07 - 06 - 2016, 05:54 PM | رقم المشاركة : ( 12961 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
السامرية
لما كان يسـوع ذاهبًا من اليهودية الى الجليل كان لا بدّ لـه أن يجتـاز السامـرة، فأتى الى مدينـة سوخـار القـريبة من نابلس. هنـاك بئـر يعـقـوب القـائمـة حتى الآن وشُيّدت الى جانبها كنيسة أرثوذكسيـة. وجلس السيد عنـد البـئر. عنـد الظهيـرة وصلت امـرأة سامـريـة اي غـريبـة الجنـس ومنحرفـة عـن الـديـانـة اليـهـوديـة، وجـرى بـيـنـهـمـا حـوار مـن أروع مـا جـاء فـي الأنـاجـيـل. طـلـب مـنـهـا المعلـّم أن تـسـقـيـه إذ كـانـت حـامـلـة جـرّة، ولـكنهـا اسـتـغـربـت طـلبـه إذ لـيس من اختـلاط بين اليـهـود والسـامـريـيـن. تـخـطّـى يسوع ما يفصل الشـعـبـيـن ووعـدها بـأن يـعـطـيـهـا مـاء حـيـا. لـم تـفـهـم أنه شيء آخـر عـن الماء الـذي كـان في البـئـر. قـالـت: من أيـن لك الماء الحي؟ إذ ذاك نقـلها الى صعيـد آخر: “مـن يشـرب مـن المـاء الذي أنـا أُعـطـيـه فـلـن يـعـطـش الى الأبد. بل الماء الذي أُعطيه له يصير ينـبـوع مـاء يـنـبع الى حيـاة أبـديـة”. هـذا اذًا مـاء تـخـتـلـف طـبـيعـتـه عـن هذا الذي في البئر. ماذا يكون؟ كيف يكـون؟ رغبت في هذا الماء. لم يكن بوسع يسوع أن يعطيها للحال ماء من ملكوته لأنها كانت زانية. ولا تستحق عطاء من السماء اذا كانت مُصرّة على السلـوك الذي كانت تسلكـه. لذلك غيـَّر السيـد مجـرى الحديث إليها وقال لها: اذهبي وادعِ رجُلَك. اعترفـتْ أنه لا رجُل لها ثم اعترفت لقومها أن يسوع نبيّ. وأرادت أن تدخُل نقـاشًا لاهوتيًا. قالت: “آباؤنا سجدوا في هذا الجبل، وانتم تقـولون ان السجـود هو في اورشليم”. المسيـح أَبطل عقيـدة السامريين الذين كانوا يسجدون في منطقتهم وأبطل السجود في أورشليم: “تأتي ساعة وهي الآن حاضرة اذ الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحق”. تسجد قلوبهم إذا عرفوا الآب وابنه وروحه. الهياكل القديمة الآتية من موسى لم يبقَ لها معنى. وهيكل أورشليم لا يسكنه الله من بعد عودة اليهود من سبي بابل. سمّى يسوعُ بعد هذا نفسَه الهيكل. وبتنا نحن بعد قيامته امتدادًا لهذا الهيكل. “ألستم تعلمون أن أجسادكم هياكل للروح القدس؟”. انتقلت هذه المـرأة بعد كلام السيـد الى فكره والى السلـوك الذي أراده لها، وبشّرت أهل السامرة بالمعلّم. ولما سألـه السامـريون أن يُقيم عندهم أقـام يومين، وآمن به جمع كثير لما رأوه وخاطبوه. المرأة أوصلتهم الى المعلّم وأَقـرّوا “نحن قد سمعنـا ونعلم أن هذا هو بالحقيقة المسيح مخلّص العالم”. فكرة أن المسيح مخلّص العالم لـم تكـن معـروفـة عند السامـريين ولا عند اليهـود. نزل عليهم مضمون الإنجيل، ثـمّ بعـد قيامة المخلّص عـرف المهتـدون الى يسـوع أنه مخلّـص العالم كلّه متخطيًا اليهـود والسامريين وكل الشعـوب. الروح القدس كشـف للناس أن يسوع مخلّص العالم في مـوتـه وقـيـامـتـه. اكتشـاف القـلـب لـيـسوع يـجـعـلنـا متـعـلـّقيـن بـه وحده ولسنـا مـكبـّلـيـن بشيء او بموضع او بعائلة او بذاكرتنا او بخطايانا. يسوع يرفع عنا الأثقال ويجعل كلاّ منّا تلميذًا حبيبًا مُلقى على صدره وعظيمًا في الملكـوت. جاورجيوس، مطران جبيل والبترون وما يليهما (جبل لبنان) عن “رعيّتي”، العدد 21، الأحد 22 أيار 2010 |
||||
07 - 06 - 2016, 05:57 PM | رقم المشاركة : ( 12962 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وحي الكتاب المقدّس بحسب الأب يوحنا رومانيد
وحي الكتاب المقدّس بحسب الأب يوحنا رومانيدس “كل الكتاب موحى به من الله ونافع للتعليم والتوبيخ، للتقويم والتأديب الذي في البر، لكي يكون انسان الله كاملا متأهبا لكل عمل صالح” (2ثي3: 16). كل نبوة الكتاب المقدس ليست من تفسير خاص. لانه لم يأت نبوة قط بمشيئة إنسان بل تكّلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس(2بط1: 20). ان نتكلم عن وحي (Theopneustis) الكتاب المقدس هو أن نتكلّم عن عمل الروح القدس. عندما يعلن المسيحيون أن الكتاب المقدس موحى به، فهم يصرحون بالوسيلة التي اختارها الله ليعمل بين شعبه. الكتاب المقدس هو إحدى الطرق التي يحمل بواسطتها الروح القدس شهادة للحق ويلهم ويؤيد ايمان المؤمنين. المسألة المتعلّقة بوحي اسفار الكتاب المقدس، تشير إلى الوراء إلى عمل الروح في كتابته، أي إلى إلهام الكتاّب. كما تشير إلى الأمام إلى عمل هذا الروح في الكنيسة، الذي يعلم كيف يجب أن تفهم الكتابات ويقود المؤمنين إلى هدفهم الذي هو بحسب الشهادة الرسولية وبحسب تعليم الآباء المشاركة في مجد الله. “والذين بررّهم فهؤلاء مجدّهم أيضاً” (رو8: 30 و يو3: 2). لعله موضوع كل الاعلان الالهي أن يخلص الله الثالوثي ذاته خليقته من ضياعها وابتعادها ويقودها إلى الحياة الحقة. الكتاب المقدس هو الشهادة الموحى بها إلهياً والقانونية للإعلان الذي، بالرغم من ذلك، يتخطى كل المفاهيم والتعابير، كونه شهادة للإعلان. الكتاب المقدس هو كلمة الله. الوحي هو عملية الروح القدس في مؤلّفي الكتاب المقدس، لكي يحملوا شهادة عن الاعلان (يو5: 39) دون أن يخطئوا حول الله وطرقه ووسائله من أجل خلاص الجنس البشري. بالتالي يصف مؤلّفو الكتاب المقدس طرق الله مع خليقته وشعبه وبذلك يشهدون لمجد الله المخفي عن أعين غير المؤمنين. يتأتى الوحي من خبرة مجد الله المعلَن، من خلال الروح القدس. أظهر الله مجده لأنبياء العهد القديم وللرسل ولأنبياء العهد الجديد (اف2: 20، 3: 5 ). من الجدير ذكره أن التمجيد (glorification) لا ينفصل عن الصلب والآلام. هذا لا ينطبق فقط على سيدنا يسوع المسيح ( يو12: 23، 32 ) لكن أيضاً على أتباعه (غل2: 19-20). التمجيد هو تبدل وتجدد الشخص بأكمله (رو12: 2). إنه يعطي القوة لمؤلّفي الكتاب المقدس لأن يعلنوا ويكتبوا كلمة الله. إن الأنبياء والرسل والقديسون الذين اختبروا مجد الله وشهدوا له في الكتاب المقدس يعلنون حقيقة الله وسبل الشركة معه. حول هؤلاء أنفسهم كتب بولس: “وأما الروحي …لا يحكم فيه أحد، لأن من عرف فكر الرب فيعلمه. وأما نحن فلنا فكر المسيح” (1كو2: 15-16). الأب أنطوان ملكي |
||||
07 - 06 - 2016, 05:58 PM | رقم المشاركة : ( 12963 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صورة كلّ إنسان كما هو على حقيقته!.
اليوم، سأعترف بخطاياي، عنّي وعنكم، على طريقة القدماء في الكنيسة. كان اعترافهم علنيًّا!. هذه المرّة سأقول الصّدق… أنا كذّاب!. ممثّل من الطّراز الأوّل!. رحمة الله عليك، يا أبانا الياس!. كان يقول: غير صحيح أنّ الإنسان حيوان عاقل، الإنسان حيوان ممثِّل!. كلّ حياته تمثيل في تمثيل!. أعترف لدى الكاهن؟!. طبعًا، طبعًا!. هذا بعامّة، جزء لا يتجزّأ من استراتيجيّة كذبي!. صورتي عن نفسي بين النّاس أهمّ عندي من أيّ شيء آخر!. أنا عائش على صعيد الخيال!. أرسم عن نفسي صورة، كما أشتهي!. هذه أسوِّقها!. ما تراني عليه هو ما رسمتُه عن نفسي في خيالي لا ما أنا عليه، في حقيقة أمري!. لماذا أتعب لأصْدُقَ النّاس، أي لأكون صادقًا، في تعاملي مع النّاس؟ هذا يكلف جدًّا ولا يعطي نتيجة!. النّاس كذّابون!. لا فقط كذّابون، لا بل لا يتوقّعون من غيرهم إلّا الكذب!. فإذا ما كنتُ صادقًا معهم فإنّهم لا يصدّقون!. ماذا تُراه يريد؟. إلامَ تُراه يسعى؟. لا بدّ أن يكون محتالًا!. الكذب مدرسة الشّكّ والرّيبة!. وإذا كان، فعلًا، صادقًا فلا بدّ أن يكون… ساذجًا!. رجلاه ليستا على الأرض!. إذًا، ما المنفعة في أن أكون صادقًا معهم!. هم يكذبون عليّ، ويريدونني، في العمق، أن أكذب أنا، أيضًا، عليهم!. لذا، بدل أن أضيِّع جهدي في صدق لا يجدي نفعًا، أكذب وأجتهد في أن أمثِّل الصّدق تمثيلًا!. النّاس يحبّون المظاهر!. كلّ يطوِّر، في نفسه، فنّ التّظاهر، فنّ الإقناع، فنّ التّسويق!. في نهاية المطاف، يرفعون الكذب إلى مستوى الفنّ!. والحقيقة أنّ الإنسان، من ناحية الذّوق والمزاج، لا يحبّ أن يكذب عليه أحد، هكذا، بشكل صارخ، مفضوح!. هذا تصرّف سمج، وقح… غير مهذّب!. التّهذيب، أجل التّهذيب، يعطي الكذب نكهة طيِّبة!!!. يؤثر الإنسانُ الكذبَ المموَّه، المطعّم بالسّكّر، أقصد بالصّدق!. ثمّ الكذب درجات!. الفنّ الرّاقي(!) في الكذب هو أن تعرف كيف تلفّق الكذب بالصّدق!. كلّ يعرف أنّ الآخر يكذب عليه بمقدار!. واحد يتذاكى ليَخدع والآخر يتذاكى ليَفضح!. أنت بإزاء لعبة!. مَن تراه يغلب، في نهاية المطاف؟. هذا هو إسُّ التّعامل بين النّاس!. الجميع مدركون أنّ ثمّة كذبًا في كلّ صفقة، ولكن هناك ما تهضمه(!) المعدة وهناك ما لا تهضمه!. الأقدر على الإيهام هو الأكثر نجاحًا، في المدى الأخير!. لأعود إلى موضوع الاعتراف لدى الكاهن، أقول: بعض النّاس، ربّما كانوا صادقين؛ ولكن، هناك فريق، ليس بقليل، بين النّاس، لا تهمّه من التّقوى إلّا، بالأحرى، صورتها!. كيف يبدو؟. هذا، بخاصّة، في مجتمع “المؤمنين”، رصيد يجمِّل صورة الإنسان في عين نفسه والآخرين، ويجعله يشعر بالرّاحة، والعظمة، والغبطة!. هذا نجاح مهمّ، في الاعتبار، في مجتمع الكنيسة، أن يقول الآخرون عنّي إنّي قدّيس، وديع، متواضع، النّور يشعّ من وجهه!. مساكين!. لا يعرفون ما وراء الواجهة!. ماذا أفعل في سرّيّ، أمام الله؟. هذا شأن آخر!. الكذب، لا فقط مدرسة الشّكّ والرّيبة، بل مدرسة التّبرير أيضًا!. لذلك أعرف جيّدًا كيف أبرّر وأمكيج أوساخ نفسي لأجعلها… ربحًا!. الضّعف البشريّ!. كلّ النّاس يفعلون ذلك!. الآخرون لا يفهمونني!. مظلوم!. لذلك، المهمّ، قبل كلّ شيء، أن أكون تقيًّا في عيون النّاس!. أمّا الله فيسامح!. يغضّ النّظر عن مساوئي!. يعرف ظروفي!. وأنا أعرف كيف أرشوه ليرضى عنّي، عند اللّزوم!. أعطي قرشًا للفقير، أعزم المطران إلى العشاء!. أقدِّم أيقونة للكنيسة!. أضع مسبحة حول معصمي!. حتّى في اليوم الأخير، أقول له ما قاله آدم لله: هي، حوّاء، أعطتني فأكلت!. النّاس خدعوني فانخدعت!. مجتمع فاسد، ماذا أعمل؟. النّاس أشرار!. هم ضالّون مضلِّلون، لا أنا!. أقولها لأقول إنّي أنا ضحيّة، أنا خير منهم، مسكين، ولكنْ، الظّروف لم تساعدني!. دائمًا، أسباب تخفيفيّة!. لذا، أقف أمام الكاهن لأقول له بضع كلمات!. مختصر مفيد!. أحْذَرُ أن يكوِّن الكاهن عنّي فكرة تفسد الصّورة الّتي أردت، منذ البدء، أن تكون له عنّي!. أعرف، أحيانًا، كيف أطأطئ رأسي، وأقطّب جبيني، كأنّي تائب وحزين، فعلًا، على خطيئتي، الّتي نادرًا ما أحسّ بها!. أعرفها بعقلي فقط!. كما أعرف كيف أُحشرجُ حلقي وأضغط نفسي، قليلًا، لأبدو كأنّي أبكي!. أقول الصّدق، جدِّيًا، هنا: أحيانًا، أكون تائبًا، فعلًا!. ولكن، أكثر الأحيان، أعترف بلا حسّ!. أمثّل الاعتراف تمثيلًا!. وعندما أذهب إلى الاعتراف، حفظًا لعادة الاعتراف – وهذا مهمّ، أليس كذلك؟ – أخفّف عن نفسي بأنّي لا أحبّ أن أغيّر العادة، ولكن، في قرارة نفسي، يكون قلبي كالحجر!. المهمّ أن يحلّني الكاهن من خطايا لم أعترف بها، وحتّى لا أريد أن أعترف بها!. أكتفي بشكل التّوبة، وأمنّي النّفس بأن أتوب في المستقبل؛ والمستقبل لا يأتي أبدًا!. يلفّه النّسيان ويغلِّفه انعدام الحسّ!. في الحقيقة، تصير بيني وبين الله والكاهن دالة!. ألستُ من أبناء البيت، في كلّ حال؟. وبدل أن أتوب كالعشّار، أتوب كالفرّيسيّ!. وبدل أن أعود كالابن الشّاطر، أمنّن الله، كالابن البكر، أنّي لم أتجاوز وصيّته قطّ!. آتي إلى الاعتراف وآتي إلى الكنيسة، وأصوم!. لا أحبّ قريبي؟!. هذا أمر آخر، لي تفسيري الخاصّ في شأنه!. قريبي فاسد، فإذا أحببته يتطاول عليّ بالأكثر، وأشجّعه على الفساد!. لذا أقطعه لأقطع الفساد!. على كلّ واحد أن يدفع ثمن فساده!. أمّا أنا فباق أمينًا لله!. أضع صليبًا على صدري، تحت القميص، وأزيّن غرفتي بالأيقونات، وأبخِّر وأساهم القدسات… نيّتي غير صافية من جهة النّاس؟. هذا مبالَغ به!. هم نيّتهم غير صافية من جهتي!. أرى كيدهم على وجوههم!. سامحهم الله في كلّ حال!. أقولها ولا أقصدها!. بالعكس، أريده أن يعاقبهم!. ما شأني وشأنهم؟!. “يصطفلوا”!. أحلّهم من خطاياهم على طريقتي، شكلًا، وأقصيهم!. على هذا، يجعلني كذبي أعتمد ثنائيّة المعيار أسلوبًا في التّعامل مع النّاس!. أنا، دائمًا، على حقّ، فيما حقّ الآخرين، دائمًا، مغروض!. أنا، دائمًا، صادق، فيما الآخرون، دائمًا، كاذبون!. أنا أكذب؟ صحيح!. أحيانًا!. ولكن، كذباتي دائمًا بيضاء!. الكذبات السّوداء أنساها!. أمّا الآخرون فمنافقون بكلّ معنى الكلمة!. لا أنسى ما يفعلونه بي ولو بعد دهر!. كيف لي أن أرى الخشبة في عيني؟. عيني لست أراها، والحقيقة أنّي لا أريد أن أراها!. فيما أرى القشّة في عيون الآخرين لأنّهم مقابلي ولأنّي أريد أن أبرّر نفسي وأقول إنّي أحسن منهم!. أدينهم لأنّي لست مستعدًّا لأن أدين نفسي!. وهذا يساعدني على الظّهور بمظهر الغيور على الأصول في الكنيسة!!!. سرقتي للنّاس، في تفسيري، حقّي، حلالي، وسرقة النّاس لي ظلم واغتصاب!. “تكالبي” على جمع المال هو من باب التّعب لتحصيل المعيشة، أراه، و”تكالبُ” النّاس على التّكديس من باب الجشع!. لا يشبعون!. أنا متى زنيت قلت: هكذا الله خلقني!. جيناتي تدفعني إلى فعل ما أفعل!. وغيري متى زنا قلت: هذا فاجر، بلا أخلاق، حيوان!. أستحلي، دائمًا، أن يقول الآخرون الصّدق كما أقوله أنا اليوم!. أقول ذلك من فوق نظارتي!. السّياسيّ، – وأتكلّم، بتحفّظ، عن أكثر السّياسيّين -، يكذب ويقول إنّه يخاطب جمهوره بشفافية– جميلة هذه الشّفافية أليس كذلك؟- في محلّها تمامًا!. يسرق ويقول إنّه يحافظ على مقدّرات البلد!. يستغلّ ويتنطّح بالخدمات الّتي يوفّرها لأزلامه أي للشّعب برمّته!. والنّاس يعرفون أنّ السّياسيّين يكذبون!. فأمّا المنتفعون بينهم فيشيدون بسياسيّيهم، من باب اللّياقة!. انتبه!. اللّياقة!. مَن رآك بعين فانظره باثنتين!. وأمّا الآخرون فيعنفون ويرغون ويزبدون، لا لأنّهم غيارى على الحقّ، اليوم، بل لأنّ غيرهم استفاد دونهم!. ويبقى الموعودون الّذين تنفخهم الأهواء في كلّ اتّجاه، فيما يرفعون شعارات الغيرة على الوطن. هذه تنتهي على طريقة أبي إبراهيم، الّذي قاد تظاهرة “عرمرميّة”، ذات مرّة، مطالبًا بحقوق المواطنين، وانتهى بتنكة عَرَق!. ولمّا جرى استطلاع لمعرفة أسباب التّظاهرة تبيّن أنّ الحانوتيّ لم يشأ أن يبيع أبا إبراهيم قنينة عرق إلّا نقدًا!. لذا غضب واحتدّ ودعا إلى التّظاهر لأنّ حال البلد لم تعد تُحتَمَل!. النّفايات في كلّ مكان!!!. وفي هذه الأيّام، أجرى الكذب لخدماته، في النّاس، نقلة نوعيّة!. مَن لا يتقدّم يتأخّر!. صار الكذب شطارة! فالرّوادع تتداعى والأكاذيب تتمادى!. أخيرًا، تصالح الكذب والصّدق!. بات الكذب يقول نفسَه كما هو بكلّ صدق!. علنًا!. على السّطوح!. بلا روتشة!. لذلك الصّدقُ صار معادلًا للوقاحة والفجور!. وهذان صارا عنوان الحرّيّات الشّخصيّة والعامّة بيننا!. هكذا يتطبّع الكذب ويسود الكذّاب!. بتَّ ترى النّاس كما هم بلا حرج!. هذا حقّهم!. أليس كذلك؟!. والقانون، الّذي كان مفترضًا أن يكون من شرعة الله، دار على نفسه، ورذل هذه الشّرعة، وصار محاميًا عن المتمرّدين والفجّار والمستبيحين والزّناة ومضاجعي الذّكور (والإناث للإناث)، وسرّاق النّاس والكذّابين والحانثين (1 تيموثاوس 1)!. باتت الحرّيّة تعني، بكلام أوضح وأصرح، أن يصير النّاس من أبناء وبنات الشّيطان!. والشّيطان الّذي هو الكذّاب وأبو الكذّاب، أماط اللّثام عن وجهه، في كلّ النّاس، وهم مسرورون ولا اعتراض لديهم أبدًا!. هذه، فقط، عيِّنة من اعترافي، المضحك المُبكي، عنّي وعنكم، عسانا، إذا ما عرف كلٌّ نفسه، على حقيقتها، نصرخ ونبكي لتكون لنا، بالله، فرصة أن نتغيّر!. أن نتوب!. الله، في كلّ حال قريب!. أما يكفي؟!. وبعد ذلك، أسائل نفسي لِمَ لا أتغيَّر؟!. انتهى الكلام!. تصبحون على خير!. |
||||
07 - 06 - 2016, 05:59 PM | رقم المشاركة : ( 12964 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القطيع الصغير
لافت، في الإنجيل، وصف الربّ شعبَه بالقطيع الصغير. “لا تخف أيها القطيع الصغير فأبوكم السماوي شاء أن ينعم عليكم بالملكوت” (لو 12\32). يبدو أنّ قطيع المسيح ليس وافر العدد. قد يصحّ وصفه بالصغير آنذاك، إذ إنّ تلاميذه ما كانوا كثراً. ولكن الوصف إيّاه يصحّ في كلّ وقت ومكان، إذ إنّ الأمناء للربّ ليسواالعدد الأوفى بين البشر، وحتّى المؤمنين منهم. فالذين يحملون اسمه، له المجد، كثر. ولكن هل العبرة بحمل الاسم فقط؟ يتابع السيّد في وصفه هذا فكرة تردّدت في العهد القديم مع ابراهيم، وظلّت تتتابع وتتّضح مع الزمن، وصولاً إلى العهد الجديد. يصف العهد القديم الأمناء للربّ بالبقيّة. فمسيرة الله، مع البشريّة، اتّخذت منحى تطهيريّاً تصاعديّاً، متزامناً مع اقتراب زمن العهد الجديد. طبعاً ما كان كلّ الذين حملوا لواء الله، وعبادته مخلصين، لكن،وفي كلّ جيل،كانت تظهر صفوة من الأبرار، الذين استمروا، وكانوا يزدادون برّاً،حتّى زمن مجيء المسيح. هؤلاء يسمّيهم الكتاب المقدّس “البقيّة الأمينة” أو”البقيّة الباقية”.إنّهم الذين أخضعوا مشيئتهم لمشيئة الله، و قبلوا دعوته على حقيقتها، فاستطاعوا قراءة علامات الأزمنة إيمانيّاً، وعرفوا قصد الله، في زمن كاد المؤمنون يستبدلونه بمقاصد البشر وتفسيراتهم. كانوا قلائل، ولعلّ مسيرة الله مع البشر بحسب العهد القديم، كانت من أجل ظهور هذه البقيّة، التي ستصل إلى ذروتها في والدة المسيح. فتواصُل برّ أولئك، الراسخين في الأمانة، هنا وهناك، أعطانا مريم العذراء،وأمثال يوسف النجار ويوحنا المعمدان ويوحنا الإنجيلي وكثر ممّن شابههم. لماذا يبقى الأمناء قلائل، مع أنّهم الخميرة التي تحفظ العجين كلّه؟ الأمين حتّى النهاية ييقى ملتصقاً بالله وبكلمته، لذلك يعطيه الله نعمة قراءة مقاصده التي لا تُدرَك، أو الثبات في الأمانة، ولو لم يفهم المقاصد الإلهيّة إلى حين. عندما كانت قوّات الإمبراطوريّة الآشوريّة تقترب من فلسطين، وصار الخطر جسيماًعلى السكان،بادر النبي إشعياء إلى شحذ الهمم، وتقوية المعنويّات بالإيمان. فنادى بتوبة حقّة،قائلاً: “في التوبة والطاعة خلاصكم، وفي الأمان والثقة قوّتكم”(أش30\15). وقاد ملك صالح حركة إصلاح ديني كبير، بغية تنقية العبادة، والعودة عن الارتداد، الذي كان قد عمّ، عبادةً وسلوكاً. بدا موقف النبي إشعياء مستغرباً، إذ إنّه لم يعر الإصلاح اهتماماً، ولم يتحدّث عنه. لأنّه اعتبر كلّ إصلاح رسمي ومفروض، إنّما هو إصلاح خارجي، لا يطال قلب الإنسان. يريد الله إصلاحاً داخليّاً يغيّر قلب الإنسان. سوف يقود الأنبياء هذا التعليم، الذيسيكتمل مع المسيح، حينما يصير الدين المطلوب دين النقاوة الداخليّة، التي تكون الأعمال الصالحة تعبيراً وانعكاساً له، وليس غاية بحد ذاتها. آمن إشعياء، أكثر فأكثر، بأنّ بقيّة قليلة فقط، من المؤمنين، سوف تسمع وتخلص من الدمار. “لولا أنّ الربّ القدير ترك لنا بقيّة من الناجين، لصرنا مثل سدوم، وأشبهنا عمورة”(أش1\9).”لن ترجع منهم إلا بقيّة “(أش10\22). “فأقمْ صلاة من أجل البقيّة الباقية من الشعب”(أش37\4). تكرّر الأمر، مع النبي إرمياء، بعد مئة سنة، حين حاصر البابليّون المدينة المقدّسة، وصارت بحكم الساقطة عسكريّاً، ونادى الملك بإصلاح ديني، أي بتوبة. طلب تطبيق الشريعة، وكان أمر تحرير العبيد أحد القضايا المطلوبة. سارع الأغنياء تحت الخوف، والخبث أيضاً، إلى تحرير عبيدهم. فتبيّن،سريعاً، أن تنفيذ هذه الوصيّة لم يكن بدافع التقوى والأمانة للربّ ولشريعته، بقدر ما كان استرضاء له بدافع الخوف، وخلاصاً من عبء إطعامهم، في زمن الحصار، حينما بدأت المجاعة تهدّد المحاصَرين. لذلك ما إنْ فكّ نبوخذ نصر حصاره، لاضطراره إلى القتال في مكان آخر، وتنفس الناس المحاصَرون زوال الخطر، حتّى سارعوا إلى إعادة استعباد عبيدهم. وعلى غرار إشعياء،كذلك النبي إرمياء ما بدامتحمّساً للإصلاح، ولم يقف ضدّه، بل كان إيجابيّاً تجاهه. لكنّه ما رآه سيحقِّق التوبة المنشودة، وتالياً الخلاص المأمول. لقد أكدّالنبيّ على أنّ الإصلاح، الذي لا يطال القلب ويبدأ منه، يبقى إصلاحاً خارجيّاً هشّاً، وقابلاً للعطب السريع. كان النبيّ مقتنعاً بأنّ الإصلاح الفعّال الحقيقي لا يُفرض بالقوة، ولا يُنَفَّذ بمراسيم وشرائع، بل بإصلاح جذري يطال القلب. فدعا إلى ختانة القلب لا الجسد “افلحوا أرضكم غير المفلوحة ولا تزرعوا بين الأشواك. عاهدوا الربّ في قلوبكم يا رجال يهوذا وسكان أورشليم” (أرم4\3-4). يريد الناس، في كلّ جيل، أن يبرِّروا لضميرهم بطرق شتّى، دون الدخول إلى الأعماق وتغيير الذات. يريدون أن يظلّوا يعرجون على الجَنْبين، الله والعالم الفاني، الحياة الأبديّة والحياة الوقتيّة. تكمن تجربة البشر، دوماً، في أنّهم يريدون ربح الأرض والسماء، لا استناداً إلى تعاليم السماء، بل إلى مفهومهم الأرضي لها. لهذا تراهم لا يتحرّرون من متطلبات الأنا وتعظّم المعيشة، والمجد الباطل. يقضون حياتهم مترنّحين وباحثين عن خلاص ومعنى تارة هنا، وتارة وهناك. ما قاله إرمياء، قديماً، في وصف شعبه، يصحّ في كلّ زمان ومكان. قال: “انذهلي أيّتها السموات وارتعدي، واعجبي من ذلك كلّ العجب! شعبي يرتكب شرّين: تركوني أنا ينبوع المياه الحيّة وحفروا لهم آباراً مشقّقة لا تمسك الماء”(أرم2\12-13). الأمناء المخلصون لا يستبدلون الله بشيء آخر على الإطلاق، مهما بلغت معاناتهم. ولايكرّمونه بشفاههم، بل بقلوبهم الملتصقة به. تراهم يغتسلون ويتطهّرون، ويزيلون شرور أعمالهم من أمام عينيه، ويكفّون عن الإساءة. يتعلّمون الإحسان، ويطلبون العدل،ويغيثون المظلوم، وينصفون اليتيم، ويحامون عن الأرملة. (أش1\16-17). يمكنك أن تكون مؤمناً ملتزماً إلى أقصى الحدود، وحتى خادماً مكرّساً في الكنيسة، وتقع في التجربة إيّاها، فلا يكون قلبك مماثلاً لقلب إلهك. وبدلاً من أن تتمثّل أنت به، وترتفع إلى مستواه، تشوّه صورته، وتجعلها شبه صورتك الساقطة، مُنزلاً إيّاه إلى مستواك، إلى مستوى شهواتك الدنيئة، ورغباتك الخاصّة. هكذا تؤذي الله، وتجعله مكروهاً عند غيرك من أبنائه، وتُحدِر ذاتك إلى الجحيم. إن كنت تعتبر نفسك مؤمناً، فلا تتوهّم أنّ إيمانك هذا يعطيك كفالة تقيمك في حظوة، لا بل على العكس تماماً، إيمانك يحمّلك مسؤوليّة مضاعفة، وحسابك سيكون أعسر من الذين ما عرفوا الله، أو رفضوه بسببٍ ممّا رأوه منك ومن أمثالك، من آلهة ممسوخة لا تمتّ إلى الإله الحقيقي بصلة. |
||||
07 - 06 - 2016, 06:00 PM | رقم المشاركة : ( 12965 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الكوليفية وتجديد الهدوئية
الكوليفيون (Kolyvades – Κολλυβάδες) هو اسم اﻵباءالهدوئيين، منذ القرن الثامن عشر. في كنيستنا اﻷرثوذكسية أكثر من حالة اُعطيَت اسماً من باب الهزء ومن ثمّ صار الاسم ثابتاً ومعروفاً. أهم هذه الحالات هو القديس سمعان اللاهوتي الحديث الذي سمّاه أعداؤه، إكليريكيو البلاط، ﻻهوتياً من باب السخرية، لكن الكنيسة عادت لاحقاً وثبّتت الاسم جاعلة هذا القديس واحداً من ثلاثة فيها. أمّا الحالة الثانية فهي الآباء الكوليفيون، وقد سمّاهم أعداؤهم بهذا الاسم نسبة إلى الكوليفا وهي القمح المسلوق الذي يقدّم في تذكارات الموتى أو أعياد القديسين مزيّناً وممزوجاً بعدة أشياء. قصة الكوليفيين تعود إلى سنة 1754 في دير القديسة حنة في جبل أثوس. فقد كانت كنيسة الدير تخضع لبعض التصليحات ولم ينتهِ العمل بها قبل يوم سبت، فلم يقَم قداس واقترح بعض الرهبان نقل ذكرانية الموتى (التريصاجيون) إلى اﻷحد. سبب آخر أيضاً استدعى بالنسبة إلى البعض نقل الذكرانية إلى اﻷحد وهو أن السوق الكبير كان يُقام في كارياس عاصمة الجبل يوم السبت. فكان من اﻷنسب لرهبان دير القديسة حنة بسبب بعد الدير عن العاصمة أن ينتهوا من القداس باكراً ليلحقوا السوق.رفض أغلب الرهبان نقل الذكرانية ﻷن يوم اﻷحد، بحسب التقليد الشريف، هو يوم قيامة السيد بينما يوم السبت مخصص للأموات. تطوّر الخلاف بين المجموعتين وامتدّ إلى خارج جبل أثوس وطال مختلف أوجه الحياة الروحية. أطلِق اسم الكوليفيين على الذين رفضوا الذكرانيات يوم اﻷحد. فيما بالمقابل انطلق الكوليفيون إلى التغيير أو المطالبة بالتغيير والعودة إلى التقليد في كل اﻷمور التي لحقها الخروج عن التقليد أو الضعف. فاستعمال الاسم بالشكل الهزئي المذكور كان للتعمية على أعمالهم اﻷخرى التي دعت وأدّت إلى التجديد والتنوير على أساس التقليد اﻵبائي والفيلوكاليا التي يعتَبَر جمعها أحد إنجازاتهم. عدد من الكوليفيين تعرّض للاضطهاد من قبَل اﻷرثوذكس أنفسهم بسبب التأثير الغربي الذي كانت كنيسة القسطنطينية تحته سواء بسبب حركات الاقتناص أو بسبب تأثير العلوم والتربية الغربية على الذين كانوا ينضمون إلى الجامعات الموجودة في الغرب والمفقودة في الشرق. لكن اﻷمر لم يبقَ على ما هو إذ إن الكنيسة في وقت ﻻحق كانت تعيد إلى هؤﻻء الآباء حقهم، على غرار ما جرى مع القديس غريغوريوس بالاماس، ﻷن تعليمهم كان ينتشر وكانت النعمة تجد مَن يحمله. فصار من الكوليفيين نيوفيطوس الكافسوكاليفي الذي يُعتَبَر منشئ التيار، والقديسون نيقوديموس اﻷثوسي جامع الفيلوكاليا وقوزما اﻹيتولي ونيكوﻻ بلاناس ونكتاريوس أسقف المدن الخمس وخريستوفوروس أرتا، أغابيوس القبرصي الذي نقل التعليم إلى جزيرته، يعقوب البيلوبونيزي، بارثانيوس كاتب سير القديسين، باييسيوس الخطاط، ديونيسيوس السياتيستي مجدد دير الفاتوبيذي، وييروثيوس اﻷب الروحي للبروتاتون في الجبل المقدس، وباييسيوس فيليشكوفسكي الذي حمل هذا الفكر إلى رومانيا، وتليمذه جاورجيوس تسارنيكا الذي حمل هذا الفكر إلى أديار مولدافيا، وصوفرونيوس فراتسيس في بوخارست، وأنتيباس المولدافي الذي أوصل هذا التعليم إلى دير بلعام في فنلندا. يظهر في اﻷيقونة المرفَقَة العديد من القديسين اللاحقين كنيكولاس بلاناس ونكتاريوس أسقف المدن الخمس وسلوان اﻷثوسي، حتّى أن بعض النسخ الحديثة من هذه اﻷيقونة تضمّ القديسين بورفيريوس وباييسيوس وذلك ﻷن الكوليفية صارت صنو الهدوئية وكل الذين اهتمّوا بالحفاظ على التقليد وإحيائه هم من الكوليفيين. إن الكوليفية هي كبرى الهزّات التي أصابت الجبل المقدس أثوس من بعد البالاماسية في القرن الرابع عشر. وفي اﻹطار نفسه كانت هي أيضاً معركة بين فكر التنوير الغربي والتقليد اﻷرثوذكسي. وفي كلا الحالتين بدا وكأن فكر الابتداع انتصر إذ انعقد مجمع برئاسة صوفرونيوس الثاني في سنة 1785، وانتهى بإدانة فكر الكوليفيين وحُكم على تعليمهم بأنه مسبب“للفتنة والفضائح في الكنيسة“، وتجريد بعضهم ونفي البعض اﻵخر. فمكاريوس نوتاراس أسقف كورنثوس وأثناسيوس أسقف باروس انتُزِعا من كرسييهما ونُفيا. لكن انتشار تلاميذهم وأصالة الخبرة التي علّموا عنها وأثرها في الشعب المؤمن أدّت إلى انعقاد مجمع جديد برئاسة البطريرك الشهيد غريغوريوس الخامس في 1819 حيث أعاد إلى مكاريوس وأثناسيوس اعتبارهما وضمهما إلى ﻻئحة القديسين وتبنّى تعليم الكوليفيين الذي يمنع إقامة الذكرانيات في اﻵحاد، على ما كان عليه الحال، ويشجّع على تواتر المناولة، ويدعو إلى الالتزام بالخبرة الهدوئية التجريبية وضحد التأمل الماورائي والعقلانية. من هنا صار استعمال اسم الكوليفيين دليلاً على التزام المسمّى بالهدوئية وفخراً له. ختاماً، يلاحظ المراقب أن الكثير من الظروف تتكرر في تاريخ الكنيسة، لكن القديسين لا يتكررون، وهذا ما يثبّت الضعف والانحلال. لكن كنيسة المسيح لا تقوى عليها أبواب الجحيم. (للأب أنطون ملكي) |
||||
07 - 06 - 2016, 06:01 PM | رقم المشاركة : ( 12966 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نماذج تحدَّت العالم
الإخوة والأبناء الأحباء، لن أخوض في كلامي إليكم في حياة ومآثر الأشخاص الذين جابهوا العالم في هذا العالم بطرق أهل العالم، وهذا شيء طبيعي أن يحدث بين أهل العالم المقتبسين أراءهم وأفكارهم من ثقافة المجتمعات الإستهلاكية والماديّة. سأتوجه إليكم اليوم عن أشخاص عاشوا على هذه الأرض وكأنهم ليسوا من أهل هذه الأرض. هؤلاء قد دعاهم السيد قائلاً لهم وبطرق مختلفة “إتبعوني” فتبعوه وتركوا كل شي ليربحوا الأشياء كلها ويتفوّقوا عليها. يقول الرب لتلاميذه: “أنتم لستم من العالم أنا اخترتكم من العالم لأنكم لو كنتم من هذا العالم لأحبكم العالم لأن العالم يحب خاصته”. وخير مثال على نماذج التحدي هم أولاً السيدة العذراء التي قبلت أن تتحدى مجتمعها وتهتف نحو الملاك بكل طيب خاطر وتواضع “ها أنذا أمة للرب” فلم تخشى شيئاً من محيطها ولا مما يمكن أن يهدِّدها به هذا المحيط، لقد تذكرت كلام الرب الى أشعياء النبي: “ها العذراء تحبل وتلد إبناً وتسميه عمانوئيل” وإيماناً بهذا الكلام وثقة بقائله، الله تعالى. تحدَّت حتى الطبيعة البشريّة، وتحرّرت من نواميسها. تحدى الرسل العالم بأن رفضوا ناموس السبت، وثاروا على المفاهيم الرومانية للعالم والسعادة والسلطة والمال، وعاشوا عكس ما تعوَّد عليه البشر. تحدوا بالإيمان حتى ذواتهم فنالوا المواهب. لم يهاونوا أهل العالم ولا مفاهيمهم، وشنوها حرباً شعواء على كل الشرور حتى استحقوا القداسة والإستنارة والتأله. لقد نظموا ذاتهم كقادة لجيش النور وانطلق كل واحد منهم الى مكان حدِّد له ليدك معاقل الظلام ومعابد الأوثان، وينشروا النور لمن أعمى الظلام عيونهم وعقولهم. تحدوا ذلك ولم يخافوا فمنهم من إنتصر على الموت بالشهادة، ومنهم من إنتصر عليه بتأييدٍ مباشر من الله، فقاومت الأجساد اللحمية كل أنواع العذاب والنار والحرارة. كلهم كانوا يصرخون الموت بالمسيح ربح لنا. هكذا جهزوا حياتهم أن لا يتركوا مجالاً للخلطة بين بليعال والمسيح، ولا بين الظلمة والنور. إن من يقرأ رسائل بولص الرسول، وكيف يتكلم سيرى ذلك التحدي العظيم بين المؤمن والعالم. لا يخضع له إطلاقاً. لقد شنوا حرباً روحية واستطاعوا هم وخلفاؤهم (الكنيسة) أن يغيِّروا مفاهيم كثيرة وشعوباً غفيرة، وأن يقودوا هذه وتلك الى الحضارة ومن غير أن يرفعوا سيفاً وينشؤوا خلافات ولا إنقسامات بين الأمم. عاشوا ذلك وهم بأجسادهم التي تماثل أجسادنا وبامكانيات من الممكن أنها كانت أقل من إمكانياتنا، ولكنهم قبلوا التحدي واعتمدوا على الله بلا تشتت ولا فتور بل كانوا حارين جداً كما يوصينا سفر الرؤيا. من لا يفرح بما يرث من والديه، العرف أن الناس يسعون لإمتلاك ما يأتيهم من إرث، وأن يتمتعوا بما يحصلون عليه من دلال وغنج وعيش رغيد، ولكن القديسون حسبوا كل ذلك كلا شي وخسارة، لأجل المسيح. القديسة بربارة رفضت القصور ودلال الوالد الغني والمستقبل الأرضي الزاهر، وتحدّت والدها والوالي والعادات والديانة الوثنية. وعبدت الله المثلث الأقانيم ويسوع المسيح المصلوب، واعتبرت مع الرسول بولص أن الله بالصليب قد أخزى اليهود وجهل حكمة اليونانيين. القديس أنطونيوس الكبير بكلمة واحدة من آيات الإنجيل باع كل ما ورثه عن والديه ووزعه على الفقراء وتبع إشتياقه للرب يسوع الى البريّة الداخلية، وتحدى وهو بجسده البشري كل الطبائع البشرية، وتحدى الأبالسة التي شنت عليه حروباً روحية كثيرة، ولكنه ثبت وصار أباً لعشرات الآلاف من الرهبان ولا زال حتى هذه الساعة. القديس باسيليوس الكبير. إبن العلم والعلماء والقديسين الأغنياء. كم كان ينتظره من المستقبل الباهر والعظيم في جامعات أثينا، ولكنه آثر أن يعيش مع الرب يسوع رافضاً العالم ومغرياته فصار معلم المسكونة. لقد تحدى الهراطقة جميعاً وصار تعليمه مرشداً لآباء المجمع المسكوني الثاني. تحدّى الإمبراطور، ومن غير خجل ولا وجل، وكان ذا مرض وأسقام شديدة، يوم سأله وهدّده الوالي أن يخضع لإرادة الإمبراطور فقال له القديس: إن نفيتني فكلنا في أرض غربة. وإن أخذت أموالي فليس عندي غير بعض الكتب. وإن هدّدتني بالعذاب فلن تتمتع إلا بالصفعة الأولى وبعدها أفارق الحياة، فخضع الوالي لإرادته وزاد إحترامه له وأعانه في الأعمال الخيريّة التي كان يخدم بها الفقراء والمرضى والمساكين والغرباء والعراة والجياع. فكم من العالم يحترمونه ويطلبون شفاعته، ويتسمون باسمه، ويؤسسون الرهبنات على أساس تعاليمه ونظمه وكم من الدراسات كتبت حول تعاليمه وحياته وارشاداته. القديس سمعان العمودي صاحب قطعان الأغنام، ليس أنه ترك قطعان والديه، بل ترك كل سهولة وارتياح في هذا العالم وسلك طريقاً أصعب من طريق الحرب الماديّة، لم يقبل أن يعيش، حتى كما يعيش بقية الرهبان والنساك، بل عاش مرتفعاً عن الأرض مسبحاً الله ليلاً نهاراً فوق ما تسمح له الطبيعة البشريّة، ولكنه هو كان قد صلب ذاته عن العالم، وصلب العالم عنه فهدى الكثيرين من القبائل والأمراء الى الرب يسوع المسيح وجعل البريّة من حوله مكاناً لإنشاد التسابيح لله العالي. لقد صار هو تحدٍ لأعراف العالم ومفاهيمه تقاتل عليه الناس كما لو كانوا يتقاتلون على كنز، ولم يكن يملك شيئاً يغني عن جوع أو ما يقي حرَّ الصيف أو برد الشتاء. هكذا يصبح هؤلاء الناس محطمين لكل المفاهيم البشريّة فيسودون الناس من غير سيف ولا جيش ويغتنون بما قلَّ ودلَّ، ويحبون بلا تكلف، ويوجهون بلا تسلط. وكذلك عدد لا حصر لهم من الأمراء والملوك والسادة والأغنياء والفقراء والبسطاء تركوا العالم وتبعوا الرب ووجدوا الفرح الذي من السماء فعاشوا بالجسد كأنهم خارج الجسد. وصاروا كأنهم في السماء بالرغم من وجودهم الوقتي على الأرض، واستطاعوا أن يتجاوزوا كل الحدود البشريّة بحسب درجات قداستهم وتألههم. ففعلوا ما أرادوا، ووجِدوا حيث صوبوا هدفهم. وصيروا الأرض سماء. إذاً أيها الإخوة الأحباء، لنقتدي بشجاعتم ونتمثل عزيمتهم، ولنسلك دروبهم لأنهم كما نحن كانوا هم وكما أخذوا في المعمودية حصلنا عليه نحن لنمجد الله في حياتنا كما مجدوا هم الله في حياتهم، وأظهروا تفوُّقهم على العالم. آمين. |
||||
07 - 06 - 2016, 06:03 PM | رقم المشاركة : ( 12967 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
ماذا حصل ليل الثلاثاء 29 أيار 1453؟
كان الروم (أي الروم الأرثوذكس) يعتزّون بأن عاصمتهم القسطنطينيّة كانت وريثة الأمبراطوريّة الرومانية العظيمة، وكانت الأمينة على تقليد كنسية المسيح. وكانوا في كل مرةٍ تُخاض ضدّهم حربٌ، يُسارعون إلى السيّدة شفيعة المدينة، ويرفعون أيديهُم وقلوبهم صوبها، وهُم واقفون في كاتدرائيّة آييا صوفيا، أكبر وأقدم كنيسة في العاصمة، ويُنشدون للسيّدة والدة الإله ترتيلةً يرفعونها بأفواههم وحناجرهم عن مدينة القسطنطينيّة يقولون فيها للسيّدة: «إني أنا “مدينتَكِ” يا والدةَ الإله، أكتُبُ لكِ راياتِ الغلبة يا جُنديّةً مُحامية، وأُقدّمُ لكِ الشكرَ كمُنقذةٍ منَ الشدائد، لكن، بما أن لكِ العزّةَ التي لا تُحارَب، أَعتقيني من صنوف الشدائد حتى أَصرُخَ إليكِ: إفرحي يا عروسًا لا عريسَ لها». هذه كانت الحال حتّى آن الأوان وأتت الساعة وصفر القطار. ففي ليل الثلاثاء 29 أيار 1453، حصل ما لم يكن في الحسبان: سقطتْ أُمُّ الكنائس في يد غُزاةٍ غرباء لم يُبقُوا فيها صليبًا أو بطريركًا أو كنيسةً أو ديرًا أو كاهنًا أو راهبًا أو راهبةً، وعاثوا فيها قتلاً وتدميرًا، وقيل إنّ عبارة «صار الدمُ للرُكب» تحقّقت فعليًا داخل كنيسة آييا صوفيا التي كان التجأ إليها الألوف من سكّان المدينة الذين أمضَوا آخر ساعاتهم فيها رافعين أكُفّ الضراعة إلى مسيحهم «الرب العزيز والجبّار، الرب الجبّار في القتال» الذي ما خذَلَهُم مرةً، وعَوّدَهُم دائمًا على نُصرتهم في كل حربٍ خِيضت ضدّهم حتّى ذلك اليوم. قيل أيضًا عن تلك الليلة إن دماء المصلّين في آييا صوفيا اختلطت بدم المسيح، فما عُدتَ تعرف مَن المقتول، أهُم حاملو اسمِ المسيح، أم هو المسيح عينُه الذي أتى إلى العالم نورًا ليضيء الظلمة. في ذلك الليل، سقطت عاصمتُنا دون أن يهُبّ لنجدتها أحدٌ من هذه الأرض، وظنّ المؤرّخون (على أشكالهم) أن السماء أيضًا تخلّت عن مدينتها فلم يُبادر “مَن” في السماء إلى إنقاذ القسطنطينيّة. ولكن المؤمن «الرائي» يعرف أن المشهد كان يُرى من العلاء بشكل مُغاير لما يراه أهلُ الأرض بعيونهم الترابيّة التي «تنظُر ولا تُبصر». فلقد طلع الصباح التالي على «سماء جديدةٍ وأرضٍ جديدةٍ لأن السماء الاولى والارض الاولى مضتا، والبحر (الشرّ) لا يوجد في ما بعد»… طلع ذلك الصباح على «مدينةٍ مقدّسةٍ، اورشليم الجديدة، نازلة من السماء من عند الله، مهيأة كعروس مزيّنة لرجُلها»… طلع ذلك الصباح «وصوتٌ عظيمٌ من السماء قائلا: هوذا مسكن الله مع الناس، وهو سيسكُن معهم وهم يكونون له شعبًا، والله نفسه يكون معهم إلهًا لهم، وسيمسحُ اللهُ كل دمعة من عيونهم، والموت لا يكون في ما بعد، ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد، لأن الأُمور الاولى قد مضتْ»… في ذلك الصباح، «قال الجالس على العرش: ها أنا أَصنع كل شيء جديدا…، ثم قال: قد تَمّ. انا هو الألف والياء، البداية والنهاية، انا أُعطي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجانًا. من يَغلب يرثُ كل شيء، وأكون له إلهًا وهو يكون لي ابنًا» (رؤيا 21). في ذلك الصباح، بعد المعركة الأرضيّة الفاشلة، فهمتْ كنيسةُ الروم أن عاصمة الله في الكون ما عادت من تراب وحجر، ولا يراها سوى المؤمن الرائي، لكونه يعيش فيها منذ الآن (القديس إفروسينوس الطبّاخ –عيده في 11 أيلول- كان يعيش في الفردوس مُذ كان راهبًا على الأرض). أدركتْ كنيستُنا في ذلك الصباح أن أكبر عاصمة للكون هي «القلب المتخشّع المتواضع»، «القلب النقيّ» الذي يخلقه الله في الإنسان، ذاك القلبُ الذي استحال عرشًا يتربّع عليه المسيح ويُشعّ منه الإيمان العميق وتلتهب فيه الصلاة الحارّة ومحبّة الرب والقريب والالتصاق بالمسيح الرب والاقتداء به. بعد سقوط القسطنطينيّة، أدركت كنيستُنا عُمق الملكوت، وامتشقت إلى ولوج عتباته المقدّسة، فما عادت أفواهُنا وحناجرنا تنوب عن مدينة القسطنطينيّة إذ ترتّل: «إني أنا “مدينتَكِ”…». بتنا، كلُّ واحدٍ من جماعتنا العابدة يرفع، بالأصالة عن نفسه، ترتيلةً من عاصمته، قلبه التائب، عاصمة الله في الأرض: «إني أنا “عبدَكِ”…». ولقد درجت العادة في كنيسة المحيدثة، منذ قدّاس 29 أيار 1995 الذي شاركتْ فيه شخصيّات أرثوذكسيّةٌ لبنانيّة وممثّلون عن السفارة اليونانيّة في بيروت، أن تحتفل في مثل هذا التاريخ سنويًّا بالقداس الإلهي «لراحة نفوس الذين سقطوا دفاعًا عن إيمانهم، والذين استُشهدوا في الكنائس» (هكذا نقول حرفيًّا)، وفيه نشدّد على ما علّمَنا إياه معلّمنا الإلهيّ أن «اطلبوا ملكوت الله وبرّه» (متّى 6: 33) أوّلاً، دون سواه، كما طلبه في تلك الليلة الداميةِ أسلافُنا، فاستجابهم فورًا، فأدركوا ما لم تُدركه الظلمةُ. المراجع: 1-الكتاب المقدّس. 2-مقالة عنوانُها «لماذا مديح السيّدة» نشرتُها في نشرة «رعيّتي» (العدد 16، الأحد 17 نيسان 2005). 3-سيرة القديس إفروسينوس الطبّاخ (11 أيلول). الأب ملحم (الحوراني) خادم رعية المحيدثة (جبل لبنان) |
||||
07 - 06 - 2016, 06:04 PM | رقم المشاركة : ( 12968 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
القديس باسيليوس الكبير والتفسير المجازي للتكوين
أوضح مثال عن أسلوب القديس باسيليوس الكبير التفسيري والوعظي هو “ستة أيام الخليقة”، وهو سلسلة من تسع عظات ألقاعا حول هذه الأيام. وقد ألقاها في صلوات السحرية والمساء خلال موسم الصوم، يبقى تحديد تاريخ إلقائها بشكل دقيق أمراً صعباً. القديس غريغوريوس النزينزي، صديق القديس باسيليوس الأقرب، عبّر عن إعجابه العميق بعمل القديس باسيليوس لتصويره الواضح لمعجزة الخلق وخالقها. “عندما أعالج كتابه وآخذ كلماته في فمي، أُحمَل إلى حضرة خالقي، وأفهم معنى الخلق، ويزداد ُإعجابي بالخالق أكثر من قبل، متّكلاً على معلمي كوسيلتي الوحيدة للنظر”. أحد الملامح البارزة في تفسير القديس باسيليوس هو الرفض القاطع للرمزية في تفسيره لقصة الخلق. بالطبع، برفض الرمزية يلقي ظلالاً من الشك على قيمة الكثير من أعمال أوريجنس التفسيرية. هذا أمر مفاجئ بشكل خاص على ضوء إعجابه بأوريجنس. ما الذي كان يفكر فيه القديس إذاً؟ لقد جمع مبكراً وبمساعدة القديس غريغوريوس النزينزي مجموعة كبيرة من أعمال أوريجنس في ما أسماه الفيلوكاليا. ولكنه عندما ابتدأ يفسّر ويعظ حول الفصول الأولى من التكوين، استبعد الرمزية كأداة تفسيرية قابلة للحياة. لماذا؟ في العظة التاسعة حول أيام الخلق السنة، دبّج القديس باسيليوس ما وصفه ياروسلاف باليكان على أنه “أحد أكثر الانتقادات قوّة للتفسير الرمزي يصدر عن لاهوتي أرثوذكسي في القرن الرابع، أو في أي قرن آخر”. “أعرف قوانين الرمزية، مع أن أعرفها من نفسي وليس من أعمال الآخرين. هناك أشخاص بالحقيقة لا يعترفون بفطرة الكتاب المقدس السليمة، فالماء عندهم ليس ماءً بل مادة أخرى، الذين لا يرون في النبتة أو في السمكة إلا ما رغبة أهوائهم، الذين يغيّرون طبيعة الزواحف والوحوش الضارية بما يتّفق مع رمزياتهم، كمِثل مفسري الأحلام الذين يشرحون رؤى النوم لكي تخدم غايتهم. بالنسبة لي، العشب هو عشب، النبات، السمك، الوحوش، الدواجن، أنا آخذ كل شيء بمعناه الحرفي.” في عظة سابقة، كان القديس قد انتقد أولئك الذين حاولوا تفسير فصل المياه عن اليبس في تكوين 1:6 بطريقة رمزية. الرمزيون “استفاضوا بالاستعارة” ولم يروا في المياه سوى صورة للدلالة على القوى الروحية والمعنوية. في الأماكن العليا، فوق السماء، يكمن الأفضل؛ في الأماكن السفلى، التراب والمادة هما مكان الخبثاء. ولهذا يُقول المزمور: “سَبِّحِيهِ يَا سَمَاءَ السَّمَاوَاتِ، وَيَا أَيَّتُهَا الْمِيَاهُ الَّتِي فَوْقَ السَّمَاوَاتِ” (148:4)، أي سبحيه أيتها القوات الصالحة، التي تجعلها طهارة نفوسها مستحقة لتسبيح الله. أما المياه التي تحت السماوات فهي تشير إلى الأرواح الخاطئة، التي وقعت من علوها الطبيعي إلى هاوية الشر. يعترف القديس باسيليوس بطريقة لبقة بأن هذه النظرية عبقرية من دون أن يستطيع تبنّي حقيقتها. كما في العظة التاسعة فهو يقارن هذا النوع من التأويل المجازي بالحلم أو بقصص العجائز. بالمقابل، يشدد على أن الماء يعني الماء. انتقد القديس باسيليوس نقص التفسير عند المجازيين رابطاً هذه الرغبة بالتأويل المجازي بعدم رضى أساسي بالمعنى العادي في الإنجيل فهو يرى أن الله أخبرنا بوضوح ما نحن بحاجة إلى معرفته لتحقيق النمو الروحي والتقديس والمعرفة اللاهوتية الصحيحة. أمّا الرغبة في تجاوز وضوح الله المعلَن إلى معنى أخر خفي فهو علامة على الشعور بالضيق الروحي. “ألا ينبغي بي أن أمجده وهو الذي قد نظّم كل التدبير في الكتاب المقدس على ضوء تقديس وتكميل نفوسنا كونه لا يرغب بأن نعبئ فكرنا بهذه التفاهات؟ هذا ما يبدو لي غير مفهوماً عند أولئك الذين استسلموا إلى معنى المجازية المشوش، ويعملون على فرض سلطان اختراعهم على الكتاب المقدس. إنهم يؤمنون بأنهم أكثر حكمة من الروح القدس ويقدّمون أفكارهم الخاصة بحجة التأويل.” يذكّر القديس باسيليوس أن مجموعات كالمانيخيين والماركيونيين والفالانتيين استعملوا التأويل المجازي في تحريفاتهم التفسيرية. ففيما يورد كتاب التكوين: “عَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ”، يقول القديس باسيليوس أن الظلمة هي كما تعني بالحقيقة، أي أنه لا نور في الجو، كالظل الناتج عن توسط أحد الأجسام أو أخيراً كما أن لا ضوء فيه لبعض الأسباب. بينما المانيخيون والماركيانيون والغنوصيون كانوا سريعين في تخيّل معنى أكثر عمقاً. فبالنسبة لهم، الظلمة هي قوة شريرة، أو بالأحرى تجسيد للشر الصادر من ذاته في تعارض مع صلاح الله وفي صراع دائم معه. يشدد القديس على أن التفسير الأكثر أماناً هو الحفاظ على الصمت حول هذه الاستعارات والرموز وببساطة اتّباع كلمات الكتاب المقدس من دون أي فضول عبثي، آخذين من الظلمة الفكرة التي تعطينا إياها العبارة. ربط القديس سلطة نص التكوين بحركة الروح القدس في موسى مشدداً على أن كلمات النص موحى بها: “ما من مقطع فارغ”. لذا، كون النص بذاته مقدساً، صادراً عن عمل الروح القدس، على المفسرين مقاربته بوقار. ينبغي أن يتطابق كل ما يُقال عن النص مع طبيعة أصله الإلهي السامية. “بأي جدية ينبغي أن تتهيأ النفس لتقبّل هذه الدروس السامية! كم ينبغي أن تكون متطهرة من التأثيرات الجسدية، وخالية من القلق العالمي، وناشطة ومتقدة في أبحاثها، وتائقة إلى أن تجد في محيطها فكرة تليق بالله!” لقد وضع القديس باسيليوس بشكل فعال أساساً لتفسيره من ثلاث طبقات: أولاً، شدد على أن الكتاب المقدس يأتي من الروح القدس. إنه موحى من الله. ثانياً، كرر وجوب مقاربة النص المقدس بوقار وبفكر مستعد وبقلب متلقٍّ لما يقدمه النص نفسه. ثالثاً، رفض القديس باسيليوس المجازية كاستراتيجية تفسيرية مناسبة. ما يقدمه المعنى الحرفي للنص من المادة للتأمل والتبصر والتطبيق هو أكثر من كافٍ. |
||||
07 - 06 - 2016, 06:06 PM | رقم المشاركة : ( 12969 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وتبقى الكنيسة…
لا نستطيع شيئًا ضدّ الحقّ بل لأجل الحقّ (2 كورنثوس 13: 8). الكنيسة مُستهدَفَة أبدًا!. ونعلم مَن يتربّص بها شرًّا: المضادّ!. الآتون بثياب الحملان وهم ذئاب خاطفة!. هؤلاء من روح الخبيث يأتون!. شيمتهم الخداع!. منّا خرجوا، لكنّهم لم يكونوا منّا، لأنّهم لو كانوا منّا لبقوا معنا… (1 يوحنّا 2: 19) نتبيَّنهم أو لا نتبيَّنهم، الله يعرفهم، لأنّ مقاصد قلوبهم مكشوفة لديه!. وربّك ضامنُ كنيستِه!. طوبى لمَن يسلك بنقاوة القلب!. الرّبّ يحفظ الأطفال!. قال لي راعي هذه الأبرشيّة، مرّة، قولًا، من معاناة: لا خوف على الكنيسة!. كلّهم سيموتون، ويقصد رعاتها، وتبقى الكنيسة!. السّالكون بمخافة الله يفهمون، أمّا اللّامبالون والفضوليّون فلا حاجة لأن يفهموا!. المهمّ أن يتمسّك السّالكون في الحقّ بمخافة الله!. خوف الله يردّ سهام العدوّ ويحفظ المؤمنين آنية لله!. هأنذا معكم كلّ الأيّام إلى منتهى الدهر!. وما يأتي خوف الله إلّا من اتّضاع وفقر ولاإدانة (الأب أورانيوس، البستان)!. هذا يعادل القول إنّ ما يصنعنا بالرّوح هو وعيُنا أنّنا تراب ورماد، وأنّه لا شيء لنا ونحن، بالنّعمة، نملك كلّ شيء، وأنّه ليس أحد خيرًا من سواه ليدينه. خطيئتي امامي في كلّ حين. ندين الخطيئة ولا ندين الخاطئ. وما هذا بميسور إلّا إذا عرفنا ذواتنا حقّ المعرفة. ندين واحدًا فقط: الكامن وراء كلّ خطيئة!. مَن يوحي بها ويشجّع عليها!. في ما عدا ذلك، الكلّ ضحيّة!. الحيّة تتحرّك من الدّاخل وفي الخارج. المدى هو السّلطة، أوّلًا!. لِمَ هو ولستُ أنا؟!. حيث لا حقّ يسود، تسود العداوة بلا سبب… أو لسبب مختلَق!. وكلّ اختلاق من حبٍّ للسّلطة يأتي!. والسّلطةُ مؤسّسة وسياسة!. المؤسّسة قوّة والسّياسة حيلة!. حيث انتفت قوّة الحبّ سادت قوّة القهر، وحيث غابت سياسة الخدمة عمّ لهوُ السّياسة بالله والمصير!. لكنَّ اللّهو باطل وعبث!. ثمّة مَن يستهدف، من هذا المنطلق، القطيع الصّغير. لكن، لا خوف عليكم لأنّكم أخصّائي. فإنّ مَن يمسّكم يمسّ حَدَقَةَ عينه (زكريّا 2: 8)!. هذا لا يبرِّر الكسل. ترجمةُ خوف الله روحُ البذل والتّضحية. الخراف المرتحِلة إلى وجه ربّها صَحبُها الرّعاةُ من الأمام ومن الخلف. من الأمام هداةٌ ومن الخلف حيطة حتّى لا يضيع منها أحد!. فقير مع الفقراء وجريح مع الجرحى ودامع مع الباكين!. شعب موجوع، ما مبتغاه؟ يا ابن آدم، تنبّأعلى رعاة إسرائيل، تنبّأ وقل لهم: ألا يرعى الرّعاة الغنم؟ المريض لم تقوّوه والمجروح لم تعصبوه، والمكسور لم تجبروه والمطرود لم تستردّوه والضّالّ لم تطلبوه، بل بشدّة وبعنف تسلّطتم عليهم… فتشتّتت غنمي (حزقيال 34)!. الآن وقت الصّيام حتّى يأكل الجوعى، الآن زمن الدّمع حتّى تتبلّل القلوب اليابسة!. لا قضايا كبرى فوق قضيّة المسيح الموجوع في الشُّرَّد والهُجَّر والأُلَّم!. لتخرب الدّيار، لا بأس!. المهمّ أن تُبنى هياكل النّفوس!. الرّاعي الّذي ليست ثيابه مِزْقًا، لا طاقة له على رعاية العراة!. الرّاعي الّذي لا يبيع نفسه للفقر كيف يحسّ بفقر الفقراء؟!. وحدة الكنيسة لا خطر يداهمها لأنّ مسيحها حافظها!. الخطر المداهم هو على مَن يعبثون ويُضلّلون لأنّهم يقطعون ذواتهم عن الواحد الأحد، وعن شراكة مَن بذل الباذلُ نفسَه عنهم!. أخطر المخاطر على الرّعاة أن يلهوا عن الخراف بأنفسهم وأفكارهم وأهوائهم!. ويل لهم!. شعبي مُحبَط، متروك، مسيَّب، مسلَّم للحزن، ثمنًا للقضايا الكبرى السّمجة الزّيف لرعاته!. ماذا يطلب الجائع أكثر من كِسرة خبز، والمريض أكثر من حبّة دواء والمتروك أكثر من سؤال حنان، والمهجَّر أكثر من ضمّة رفق، والجاهل أكثر من ألطاف قلب؟ بعد ذلك تأتي الكلمة في محلِّها!. أريد رحمة لا ذبيحة!. إذا لم يكن همّ الشُرَّد ما يجمعنا اليوم فلا شيء يجمعنا بعد!. غدًا نجدنا رعاة بلا شعب!. هذا ندنو منه بسرعة!. يكونون قد ارتحلوا لأنّ أرض القلوب تصحّرت ولا بُقول للجوع والعطش!. مَن يسأل؟!. مَن يبالي؟!. يأتون ويذهبون ولا نعرف أنّهم أتوا وذهبوا!. تغرّبوا ونحسبهم أبناء، وذواتنا آباء لهم!. أيّ كنيسة نلتمس والقِبلة بابل؟!. كلّ بات لنفسه!. أنت في وادٍ، يا صاح، والنّاس في واد آخر!. إذا كان الصّراع، في زمن الشّتات، دأبنا، فما المآل؟ ماذا سيجمعنا بعد؟ علامَ نجتمع؟ أعمى عيونهم حتّى لا يبصروا بعيونهم ولا يسمعوا بآذانهم ولا يشعروا بقلوبهم ولا يرجعوا فأشفيهم!. لأنّ قلب هذا الشّعب قد غلظ!. إلى متى أيّها السّيّد؟!. إلى أن يُبعِد الرّبُّ الإنسانَ ويَكثُر الخراب في وسط الأرض!. من السّواد، في عرف ربّك، يطلع نور!. حسٌّ يموت وألم يشتدّ حتّى يُسترَدَّ الحسُّ!. ما عُدتَ تعرف أفي كنيسة أنت أم في حفلة تنكّريّة!. مَن يُسيِّب فليزدد تسيُّبًا، ومَن يشرد فليُمعِن شرودًا، ومَن يضلّ فلا يبالِ بعد، لأنّ أيّامًا تأتي يُعاق فيها الرّعاة ويزدادون، ولا يبقى للرّعيّة غير راع واحد!. هو يفتقدها، يأخذها على عاتقه، يبكي مع الباكين ويفرح مع الفرحين!. هذا وحده يعزّيها!. في منتهى الدّهر، يحلّ الجفاف ولا يعود ثمّة رعاة لأنّ كلًّا يرعى نفسه وأوهامَ قلبه وشهواتِ نفسه!. يومذاك تُفرع البطمة من جديد لأنّ ربّ الكلّ لا يترك صغاره في التّيهان طويلًا بل يلملمهم ويضمّهم إليه!. يومذاك تفرح برّيّة النّاس والأرض الّتي أيبسوها ويبتهج القفر الّذي أحدثوه ويزهر كالنّرجس. يزهر إزهارًا ويبتهج ابتهاجًا ويترنّم!. يومذاك تكتمل الكنيسة لأنّ لحم النّاس يصير إيّاه لحم السّيّد ودمه، وكلّ الظّلال تضمحلّ!. الرّجاء بغير الله يبطل تمامًا ويحقّ القول: إن لم يبنِ الرّبّ البيت فباطلًا يتعب البنّاؤون!. إن لم يحرس الرّبّ الكنيسة فباطلًا يتعب الحارسون، لأنّ فم الرّبّ تكلّم!. … وتبقى الكنيسة إلى الدّهر قلوبًا عامرة بالفرح، معزّاة بالنّعمة، مشدّدة بمحبّة الله، إلى أبد الآبدين!. على كلمتك، سيّدي، أُلقي شبكة رجائي!. طوباكم أيّها المساكين في ذلك اليوم!. أيّها الرّبّ يسوع، تعال!. |
||||
07 - 06 - 2016, 06:08 PM | رقم المشاركة : ( 12970 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مخلّع بركة بيت حَسْدا
بين الفصح والعنصرة يُقرأ الإنجيل من بشارة يوحنا وهو الذي تحدّث أكثر من غيره عن القيامة. ولكن قبل ان نحوّل أنظارنا إلى الإنجيل، لا بدّ الا ان نلتفت إلى رسالة اليوم فقد جاءت فيها معجزتان. معجزة أولى تُذكّر بحادثة الإنجيل وهي شفاء بطرس لرجل في اللد يُدعى أينياس كان مخلّعا مثل مخلّع الإنجيل. والأعجوبة الثانية هي إقامة بطرس لطابيثا. وكأن أعمال الرسل أرادت ان القوّة التي كانت في المسيح انتقلت إلى بطرس وإلى التلاميذ الذين صاروا قادرين على إتيان العجائب. وإتمامًا لهذا المعنى نستطيع ان نقول ان القوّة التي كانت في المسيح قد انتقلت أيضا إلى الكنيسة في إتمامها الأسرار، والأسرار “عجائب” لأنها شفاء؛ وانتقلت إلى القديسين أيضًـا وقد ذَكرت سيَرهم معجزات أَتمّوها في المؤمنين جيلا بعد جيل. المسيحية تنتقل وتفعل يومًا بعد يوم. هذه هي قوّة المسيح، ان فعله لم يُقفل، لم ينحصر في عصر، ولكن الروح القدس الذي أرسله من لدن الآب هو معنا يومًا بعد يوم، فكأن المسيح حاضر في ذاته، حاضر بفعله بالروح القدس. اما إذا تحوّلنا الآن إلى الإنجيل، فعندنا مخلّع لا يلتفت أحد اليه ليرميه في بيت حسدا، بيت الرحمة كما تعني بالعربية. إنسان ينتظر حتى وجد مصدر الرحمة وصاحب الرحمة في يسوع الناصري. غير ان يسوع لا يستعمل وسيلة كانت في العهد القديم أي البركة، لأن يسوع لا يحتاج إلى وساطة العهد القديم أو إلى أي شيء آخر خارج ذاته، ولذلك شفى هذا المخلّع في رحمة. سؤال السيد لهذا الرجل “أتريد ان تشفى؟” يوحي بأن الشفاء مشاركة بين الله والإنسان. يجب ان يقبل الإنسان أولاً أن الله فاعل؟ كل خلاص يكون اشتراكا بين الخالق والمخلوق. والإنجيل بالحقيقة أراد ان يتكلّم عن أمر روحي، عن الغفران من وراء هذه المعجزة. الغفران مشاركة بين الله والإنسان، ويحتاج إلى شيئين: إلى توبة في الإنسان، وإلى نعمة من الله. والأمر دخل في تعاليمنا: ان التوبة ممكنة لأن الإنسان قادر بالحرية أن يريد التوبة ولأن الله قادر ان يعطي. الاتحاد بين الله والإنسان يجيء من التوبة، هذا هو التجرد في حياة الله. والأمر النافل من وراء هذا الكلام هو ان كل إنسان معذب جسديا وروحيا وانه بحاجة إلى عطف إلهيّ. ليس من السهل ان يعترف الإنسان بأنه ساقط ومحتاج إلى الله، إلى خبرة تفوقه لتخلّصه من عذاب النفس والجسد. جاء السيد في آخر هذا الفصل الإنجيلي يقول له: “اذهب ولا تخطئ لئلا يصيبك أشرّ”. ان المسيح عمّق رؤية هذا الشفاء. من المرض القاهر، من المرض الجسدي، إلى المرض الروحي الذي كان فيه وهو أفتك من العلة الجسدية. لهذا عندما تصلّي الكنيسة على مريض، تصلّي دائما من أجل الغفران ثم من أجل مرض الجسم. في صلاة مسحة الزيت تذكّر الكنيسة المؤمنين بأنهم خطأة، ومن بعد ذلك انهم مرضى بالجسد. لذلك إذا مرضنا فالواجب الأول أن نتوب إلى الله لنصبح أصحاء. والله ينجينا برأفته وعفوه عن كل خطيئة ومن كل مرض حتى نشعر بأنه المخلّص كل يوم. |
||||