منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10 - 06 - 2016, 06:49 PM   رقم المشاركة : ( 13031 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الرّعاية الحقّ

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“الحقّ الحقّ أقول لكم: إنّ مَن لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف، بل يتسور من موضع آخر، فهو سارق ولص”.
قال الرّبّ يسوع المسيح عن نفسه إنّه الرّاعي الصّالح. وقال أيضًا: “أنا هو الباب”. على هذا، قال: من لا يدخل من الباب إلى حظيرة الخراف كان سارقًا ولصًّا. حظيرة الخراف هي الكنيسة. الباب هو الرّبّ يسوع. والّذي يدخل من الباب هو راعي الخراف. أن يدخل راعي الخراف من الباب معناه أن يكون أمينًا لمَن هو الباب. يدخل من خلاله، بمعنى أنّه يأتي كمنتَدَب عنه. ليس أحد، في كنيسة المسيح، يتولّى رعاية الخراف من ذاته. عليه أن يكون مرسَلاً من لدن سيّد الخراف، من لدن راعي الخراف الصّالح. إن لم يكن أيقونة للرّاعي الصّالح للخراف، فإنّه، بكلّ بساطة، يكون دخيلاً، يكون سارقًا ولصّا، لا يكون في المكان المناسب. راعي الخراف يدخل من الباب، ليصير هو نفسه الباب المفضي إلى الباب، الّذي هو باب ملكوت السّموات، الرّبّ يسوع المسيح. “به كان كلّ شيء، وبغيره لم يكن شيء ممّا كوّن”. إذًا، نحن، إذا ما كنّا رعاة، ندخل من الباب؛ لنكون على صورة الباب؛ لكي يدخل النّاس بنا إلى الرّبّ يسوع، ومن ثمّ لكي يكون الرّبّ يسوع وحده هو الباب إلى ملكوت السّموات. الرّبّ يسوع يدين كلّ دخيل في كنيسته؛ يدعوه سارقًا ولصًّا. ماذا يفعل السّارق؟. السّارق يأخذ ما ليس له. وماذا يفعل اللّصّ؟. اللّصّ يختلس ما ليس له. السّارق يأتي بادّعاء أنّه هو الرّاعي، وأنّ الرّاعي هو أرسله. وهذا يكون زورًا. لذلك، يسلك في الرّياء، في الكذب، في الضّلال… يأتي ليذبح ويهلك. هذا ما يفعله السّارق واللّصّ. يأتي ليدّعي ما ليس له، ليختلس المجد الإلهيّ… والسّارق، متى فعل ذلك، يعرّض الخراف للتّشتّت.
لكن، لماذا يسمح الرّبّ الإله بأن يكون هناك، في كنيسته، سرّاق ولصوص؟. إذا كان هو الرّاعي الصّالح؛ وإذا كان يعرف، تمامًا، مَن هو الرّاعي الّذي على صورته، والرّاعي الّذي ليس على صورته؛ فلماذا يترك السّرّاق واللّصوص يعيثون فسادًا، أحيانًا، في كنيسته، في حظيرة خرافه؟!. الحقيقة أنّ الخراف، متى كان هناك سرّاق ولصوص، لا شكّ في أنّها تتألّم، وتعاني. أي السّارق واللّصّ يذبح. لفظة “إهلاك”، هنا، لا تعني أكثر من أنّه يذبحها ويهلكها بالجسد، لكنّه لا يستطيع أن يهلكها بالرّوح. الحقيقة أنّ السّرّاق واللّصوص، في كنيسة المسيح، ولو كان علينا أن نحذرهم، ولو كان على الكنيسة أن تحذر دخولهم إلى الحظيرة، غير أنّ هؤلاء لا يستطيعون شيئًا ضدّ مسيح الرّبّ، بل لأجل مسيح الرّبّ. هم، من حيث يعلمون أو لا يعلمون، يتمّمون مقاصد الله. مقاصد الله لا تتمّ، فقط، من خلال الرّعاة الصّالحين. لو كانت تتمّ، فقط، من خلال الرّعاة الصّالحين، لَما سمح الرّبّ الإله بغير الرّعاة الصّالحين. فإذا كان قد سمح بأن يكون هناك رعاة فاسدون، فهذا، أيضًا، في تدبيره، يكون لأجل المنفعة. الخراف تتألّم؟. أجل. الخراف تعاني؟. أجل. لكنّ آلام الخراف ومعاناتها لا تذهب سدى. ليس شيء، في حياة المؤمنين، إلاّ ويدخل في اعتبار خلاص الله لشعبه، وتدبيره له.
نحن نظنّ أنّ السّرّاق واللّصوص يهدّدون كنيسة المسيح. الحقيقة أنّهم لا يستطيعون أن يهدّدوها، لأنّ الرّاعي الصّالح حاضر، ويفعل من خلالهم، ومن خلال غيرهم. الرّبّ الإله يفعل من خلال الّذين يحبّونه، ومن خلال الّذين لا يحبّونه؛ من خلال الأمناء، ومن خلال غير الأمناء. لذلك، نحن لا نخشى على كنيسة المسيح. السّرّاق واللّصوص يسمح بهم الرّبّ الإله للتّنقية والتّأديب. هذا لا يبرّر السّراق واللّصوص، لأنّهم لا يعملون على نحو واعٍ في رعاية خراف المسيح. لذلك، لا فضل لهم، أبدًا، في ما يجري. لكنّ الرّبّ الإله، الآخذ الحكماء بمكرهم، هو يحوّل عبثهم إلى مراهِمَ، إلى أدوية، إلى علاجات. السّرّاق واللّصوص هم مصفاة. الرّبّ الإله يعطينا أن نتصفّى، دائمًا، من الزّغل الّذي فينا، والّذي في ما بيننا. كذلك الأمر، كلّ معدن ثمين لا يتنقّى، إلاّ بالنّار. هل هذا معناه أن نبرّر وجود السّرّاق واللّصوص؟. لا، أبدًا. السّارق نقول عنه حقيقة ما يأتيه من سرقة ولصوصيّة. ومع ذلك، لا نيأس. قول الرّبّ الإله لتلاميذه، وللّذين كانوا يسمعونه، عن معلّمي إسرائيل، في زمانه، أي عن الفرّيسيّين، ورؤساء الكهنة، والكتبة… قوله لهم، بشأنهم: “كلّ ما قالوه لكم اسمعوه. أمّا مثل أعمالهم، فلا تعملوا”. هذا معناه أنّ على التّلاميذ أن يكتفوا بالتّعليم، في هذه الحال، شرط أن يكون التّعليم سليمًا. إذا لم يكن التّعليم سليمًا، فلا يجوز، أبدًا، الإبقاء على السّرّاق واللّصوص. أمّا إذا كان تعليمهم سليمًا، فإنّنا نقتبله، ونعتبر أنّ الرّبّ الإله يؤدّبنا بهم ومن خلالهم. في الكنيسة، لا مساومة، في شأن التّعليم القويم، أبدًا. لا نساهم على الأرثوذكسيّة في شيء، على الإطلاق. من جهة أخرى، إذا كان بعض الرّعاة يشرد، فهذا نعتبره، أيضًا، بسببنا.
عندما كنت شابًّا يافعًا، سمعت، مرّة، كاهنًا يقول، مجيبًا على اعتراض يطال سوء اهتمامه بالرّعيّة، وعدم انتباهه لها: “كما تكونون يُولّى عليكم”!. هذا مؤسف، ومؤلم جدًّا، ولكن، هناك بعض الحقيقة في ما يقول!. عندما تكون الرّعيّة غير مبالية، فإنّ الرّبّ يرسل إليها راعيًا غير مبال!. صحيح أنّ الرّاعي هو نموذج، أو يفترض به أن يكون نموذجًا صالحًا للرّعيّة. لكن، صحيح، أيضًا، أنّ الرّعيّة هي الّتي، بمعنى، أحيانًا، تجعل الرّاعي على صورتها، بسبب عدم مبالاتها. عندما لا نكون مستأهلين لأن يرعانا الرّبّ الإله، فإنّ الرّبّ الإله يتخلّى عنّا!. ألم يقل: “اطلبوا من ربّ الحصاد أن يرسل فعلة إلى حصاده”؟!. حين لا يكون النّاس مبالين بالحصاد، فإنّ الرّبّ الإله لا يرسل فعلة!. لكن، إذاكانوا مبالين، غيارى، أو إذا كان، على الأقلّ، بعضهم كذلك؛ فلأجل القلّة، يصفح الرّبّ الإله عن الكثرة، ويرسل رعاة صالحين لخرافه!. سهل، دائمًا، أن تُجَرِّم الرّعيّة رعاتها. لكن، أليس من واجب الرّعيّة، أيضًا، أن تدين نفسها، أن تُجرِّم نفسها؟!. كأنّ الرّبّ الإله يقول لنا: “هذا ما تريدونه. فليكن ما تريدونه راعيًا عليكم”!. نقول عن النّاس إنّهم يصيرون لامبالين، عندما يكون هناك رعاة غير مبالين. هذا صحيح. لكن، صحيح، أيضًا، عندما يكون هناك شعب معاند في لامبالاته، أنّ الرّبّ الإله يضربه بالعمى. لذلك، وجود السّرّاق واللّصوص ليس مدعاة، فقط، لتنقية الكنيسة منهم؛ بل وجودهم، أيضًا، مدعاة للتّوبة، على الأقلّ لدى القلّة.
يتساءل المرء، أحيانًا كثيرة، لماذا يتحدّث الرّبّ يسوع عن القطيع الصّغير؟!. بأي معنى يتكلّم على القطيع الصّغير؟!. يتكلّم الرّبّ الإله على القطيع الصّغير بمعنى أنّ له، في كلّ رعيّة، أو ما يسمّى رعيّة، خاصّةً. هذه الخاصّة هي القطيع الصّغير. وهي، بأمانتها لله، ومحبّتها له، وصومها، وصلاتها، ودموعها، وحرصها على ما لله، تكون بمثابة الخميرة الّتي تخمّر العجين كلّه، في الرّعيّة، وإلاّ تكون الرّعيّة فطيرًا. نحن بحاجة إلى الخمير!. لو كان القطيع الصّغير يقوم بعمله التّخميريّ كما يجب، لَتحسّنت أحوال الرّعيّة، لَتحسّنت أحوال الحظيرة تحسّنًا كبيرًا. بالنّعمة، الله يغيّر النّاس. بالقّلة الرّبّ الإله يغيّر الكثرة. الموضوع ليس موضوع تعليم، مع أنّ التّعليم مفيد، إذا كان الإطار إطار أمانة لله. لا نحسبنّ أن الرّعيّة تكون بألف خير، عندما يأتي النّاس إلى الكنيسة، بالضّرورة؛ أو عندما تكون هناك مداخيل كبيرة، في الكنيسة؛ أو عندما تُبنى كنيسة بأموال كثيرة، وتُجهَّز بكلّ التّجهيزات البهيّة. معاييرنا، دائمًا، في الحكم على سلامة الرّعيّة، هي معايير ومقاييس خارجيّة. إذا ما أردنا أن نعرف ما إذا كانت رعيّة ما أمينة لله، فعلينا أن ننظر، أوّلاً، إلى حال الفقراء فيها. هل هناك شغف فيها لخدمة الفقير، والمريض، والمسنّ، والأرامل؟. أهذا هو شغفنا، أم لا؟. بِمَ نهتمّ؟. ما هو همّنا، في الرّعيّة؟. همّنا، في الرّعيّة، أوّلاً، ينبغي أن ينصبّ على المقطوعين، والمحرومين، والمتألّمين، والّذين هم في كلّ شدّة وألم وضيق. إذا كان هذا هو همّنا، سواء على مستوى الجماعة، أم على المستوى الشّخصيّ؛ إذ ذاك، تكون الرّعيّة في وضع سليم، أو مقبول. ساعتئذ، إذا صلّينا، تكون الصّلاة مقبولة، عند الله. الصّلاة والصّوم، إذا لم يكونا قائمين على محبّة الفقير، والغريب، والمريض، والمسنّ، والمسجون… لا يكونان مقبولين. أمّا إذا كانا قائمين على هذه الشّؤون، فبصورة تلقائيّة، تكون الصّلاة صلاة، والصّوم صومًا عن حقّ. الصّلاة تنبع من المحبّة، من الحرص على الآخرين، على أوجاعهم، على خلاصهم. وكذلك الصّوم. لا يكفي أن يصوم الإنسان، لكي يكون صومه مقبولاً عند الله. إذا لم يكن صومه مغمَّسًا بالحرص على الفقراء والمساكين؛ فإنّ هذا الصّوم لا تكون له قيمة، على الإطلاق، بل يكون مجرّد امتناع عن الطّعام. والامتناع عن الطّعام ليس، بالضّرورة، صومًا!. كما أنّ إتمام الطّقوس لا يكون، بالضّرورة، صلاة!. بسهولة، يمكن الإنسان أن يحوّل الصّوم والصّلاة إلى تمثيليّة!.
لذلك، نحرص، في كنيسة المسيح، على أن ندخل من الباب. هذا هو الباب. الدّخول من الباب معناه “مَن أراد أن يتبعني، فليحمل صليبه، كلّ يوم، ويأت ورائي”. أنا أطعمت الجيّاع، أنتم تطعمونهم. أنا اهتممت بالمرضى، أنتم تهتمّون بهم. أنا علّمت النّاس كيف يتوبون ويخلصون، أنتم تعلّمونهم كيف يتوبون ويخلصون. هكذا، تدخلون من هذا الباب. هكذا، تصيرون رعاة للخراف على صورة راعي الخراف، صاحب الخراف، الرّاعي الصّالح للخراف. المحبّة لا تأتي، بالضّرورة، من الصّوم والصّلاة. الصّلاة والصّوم يأتيان من المحبّة. لذلك، السّرّاق واللّصوص، فيما بيننا، في كنيسة المسيح، تأديب لنا، أيقونة فاسدة، ولكن واقعيّة، عنّا. لا يقولنّ أحد “لكنّ النّاس بحاجة إلى رعاية”. هذا صحيح، النّاس بحاجة إلى رعاية. لكن، إذا لم يرع القطيع الصّغير نفسه على محبّة الله، فإنّ الرّعيّة لا تكون، والرّعاية لا تنفع. المسؤوليّة الأولى تقع على القطيع الصّغير، في كنيسة المسيح. الكنيسة تنمو بدموع هؤلاء، بشغفهم، بأمانتهم، بفقرهم، بمحبّتهم. والرّبّ، من خلالهم، يعطي الجميع كلّ شيء. تلاميذ الرّبّ يسوع، لأنّهم سلكوا على هذا النّحو، أغنوا الكنيسة، أغنوا العالم. ماذا قال الرّسول بولس؟. قال: “نحن فقراء ونغني كثيرين”. بماذا نغني كثيرين؟. بالنّعمة الإلهيّة. لأنّنا نحن اقتبلنا الفقر، إراديًا، ونسلك فيه؛ لهذا السّبب، نغني كثيريين. نحن بلا كرامة. أمّا أنتم، فلكم كرامتكم. هذا لأنّ القطيع الصّغير لا يطلب الكرامة لنفسه. لهذا السّبب، يُكرم الرّبّ الإله حظيرة الخراف، يُكرم الأكثرين. إذًا، رعاتنا، بالدّرجة الأولى، إذا لم يكن وراءهم قطيع صغير يرعى، برحمة الله، وبالصّلاة الحقّ، وبالصّوم الحق، وبالمحبّة الحقّ؛ فإنّه لا يمكنهم أن يُفلحوا في الرّعيّة، ولا للرّعيّة أن تثبت في الحقّ. فمن له أذنان للسّمع فليسمع.
الأرشمندريت توما (بيطار)، رئيس دير القدّيس سلوان الآثوسي، دوما – لبنان
 
قديم 10 - 06 - 2016, 06:50 PM   رقم المشاركة : ( 13032 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حياتنا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
حياتنا
إن حياتنا عابرة ومحفوفة بالمخاطر بسبب عدم التيقن من ساعة الموت. فبالرغم من أننا نعرف جيداً أننا سوف نموت إلا إننا لا نعرف متى، اليوم أو غداً، عاجلاً أم آجلاً، في الليل أو في النهار. لا أحد يعرف ساعة الإنسان، عندما يدركه منجل الموت، وبأي حالة سوف يجده، أمستعد بالأعمال الصالحة أم غير مهيئ وممتلئ بالأعمال الشريرة. إذ أنه سوف يقدمه إلى الدينونة أمام الله في الحالة التي يجده بها، وبحسب أعماله كلٌ سوف يتمجّد أو يخزى. وما من أحد سوف يساعدنا عند ساعة الموت تلك، إلا الأعمال الصالحة التي أتممناها بحسب الله.
هنا علينا أن نناقش الأعمال الصالحة أو الشريرة ونتيجة كل منها. نحن نعرف من الكتاب المقدس أننا لم نُخلَق لتلذذ بالأكل والشرب وحَسْب، ولا لكي نستمتع بأوقاتنا سالكين بإهمال. نحن مخلوقون للأعمال الصالحة، التي من خلالها نبلغ في هذه الحياة القصيرة الحياةَ الأبدية المباركة التي نحن مدعوين إليها بنعمة الله.
وهكذا، فإن حياتنا هنا هي زمان عمل جسدي ورحي لا يتوقف، والحياة الآتية هي للمكافأة بحسب أعمالنا. لكن ينبغي بنا أن نميّز أيّ نوع الأعمال يثمِر أبدية مبارَكة وأيّ يغلّ المرارة، لكي نجتنب الأخيرة ونتمسّك بالأولى. الإنسان ذو وجهين، جسد ونفس، ومثله أعماله. الوجه الأول هو الإنسان الخارجي والآخر هو الداخلي. هذان الإثنان، متحدين في أقنوم الإنسان الواحد، معزولان عن بعضهما البعض كما السماء عن الأرض، وهما معارضان لبعضهما البعض حتّى أنّ مَن هو غير مستنير بنعمة المسيح لا يستطيع أن يتوصّل إلى معرفة نفسه ولا أن يتجنّب الكارثة. فالإنسان الخارجي هو جسد فانٍ، مصمَّم من الله ليخدم النفس، وهو يطلب إشباعه الذاتي؛ الإنسان الداخلي هو نفس لا تعرف الموت، مخلوقة على صورة الله ومثاله للأعمال الصالحة، وهي تطلب اهتمامها الخاص ورضاها.
أعمالنا تسمّى بذاراً وهي أيضاً نوعان: البعض للإنسان الداخلي والبعض الآخر للخارجي، والثمار المختلفة لكل منها جلية. ” أَنَّ مَنْ يَزْرَعُ لِجَسَدِهِ فَمِنَ الْجَسَدِ يَحْصُدُ فَسَادًا، وَمَنْ يَزْرَعُ لِلرُّوحِ فَمِنَ الرُّوحِ يَحْصُدُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً” (غلاطية 8:6). بذار الإنسان الخارجي وجناه في هذه الحياة لها ثلاثة أوجه: شَهْوَةَ الْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ الْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ الْمَعِيشَةِ (أنظر 1يوحنا 16:2). ما لم يتأمّل الإنسان الداخلي بناموس الله ويتغذّى منه، وما لم يتقوَّ بالقراءة والصلاة، فإن الإنسان الخارجي يغلبه ويصيّره له خادماً ومرؤوساً. لهذا، هناك أعمال ظاهرة ترضي الجسد ولكنها مبغوضة من الله كالكبرياء والبخل والنهم وإشباع أنواع الشهوات والكلام البطّال والضحك، والملاهي، والسكر، والخبث، والنفاق، والكذب، والحسد والكسل وغيرها. هذه ثمار البذار بحسب الجسد ولهذا لا يستطيع اللحم والدم أن يرثا ملكوت الله (أنظر 1كورنثوس 50:15).
لكن عندما تستغرق النفس في التأمّل بناموس الله ويخضع الجسد إلى حكمة النفس، عندها تظهر الأعمال التالية: محبة الله والقريب، المسالمة، الاتضاع، العطف، الرحمة نحو الجميع، التواضع، الاعتدال، العفة، والبراءة وغيرها من أعمال الروح القدس المعروفة ببذار الروح.
إن أعمالنا في هذه الحياة هي البذار، والحياة الآتية هي جنى ما نبذره اليوم. ما يبذره الإنسان هنا هو ما سوف يجنيه هناك. إذا سارع الإنسان إلى الاهتمام بحقل قلبه وتسميده ورشّ البذار الأبدي فيه، فيمكنه أن يتوقّع بثقة حصاداً مطابقاً من الراحة والسعادة الأبديتين. إن مَن يزرع بدموع التوبة سوف يحصد بالابتهاج كما يقول النبي (مزمور 5:126)، لأن الراحة اللذيذة تتبع أعمال التقوى. أما الراحة والانتعاش فمحروم منهما مَن لم يجهد في أعمال البِرّ لأنه “إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يُرِيدُ أَنْ يَشْتَغِلَ فَلاَ يَأْكُلْ أَيْضًا” (2تسالونيكي 10:3).
القديس موسى أوبتينا
نقلها إلى العربية الأب أنطوان ملكي
 
قديم 11 - 06 - 2016, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 13033 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلاص وهلاك الانسان

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الله لم يرغم احد على عبادته والانتساب اليه
وفى سقوط الانسان وضلاله
ارسل
ابن محبته
ليعيد الانسان اليه
من قبل تبع شريعة محبته
ومن رفض فليتحمل عواقب رفضه
ليس تهديدا انما حقا محقا حقيقيا
...
كَلاَّ! أَقُولُ لَكُمْ: بَلْ إِنْ لَمْ تَتُوبُوا فَجَمِيعُكُمْ كَذلِكَ تَهْلِكُونَ.
(لو 13 : 3)

يوحنا 3 : 16
لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ

وَيْلٌ لَهُمْ! لأَنَّهُمْ سَلَكُوا طَرِيقَ قَايِينَ، وَانْصَبُّوا إِلَى ضَلاَلَةِ بَلْعَامَ لأَجْلِ أُجْرَةٍ، وَهَلَكُوا فِي مُشَاجَرَةِ قُورَحَ. (يه 1 : 11)
وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، (وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. )(رو 1 : 27)
وخلاصة الأمر كله:-

اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِهِ لاَ يُدَانُ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ قَدْ دِينَ، لأَنَّهُ لَمْ يُؤْمِنْ بِاسْمِ ابْنِ اللهِ الْوَحِيدِ. (يو 3 : 18)
 
قديم 11 - 06 - 2016, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 13034 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أن كنا حقاً نحب الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يقول العلاَّمة ديونيسيوس الأريوباغي: [ أليس حقاً أن المسيح يتقرَّب بودٍ شديد من الذين يحيدون عنه، ويحاول معهم متوسلاً إليهم أن لا يستهينوا بحبه، وإن لم يُظهروا إلا النفور والتصامم عن سماع مُناداته، ألا يظل هو نفسه محامياً وشفيعاً عنهم
فالمولود من فوق يُشبه أباه، ومن يحب الوالد يحب المولود منه أيضاً، ومن حرره مسيح القيامة والحياة فأن محبة المسيح تحصره، ومن تلك المحبة يتولد في قلبه غيرة حسنة على النفوس مع حنان فائق به يحمل إخوته الضعفاء والذين تحت قيد مُرّ، ليقف أمام الله أبيه وسيد كل أحد حاملاً أوجاعهم رافعاً شكواهم إليه طالباً لهم قوة خلاص وشفاء وراحة لنفوسهم وتغيير عن شكلكهم بتجديد أذهانهم ليختبروا إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة.
فأن كنا حقاً نحب الله، فلنعلم أن الحب الحقيقي لا يُدين الأخ ويحكم عليه بالموت ولا يسعى لمقاضاته او لقطعه من شركة الكنيسة، لكنه يدفع المؤمن الحي بالله لكي يدخل في شركة الجسد الواحد مع إخوته، لذلك فهم يتألمون معاً كأعضاء لبعضهم البعض، لذلك يشفق الأخ على جرح أخيه، فلا يُشهر بجرحه أو يفضحه أو يهمله ويرفضه أو حتى يتناساه ولا يتألم لأجله، أو قلبه يوجعه على جراحاته الداخلية، بل يعضده ويسنده ويخدمه من قلبه بكل قوته، ويصوم ويصلي لأجله كثيراً جداً حتى يُشفى ويصير صحيحاً مُعافاً مملوء من قوة الله ونعمته متمتعاً بحياة الشركة في النور مع جميع القديسين.
 
قديم 11 - 06 - 2016, 06:57 PM   رقم المشاركة : ( 13035 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ما معنى كلمة الإخوة αδελφοίς القديسين holy brethren
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طبعاً معروف أن الإخوة أبناء من أب واحد مشتركين في نفس ذات الدم brothers by blood، إخوة نشأوا في مكان واحد أو بيت واحد وأسرة واحدة، من عيلة واحدة، يتعايشون معاً لأنهم مرتبطون معاً برأس واحد أسمه رب الأسرة أي الأب، يعيشون بتآلف في اتحاد اُسري بالرغم من أنهم قد يكونوا مختلفين في الأفكار والميول والمواهب والرغبات والأعمال بل وفي ملامح الوجه من جهة الشكل، لكنهم من أب واحد ومن دم واحد ومشتركين في حياة واحدة، وهذه هي مقومات الإخوة في البيت الواحد.

ولكن نحن هنا في صدد إخوة من نوع جديد يحملون نفس ذات المقومات إنما على نحوٍ خاص أسمى وأرفع من مقومات الأسرة الطبيعية حسب العالم الذي نعيش فيه، لأن النطق الرسولي يقول (الإخوة القديسين) بكونهم brethren in Christ أي إخوة في المسيح الرب، أي أنهم من نفس ذات الوطن السماوي الرفيع، يعني كلمة الإخوة هنا لا تعني اجتماع أو أُلفة جماعة خاصة تجمعت تحت مُسمى مسيحيين لهم مواهب واحدة وميول واحدة وأفكار واحدة وتآلفوا لأن تفكيرهم واحد ويخضعون لقوانين لائحة واحدة جامدة موضوعة، لأن هذه مقومات حزب وليست مقومات إخوة في المسيح يسوع، لأن التحزب دائماً يأتي تحت الخضوع لفكر واحد ان خرج عنه أحد يُنبذ وبالتالي يتم طرده سريعاً لأنه أصبح غريب عن الحزب ولا يعمل تحت قوانين البنود الموضوعة فيه، وهذا يختلف عن الانتماء الأُسري الطبيعي، لأن الأسرة – حسب وضعها الرعائي – لن تطرد ابن مختلف في الفكر أو الميول أو الوظيفة عن باقي إخوته، لأن هناك فرق شاسع ما بين الاتحاد الأسري الطبيعي وبين الاتحاد الحزبي المشروط، الأولى ترعى الأبناء تحت رأس واحد وتضمهم مهما ما كانوا مختلفين في كل شيء، وأن حدثت مشكلة بين أحدهما تأتي بهما للمائدة الواحدة في شركة المحبة الأخوية وتُقيِّم المشكلة وتحلها بروح الأبوة الصادقة، والثانية تنبذ وتطرد كل من هو مختلف بعد أن تعقد مجلس القضاء وتحقق في الموضوع وتُقيمه حسب لائحة الحزب ثم تعطي الحكم بالطرد أن ثبتت المخالفة.

ومن هنا نستطيع أن نفهم وضع كنيسة كورنثوس المُخزي حينما كلمهم الرسول قائلاً:

+ ولكنني أطلب إليكم أيها الإخوة باسم ربنا يسوع المسيح أن تقولوا جميعكم قولاً واحداً ولا يكون بينكم انشقاقات، بل كونوا كاملين في فكر واحد ورأي واحد (لأنه من عرف فكر الرب فيعلمه وأما نحن فلنا فكر المسيح – 1كورنثوس 2: 16). لأني أُخبرت عنكم يا إخوتي من أهل خلوي أن بينكم خصومات. فأنا أعني هذا: أن كل واحد منكم يقول (بتحزب) أنا لبولس وأنا لأبلوس وأنا لصفا وأنا للمسيح. هل انقسم المسيح! ألعل بولس صُلِّب لأجلكم! أم باسم بولس اعتمدتم! (1كورنثوس 1: 10 – 13)
+ لأني أخاف إذا جئت أن لا أجدكم كما أُريد وأُوجد منكم كما لا تريدون، أن توجد خصومات ومحاسدات وسخطات وتحزبات ومذمات ونميمات وتكبرات وتشويشات (2كورنثوس 12: 20)
عموماً هناك فرق كبير وشاسع حينما نتواجد في الكنيسة على أساس حزب وبين تواجدنا فيها على أساس أننا إخوة في المسيح الرب، لأن التحزب لا يُنشئ كنيسة على الإطلاق، وهذا هو سرّ مشكلة الحرب الطاحنة بين الناس في الاختلاف على الأشخاص والسعي لحرمان الأخ وطرده من الكنيسة، لأن الموضوع هنا موضوع جماعة حزب مش إخوة في جسد:

+ ولكن أن كان لكم غيرة مُرة وتحزب في قلوبكم فلا تفتخروا وتكذبوا على الحق؛ لأنه حيث الغيرة والتحزب هناك التشويش وكل أمرٍ رديء (يعقوب 3: 14، 16)
+ وأما الذين هم من أهل التحزب ولا يطاوعون للحق بل يطاوعون للإثم فسخط وغضب (رومية 2: 8)
+ أعمال الجسد ظاهرة التي هي زنى، عهارة، نجاسة، دعارة، عبادة الأوثان، سحر، عداوة، خصام، غيرة، سخط، تحزب، شقاق، بدعة، حسد، قتل، سكر، بطر، وأمثال هذه التي اسبق فأقول لكم عنها كما سبقت فقلت أيضاً أن الذين يفعلون مثل هذه لا يرثون ملكوت الله. (غلاطية 5: 19 – 21)
ولماذا قال الرسول أنهم لا يرثون ملكوت الله، هذا ليس مجرد حكم كنوع من أنواع القضاء، بل هذا طبيعياً يحدث وذلك لأنهم ليسوا من المدعوين إخوة في المسيح يسوع، بل أن هويتهم هوية تحزبيه، أي أن انتمائهم لحزب وليس لعيلة الله الحقيقية، أي أنهم ليسوا أبناء لأب واحد ولا أعضاء في جسد واحد، ربما يكون عندهم المعلومات الكافية عن كل مقومات العائلة السماوية، وبارعين في كتابة بحث عنها في الخدمة، لكنها ليست حقيقة واقعيه في حياتهم كخبرة عائلية، بل ولم يكونوا أبداً رعية مع القديسين وأهل بيت الله، بل لا زالوا غرباء ونُزلاً عن رعوية القديسين في النور.

فالآن علينا يا إخوتي أن نعي معنى أننا إخوة في المسيح حسب الإنجيل، وأن إخوتنا ليست نظرية ولا فكرة مطروحة للمناقشة، لأنه لا توجد أُسرة تتناقش حول وضعها مع أبنائها وتضع بحث عظيم وكبير عن كونها أسره حقيقية وتحاول أن تثبت للأبناء وتقنعهم أنهم إخوة، لأن هذا شيء يحدث طبيعياً بسبب الولادة، يعني الإخوة هنا بالطبيعة حسب ولادتهم في الأسرة، أي أن هذا وضع طبيعي لا يحتاج لإثبات ولا لإقناع، وهكذا كل من ولد من فوق ولبس المسيح في المعمودية وآمن بوعي أن المسيح رئيس الخلاص ومكمله، وبهذا الإيمان دخل في الأسرة الواحدة فيجد تلقائياً أنه يحب إخوته شركاءه في الدعوة السماوية، ولنلاحظ أن هذا كله مبني على التدبير الذي تممه المسيح الرب، ولنركز فيما هو مكتوب عن التدبير:

+ انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مُخلِّص هو المسيح الرب (لوقا 2: 11)
+ وبالأجماع عظيم هو سرّ التقوى الله ظهر في الجسد (1تيموثاوس 3: 16)
+ فإذ قد تشارك الأولاد في اللحم والدم اشترك هو أيضاً كذلك فيهما (عبرانيين 2: 14)
+ والكلمة صار جسداً وحلَّ بيننا (فينا – في طبيعتنا) ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءًا نعمة وحقاً (يوحنا 1: 14)
+ أجاب يسوع وقال له الحق الحق أقول لك أن كان أحد لا يولد من فوق لا يقدر أن يرى ملكوت الله (يوحنا 3: 3)
+ مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح الذي حسب رحمته الكثيرة ولدنا ثانية لرجاء حي بقيامة يسوع المسيح من الأموات (1بطرس 1: 3)
+ إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دمٍ، ولا من مشيئة جسد، ولا من مشيئة رجل، بل من الله؛ من ملئه نحن جميعاً أخذنا، ونعمة فوق نعمة (يوحنا 1: 11 – 13؛ 16)
+ كل من يؤمن أن يسوع هو المسيح (مسيح الخلاص والحياة) فقد وُلِدَ من الله، وكل من يحب الوالد يحب المولود منه أيضاً (1يوحنا 5: 1)
+ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً، لان المحبة هي من الله، وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (1يوحنا 4: 7)
+ لكن الذي من الجارية ولد حسب الجسد وأما الذي من الحرة فبالموعد؛ ولكن كما كان حينئذ الذي ولد حسب الجسد يضطهد الذي حسب الروح هكذا الآن أيضاً (غلاطية 4: 23؛ 29)
وبناء على كل هذا التدبير الواضح في ولادتنا من الله فأننا صرنا أعضاء لبعضنا البعض من أُسرة واحدة طبيعياً دون تصنع أو بعمل نحن قمنا به (هكذا نحن الكثيرين جسد واحد في المسيح وأعضاء بعضا لبعض، كل واحد للآخر؛ لأننا أعضاء جسمه من لحمه ومن عظامه – رومية 12: 5؛ أفسس 5: 30)، لأنه أن أراد أحد ان ينضم لأُسرة ما فأنه يحاول جاهداً أن يعمل ما هو صالح أو نافع لكي يغري الأسرة أن تضمه إليها أو تستقبله ضيفاً عندها، وهذا يختلف عن الابن في الأسرة الواحدة، لأنه لم يُقبل على أساس أنه ضيف أو عامل فيها أو خادم، بل هو عضو منها تلقائياً وطبيعياً، لذلك مكتوب:

+ والعبد لا يبقى في البيت إلى الأبد، أما الابن فيبقى إلى الأبد، فأن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً (يوحنا 8: 35، 36)
+ الذي خلصنا ودعانا دعوة مقدسة لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية، وإنما أُظهرت الآن بظهور مُخلصنا يسوع المسيح الذي أبطل الموت وأنار الحياة والخلود بواسطة الانجيل؛ فلستم إذاً بعد غُرباء ونُزلاً، بل رعية مع القديسين وأهل بيت الله (2تيموثاوس 1: 9، 10؛ أفسس 2: 19)
وهنا لنا وقفة لكي نُحدد طبيعة الأبناء حسب الإنجيل والولادة الفوقانية، لأن البنوة لها مقومات وعلامات ظاهرة، أي انها ليست كلام ولا اعتناق فكره نصدقها ونتحدث عنها بفرح الانفعال النفسي، بل هي حياة شركة أبناء في عيلة واحدة مقدسة، ولننتبه إلى ما هو مكتوب:

+ لأنكم جميعاً ابناء الله بالإيمان بالمسيح يسوع (غلاطية 3: 26)
+ ثم بما إنكم ابناء أرسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخاً يا أبا الآب (غلاطية 4: 6)
+ كل الذين ينقادون بروح الله فأولئك هم أبناء الله، الروح نفسه أيضاً يشهد لأرواحنا اننا أولاد الله. فان كنا أولاداً فأننا ورثة أيضاً، ورثة الله ووارثون مع المسيح، أن كنا نتألم معه لكي نتمجد أيضاً معه (رومية 8: 14، 16 – 17)
+ فالذين هم في الجسد (يعيشون حسب أهواء الجسد وشهواته لأنهم إلى الآن في معزل عن الله) لا يستطيعون أن يرضوا الله. وأما أنتم فلستم في الجسد بل في الروح، أن كان روح الله ساكناً فيكم، ولكن أن كان أحد ليس له روح المسيح فذلك ليس له (رومية 8: 8، 9)
إذاً أن كنا كذلك أبناء الله فعلاً بشهادة الروح القدس في قلوبنا بسبب إيماننا بالابن الوحيد فأن علامات البنوة تظهر علينا طبيعياً، لأن طريقة حياتنا وسلوكنا يعبر عن انتماءنا، فابن الملك يعبر عن طبيعة وضعه في كل شيء من جهة كلامه وطريقة سيره وملبسه وطعامه وكل حركاته التي يقوم بها:

+ طوبى لصانعي السلام لأنهم ابناء الله يدعون (متى 5: 9)
+ أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات، فأنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين (متى 5: 44 – 45)
+ من سيفصلنا عن محبة المسيح أشدة، أم ضيق، أم اضطهاد، أم جوع، أم عُري، أم خطر، أم سيف. كما هو مكتوب أننا من أجلك نُمات كل النهار، قد حُسبنا مثل غنم للذبح. ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا. فإني متيقن أنه لا موت، ولا حياة، ولا ملائكة، ولا رؤساء، ولا قوات، ولا أمور حاضرة، ولا مستقبلة، ولا علو، ولا عمق، ولا خليقة أُخرى، تقدر أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع ربنا (رومية 8: 35 – 39)
+ وهم غلبوه بدم الخروف، وبكلمة شهادتهم، ولم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤيا 12: 11)
+ لأن كل من ولد من الله يغلب (إغراءات) العالم، وهذه هي الغلبة التي تغلب العالم: إيماننا (1يوحنا 5: 4)

 
قديم 11 - 06 - 2016, 07:02 PM   رقم المشاركة : ( 13036 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من يغلق بابه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
من يغلق بابه ليدخل عرش النعمة يحتاج الى ان يفتح كتابه المقدس
ومن يفتح كتابه المقدس يحتاج الى غلق بابه للدخول الى عرش النعمة
تختل الحياة الروحية باختلال احد عنصريها
وهما
باب مغلق
كتاب مفتوح
.....
ومنذ ان ظهرت موضة الصلاة فى اى مكان واى وضع دون الخلوة بالمعنى الكتابى والمكانى والكيانى
فقدنا قوة الحياة
ومنذ ان اكتفينا بالنذر اليسير من كلمة الله وبرمجنا الحياة وحددنها وصار لها الحيز الاضيق فى حياتنا
وصارت حياتنا بلا قوة
....
يارب
ارجعنا
الى كلمتك والى عرش نعمتك فنكون وفق مشيئتك.
-♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡-
وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ، وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً. (مت 6 : 6)
فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي. (يو 5 : 39)

إِلَى أَنْ أَجِيءَ اعْكُفْ عَلَى الْقِرَاءَةِ وَالْوَعْظِ وَالتَّعْلِيمِ.
(1تي 4 : 13)
 
قديم 11 - 06 - 2016, 07:22 PM   رقم المشاركة : ( 13037 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المواهب

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نعمة الروح القدس تعطينا مواهب مختلفة يذكر الرسول أوّلها وهي موهبة النبوّة. هذه لا تعني كما يظن الكثيرون موهبة الكلام على المستقبل. هذا جانب منها. انها تعني إيصال كلمة الله عن الحاضر اولاً اي تُبدي ما يطلبه الرب من الكنيسة الآن.
الرب يعطي قوة الخدمـة للقادر على الخدمـة وهي أولاً إعانـة الفقـراء. ثم هناك من وَهبه اللهُ التعليم وفي عصر الرسل هو تعليم الإيمان كاملا اي في كل أقسامه. هو يختلف عن الوعظ الذي يستند الى ما يُقـرأ من الكتـب المقدسـة ولا سيما نصوص العهـد الجديد. اما في الوقت الذي كُتبت فيه هذه الرسالة، فالأناجيل لم تكن قد دُوّنت، ولذلك كان يستند الوعظ على كتُب العهد القديم وربما على ما كتبه بولس قبل رسالته هذه مثل الرسالتين الى أهل كورنثوس. ونحسب أن ما قرأه أهل كورنثوس من بولس وزّعـوه على كنـائس اخرى. هذا كـان طبعًا على أساس أن ما استلمته إحدى الكنائس خصيصًا لها كانت تشعر أن عليها ان توزّعـه على كنـائس اخرى. وهكذا بمرور الوقت، صارت كل كنيسة في القداس الإلهي تقرأ على المؤمنين ليس فقط ما استلمته هي على وجه التخصيص ولكن تقرأ ما أَخذَتْه عن كنائس اخرى. فما من شك مثلا أن كنيسة كورنثوس التي استلمت من الرسول رسالتين وزّعتهما على الكنائس المجاورة. وهكذا باتت كل كنيسة تقـرأ ما استلمته هي من الرسول ومن تلك التي استلمتها كنائس اخرى وهذا كان يتم بالتـوزيع.
الواضح أن بولس تكلم عن مواهب مختلفة. فالخدمة (الاجتماعية) موهبة، والوعظ موهبة اخرى. وغالبا ما كانت كل كنيسة تحصل على المواهب التي استلمتها كنيسة اخرى. فالخدمة لم تكن محصورة في كنيسة واحدة، وما كان الوعظ محصورا، ولا الصدقة محصورة، ولا الإدارة. كلها مواهب وزّعها الروح القدس على كل الكنائس. ولكن في كل كنيسة من وهبه الله موهبة التعليم ومن وهبه مشاركة الفقراء. وتكون هكذا هذه الكنيسة تمتاز بقوة التعليم وتلك بموهبة العطاء. ومع الوقت صارت كل مواهب الروح القدس تنزل على كل كنيسة، فتظهر هكذا مثلا كنيسة الاسكندرية مُحبة للفقراء وكنيسة القسطنطينية قوية بالتعليم. “الروح يهُبّ حيث يشاء” ويوزّع المواهب كما يشاء.
كل المواهب تأتينا من المحبـة ويهـب الـروح القدس هذه الموهبـة لهذا وتلك الموهبـة لذاك كما يرى هو. والروح الإلهي فعّال في هذا بطريقة وفي ذاك بطريقة. والطرُق مجتمعة تكشف عمل الروح في هذه الكنيسة او تلك.
ما يؤكده بولس بعد كلامه عن المواهب أن المهم أن نكون “حارّين بالروح (اي بالروح القدس الساكن فينا)، عابدين الرب” بقلوب طاهرة لا بالشكل الظاهر، مجتهدين، “صابرين، مواظبين على الصلاة، “مؤاسين القديسين (اي الفقراء) في احتياجاتهم”. هكذا كان بولس ينعت الفقراء بالقديسين لأنهم أَعطوا نفوسهم للرب. وكان يهمّه جدا إضافة الغرباء الذين يجب ان يشعروا انهم إخوة.
جاورجيوس مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 11 - 06 - 2016, 07:23 PM   رقم المشاركة : ( 13038 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

رسوليّة المؤمنين

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الإخوة والأبناء الأحباء،
قال الرب لتلاميذه: “كما أرسلني الآب هكذا أنا أرسلكم”. وقال لهم قبل صعوده الى السماوات: “إذهبوا الى جميع الأمم وتلمذوهم معمدين إياهم باسم الأب والإبن والروح القدس، وعلموهم جميع ما أوصيتكم به، وها أنذا معكم الى إنقضاء الدهر”.
هذه الكلمات تدلنا على عمل عظيم أوكل الى الكنيسة لاصطياد الأمم بصنارة النعمة والكلمة الطيبة والتصرّف الصالح.
وبالرغم من أن الرسل الأثني عشر ظاهرة لا تتكرَّر كأشخاص، ولكن كمهمة يمكن لأي إنسان أن يماثلهم. فالرسولية كمهمّة ليست حكراً على زمن أو شخص، ولهذا فكل أسقف هو ثالث عشر الرسل القديسين، وعندما نعيّد لبعض المعادلي الرسل، أو المعادلات للرسل ندعوهم بالمعادلي الرسل كالقديسة تقلا، والقديسة مريم المجدليّة، والملكين قسطنطين وهيلانة، والقديسة أولغا. لا نقول عنهم رسل بل معادلي الرسل أي قد قاموا بالمهمة الرسوليّة خير قيام بحسب الظروف والمكانات التي أعطيت وتوفرت لهم.
وبحسب وصية الرب الواردة أعلاه اعتبر المؤمنون ذواتهم جميعاً انهم مسؤولون عن البشارة. وكانوا يرشدون الناس الى ما هم عليه ليصيروا مثلهم بالسلام والفرح والإطمئنان، وإذا ما استطاعوا جذب إنسان الى الرب يسوع كانوا يقدمونه الى الكنيسة، والكنيسة بعد ذلك تفحص دقة إيمانه، وصلابة موقفه، وتفاصيل أخلاقياته. وبعد ذلك يصار الى عماده بعد مرحلة من التعليم. إذاً للعلماني دور مهم في العملية الرسولية للتبشير بالإنجيل.
الرسولية تتطلّب حياة. في أعمال الرسل واضح جداً أن من يريد أن يتسلَّم مهمة في الكنيسة يجب ان يكون مشهوداً له بالأخلاق الحميدة، وليس بالأخلاق الحميدة بل وبالقداسة أيضاً ممتلئاً من الروح القدس.
وبما أن الرسوليّة تقتضي العلم والمعرفة الكاملين على قدر الإمكان فقد وصى الرسول بولص أن من يتسلَّم هذه المهمّة يجب أن يكون قد ربّى عائلة حسناً. غير ضِرّيب، ومن ذوي الأخلاق المشهود لها. لأنه بالحقيقة الإنسان ينتظر ممن يحملون كلمة الله الصدق في الحياة لما يطابق ما يقولونه وذلك كيلا يسمعوا ما ورد في الكتاب: “أيها الطبيب طبب نفسك”. وكيلا يسمعوا ما ورد على لسان الرب في توجهه نحو الفريسيين: “الويل لكم أيها الفريسيون المراؤون…” أي الذين تتصرّفون عكس ما تعلِّمون.
الكنيسة الأولى كانت بأكملها جماعة مرسلة الى ذاتها أولاً، وثانياً الى العالم. أي بعد أن تصبح هي المثال والقدوة ولا تؤخذ بالمثالب بحسب أعمال أعضائها كي لا يصدق فيهم القول: “بسببكم يجدّف على الروح القدس”، تتوجه نحو تعليم الأمم. بدقة الحياة المسيحية الكاملة إستطاع المسيحيون الأوائل برغم الإضطهادات المتنوعة والضيقات المختلفة أن يجذبوا الأمم الى كلمة الحق. وبرغم هجوم الهرطقات عليهم من كل جهة أعلنوا إنتصارهم ولا زالوا يعلنون.
الرسلولية مهمة لا يمكن أن يتنازل عنها أي مؤمن لأنه سيسمع من الرسول بولص “الويل لي إن لم أبشر”.
وقد لا يستطيع الإنسان التبشير من مجتمع الى آخر، ولكن هذا لا يمنعه من أن يكون السهم المستنير الذي يدل على المسيح. ولا يمنعه من أن يكون النقاط العلّام على طريق الفضيلة لأنه عند ذلك سيقول مع الرسول بولص: “لست أحيا أنا بل المسيح يحيا فيّ”.
تتوجب التهيئة للرسولية. فالرسوليّة بدون معرفة قد لا تعطي الطريق الصحيح. قد يصبح الإنسان قديساً، ولكن لا يمكنه أن يكون رسولاً أو معلماً بل ويحتاج للتعليم. ورد في بستان الرهبان القصة التالية: كان من عادة البطريرك في الإسكندريّة أن يرسل أحد المدبرين ليتفقد شؤون النساك والأديار، ووصل وقت القداس الإلهي الى أحد الأديار، وكان الكاهن الذي يخدم القداس على درجة من القداسة، ويقف عن يمينه في الخدمة ملاك، ولكن الكاهن كان يخطئ ببعض التعابير، وبعد إنتهاء القداس أراد المدبِّر أن يصلح له أخطاءه، ولكن الكاهن قال له: لماذا لا يصلح لي الملاك ذلك إذا كان خطأً. فقال له الملاك مباشرة: إذ حضر معهما، نحن لا نتدخل حيث يستطيع البشر أخذ المبادرة.
والمؤمنون الأوائل كانوا مداومين على مطالعة الكتب المقدّسة القادرة أن تصيّرَهم حكماء للخلاص، وقد اشتروا الكتب بأثمان باهظة. وعلموا أولادهم الكلمة الإلهية. وطالما أنهم معنا يشكلون الجسد السري الذي رأسه المسيح فلماذا لم نعد رسلاً لله عند ذواتنا أولاً، نعيش حياتنا كما ترضيه، وبحسب ما يشاء، لأن الإنسان كلما تقدم في الحياة مع المسيح كلما اضطرمت نار الأشواق إليه في داخله وازداد يقيناً بما يؤمن.
وأهم رسالة يؤديها الإنسان لارساليته المسيحيّة أن يكون القدوة، فهل نحن القدوة في المجتمع ليستضيء الناس بنا الى المسيح، أم صرنا بحاجة لرسل يعلموننا من جديد إيماننا المسيحي وسبله. من منا يخصص بعضاً من المال الذي يصرفه على توافه الأمور لكي يشتري كتباً تعمّق معرفته بالله وبكلمته وبالحياة معه. نعم نحن مطالبون أن نكون رسلاً أيضاً الى الأمم وخاصة الى الذين من حولنا ويسألوننا عن الرجاء الذي فينا. هل ثبتنا وجوهنا نحو السيد؟ سيتبعنا العالم. أم ثبتنا وجوهنا وإرادتنا الى العالم فنتوجه الى غير رجائنا الى خسراننا وضياعنا.
موضوعي اليوم أيها الإخوة الأحباء، يقصد بما ورد فيه أن تطرحوا الخوف خارجاً، لأن الرسوليّة التي هي واجب في أعناقنا ومن صلب عطايا معموديتنا، تحتاج لشجاعة أبناء الإيمان في وجه وقاحة أبناء هذا الدهر. وبدون الشجاعة لن نتمكن من أن نكون رسلاً حتى، ولا الى ذواتنا، ولا الى عائلاتنا، ناهيك عن المجتمعات المحيطة بنا والبعيدة.
أسأل الله أن ينير الأذهان لتتقوى الأبدان فنعمل إرادته ونبشر باسمه في كلِّ حين، آمين.
باسيليوس، مطران عكار وتوابعها
 
قديم 11 - 06 - 2016, 07:26 PM   رقم المشاركة : ( 13039 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الوحدة مع المسيح

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
“أنا مُتّ للناموس”. قولة بولس هذه تعني أني لا أقدر أن أكون حيًّا اذا بقي ناموس موسى فاعلا. بات ميتًا “لكي أحيا لله” بقوة المسيح إذ كنتُ في المسيح لمّا صُلب. كنت أنا أيضًا معلّقًا على الخشبة وعليها صار المسيح حيًّا، وبسبب وحدتي معه صار هو حيًّا فيّ.
كيف يكون هذا؟ ما لي من الحياة على هذه الأرض أنا “أحياه في إيماني بابن الله الذي أَحبّني وبذل نفسه عنّي”. سكن الرب يسوع فيّ بموته وقيامته، وهذه السُكنى مبعث إيماني به. هو غدا كل شيء لي.
ولكن هذه السُكنى، حتى تستمرّ، تفترض جهدًا مني. الخلاص ينزل عليّ من الله، ويجب أن أُحافظ عليه بالطاعة. يجب أن أقبله. لذلك قيل في إنجيل اليوم: “من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني”. اذا كنت مؤمنًا حقًّا ومعمدًا تشير الى أنك تريد أن تتبع المعلّم. هو يريد أن يجلبَ أتباعَه اليه. هذا لا يتمّ بمجرّد الاعتراف اللساني به. هذا يشترط أن يكفر الإنسان بنفسه اي أن يبتعد عن كل مصلحة في الأرض، عن تسلّط الأنا عـليه، أن يطلب سلطان المسيـح عليه. هذا هو الكفر بالنفس والاعتراف بأن للرب وحده سيادة عليها. أنتَ إذا قبلتَ بتعاليم يسوع تكون قد أقررت بأنك تريد أن يُحييك بالإنجيل لأنه هو كلمة الحياة والخبز النازل من السماء.
بعد أن تكون كفـرت بمنـافعك الدنيوية وملذّات الدنيا يبرز أمامك الصليب الذي هو مشقّات الحياة والتجارب والشكوك. يطلب إليك يسوع أن تحمل كل هذه الأتعاب لتقدر أن تتبعه. الى أين تتبعه؟ هو مشى حتى الجلجلة، وهناك لاقى صليبه اي مشقّات العالم بأسره. واذا أنت حملت أتعابك الخاصة كلها بصبر القديسين، تكون التحقت به في الجلجلة ومتّ معه وقمت معه. ليس لك طريق إلا طريقه، وهو نفذ منها الى القيامة، وأنت تنفذ من طريقك الى قيامتك اي الى الفرح الذي يُنزله عليك الروح القدس.
بعد هذا يقول السيد: “لأن من أراد أن يُخلّص نفسه يُهلكها ومن أَهلك نفسه من أجلي ومن أجل الإنجيل يُخلّصها”. معنى ذلك أنك تبذل نفسك بالجهود التي يطلبها منك. تبذل كل الجهود لا بعضًا منها. وذلك من أجله ومن أجل الإنجيل اي لتظهر فاعلية الإنجيل فيك وليُبثّ في الناس فيظهر نوره في أعمالهم.
ثم يزيد المعلّم كلامه وضوحًا بقوله: “ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه؟ أَم ماذا يُعطي الإنسان فداء عن نفسه؟”. لو ربح كل أموال الدنيا وكل النفوذ فيها وكل السلطة عليها، وصارت نفسه بهذا مكانًا للشرير، ما نفع هذا الذي ربحه.
المُبتغى أن يربح اللهُ نفسَك بالقداسة التي يريدها الله لك والتي يجب أن تحبّها لأنك إن لم تحبّ القداسة تكون بالضرورة محبا للخطيئة، ولا يمكن ان تجمع الخطيئة والقداسة في قلب واحد وفي وقت واحد.
المسيح يريد لنفسه كل قوّة فيك وكل مواهبك وأن تكون أعمالك لمجده فقط. أنت لا تُظهر نفسك. تُظهر نور المسيح مرتسمًا على وجهك ليأتي الناس الى مسيحهم ويَخلُصوا.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
قديم 11 - 06 - 2016, 07:28 PM   رقم المشاركة : ( 13040 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مناداة الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لكـون الله حدّثنـا بالكتـاب نكلّمـه نحن ايضًا بصلاتنا التي بها نحسّ بها او التي نـؤلّفها. هو يريد جوابا من كل واحد لما قـالـه لـه. الجـواب، إن أحببنا، يمكن أن نأخذه من كتب الصلاة او نضعه نحن. الـرب يريدنـا أن نسعى الى حوار معـه. غـالبا ما نستمـدّه من الكتب الطقـوسيـة، وهذا لا مفـرّ منـه اذا استـعـملنـا هذه الكتب وتقيـّدنـا بهـا. ولكـن صلاتنـا الفـردية لنا أن نؤلّـفها. غير أننا كثيـرا ما نـؤْثـر كـلام الـرُتـب الطقـوسيـة المستعملـة في الكنيسة لشعـورنا بأن الأقدمين الذين وضعوها أَلهمهم الله اياها. هذا حسن. ولكن لنـا في صلاتنا الخاصة أن نضع الكلمـات التي نشعـر ان الحـُب يُلهمنـا ايـاهـا. الطـريقتان ممكنتان والرب لا يفضّل طريقة على اخرى.
المألوف والمضمون أن ما وضعه أسلافُنا في كتب الصلاة نافع لنا. طبعا اذا تلوْنا من كتُب الصلاة ما هو موضوع للسحر او الغروب او سواهما فهذا حسن، ولكن لنا أن نستقي كليا او جزئيا عمّا موضوع وأن نُكلّم الله صباحا ومساء حسب شعورنا في الوقت الذي نصـلّي فيه. خبرة العارفين تقول الأفضل أن تختار شيئا من النصوص الموضوعة وأن تضيف عليها ما تؤلفه حسب حاجتك الروحية في الوقت الذي تصلي فيه لأن كلامك الى الرب يتبع احيانا الشعور الذي تكون عليه. فالسؤال الذي تسأل ربك الليلة قد يختلف عن ذاك الذي سألته بالأمس بسبب تغيير حاجتك. اذا لم تتقيد بالصلوات الموضوعة كليا لهذا المساء او ذاك، تعبّر عن حاجتك بالكلام الذي يُلهمك الله به لأنه يريد هو هذا الكلام. اذا لم يُلهمك شيئا جديدا، تأتي بالكلام الذي يصعد من قلبك. المهم أن تفهم ما تقول وأن تحسّ بالكلام الذي تؤلّف لأن الصلاة حوار ويحب الرب كثيرا ما تقوله له حسب شعورك في هذا الوقت او ذاك.
احيانا كثيرة تُضطرّ ان تقول كلمات لا تعيها كلها او لا تحسّ بها من كل قلبك. ليس هذا بالأمر المهم. انت تتكل على كتُب الصلاة التي عندنا. احيانا تحس بها كثيرًا وأحيانا قليلا. المهم أن تؤمن بما تتلوه، وقد لا يرافق هذا شعور مستفيض. المهم قبولك لهذا الكلام وطاعتك له.
التوازُن في أمر الصلاة الشخصيّة -خارج الطقوس-أن تفهم ما تقول وأن تنتبه الى ما تقول حتى لا يفوتك معنى أراده الله لخلاصك. والمهم مع التوازن تواصُل صلاتك صباح مساء وألا تُهمل أية صلاة اعتدتها انت في هذا الوقت او ذاك.
لا تنسَ انك تُناجي الله، أي كائنا عظيما لا يقبل المُزاح ولا الإهمال ولا تكرار الكلام بلا فهم ولا تمعّن. تابع دائما بالفهم لأنّ الله إله الحكمة اي الفهم. أحيانا تُدركُ أنك لم تُحسّ بالكلمات التي تلوتها. لا تعُد اليها. تابع لأن كل هذا كلام الله. المهم ألّا تنسى انك وضعت نفسك في مهابة الله، واذًا لا تُثرثر ولا تهمل متابعة المعاني لأن الله إله المعنى لكونه أوحى للقدماء المعنى، اولئك الذين وضعوا صلواتنا.
آمن في العمق أن أعظم عمل تقوم به أن تُناجي الله. هذا يتطلّب رصانة عقل وانتباه قلب وان تستوعب كل حكمة تقولها. لذلك لا يمكن أن تكون رخيصا في صلاتك، مهملا لمعانيها. اجمع نفسك بكل قواها وشُدّها الى الله اذا كنت في حالة الصلاة.
هو لا يستجيب لك إن أَهملت الانتباه اليه. اربط نفسَك به بكل قواك ليربط نفسه بك.
جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان)
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 02:47 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024