ربنا باعتلك رسالة ليك أنت
الرسالة دى تحطها فى قلبك طول سنة 2025
يالا اختار رسالتك من الهدايا الموجودة وشوف ربنا هايقولك ايه
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
12 - 05 - 2012, 01:09 AM | رقم المشاركة : ( 121 ) | ||||
† Admin Woman †
|
يوسف المتألم أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا ( تك 50: 20 ) قصة يوسف أكثر قصص الكتاب إثارة وتشويقًا، وأعتقد أن السر في ذلك يكمن في أمرين: أولاً: نُصرة الشر في البداية وهزيمته في النهاية. فلو تخيلنا القصة من خمسة فصول، سنرى أن الأربعة منها تنتهي نهاية مأساوية بنُصرة الشر على الخير. فيوسف بين محبة أبيه وبُغضة إخوته، تنتصر البُغضة على المحبة. ويوسف بين شراسة يهوذا وطيبة رأوبين، تنتصر الشراسة على الطيبة. ويوسف بين ثقة فوطيفار وكذب زوجته، ينتصر الكذب على الثقة. ويوسف بين معروفه مع الساقي وأنانية الساقي، تنتصر الأنانية على المعروف. فمن فصل إلى فصل تزداد دهشتنا كيف أن الشر ينتصر هكذا. وما يزيد الدهشة والإثارة أنه مع نُصرة الشر وازدياد الآلام، كان يوسف يزداد روعةً وصلاحًا، فيزداد غموض القصة إذ لا نجد في حياة يوسف ما يبرر نُصرة الشر هذه. لكن العجيب أن هذه الشرور عينها التي حققت هذه الانتصارات الضخمة، هي نفسها باجتماعها وتفاعلها معًا أخرجت أعظم خير ليوسف! فالمعادلة لم تكن هكذا: محبة + طيبة + ثقة + معروف = عرش لكن المعادلة سارت بالشكل الآتي: بُغضة + شراسة + كذب + أنانية = عرش فكيف حدث هذا؟! .. الإجابة في الأمر الثاني: ثانيًا: سلطان الله دون استعلانه. ما يجعل القصة أكثر إثارة، هو أنه بينما نرى الله يُكثر من لقاءاته مع يعقوب؛ سواء المباشرة أو غير المباشرة من خلال الملائكة، لا نجد له أي لقاء مع يوسف، فلا كلمة ولا ملاك يحمي ولا ظهور يطمئِن، كما كان يفعل مع الآباء السابقين. وكأن الله لا يسمع ولا يرى ما يحدث له، لماذا لم يظهر لإخوته مُحذرًا كما فعل مع أبيمالك بخصوص إبراهيم، وكما فعل مع لابان بخصوص يعقوب؟ ولماذا لم يعامله حتى كلوط ويرسل ملاكًا ينقذه من البئر؟ لكن في النهاية نكتشف أنه لم يكن بعيدًا البتة عن عبده، ولم تكن الأحداث أبدًا تجري من وراء ظهره، فهو إن ترك الشرير يمرح فإنما يسخَر من شره في النهاية، مُظهرًا سلطانه في إخراج الخير لعبده من ذات الشرور التي قصدوها له، وليجعل عبده يغني في النهاية «أنتم قصدتم لي شرًا، أما الله فقصد به خيرًا». |
||||
12 - 05 - 2012, 01:09 AM | رقم المشاركة : ( 122 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لا بد أن تقابل الله فاستعد للقاء إلهك ( عا 4: 12 ) أيها القارئ، أيًا كنت، وكيفما كنت، وأينما كنت، إننا نريد أن نُخبرك عن شيءٍ واحد وهو أنك لا بد وأن تقابل الله. نحن نعلم علم اليقين أنك تؤمن بذلك، ولا نتصور أنك تُنكر هذه الحقيقة، ولكــــــــــن هل أنت تثق حقًا أنك كخاطئ لا بد أن تتقابل مع إله قدوس؟ ويا لها من مقابلة!! إن كل صغيرة وكبيرة صدرت منك سوف تُكشف وتُستعلَن حينئذٍ بصورتها الحقيقية. كل خفي سيظهر وكل شيء سيكون عُريانًا ومكشوفًا لعيني الله الفاحصتين. والآن هل تشعر بقلق إذا تصوَّرت مقابلة الله؟ هل ترغب في أن تتحاشى هذه المقابلة بأية وسيلة؟ وهل ترتبك إذا علمت أن وقت المقابلة قريب، أم أنك تستطيع أن تفكر في هذا الأمر بلا خوف؟ إن حقيقة الأمر هي أنك إذا كنت غير مُخلَّص فما أرهب تلك المقابلة. تمهَّل وتفكَّر، وطالما أن الخلاص ميسور لك وفي متناولك بواسطة الإيمان بدم الحَمَل، فإنه من واجبك أن تمتلك هذا الخلاص لئلا تُدعى لمقابلة الله وأنت غير مُخلَّص وغير مغفورة لك خطاياك. إن الله قد قرر أمرًا لا يُنقض أبدًا وهو أن كل واحد لا بد أن يعطي حسابًا عن نفسه أمام المسيح. أما المؤمن بيسوع فهو الآن بعيد عن الموت الأبدي وعن الدينونة. يا له من مركز مجيد يحصل عليه المؤمن بالنعمة كثمرة لعمل المسيح على الصليب. لقد تألم المسيح مرة لأجل الخطايا ( 1بط 3: 18 ). تفكَّر في كلمة «مرة»، إنه لن يتألم مرة أخرى، مهما صلَّيت أو طلبت فإنه لن يأتي ليموت مرة أخرى على الجلجثة. كلا وألف كلا فإنه لم تبقَ بعد ذبيحة عن الخطايا ( عب 10: 10 ، 12، 26). ألا ترى أيها الشخص غير المؤمن أن العمل الذي به يمكن أن تخلص قد عُمل؟ إن صلواتك وأصوامك وأعمالك الصالحة لا يمكن لأي شيء منها أو جميعها مجتمعة أن تكمِّل ذلك العمل، فإنه «قد أُكمل» ( يو 19: 30 )، ولقد سُرّ الله بهذا العمل، بل لقد سُرّ وشبع بمَن أكمل هذا العمل، ويسوع نفسه لك إن كنت تؤمن به. لقد أعطاك الله إياه، فهل تقبل عطية الله التي لا يُعبَّر عنها؟ أم أنت مُصرّ على رفضها؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 01:10 AM | رقم المشاركة : ( 123 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رِجلا يعقوب ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه، ضمَّ رجليه إلى السرير، وأسلمَ الروح وانضم إلى قومه ( تك 49: 33 ) أول لقاء بيعقوب على صفحات الوحي هو عند ولادته، حيث خرج ويده قابضة بعقب عيسو في محاولة منه أن يكون سابقًا لأخيه ( تك 25: 24 - 26)، وهي رغبة نابعة من الطبيعة الموروثة المتصفة بالكبرياء والذاتية. إن الكبرياء والذات أكثر ما يبغضه الرب، فهو «لا يُسرّ بقوة الخيل، لا يرضى بساقي الرجل» ( مز 147: 10 ). وها هو موسى يقول للشعب: «لا تخافوا. قفوا وانظروا خلاص الرب الذي يصنعه لكم اليوم» ( خر 14: 13 )، أي لا تستخدموا أرجلكم. وكان شاول الطرسوسي قبلاً ـ في كبريائه وعناده ـ كمَن يرفس (برجليه) مناخِس ( أع 9: 5 )، ولكنه فيما بعد اختبر كفاية قوة الرب في ضعفه فقال: «لذلك أُسرُّ بالضعفات ... لأني حينما أنا ضعيف فحينئذٍ أنا قوي» ( 2كو 12: 10 ). ودعونا ـ أيها الأحباء ـ نستعرض ثلاثة فصول تكلِّمنا عن رجلي يعقوب: (1) في تكوين29: 1 «رفع يعقوب رجليه وذهب إلى أرض بني المشرق»، وهنا نرى استناده على قوته الشخصية، وكم جلبت له من متاعب لمدة 20 سنة كان طابعها عدم السلوك في النور، وهو ما عبَّرت عنه العبارة الواردة في بداية رحلته إلى فدان أرام «وصادف مكانًا وباتَ ..لأن الشمس كانت قد غابت» ( تك 28: 11 ). (2) في تكوين32: 24- 32 في طريق عودته وعبوره مخاضة يبوق، صارعه الله، وخلع حق فخذه، فصار يمشي وهو يَخمَع على فخذه، أي أنه فقد قوة رجليه. وفي ذلك الوقت جاءت العبارة «وأشرقت له الشمس» ( تك 32: 31 ). وهنا نرى إفراغ يعقوب من قوته الشخصية وإرادته الذاتية، واستناده على الرب. (3) في تكوين49: 33 «ولما فرغ يعقوب من توصية بنيه ضمَّ رجليه إلى السرير». وهنا وصل يعقوب إلى النهار الكامل ( أم 4: 18 )، حيث البصيرة الروحية في القمة، فتنبأ لأولاده بما يُصيبهم في الأيام الأخيرة، ثم «أسلم الروح وانضم إلى قومه» حيث النهار الأبدي، إذ هو وآبائه الجميع عند الله أحياء في نور محضره الأبدي ( لو 20: 38 ). ويمكننا القول إن يعقوب في تكوين29 كان يحسب نفسه شيئًا، وفي تكوين32 عرف بالاختبار أنه لا شيء، فتعلَّق بالرب قائلاً: «لا أُطلقك إن لم تباركني» ( تك 32: 26 )، أما في تكوين49 فقد أقرّ بضم رجليه أن الله هو كل شيء. |
||||
12 - 05 - 2012, 01:11 AM | رقم المشاركة : ( 124 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مشوار التوبة وناح كل بيت إسرائيل .. فنزع بنو إسرائيل البعليم .. وعبدوا الرب وحده .. فأخذ صموئيل حَمَلاً رضيعًا وأصعده ( 1صم 7: 3 - 9) أحبائي .. دعونا نتبع شعب الله وهم يقدمون توبة حقيقية في خطوات رائعة: 1ـ ناح كل بيت إسرائيل: جميل أن نرجع للرب بالدموع. فالرجوع دون دموع توبة بلا نَدم، لن يدوم أثرها طويلاً. ودموع دون رجوع عواطف غير صادقة، لا تدعمها إرادة تائبة. ولكن ما أجمل الرجوع بالدموع! ما أروع بطرس يخرج من محضر الخَدَم بعد الإنكار! لقد خرج خارجًا وبكى بكاءً مُرًا. 2ـ ونزع بنو إسرائيل الآلهة الغريبة: بعد الدموع تبدأ الخطوات العملية لنزع كل الأصنام. ربما يكون صنمك المال أو الشهوات. ربما عشت حياتك كمؤمن عبدًا ذليلاً لشهوة طحنتك وأكلت زهرة حياتك سرًا. وعملية النزع عملية مؤلمة وربما تحتاج إلى الكثير من الدموع حتى تتزلزل تُربة القلب وتُقتلع الجذور الضاربة فيها. 3ـ عبدوا الرب وحده: حقًا لقد نظفنا القلب بنزع الأصنام ولكن لو تُرك فارغًا مكنوسًا مُزينًا، ستأتي الأروح النجسة لتسكنه ثانيةً. ولهذا فعلينا بعد ذلك أن نعبد الرب وحده، ونصحح مسَار الشركة. كل خطية هي نتاج ضعف الشركة أو عدم وجودها، ولهذا فالتوبة يصحَبها تجديد لمسَار الشركة ليملأ السيد القلب. الشركة واجب مقدس في حياة القديس. 4 ـ في المصفاة: بالارتباط بأفكارنا وعواطفنا وأعمالنا وسط الناس، يأتي دور المصفاة. والمصفاة تعني ”مُراقبة“ كما نفهم من سفر التكوين. ويمكن أن نسميها بُرج المراقبة الإلهية. هل تتصرف بشعور تام بالوجود في محضر الله؟ الله يراقبني دائمًا من بُرج المراقبة الإلهية. هل أعيش دائمًا في المصفاة؟ هل تعرف الله كرقيب الناس؟ 5 ـ الذبيحة: قدَّم صموئيل حَمَلاً رضيعًا، وهنا أرعَدَ الرب على الأعداء. وفي الذبيحة نرى الإيمان. فلا فائدة من توبة بلا إيمان. ولا شيء يُكرم الله نظير الإيمان. فالإيمان هو القناة لكل بَرَكة. والإيمان الذي يعوّل على الله وعلى صلاحه رغم فسادنا ويثق في النعمة وكفايتها؛ هذا الإيمان هو طاقة التوبة بل الوجه الآخر لها. ليساعدنا إلهنا لنتعلَّم حياة التوبة اليومية ويتعمَّق فينا الإحساس والشعور الواعي بصلاح الله. |
||||
12 - 05 - 2012, 06:35 AM | رقم المشاركة : ( 125 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لكي أربح المسيح.. لكن ما كان لي ربحًا، فهذا قد حسبته من أجل المسيح خسارةً ... من أجل فضل معرفة المسيح يسوع ربي ( في 3: 7 ، 8) «لكي أربح المسيح» .. هذه الجملة القصيرة تعبِّر عن أشواق شخص قد وجد في المسيح الغرض المُشبع لقلبه، وتكشف عن رغبات نفس قد مَلَك المسيح على مشاعرها ووجدانها، فطلبت النمو في معرفة ذلك الذي يملأ السماوات بمجده وبهاه. ولنلاحظ قول الرسول «ما كان لي ربحًا»، فهو لا يتكلم عن خطاياه وذنوبه، أو عن الأمور التي يستحي بها، بل يُشير إلى فضائله ومزاياه، ومركزه الديني والعقلي والأدبي والسياسي؛ تلك الأمور التي كان يحسده عليها أترابه، ولكنه يقول إنه يحسبها خسارة لكي يربح المسيح. ما أقل الذين يدركون عمق هذه الكلمات وقوة هذا التعبير «لكي أربح المسيح». فمعظمنا يكتفي بأن يفتكر عن المسيح كعطية الله للخطاة، ولا يسعى في أن يربحه كجعالة للنفس بتضحية كل ما هو عزيز ومحبوب للطبيعة. على أن الأمرين متميزان أحدهما عن الآخر. فكخطاة مذنبين هالكين لا يطلب الله منا أن نعمل عملاً ولا أن نقدم أو نضحي شيئًا، بل على العكس يطلب منا أن نأخذ مجانًا، نأخذ كل شيء ( يو 3: 16 ؛ رو6: 23؛ يو4: 10). كل هذا صحيح، ونشكر الله عليه، ولكن يوجد وجه آخر للموضوع. فماذا يقصد الرسول بربح المسيح؟ إنه بلا شك قد قَبِل المسيح كعطية الله للخطاة، فماذا أراد بعد ذلك؟ أراد أن يربح المسيح ككنز لنفسه ولو خسر كل شيء في سبيل ذلك. فكما أن المسيح التاجر الحقيقي قد باع كل ما له إذ أخلى نفسه، وضحى بكل حقوقه كإنسان وكالمسيا، لكي يمتلك الكنيسة، التي رآها لؤلؤة كثيرة الثمن، هكذا بولس الرسول قد ضحى بكل شيء لكي يمتلك ذلك الغرض الأسمى الذي أُعلن لقلبه يوم ظهور الرب له، فقد رأى في ابن الله جمالاً أدبيًا وكمالاً فائقًا جعلاه ينسبي، فتخلى عن كل امتياز وشرف عالمي، واحتقر كل مسرة وغنى أرضي، لكي يملأ المسيح كل زوايا قلبه ويملك على كيانه الأدبي بجملته، واشتاق إلى معرفته ليس كمَن رفع خطاياه فقط، بل كمَن يستطيع أن يُشبع كل رغبات النفس، ويعوِّض لها عن كل ما في العالم. أحبائي .. أنّى لنا بمَنْ حياته تطابق القول: «لكي أربح المسيح». |
||||
12 - 05 - 2012, 06:36 AM | رقم المشاركة : ( 126 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رائع حتى في موته ونادى يسوع بصوتٍ عظيم وقال: يا أبتاه، في يديك أستودع روحي. ولما قال هذا أسلَمَ الروح ( لو 23: 46 ) ما أروع الطريقة التي انتهت بها حياة المسيح! لقد عاش كل حياته متكلاً على إلهه. يقول له بحسب المزمور22 «لأنك أنت جذبتني من البطن. جعلتني مطمئنًا على ثديي أمي. عليك أُلقيت من الرحم. من بطن أمي أنت إلهي». فذاك الذي هو الله من الأزل، صار إنسانًا، وأخذ مركز الإنسان الكامل المُتكل على الله. ولقد عاش حياة لا نظير لها. وها هو يموت كالإنسان. فكيف يموت؟ إنه يموت وعلى شفتيه صلاة للآب! إنه يقول له: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي»، ثم يموت. فما أروع هذا! لقد كانت أولى كلماته المسجلة له في الوحي المقدس هي قوله للمطوَّبة أمه: «أ لم تعلما أنه ينبغي أن أكون في ما لأبي؟» فهو هنا قال عن الله إنه أبوه، تمامًا كما قال الله عنه «أنت ابني الحبيب». أما الأشرار فقد اعتبروه مُجدفًا لأنه قال إن الله أبوه، فصلبوه. لكن ها هو، في آخر نُطق له من فوق الصليب، وقبل أن يُسلِم الروح، يقول بصوتٍ عظيم: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي». لقد كان سيدنا دائمًا بحق، الإنسان الكامل المتكل على الله، فلما أتت ساعة الموت، كان هو أيضًا الإنسان المتكل على الله. هو القائل بحسب المزمور16 «احفظني يا الله، لأني عليك توكلت»، ثم يضيف قائلاً: «جعلتُ الرب أمامي في كل حينٍ، لأنه عن يميني فلا أتزعزع»، ثم يستطرد قائلاً: «لذلك فَرحَ قلبي، وابتهجت روحي. جسدي أيضًا يسكن مطمئنًا». ولهذا فإن المسيح هنا أمام مشهد الموت ما زالت ثقته في إلهه كاملة، فيستودع روحه الإنسانية بين يدي الآب! صحيح كان المسيح قد سبق وأنبأ عن ذلك اليوم العصيب أن ابن الإنسان سوف يُسلَّم إلى أيدي الناس الخطاة ( لو 9: 44 مت 26: 50 )، وهذا ما حدث من لحظة القبض عليه في البستان حيث ألقوا عليه الأيادي (مت26: 50؛ مر14: 46؛ لو22: 53)، لكنه الآن، وقد أكمل العمل، يسلِّم روحه في يدي الآب. وصحيح أيضًا أنه عبرت على المسيح في الجلجثة عاصفة هوجاء، لم يرَ فيها وجه الله الكريم، عندما دخلت نفسه في أعماق الظلمة، لكنه ها هو يقول، في ثقة كاملة، وشركة رائعة: «يا أبتاه، في يديك أستودع روحي». |
||||
12 - 05 - 2012, 06:38 AM | رقم المشاركة : ( 127 ) | ||||
† Admin Woman †
|
الزوجات والأزواج « ولا تكن زينتكنَّ الزينة الخارجية ... بل إنسان القلب الخفي .. ، زينة الروح الوديع الهادئ، الذي هو قدام الله كثير الثمن ( 1بط 3: 3 ، 4) إن أبرز علامة للزوجة المسيحية هو الخضوع لزوجها، وفي هذا نتعلم كيف أن ثبات الحياة المسيحية له التأثير العظيم على غير المتجددين. فالزوج غير المؤمن، الذي يرفض أن يُصغي إلى كلمة الله، قد يُربح عندما يتطلع إلى حياة زوجته التي تحيا في كل نقاوة وخوف الله ( 1بط 3: 1 ، 2). ولكي ما تحيا الزوجة حياة صحيحة مع زوجها، فيجب أن تحيا بالروح أمام الله، ولا يجب أن تكون زينتها على غرار هذا العالم ونمطه الذي يسعى لكي يجعل المرأة جذابة في مظهرها للرجال، أما من جهة صورتها الأدبية فلا يقول شيئًا، مع أن هذا الأمر الأخير هو الذي له القيمة العُظمى في نظر الله. فالمرأة المسيحية تفكر بالحري فيما يراه الله ـ «إنسان القلب الخفي» ـ وتزين نفسها بزينة الروح الوديع الهادئ. وهذا عكس ما يُظهره الجسد من البُطلان والتأكيد على الذات والسعي للاهتمام بها. وفضلاً عن ذلك، فالروح الوديع الهادئ هذا، هو موضوع مشغولية القلب في نظر الله. فمتى وجد العناية والاهتمام به، فإنه يقينًا يعطي صورة الوداعة والهدوء كصفات أمام الله والناس. قد تبدو في بعض الأوقات مظاهر خارجية للهدوء والوداعة، غير أنها قليلة الفائدة ما لم تكن نابعة من وداعة وهدوء الروح. إنها فقط تصدر عن إنسان القلب الخفي، وتؤثر في الحياة بشكل صحيح. إن النساء القديسات في القديم يُستشهد بهن كنماذج للمرأة المسيحية اليوم، فقد كُن متوكلات على الله، ويزيِّنّ أنفسهن بالروح الوديع الهادئ، وكن خاضعات لأزواجهن (ع5). وبرهنت سارة على طاعتها وخضوعها لزوجها إذ كانت تدعوه سيدها. فالزوجات المتوكلات على الله، والطائعات لأزوجهن، يصنعن خيرًا دون أن يخَفن البتة من النتائج، فمثل هذه هي صفات أولاد سارة (ع6). والزوج المسيحي عليه أن يسكن مع زوجته بحسب معرفة هذه العلاقة المؤسسة من الله، وليس بحسب أفكار الناس وعاداتهم. وعليه أن يُكرمها فهي الأكثر هشاشة وضعفًا، ولذلك تتطلب عناية أعظم وحماية كثيرة. وكيفما كانت الاختلافات بحسب التكوين بين الرجال والنساء، فإنهن وارثات مع الرجال نعمة الحياة، ولذلك على الزوج أن يمنح الكرامة لزوجته، فلا تقف غيمة في طريقهم لتعوق استجابة الصلاة (ع7). |
||||
12 - 05 - 2012, 06:39 AM | رقم المشاركة : ( 128 ) | ||||
† Admin Woman †
|
مجيء المسيح الثاني حقيقة عملية منتظرين الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلصنا يسوع المسيح ( تي 2: 13 ) يقول بعض المعترضين إن موضوع مجيء المسيح الثاني موضوع نظري لا عملي، ولكننا نقول: إن هذا الرجاء المبارك، ليس موضوعًا عويصًا لا يدركه إلا الآباء في المسيح، بل موضوع بسيط واضح في كلمة الله كموضوح الخلاص بالإيمان بالرب يسوع المسيح، فهو موضوع ذو قيمة عملية كبيرة للأسباب الآتية: 1- لأنه بدون إدراكه نخطئ فهم جزء كبير من كلمة الله، ولا يمكننا أن نفسر مثلاً مواعيد الله لإبراهيم ولداود وللكنيسة، والنبوات أيضًا لا نستطيع أن نفهمها بدون إدراك مجيء المسيح الثاني، وبذلك يكون جزء كبير من الكتاب المقدس بلا صوت بالنسبة لنا! فحقيقة مجيء المسيح والحوادث المرتبطة به، هي مفتاح لجزء كبير من كلمة الله. 2- لأن به يكون أمام قلوبنا نفس الغرض الذي أمام الرب يسوع المسيح. فنقرأ: «أحب المسيح الكنيسة وأسلمَ نفسه لأجلها ... ليُحضرها لنفسه كنيسة مجيدة ...». فالغرض العظيم الذي أمام قلب المسيح هو أن يمتلك تلك العروس التي أُعطيت له وقد مات لأجلها واقتناها بدمه. ويجب أن نعلم أنه لا يوجد مسيحي عاش على وجه الأرض، اشتاق إلى مجيء المسيح الثاني، نظير شوق المسيح نفسه إلى تلك اللحظة التي فيها يأخذ عروسه المُشتراة بدمه ويُحضرها لنفسه مقدسة وبلا عيب. 3- لأنه من المهم أن نعرف أين نحن من تاريخ العالم، ومن تاريخ معاملات الله مع هذا الدهر، إذ يجب على جميع المؤمنين أن يكونوا على أهبة الاستعداد لأنه بعد قليل جدًا سيأتي الرب، وسنُخطف جميعًا لمُلاقاته في الهواء. 4- لكي نحصل على القوة التي يحملها إلى حياتنا هذا الرجاء، ونتعلم الدروس التي يوصلها إلى قلوبنا. في أيام الكنيسة الأولى، كان المؤمنون ينتظرون باستمرار مجيء الرب. هكذا كانوا في كورنثوس وفي تسالونيكي وفي غيرهما. وفي الرسالة إلى تيطس نرى نعمة الله المخلِّصة تعلِّمنا أن ننتظر الرجاء المبارك وظهور مجد الله العظيم ومخلِّصنا يسوع المسيح. وبين الخلاص والمجد كيف نعيش؟ بالتعقل والبر والتقوى. أَ ليس هذا يبين بوضوح أن حقيقة مجيء الرب الثاني حقيقة عملية؟؟ |
||||
12 - 05 - 2012, 06:40 AM | رقم المشاركة : ( 129 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ملكة سَبَا والخصي الحبشي وأعطى الملك سليمان لملكة سَبَا كل مُشتهاها الذي طلبت ( 1مل 10: 13 ) وذهب (الخصي الحبشي) في طريقه فرحًا ( أع 8: 39 ) الخصي الحبشي كان رجلاً عظيمًا وزيرًا لكنداكة ملكة الحبشة. ولعله قد اختبر من زمان طويل أن عظمة المركز ورهبة السلطان لم توصله إلى شبع القلب وراحة الضمير. ولربما كان ذلك الخصي من أصل يهودي عارفًا بشريعة آبائه، أو أنه ـ وهو الأرجح ـ حبشيٌ كما يقول الكتاب «رجلٌ حبشيٌ خصيٌ»، ترك الأصنام لعدم نفعها، واعترف باسم الرب إله إسرائيل. وفي طاعة إيمانه قام وذهب إلى أورشليم مدينة الأعياد والمواسم حيث تُقام شعائر عبادة إله إسرائيل. ذهب الخصي إلى هناك كساجد، ولكنه ترك أورشليم وفي قلبه شوق إلى شبع أفضل. لم يجد هناك اكتفاءً كاملاً. عاد إلى أرض الجنوب راجعًا إلى بيته جوعان وظمآن أيضًا، لا يزال يسأل ـ كما كانت ملكة سبا في أيامها تمامًا عندما تركت أرضها وذهبت إلى نفس المدينة أورشليم. والتباين هنا واضح. فأورشليم التي أشبعت قلب الملكة وأراحت ضميرها وروحها، لم تُشبع قلب الخصي ولم تُروِ جدوبته. ولماذا هذا؟ لماذا لم تصنع أورشليم بالخصي ما صنعته بملكة سبا؟ ذلك لأنه لم يرَ مجد الرب هناك كما رأته ملكة سبا في أيام سليمان. وأورشليم لم تَعُد بعد المدينة التي فيها يُرى ملك المجد في جماله ونوره حيث تنعكس صورته ويُحسّ بحضوره وجلاله. لم تكن أورشليم للخصي مثل ما كانت للملكة ”كجبل التجلي“. كان هناك التدين، لكن لم يكن هناك المسيح. كانت هناك طقوس وفرائض عبادة جسدية، لكن لم يكن فيها محضر مسيح الله. وهذا هو كل الفرق. وهذا هو السبب في عدم شبع الخصي. لكن طالب الرب لا بد أن يجد الامتلاء، وقلب الخصي لا بد أن يفيض بالفرح كما فاض قلب الملكة قديمًا من ذات النبع. وفي البرية في طريق عودته من أورشليم إلى الحبشة، أُقتيد فيلبس خادم الرب يسوع وشاهده، بالروح القدس، ليلتقي به. ولا شك أن الرب كان يهيئ كل شيء ويبرز أمام قلب الخصي كلمات إشعياء53 بقوة تهز عواطفه وتوقظ مشاعره. ولكن الرب سرعان ما تداخل في الأمر ليملأ قلبه شبعًا، وكان لا بد أن تفيض ينابيع ماء حي في أرض الجدوب «ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشَّره بيسوع» ( أع 8: 39 )، أما الخصي «فذهب في طريقه فَرِحًا» (أع8: 39). |
||||
12 - 05 - 2012, 06:41 AM | رقم المشاركة : ( 130 ) | ||||
† Admin Woman †
|
لا تخف لا تخف يا دودة يعقوب يا شرذمة إسرائيل. أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل ( إش 41: 14 ) يا له من وعد مشجع! ويا لها من كلمة حلوة تملأ صفحات الكتاب المقدس! لقد قيلت في مناسبات مختلفة، وعبر أزمنة مختلفة، وحملت معها تشجيعًا كبيرًا لأشخاص كثيرين، كان إبراهيم أول مَن تمتع بالوعد الإلهي ( تك 15: 1 )، ويوحنا الرسول سمعها أيضًا في جزيرة بطمس ( رؤ 1: 17 )، وبين إبراهيم ويوحنا فترة زمنية تزيد عن 2000 سنة، وخلال هذه السنين الطويلة تمتع بالوعد الكثير من أبناء الله، فالوعد الحلو شمل رجالاً مثل بولس ( أع 27: 24 )، ونساء مثل هاجر ( تك 21: 17 )، والمطوَّبة مريم ( لو 1: 30 ). قيلت لمجموعة التلاميذ ( مت 14: 27 )، ونحن الآن نتناول واحدًا من هذه الوعود جاء في إشعياء41: 14. أولاً: على المستوى الفردي لاحظ القول «لا تخف يا دودة يعقوب». فالدودة تُشير للمؤمن في ضعفه وهشاشته، فهي غاية في الضعف ويمكن سحقها بسهولة. ويعقوب له تاريخ مليء بالتقصير والخداع. ففي «دودة يعقوب» كثيرًا ما نرى أنفسنا من حيث ضعفنا وقلة حيلتنا من ناحية، ومن ناحية أخرى عدم أمانتنا ورداءتنا. والرب يعلم حقيقتنا: فمن جهة يعلم هشاشتنا «لأنه يعلم جبلتنا. يذكر أننا ترابٌ نحن» ( مز 103: 14 )؛ ويعلم أيضًا رداءتنا وتقصيرنا، فهو فاحص القلوب ومُختبر الكُلى ( مز 7: 9 ). ولذا يعرف أننا أحوج ما نكون لتشجعيه، فيطمئننا بقوله لا تخف. ثانيًا: على المستوى الجماعي يقول الرب «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل». لاحظ روعة الكتاب، فهو ينسب الدودة ليعقوب والشرذمة بإسرائيل، وليس العكس، فمن غير المناسب أن تُربط الدودة بإسرائيل. كلمة شرذمة تعني ”عدد قليل“ فإذ ننظر لأنفسنا كعدد قليل من الحملان، ونرى في مواجهتنا عدد هائل من الذئاب، كثيرًا ما يعترينا الخوف. لكن ما أحلى الوعد المطمئن عندئذٍ «لا تخف ... يا شرذمة إسرائيل»، وأيضًا «لا تخف أيها القطيع الصغير» ( لو 12: 32 ). عزيزي .. إن كانت أسباب الخوف متوفرة فينا، فحيثيات الطمأنينة موجودة في إلهنا المعبود الذي قال: «لا تخف ... أنا أُعينك يقول الرب، وفاديك قدوس إسرائيل»، ألا يكفينا شخصه؟ بلى، يكفينا جدًا، أنه هو نفسه مُعيننا، فمن حقنا أن نقول: «الرب معينٌ لي فلا أخاف. ماذا يصنع بي إنسانٌ؟» ( عب 13: 6 ). |
||||