جلس على كرسي روما خلفًا للقديس أنثيروس St. Antherus حوالي سنة 236 م.، ويقول يوسابيوس أن اختياره كان بإعلان إلهي إذ كان الإكليروس والشعب مجتمعين لاختيار الأسقف الجديد، فطارت حمامة واستقرت على رأس القديس فابيان. كانت هذه العلامة سببًا في إجماع الآراء على اختياره، مع أنه كان رجل علماني غريب عن المدينة ولم يفكر فيه أحد من قبل. رعاية شعبه:
كان هذا الأب عالمًا صالحًا مجاهدًا، فأخذ يعلّم شعبه ويقوده في طريق الكمال. وقد قاد الكنيسة حوالي أربعة عشر عامًا، ومن أعماله أنه أحضر رفات القديس بونتيان St. Pontian الأسقف الشهيد من سردينيا Sardinia، وحَرَم بريفاتُس Privatus المبتدع الذي سَبَّب مشاكل للكنيسة. استشهاده:
قام القائد ديسيوس Decius على فيلبس الملك وقتله وجلس مكانه، وأثار على المؤمنين اضطهادًا شديدًا واستشهد على يديه كثيرون. شيّد هذا الملك هيكلًا عظيمًا وسط مدينة أفسس، ووضع فيه أصنامًا وذبح لها، ثم أمر بقتل كل من لا يذبح لها. فلما بلغه أن القديس فابيانوس يعطّل عبادة الأوثان بتعاليمه للمؤمنين وتثبيتهم على الإيمان استحضره بأفسس وطلب منه أن يقدّم الذبيحة للأصنام، فلم يقبل بل سخر بأصنامه. فعاقبه بعقوبات شديدة مدة سنة كاملة، وأخيرًا قتله بالسيف فنال إكليل الشهادة سنة 250 م.، كما يشهد بذلك القديسان كبريانوس وجيروم. قال عنه القديس كبريانوس أنه كان شخصية فريدة وأن مجد استشهاده يعكس نقاوة وقداسة سيرته وحياته.العيد يوم 11 أمشير.
استشهد في قيصرية Caesarea بموريتانيا Mauritania، وتعيِّد له الكنيسة الغربية في الحادي والثلاثين من شهر يوليو.تقول سيرته أنه رفض التمثل بالوثنيين في حياتهم، فقُطِعت رأسه في الغالب سنة 295 م. تحت حكم مكسيميانوس Maximian، وذلك في الوقت الذي كثر فيه استشهاد العسكريين في منطقة شمال أفريقيا.
كانت من سيدات روما الشريفات اللواتي دخلن إلى سيرة القداسة بتأثير القديس جيروم، ولكن أسلوب حياتها كان مختلفًا عن القديسات مارسيللا Marcella وبولا Paula ويوستوخيوم Eustochium، ولم تكن من ضمن الدائرة التي التفت حول القديس جيروم وقت أن كان يعيش في روما. تسببت سلوكيات زوجها في استحالة استمرار زواجهما، بسبب الزنا حصلت على الطلاق، وبينما كان زوجها مازال حيًا ارتبطت برجلٍ آخر بدون تصريح من الكنيسة كما يبدو. العودة إلى شركة الكنيسة:
بعد فترة توفي زوجها الثاني، وإذ أرادت فابيولا العودة إلى شركة الكنيسة تقدمت إلى كاتدرائية لاتيران Lateran basilica لكي تنال عقابًا علنيًا، وهكذا عادت إلى شركة الكنيسة بواسطة البابا القديس سيريسيوس Siricius. في رسالته إلى أوشينيوس أوضح القديس جيروم كيف عانت هذه القديسة من رجلها الأول خاصة بسبب زناه، وأن قانون الكنيسة يختلف عن قانون العالم. فالكنيسة لا تميز بين الرجل والمرأة فمن ارتكب الزنا حق للطرف الآخر أن ينفصل عنه، أما في العالم (في ذلك الحين) فكان يسمح بذلك للرجل دون المرأة. وبرّر أيضًا لها زواجها وهي مطلقة شابة من رجل آخر ما دامت غير قادرة على البقاء هكذا. ومع هذا إذ جاءت تبكي علانية في توبتها بكي الأسقف والكهنة وكل الشعب متأثرين ببكائها. علّق القديس على توبتها قائلًا: "إذ لم تخجل فابيولا من الرب على الأرض هكذا لا يخجل هو منها في السماء (لو 26: 9). كشفت جرحها أمام نظرات الكل، ورأت روما بالدموع آثار الجراحات المشوهة التي حطمت جمالها. كشفت عن ذراعيها وعرّت رأسها وأغلقت فمها. لم تدخل بعد كنيسة الله وإنما مثل مريم أخت موسى (عد 12: 14) جلست خارج المحلة، حتى يردّها الكاهن نفسه الذي طردها. نزلت مثل ابنة بابل من عرش شهواتها وحملت حجر الرحى وطحنت الطعام، عبرت حافية القدمين عبر أنهار الدموع (إش47: 1-2). جلست على حجر النار، فصار لها عونًا (إش 47: 14 الفولجاتا). الوجه الذي به كانت تبهج زوجها الثاني الآن تلطمه. لقد أبغضت الجواهر، ونزعت الحُلي ولم تعد تحتمل رؤية الكتّان الثمين... استخدمت أدوية كثيرة للعلاج إذ اشتاقت إلى شفاء جرحها الواحد". بالرغم من أنها مطلقة بسبب الزنا وبالرغم أن من حقها كنسيًا زواجها الثاني ولكن عند قربها من السيد المسيح شعرت أنه كان من الأفضل لها أن تبقى بدون زواج، وبكت على ذلك! مع القديس جيروم:
في سنة 395 م. ذهبت لمقابلة القديس جيروم في بيت لحم مع أحد أقربائها يدعى أوشيانوس Oceanus، ومكثا هناك مع القديستين بولا ويوستوخيوم. يرجع القديس جيروم بذاكرته إلى لقائه معها في أورشليم فيقول: "بالحق إذ اَسترجع لقائنا يبدو لي إني أراها هنا الآن وليس في الماضي. مبارك هو يسوع! أية غيره وأي شوق كان لها نحو الكتب المقدسة! في غيرتها لتشبع شوقها الحقيقي كانت تجري خلال الأنبياء والأناجيل والمزامير. كانت تقدم أسئلة وتقوم بتخزين الإجابات في حضنها. غيرتها هذه نحو الاستماع لم يقدم لها أي شعور بالاكتفاء، فكلّما زادت معرفتها زاد حزنها، وبإلقاء زيت على اللهيب كانت تشعل بالأكثر غيرتها". كان القديس جيروم في ذلك الوقت على غير وفاق مع يوحنا أسقف أورشليم، بسبب الخلاف مع روفينوس Rufinus حول تعاليم أوريجينوس، وجرت محاولات لاجتذاب فابيولا إلى صف الأسقف، ولكنها لم تهتز أو تتأثر في ولائها لمعلمها. أرادت فابيولا أن تمضي بقية حياتها في بيت لحم، ولكن حياة السيدات المكرسات لم تكن تلائمها، إذ كانت تميل فابيولا إلى ممارسة أعمال الرحمة خاصة بين المرضي، وإلي الخدمة مع الحركة الدائمة، وزاد على ذلك أن غزا الهونسيون Huns سوريا وباتوا قريبين من أورشليم، وهكذا تركت فابيولا فلسطين عائدة إلى روما، بينما اعتزل جيروم وتابعيه لفترة عند شاطئ البحر، ثم عادوا بعد زوال الخطر إلى بيت لحم مرة أخرى. أول مستشفى مسيحي لعامة الشعب في الغرب:
استمرت فابيولا في آخر ثلاث سنوات من عمرها في خدمة عامة الشعب. كرّست ثروتها الكبيرة لأعمال الرحمة، فكانت تعطي بسخاء المحتاجين في روما والمناطق المجاورة، وقد عملت مع القديس باماخيوس Pammachius على إنشاء مبنى كبير في بورتو Porto لإضافة الفقراء والمرضى. وهكذا أنشأت مستشفى للمرضى الذين جمعتهم من شوارع روما وطرقاتها، وكانت تهتم بهم وترعاهم بنفسها. فكان هذا المبنى هو الأول من نوعه، وفي السنة الأولى من افتتاحه يقول القديس جيروم: "صار معروفًا من بارثيا Parthia إلى بريطانيا Britain أما عن سخائها في الخدمة والعطاء فيقول: "هل يوجد شخص عريان مريض على السرير لم ينل ثيابًا منها؟ هل وجد أي شخص في عوز لم تقدم له عونًا عاجلًا بلا تردد؟ فإن روما لم تسعها لتمارس حنوّها. فقد قامت بنفسها وبواسطة وكلاء عنها موثوق منهم ومحترمون يجولون من جزيرة إلى جزيرة ويحملون كرمها.." يصف لنا القديس جيروم شوقها للعمل الدائم وخدمة المحتاجين فيقول: "كانت تري أسوار روما كسجن، تريد أن تنطلق من العبودية إلى الحرية من مدينة إلى أخرى للعطاء... لم تترك توزيع العطاء للآخرين بل تقوم به بنفسها". "كانت دائمًا مستعدة، لم يستطع الموت أن يجدها غير مستعدة". واستمرت فابيولا لا تهدأ في عملها، وكانت بصدد القيام برحلة طويلة حين تنيّحت سنة 399 م.، فخرجت روما بأكملها لتوديع خادمتها الحبيبة. في وصفه لموكب جنازتها يقول: "الشوارع والطرقات والأسطح حيث يمكن رؤية (الموكب) كانت لا تسع القادمين لمشاهدته. في ذلك اليوم رأت روما كل شعوبها يجتمعون معًا كواحد..." كان القديس جيروم على اتصال بفابيولا حتى النهاية، فكتب لها رسالتين: الأولى عن كهنوت هارون والرموز والمعاني السرّية للملابس الكهنوتية، والثانية عن محطات (وقفات) بني إسرائيل في التيه متأثرًا بعظات العلامة أوريجينوس عن سفر العدد، ولم يكن قد أكمل هذه الرسالة حتى وقت نياحتها، فأرسلها إلى أوشيانوس مع رسالة عن حياة فابيولا وسيرتها. ماذا قال عنها القديس جيروم؟
فابيولا مفخرة المسيحيين، أعجوبة الأمم، أسفَ الفقراء على موتها وكانت تعزية الرهبان.بريق إيمانها لا يزال يشع! هل أشير إلى ملابسها البسيطة التي كانت ترتديها بخطة في ذهنها، وإلى ثوبها الشعبي الذي اختارته بإرادتها، وثوب الأمَة لتخزي به الفساتين الحريرية.
SS. Varus and Cleopatra اهتمامه بالرهبان المحبوسين واستشهاده:
كان فاروس جنديًا في مصر، عاش في القرن الرابع في زمن الإمبراطور مكسيميانوس Maximinus. كان يزور سبعة من الرهبان المحبوسين ويُحضر لهم الطعام، ولما تنيّح أحدهم عرض أن يضع نفسه مكانه. عُذِّب بوحشية وأخيرًا نال معهم إكليل الشهادة. اهتمام كليوباترا برفات الشهيد:
اهتمّت امرأة مسيحية اسمها كليوباترا برفات الشهيد، وخبّأته في جوال، وحملته معها إلى أدرها Adraha شرق بحيرة طبرية Tiberias حيث كانت تعيش، وكان الكثير من المسيحيين يأتون للتبرّك من قبر الشهيد. حين كبر يوحنا ابن كليوباترا وعزم على دخول الجندية، قرّرت أمه بناء كنيسة كبيرة ونقل جسد الشهيد إليها تكريمًا له، وحتى يكون الشهيد - الذي كان هو نفسه جنديًا - شفيعًا ومسئولًا عن ابنها. وفعلًا بنت الكنيسة ثم حملت هي ويوحنا ابنها عظام الشهيد فاروس إلى المقبرة الجديدة تحت المذبح. الشهيد فاروس يعزّي كليوباترا:
حدث في نفس الليلة أن مرض يوحنا مرضًا شديدًا وتوفي فجأة، فحملته أمه إلى الكنيسة الجديدة ووضعته أمام المذبح، وكانت تبكي وتعاتب الشهيد الذي تكريمًا له فعلت كل ذلك، وكانت تطلب إلى الله أن يعيد الحياة إلى ابنها. وهكذا ظلّت على هذا الحال إلى الليلة التالية، حين دخلت في سبات عميق من كثرة الحزن والبكاء، فرأت في حلم القديس فاروس يظهر لها في مجدٍ عظيمٍ ويقود يوحنا ابنها من يده وأنها ارتمت عند قدميه باكية باسترحام. فنظر إليها الشهيد وقال: "هل تعتقدي أنني نسيت كل الحب الذي أظهرتيه نحوي؟ هل تظني أنني لم أصلي إلى الله أن يعطي الصحة والنجاح إلى ابنك؟ واعلمي أن الصلاة قد اُستجيبت، فقد أعطاه الله صحة وحياة إلى الأبد، وأقامه ليكون من الذين يتبعون الحمل حيثما يذهب". أجابته كليوباترا: "لقد قبلت واسترحت الآن، ولكن أتضرع إليك أن أكون أنا نفسي الآن معك ومع ابني". إلا أن الشهيد أجابها: "لا، اتركي ابنك معي وبعد فترة نأتي ونأخذك". لما استيقظت كليوباترا فعلت كما أُمِرت في حلمها ووضعت جسد يوحنا ابنها بجوار فاروس، ثم عاشت حياة التكريس والوحدة سبع سنوات إلى أن تنيّحت، ودفن جسدها بجوار يوحنا ابنها والشهيد فاروس، وذلك في الكنيسة التي بَنَتها.العيد يوم 19 أكتوبر.
في عهد دقلديانوس الجاحد تعرّضت فاسي وأبناؤها الثلاثة ثاؤننس وأغابيوس وفيداله للاستشهاد. عاشت هذه الأسرة في مدينة الرُها بسوريا، وقد ترمّلت فاسي بعد إنجابها هؤلاء الأبناء الثلاثة. أمر القاضي بتعذيب الأبناء أمام والدتهم فاسي حتى تتزعزع عن إيمانها وتطلب من أبنائها أن يجحدوا شخص السيد المسيح. استمر القاضي في تعذيبهم حتى مات الثلاثة. وبّخ القاضي الأم واتهمها بالإجرام لأنها تسببت في عذاب أبنائها وقتلهم. أما هي فقالت له: "الآن هم في مكانٍ آمنٍ، معهم علامة الغلبة والنصرة، وأريد أن ألحق بهم".دُهش القاضي لهذه الفلسفة التي يعتنقها المسيحيون من جهة العذابات لأجل المصلوب ونظرتهم للموت. أمر بضرب عنق الأم، فانتقلت نفسها لتستريح مع أبنائها الشهداء تحت المذبح السماوي.
استشهدت مع فيكتوريا Victoria وفيدنتيوس Fidentius، وكان الأخير أسقفًا. ويبدو أنهم كانوا ضمن العشرين شهيدًا الذين كانت لهم كنيسة في هيبو Hippo وقد مدحهم القديس أغسطينوس.
أسقف أكويليا Aquileia، ويذكر اسمه لأول مرة بمناسبة حضوره مجمع روما سنة 371 م. حضر أيضًا المجمع الذي عقد سنة 381 م. في مدينته ضد الأسقفين الأريوسيّين بالاديوس Palladius وسيكوندينوس Secundinus، إلا أنه بالكاد كان يشترك في المناقشة، والتي كان يقود جانب الكنيسة الجامعة فيها القديس أمبروسيوس. المعروف عن حياته قليل، ولكن تحت رئاسته نَمَت في أكويليا جماعة من الأشخاص المرموقين أشهرهم إيرونيموس Hieronymus، وقد وصفهم في إحدى كتاباته كجماعة من المُبارَكين.مع أن تاريخ نياحة القديس فالريانوس غير معروف على وجه الدقة، إلا أن الكنيسة الغربية تذكره في السابع والعشرين من شهر نوفمبر.
أول أسقف على سَراجوسا Saragossa، ويُعَد من بين المعترفين. قُبِض عليه مع رئيس شمامسته القديس الشهير فينسنت St. Vincent، وأُحضِرا إلى فالنشيا Valencia أمام الحاكم داكيانوس Dacianus، وذلك في الغالب حوالي سنة 304 م. بعد سجن طويل وقاسٍ أُحضِرا مرة أخرى أمام الحاكم وأُمِرا بتقديم الذبائح للآلهة. كان فالريوس يعاني من ضعف في النطق فترك الرد للقديس فينسنت، وإذ اغتاظ الحاكم من رد القديس أمر بنفي الأسقف.وقد حضر القديس فالريوس فيما بعد مجمعًا في إلفيرا Elvira في سنة 306 م.، وتُعيِّد له الكنيسة الغربية في الثامن والعشرين من شهر يناير.
لا نعلم الكثير عن القديس فالنتين، بالرغم من القصص الخيالية الكثيرة التي كُتِبت عنه. فقط نعلم أنه كان أولًا رئيسًا لدير، ثم صار أسقفًا مبشّرًا في راهيتا Rhaetia، وأن واحدًا من تلاميذه كان يقيم دائمًا قداسَا سنويًا يوم 7 يناير تذكارًا لأبيه الروحي الذي كان قد تنيّح سنة 440 م. دُفِن في مايس Mais في تيرول، لكن رفاته نقلت إلى ترنت Trent عام 750 ثم إلى باسو Passau عام 768. كنائس عديدة في تيرول Tirol سُميت على اسمه تذكارًا له.العيد يوم 7 يناير.