17 - 05 - 2012, 12:52 PM | رقم المشاركة : ( 121 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّنَا لاَ نَجْهَلُ أَفْكَارهُ.» (كورنثوس الثانية11:2) من المهم أن نعرف أساليب عدوّنا إبليس، وإلاّ فإنه من المرجَّح أن يستغلَّنا. يجب علينا أن نعرف أنه كاذب وهو كذلك منذ البداية، وفي الواقع، هو أبو الكذب (يوحنا44:8)، وقد كذب على حواء مُشوّهاً سمعة اﷲ، ولا يزال يقوم بذلك منذ ذلك الحين. إنه مخادع (رؤيا 10:20) فهو يمزِج قليلاً من الحقيقة مع الخطأ، يقلِّد أو يزيِّف كل ما هو من اﷲ، يَظهَر كملاك نور ويُرسل رُسله كخُداّم للبِرّ (كورنثوس الثانية15،14:11)، يخدَع باستخدام آيات وعجائب كاذبة (تسالونيكي الثانية9:2). إنه يُفسد عقول الناس (كورنثوس الثانية3:11). إن الشيطان لمجرم قتّال (يوحنا44:8؛ 10:10) هدفه وهدف كل أبالسته هو التدّمير، وليس من إستثناء لهذه العبارة، فهو كأسد زائر يجول ملتمساً من يبتلعه (بطرس الأولى8:5)، يضطهد شعب ﷲ (رؤيا10:2)، ويُهلك مُستعبَديه بالمخدّرات والأعمال الشيطانية والكحول وفساد الأخلاق والرذائل ذات الصلة. هو المشتكي على الإخوة (رؤيا10:12)، وكلمة Äúdevil‚Äù أي إبليس، تعني المشتكي أو المفتري، وكإسمه كذلك هو، فكل من يفتري على الإخوة، يعمل عمل إبليس. إنه يزرع الإحباط، لقد حذَّر بولس الكورنثيين بأنهم إذا لم يغفروا للتائب المرتدّ فقد يكون هذا فرصة للشيطان ليستغلها بإغراق الأخ في تثبيط شديد (كورنثوس الثانية2: 7-11). وكما تكلّم الشيطان من خلال بطرس محاولاً ثني يسوع عن الذهاب إلى الصليب (مرقس8: 31-33)، هكذا يشجّع المسيحيين لتجنيب أنفسهم عار وآلام حمل الصليب. إحدى الحِيَل المفضلة لهذا الشرير هي «فرّق تسُد». فهو يسعى لزرع الفتنة والشقاق بين القديسين، مع العلم أن «البيت المنقسم على ذاته لا يصمد»، ويُحزنني القول، أنه كان ناجحاً جداً في كل هذه السياسة. إنه يُعمي أذهان غير المؤمنين لئلاّ يشرق عليهم نور إنجيل مجد المسيح، كي يخلصوا (كورنثوس الثانية 4:4)، وذلك بالملاهي وبالديانة الكاذبة والمماطلة وبالكبرياء، ويشغلهم بالمشاعر بدل الحقائق وفي أنفسهم بدل أن يجعلهم ينشغلون في المسيح. أخيراً فإنه يشن هجومه على المؤمنين مباشرة بعد الإنتصارات الروحية أو إختبار قمة عندما يكون خطر الكبرياء شديداً، ويفتِّش عن نقطة ضعف في دِرعِنا ويصوِّب سهامه نحوه مباشرة. إن أفضل دفاع ضد الشيطان هو العيش في شركة صافية مع الرَّب مغطاة بحماية جاهزية صفات القدوس. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:05 PM | رقم المشاركة : ( 122 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«مُسْتَرِيحٌ مُوآبُ مُنْذُ صِبَاهُ وَهُوَ مُسْتَقِرٌّ عَلَى دُرْدِيِّهِ وَلَمْ يُفْرَغْ مِنْ إِنَاءٍ إِلَى إِنَاءٍ وَلَمْ يَذْهَبْ إِلَى السَّبْيِ. لِذَلِكَ بَقِيَ طَعْمُهُ فِيهِ وَرَائِحَتُهُ لَمْ تَتَغَيَّرْ.» (إرميا11:48) هنا يأخذ إرميا توضيحاً من فنّ صنع النبيذ كي يُعلّمنا أن الحياة السهلة لن تُنتج قوة شخصية. عندما يتخمَّر النبيذ في براميل أو أوعية يرسُب العَكر والثمالة في القاع، وإذا تُرك الخمر دون تحريك يصبح غير مستساغ الطعم، لهذا فعلى الخمّار أن يصب النبيذ من وعاء إلى آخر متخلّصاً من الحُثالة والشوائب، وعندما يفعل هذا يكتسب الخمر قوةً ورائحةً ولوناً وطعما. كان موآب يعيش حياة الدِّعة والراحة، ولم يعاني أبداً من الإضطراب والوقوع في الأسر، لقد عزل نفسه عن المتاعب والتجارب والحرمان، فكانت النتيجة أن حياته أصبحت فاترة ومملة، وكانت تفتقر إلى الشّذا والطعم الحادّ. ما يصِحّ قوله عن الخمر يصحّ قوله عنّا أيضاً، نحن بحاجة إلى تشويش ومعارضة وصعوبات واضطرابات لكي نَخلَص من الشوائب ونُطوَّر حياة ممتلئة بنعمة المسيح. إن مَيلَنا الطبيعي هو حماية أنفسنا من أي شيء من شأنه زعزعتنا، ونسعى جاهدين كي نستكن بدون توقُّف، لكن إرادة اﷲ لنا هي أن تكون حياتنا في أزمة دائمة كي نعتمد عليه، فهو مستمر في إثارة سكينتنا. عند كتابة السيدة هوارد تيلر سيرة حياة هدسون تيلر قالت «هذه الحياة التي كان من المفروض أن تكون بركة، يمرَّ العالم الواسع عبرها نحو عملية مختلفة جداً، بما في ذلك الكثير من التفريغ وإعادة التفريغ من وعاء إلى آخر، تُحدث الألم الشديد للطبيعة الوضيعة التي منها نَتنقَّى». عندما ندرك ما الذي يسعى الخمّار الإلهي أن ينجزه في حياتنا، فإن ذلك يوفِّر علينا مشقّة العصيان ويعلّمنا الخضوع والإعتماد. نتعلّم أن نقول: أُترُك لحُكم صاحب السيادة أن يختار لك وأن يأمرك هكذا تتجوّل في طريقه وتعرف كم هو حكيمٌ، وكم قويّة يده، عالياً، عالياً فوق فهمك سيُعلَن إرشاده لك وعندما ينهي عمله كاملاً تدرك عدم جدوى خوفك. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:07 PM | رقم المشاركة : ( 123 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لأَنَّهُ إِذْ كَانَ الْعَالَمُ فِي حِكْمَةِ اللهِ لَمْ يَعْرِفِ اللهَ بِالْحِكْمَةِ اسْتَحْسَنَ اللهُ أَنْ يُخَلِّصَ الْمُؤْمِنِينَ بِجَهَالَةِ الْكِرَازَةِ.» (كورنثوس الأولى21:1) كان البعض في الكنيسة في كورنثوس يحاول أن يجعل الإنجيل جديراً بالإحترام عقلياً. إن إنشغالهم سابقاً بحكمة هذا العالم جعلهم حسّاسين لتلك الجوانب من الرسالة المسيحية التي اعتُبرت مُهينة للفلاسفة. لم يكن لديهم أي تفكير في التخلي عن الإيمان، إنما فقط إعادة تعريفه بحيث يكون أكثر قبولاً لدى العلماء. وبَّخ بولس بشدة ضد هذه المحاولة للمزاوجة بين حكمة العالم وحكمة ﷲ، وقد علِم جيّداً أن تحقيق مكانة فكرية من شأنها أن تؤدي إلى فقدان القوة الروحية. فلنواجه الأمر! هنالك شيءٌ يتعلَّق بالرسالة المسيحية، بأنها عار لليهود وجهالة للأمم، وليس فقط أن معظم المسيحيين ليسوا كمن يدعوهم العالم حكماء، أقوياء أو نبلاء، ولا بد أننا سنضطر عاجلاً أم آجلاً لمواجهة الواقع بأنه بدل أن ننتمي إلى الطبقة المفكرة سنَظهرُ جهلة، ضعفاء، وُضعاء، محتقرين، وفي واقع الأمر، نحن لا شيء في نظر العالم. لكن الشيء الجميل هو أن ﷲ يستخدم هذه الرسالة التي تبدو جهالة في تخليص أولئك الذين يؤمنون وأن ﷲ يستخدم جُهالاً مثلنا لتحقيق مقاصده، وباستخدامه أدوات غير عادية، يفنِّد كل مظاهر أُبهة وادعاءات هذا العالم، مزيلاً كل إمكانية لإفتخارنا ضامناً بأن له وحده يكون الفضل. لكن هذا لا يعني أنه لا يوجد مكان للعِلْم، بل يوجد بطبيعة الحال، ولكن ما لم يتم دمجه بالروحيات العميقة، فإنه يصبح شيئاً مميتاً وخطيراً. عندما يجلس العِلم في الحكم على كلمة ﷲ، مدّعياً، على سبيل المثال، أن بعض الكُتّاب استخدموا مصادر موثوقة أكثر من غيرهم، فإن هذا يمثِّل خروجاً عن حقّ ﷲ، وعندما نتودَّد إستحسان علماء كهؤلاء نكون عُرضة لكل بِدعِهم. لم يأت بولس للكورنثيّين بخطاب متميّز أو بحكمة بشرية، ولم يعِزم أن يعرف شيئاً بينهم إلا يسوع المسيح وإيّاه مصلوباً. كان يعلَم أن القوة تكمن في تقديم واضح للإنجيل وليس الإنشغال بمشاكل معقّدة أو نظريّات غير ذي فائدة أو في عبادة فكرية. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:08 PM | رقم المشاركة : ( 124 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَمَنْ أَعْثَرَ أَحَدَ هَؤُلاَءِ الصِّغَارِ الْمُؤْمِنِينَ بِي فَخَيْرٌ لَهُ أَنْ يُعَلَّقَ فِي عُنُقِهِ حَجَرُ الرَّحَى وَيُغْرَقَ فِي لُجَّةِ الْبَحْرِ.» (متى6:18). سيكون من الصعب تخّيل طريقة فعّالة ومضمونة للغرق أكثر من هذه. إن حجر الرحى هنا ليس ذلك الحجر الصغير الذي كان يُفعَّل باليد بل الكبير الذي يديره جحش. إن تعليق حجر كهذا حول عنق الشخص قد يعني الغرق السريع الذي لا مفر منه. يمكننا في البداية أن نُروَّع من حدة كلمات المُخلِّص، ويبدو أنه أَرعَد بإدانة غير عادية ضدَّ المخالف بخطيئة عثرة أحد الصغار. ما الذي يثير غضب من هذا القبيل؟ فلنأخذ مثالاً: ها هنا خادم للإنجيل يأتيه دوماً طابور من الناس طلباً للمشورة، بينهم شاب قد استعبِد لخطيئة جنسّية، وهذا الشاب في حالة يائسة يطلب المساعدة، وهو (أو هي) يتطلّع إلى الخادم كشخص يمكن الثقة به، كشخص قد يساعده في العثور على طريقة للتخلُّص من عادته، ولكن بدلاً من ذلك يجد الخادم نفسه ملتهباً بالشهوة، ويقوم بحركات غير لائقة، وسرعان ما يقود طالب المشورة ليعود إلى الفجور، يتحطَّم الشاب من هذه الخيانة للثقة ويخيب أمله تماماً في العالمَ المتديّن، وقد يكون هذا سبباً لشلل روحي يصيبه لبقّية حياته. قد يكون المجرم أستاذاً جامعياً يجاهد بلا كَلََل ليسلِب طلاّبه مما لديهم من إيمان بزرع بذور الشك والإنكار بتقويض سُلطة الكتاب المقدس ومهاجمة شخص ربِّنا. مرة أخرى، قد يكون شخصاً مسيحياً ذلك الذي بسلوكه يُعثِر مؤمناً حديثاً بتجاوزه الخطّ الرفيع ما بين الحرية والإجازة ويُشاهَد منشغلاً بنشاط مثير للتساؤلات، فيأخذ المؤمن الحديث بتفسير سلوكه كأنه سلوك مسيحي مقبول ويتخلّى عن طريق الإنفصال الروحي ليغرق في حياة دنيوية ومتساهلة. ينبغي أن نأخذ حذرنا برزانة من كلمات المخلِّص بأنه أمرٌ خطير جداً المساهمة في الجنوح الأخلاقي أو المعنوي أو الروحي للصغار التابعين له. إنه من الأفضل أن يغرق في مياه حقيقية من أن يغرق في بحر الشعور بالذنب والخزي والندم لتسبُّبه لأحد هؤلاء الصغار بالسقوط في الخطيئة. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:09 PM | رقم المشاركة : ( 125 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ.» (أفسس 4:5) ينبغي تجنّب الطيش الزائد لأنه يؤدي حتماً إلى حدوث تسرّب للقوى الروحية. يتعامل الواعظ مع قضايا خطيرة، مع الموت والحياة، مع الزمن والأبدية، وقد يتمكَّن من تقديم عظة نموذجية، ولكن إذا احتوَت فكاهات لا مبرر لها، فإن الناس يتذكرون الفكاهات وينسون الباقي. قد تتبدد في كثير من الأحيان قوة الرسالة بحديث المرح بعد ذلك، فنداءٌ مُهيب للإنجيل قد ينتج عنه صمت الأبدية مخيماً على الإجتماع، لكن عندما يقف الناس للخروج تنطلق ضجة من الثرثرة الإجتماعية، فيتحدث الناس عن الأهداف في لعبة كرة القدم أو العمل اليومي، فلا عجب أن الروح القدس يحزن ولا شيء يحدث لأجل ﷲ. إن شيوخ الكنيسة الذين يطلقون الفكاهات باستمرار، لهم تأثيرٌ حقيقي يكاد لا يُذكر على الشباب الذين ينظرون إليهم للإستلهام، فربما يعتقدون أن طرافتهم تجعلهم يتواصلون مع الشباب، ولكن الحقيقة هي أن الشباب يشعرون بإحساس قوي بخيبة الأمل. هناك شكلٌ ضارٌ خاص من أشكال الهزل عند التلاعب اللفظي بكلام الكتاب المقدس بإستعمال مقاطع منه لإثارة الضحك بدل إحداث تغييرٌ في الحياة، ففي كل مرّة نتلاعب بكلام على الكتاب المقدس نقلّل بذلك من الإحساس بسلطته في حياتنا نحن وفي حياة الآخرين، وهذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يكون مُنَغّصاً وقاتماً دون إظهار أي أثر لروح الدُعابة، وذلك ما يعني أن عليه التحكُّم بدُعابته بحيث لا تلغي رسالته. يُحدِّث السيد كيركيجارد، عن مهرّج السيرك الذي دخل إلى مدينة صارخاً بأن خيمة السيرك على مشارف المدينة تحترق بالنار، إستمع الناس لصراخه وانفجروا بالضحك. لقد فقد مصداقيّته لإنشغاله الدائم في التهريج. كان تشارلز سايمون يحتفظ بصورة هنري مارتن في مكتبه، وكلّما دخل سايمون إلى الغرفة كان يبدو له أن مارتن يتبعه بعينيه ويقول «كن جِدياًّ، كن جِدياًّ، لا تمزح، لا تضيع الوقت على التوافه»، ويجيب سايمون، «نعم، سأكون جِدياًّ، سأكون جِدياًّ، لن أَضيع الوقت على التوافه لأن النفوس تهلَك، وينبغي تمجيد يسوع». |
||||
17 - 05 - 2012, 01:10 PM | رقم المشاركة : ( 126 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«وَلاَ كَلاَمُ السَّفَاهَةِ وَالْهَزْلُ الَّتِي لاَ تَلِيقُ، بَلْ بِالْحَرِيِّ الشُّكْرُ.» (أفسس 4:5) ينبغي تجنّب الطيش الزائد لأنه يؤدي حتماً إلى حدوث تسرّب للقوى الروحية. يتعامل الواعظ مع قضايا خطيرة، مع الموت والحياة، مع الزمن والأبدية، وقد يتمكَّن من تقديم عظة نموذجية، ولكن إذا احتوَت فكاهات لا مبرر لها، فإن الناس يتذكرون الفكاهات وينسون الباقي. قد تتبدد في كثير من الأحيان قوة الرسالة بحديث المرح بعد ذلك، فنداءٌ مُهيب للإنجيل قد ينتج عنه صمت الأبدية مخيماً على الإجتماع، لكن عندما يقف الناس للخروج تنطلق ضجة من الثرثرة الإجتماعية، فيتحدث الناس عن الأهداف في لعبة كرة القدم أو العمل اليومي، فلا عجب أن الروح القدس يحزن ولا شيء يحدث لأجل ﷲ. إن شيوخ الكنيسة الذين يطلقون الفكاهات باستمرار، لهم تأثيرٌ حقيقي يكاد لا يُذكر على الشباب الذين ينظرون إليهم للإستلهام، فربما يعتقدون أن طرافتهم تجعلهم يتواصلون مع الشباب، ولكن الحقيقة هي أن الشباب يشعرون بإحساس قوي بخيبة الأمل. هناك شكلٌ ضارٌ خاص من أشكال الهزل عند التلاعب اللفظي بكلام الكتاب المقدس بإستعمال مقاطع منه لإثارة الضحك بدل إحداث تغييرٌ في الحياة، ففي كل مرّة نتلاعب بكلام على الكتاب المقدس نقلّل بذلك من الإحساس بسلطته في حياتنا نحن وفي حياة الآخرين، وهذا لا يعني أن المؤمن يجب أن يكون مُنَغّصاً وقاتماً دون إظهار أي أثر لروح الدُعابة، وذلك ما يعني أن عليه التحكُّم بدُعابته بحيث لا تلغي رسالته. يُحدِّث السيد كيركيجارد، عن مهرّج السيرك الذي دخل إلى مدينة صارخاً بأن خيمة السيرك على مشارف المدينة تحترق بالنار، إستمع الناس لصراخه وانفجروا بالضحك. لقد فقد مصداقيّته لإنشغاله الدائم في التهريج. كان تشارلز سايمون يحتفظ بصورة هنري مارتن في مكتبه، وكلّما دخل سايمون إلى الغرفة كان يبدو له أن مارتن يتبعه بعينيه ويقول «كن جِدياًّ، كن جِدياًّ، لا تمزح، لا تضيع الوقت على التوافه»، ويجيب سايمون، «نعم، سأكون جِدياًّ، سأكون جِدياًّ، لن أَضيع الوقت على التوافه لأن النفوس تهلَك، وينبغي تمجيد يسوع». |
||||
17 - 05 - 2012, 01:12 PM | رقم المشاركة : ( 127 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.» (يوحنا الأولى15:2) لقد تمَّ تعريف العالم في العهد الجديد على أنه مملكة مناوئة للّه والشيطان حاكمها وكل غير المؤمنين رعاياها، هذه المملكة تُغري الإنسان من خلال شهوة العيون وشهوة الجسد وتعظُّم المعيشة، هو مجتمع يحاول فيه الإنسان أن يجعل نفسه سعيداً من دون ﷲ، وإسم يسوع المسيح غير مرغوب فيه. يقول دكتور جليسون آرتشار إن العالم «جهاز منظم من العصيان ومحبة الذات وعداوة ﷲ، مما يميز الجنس البشري كونه مناهض للّه». لدى العالَم مُلهياته الخاصة به، من سياسة وموسيقى وفنون وديانة وأساليب تفكير ونمط حياة، وهو يسعى لإجبار الجميع لكي يتوافق معه ويكره أولئك الذين يرفضون، وهذا ما يفسّر كراهيته للرَّب يسوع. لقد مات يسوع لينقذنا من العالم، والآن صُلب العالم لنا ونحن للعالم، إنها خيانة حقيقية أن يحب المؤمن العالم في أي شكل من أشكاله، وفي الواقع، يقول الرسول يوحنا إن أولئك الذين يحبون العالم هم أعداء ﷲ. إن المؤمنين ليسوا من العالم، لكنهم أُرسِلوا إليه لكي يشهدوا ضده، ولكي يشجبوا أعماله وشرَّه ويكرزوا بالخلاص منه بالإيمان بالرَّب يسوع المسيح. لقد دُعيَ المسيحيون ليسلكوا منفصلين عن العالم، فكان هذا في السابق مقصوراً على الإمتناع عن الرقص والمسرح والتدخين والسُكُر ولعب الورق والقمار، لكنه ينطوي على أكثر من ذلك بكثير، فالكثير ممّا يظهر على شاشة التلفاز يُعتبر عالمياً، مثيراً لشهوة العيون وشهوة الجسد. الكبرياء أمر عالمي، سواء كانت كبرياء الألقاب، الشهادات، الرواتب، التراث أو الأسماء اللامعة، كذلك تعتبر حياة الرفاهية عالمية، سواء كانت منازل فخمة أو أصنافاً من الأطعمة أو الملابس والجواهر التي تجذب الإنتباه أو السيارات الفخمة وكذلك حياة الراحة والمسرّات والإنفاق الكثير على الرحلات البحرية والتسوّق والرياضة والإستجمام، وما نطمح إليه لأنفسنا ولأولادنا قد يكون عالمياً حتى حين نبدو روحيين ورعين. أخيراً فإن ممارسة الجنس خارج الزواج هو شكل من التصرف العالمي. وهكذا كلّما ازددنا إخلاصاً للرَّب وبِعنا أنفسنا له كلّما قلَّ وقتنا للترفيه والتلهّي. لقد قال ستاسي وودز «إن مقياس تكريسنا للمسيح هو مقياس إنفصالنا عن العالم». نحن لسنا إلا غرباءٌ هنا، فلا نَحِنُّ إلى بيت على أرضٍ لم تعطِك إلا قبراً، صليبِك قَطَع ما يربطنا به هنا فأنت كَنزنُا في حقلِ أكثر إشراقاً. ج. ديك |
||||
17 - 05 - 2012, 01:13 PM | رقم المشاركة : ( 128 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«سَوَاءٌ كَانَ بِعِلَّةٍ أَمْ بِحَقٍّ يُنَادَى بِالْمَسِيحِ، وَبِهَذَا أَنَا أَفْرَحُ. بَلْ سَأَفْرَحُ أَيْضاً.» (فيلبي18:1) إنه لأمر شائع بين الناس، إعترافهم بأنه لا صلاح خارج دائرتهم الخاصة. يبدو الأمر كما لو كان لديهم إحتكار على التَميُّز، ويرفضون الإعتراف بأن أي شخص آخر يمكنه أن يكون أو يقوم بأي شيء قابل للمقارنة، إنهم يذكّروننا بملصقة فكاهية على مؤخرة سيارة تقول «أنا بخير، فأنت بخير أيضاً» وحتى هذه قد تكون قبولاً عن مضض لبعضهم في قولها. إن كنيستهم هي الوحيدة الصحيحة وخدمتهم للرَّب هي الوحيدة المهمة، ووجهات نظرهم حول كافة المواضيع هي الوحيدة الموثوق بها. إنهم أناس تموت معهم الحكمة. لم يكن بولس ينتمي إلى تلك المدرسة، فقد أقرَّ بأن الآخرين كانوا يكرزون بالإنجيل أيضاً، صحيح أن بعضهم كان يفعل ذلك بدافع الغيرة على أمل إزعاجه، لكنه بقي قادراً على منحهم الفضل في إعلان الإنجيل، ويمكن أن يبتهج بأنه يُنادَى بالمسيح. كتب دونالد جوثري في تفسيره الرسائل الرعوية «يتطلّب الأمر نعمة عظيمة من طرف المفكّرين المستقلّين ليعترفوا بأنه يمكن للحق أن يجري في قنوات غير قنواتهم». إنها ميزة مُمَيّزة تتصف بها البِدَعِ وهي أن قادتهم يدَّعون بأن لهم الكلمة الأخيرة في جميع مسائل الإيمان والأخلاق، يطلبون طاعة عمياء لكل تصريحاتهم ويسعون إلى عزل أتباعهم من الإتصال مع أية آراء مخالفة. في مقدمة ترجمة الكتاب المقدس (kj، الملك جيمس) التي نادراً ما تُقرأ، كتب المترجمون عن «الإخوة المعجبون بأنفسهم الذين يسيرون في طرقهم الخاصة، ولا يبدون إعجاباً بأي شيء سوى بما يضعوه في إطارهم ويطرقونه على سندانهم». إن الدرس لنا هو أن نكون ذوي نفوس منفتحة، وعلى إستعداد للإعتراف بالصلاح إينما وجدناه وندرك أنه لا يوجد مؤمن أو شركة مسيحية تستطيع الإدعاء أنها هي الوحيدة الصحيحة أو أنها وحدها تملك زاوية تطلُّ على الحق. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:14 PM | رقم المشاركة : ( 129 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«فَرَطَ بِشَفَتَيْهِ.» (مزمور33:106) عندما تذمّر بنو إسرائيل من شُحّ المياه في برية قادش، قال ﷲ لموسى إن المياه ستتدفق إن هو كلَّم الصخرة، لكن موسى كان قد ضجر الآن من الشعب، حتى أنه انتقدهم قائلاً «إسمعوا أيّها المرَدَة. أمِن هذه الصخرة نُخرج لكم ماء؟» ثم ضرب الصخرة مرّتيَن بعصاه، فبكلامه الغاضب وتصرفه بعصيان أساء تمثيل ﷲ أمام الشعب، وكانت النتيجة أنه خسر إمتياز قيادة بني إسرائيل إلى أرض الميعاد (عدد20: 1-13). من السهل على رجلٍ ذي غيرة ملتهبة أن يكون مفرطاً مع المؤمنين الآخرين. فهو منضبط النفس بينما هم يُعامَلون كأطفال دائماً وهو كثير المعرفة بينما هم جهلة. ولكن ما يجب عليه أن يتعلّمه هو أنهم لا يزالون شعب ﷲ المحبوبين وأن الرَّب لن يتسامح مع أية إساءة كلامية بحقهم، إن الوعظ بكلمة ﷲ بمثل هذه القوة لكي يَقنَع الناس ويُبكَّتوا هو شيء واحد، ولكن أن يُوبَّخوا بشدّة كتعبير عن غضب شخصي فهذا شيء آخر، مما قد يحرم الشخصَ من أفضل مكافآت ﷲ. عندما ورَد سرد أسماء رجال داود البارزين في صموئيل الثاني 23 بدا واضحاً أن إسم واحد منهم كان غائباً، وهو إسم يوآب رئيس جند داود، لكن لماذا يغيب إسمه؟ لقد قيل أن السبب هو في أن يوآب إستخدم السيف ضد بعض أصدقاء داود، فإذا كان الأمر كذلك، فإن الحدَث مليءٌ بالتحذير لنا عندما نُغرى باستخدام ألسنتنا كسيف ضد شعب ﷲ. عندما أراد يعقوب ويوحنا، أبنا الرعد، أن يطلبا إنزال نار من السماء على السامريين، قال يسوع: «لَسْتُمَا تَعْلَمَانِ مِنْ أَيِّ رُوحٍ أَنْتُمَا!» (لوقا9:55) وكم سَديد هذا التوبيخ لنا عندما نتكلم بشفاهنا بلا تروٍ لهؤلاء الذين هم له ليس بالخليقة فقط (كما كان السامريين) بل بالفداء أيضاً. |
||||
17 - 05 - 2012, 01:15 PM | رقم المشاركة : ( 130 ) | ||||
† Admin Woman †
|
«…أَنَّ دَيْنُونَةَ اللهِ هِيَ حَسَبُ الْحَقِّ.» (رومية2:2) إن ﷲ هو الوحيد في الكون المؤهّل تماماً للحكم. يمكننا أن نكون شاكرين دوماً أنه لم يعهد إلينا بالدينونة الأخيرة. فكِّر ببعض أشكال العَجْز التي يعمل في ظلها قاضي المحاكم الأرضي، فمن المستحيل له أن يكون موضوعياًّ تماماً، فقد يتأثر بشهرة المُدَّعى عليه أو بمظهره، وقد يتأثر بالرشاوى أو غيرها من الإعتبارات الأكثر مكراً، إنه لا يمكنه دائماً معرفة ما إذا كان الشاهد يكذب، أو إن لم يكن يكذب فربما يكون الشاهد حاجباً للحقيقة، أو بالإضافة لذلك قد يكون متستراً على الحقيقة، أو أخيراً، قد يكون جدّياً لكن غير دقيق. لا يمكن للقاضي أن يعرف دائماً دوافع الذين يتعامل معهم، بينما من المهم معرفة الدوافع في كثير من القضايا القانونية. يمكن خداع جهاز كشف الكذب، ويتمكَّن المجرمون العتاة من السيطرة أحياناً على ردود أفعالهم النفسية إزاء الذنب. لكن ﷲ القاضي الكامل، يمتلك المعرفة المطلقة لجميع الأفكار والأفعال والدوافع، وبإمكانه أن يدين أسرار قلوب البشر وهو يعرف كل الحقيقة ولا يمكن إخفاء شيء عنه، وهو لا يحابي الوجوه بل يعامل كل واحد بلا تمييز، ويعرف المقدرة العقلية التي وُهبت لكل واحد، ولا يكون المعتوه مسؤولاً عن أعماله كالباقين، إنه يعرف مدى القوة المعنوية المختلفة لدى رعاياه، فالبعض يقاوم التجربة بسهولة أكثر من البعض الآخر، وهو يعرف إختلاف الإمتيازات والفرص التي لدى كل واحد، وإلى أي مدى أخطأ الشخص ضد النور، إنه يكشف خطايا الإغفال بسهولة وكذلك الخطايا مع سبق الإصرار والخطايا السِّرية بسهولة كالخطايا العلنية. لذلك عند التعامل مع الوثني الذي لم يسمع الإنجيل بتاتاً لا يكون هناك داعٍ للخوف بأن ﷲ سيُعامَله بظُلم، أو أنه لا يثأر للذين عانوا ظلماً خلال الحياة، أو أن الطغاة الأشرار الذين نجوا في هذه الحياة يذهبون دون عقاب. إن القاضي الجالس في مقعده هو قاضٍ كامل، وعدله يكون وفقاً للحقيقة وبالتالي مطلق الكمال. |
||||
|