِنْ صَنَعَتْ ثَمَراً وَإِلاَّ فَفِيمَا بَعْدُ تَقْطَعُهَا» (لوقا 13: 7-9). وهذا التعامل الإلهي المتأني الرفيق واضحٌ في حياتنا نحن واختباراتنا اليومية، فالله يباركنا ويُنعم علينا، مع أننا نخطئ ونرتد عنه ونتذمر عليه. ولكنه في محبته الكاملة يحبنا رغم ضعفنا. وهذا يدفعنا لأن نحيا حياة المحبة التي تتأنى وترفق مع الجميع «مُتَمَثِّلِينَ بِاللهِ كَأَوْلادٍ أَحِبَّاءَ» (أفسس 5: 1). |
||||