ويل لي إن كنت لا أبشر: لماذا تخصون الكهنة بالتعليم؟ لماذا لا يقوم بالتعليم كل من له غيرة؟ ويقول أيضًا كما يقول الكتاب: "ويل لي إن كنت لا أبشر" (1كو 9: 16).
الذي قال: "ويل لي إن كنت لا أبشر" هو بولس الرسول. وليس كل إنسان هو بولس الرسول.
ولماذا قال الرسول هذا الكلام؟؟ إنه يقول: "إن كنت أبشر، فليس لي فخر، لأن الضرورة موضوعة على.." (1كو 9: 16). ونسأله: لماذا يرى الضرورة موضوعة عليه، فويل له إن كان لا يبشر.
يجيب الرسول: "قد استؤمنت على وكالة" (1كو 9: 17).
إنه كوكيل لله، قد استؤمن منه على هذا العمل، أن يبشر. ومن هنا كانت الضرورة موضوعة عليه، من حيث مسئوليته كوكيل..
إذن لا تنتزع آية واحدة من فصل، دون أن نقرأ الفصل كله، ونعرف من الذي يتكلم؟ ولماذا يقول هذا؟ وهل نحن في نفس موقفه؟!
اسأل نفسك يا صاحب السؤال: هل استؤمنت على وكالة؟
هل هناك ضرورة موضوعه عليك؟.. تقول: وماذا عن الغيرة المقدسة ومحبة الناس؟
أقول لك: اذهب إلى الكنيسة لكي ترسلك، لكي يصبح وضعك شرعيًا. وهذا هو تعليم نفس الرسول إذ يقول:
"كيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به ؟ وكيف يسمعون بلا كارز؟ وكيف يكرزون إن لم يرسلوا" (رو 10: 14، 15).
من هنا كانت خطورة من يكرز، دون أن ترسله الكنيسة!
أولئك الذين يعملون في الكرازة والتعليم، إذ قد نصبوا أنفسهم لذلك "دون أن يرسلوا".
فإن حدث أن الكنيسة قد أرسلتك لكي تكرز، حينئذ يمكنك أن تقول: "ويل لي إن كنت لا أبشر".
وإن لم ترسلك الكنيسة، استمع لقول يعقوب الرسول:
"لا تكونون معلمين كثيرين يا أخوتي، عالمين أننا نأخذ دينونة أعظم، لأننا في أشياء كثيرة نعثر جميعنا" (يع 3: 1).
الذين يشتغلون في التعليم من خارج الكنيسة "دون أن يرسلوا" يمكن أن يقعوا في بدع وأخطاء، ويعثرون، ويأخذون دينونة أعظم. هذا هو الحق الكتابي وتعليم الرسول.
ولم تقارن نفسك ببولس الرسول الذي أرسله المسيح (أع 9: 15) وأرسلته الكنيسة (أع 13: 3)، وأرسل من الروح القدس (أع 13: 4)، وافرزه الله من بطن أمه (غل 1: 15، 16).
وهنا أسأل: كيف يستريح ضميرك انك مرسل من الله؟
الذي ترسله الكنيسة يقول: الكنيسة التي أخذت سلطانًا من الله، هي قد أرسلتني. ومن لا يسمع للكنيسة يكون كالوثني والعشار (مت 18: 17).
قد يدعى شخص ويقول: الروح القدس هو أرسلني!
من أدراك أن الروح القدس هو الذي أرسلك؟! وبخاصة إن كنت تحطم عقائد الكنيسة..! إذن اسمع ماذا يقول الحق الكتابي.. يقول:
إن الروح القدس حينما أراد إرسال برنابا وشاول، قال للرسل: افرزوا لي برنابا وشاول للعمل الذي دعوتهما إليه (أع 13: 2).
حينئذ صاموا وصلوا ووضعوا عليهما الأيادي، وأطلقوها بسلام. فهذان إذ أرسلا من الروح القدس، انحدرا إلى سلوكية.. (أع 13: 3، 4).
هكذا كان الإرسال من الروح القدس، عن طريق الكنيسة.
فالذي يرسل هكذا، يقول: ويل لي إن كنت لا أبشر.