منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : ( 1 )  
قديم 03 - 02 - 2014, 04:08 PM
الصورة الرمزية Mary Naeem
 
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  Mary Naeem متواجد حالياً  
الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

الخلط بين الشتيمة والتوبيخ الروحي

2- مثال آخر هو الخلط بين الشتيمة والتوبيخ الروحي.
نفس الوضع. إنسان كان شتّامًا قبل التوبة. ثم تاب، أو ظن أنه تاب، بينما استبقى بعض أخطائه القديمة. ومن ضمنها الشتيمة وبعض الألفاظ الجارحة. واعتبر إنها نافعة له يمكن أن يستخدمها في توبيخ الخطاة. ومع نسيانه أن التائب ليس له أن يوبخ إلا نفسه، وليس له أن ينسى خطاياه، لكي يهتم بخطايا غيره ويبكته عليها.. إلا أنه مازال يتمسك بقول بولس الرسول "وبخ، انتهر، عظ" (2تى 4: 2).
وينسى ما هي الطريقة الروحية للانتهار..

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
عن القديس بولس الذي قال هذه النصيحة لتلميذه السقف تيموثاوس، هو نفسه الذي قال لكهنة أفسس "ثلاث سنين ونهارًا، ولم أفتر عن أن أنذر بدموع كل واحد" (أع 20: 31). فهل أنت تنذر الناس في حب ودموع، أم في كبرياء وتسلط وفي احتقار لهم ولمشاعرهم؟!
إن التائب لا ينتهر أحدا. وإن انتهر، لا ينسى روح الوداعة.
تلك التي قال عنها الرسول "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل غلاطية 6: 1). نعم، فنحن كلنا تحت الزلل. والتائب المتذكر لخطاياه، إن تعرض لإصلاح أحد، لا ينسى مطلقا أن أخطأ مثل هذا الإنسان قبلا فإن نسى، يعرض نفسه لفقدان توبته، وتدخله روح الكبرياء..
أما الذي في انتهار يتطاول ويشتم غيره، فهذا لم يتب حتى الآن، وعليه أن يتذكر قول الرسول:
".. لا شتّامون.. يرثون ملكوت الله" (1كو 6: 10).
الذي يستبقى الشتيمة في طباعه، إنما يستبقى الكنعانيين في الأرض لإتلافها. والشتيمة لا يليق استعمالها في الخدمة، لأن وسائل الخدمة ينبغي أن تكون طاهرة.
لا يليق بالتائب أن يغطى خطاياه بآيات يسئ فهمها.
أو يسئ استخدامها قصدًا. الفضل أن يعترف أن بعض ضعفاته مازالت موجودة لم يتخلص منها بعد، مثل الغضب والنرفزة وحدة الطبع والشتيمة. وقد حملها معه في حياته الجديدة تعكر هذه الحياة، وتمنعه من حفظ التوبة.
لا تقل "الروح القدس يبكت الناس على لساني". فالروح القدس له أسلوبه الخاص وألفاظه النقية.
هناك إنسان آخر يظن أنه تاب، بينما يكون قد استبقى خطية أخرى: يكون قد استبقى في توبته ما في طبعه من عناد.
رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:09 PM   رقم المشاركة : ( 2 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من العناد

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
يكون قد استبقى في توبته ما في طبعه من عناد.
و العناد يرتبط دائما بالكبرياء. فهو نتيجة للثقة الخاطئة بالنفس، والتشبث بالرأي الخاص، واحتقار أراء الآخرين، وعدم المبالاة بنتائج صلابة رأيه..
وقد يكون هذا العناد وهذه الصلابة في محيط الكنيسة والخدمة ومدارس الأحد ويقول الجميع "فلان من الصعب التفاهم معه".. ومع ذلك فهو ليس مجرد تائب، إنما هو خادم، وربما مسئول كبير في الخدمة، ونشيط، ويعظ، ويتكلم في الروحيات واللاهوتيات والعقيدة وقصص القديسين. له معلومات. ولكن الكنعانيين لا يزالون في الأرض.
ويحاول أن يسمى عناده باسم (الدفاع عن الحق).
بينما الحق يدعوه أن يكون متواضعًا ومتفاهمًا ومحترمًا لآراء غيره.. ولكنها ثياب الحملان تلبسها بعض الخطايا. وحقيقة الأمر أن (الذات) ما تزال قائمة. وهذا الإنسان ربما يكون في توبته قد تخلص من خطايا كثيرة ولكنه..
ولكنه لم يتخلص من [الذات]، حملها معه في توبته.
و ما أكثر الذين يفشلون في توبتهم بسبب (الذات)، وربما تسقطهم في عديد من الخطايا، وتُرجِعهم إلى حالة ما قبل التوبة. ولكن كثيرين من الذين تابوا، لا يحسّون بحرب الذات هذه، وربما لا يرون أنها أكبر خطاياهم.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:10 PM   رقم المشاركة : ( 3 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من خطية الإدانة والانتقاد

4- وهناك مَنْ يتوب، ويستبقي خطية الإدانة والانتقاد:
إنسانًا كان واقعًا في هذه الخطية إلى حد بعيد، ثم دخل في حياة التوبة. وشغلته إلى حين الخطايا الكبيرة التي تركها. ثم ما لبثت خطية الإدانة التي كانت عنده أن ظهرت مرة أخرى.. والعجيب أن هذا الإنسان كلما يحس أنه نما في التوبة، واقترب إلى الله، وبعد عن الخطية، على هذا القدر تزداد خطية الإدانة ظهورا في حياته..
وأصبح ينتقد كل شيء، وكل أحد، ولا يعجبه شيء!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
البصيرة الروحية التي وهبت له في التوبة، صار يوجهها إلى أعمال غيره وليس إلى أعماله! والمثالية التي أحبها في التوبة، أصبح يقيس بها تصرفات الناس وليس تصرفاته هو! وإذا به ينتقد الكل..
المسألة في واقعها ليست حرصا على المثالية، إنما هي عدم قدرة على ترك خطية الإدانة والانتقاد التي تركها معه من ماضية، وإذا بالكنعانيين لا يزالون في الأرض.
وهذه الروح تدخل حتى في الخدمة والتعليم.
ففرع من فروع الخدمة، يرفض المنهج العام، ويظل ينتقد: هذا المنهج فيه أخطاء كذا وكذا، وينقصه كذا وكذا وينقصه كذا وكذا. ومنهج فرعنا أفضل..! ويتحول هذا الفرع إلى "قطاع خاص "في محيط الخدمة، ولا تهمه وحدة التعليم في الكنيسة. [الذات] لا تزال باقية. لم تمت حين بدأت التوبة، وروح الانتقال تجعل جماعات منغلقة على نفسها.
كأنها جزائر داخل الكنيسة، لا تتصل بأرض أخرى. وقد تخرج منها سفن إلى هذه الأرض أو تلك سفن من أراض أخرى. ومع ذلك هي جزائر قائمة بنفسها، داخل الذات، التي ظلت باقية بعد التوبة.
و لا تكفى بهذه الانفرادية ن وإنما تنتقد كل وضع آخر، بكل عنف.فإن سألت واحدًا منهم "لماذا كل هذا؟ "يجيبك بعبارة أرمياء النبي "ليت عيني ينبوع دموع، فأبكى نهارا وليلا قتلى بنت شعبي" (أر 9: 1).
يا أخي ابك على خطاياك، قبل أن تبكى على الشعب.
ولكن هذا النوع للأسف، لا يرى له خطايا تحتاج إلى بكاء..!
انه بعد أن بدأ التوبة، لم يعد مشغولا إلا بخطاياه غيره، ولذلك يحيا باستمرار في جو مشبع بالإدانة والانتقاد للآخرين، في غير رأفة. أما من جهته هو، فيضع نفسه تحت عبارة "لا تحتاجون إلى توبة" (لو 15: 7). لذلك يعيش في منهج الفريسي لا العشار (لو 18: 9 - 14).. الفريسي الذي يصوم ويعشر أمواله، وليس هو من الظالمين الخاطفين الزناة. ولكنه يستبقى الكنعانيين في الأرض..
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:11 PM   رقم المشاركة : ( 4 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من الكسل

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
5- وقد يتوب الإنسان، ولكنه يستبقى في طباعه: الكسل.
ربما يكون إنسانا كسولا ويتوب. ولكنه يترك خطاياه الأخرى، ويحتفظ بالكسل. فترى هذا الكسل واضحًا في خدمته، في عبادته، في تداريبه، في قراءاته، في حضوره للاجتماعات، في مواظبته على الاعتراف. وإن سأله أحد كيف يسمح لنفسه بالبقاء في هذا الكسل؟ يجيب "يكفيني إني أحب يسوع"!
و تتعجب، هل محبته لرب المجد سببًا لكسله؟
هوذا الرسول يدعونا أن نكون "حارين في الروح. غير متكاسلين في الاجتهاد. مواظبين على الصلاة" (رو 12: 11، 12). ولكن يبدو أن محاولات تغطية الخطايا تكاد تصبح عادة عند البعض.. أما الإدعاء "بكفاية محبة الرب، فالرد عليها بسيط وهو أن الرب نفسه قال: من يحبني يحفظ وصاياي (يو 15: 10) فأين حفظ الوصايا بالنسبة إلى هذا الكسل؟!
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:12 PM   رقم المشاركة : ( 5 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من خطية التحايل

وربما إنسان يتوب، ويستبقى معه خطية (التحاليل).
قبل أن يتوب، كان له هذا الطبع. يعرف أن يصل إلى غرضه بالأساليب الملتوية، باللف والدوران، بالحيل البشرية، بالدهاء، بطرقه الخاصة.. وبعد أن تاب، استبقى هذا الطبع معه.. وصار يلجأ إليه أحيانا، كما لجأ يعقوب إلى خديعة أبيه لأخذ البركة!!

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
ربما تقع الكنيسة في مشكلة، أو تقع الخدمة في مشكلة. ويحتار الكل كيف يكون حل الموضوع، فيتدخل هذا الإنسان ويقول "اتركوا لي هذا الموضوع لأحله".. وكيف تحله؟ "أحله بطرقي الخاصة.. أنا أعرف هذه اللعبة جيدًا".. طبعا يعرفها لأنه كان يلعبها من قبل، قبل أن يتوب. ولا مانع من أن يلعبها الآن..
ويتساءل البعض كيف أتى بذلك الحل؟ والجواب واضح. من الكنعانيين الذين لا يزالون في الأرض، يعطونه المشورة (الطيبة)!
و تشعر في حله للمشكلة أنه لم يتب بعد..
ومع ذلك ضميره لا يتعبه! قديما كان يلجأ إلى اللف والدوران وإلى الطرق الملتوية من أجل أمور العالم.. أما الآن فيلجأ إلى كل هذا منن أجل الله!! لا داعي إذن لأن يوبخه ضميره! وهكذا ينحدر خارج التوبة. ولا يشعر في توبته أنه قد تغير الشخصية القديمة مازالت كما لم تغير أساليبها.. وبنفس الوضع ينحدر إلى ما هو أسوأ..
ويبقى معه الاعتماد على الذراع البشري، حتى في توبته.
ويؤثر هذا المر على روحياته كلها، وقد ينتهي إلى فشله في حياة التوبة. ولكن ما كان يتنبه إلى هذه النقطة، إذ كان يظن أن التوبة هي مجرد ترك الخطايا (الكبار) أمثال الزنا والسرقة السكر والقمار.. الخ.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:13 PM   رقم المشاركة : ( 6 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من تبرير الذات

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وربما شخص يكون قد (تاب) ولكنه استبقى تبرير الذات.
اعتبر أن الدفاع عن النفس شيء عادى. ولكنه صار يدافع عن نفسه في كل شيء، كأنه لا يخطئ في شيء، حتى أبعد عنه كل ذي نصيحة أو عتاب. وربما عن طريق تبرير الذات يقع في أخطاء لا تحصى، مهما وصل إلى درجات في الخدمة.. وهناك نوع آخر غير كل هؤلاء. كان محاربا بالكآبة..
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 7 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من الكآبة

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
8- ويتوب هذا الإنسان، يستبقى الكآبة وباقي حروبها.
وإذا بك تجده يتعب في حياته الروحية بسبب أية مشكلة، وينهار، ويضطرب ويفقد سلامه. ويقول: لا فائدة منى. لقد يئست. لقد تعقدت من الموضوع الفلاني".
إن الكآبة حرب من الشيطان، أو تعب في الأعصاب. وليست هي صفة من صفات أولاد الله، لأن من ثمار الروح: فرح وسلام (غل 5: 22). وممكن بهذه الكآبة ينحرف الإنسان عن طريقه الروحي، ويضل الطريق عن الله.
إذن علينا أن نفحص أنفسنا جيدا، لترى ما الذي قد استبقيناه من حياتنا الأولى قبل التوبة، لنتخلص منه لئلا نظن أننا قد دخلنا كنعان فعلا، بينما نكون لا نزال تائهين في البرية. والذي يطهر نفسه من كل رواسب الحياة القديمة، يمكنه أن يشق طريقه إلى الله بسهولة، ولا ينتكس في توبته.
وبالذات بالنسبة إلى الخطايا التي قد تأخذ صورة غير صورتها.
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:16 PM   رقم المشاركة : ( 8 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

تخلص من حب المال أو حب القِنية

9-مثال حب المال أو حب القنية.

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وقد يقول شخص: ولكن هذا الأمر واضح. كيف يمكن أن ينخدع به إنسان في التوبة؟ أقول لكم تتم الخدعة..
إنسان كان يحب المال، أو كان بخيلا لا يحب أن يصرف مما معه. ثم تاب، أو ظن أنه تاب. وعاش في الحياة الجديدة مع الله. وربما صار خادما معروفا، أو راهبا في دير. ثم تجد هذه الخطية القديمة تأخذ مظهرا كنسيًا.
يرجع حب المال، ولكن.. من أجل الكنيسة، من أجل الدير!
ويكون ذلك بأسلوب قد لا مطلقا مع حياة التوبة، أو مع الروحيات عموما. وقد يعتذر بقوله: أنا لا آخذ لنفسي شيئًا. أنا أجمع لله! أو مع الروحيات عموما. وقد يعتذر بقوله: أنا لا آخذ لنفسي شيئًا. أنا أجمع لله! هذا حق، ولكنه يجمع بطريقة علمانية غير روحية، لا تتفق مع عدم محبة المال، ولا مع النسك والزهد!
وقد ترى عجبا من بعض المسئولين عن مال الكنائس والجمعيات. وتسأل أين حياة التوبة؟ ولكن أمثال هؤلاء قد استبقوا بعض الكنعانيين في الأرض.
و ينطبق على هذا، الكنائس الغنية التي لا تساعد الكنائس الفقيرة.
أليس المال كله هو مال الله. سواء عند الله تم الصرف على هذه الكنيسة أو تلك. ولكن محبة المال تدعو إلى جمعه هنا، وليس هناك.. وما أكثر أمناء الصندوق..
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 9 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

لا تعرجوا بين الفرقتين


قال إيليا النبي الشعب "حتى متى تعرجون بين الفرقتين؟ إن كان الرب هو الله فاتبعوه. وإن كان البعل فاتبعوه" (1مل 18: 21).
التعريج بين الفرقتين، يدل على أن القلب غير ثابت في محبة الله، وعلى أن التوبة غير صادقة أو غير كاملة.
إن وصلت التوبة إلى كمالها، لا يعرج الإنسان بين الفرقتين، بين الله والعالم أما إن بدت نظراته تهتز بين هنا وهناك، فإن هذا يدل على أنه بدأ يعاود النظر في التوبة. فمتى يحدث هذا؟
يحدث أحيانا إن الإنسان يقدم الإرادة لله، من أجل الطاعة. ولكنه لا يقدم القلب، كل القلب. يسلم يده للملاك ليقوده خارج سدوم، وقلبه لا يزال داخلها.
قد تكون توبته مجرد محاولة لإرضاء الله، وليست محبة للبر.


كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
أو ربما يكون قد ترك الخطية من أجل مخافة الله فقط.. لأجل خوف العقوبة، لمجرد الحرص على أبديته، دون أن تكون محبة الله أو محبة البر ثابتة في قلبه. لذلك فإن أية هزة تتعبه من العدو، إما أن ترجعه إلى الخطية أو تميل قلبه..
ويحدث هذا أيضًا إن كان هدف التوبة غير سليم.
حنانيا وسفيرا باعا ممتلكاتهما وقدما الثمن للرسل، ليس زهدا في المال وحبا لله، إنما لكي يجاريا الجو الروحي السائد في العصر الرسولي، ومجرد مجازاة، مع عدم إيمان قلبي بتفاهة المال.. لذلك لم يقدما المال كله ن وإنما احتجزا منه جزءا، لأن محبة العالم كانت لا تزال داخل القلب (أع 5).
فهل أنت كذلك؟ هل دخلت التوبة مجاراة للجو الروحي؟
أقصد لمجرد المجاراة أو التقليد، دون أن يتطهر القلب في الداخل من محبة الخطية ودون أن تقتنع تماما بدنس الخطية وبشاعتها..!
عن التوبة بسبب المجاراة، قد تدعو إلى التعريج بين الفرقتين.
إن راحيل تركت بيت أبيها لابان، وذهبت مع يعقوب، ربما محبة ليعقوب ومجاراة له في ترك ذلك الوسط المتعب. ولكن الهدف الأساسي -الذي هو ترك مكان تعبد فيه الأصنام- لم يكن موجودا. ولهذا أمكن أن تخرج راحيل من بيت لابان، وتأخذ معها أصنام أبيها لابان..! وهكذا كانت تعرج بين الفرقتين (تك 31: 34)..
وأنت: هل دخلت الحياة الجديدة محبة لشخص كيعقوب أم محبة لله؟
ربما محبة شخص روحي، تقود إلى الطريق الروحي. ولكن هذه ينبغي أن تكون نقطة البدء فقط، وتتحول إلى محبة الله. لأنه لو بقى هذا الدافع وحده، بقيت الحياة الروحية معلقة بمحبة هذا الشخص الروحي. وأصبح التائب عرضة للرجوع.
بنو إسرائيل تركوا مصر تابعين موسى. ولكنهم ما كانوا قد كونوا علاقة ثابتة مع الله. لذلك تقلقوا ورجعوا.
مجرد أن غاب موسى عنهم أربعين يوما، حينما كان مع الله على الجبل، جعل هذا الشعب يعيدون التفكير في علاقتهم مع الله، وانتهوا إلى عبادة عجل ذهبي (خر 32). بل إن أية ضيقات كانت تحدث لهم في البرية ن كانت تدعوهم إلى التذمر، وإلى اشتهاء العودة مرة أخرى على مصر.. اشتهاء اللحم والبطيخ والكرات (عدد 11: 4، 5)
إذن لا بد من تكوين علاقة ثابتة مع الله خوف الانتكاس.
نقطة البدء في التوبة، لا يصح أن تبقى حيث هي. إنما ينبغي أن ينمو التائب في روحياته، ودوافعه، وعلاقته مع الله، حتى لا يعود القلب فيشتاق الحياة السابقة في الخطية. وكلما كانت العلاقة ثابتة مع الله، لا يتعرض التائب إلى مشاعر التعريج بين الفرقتين، وشهوات الرجوع إلى الخطية.
وما أسهل أن يحارب بالجمع بين المرين معا: الله والعالم!
على الرغم من صراحة قول الكتاب "محبة العالم عداوة لله" (يع 4: 4). شمشون حاول أن يجمع بين كونه نذير الرب، وصديقا لدليلة في نفس الوقت، ففشل وفقد نذره. لوط حاول أن يجمع بين محبة الأرض المعشبة الخاطئة وكونه رجل الله، ففقد كل ما كان له في سدوم. حقًا إنه لا شركة بين النور والظلمة (2كو 6: 14).
كذلك ملاك كنيسة ساردس حاول أن يجمع بين الخدمة والإهمال. وملاك كنيسة لاودكية حاول أن يجمع بين الخدمة والفتور. وكل منهما أرسل إليه إليه إنذار من الله (رؤ 3: 3، 16).
عجيب إن شاول الملك أراد اللجوء إلى العرافة، وإلى صموئيل النبي، في نفس الوقت (1صم 28: 11)!
على التائب أن يكون دقيقا في البعد عن العالميات..
فقد قال الرب في وضوح إنه لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين (لو 16: 13).وفي البعد عن العالميات اتقاء للتأثير المضاد الذي يجذب الإنسان بعيدا عن التوبة.. حقا إنه تاب. ولكن العالميات لا تزال لها حروبها وضغطاتها، وليس الإنسان معصوما في التعامل معها. لذلك يجب الحرص والدقة.
وقد يحاربه العدو بما يسمونه "الطريق الوسطى".
ومعروف المثل القائل "الطريق الوسطى خلصت كثيرين". ويستخدمه بعض الآباء الروحيين في نصح الذي يندفع في تطرف روحي قد يتعبه. ولكننا نقول إن البعد عن التطرف، ليس معناه البعد عن التدقيق. فالذي يبعد عن التدقيق إنما يحاول الوصول إلى الله من الباب الواسع والطريق الرحب. وهذا ضد الوصية (متى7: 13).
كل ما نخشاه في هذا الأمر أن التائب يتعود التساهل في حياته. وهذا التساهل يحدره إلى أسفل حتى يفقد حرارة التوبة، ثم يفقد التوبة ذاتها ويخطئ..
وقد يحارب التائب أيضًا بشكلية العبادة، وشكلية الروحيات.
إنسان تائب تدفعه حرارة التوبة إلى النمو في العبادة. وقد يأخذ هذا النمو مقياس الطول وليس مقياس العمق. فيكثر من الصلوات ولو بغير روح، ويكثر من القراءات ولو بغير فهم،، ويكثر من التناول ولو بغير استعداد، ويكثر من إرهاق الجسد ولو بغير فائدة.. وشيئًا فشيًا قد يتحول إلى شكلية العبادة. وهذه الشكلية لا تنفعه، وقد يشعر بهذا فيتركها، ثم يسأم الحياة الروحية، فيشتاق إلى حياته الأولي!
و التائب هنا يحتاج على قيادة وإلى إرشاد روحي.
لكي يعرف ما هي روحانية العبادة، وكيف يسلك فيها؟ وكيف أن الله كان يرفض العبادة الشكلية والمظهرية. وأنه يريد القلب أولا. وكل صور العبادة من صلاة وتأمل وقراءة وصوم تناول واعتراف، ينبغي أن تكون صادرة من قلب محب الله، وينبغي أن تمارس بفهم وبعمق روحي وبحب نحو الله. وتكون صادرة من القلب. وليضع التائب أمامه توبيخ الرب للعبادة والخاطئة بقوله "هذا الشعب يعبدني بشفتيه أما قلبه فمبتعد عنى بعيدا" (متى 15: 8).
إن مظهرية الحياة الروحية، تبعد عن حياة التوبة.
فالروحيات ليست مظاهر وشكليات. وهذه لا تدل على علاقة مع الله. وقد وبخ الرب الكتبة والفريسيين، على الرغم من تدقيقهم الشديد في حفظ الوصايا، تدقيقًا وصل بهم إلى الحرفية والبعد عن الروح! ولم يقبله الله منهم وقال منهم وقال لهم إنهم يهتمون بتنظيف خارج الكأس فقط.. ويقينا لم يكن الكتبة والفريسيون تائبين. على الرغم من كل ما كانوا يفتخرون به من دقة في تنفيذ الناموس، كانوا بعيدين عن التوبة.
فلا تكن في توبتك حرفيًا، ولا تهتم بالمظهرية.
لأنك إن فعلت هذا سترتد ونفقد توبتك. إنما اهتم بالروح قبل كل شيء. اهتم بمحبة الله. ولتكن كل روحياتك صادرة عن هذه المحبة. بهذا تحفظ توبتك. وبهذا تضمن انك سوف لا تعرج بين الفرقتين.
إن بلعام كان يهمه أن يكون مظهره من الخارج سليما، لا تمسك عليه خطية ولا كلمة خاطئة، بينما قلبه من الداخل لم يكن مع الله (عدد 24، 25، يه 11). كان يريد أن يتمتع بالخطية، دون أن يظهر بمظهر الخطية. ولكن الله هو فاحص القلوب..
قلب بلعام لم يكن سليما أمام الله. كان يعرج بين الفرقتين. يجب أموال بالاق ويريد أن يرضيه. وفي نفس الوقت لا يقول بلسانه كلمة تُغضِب الرب. وهلك بلعام.
إن الذي يعرج ين الفرقتين، قد يصل إلى هذا الوضع:
قد يرتكب الخطية، إن وجد بابًا للهروب من مسئوليتها.
الذي تشغله هي المسئولية، وليست نقاوة القلب، وليست محبة الله. لذلك هو يعبد عن حياة التوبة.
فلا تكن أنت كذلك. ليكن قلبك ثابتا في محبة الله، لا يعرج على طريق الخطية. ولكي يكون قلبك ثابتًا في محبة الله، اهتم بغذاء روحك..
  رد مع اقتباس
قديم 03 - 02 - 2014, 04:19 PM   رقم المشاركة : ( 10 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,298,857

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem متواجد حالياً

افتراضي رد: كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث

الفصل بين النور والظلمة

إن كنت قد تبت، ودخل نور الله إلى قلبك:
فلكي تحتفظ بتوبتك، افصل نفسك عن كل أعمال الظلمة.
إنها قاعدة وضعها الله لنا منذ البدء، يرويها سفر التكوين بقوله "ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بين النور والظلمة" (تك 1: 4). وتستمر القاعدة في العهد الجديد إذ يقول "أية شركة للنور مع الظلمة؟!" (2كو 6: 14). لا يمكن أن يجمع إنسان روحي بين الاثنين في حياته. لذلك فكل من يسير في طريق الله:
لا بد أن يفصل ذاته عن كل أسباب الخطية والعثرة.
فهكذا أراد الله منذ بدء الخليقة. ولكن القاعدة كسرت فسببت الخطية. أول كسر لهذه القاعدة كان عندما جلست حواء مع الحية (تك 3)، ورأينا كيف طغت الظلمة على النور. ويحدثنا الكتاب عن كسر آخر خطير لهذه القاعدة، حينما يروى قبيل الطوفان أن "أولاد الله رأوا بنات الناس أنهن حسنات، فاتخذوا لأنفسهم نساء من كل ما اختاروا" (تك 6: 2). وكانت النتيجة أن شر الإنسان قد كثر واضطر الله إلى تطهير الأرض من الفساد بالطوفان. إذ أن الظلمة للمرة الثانية طغت على النور.

كتاب حياة التوبة والنقاوة لقداسة البابا شنودة الثالث
وعاد الله ففصل بين النور والظلمة، بواسطة الفلك.
اختار جماعة مقدسة هي نوح وأسرته، وفصلهم عن العالم الشرير، حتى يستبقى له مجموعة بارة لا يفسد بفساد العالم. وبالوقت لما دخل الفساد في أولاد نوح، اختار الله إبرآم وفصله عن العالم الشرير، فقال له "اذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك. فأجعلك أمة عظيمة وأباركك.. وتكون بركة" (تك 12: 1، 2). وكأن الله يقول لعبده إبرآم:
اترك مكان الخطية، لتحفظ بنقاوة قلبك، بعيدا عن الشر.
يجب أن يفصل النور الذي فيك عن الظلمة التي فيهم.
وبنفس الوضع أمر الرب شعبه أن لا يصنعوا عهدا مع شعوب الأرض، ولا يتزاوجوا معهم (خر 34: 15، 16). ومنعهم من النساء الغريبات والأجنبيات (أم 2: 16). إن الله يريد لأولاده أن يبعدوا عن كل خلطة شريرة (مز 1)
وأمر الرسول أن لا يؤاكلوا ولا يخالطوا الخطاة (1كو 6: 11).
وأن يعزلوا الخبيث من بينهم. وبنفس المنهج قال القديس يوحنا الحبيب "إن كان أحد يأتيكم ولا يجئ بهذا التعليم، فلا تقبلوه في البيت، ولا تقولوا له سلام لأن من يسلم عليه يشترك في أعماله الشريرة" (2يو 10، 11).
لأنه يجب الانفصال عن الخطية والخطاة، سلوكا ومعرفة.
إن كانت التأثيرات الخارجية قد أسقطت شمشون وداود وسليمان، فليحترس بالحرى الضعفاء، وليبعدوا فهذا أسلم لهم..
وهكذا كانت الكنيسة في العصر الرسولي، وفي القرون الأربعة الأولى للمسيحية بوجه خاص، تعزل الخطاة خارج الكنيسة، ويبقى المؤمنون كلهم كجماعة مقدسة منفصلة عن الشر والشرار.كما حدث في قصة حنانيا وسفيرا (أع 5). وخاطئ كورنثوس (1كو 5: 5).
أول اعتزال يعتزله الإنسان عن الشر، هو في المعمودية.
حيث يجحد الشيطان معتزلا عنه وعن كل أعماله الرديئة وشروره القبيحة، وعن كل جنده وحيله وسلطانه. وكما يعتزل عن الشيطان، يعتزل عن الإنسان العتيق الذي يدفن في المعمودية، ليولد بدله إنسان جديد على صورة الله. ويضع أمامه طول حياته أن يعيش منفصلا عن الخطية والخطاة.
ولعل إنسانًا يسأل: وكيف يمكننا أن نفعل ذلك؟
إن لم تستطع أن تنفصل عن الخطاة مكانيًا، فانفصل عنهم عمليًا. انفصل عنهم فكرًا وأسلوبًا ومنهج حياة.
أنت لا تقوى على عدم مخالطة كل الخطاة الذين في العالم، وإلا كان عليك أن تترك العالم كما قال بولس الرسول (1كو 5: 10). ولكن لتكن خلطتك في حدود الضرورة فقط. وفكرك منفصل عن أفكارهم، وأسلوبك غير أساليبهم. وحياتك غير حياتهم. بل ألفاظك أيضًا غير ألفاظهم، كما يقول الكتاب "لغتك تظهرك" (متى 26: 73).
لهذا يقول القديس يوحنا الرسول: أولاد الله ظاهرون (1يو 3: 10).
إذا جلسوا مع أهل العالم، يظهر الفاصل تمامًا: ليس الفاصل في المكان، وإنما في نوع الحياة، وفي التعامل، بل حتى في شكلهم وملامحهم ونظراتهم وحركاتهم.. روحهم تميزهم. وترى عمليًا كيف أن الله قد فصل بين النور والظلمة.
و لكنى أحب أن يكون هذا الفصل عن غير كبرياء.
لا نريد لإنسان من الذي يحيا حياة التوبة، منفصلا عن الخطاة، أن يكون انفصاله عن تشامخ وتعال وكبرياء، كأنه أفضل منهم..! مثلما كان الفريسيون والكتبة يفعلون.. ويلومون المسيح على مجالسته للعشارين والخطاة.
إنما نقصد ألا توجد شركة معهم في أي عمل خاطئ.
و لا توجد مجاراة للأخطاء، أو تقليد للطباع، أو مجاملة على حساب الحق فالرسول يقول "لا تشاكلوا هذا الدهر" (رو 12: 2). أي لا تصيروا شكلهم..
التائب لا يجارى الخطاة في أخطائهم. وفي نفس الوقت لا يدينهم، بل يشفق عليهم، ويصلى لأجل خلاصهم. ويقول من جهة عدم خلطته بهم:
أنا من أجل ضعفي، لا أقوى على هذه الخلطة.
إنني ابعد، لأنني سريع التأثر، سهل الانجذاب. تستطيع العوامل الخارجية أن تقوى على إرادتي. لذلك البعد لي أضمن، والهروب أليق. وليس الأمر تعاليا، لأنني لا أنسى خطاياي القريبة العهد.
وهكذا يختلف عن موقف الرعاة، الذين يزورون الخطاة ويفتقدونهم.
ويفعلون هذا لكي يجذبوهم إلى التوبة، ويصلحوهم مع الله. على شرط أن يكون الرعاة في أمثال هذه اللحظة، متحفظين، لا يفقدون هيبتهم الروحية، ولا يندمجون مع الخطاة في لهوهم وعبثهم. بل يكونون شهودا للحق، وسفراء للرب، وقدرة أمام هؤلاء..
كان السيد المسيح يجلس في موائد العشارين ويدخل بيوتهم، لكي يجذبهم إلى التوبة، ولكي يرفع معنوياتهم. فيدركون أن لهم نصيبًا فيه، وأنه ليس للأبرار فقط.
أما التائب فيقول: لست أنا في مستوى الرعاة، ولا في قوة المسيح. إنني أضعف من هذه الخلطة. فلأبعد عنها.
أنا لم أصل بعد إلى مستوى من يهدي غيره ويقوده إلى التوبة، فأنا مازلت محتاجا إلي من يهديني، ويثبتني في توبتي. لذلك فهو يعتزل الخطاة، محتفظًا بانسحاق قلبه. لا يحتقر أحدا منهم. ولا يري في داخله أنه نور ينفصل عن الظلمة. فمجرد هذا التمييز في ذهنه لا يتفق مع مشاعر التوبة.
وفي قلبه يعرف من الذين قيل عنهم إنهم نور.
الإنسان البار، الذي هو نور، أو من ضمن الذين قال لهم الرب "أنتم نور العالم" (متى 5: 14). هذا إذا حل في أي مكان تختفي الظلمة بسبب نوره. مثلما إذا وضعت مصباحًا في أي مكان مظلم، تنقشع ظلمته ويصير مضيئًا. كذلك وجود الأبرار في أي مكان يحلون فيه، ينتشر فيه النور وتختفي الظلمة.
هكذا هؤلاء القديسون: الذين بسبب هيبتهم الروحية، لا تستطيع الظلمة أن تجد مجالًا لها في وجودهم.
بل يستحي الخطاة منهم ومن وقارهم ومن قدسيتهم. ولا يجرؤ أحد في وجودهم أن يتصرف تصرفًا شائنًا، أو يتلفظ بلفظة خارجة. بل يخجل من ذاته ومن تصرفه. ويشعر الموجودون أن جوًا روحيًا قد ساد المكان، بحلول أحد من هؤلاء الأبرار فيه.. وإن كان هناك حديث خاطئ قبل دخولهم، فإنه ينتهي ويصمت الكل، وتختفي الظلمة. ولا يستطيع أحد أن يخطئ في وجودهم..
فهل أنت هكذا؟ هل صرت بعد توبتك نورًا؟
هل صرت ولو شمعه صغيرة، تعطي نورًا خافتًا، ولكنه علي أية الحالات يبدد الظلام. إن لم تصر نورًا هكذا، فاحترس كل الاحتراس من الظلمة. واذكر كل حين قول الرب "فلتكن أحقاؤكم ممنطقة ومصابيحكم موقدة" (لو 12: 35).
وليكن نورك أولًا من اجل ذاتك.
من أجل أن تبصر جيدًا. من أجل أن تكون لك البصيرة الروحية التي تميز طريق الله ومشيئته. كإحدى العذارى الحكيمات (متى 25)، اللائي كان لهن زيت في مصابيحهن فأضأن وكن مستحقات الدخول مع العريس..
بهذه المصابيح الموقدة، اكشف الظلمة وابعد عنها..
ومن أجل الاحتفاظ باتضاعك، خذ الظلمة بمعناها الموضوعي، وليس بالمعني الشخصي. خذها بمعني الخطية في كل صورها. وأفصل نفسك عنها. افصل نفسك عن كل فكر شرير وشهوة شريرة.
لكي تستطيع في توبتك أن تحب الرب إلهك من كل قلبك ومن كل فكرك حسب الوصية (تث 6: 5). وكيف يكون الحب من كل القلب، إن لم يكن القلب منفصلًا عن كل شعور خاطئ، وليست له خلطة بأفكار العالم وشهواته. وكلما يحاربك في توبتك فكر من أمور العالم ومحبته وملاذه، أذكر قول الرسول:
لا تحبوا العالم، ولا الأشياء التي في العالم (1 يو 2: 5).
وقوله "إن أحب احد العالم، فليست فيه محبة الآب"، "والعالم يمضي وشهوته معه" (1 يو 2: 15، 17).. ولكي تبعد عن محبة العالم، ابعد عن التفكير فيه وفي شهواته. أنت لا يمكنك حاليًا أن تنفصل عنه مكانيًا، فانفصل عنه فكريًا وشعوريًا., وقل للرب كما نقول في صلاة القسمة في القداس الإلهي:
كل فكر لا يرضي صلاحك، فليبعد عنا.. وكن دقيقًا جدًا، وسريعًا جدًا، في فصل ذاتك عن الأفكار الخاطئة.. لأن الخطية يمكن أن تدخل إلي قلب الإنسان، ولو من ثقب بسيط. وتظل توسع لها مكانًا فيه حتى تضيعه. فاجلس إلي نفسك وأفحصها وأسأل: هل مازالت في داخلي أية خلطة مع أسباب الخطية، ومع أفكارها ومشاعرها. وإن وجدت شيئًا من ذلك فيك، انتهره وأطرده وقل له: لقد فصل الله بين النور والظلمة..
  رد مع اقتباس
إضافة رد


الانتقال السريع

قد تكون مهتم بالمواضيع التالية ايضاً
الموضوع
من كتاب حياة التواضع والوداعة لقداسة البابا شنودة الثالث علاقة التواضع بالصلاة
تأملات فى حياة القديس أنطونيوس كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
تأملات فى حياة داود النبى كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة التواضع والوداعة كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث
حياة الفضيلة والبر كتاب لقداسة البابا شنودة الثالث


الساعة الآن 05:06 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025