03 - 07 - 2012, 06:48 PM | رقم المشاركة : ( 121 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
ايقونة العذراء الدامعة - بدير تجلي الرب للروم الاورثوذوكس برام الله الأيقونة الدامعة - العذراء الطاهرة AMOLUNTOS أيقونة العذراء الطاهرة موجودة في دير تجلي الرب برام الله، وقد رسمت عام 1992 للخلاص من قبل راسم الأيقونات الارثوذكسي المحلّي جبرائيل جايلمنتيان. هذه الأيقونة عجائبيّة وقد تمّ شفاء الكثيرين بمجرّد مسحهم بالميرون (الزيت المقدس) الذي تذرفه الأيقونة. في صباح 17\6 الموافق 4\6 يولياني (شرقي) عام 1998، دخل إلى الكنيسة الكاهن نيقولا عقل ليشعل القناديل كالعادة، فوجد برواز الأيقونة الطاهرة الزجاجي ساقطاً على الأرض ومحطّماً (مع العلم أن معظم أيقونات الكنيسة مغطّاة بالزجاج خوفاً من التلف). ارتبك الكاهن وذهب مسرعاً ليبلغ الأرشمندريت ميليتيوس بصل وهو رئيس دير تجلي الرب منذ عام 1997. كلا الكاهنين ظنا أن سبب سقوط الزجاج هو تصادم القنديل الذي أمام الأيقونة بالزجاج بفعل الرياح الشديدة التي أتت من نافذة مفتوحة. لكن سرعان ما لاحظوا أن القنديل ما زال مضاءاً من اليوم السابق مما يدل على أن السبب لم يكن الريح. فتركا الموقع دون أن يفعلا شيئاً وكانت تغمرهما الدهشة والحيرة. بعد ساعات، طلب من الكاهن جريس مرزوقة دخول الكنيسة وإزالة الزجاج المكسور عن الأرض. وأثناء قيامه بعمل التنظيف جرحت يده وصرخ طالباً المساعدة، فأتاه الأرشمندريت ميلاتيوس مسرعاً، وعندما رأى أن يده تنزف بشدة، ذهب ليأتي ببعض القطن والكحول ليطبب جراح الكاهن الآخر. والدهشة كانت عندما عاد الأرشمندريت ميلاتيوس حاملاً القطن والكحول فوجد أن الأب جريس مندهشاً وساجداً ومصلّياً، ونزيف الدم قد توقّف وإلتأم الجرح وكأنّه لم يكن جرحاً. وأنّ لا أثر لوجود الدم. بعد هذا الإرتباك، وعندما تأملا في الأيقونة بدقّة، لاحظوا أن على الأيقونة خطوط سيلان من "الميرون" وكانت العذراء في الأيقونة تذرف الدمع. وما زالت الأيقونة تذرف الدمع إلى يومنا هذا. ويجمع الدمع "الميرون" ليدهن به المؤمنين المستمدّين الشفاء والأدعية. طلبة العذراء الدامعة باللحن الرابع "أيتها العذراءُ الطاهرة النقية، إنَّ أيقونَتكِ الدامعة في رام الله يا والدةَ الإله، قد وهبتْ ينبوع الأشفية للمستغيثين بكِ، لأجل ذلك، وفدَ إليك مُكرموكِ من أقطار المسكونة ليتباركوا منك أيتها السيدة." |
||||
03 - 07 - 2012, 06:51 PM | رقم المشاركة : ( 122 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة الظهور التقليد يخبرنا أن ألمسيح في سن ألثلاثين قد جاء إلى يوحنا ليبدأ بشارته ألتي استمرت ثلاث سنوات . وأثناء معموديته ظهر علانية أنه ابن الله , ألأقنوم الثاني من ألثالوث الأقدس .لقد سمع صوت الأب يدعوه ابنه الحبيب . أما الروح فقد نزل عليه بشكل حمامة ليؤكد أن الآب يخاطب الإبن . وهكذا ظهرت عبادة الله في ثلاث أقانيم ( ثلاثة في واحد ) . ومن هنا جاء اسم ألعيد (( ألظهور الإلهي )). وعندما نزل ألمسيح في نهر الأردن تقدّست ألمياه. وتذكاراً لهذا ألحدث تبارك ألكنيسة ألمياه وتقدّس بها ألناس والمنازل والخليقة كلهّا. تفسير: ألمسيح: يأخذ ألمركز ألرئيسي من ألصورة وهو واقف في نهر الأردن . يوحنا ألمعمدان: على ألشمال . وبما أنه عاش ناسكاً في البرية, نرى شعر رأسه ولحيته مبعثراً. (( وكان لباس يوحنا من وبر الإبل وعلى حقوية منطقة من جلد )) . ولونهما بني . ألملائكة: يأخذون موقف عبادة للثالوث. ألروح القدس: يظهر بهيئة حمامة فوق ألرب يسوع. - يوحنا يلمس هامة السيد برِعدة. - الابن عارٍ (حياة الفردوس)، يشير بيده إلى المياه ليقدسها، ومن هنا خدمة تقديس المياه وكأنه يدعو آدم إلى الاغتسال معه والتطّهر من الخطايا. - تظهر المياه مثل كهف (استباق للدفن). هذه الفكرة ستتوضح أكثر في أيقونة النزول إلى الجحيم. - معدة المسيح معضلة تشير إلى الألم وارتقاب الصليب. - طول الأجسام يرمز للنفس العذرية، الإنسان في المجد. الملائكة - الإنسانية السائرة نحو الابن. الإنسانية المعتقة تمجد الله الابن المتجسد في خدمتها للابن. آمنت الإنسانية بمجيء المسيح وتستنير بنوره. السمكة - تذكّر بالرب يسوع المسيح ابن الله المخلّص. الحمامة - في تفسيرهم للمعمودية، يعود الآباء إلى قصة نوح والحمامة التي أتت بغصن زيتون، وإلى أن الروح، منذ الخلق، كان يرّف على وجه المياه. |
||||
03 - 07 - 2012, 07:11 PM | رقم المشاركة : ( 123 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة الميلاد الانسان الأول من الأرض ترابي، الانسان الثاني الرب من السماء (1كو 15: 47-49) 25 كانون الأول "اليوم العذراء تلد الفائق الجوهر فتقدم الارض المغارة للذي لا يدنى منه والملائكة يمجدونه مع الرعاة والمجوس يسيرون اليه مع النجم فانه ولد من أجلنا صبي جديد هو الاله قبل الدهور" هكذا يصف قنداق العيد الحدث وكأنه يشرح الأيقونة. لأيقونة الميلاد مهمتان أساسيتان : الأولى أنها تبيّن حقيقة تجسد ابن الله، فتضعنا أمام شهادة مرئية للعقائد الأساسية للإيمان المسيحي، إنها تُظهر بتفاصيلها كلا الأمرين الألوهة والطبيعة البشرية للكلمة المتأنس. الثانية أنها تظهر لنا تأثير الحدث على حياة العالم الطبيعية، وكما يقول القديس غريغوريوس اللاهوتي: "ميلاد المسيح ليس احتفالاً للخليقة، بل هو احتفال إعادة الخليقة". إنه التجديد الذي قدَّس العالم بأسره. فالخليقة اخذت، بتجسد الكلمة، معنىً جديداً. والكل يقدِّم الشكر على طريقته ... الملائكة بالترتيل ... السماوات بالنجم ... المجوس بالهدايا ... الأرض بالمغارة ... وأما نحن فنقدّم أماً عذراء. ايقونة الميلاد 1. تجلس العذراء بدون ألم أو انفعال دلالة على الولادة العجيبة، ملتحفة بالأحمر القاتم دلالة على العفة. 2. أقمطة المسيح كالأكفان والمغارة مثل القبر وكذلك المذود اللحد. يمثل الحمار والبقرة بهيمية الأمم التي جاء المسيح ليخلصنا منها. إن أول ما يلفت انتباهنا في أيقونة الميلاد هو والدة الإله، إنها تجديد كل ولادةٍ على الأرض، إنها حواء الجديدة التي أصبحت أم الجنس البشري الجديد، إنها أسمى شكر قدمه البشر لله خالقهم. في جلوسها تُظهر غياب الأوجاع الاعتيادية بسبب طبيعة المولود الإلهية. تتوسط العذراء الايقونة مستلقية على فراش في حالة تأمل وقامتها كبيرة جدا. والايقونة طبعا لا تهتم بقياسات الجسم ولكنها تبتغي ان تعطي معنى. والمعنى ان البتول تتأمل هذا السر العظيم. فنراها دائما خادمة للتجسد وغير منفصلة عنه. لذلك نصورها في الايقونة حاملة له ومن خلاله حاملة ايانا. مريم صورة لنا. وهي وحدها هديتنا له. في أيقونتنا نرى والدة الإله تنظر إلى يوسف لتعلمنا الصبر على الآلام تجاه إلحاد وشك الجنس البشري، تجاه قبولهم الصعب لتجسد الكلمة "الذي فاق الكلام والعقل ". المسيح مقمّط في الوسط في الظلمة وحده لانه هو من سيجلب لنا الخلاص، "إنه المشرق في الظلمة وظلال الموت .." يقول القديس غريغوريوس النيصصي مقارناً. الأقمطة تذكرنا بموت ودفن السيد لأن الذي أمطر الشعب مناً في القديم هو نفسه يصبح اليوم خبز الحياة الأبدية. ونلحظ الحركة الدورانية في الايقونة في انحناء الملائكة في الجهة اليمين نحو الراعي المنتصب المتطلع الى العلاء ممثلا الرعاة الذين بشرهم وتتابع الحركة مسيرها فتمر بالشخص اللابس بذلة صوفية والذي يخاطب يوسف المستسلم لتأمل عميق، من الواضح ان يوسف ليس بوالد الطفل انه بعيد عن المغارة وعلى وجهه طابع مأساوي. وتنتقل هذه الحركة الى القابلة سلومي التي تحضر الماء لغسل المولود وذلك اثباتاً لانسانية المسيح الكاملة ومولده الطبيعي وطبعاً رمزاً مسبقاً لمعموديته. ثم تصعد هذه الحركة حتى تبلغ المجوس الذين يمثلون مساهمة الشرق وشهادة الأمم الذين لم يتهيأوا بتاريخ نبوي. هؤلاء مجوس المشرق يثبتون لنا ان الكلمة، ابن الله، لم ينحصر وجوده في شعب موسى بل كان حاضراً في كل الشعوب ويدعو الجميع اليه. تنتهي الحركة من المجوس فتصب في فوج الملائكة المسبحين المحدقين بالنجمة المثلثة الشعاعات التي تشير الى وحدة الثالوث. ونعود الى هذا الظلام المدلهم حيث بقرة وحمار يقدمان مساهمة العالم الحيواني مع الكون بأسره للمولود. 3. المجوس يمثلون ثلاثة مراحل عمر الإنسان: الحداثة، الشباب والشيخوخة. 4. احد الرعاة يعزف ابتهاجاّ. "وقدموا له هدايا ثمينة، ذهباً كملك للدهور، لباناً كإله الكل، مراً كميت ذي ثلاثة أيام". الذهب إذاً قُدم له كلملك، واللبان كإله والمر كإنسان، في هذه الطريقة اعترف المجوس الثلاثة بالملك الإله والإنسان. يذكر الإنجيلي متى في الاصحاح الثاني ان المجوس "دخلوا البيت فرأوا الطفل مع أمه مريم. فجثوا له ساجدين، ثم فتحوا حقائبهم وأهدوا إليه ذهباً وبخوراً ومراً". يذكر الإنجيل ايضاً ان خاصته لم تعرفه، استهانوا به ورذلوه. أما هؤلاء المجوس فبعد مسيرة طويلة بالرغم من أنهم وثنيون فهموا وعرفوا من سجدوا له لذلك اتوا مستعدّين. ويقول القديس نيقوديموس الآثوسي: "تقديم الذهب يشير إلى معرفة الله الذي حصل عليه المجوس، واللبان إلى طاعتهم، وأخيراً المر إلى محبتهم". 5. الملائكة يسبّحون والنجم يشير إلى موضع السيد. الرعاة يصغون إلى البشارة الجديدة من الملائكة والمجوس على الطرف الآخر يقودهم النجم إلى الطفل الإلهي، إنه الضوء الذي عمي عنه اليهود وظهر جلياً للأمم. شعاع من النجم يشير إلى المغارة ويربط النجم بغيمة في السماء، إنه الحضور الإلهي. 6. يوسف يبدو حائراً والشيطان يقلقه بالأفكار. 7. من الجهة اليمنى نرى النسوة يغسلن الصبي. غسل الطفل هو تعبير نفهم منه أن الطفل هو مثل كل مولود جديد له متطلباته الطبيعية. يوسف ليس جزءاً من المجموعة الأساسية، إنه ليس بأب الطفل. والشيطان على شكل راعٍ عجوز وقف يقنعه بأن الولادة من عذراء هو أمر مستحيل ومخالف لقوانين الطبيعة. يوسف في الايقونة لا يمثل شخصه فقط بل كل الجنس البشري. ولد كلمة الله مرةً واحدةً بحسب الجسد. ولكنَّه يودُّ، بسبب محبِّته للبشر أن يولَدَ باستمرار بالروح في الذين يحبُّونه. يصبح طفلاً صغيرًا، ويتكوَّن فينا مع الفضائل، ويظهرُ بمقدار ما يتَّضحُ له أن من يقبله جديرٌ به. وهكذا يظهرُ لنا كلمة الله بالطريقة التي تُلائمنا، ولكنه يظلُّ مستترًا عن الجميع، بسبب عظمة سره. كما يقول القديس مكسيموس فـ"يسوع المسيح هو نفسه أمس واليوم والى الابد" . لذلك يا ربّ، أجِّل نطلب ان تؤجِّل مجيئك، وان تعتمد نهج العهد القديم عينه. هيِّئ البشريّة من جديد، علّهم يفهمون غلطتهم القديمة، وينتظرونك كما تريد أنت. نحن، يا ربّ، تهمّنا الأعياد. يهمّنا أن نأكل، ونشرب، ونقضي الليل ساهرين، وأن نرتدي ثيابًا جديدة. أنت أتيت لنأتي إليك. نحن لا نأتي إليك، لأنّنا إذا أتينا سنكتشف ما لا نرغب فيه. نحن نحيي ذكرى عيدك في المطاعم. نعم نذهب بأعدادٍ هائلة. ونبقى حتّى مطلع الفجر. نشرب، نرقص ونغنّي. أنت تعلم أنّ هذه حال الوثنيّين. علّمنا يا رب ان ننظر الى أحوال الفقراء، أحبّائك. فلا أحد يفكّر فيهم. أنت أوصيت إلاّ يهملوا، وأنّك فيهم، وأنّهم أنت. لم نصدّق اعتقدناك تمزح. فهل من المعقول أن نصدّق إلهًا يوحّد ذاته مع الفقراء؟ نحن كاليهود نطلب ملكاً كاليهود وحكيماً كاليونانيّين. يا رب، هناك قلة عزيزة بانتظارك. ستوافيك صباحًا في خدمة العيد، في الكنيسة مكان مولدك الحقيقيّ. لا أعدك بأن يكون جميعهم صاحين. ولكن القلّة ستأتي. أنا أعلم أنّك تفرح بالقلّة، فافرح. وحاول، إن استطعت، معها أن تجدّد العالم. انا أعلم إنك لن تقبل نصيحتي ولن تؤجل مجيئك هذه السنة. لن تغيّر عادتك ايها الرب المحبّ البشر. نعم تجسدك يا الله هو سر عظيم ويبقى سراً... كيف يمكن أن يكون الكلمة جوهريًا في الجسد، هو الذي كله في الآب بفعل كيانه وجوهره الذاتيين؟ كيف أمكن الله، وهو بكامل طبيعة الله، أن يصير إنسانًا بحسب طبيعة البشر، بغير أن يتنكر لهذه او تلك من الطبيعتين، الإلهية التي فيها هو إله، والبشرية التي فيها هو إنسان؟ الايمان هو في أساس كل ما يفوق الإدراك، يتحدى التعبير، فالايمان وحده يمكنه أن يفسّر وان يشرح هذه الايقونة. |
||||
03 - 07 - 2012, 08:53 PM | رقم المشاركة : ( 124 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أقوال عن الأيقونات للقديس يوحنا الدمشقي قام بعض القوم مدّعين أنه من الخطأ أن نُشهر جراح الرب يسوع في الصور وأن نجعل للقديسين صورا. يا للتضليل! إنها فكرة شيطانية تعمل لكي تُخفي عن أعين الناس حقيقة آلام المخلص وصلبه, وأن ينكر جهاد الفضيلة وتكريم تلاميذ الرب. إذا حاولنا أن نعمل صورةً لله غير المنظور, فنحن نكون قد أخطأنا حقا, لأنه يستحيل أن نحيط الله غير المدرك غير المحتوى في صورة ما. ولو أقمنا تماثيل للناس وسجدنا لأشخاصها بقصد العبادة كآلهة فنحن نكون كافرين. أما إذا كنا قد صوَّرنا الرب الذي أظهر لنا صورته جهارا إذ تجسد وظهر على الأرض كإنسان بين بني البشر, آخذا شكلا ومنظرا محدودا, فنحن لم نضل ولم نعبد شيئا سوى الرب يسوع المسيح يخزيك الرب يا شيطان ويخزي غضبك لأنك تحسدنا حتى على صورته التي وضعها أمام أعيننا لنحيا في حضرته فأنت لا تريد أن نتأمل في آلامه المحيية, أو نعيش بالقرب منه مسبحين عظمته ومحبته واتضاعه. أنت تبغض القديسين وتحقد عليهم لأنهم اتضعوا وأخذوا المجد والكرامة من الله, فلا تطيق أن تنظر صورهم أو تجعلنا نخلّد ذكراهم كما أوصى الرب متشبهين بإيمانهم ناظرين إلى نهاية سيرتهم. اسمعوا يا شعب المسيح يا مختاري الله: كل مَن يُعلِّمكم بغير ما تعلِّم به الكنيسة الواحدة الجامعة الأرثوذكسية التي استلمت تعاليمها من الرسل, فلا تسمعوا له ولا تقبلوا مشورة إنسان, إنها ضلالة شيطان. إن التوقير والإكرام شيء, والعبادة شيء آخر. فالله وحده هو المستحق العبادة من كل مَن في السماء من فوق ومَن في الأرض من تحت. فنحن نسجد ونعبد الله, ونوقّر قديسيه ونكرمهم إكراما للروح القدس الذي ملأهم. يقول القديس يوحنا: " في العهد القديم لم يكن لله جسد ولا شكل فلم يكن يستطاع تمثيله ولا بأية طريقة. ولكن اليوم، منذ أن ظهر الله بالجسد وعاش بين الناس، فأني أقدر أن أرسم ما هو مرئي في الله " Tó őpατου τοữ εοữ " فأنا لا أكّرم المادة ولكني أكرم خالق المادة. الذي صار مادة لأجل محبته لي. الذي تحمّل وتقبّل الحياة بالجسد فأكمل مصالحتي عبر المادة" بالإضافة إلى هذا المعتقد الرئيسي استخدم القديس يوحنا مواضيع ثانوية أخرى أقل دقة. فمثلا إرتكز على أن العهد القديم لم يكن ضد الأيقونات كلياً، لأنه أستخدم بعض الصور على الأخص في العبادة داخل الهيكل التي يمكن للمسيحيين اعتبارها مقدمة لرسم المسيح. وقد عيب على محاربي الأيقونات تشبيههم الأيقونة بالنموذج الأصلي. فالأيقونة عندهم هي "الله". وفي هذا الخصوص أعتبر أن أساليب الأفلاطونية الحديثة والأوريجانية التي أستخدمها محاربو الأيقونات هي لصالح الأرثوذكس وتدعمهم أيضاً: فقط الابن والروح هما "الأيقونة الطبيعية" للآب. وبالتالي هما متساويان له. بينما تختلف الصور الأخرى معه جوهريا. الا انها ليست اصناما. هذه المحاورة حول طبيعة الأيقونة استخدمت لابراز أهمية تكريم الأيقونات وتعريفها. الأمر الذي قبله المجمع المسكوني السابع سنة سبع مئة وسبعة وثمانين(787) ( ثاني مجامع مدينة نيقية). فالصورة والايقونة تتميز عن النموذج الالهي الأصلي. يمكننا أن نميزها بالسجود التكريمي. فالتكريم يعود إلى أصلها وليس بالعبادة، لأن العبادة توجّه لله فقط. هذا التأكيد المستمد سلطته من المجمع المسكوني يحرم بوضوح عبادة الأيقونات، التي غالباً ما نُتَّهم بها. بالنسبة لهذا الموضوع فإن الفهم السيء قديم ومتأتي من صعوبات في الترجمة. فالعبارة اليونانية " prosNÚõElslS" (السجود التكريمي) ترجمت إلى اللاتينية "عبادة"، في ترجمة أعمال المجامع، التي استخدمها شارلمان في كتبه المشهورة "كارولين". ولكن بعد فترة فهم توما الاكويني العبارة فوافق مجمع نيقية الثاني. يتحدث القديس يوحنا الدمشقي عن تكريم القديسين في الكنيسة. حسب رأيه، هذا التكريم مرتبط بعبادة الله إذ هناك علاقة ما بين الخالق والمخلوقات وهذا المبدأ العام ينطبق على تكريم القديسين وذخائرهم وعلى تكريم الأيقونات عامة. فنحن نكرّم القديسين لأنهم خدام الله وأولاده وورثته بالنعمة، أصدقاء المسيح وهياكل الروح القدس الحية. وهذا التكريم يعود إلى الله ذاته إذ هو ممجد في قديسيه وفي خدامه الأمناء الذين ننعم بإحساناتهم إلينا. وفي الحقيقة أن القديسين هم شفعاء للجنس البشري بأكمله ولكن ينبغي أن ننتبه لئلا نحسبهم في عداد الأموات. إنهم دوماً أحياء وأجسادهم نفسها وبقاياهم ذاتها تستحق إكرامنا لها. هذه هي أفكاره التي عالجها في كتاب "الإيمان الأرثوذكسي" وفي الحوارات حول الأيقونات. فباعتقاده أن كل تكريم للقديسين إنما يعود إلى يسوع المسيح. فالتكريم له، من خلال قديسيه وبقاياهم والأشياء المختصة بهم وأيضا للصليب المقدس ولأدوات تعذيب السيد وكذلك من خلال الأماكن التي تقدست بحضور الرب يسوع فيه، و باحتكاكها به، ومن العذراء على الأخص في دفاعه عن الأيقونات، الذي ألّفه ضد محاربي الأيقونات ومحطميها، حيث جمع كل مصادر علمه اللاهوتي في ثلاثة دفاعات حول الأيقونات. ثم لخّصها في عرض الايمان الأرثوذكسي. كل براهينه تهدف لإيضاح هذه النقاط الثلاث: 1. لا تصوير لجوهر الله، بل للكلمة المتجسد. 2. تكريم الأيقونات عائد لأصلها. 3. الأيقونة كتاب مصور. وُجد التصوير المقدس بهدف أن التكريم الموجه للأيقونات المقدسة هو تكريم مسموح به من الوجهة اللاهوتية وأن هذا التكريم يعطينا الكثير من البركات وهو يقر بأننا لا نستطيع صنع صورة لله تمثله كما هو في جوهره. في طبيعته اللامرئية غير المتجسدة التي لا توصف واللامحدودة. فلو حاول أحد رسم مثل هذه الصورة لجاءت صورة كاذبة وليس لها أساس من الحقيقة وهذا المبدأ لا جدل فيه. ليس فقط عند الدمشقي ولكن عند كل اللاهوتيين الأرثوذكسيين البيزنطيين المدافعين عن الأيقونات. والقديس يوحنا الدمشقي قد وجه كلمات قاسية للمحاولين تمثيل الألوهة بالذات، لأن مثل هذه المحاولة هي قمّة الغباء وعدم التقوى. الكتاب المقدس يرفض تمثيل الله بصور ويتساءل إن كان الله اللامنظور وغير الموصوف لا يمكن تصويره. فمن يمنعنا عن تصوير الله المتجسد من العذراء أمه وتصوير والدة الإله والقديسين والملائكة القديسين؟ ليس فقط لأنهم ظهروا بأشكال مرئية ولكن على الأخص قد بدت للعيان طاقاتهم فباتوا قابلين للوصف والرسم. فالأيقونوغرافيا المقدسة لها أساس في حقيقة الأشياء. إذاُ، على عكس ما يدعى محاربو الأيقونات، فمثل هذه الأيقونوغرافيا ليست محرّمة في الكتاب المقدس. فالعهد القديم يمنع الأصنام المخترعة ولكنه يخلق وفرة من الصوَر. على كل، نحن لسنا تحت الناموس، لأننا دخلنا في نضوج المسيح. فالله بتجسده صار مرئياً وهو بطريقة ما يدعونا لتصوير صورته المرئية. أليس هو أول من صنع أيقونة؟ فإنه ولد الكلمة قبل الدهور صورة جوهره الكاملة. ألم يصنع الإنسان على صورته ومثاله؟ ألا يحمل في ذاته أفكار وصور كل الأشياء؟ لقد أراد أن يكون العهد القديم صورة للعهد الجديد، وبالتالي إن كان مسموحا صنع أيقونات تمثل هذه الحقائق فمسموح إكرامها أيضاً. إن ما قاله القديس يوحنا الدمشقي هو التقليد الأرثوذكسي. فإذا كان محطمو الأيقونات على حق فالكنيسة كانت مخدوعة كل تلك الحقبة، وهذا غير معقول، ويشكل هذا الرأي إدانة للهراطقة فلا يمكنهم الإدّعاء بأن تصوير الأيقونات وتكريمها هو ضرب من الصنمية بينما ينبغي أن نتوجه بعبادتنا إلى الله وحده. احترام الأيقونة وتكريمها لا يتوجهان إلى الأيقونة من حيث هي مادة بسيطة، ولكن من حيث هي صورة. هذا يعني أنها تظهر النموذج الأصلي. وهذا الإكرام لا يتوقف عند الأيقونة ولكن من خلالها يصل إلى العنصر الأول بحسب قول القديس باسيليوس الكبير: "إن إكرام الأيقونة يرجع إلى عنصرها الأول". فإن كنا نكرّم سيدنا يسوع المسيح وأمه والقديسين فلماذا لا نكرّم أيقوناتهم؟ هذا ما قاله القديس يوحنا الدمشقي للإمبراطور لاون الإيصوري: "فإما أن تلغي الاحتفال بأعياد القديسين وفاسمحوا لنا بإكرام أيقوناتهم. هناك سجود العبادة، الذي لا يجوز لغير الله، الذي هو الأعظم وسيد كل المخلوقات. إنها العبادة وبعد هذه العبادة الفائقة هناك علامات الشكر، الكثيرة والمختلفة، والإحترام والتكريم المقدمة للمخلوقات بسبب بعض ميزاتها المعطاة لها كالسجود التكريمي مثلا أمام بقايا قديس، وأيقونة، وشخص قديس، و أشياء مخصصة للخدمة الالهية، و لأصحاب الجلالة، ولأي شخص، لأنه صورة الله. فبهذا الشكل يعتبر السجود الإكرامي للأيقونة أمراً طبيعياً. فالأيقونة هي كتاب لغير القادرين على القراءة. إنها تذكرنا بتاريخ الخلاص كله وبصنيع الله وبأسرار تدبيره الإلهي. أنها تعليم صامت للتشبّه بمثل القديسين. أنها قناة لانسكاب النعم الإلهية. فهي صلة وصل بالنعمة وبها ومن خلالها يوزع الله إحساناته وعطاياه علينا. فهي تشترك، بشكل من الأشكال، في قوة النموذج الأول، الذي تمثله وفي صلاحه. ويمكننا القول بأن النعمة الإلهية، والعمل الإلهي يقيمان ويسكنان في الأيقونة كما يسكنان في البقايا المقدسة. |
||||
03 - 07 - 2012, 08:54 PM | رقم المشاركة : ( 125 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
تأمل في أيقونة محفل الرسل . بطرس وبولس الكاتب: ابراهيم مسيحي بغتبر القديس بطرس تقليدياً زعيم الرسل الاثني عشر ، و قد ارتبط ارتباطاً صميمياً بالسيد أثناء كرازته على الأرض. و بعد موت السيد،اجتهد في المحافظة على الميراث الذي تركه لاتباعه .وأثناء جولاته التبشيرية ،أسس كنيسة انطاكية التي دعي فيها التلاميذ مسيحيين اولا. و تعتبره الكنيسة اول أسقف على انطاكية .و البطريرك الانطاكي اليوم ، هو خليفة الرسول في هذا الكرس. أما القديس بولس فهو أعظم المبشرين ،و لبست قصة اهتدائه العجيب على طريق دمشق (لوقا 1:9-22) أهم من بقية حياته التي قضاها في التبشير المتواصل . ووقائع رحلاته التبشيرية و ما كتب من رسائل للكنائس التي أسسها ، تشكل قسماً مهماً من العهد الجديد . لقد طاف في مختلف أرجاء العالم الروماني ،مبشراً بالمسيح و مزضحاٍ الايمان المسيحي .سمى نفسه رسولاً و كان بالفعل أعظمهم بالرغم من أنه لم يكن في عداد التلاميذ الاثني عشر . و يأتي عيد القديسين بطرس وبولس في 29 حزيران، ويعتبر حدثاً مهماً في الكنيسة وخاصة لبطريركية إنطاكية وسائر المشرق التي يعتبر بطريركها خليفة في كرسيه للرسولين العظيمين اللذين يعتبران بحق هامتي الرسل ومؤسسي الكنيسة. نبدأ بلفت النظر إلى أن معظم تذكارات القديسين مخصصة لكل منهم إفراديا ً(القديس نيقولاوس،ديمتريوس... الخ). هذه الذكرى تجمع القديسين في نهار واحد وللأمر مغزى كبير وعبرة. لقد كان الرجلان مختلفين في كثير من الأمور، فبولس كان ذا ثقافة عالية، وخاصة في مجال الشريعة بينما كان بطرس شبه أمي يزاول مهنة صيد السمك. وكان بولس من عائلة ذات نسب رفيع بينما أتى بطرس من عائلة متواضعة الأول كان يهوديا ًروماني الجنسية، بينما كان الثاني يهودياً بسيطاً. إلا أن ما يجمع هذين العظيمين هو اندفاعهما العظيم وغيرتهما وتحملهما المشاق في سبيل البشارة، ومحبتهما خاصة لبعضهما البعض، واستشهادهما في سبيل إيمانها. لذا قليلاً ما نراهما إفرادياً في أيقونات مخصصة لكل منهما وغالباً نراهما إما في عناق محب أو يحملان مجسماً يمثل الكنيسة . في الأيقونة نرى القديسين بطرس و بولس متقدمين على محفل الرّسل أحدهما عن اليمين و الآخر عن اليسار و كلاهما يرفعان مجسّماً للكنيسة الّتي هي خير تعبير عن كنيسة العهد الجديد الّتي ارتضاها الآب أن تكون مبنية على صخر الايمان ،صخرة الايمان القويم غير المعاب و التي فيها الاعتراف القلبي و العقلي بأنك يا رب ، أنت المسيح ابن الله الحي ، تللك السفينة الأبدية الّتي لا دنس فيه و لا وسخ بل منزهة عن كل عيب . كيف لا و قد سطرت مسيرتيهما تأكيداً على أنهما عماد الكنيسة الأولى فاستحقا عن جدارة ، و بنعمة المسيح ، لقب هامتي الرسل و المتقدمان في كراسيهم. في الأيقونة يظهر القديس بطرس عن اليسار و هو شيخ ذو لحية و شعر بيضاويين. ثوبه الداخلي تقليدياً أخضر أما الخارجي فهو أصفر.وفي يده مفتاحا ملكوت السموات و رسالته الشهيرة . أما على اليمين فيظهر القديس بولس و هو ذو لحية و شعر بنيين ،ثوبه الداخلي أزرق و أما الخارجي فأرجواني و في يده انجل ربنا يسوع المسيح ،فهو الذي كرز بهذا الانجيل و بشر بيسوع في بقاع المسكونة. في بعض الأيقونات نرى القديسين في عناق محب على الرغم من أن الكتاب المقدس لم يورد لنا الكثير عن لقاءات لهما ، الا أن ذلك دلالة على اتفاقهما بامحبة و الايمان بيسوع المسيح . ويعتبر بطرس بحسب تقليد الكنيسة المؤسس الأول لكرسي إنطاكية وخلفه القديس اغناطيوس الأنطاكي الذي يعتبر أول أسقف يخلف الرسولين على كرسي إنطاكية. وفيما نحن نقترب من هذه الذكرى التي يمكن أن يقال عنها الكثير نشير إلى أهمية إعطائها المكانة التي تستحقها في حياتنا الكنسية الأنطاكية لأنها بحق ذكرى الهامتين اللذين أسسا بإنجيل الرب كنيستنا في هذه البقعة من العالم . |
||||
03 - 07 - 2012, 08:56 PM | رقم المشاركة : ( 126 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
ايقونة سريعة الاستجابة الكاتب: حدو هذه الأيقونة موجودة على حائط المائدة أو غرفة الطعام، فوق الباب الذي يجتاز فيه الرهبان على عادتهم للدخول إلى الغرفة. في سنة 1644 كان خادم المائدة الراهب نيلوس والذي كان بحكم عمله يجتاز هذا الباب أكثر من غيره، سمع وهو مجتاز الباب ليلاً على عادته اليومية – وكان حاملاً بيده مشعلاً – صوتاً من الأيقونة قائلاً له: " لا تقتربنّ فيما بعد إلى هنا بمشعلك ولا تسوّد أيقونتي بدخانك ". فخاف نيلوس أولاً ثم هدأ روعه وعاد إلى قلاّيته حاسباً أن ما سمعه كان مزاحاً من أحد الأخوة. ثم تابع على عادته الاجتياز قرب الأيقونة حاملاً بيديه مشاعل ملتهبة ولذلك سمع من الأيقونة صوتاً يقول له: " يا لك من راهب غير مستحق هذا الاسم، أتسود أيقونتي هكذا بلا مبالاة ولا خجل ". فعمي نيلوس لساعته عند سماعه هذه الكلمات وأدرك أن الصوت الذي سمعه في المرة الأولى كان صوت والدة الإله الصادر من أيقونة بحسب تها الشريفة، في دير ذوخياريو القائم في جبل آثوس توجد هذه الأيقونة العجائبية فندم على عدم انتباهه واعتبر نفسه مستوجباً بعدل لهذه العقوبة. في صباح اليوم التالي وجده الأخوة ملقً على ظهره أمام الأيقونة. وعندما سمعوا منه ما حدث له سجدوا بورع أمام الأيقونة وأوقدوا أمامها قنديلاً دائم الاشتعال وانتخبوا خادماً جديداً للمائدة وطلبوا منه أن يبخرها كل مساء. أما نيلوس المبتلى بالعمى فكان يصلّي باكياً أمام الأيقونة ليلاً ونهاراً معترفاً بخطيئته. فاستجابت والدة الإله لتوبته القلبية ودموع صلاته. ففي أحد الأيام عندما كان يصلي ويبكي أمام أيقونتها العجائبية سمع صوتاً ملؤه الحنان يقول له: "يا نيلوس قد سُمعَت صلاتك فصُفح عنك وستمنح عيناك الضياء، فإذا ما نلت مني هذه الرحمة، بشّر الأخوة بأنني أنا سترهم ومدبرتهم، والمحامية عن ديرهم المكرّس لرؤساء الملائكة، فليجأوا إليّ هم وجميع الأرثوذكسيين وأنا لا أهمل أحداً، وسأكون الشفيعة لجميع الملتجئين إليّ بورع، وإبني وإلهي يستجيب طلباتهم كلها لأجل شفاعتي أمامه، ولذلك تسمى أيقونتي هذه من الآن (السريعة الاستجابة) لأني سأبدأ الرحمة بسرعة وتحقيق الطلبات لجميع المستغيثين بي أمامها". أبصر نيلوس بعد هذا الكلام وشكر السيدة بدموع استجابتها لتضرعه، وذاع خبر هذا الحادث العجيب بسرعة في جبل آثوس المقدس كله، فتوافد كثير من الرهبان ليسجدوا للأيقونة المقدسة ويعاينوا خادم المائدة الذي عوقب ثم رُحم، فغُفر له وعاد يبصر. فيما بعد اتفق الرهبان على أن يحوّطوا ممر المائدة بشكل أن يصبح مقاماً وشيدوا كنيسة إلى جهة الأيقونة اليمنى على إسم والدة الإله السريعة الاستجابة وقرروا تعيين راهب كاهن ليقيم دائماً عند الأيقونة ويحتفل صباحاً ومساءً بإقامة الصلوات أمامها ويشعل المصباح دائماً، وفي يومي الثلاثاء والخميس من كل أسبوع يجتمع الرهبان مساءً ليرنموا صلاة الابتهال أمامها (البراكليسي). وقد جرت عدة عجائب منها: شفاء العميان، العرج والمصابون بالفالج، ونجّت كثيراً من السفن الموشكة على الغرق وكذلك من الأسر عندما كانوا يطلبون شفاعة السيدة العذراء السريعة الاستجابة |
||||
03 - 07 - 2012, 08:59 PM | رقم المشاركة : ( 127 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة والدة الإله سيدة الريح الكاتب: ابراهيم مسيحي رسم راهبات دير سيدة كفتون في كانون الأول 2001 بناء على طلب رعية أنفه بعد عرض التشكيل الأولي لعناصر الأيقونة على آباء ولاهوتيين ومباركتهم لها ، وهي تقدمة من الأخ ميشال فايز توما عن روح والديه المرحومين فايز ونجمة ، قياسها 60# 90 سم وقد كرّسها المثلّث الرحمات قدس الأب زخور نعمة خادم الرعية ، أما عيد سيدة الريح فهو عيد البشارة حيث تحتل أيقونة البشارة أكبر جدارية فيها وتحتها صورة البحر والأسماك فيه ( ويرتبط عيد البشارة بالسماح بأكل السمك رغم الصوم ). شرح الأيقونة " أيتها العذراء هدّئي إضطراب آلامنا وسكنّي عاصفة زلاتنا " ( من صلاة البراكليسي لوالدة الإله) هذا هو الموقف الذي تقوله أيقونة والدة الإله سيدة الريح والمكتوب أسفلها ، رافعة صلوات المؤمنين الغارقين في بحر الأحزان وعاصفة التجارب الى الرب يسوع الحاضر الناظر دوماً من السماء ، التي تمثلها عادة الدوائر ذات المركز الواحد المتدرجة باللون الأزرق السماوي من الفاتح في الخارج إلى الغامق في الداخل ضمن الخلفية الذهبيّة (النور) في أعلى الأيقونة ووسطها، حيث يبارك بكلتي يديه ،إستجابة لشفاعة والدته ، البحارة الذين يجاهدون في خضم الأمواج الهائجة في مركب الصيد ( والمركب من رموز الكنيسة ) للوصول إلى شاطئ موقع "تحت الريح " شمال رأس قلعة أنفه حيث تقوم كنيسة السيدة ، ملتجئين إلى كنفها الهادىء ، بعيداً عن عواصف الرياح وزوابعها الآتية من البحر ( رمز الموت وعالم الظلمة حيث يلعب التنين(مزمور الغروب) ، وما زالت دوامة المياه التي تظهر في الشتاء مقابل شواطئنا تدعى التنين في لغة الصيادين الشعبية ، وهذا ما عكسته الأيقونة برسمها الريح على هذا الشكل ) من الجنوب الغربي مقابل رأس الشقعة ، لكن والدة الإله سيدة الريح تقف عند كنيستها وترفع يدها اليسرى ضارعة إلى إبنها الإلهي أن يحفظ أبنائها البشر، بينما تردّ عنهم بيدها اليمنى العاصفة الآتية من بعيد. تنطلق الأيقونة من الواقع الطبيعي لموقع كنيسة السيدة حيث خليج "تحت الريح" الذي يكون في معظم أيام السنة بمنأى عن الرياح الجنوبية الغربية التي تعصف بشواطئ أنفه وتضرب رأس القلعة المرتفع بصخوره وخندقه التاريخي ،فتمر فوقه وتترك الخليج" تحتها "هادئاً فيشكل ميناءً طبيعيّاً للصيادين ، إلى الواقع الروحي حيث تحتضن السيدة في كنفها الطالبين شفاعتها . وفي التفاصيل تظهر الأمواج بإلتفاف خاص من الألوان السماوية والبحريّة وهذا نقل شبه مباشر عن أسلوب الأيقونات الجداريّة الباقية في كنيسة سيدة الريح والتي تعود إلى القرن التاني عشر على الأرجح ، والتي تعكس بيئة الموقع البحري وضمنها صور الأسماك التي لها دلالات كثيرة في التراث الكنسي . كما أنّ أشجار النخيل (التي تزيّن الساحل منذ العهد الفينيقي وتسمى علمياً به) وترتبط سريّاً بالعذراء ( نشيد الأنشاد ، وخدمة المديح ) ، تحيط بمبنى الكنيسة هي السيدة العذراء والدة الإله ، التي تكرَّم من المؤمنين في البلدة والمنطقة المجاورة ،وها هي كنائس أنفه الأثريّة تتحلق حول كنيستها : من اليمين مار سمعان ومار ميخائل والسيدة كاترينا ، ومن اليسار مار جرجس ودير مار يوحنا المعمدان ، كما تحيط بها أديارها : دير النورية في رأس الشقعة المرسوم في الخلفيّة مع موقع الدير القديم في وسط الجبل حيث نسك عبد المسيح الإنفاوي ومنه لمع نور والدة الإله حسب تقليد تسمية الدير وعند نهاية الرأس كنيسة مار سمعان العمودي ظاهرة . أما أديار السيدة ومزاراتها في المنطقة والتي لم يكن مجال لرسمها في الأيقونة فهي حاضرة خفيّاً لتكمل السلسلة وهي : (سيدة البحار البترون،مغارة الحرشية حامات ـ مزار الريحانيّة الهري – الزعتريّة شكا ، الزروع كفرحزير ، سيدة فيع ،سيدة الينبوع (الناعورة ) سيدة البزيزات ( المرضعة) سيدة القطربية في أنفه وسيدة الخرايب الحريشة ، دير سيدة البلمند ودير سيدة الناطور حيث يقف الناظر إلى الأيقونة ومشهدها) وهي واحدة من سلسلة كنائس وأديار ساحلية تُظهر أيقوناتها مشهداً متماثلاُ : ( البحار البترون ، النوريّة حامات، جدارايات التجلي شكا، الريح و الناطور أنفه ) : إنها العذراء ذاتها تخلّص بشفاعتها البشر في المراكب من العاصفة والريح والأمواج في بحر العمر إنها سيدة الأماكن ، البر والبحروالجوّ ، الحاضرة والحامية مكرميها دائماً .فبشفاعاتها يار رب إرحمنا وخلّصنا آمين . عن موقع حركة الشبيبة |
||||
03 - 07 - 2012, 09:15 PM | رقم المشاركة : ( 128 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونات القديس دميتريوس المفيض الطيب ( قصة حياته بالأيقونة ) تعيد له الكنيسة الأرثوذكسية في 26 تشرين الأول. ولد القديس ديمتريوس في مدينة تسالونيكي في أواسط القرن الثالث. كان ابن عائلة مسيحية نبيلة من مقاطعة مكدونيا شمال اليونان. كان والده قائداً عسكرياً انشأه على ضبط النفس والجهاد والأمانة، فتلقى قدراً وافراً من العلم ثم انخرط في الجندية كأبيه وأضحى قائداً عسكرياً. فعيّنه الامبراطور مكسيميانس، رغم صغر سنه، قائد جيش تساليا حاكماً على اليونان. إلا أن ديمتريوس كان مؤمناً بيسوع المسيح فحاول عيش الإنجيل محبة وسلامًا وبرًّا فراح يعلّم كلمة الله ويعمل بها. فكان يقضي أيامه في خدمة القريب، وإسعاف البائسين وتنوير أذهان الشعب الجاهل بتعليمه قواعد الإيمان وتبشير الوثنيين بإنجيل الرب يسوع فبارك الرب عمله وأنجح مساعيه فاهتدى جمهور كبير إلى الإيمان بسببه. لما انتصر الامبراطور مكسيميانوس امبراطور الغرب على الإسكيثيين سنة 290، مرّ على تسالونيكي في طريقه الى ميلان، وأمر بتقديم الذبائح لآلهة الوثنيين وبأقامة مهرجانات النصر، فاستغنم الوثنيون الذين كانوا يحسدون ديمتريوس فرصة وجود الامبراطور لذلك وشوا بالقائد الشاب انه مسيحي، فغضب الامبراطور غضباً شديداً لان ديمتريوس لم يكتف باعتناق المسيحية بل كان يبشّر بالإنجيل ويستغلّ مركزه الرسمي للبشارة. فجرده الامبراطور من ألقابه وشاراته وأمر بسجنه ريثما يقرر ما سيفعل به، فأخذه الجند وألقوه في موضع رطب تحت الارض، تحت مبنى حمام في المدينة، كانت تفوح منه الروائح الكريهة، وكان مستعدا للشهادة ينتظر بفارغ الصبر نهاية الاحتفالات ليلتقي الرب معمّدا بدمائه. كان له خادم اسمه لوبّس يعتني في سجنه وهذا الخادم كان قد طلب الصلاة من القديس ديمتريوس وذلك من أجل الشاب نسطر الذي كان سيبارز مصارع عملاق اسمه لوهاوّش الذي كان يقرّع المسيحيين ويشتمهم إرضاءً للملك مكسيميانوس سيده فكان يصرع ويسحق كل من يبارزه، فصلى ديمتريوس كثيراً لأجل الشاب نسطر المسيحي المتحمس.فيحن نزل نسطر الى ساحة القتال صرخ : "يا إله ديمتريوس أعنّي!" فنازل لوهاوش وصرعه وقتله. إذاك حزن الملك مكسيميانوس على خادمه وغضب غضبًا شديدًا. عرف ان لوهاوش خادمه كان يكره ديمتريوس فأرسل الملك إليه رجل طعنه بالحراب وأماته وهكذا فاز ديمتريوس بإكليل المجد والاستشهاد وعندما مات ونزل دمه ركض خادمه لوبّس فنزع خاتمه من إصبعه وغمسه بالدم وأخذ رداءه وحمل الخاتم والرداء ذخيرة مقدسة وأجرى الله بواسطة تلك الذخائر عجائب كثيرة كانت نوراً يضيء في ظلمات الوثنية ويحمل الكثيرين من أبناءها على الإيمان بالمسيح وهكذا تابع الشهيد رسالته بعد موته.علم بذلك مكسيميانوس فأرسل وقبض على الخادم لوبّي وأمر بإعدامه. أيضاً أمر بقتل نسطر قاتل لهاوش عندما علم أنه مسيحي. وهكذا فاز الثلاثة ( ديمتريوس - لوبّس - نسطر ) بإكليل المجد والملكوت السماوي. اما رفات القديس فأخذها رجال أتقياء سراً ودفنوها. وقد أعطى الله علامة لقداسة شهيده أن طيباً أخذ يفيض من بقاياه ويشفي الكثيرين من أمراضهم مما جعل الكنيسة تسميه المفيض الطيب. وبنيت له كنيسة عظيمة في تسالونيكي، ووضعوا جسده فيها. وكانت تجري باسمه عجائب كثيرة. ويسيل منه كل يوم دهنَ طيبٍ فيه شفاء لمن يأخذه بأمانة، وخاصة في يوم عيده فانه في ذلك اليوم يسيل منه اكثر من كل يوم آخر إذ يسيل من حوائط الكنيسة ومن الأعمدة. ومع كثرة المجتمعين فانهم جميعا يحصلون عليه بما يرفعونه عن الحيطان ويضعونه في أوعيتهم. طلبة القديس ديمتريوس ان المسكونة وجدتكَ مُنجداً عظيماً، في الشدائد وقاهراُ للأمم يا لابس الجهاد ديمتريوس، فكما انك حطمت تشامخ لهاوش، وفي الميدان شجَّعت نسطر. كذلك ايها القديس توسَّلْ الى المسيح الإله أن يُنعمَ بغفران الزلات لنفوسنا. |
||||
03 - 07 - 2012, 09:18 PM | رقم المشاركة : ( 129 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
أيقونة الشفاعة الكاتب: ابراهيم مسيحي تستوقفك أيقونة الشفاعة أو الصّلاة كما يصلح تسميتها, في اليونانية Δέησις , بطلّة بهيّة و جمال ملوكيّ . موقعها في الكنيسة المقدّسة ,إلى الايقونسطاس فوق الباب الملوكي . تظهر مشهداً يجمع إلى المسيح الديّان العادل , سيدتنا والدة الاله و النبي السابق يوحنا المعمدان . في الأيقونة ننظر صورة يوحنا المعمدان , آخر أنبياء العهد القديم و هو في و ضعية توسلية تظهر من خلال حركتي الرأس واليدين المرتفعتين صوب المسيح الديان , فهو يظهر بذلك صلاة بلا فتور و شفاعة غيرمنقوصة في الإنسانية. إلى ذلك يمثّل المعمدان العهد القديم في هذه الأيقونة , و كما أسلفنا سابقاً , فإن الكنيسة تنظر إليه على أنه آخر أنبياء العهد القديم قبل مجيء المخلص . من هنا تسمّيه الكنيسة المقدّسة "السّابق" فهو الشمعة التي أنارت الدّرب قبل مجيء المسيح و أضاءت ظلمة العهد مقدّمة لمجيء المخلّص, الذي سوف ينقذ شعبه من خطاياه. و هذا ما ورد في سفر ملاخي ″ها أنا أُرسِلُ رسولي فيُهيِّئْ الطَّريقَ أمامي"(مل1:3) ،و كما ورد في أشعياء : " صوت صارخ في البرية اعدوا طريق الرب اصنعوا سبله مستقيمة " (أشعياء 3:40) لذا تصوّره الأيقونة كما تصوّر أنبياء العهد القديم , و تصوّره أيقونات أخرى متّشحا بوبر و جلود الحيوانات رداء الزهد و النسك , نحيل الجسد أشعث الشعر فهو ساكن الجبال و البراري كما أورد الإنجيل المقدّس . إلى جانب حركة اليدين و الرأس, ننظر حركة العينين و الوجه. إذ يظهر و جهه صرامة وعناداً فهو الّذي واجه اليهود و حضّهم على الخروج من بقعة الظلمة, و النهوض لملاقاة من سيعمّدهم بالرّوح نعني به ربنا و مخلصنا يسوع المسيح. بالانتقال إلى العينين , نرى فيهما نظرة اهتمام و تساؤل , نظرة ابتهال و شفاعة لدى الديان, بالإنسانية و المسكونة . تظهر الأيقونة سيدتنا والدة الإله واقفة عن يمين عرش المسيح " قامت الملكة عن يمينك ...."وهي في و ضعية ابتهال منحنية تظهر احتراماً لابنها كما تظهر ثقة بالدّالة التي لها عند ابنها و خالقها فهي برفعها لتلك اليدين ترفع معها صلواتنا و طلباتنا, كأن بنا امام الديّان نقدم ابتهالاً و صلوات و هي بذاتها تمثّل باب الفردوس والكنيسة المقدّسة التي بها التصقناإذن هي ممثّلة العهد الجديد ,كما انها تمثّل التحام النور الإلهي بالجبلة البشرية عبر تجسّد المسيح الاله في حشاها الدّائم البتولية, لذا فإن الخيوط المذهّبة الملتصقة بردائها تعبّر خير تعبير عن التحام النور الإلهي بطبيعتنا البشرية من هنا فإنه عند تمام سر التجسد تكون العذراء مريم قد اعتلت عرشاً ملوكياً و باتت هي الكنيسة الجديدة الّتي منها اتى الخلاص للعالم لذا فإن ردائها الأحمر يعبّر عن تلك الطبيعة الإلهية و الملوكية التي اتشحت بها عند اكتمال سر التجسد لإلهي " ها أنا أمة للرب ". واللون الأحمر هو لون الدّم البشري و الجبلة البشرية فهي بالتّالي قد نسجت الجسد الدنيوي للمسيح, و ما الرّداء الأزرق إلّا دليل على طبيعتها البشرية . إن فائقة القداسة ننظرها في وضع ابتهال و تشفع امام سيّدها و ابنها يسوع المسيح من هنا اعتادت كنيستنا الأرثوذكسية المقدسة أن ترتل لها القنداق الّذي يقول " يا شفيعة المسيحيين غير الخازية , الوسيطة لدى الخالق غير المردودة" بنظرات سلام كما يدفق و جهها سلاماً و راحة لطالبي شفاعتها فهي التي اختارها الآب لتكون عروسه و الثمرة الّتي ستنبت الشجرة الطيبة الثمر و القطرة التي ستعطي ينبوع الحياة. إن ّ هذا المشهد الابتهالي ما هو إلّا متجه نحو مركزية و احدة و هو يحيط بالمسيح الديّان العادل , الجالس على عرش مجده, و هو في بعض الأيقونات يظهر واقفاً محاطاً بالسّابق و بالسّيدة والدة الاله. و تظهره الأيقونة آخذاَ مركزية الصورة فهو الرّكن الأساس في محور حياتنا و هو مركز محورية المسكونة و الخليقة الّتي افتداها بدمه الكريم , يتطلّع بنظرات حازمة, أما حركات الوجه فتظهر جانب المسيح الديّان و العادل .المسيح يبارك بيده اليمنى بأصابعه الثلاثة و يشير بذلك إلى الحرفين اليونانيين اللذين بهما تبتدئ الأبجدية اليونانية و تنتهي , و يعنى بذلك ألألفا و الأومغا , أي الألف و الياء, إذ هو ألف الأبجدية و ياؤها كما هو البداية و النهاية . أما في يده اليسرى فيحمل الكتاب المقدس مرجع كل دينونة و محاكمة . حسبنا ربي أن نلتمس خلاصك , نحن السّاقطين في مستنقع الأحزان و الأوهان في لجى الظلمة والجهل, بشفاعات والدة الإله مع سابقك يوحنا المعمدان و صلوات جميع القديسين. أمين . |
||||
03 - 07 - 2012, 09:37 PM | رقم المشاركة : ( 130 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: بحث كبير عن الايقونة
تأمل في أيقونة الصّعود الكاتب: محفوض نرى أمامنا الرسل مجتمعين على جبل الزيتون, كما أمرهم الرب, ليتلقّوا الرسالة الأخيرة. المسيح يباركهم "وبينما هو يباركهم افترق عنهم واختطف إلى السماء بسحابة". الأيقونة تجعل من هذه العبارة محور تأليفها. شعور بالسلام والصلاة والتمجيد ينبعث من هذه الأيقونة. العالم يغتبط بلقائه ملك المجد... وكأن الرسم بكامله تعبير عن شعر غنائيّ؛ في كلّ جزء من تفاصيله هتاف خافت. اللوحة كلّها في حركة مستمرة وأشخاصها في انتفاضة حيويّة, ماعدا مريم فهي منتصبة في وسطها, فيها ثبات لا يتزعزع ولانتصابها معنى عميق, إنّها رمز للكنيسة التي تولد الآن أمام أعيننا: المسيح رأسها, والدة الإله صورتها والرسل أسسها, تنمو بالبركة المستمرّة الآتية من السماء. مريم هي المقرّ الرئيس حيث يجتمع العالمان الأرضيّ والسماويّ. لم يذكر الكتاب المقدس وجود مريم مع الرسل في حادثة الصعود, ولكنّ التقليد يثبت ذلك في سحر العيد إذ نسمع النشيد التالي "أقبلت مع تلاميذك إلى جبل الزيتون فكانت معك والدتك يا بارئ الكلّ. فإن التي توجّعت حين آلامك أكثر من الجميع وجب أن تتمتّع أكثر من الكل بالفرح بتشريف ناسوتك أيها السيّد". وبما أن الأيقونة صورة حيّة للطقوس أتت على هذا الشكل وبرزت مريم في الوسط بهدف تعليميّ. رقّة مريم, مع رشاقتها الشفّافة ووجهها الصافي, تتعارض مع وجوه الرسل, ذات الملامح الحادة, التي تحيطها. انتصابها متّجه نحو السماء وجسدها ممشوق إلى العلاء، يداها تتوسّلان من أجل الإنسانيّة وهي تنظر دائما إلى البشريّة, تدعوها إلى الاشتراك في حياة الثالوث . نظرة خاطفة إلى الأيقونة توحي إلينا بانسجام كليّ في وقفة الرسل. ها هم ينالون النعمة لكي يأخذوا على عاتقهم وظيفتهم الرعائيّة. في موقفهم حيويّة تبرز سكون مريم. تلك الانتفاضة تعني تعدد اللغات في التبشير وتعدّد التعبير عن الحقيقة الواحدة: الكنيسة وحدة مستقرّة ضمن التعدّد في أداء الرسالة على مثال الثالوث الواحد في ثلاثة أقانيم. ينقسم الرسل في اللوحة إلى قسمين متوازيين: الرسل الستّة الواقفون إلى اليسار يعبّرون عن توق النفس إلى العلاء لأنّهم يحدّقون إلى فوق. أمّا الرسل الواقفون إلى اليمين فهم يحدّقون إلى مريم وينذهلون أمام السر الكامن فيها. الفنّ العجيب, في هذه الأيقونة, يجمع بين الحركة والاستقرار ليجعلنا نشعر بصعود المسيح وكأنّه يتحقّق أمامنا. نرى المسيح محاطاً بدوائر كرويّة كونيّة عديدة, ومتّجهاً إلى يمين الآب حيث يلمع ببهاء مجده. يسنده ملاكان في تحليقه هذا بخفّة أثيريّة, يرتديان ثياباً تعكس ألوان ثياب الرسل: إنّهما ملاكا التجسّد على عكس الملاكين الذين يحيطان بمريم. هما يرتديان ثياباً ناصعة البياض تبهر الأنظار. المسيح أيضاً, وإن كان محاطاً بهالة المجد والألوهة, إلا أنّه يرتدي ثياباً بلون ثياب الرسل وهذا شيء مقصود: المسيح يترك الثرى بجسده الأرضيّ وبه يدخل في مجد الثالوث, إذاً هو لا ينفصل عن الأرض وعن أوفيائه المرتبطين معه بدمه: الأرض متّجهة نحو السماء والسماء هابطة إلى الأرض. المسيح يبارك الرسل ومريم والكون كلّه بيده اليمنى كالمعتاد, ويحمل بيده اليسرى ملف الكتب. ويعطينا فيض نعمة بالبركة وتعليمه بالكلمة. وهذا الفيض يبقى ساري المفعول بعد الصعود" لن أترككم يتامى....". الملاكان السّماويّان اللابسان البياض يقولان للرسل الشاخصين نحو السماء: "أيّها الرجال الجليليّون ما بالكم واقفين تنظرون نحو السماء, إن يسوع هذا الذي ارتفع عنكم إلى السماء, سيأتي هكذا كما عاينتموه منطلقاً إلى السماء" (راجع أعمال 1: 1-13). وفي الواقع, إذا عكسنا حركة يسوع الصّعودية في الأيقونة مع الإطار عينه أضحت الأيقونة ذاتها صورة للمجيء الثاني الرؤيويّ: هنا الألف والياء يجتمعان! تأليف إيمّا غريِّب خوري. |
||||
|