11 - 06 - 2016, 07:29 PM | رقم المشاركة : ( 13041 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
إغراء البدع
الحركات “الإنجيلية” تقوم بهجمة شرسة في الأوساط المسيحية وتجتر اسطوانتها المملة ضد والدة الإله والقديسين ومعمودية الأطفال والأيقونات والكهنوت كأنها لا تستطيع أن تبني الا على أنقاض الآخرين. تبدأ حكاية هؤلاء “المبشرين” باجتماعات يهاجمون بها ايمان الكنيسة استنادا الى آيات من الكتاب المقدس يشرحونها على طريقتهم. ما نود أن نقوله الآن هو اننا نفهم العطش الى الكتاب الإلهي. انه دليل الشوق الى الرب. الفرق بيننا وبين الشيع ليس في الإنجيل ولكن في فهمه. نحن قصرنا في الماضي اذ لم يكن عندنا من يعلم. صرنا الآن على حال أحسن. مع ذلك ليس عندنا حلقات تفسيرية في كل رعية ولا يمكننا ان نعين كاهنا مكتمل الثقافة اللاهوتية في كل مكان. نرجو ان يتصل الكهنة بنا اذا لاحظوا هذا الغزو لرعاياهم. نحن مخلصون للإنجيل ولا نضيف عليه شيئ. فإذا كرّمنا والدة الإله فذلك طاعة منا للإنجيل الذي تقول هي فيه: “ها منذ الان تطوبني جميع الأجيال” (لوقا 1 : 48). واذا سميناها والدة الإله فبناء على كلام اليصابات اليها: “من أين لي ان تأتي ام ربي الي” (لوقا 1 : 43). وعلى سبيل المثال ايضا اذا بحثنا في معمودية الأطفال نرى ان اللاهوتي ترتليان في القرن الثاني الميلادي يشهد انها معروفة في افريقيا ونقرأ عن بولس قوله: “اني عمدت ايضا بيت (او اسرة) اسطفاناس” (ا كورنثوس 1 : 15) اي هذا الرجل واولاده ذلك حسب قول الكتاب: “آمن بالرب يسوع فتخلص انت واهل بيتك” (اعمال الرسل 16 : 31) اي هذا ايمان ومعمودية معا لأن الخلاص هو بهما مع. الارتباط هو بين الله والانسان المؤمن واولاد هذا الانسان. ما اوردنا ذلك على سبيل المثل الا لنقول باختصار ان الايمان الارثوذكسي لا يخرج عن الانجيل وان طمأنينة المؤمن في ان يلازم كنيسة الله التي هي “عمود الحق وقاعدته” (ا تيموثاوس 3 : 15). فالرسل تسلموا من الرب وديعة وهذه الوديعة انتقلت بالروح القدس والتعليم وحُفظت في الصلاة وبقي دائما “بقية” مخلصة لهذا الذي تسلمته. ما نقوله اليوم هو ما كانت تقوله الكنيسة الاولى. وما نرفضه اليوم هو ما رفضناه دائما ولا نحتاج الى شهادة حسن سلوك من جماعات ظهرت بالأمس القريب وأتت بتفسير خاص. هذا الإنجيل هو ما فهمناه دائم. “فلو بشرناكم نحن او بشركم ملاك من السماء بخلاف ما بشرناكم به، فليكن محروما” (غلاطية 1 : 8). اذا نحن الرؤساء اهملنا الرعية فهذه خطيئتنا وليست خطيئة كل الكنيسة. ليس لدينا الأجهزة التعليمية الكافية ولم نحب بعضنا بعضا بالقدر الذي يجعلنا كرماء نفتقد المساكين. ربما بدا المبشرون بالأفكار الجديدة أقرب بعضهم الى بعض بالعطاء المالي. هذه فضيلة نتعلمها منهم ولكن لا نقتبس افكارهم. حفظ الإيمان المستقيم الرأي يتطلب منا جميعا تآزرا لئلا يبقى بيننا محتاج ويتطلب حرارة قلب. ان شئت نهضة بمعرفة الكتاب المقدس فالنهضة ممكنة في كنيستك والعبادة فيها أبهى ما تكون عليه العبادات. كفانا الانقسامات القديمة التي أخرجت من صفوفنا الآلاف. هذه الكنيسة حفظتنا في عصور الاضطهاد ورعتنا وقدستنا قبل ان تظهر هذه البدع وبقينا على الإخلاص ليسوع المسيح. لماذا يجب ان يترك احدنا امه ليبتاع لنفسه أماً غريبة لا فائدة منها الا الجدل وذم الأم الحقيقية؟ لا تخرج عن حضن الأم لئلا تموت برد. المتروبوليت جورج خضر عن نشرة رعيتي |
||||
11 - 06 - 2016, 07:30 PM | رقم المشاركة : ( 13042 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العالم الأرثوذكسي والاحتفالات
منذ أن أعلن الإمبراطور قسطنطين الكبير المعادل الرسل إمبراطور بيزنطية الأوّل، أو الإمبراطورية الرومانية بعاصمتها الشرقية القسطنطينية، حدث تغيير كبير في روحانية الكنيسة، وعلى علاقة المسيحيين مع بعضهم البعض. ويمكننا أن نقول أن الكنيسة تأثرت بالدولة بدلاً أن تمسحن الكنيسة الدولة، وتعمدها في جرن معمودية السلم والسلام، والرحمة والتواضع. وقد أدرك ذلك القديس يوحنا الذهبي الفم عندما كان بطريركاً على القسطنطينية، ونبه حول الاحتفالات ومشاركة الإكليروس في هذه الإحتفالات الرسمية وغير الرسمية التي تجري في العالم. وطالب أن نعطي هذه الإحتفالات طابعاً إنسانياً أكثر منه رسمياً. لأن الرسميات بالحقيقة تقتل الروح إذا لم تكن مرتبطة بروح التواضع والمحبة والتطلّع نحو الآخر على أنه مخلوق على صورة الله ومثاله، ويستحق كل محبة. طالب القديس يوحنا الذهبي الفم بأن نطبق ما قاله ربنا يسوع المسيح بأن ندعو الذين هم بحاجة لطعام وشراب الى موائدنا لكي نكسب بدلاً منها أضعافاً في ملكوت السموات. ويزيد على ذلك الذهبي الفم بأن الذين ندعوهم يتفضلون علينا بما يقدمونه لنا من مكافأة أبدية بدلاً من الشيء الزائل الذي نحن نقدمه لهم. وبالرغم من أن الكنيسة والاكليروس على الغالب يطالبون بالعودة للروح المسيحية الحقة التي أساساتها التواضع والبساطة، وذلك في إقامة الأسرار، والخدمات الكنسية كالأعراس والعمادات ومناسبات الأحزان لأن كثيرين باتوا يصنعون منها مناسبات شخصية وعائلية مع أن التقليد وتاريخ هذه في الحياة الكنسية لقرون عديدة يدل على أنها كانت مناسبات رعوية تشارك بها الكنيسة المحليّة بحسب إمكانات أشخاصها الزمنية وليس بحسب العلاقات الشخصية مثلاً المصوِّر والهديّة، هويّة العراب للطفل، والمائدة هو الأهم حتى من السر ذاته، قليلون هم الذين يتابعون شأن الصلاة في المعمودية أو الزواج أو الوفاة، ولكن يدققون في أدق تفاصيل الأشياء المضافة على أصل السر والاحتفال الديني الكنسي. وصار الناس يدعون بعضهم الى هذه المناسبات على أساس الغنى والوجاهة، وليس على أساس أن أبناء الرعية الواحدة هم جسد واحد يصلي بعضهم لأجل بعض كما ويتعاضدون فيما بينهم. لا تنطبق هذه الحالات فقط على العلمانيين مع عدم جواز التعبير في الكنيسة الكل أصحاب مواهب ويتمايزون بحسب مواهبهم. هذه الحالات تنطبق على سيامات الشمامسة والكهنة والمطارنة وإن كان بشكل أقل، وذلك بحسب الأشخاص والبلدان، فالذي يصرف على الإحتفالات في السيامات الكهنوتية يبلغ أحياناً مبالغاً لا تصدق كثمن بدلات وصلبان وموائد وبطاقات طائرات من بلد الى بلد وأجارات الأوتيلات والهدايا المتابدلة، والجميل في الأمر أن البعض يراعون وضع البلد الإقتصادي فيمسكون بعض الشيء. ولا يمسكون في كثير من البلدان الغنية مع أنه بالامكان أن يوجد كثيرون من الفقراء الذين بحاجة لطعام أو شراب أو معالجة صحية إلخ، ولا من يلتفت إليهم أو يعيرهم إهتماماً. إذاً التشبه بأهل العالم من قبل أبناء الكنيسة وأحياناً رعاتها يبعد الناس عن العلاقة مع الله ويبرِّد شعلة الإيمان في صدور الناس. إن معمودية واحدة يحضر صلاتها ومائدتها إخوة يسوع الصغار لفيها آلاف البركات، ولأشرف من حفلات نقيمها وتحييها راقصة أو مطرب يتفوّه بما لا يليق. يبدو أننا قد ارتضينا أن تكون مملكتنا من هذا العالم، مع أن ربنا يسوع المسيح يؤنبنا وينبهنا بأن مملكته ليست من هذا العالم، وأوجب علينا المحبة لبعضنا البعض أولاً ثم للناس. فهل يأتي زمن لنصنع له قصوراً من قلوبنا الحيّة لا من كنوزنا الجامدة على هذا الرجاء أقول لكم ستكنون كالنبي إيليا تصرخون في وجه الباطل وكل القائمين به “حي هو الرب الإله الذي نحن واقفون أمامه”. على رجاء أن نصل الى ذلك الزمن الذي نعمل كأبناء الملكوت ووارثين لله الآب أقول لكم كل عام وأنتم بخير وأعايد كل الذين يحملون شفاعته واسمه والى أعوام عديدة بالصحة والعافية والقداسة، آمين. باسيليوس، مطران عكار وتوابعها |
||||
11 - 06 - 2016, 07:34 PM | رقم المشاركة : ( 13043 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الفأس على أصل الشّجر!.
هذه هي المسألة: أن تكون مع يسوع أو أن لا تكون!. فإذا لم تكن معه فأنت، لا محالة، عليه!. لا إمكان حياد!. “مَن ليس معي فهو عليّ”. المعيّة لا تعني التّبعيّة بل التّعاون. والتّعاون وقْف على إرادتك. في هذه الحال، أنت شريك. فإذا كان ربّك الخالق وأنت المخلوق، الآتي من العدم، فهو الّذي يجعلك له شريكًا!. هو يفرض الشّراكة… على ذاته!. ولماذا يفرضها؟ لأنّه محبّة!. هذا جوهر كيانه!. والمحبّة تفترض الشّراكة!. هذه حتميّة المنزّه عن الحتميّات!. الحتميّة الإراديّة، لأجل المفارقة!. يستخدم نفسَه لكلّ أحد، ولا يقدر أن يستخدمه أحد!. جاء ليَخدم!. ليَخدم كلَّ النّاس، أخيارًا وأشرارًا!. للأخيار خادمٌ لمقاصدهم الخيِّرة، وللأشرار معين على مقاصدهم الشّرّيرة!. لذا كلّ صلاح منه وكلّ طلاح ابتعادٌ عنه!. فمَن نسب خيرًا لنفسه كان خيرُه زيفًا، ومَن نسب شرًّا لربّه كان شرّه تضليلاً!. في كلّ حال، يبقى ربّك إليك!. يُنجح مسعاك إذا ما رمتَ صلاحًا، ويُفشل طرقك إذا ما ابتغيت فسادًا!. والنّجاح والفشل قد يَظهران وقد لا يظهران!. فإن أظهر نجاحك فلكي يشدِّدك في الصّلاح، إن كنت ضعيفًا في النّفس، أو لكي يشجِّع سواك على انتهاج سبل الصّلاح نظيرك؛ وإن أظهر فشلك فلكي ينميك في الاتّضاع، إذ تكون قويتَ في النّفس، بالقدر الكافي، لأنّ النّجاح الحقّ هو في الرّوحيّات، لا في الجسديّات؛ وأيضًا، إن أظهر فشلك فلكي يُخفي نجاحك عن عيون المستهترين ليستغرقوا في استهتارهم، إذ لا يقيمون وزنًا للإلهيّات!. والقول عينه يقال حيث لا يُظهر ربُّك نجاحك أو فشلك!. قصدُ ربّك، لذوي القصد الحسن، في كِلا الحالين، التّشديدُ والتّرويض، بالتّعزية والتّعزيز، حينًا، وبالحرمان والصّبر، حينًا!. وقصدُه، لذوي القصد الرّديء، التّوبة والتّخلّي، التّوبة بالألم، حينًا، والتّخلّي بالتّسليم للشّيطان، حينًا، متى عاندوا، عساهم يرتدّون، كما فعل الرّسول بولس بهمنايس والإسكندر ليتعلّما الكفّ عن التّجديف (1 تيموثاوس 1: 20)!. ليس أحد يَخدع الله!. يسوع علاّم القلوب!. ربّما يخدع بعضَ النّاس!. لذا، لا يقدر أحدٌ أن يستخدم الله ليزكّي مراميه الفاسدة!. بين الّذين يقولون بالله، يحاول!. أمّا بين الملحدين المعلَنين، فلا يأتي على ذِكره!. النّفعيّ يمثّل الإيمان بين المؤمنين، أو المزعومين مؤمنين، ويمثّل الإلحاد بين الملحدين، أو المزعومين ملحدين!. يتلوّن بلون الأرض الّتي يمشي عليها كالحرباء، ولا ينتمي إلاّ لنفسه!. والمنخدعون هم الّذين قلوبُهم غير مستقيمة من جهة الله!. الله يضيء القويم فتستبين لعينيه فخاخُ المخادِع، وإيّاه يحكِّم!. أمّا غير المستقيمين فحقول تجارب للمخادِعين!. الرّبّ يحفظ الأطفال، الأنقياءَ القلب، أمّا المنافقون فيُسلمهم لمستغلّيهم؛ هو لتأديبهم، ومستغلّوهم لاستهلاكهم!. يتظاهر المخادِع بالنّعومة ليلدغ، ويتظاهر الله بالقسوة ليُرهب!. المخادِع قصدُه الإهلاك، والله قصدُه الإرعواء!. لا طاقة للمخادع على استغلال الله، أمّا الله فيحوِّل خداع الخدّاعين علاجًا للمخدوعين، كما يحوِّل الطّبيبُ الماهرُ سمّ الحيّة ترياقًا، والأفسنتينَ المرَّ تنقيةً للكبد!. الله لا يُشمَخُ عليه، وهو الآخذ المراوغين، الحكماءَ في عيون ذواتهم، بمكرهم!. لا تحتاج إلى الكثير لتكون مع يسوع: “استقامةٌ ودِرهم”، فيُسبغ عليك “ألف دينار”!. قلبُك أوّلاً، لكنْ، قلبُك كلُّه، والباقي ما تيسّر!. باللّغة الّتي تفهمها يكلِّمك، ومن منطلق حالك يعاملك!. ليس عند ربّك غنيّ أو فقير، متعلِّم أو أمّيّ… خطابه لكلّ إنسان خطاب القلب للقلب!. قلبُك الملتمَس!. أعطني قلبك يا بنيّ!. أحبّ واعمل ما تشاء!. الإنسان قلب، والبقيّة، في الإنسان، أقنيتُه!. لذا، فوق كلّ تحفّظ احفظ قلبك، يا بنيّ، لأنّ منه مخارجَ الحياة!. بإمكانك، إن لم تكن متعاونًا مع ربّك، أن تشاغب عليه!. فإن فعلت آذيت نفسك كمَن يجرح نَفْسه، لأنّه نَفَسُك!. نفَسُ أنوفِنا مسيحُ الرّبّ!. هو لا يؤذيك بحال!. المحبّة تنجرح ولا تؤذي!. لكنّك لا تعرقل عمله!. لا أحد يستطيع شيئًا ضدّ الله بل لأجل الله!. مَن يقدر أن يرفس مناخس؟!. ما قد يبدو كأنّه عرقلة أو تعطيل لعمل الله يساهم، من حيث لا يدري المنافقون، في تحقيق عمل الله!. أما كان الصّليب عملَ الشّيطان وزبانيّته، ولكنْ، به تمّم ربُّك قصدَ أبيه السّماويّ وحقَّق الخلاص؟!. العثرات لا بدّ منها؛ ولكنْ لم يقل ربّك: ويل لمَن تأتي عليه، بل ويل لمَن تأتي على يده!. ظاهرًا، العثرة تُفسِد؛ عمليًّا، لا تُفسد إلاّ أصحابها!. أمّا في تدبير ربِّك فما يسمح بها إلاّ لكشف حقيقة النّفوس لعيون أصحابها عساهم يصلحون ذواتهم!. فقط غير المستقيمين يسقطون ويبتعدون، أمّا المستقيمون فيألمون ويسترحمون!. المتراخون يشدّون أحقاءهم ويتوبون، فيما المستهترون يشمتون ويزدادون استهتارًا!. في زمن العثرات غربلةٌ وتهوئة وتجديد، كما ينقّي الفلاّح القمح من الزّؤان، ويعرِّض الحَّبَّ للرّيح لينقى من الهباء، ويبسطه للشّمس لكي تخرج منه الرّطوبة فلا يكون عرضة للتّسوّس متى ضمّه إلى مخازنه!. كلّ مَن يصنع صلاحًا يأتي إلى مسيح الرّبّ. ولو لم يكن قد نشأ على معرفة كلمته، فإنّه متى رآه في قوم صالحين، أو سمعه في قوم كارزين، فإنّه يعترفه ويعترف به أنّه هو إيّاه، لأنّ ربّك الصّلاحُ، والصّلاحُ الّذي فيك يجعلك إليه انتماؤك!. لا تقدر أن تقول عن يسوع سوءًا، إن كان فيك ما هو منه، ولا تقدر أن تتجاهله لأنّك تنكر، إذ ذاك، نفسَك!. ليس بإمكانك أن تقول: ما عرفتُه، لأنّك لم تُبشَّر به، لأنّ معرفتك إيّاه بالرّوح كائنةٌ؛ وروح يسوع في كلّ الصّالحين واحد!. روح الصّلاح فيك هو يجعلك يقظًا، واعيًا، لا فكرُ دماغك، إلى روح الله حيثما كان!. الغرباء، في الوضع، أقرباء في القلب، متى كان روح الحقّ هو الفاعل فيهم!. لذا، كلّ مَن يصنع الشّرّ لا يُبرَّر بحجة أنّه لم يعرف الإنجيل، لأنّ الإنجيل روح قبل أن يكون وعظًا!. لذا ما يصنعه ضدٌّ للمسيح ومِن ضدّ المسيح يأتي!. بالقياس عينه، ليس مَن حفظوا كلام الإنجيل عرفوا السّيّد في الإنجيل، بل مَن حفظوا روح الإنجيل!. لا فرق بين مؤمن وكافر بما في دماغه بل بما في قلبه!. وحيث لم يستوطن روح الحقّ، فسيّان ما بين مسيحيّ وغير مسيحيّ!. لا بل، المسيحيّ المزعوم أشنع، بما لا يُقاس، لأنّه بسببه يُجدَّف على اسم الله!. في طبيعتك ما يكفي من ميل إلى الصّلاح ليدفعك صوب مسيحك، إلاّ إذا دِنتَ بالباطل واستغرقت في الإثم وخنقت ما رسب فيك من حقّ منذ السّقوط. لا يولد أحد بطبيعة مشوّهة بالكامل. تُشوِّهها ديانات النّاس ومفاسدُ النّاس!. والتّشويه، في التّاريخ، يُتوارث وينمو. الأفعال المضادة لمسيح الرّبّ تتكثّف حتّى تبلِّغ إلى إنسان محشوّ بروح ضدّ المسيح، أي إبليس. ساعتذاك يبرز الإنسان المِسخ بالكامل، إنسان ضدّ المسيح!. هذه الأيّام، لا ندري إن كانت لتُفضي إلى إنسان الإثم، لكن الإثم، فيها، يتكثّف على نحو غير مسبوق، وتفجّرُ الحقد، على مسيح الرّبّ، يزداد تفجّرًا، على نحو بركانيّ!. لقد بتنا، أقلّه، نلقانا، بخلاف كلّ خبرة سابقة، في حال انحدار مطّرد، متسارع، كأن لا إمكان عودة منه إلى الوراء!. قبل بابل القديمة، قيل: الجسد كلّه مريض، من الرّأس حتّى أخمص القدمين!. واليوم، نحن بإزاء بابل كونيّة، والنّفوس معتلّة، حتّى أعماق القلب!. والعالم يمتلئ روحًا بابليّة!. … ورأيت ملاكًا صاح بصوت عظيم: سقطتْ، سقطتْ بابل العظيمة!. وصارت مسكنًا للشّياطين، ومأوى لكلّ روح نجس… وسمعتُ صوتًا آخر من السّماء: اخرجوا منها، يا شعبي، لئلاّ تشاركوا في خطاياها… لأنّ خطاياها تراكمت حتّى السّماء… (رؤيا 18). الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي ، دوما – لبنان |
||||
11 - 06 - 2016, 07:36 PM | رقم المشاركة : ( 13044 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القدّيس* الشهيد* لونجينوس* قائد* المئة ورفقته
يذكر إنجيل متى في الإصحاح 27، أنّه بعد أن أسلم يسوع الروح وانشق حجاب الهيكل إلى اثنين والأرض تزلزلت والصخور تشقّقت والقبور تفتّحت وقام كثير من أجساد القدّيسين الراقدين، خاف قائد المئة والذين معه، عند الصليب، خوفًا شديدًا وقالوا: «حقًا كان هذا ابن الله»(متى54:27) قصّته بعد الصلب: أمّا تفاصيل ما حصل بعد صلب السيّد، فالتراث يفيد بأن لونجينوس واثنين من رفاقه، جرى تكليفهم أيضًا بحراسة القبر، فشهدوا الأحداث التي سبقت قيامة السيّد وتلتها. ولما أراد اليهود رشوتهم ليقولوا أن تلاميذ يسوع أتوا ليلاً وسرقوا جثته، رفضوا ذلك، وقاموا فتركوا الجنديّة وانتقلوا سرًّا إلى بلاد الكبادوك، مسقط رأس لونجينوس، بعدما اقتبلوا المعموديّة على أيدي الرسل. خاف اليهود أن يعمد لونجينوس إلى نشر أخبار عن يسوع تسيء إليهم، فحرّضوا بيلاطس عليه، فكتب إلى طيباريوس قيصر، فأمر بالبحث عنه هو ورفيقيه وإعدامهم بتهمة الفرار من الجنديّة. انطلقت كوكبة من الجند إلى بلاد الكبادوك لتنفّذ أمر القيصر دون أن تكون لها أيّة دراية لا بمكان لونجينوس ولا بمواصفاته. وعرض أن توقّف الجند في بقعةٍ للراحة كان لونجينوس مقيمًا فيها، فاستضافهم. وأثناء الحديث كشف عمّال القيصر أنّهم في صدد البحث عن قائد المئة الفار ذاك ورفيقيه. فأيقن لونجينوس أن ساعة استشهاده قد دنت. فزاد في إكرام الجنود، ثم تركهم ينامون وأخذ يعد نفسه للموت. وفي صباح اليوم التالي، ذهب باكرًا وأخبر رفيقيه بما جرى، فاتفق الثلاثة على كشف هويّتهم للجنود واقتبال الاستشهاد. وهكذا كان. استشهاده: وقف لونجينوس أمام طالبي نفسه وقال لهم أنّه هو إيّاه من تبحثون عنه. لم يصدّق الجنود آذانهم أوّل الأمر. ثم تحوّل شكهم إلى دهشة فشعور بالأسى. لكن لونجينوس ورفيقيه أصرّوا على تنفيذ إرادة القيصر. وبعد أخذ ورد، قام الجنود فقطعوا هامات الثلاثة وأرسلوا برأس لونجينوس إلى بيلاطس، بناء لطلب هذا الأخير، بعدما أصرّ اليهود على أن تعطى لهم علامة تؤكّد موته. فلما استلم اليهود الهامة وتأكّدوا أنّه هو إيّاه لونجينوس، ألقوها في حفرةٍ كانت تلقى فيها قمامة المدينة. ظهوره لمرأة: ويشاء التدبير الإلهيّ، حسبما يقول التراث، أن تحجّ امرأة غنية من بلاد الكبادوك إلى الأرض المقدّسة برفقة وحيدها للتبرّك والتماس الشفاء من عمى أصابها. وما أن بلغت المدينة حتى مات ابنها وتركها وحيدة حزينة لا حول لها ولا قوّة إلا بالله. في تلك الليلة بالذات ظهر القدّيس لونجينوس للمرأة في الحلم فعزّى قلبها ووعدها بأن تشفى من عماها، وأن ترى ابنها مكلّلاً بالمجد في السماء، إن هي ذهبت إلى حفرة القمامة خارج المدينة وأخرجت هامته من هناك. وبالفعل أفاقت المرأة من نومها، ونادت من دلّها على الحفرة. ما أن وصلت طلبت أن تبقى بمفردها، وأخذت تتلمس المكان بيديها، والقدّيس لونجينوس يقودها، إلى أن وقعت على الجمجمة فانفتحت عيناها للحال، وشاهدت، بأم العين، وحيدها إلى جانب القدّيس لونجينوس في السماء، فتعزّت تعزيّة كبيرة. كما يقال أنّها عادت إلى بلادها ومعها هامة القدّيس وجثمان ابنها حيث بنت كنيسة ووضعتهما فيها |
||||
11 - 06 - 2016, 07:38 PM | رقم المشاركة : ( 13045 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المواهب
النعمة الإلهية لها وجوه مختلفة نُسمّيها المواهب. منها موهبة النبوّة (المستمرّة في العهد الجديد) وهي أن يقف صاحبها ليقول ما يريده الله من الكنيسة التي يكلّمها النبيّ الذي من العهد الجديد. موهبة الخدمة في الكنيسة أكان الموهوب ذا رتبة إكليريكية أم كان علمانيا. أما المعلّم فهو الذي يبسط العقيدة بشكل متماسك وجامع لكل العقائد. أما الواعظ فهو الذي يشرح الإيمان المؤسس على قراءة الرسالة أو الإنجيل او يجمع بينهما. المتصدّق يُعطي الصدَقة ببساطة وبالدرجة الأُولى للمعوزين. اما المدبّر للشأن الاقتصادي فيكون مجتهدا. الراحم هو الذي يغفر لكل مَن احتاج الى رحمةٍ مادية كانت أَم روحية. كل هذا تسدده المحبة التي هي بلا رياء اي بلا حب للظهور وبلا تفريق بين الناس. بعد هذا يقول بولس صاحب الرسالة الى أهل رومية يجب أن نكون ماقتي الشر فإن مُحب الشر لا يُحبّ. يُرادف هذا القول أن نكون ملتصقين بالخير، «محبّين بعضنـا بعـضا حُبًا أخـويًـا» كـما أَوصى المعلّـم: «أَحبّوا بعضُكم بعضًا كما أنا أَحببتُكم» وقد أَحببتُكم حتى الموت. ثم يطلب أن نُكرم بعضُنا بعضًا مع الانتباه الى أن نبادر بالإكرام ولا ننتظر أن يُبادر الآخر بمحبتنا. ثم يقول «غير مُتكاسلين في الاجتهاد»، الاجتهاد بالتقوى والخدمة، غير مؤجّلين الاجتهاد، «حارّين بالروح»، والحرارة فينا تنزل علينا من الروح القدس الذي ظهر كنار على التلاميذ في العلّيّة التي كانوا فيها مجتمعين خوفًا من اليهود. والحارّون في الإيمان والمحبّة هم عابدون للرب. «فرحين في الرجاء»، والفرح من الروح القدس كما يقول الرسول في موضع آخر. «صابرين في الضيق» وهو الضيق الشخصي الذي يُضايقنا به غير المسيحيين او الإخوة المسيحيون. وهو كذلك الضيق الذي يأتي على الكنيسة من الاضطهاد. «مواظبين في الصلاة» بناء على قول الكتاب ألاّ ننقطع عن الصلاة في الليل والنهار. وربما أشار هنا الى ما سُمّي «الصلاة العقلية» او «صلاة القلب» التي تكون بكلام او بغير كلام، والصلاة هي الرباط الدائم مع الله يربّينا الرب بها ويجعلنا عُشراءه. ثم يطلب الرسول أن نكون موآسين للقديسين في احتياجاتهم، ويقصد بالقديسين كل المؤمنين. نعطيهم إحسانًا أخويًا او نعزّيهم في أحزانهم. ومن الموآساة ضيافة الغرباء حسب قول يسوع: «كنتُ غريبًا فآويتموني» إذ لا ينبغي أن يُحسّ أحد منّا أنه غريب. «باركوا الذين يُضطهدونكم». «باركوا ولا تلعنوا». هذا كلام الرب يسوع، وكلام بولس هنا صدى لكلام المعلّم. »باركوا ولا تَلعنوا» من كلام يسوع. البركة منّا لمن أَحبّنا وأَبغضنا هي أن نستنزل بركة الله على الناس جميعًا، ومعنى بركة الله أن يمُدّنا بالحياة والنعمة وأن »يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين ويُمطر على الأبرار والظالمين». هذا هو الكمال حسب قول المخلّص: «كونوا كاملين كما أن أباكم الذي في السموات كامل». إن الكمال هو السعي الى الكمال، وبذلك تُحيينا صورة الله فينا |
||||
13 - 06 - 2016, 07:59 PM | رقم المشاركة : ( 13046 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإنجيلين المعمدانيون
(نشأتهم والعقائد الأساسية) نشأتهم: هم واحدة من آلاف الشيع البروتستانتية التي تسمي نفسها كنائس. تعود بدايتهم لعام ١٦٠٩ حين أختلف شخصان إنكليزيان، هما جون سميث وتوماس هلويز، مع ما يسمى كنيسة إنكلترا، التي بدورها كانت انشقت عن الكاثوليكية قبل ذلك الوقت بنحو٧٠ عام. كان خلافهما حول بعض العقائد الرئيسية كمعمودية الأطفال، السلطة الكنسية وعلاقتها بالدولة. فانفصلا عنها وأسسا ماعرف في ما بعد بالكنيسة المعمدانية. كان سميث غير مقتنع بمعمودية طفولته. فرش نفسه بالماء مع آخرين عام ١٦٠٩معيدا تعميد نفسه. فكانت بدايتهم، رغم تشكيك سميث في صلاحية تعميد نفسه وفي إنشاء معمودية جديدة. اضطهدت الكنيسة الإنكليزية هؤلاء المعارضين، فلجأ سميث إلى هولندا وأسس كنيسة معمدانية. بينما بقي توماس هلويز في إنكلترا واستطاع أن يؤسس أول كنيسة معمدانية هناك بعد سميث بنحو سنتين. بعد فترة عاد سميث إلى إنكلترا حيث بدأ الإثنان نشاطا كبيرا في نشر دعوتهما الجديدة التي وصلت أمريكا عام ١٦٣٩. رغم تبنيهم اللاهوت الكالفاني، أصدروا في لندن أول اعتراف إيمان خاص بهم عام ١٦٤٤. ومنذ بدايتها انقسمت هذه الشيعة الى قسمين، قسم بقيادة جون سميث آمن بحرية الاختياروقسم آخر آمن بالجبرية.وكانت هناك حركة أخرى، سُمّيت مجددي المعمودية، يرفضون معمودية الأطفال ويعمدون الداخلين إليهم. قامت مبادئهم على تفسير الكتاب المقدس تفسيراَ حرفياَ. وبسبب مناداتهم بحرية الضمير تعددت عقائدهم، فمزج بعضهم الروحانيات بالماورائيات واعتقدوا بمذهب وحدة الوجود. بعضهم الآخر انحرف إلى حد إنكار عقيدة الثالوث ولاهوت المسيح في حين أنكر آخرون حقيقة جسده البشري. كما وقامت مبادئهم التنظيمية على فصل الكنيسة عن الدولة وعلى استقلال الكنائس المحلية. حجج الإنجيلين المعمدانيين هناك مقولة شائعة لدى كل شيع البروتستانت تقول: أن الشيطان بدأ بإدخال تغيرات على عقيدة الإيمان بالمسيح منذ القرن الرابع، وتحديدا مع الإمبراطور قسطنطين الكبير، الذي كان له فضل كبير في وقف اضطهاد الكنيسة والذي أدخل -حسب زعمهم- تعاليم جديدة على حقيقة الإنجيل. فابتعدت الكنيسة عن الروحانية والبساطة الإنجيلية. وبعضهم يقول ان الانحراف بدأ بعد موت الرسل مباشرة مستشهدين بتنبؤ بولس الرسول: “ولكن الروح يقول صريحا إنه في الأزمنة الأخيرة يرتد قوم عن الإيمان تابعين أرواحا مضلة وتعاليم شياطين في رياء أقوال كاذبة موسومة ضمائرهم” (١ثيموثاوس ٤: ١). متجاهلين أن هذا القول ينطبق على الإنجيلين المعمدانيين وغيرهم من الذين نشأوا في “الأزمنة الأخيرة”. أماإيمان الكنيسة الأرثوذكسية فهو ذاته كما كانت تعيشه في زمن الرسل، وكل الكتابات التي تركها آباؤها وقديسوها من القرن الأول الى القرن الرابع تشهد لذلك. سنثبت هذا الأمر في كل عقائد الإيمان التي سنطرحها بالتفصيل في المقال لاحقا. السؤال الذي يطرح نفسه هل يمكن لكنيسة المسيح أن تنحرف عن الحق الرسولي؟ و هل الروح يقسم أم يجمع؟؟طبعا من المعروف أن شيعهم تتكاثر بشكل يتجاوز المعقول. فكل بروتستانتي لا يوافق على تعليم قسيسه يفتح كنيسة مستقله على حسابه. نعلم من الكتاب المقدس بأن الروح القدس هو الذي يجمع تلاميذ المسيح ويوحدهم بفكره الواحد. فكيف يفسرون انقسامات شيعهم التي أصبحت بالآلاف. أليست ضد تعليم السيد المسيح وإرادة الله؟ “ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولا واحدا ولايكون بينكم انشقاقات بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد” (١كورنثوس ١: ١٠). العقائد المعمدانية الرئيسة ليس للإنجيلين المعمدانيين هيئة كنسية عليا أو أسقف، بل استقلالية لكل كنيسة محلية؛ لا بالإدارة فقط، إنما في مواضيع الإيمان والعقيدة، التي يصوت عليها ضمن حدود كلمة الله حسب زعمهم.ويمكن لكل معمداني بأن يفسرها فرديا، كما يراه هو صحيحا. لهذا نجد اختلافات عديدة بين كل كنيسة وأخرى. فالعقيدة بالنسبة إليهم ليس لها أي أهمية في عملية الخلاص، فتحولت المسيحية عند بعض شيعهم إلى بعض المبادئ الأخلاقية والسلوك الحسن. أما عقيدة معرفة المسيح الحية، التي كشف لنا بها نفسه، وعملية جهاد الإنسان الروحي وانتزاع الخطيئة من النفس؛ ماعاد لها مكان في ناموسهم. ففقدوا كل علاقة مع التقليد الرسولي الواحد، الذي بنيت عليه الكنيسة الواحدة المقدسة الجامعة الرسولية. وجود أكثر من ٦٥ فئة معمدانية في العالم يجعل من الصعب تحديد عقائدهم بدقة، فاخترنا النقاط المشتركة بين فئاتهم.
يتبع… |
||||
13 - 06 - 2016, 08:00 PM | رقم المشاركة : ( 13047 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نور من نور
يُحدّثنا إنجيل اليوم عن الموضوع الذي كان مطروحًا أمام آباء المجمع المسكوني الأول أي أُلوهية المسيح. كان الآباء قد اجتمعوا سنة ٣٢٥ في مدينة نيقية قرب القسطنطينية بدعوة من الإمبراطور قسطنطين الكبير ليُثبتوا أُلوهية المسيح ضد تعليم آريوس الكاهن الإسكندريّ الذي أَنكر هذه الألوهية. تصدّى له أثناسيوس، وهو شمّاس من الإسكندرية، وعلّم ان المسيح إله أبديّ، أزليّ، غير مخلوق. علّم أثناسيوس ما كانت الكنيسة تؤمن به دائمًا: أن المسيح نُور، وأنه قد أتى من الله منذ الأزل، وانه كان قائمًا مع الله قبل ان يظهر بيننا بالجسد. قال آريوس انه كان زمان لم يكن المسيح فيه، اي أن للمسيح ابتداء، وأن الله خلقهُ ثم خلق به العالم. هذا كان تعليم آريوس الجاحد، وهو تعليم نعرفه اليوم لأن فئات غريبة تُشيّعه هنا وهناك، ومن هذه الفئات شهود يهوه. يقول شهود يهوه ان المسيح مخلوق، وهذا بالضبط التعليم الذي رفضتْه الكنيسة في المجمع النيقاوي الأول عندما قالت في دستور الإيمان ان المسيح إله أزلي، نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مولود من الآب قبل الدهور أي صادر عنه كما يصدر الشعاع عن الشمس. انه مولود من الآب أي انه قد ظهر منه، صدر عنه، فاض عنه كما يفيض النور من المصباح. ولكنه لم يكن مخلوقًا لأن المخلوق يُخلق في زمان، في تاريخ معيّن، وما كان تاريخ الا والمسيح كان فيه. انطلق الآباء من عقيدة بسيطة أن المسيح قد صُلب ومات من أجل خطايانا وقام من بين الأموات. المسيحيون بالحقيقة عندهم عقيدة واحدة أصلية أساسية وهي ان المسيح صُلب ومات ودُفن وقام. وكل ما قبلها وما بعدها ما هو الا تدعيم لها. قال الآباء ان المسيح قد صُلب وافتدانا، وتذكّروا قول داود النبيّ: «هل يفتدي الإنسان أخاه» (مزمور ٤٩: ٧ و١٥). الإنسان لا يستطيع ان يخلّص الإنسان لأن كل إنسان خاطئ. الخاطئ لا يخلّص الخاطئ. إذا مات عنه، يبقى الاثنان في الخطيئة. قال الآباء بكل بساطة: ماذا ينتفع إنسان من موت إنسان، واستنتجوا ان الذي مات على الصليب لا بد ان يكون إلهًا أزليًا حتى يستطيع الفداء، حتى يتم الخلاص. وقالوا بالطبع انه تأنّس، صار إنسانًا مثلنا، يُشاركنا اللحم والدم. لم يكن شبحًا يسري، ولكنّه كان يحمل اللحم والدم. لو كان المسيح شبحًا لما يكون قد مات، واذا كان المسيح شبحًا شُبّه لهم انهم قتلوه. ولكنّه اذا كان إنسانًا حقًا ذا لحم ودم، فإنه يموت حقًا. المسيح إذًا إله وإنسان معًا. لا بد لإله أن يُنقذ الانسان، ولا بد من إنسان يموت حتى يُبعث حيًا في اليوم الثالث، وهكذا ينقذ الانسان من الموت. المسيح تخلّص من الموت بالموت، تخلّص منه عند فجر الفصح، ولهذا يستطيع كل إنسان أن يتخلّص من الموت في اليوم الأخير، ولهذا يقدر المؤمن اليوم، قبل اليوم الأخير أن ينجو من خطاياه بالتوبة. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) |
||||
13 - 06 - 2016, 08:04 PM | رقم المشاركة : ( 13048 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الكآبةِ أيضًا وأيضًا وعلاجِ أمراضِ النَّفس
لا شكَّ أنَّ تناول الأدوية لا يؤدِّي إلى معافاةٍ كامِلَةٍ للنَّفس. هناك تآزُرٌ، كما قلنا سابقاً، بين الطِّبِّ البشريِّ العلميِّ والمساعَدة الروحيَّة. عدمُ إدراكِ الطِّبِّ لدور نعمة الله هو الحلقة المفقودَة عندَه والَّتي على الكنيسة ملء فراغها. إذا لعبتِ الكنيسةُ هذا الدَّور ستجدُ لها مكاناً كبيراً في المجتمع المعاصِر، لأنَّها تكون قد لَمَسَت “جُرْحَ الإنسان” الأكثَر إيلاماً في هذا العصر. وعندما يشعر النَّاس المتألِّمون بمساعدة الكنيسة لهم في هذا المجال سيأتون إليها شاكِرين. لا شكَّ، أيضًا، أنَّه في حالة الحزن يساعِدُكَ العمل، البستان، النباتات، الأزهار، الأشجار والريف، المشي في الهواء الطَّلْق…، كذلك، الاهتمام بالفنّ والموسيقى…، ولكن نعطي الأهمِّيَّة الكبرى للاهتمام بالكنيسة ومطالعة الكتاب المقدّس وحضور الصَّلوات ومطالعة الكتب الروحيَّة. * * * ممَّا يساهِمُ بشكلٍ فعَّالٍ في العلاج هو مِثَالُنَا الصَّالِح ومحبَّتنا ووداعتنا.المحبّةُ هي فوق كلّ شيء. العلاج الأهمُّ لحالات الاكتئاب هو “المحبَّة”. المحبّةُ هي كورتيزون cortisone)) الاكتئاب واليأس. تبعثُ الحياة من جديد في نفس الإنسان المريض، بدونها يبقى العلاج ناقصًا ولا يتمّ بناءُ النَّفس أو ترميمها * دور الكنيسة في علاج مرض النفس: رسالة الكنيسة من خلال الكهنة والآباء الروحيِّين هي مساهمتها في معالجة مرض الشَّخصيَّة البشريَّة. عمليّة الشِّفاء لا بدَّ أن تعبر مرحلة تطهير القلب (purification). والاعتراف مع الإرشاد الروحيّ يساعدان على تحوّل الإنسان (والمجتمع) من الأنانيَّة والفرديّة (individualisme) المرتَكِزَة على الأنا إلى المحبّة اللاأنانية الَّتي لا تطلب شيئاً لذاتها. هذا يحصل اللهم إذا كان الكهنة (الأطباء الروحيّون) قد سبقوا “وشُفُوا هم أنفسهم” من الأنانيّة. مهمّة الكنيسة الرئيسيَّة هي معالجة وشفاء مرض النَّفس البشريّة في المسيح. هذا الَّذي يحصل عن طريق التَّطهُّر من الأهواء والشَّهوات. العلاجُ من المرض النَّفسيِّ يبدأُ بتطهير القلب من الأفكار كلّها وحصرها في العقل، هكذا يتحرّر الإنسان من عبوديّة المحيط، وذلك يتمّ عن طريق الصَّلاة المستمرّة، صلاةِ يسوع، المعروفة بالصَّلاة القلبيّة، تحت إرشادِ أبٍ روحيٍّ مختَبَر هذا ما يسمِّيه الرَّسول بولس بـ”خِتان القلب بالرُّوح” (رو 2: 29). عندها، يكون القلب مأخوذاً بالصَّلاة بينما يستمرّ العقل في الاهتمام بنشاطاته اليوميَّة الطبيعيَّة. هكذا يتحرّر الإنسان من السَّعي إلى السَّعادة الفارِغَة المركَّزَة على الأنا، دون أن يوقف نشاطَه العمليّ. هذا السعي كلّه، أيّها الأحبّاء، ليقنعكم أن لا تستغنوا عن الكنيسة، كما يحاول العدوّ أن يفعل بكم، عن طريق وسائل اللهو التكنولوجي الحديث أو حتَّى عن طريق القَنَاعات العلميَّة المحدودة. التجئوا إلى كهنة آباء روحيِّين “طاهِرِين مستنِيرين متجرِّدِين”، إلى جانب أطبَّاء النَّفس والأدوية. أعني إلتجِئُوا، خصوصاً، إلى المسيح تجدوا راحة لنفوسكم وخلاصًا. أفرام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما |
||||
13 - 06 - 2016, 08:05 PM | رقم المشاركة : ( 13049 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
عيد رفع الصليب
بقوة الصليب الكريم استطاع الملك قسطنطين (285-337)م أن ينتصر على أعدائه وصار الإمبراطور الوحيد في الشرق والغرب، في وقتها عمل ثلاثة أعمال عظيمة: الأول أوقف الاضطهاد ضد المسيحيين والثاني أنشأ مدينة القسطنطينية ونقل العاصمة من روما إليها، وأخيراً أرسل أمه القديسة هيلانة إلى أورشليم كي تبحث عن عود الصليب الكريم. ذهبت القديسة مع حشد ملوكي للبحث عن الصليب الذي صلب عليه السيد، مخلص العالم، وعندما وجدته أراد الشعب كله أن يسجد للصليب الكريم لذلك قام أسقف أورشليم آنذاك الأسقف مكاريوس برفع الصليب عالياً على الأمفون (المنبر الذي يقرأ منه الإنجيل ومنه يتم الوعظ) وسط الكنيسة، عندها سجد المؤمنون للصليب قائلين “يا رب ارحم”. لاحقاً قام الفرس بحرب ضد الإمبراطورية البيزنطية، حوالي سنة 614م، وقاموا بسلب الصليب المكرم مع الكثير من الكنوز، ولكن هذا لم يستمر طويلاً لأن الملك هراقليوس (610-641)م، تغلب على الفرس وأعاد الصليب المكرم إلى أورشليم سنة 630م، ثم أخذ جزء منه إلى القسطنطينية ورفعه وسط كنيسة الحكمة المقدسة وسجد الشعب صارخاً: “يا رب ارحم” ووسط هذين الحدثين حدد آباء الكنيسة أن نعيّد لرفع الصليب في 14 من شهر أيلول وأن نصرخ عند السجود: “يا رب ارحم”. حول الصليب المكرم، يوم صلب السيد المسيح عليه، اجتمع الكثير من الناس وهم على ثلاثة مجموعات: الأولى: هي مجموعة اليهود الذين صرخوا “اصلبه، اصلبه، اصلبه” بصرختهم هذه عبّروا عن كرههم للمسيح وعدم قبولهم له في حياتهم، وهذا ما يقع فيه الكثير من المسيحيين إذ يرفضون السيد أن يكون في حياتهم اليومية ويرفضون وصاياه التي تمنعهم عن السرقة والكذب والقتل والزنى وأي خطيئة أخرى فيريدون أن يصرخوا مع هؤلاء اليهود “اصلبه، اصلبه”، ولكن رفضهم هذا يتحول إلى كره للمسيح ولكنيسته، وهي حالة كل البشر الذين اعموا بسبب من أهوائهم فأخذوا يطالبون بموت المسيح بحجة أنهم يدافعون عن إلههم وعن شعبهم. الثانية: هي الفئة المتمثلة ببلاطس الذي رأى أن المسيح بريء ولا يستحق الموت ولكنه خوفاً من الشعب من حوله أرسله للموت، وهو كالكثير منا، الذين يؤمنون بالمسيح ولكن خوفاً من الناس الذين من حولهم أو خجلاً منهم يرسلون المسيح إلى الموت أي يعصون الوصايا لا ضعفاً بل خوفاً وخجلاً من أن يعتبروا مخبولون من الناس حولهم. فبعض السارقون يذهبون للسرقة بسبب الفرصة التي تتاح لهم، حسب موقعه في وظيفة ما، وإن لم يستغلوها يعتبروا أغبياء من كل من حولهم من الناس، فيستغلون الفرصة، أي يسرقون، فيرسلون بذلك المسيح إلى الموت. الثالثة: الفئة المتمثلة برسل وتلاميذ ووالدة المسيح الذين أخذوا يبكون على صلب السيد، هم يمثلون الكنيسة، فيرون ظلم العالم وفساده ولكنهم يصبرون معتمدين على صرخة المسيح: “اغفر لهم يا أبت لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون” فالكنيسة الصابرة هي التي ستكون جماعة القيامة، لأن الذي يقبل الصليب ولا يرفضه في حياته يصبح من هؤلاء الذين قاموا بعد موت الصليب لحياة أبدية. أخي، الصليب أمام عينيك مرفوع فما عليك إلا أن تقرر مع أي جماعة ستقف، مع اليهود الصارخين “اصلبه، اصلبه” أم مع بيلاطس الذي أرسل المسيح للموت أم الكنيسة الصابرة التي ستنال فرح القيامة لا محال؟؟؟ لك الحرية و لك القرار وأنت ستحصد النتيجة!! سلوان أونر، مطران الجزُر البريطانيّة وإيرلاندا |
||||
13 - 06 - 2016, 08:07 PM | رقم المشاركة : ( 13050 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كلمة في عيد ميلاد والدة الإله
أيها الإخوة والأخوات إننا اليوم نعيّد محتفلين بميلاد الفائقة القداسة العذراء مريم من أبوين عاقرين، يواكيم وحنة التقيين. قد أقرّت الكنيسة هذا العيد منذ القرون الأولى للإيمان المسيحي. هذا الحدث الذي نعيّد له – ولادة الفتاة المختارة من الله – جلب الفرح لكل العالم لأن الإله–الإنسان يسوع المسيح الذي أشرق منها أبطل اللعنة الجاثمة على الجنس البشري المُتعدي والمنبوذ وأحدر على هذا الجنس البركة الإلهية وداس الموت البشري ووهب الناس الحياة الأبدية. هكذا تستوضح الكنيسة المقدسة سبب هذا الفرح. حزن والدا العذراء الفائقة البتولية طويلاً بسبب عقرهما وكانا يصلّيان وقتاً طويلاً وبحرقة لله لكي يحلّ عقرهما الذي كان يُعتبر عقاباً من الله على الخطايا، وكانا يصنعان الكثير من أعمال الرحمة والصدقة لكي يستعطفوا الإله الرحيم، وصبرا على تعييرات أقربائهما. وفي هذه الضيقة وفي الصلاة الغير منقطعة وبأعمال الرحمة هكذا تنقيا بالروح والتهبا أكثر وأكثر بالمحبة والأمانة لله وبهذا الشكل صارا متأهّلين بالعناية الإلهية للميلاد المبارك للابنة الفائقة البركات المختارة من بين جميع الأجناس لتكون أمّ الكلمة المتجسد. إن الله ياتي بمختاريه إلى المجد والغبطة من خلال طريق ضيّق وكرب، حيث أن والدة الإله بالجسد قد تنبّأ لها سمعان الشيخ بأن السيف سيجوز في نفسها وبأنها ستختبر حزناً شديداً في نفسها أثناء حياة ابنها الأليمة، وذلك لتُعلن أفكار من قلوب كثيرة (لو 2: 34-35). كم هو ضيق وكرب طريق جميع مختاري الله، لأن العالم ورئيس هذا العالم الذي هو عدو الله والبشر يضيّق على أناس الله إلى أقصى حد، والله نفسه يسمح بأن يمرّوا في الطريق الضيّق، لأنه يساعدهم على السعي إلى الله وبأن يلقوا باتكالهم عليه وحده. لكن لنتوجه بأنظارنا من الحزن إلى الفرح. ما هو الفرح الذي يقدّمه لنا ميلاد والدة الإله؟ لنفسّر بالتفصيل الطروبارية الكنسية التي تشرح أسباب فرح العيد. من خلال ولادة مريم الدائمة البتولية ومن خلال ابنها الوحيد وإلهها تصالحت البشرية المنبوذة والتي تحت اللعنة مع خالقها الذي أخطأت إليه وازدرت به، لأن المسيح صار وسيط المصالحة (رو5: 10-11). البشرية تحرّرت من اللعنة والموت الأبدي واستحقت بركة الآب السماوي واتحدت والتأمت في الطبيعة الإلهية وبسبب هذا الالتئام أُعيدت إليها كرامتها الأولى، بحسب تعبير الترتيلة الكنيسة. استحق الإنسان المرذول سابقاً بنوة الآب السماوي وأخذ وعداً بقيامة مجيدة من بين الأموات وبحياة أبدية في السماوات مع الملائكة. كل هذا حصل ويحصل بسبب تجسّد ابن الله بواسطة الروح القدس من العذراء الفائقة الطهارة وبشفاعتها كأمّ الله. ما أكبر الإكرام والتعظيم الذي نالته البشرية من خلال العذراء القديسة والدة الإله لأنها هي التي استحقت التجديد والبنوة لله وهي نفسها أيضاً وبسبب تواضعها اللامتناهي وعظم نقاوتها وقداستها استحقت أن تكون أم الإله-الإنسان! إنها كانت وستبقى دائماً الشفيعة الأقوى والمحامية عن جنس المسيحيين أمام ابنها وإلهها! هي رجاؤنا الذي لا يخيب، وهي التي تصرف عنا غيوم غضب الله العادل، وتفتح لنا أبواب الفردوس العريق بشفاعتها القادرة، وتثبّت عروش الملوك وتحفظها من الاضطراب مدى الدهر. هي أنقذت ولا زالت تنقذ روسيا آلاف المرّات منذ البدء ولغاية الآن، لقد عظّّمت العذراء روسيا ومجّدتها وثبّتتها ولا زالت، هي كفيلة الخطأة التائبين في الخلاص. يتوجّه إليها المسيحيون بالصلوات والطلبات والمديح والتمجيد والشكر، وبواسطتها تمّت وتتمّ في الكنيسة عجائب لا عدد لها وتأثيرها المفيد في كل أنحاء العالم. لنحتفل إذاً بعيد ميلاد الفائقة القداسة العذراء مريم مزيّنين أنفسنا بكل الفضائل المسيحية، آمين. القديس يوحنا كرونشتادت |
||||