منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05 - 05 - 2016, 06:47 PM   رقم المشاركة : ( 12591 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الكبرياء يفقدنا الملكوت
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اع12: 20-25

الكبرياء يفقدنا الملكوت


20 وكان هيرودس ساخطا على الصوريين والصيداويين فحضروا اليه بنفس واحدة واستعطفوا بلاستس الناظر على مضجع الملك.ثم صاروا يلتمسون المصالحة لان كورتهم تقتات من كورة الملك. 21 ففي يوم معين لبس هيرودس الحلة الملوكية وجلس على كرسي الملك وجعل يخاطبهم. 22 فصرخ الشعب هذا صوت اله لا صوت انسان. 23 ففي الحال ضربه ملاك الرب لانه لم يعط المجد لله.فصار ياكله الدود ومات

24 واما كلمة الله فكانت تنمو وتزيد. 25 ورجع برنابا وشاول من اورشليم بعد ما كملا الخدمة واخذا معهما يوحنا الملقب مرقس
++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
-كان اليهود يتخذون من أورشليم عاصمة لهم، أما الرومان فجعلوا قيصرية مركزا لرئاسة قواتهم في فلسطين. وفي قيصرية عاش هيرودس أغريباس الأول.

-مات هيرودس ميتة بشعة بألم فظيع، فقد أكله الدود وهو حي. إن الكبرياء أو الغرور خطية خطيرة، وفي هذه الحالة عاقب الله مرتكبها في الحال. إن الله لا يعاقب كل خطية في الحال لكنه سيدينها حتما (عب ٩: ٢٧). اقبل اليوم عطية الغفران من المسيح، ولا تتأخر.

+++ لا تستكبر مهما كانت قوتك أو سلطانك فالله طويل الأناة قادر أن يعاقب الأشرار ولكنه متمهل عليهم ليتوبوا . فلتضع و لا تضطرب من أجل ضعفك واثقًا من قوة الله المساندة فكما ساند الكنيسة الأولى هو مستعد أن يعضدك بنعمته ويشبعك بمحبته.

يا لبؤس هيرودس كل عصر!

v يا لغباوتك يا هيرودس الكبير،
ظننت أنك تلحق بيسوع بقتلك أطفال لحم.
حطمت ذاتك، وخسرت كل شيء.

يا لبؤس ابنك قاتل القديس يوحنا المعمدان،
ظن أنه يحقق السعادة بالخلاص منه.
فصارت حياته جحيمًا ورعبًا.

ويا لغباوة حفيدك، فقد ظن أنه يقتل كل الرسل.
أراد إرضاء صالبي يسوع بالخلاص من رسله.
ها هو هيرودس كل عصر يقاوم مملكة النور،
ظانًا أنه قادر أن يحبسها،
فيحل به الفساد ويفقد مملكته!

v ماذا فعل هيرودس؟
ظن أنه قتل يعقوب، هذا الذي تهللت نفسه بانطلاقها.
ظن أنه يرعب بطرس، فتزكى بطرس أمام الله والناس.
السجن بكل حصونه يشهد لانهياره أمام الله.
فلت بطرس من أيدي الحراس بكل جبروتهم!
السماء تحركت، فجاء ملاك الرب نائبًا عنها يخدم بطرس!
الكنيسة في ضيقتها تحولت إلى جماعة صلاة بلجاجة وقوة!

v صدَّق هيرودس تملق الجمهور.
ظن في نفسه أنه إله، فصار وليمة للدود.
مات هيرودس، وانطلقت الكنيسة تكمل رسالتها!


+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
ما أعظمك الهي فأنت الخالق الكل و المدبر الكون وبرغم ذلك قلت عن نفسك "تعلموا مني لاني وديع ومتواضع القلب"
ما أجملك يا الهي فعظمتك كانت في اتضاعك فقد عشت معنا كواحد منا
و كنت تجول تشفي جراحنا وتمسح أحزاننا و مازالت الى الان و الى الابد ،
كل هذا يالهي ولم اتعلم منك ...
وتكبر التراب على خالقه ، وذهبت وراء أفكار إبليس الذي أقنعني بأهميتي، وعظم بداخلي الأن
ا ... فرحت أتكبر على الخلق والخالق، أتكبر بحبك الذي لا استحقه، وخدمتي لك التي لا أتقنها ،
ونعمك في حياتي التي ليس لي فيها يد،
فمن انا ...؟ لست الا تراب....حياتي بخار يظهر قليلاً ثم يضمحل
ساعدني ان اقضيها في رضاك وفي حبك وفي التعلم من تواضعك ووداعتك.
 
قديم 05 - 05 - 2016, 06:54 PM   رقم المشاركة : ( 12592 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الهي الحبيب ...
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علمني ان اقبل مشيئتك في حياتي وخطتك من اجلي ،
فما تختارة لي افضل بكثير مما أختاره لنفسي،
اني اترك حياتي الان بين يديك يالله فلتتدبرها
كما تشاء ولتعطيني القوة لكي اتقبل عطاياك،
مهما كانت في نظري بسيطة
أو حتى شعرت لوقت انها ليست لصالحي ،
فمن انا يالهي حتى اعرف افكارك
(ما ابعد احكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء)
لذا فلتسامحني على حماقتي وجهلي ولتنر عيني وقلبي
ولتفتح ذهني لارى يديك في كل ما تمتد يدي ربي الحبيب.
 
قديم 05 - 05 - 2016, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 12593 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله هو المدبر لحياتنا
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اع12 : 6-19

الله هو المدبر لحياتنا

6 ولما كان هيرودس مزمعا ان يقدمه كان بطرس في تلك الليلة نائما بين عسكريين مربوطا بسلسلتين.وكان قدام الباب حراس يحرسون السجن. 7 واذا ملاك الرب اقبل ونور اضاء في البيت.فضرب جنب بطرس وايقظه قائلا قم عاجلا.فسقطت السلسلتان من يديه. 8 وقال له الملاك تمنطق والبس نعليك.ففعل هكذا.فقال له البس رداءك واتبعني. 9 فخرج يتبعه.وكان لا يعلم ان الذي جرى بواسطة الملاك هو حقيقي بل يظن انه ينظر رؤيا. 10 فجازا المحرس الاول والثاني واتيا الى باب الحديد الذي يؤدي الى المدينة فانفتح لهما من ذاته فخرجا وتقدما زقاقا واحدا وللوقت فارقه الملاك

11 فقال بطرس وهو قد رجع الى نفسه الان علمت يقينا ان الرب ارسل ملاكه وانقذني من يد هيرودس ومن كل انتظار شعب اليهود. 12 ثم جاء وهو منتبه الى بيت مريم ام يوحنا الملقب مرقس حيث كان كثيرون مجتمعين وهم يصلون. 13 فلما قرع بطرس باب الدهليز جاءت جارية اسمها رودا لتسمع. 14 فلما عرفت صوت بطرس لم تفتح الباب من الفرح بل ركضت الى داخل واخبرت ان بطرس واقف قدام الباب. 15 فقالوا لها انت تهذين.واما هي فكانت تؤكد ان هكذا هو.فقالوا انه ملاكه. 16 واما بطرس فلبث يقرع.فلما فتحوا وراوه اندهشوا. 17 فاشار اليهم بيده ليسكتوا وحدثهم كيف اخرجه الرب من السجن.وقال اخبروا يعقوب والاخوة بهذا.ثم خرج وذهب الى موضع اخر

18 فلما صار النهار حصل اضطراب ليس بقليل بين العسكر ترى ماذا جرى‏ لبطرس. 19 واما هيرودس فلما طلبه ولم يجده فحص الحراس وامر ان ينقادوا الى القتل.ثم نزل من اليهودية الى قيصرية واقام هناك

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

كانت قوات الظلمة تشعر بضعفها، وتبذل كل جهودها لتحبس عمل الله وتحَّجمه، أما بطرس الرسول فكان نائمًا، لا يشغله ما سيحل به من مخاطر. كان بينه وبين الموت خطوة، أما هو فكان يحمل في داخله واهب القيامة، ومعطي السلام الفائق.

ألقى الرب على الجنديين ثباتًا فناما نومًا عميقًا، ولم يشعرا بالنور الملائكي ولا بسقوط السلسلتين من يدي القديس بطرس. سقطت السلسلتان المحكمتان الإغلاق، إذ لم يكن ممكنًا للقيود الحديدية أن تقف أمام أمر الله بإطلاق الأسير. ذاك الذي يطلق الأسرى في القبور، ويهب الموتى الحياة، والذي يحلّ رباطات الخطية المرة، لا يصعب عليه أن يحل القيود من يدي رسوله، فلا تبقى مطبقة إلاَّ على أيدي الحراس.

كانت الكنيسة تصلي بلجاجة ولم تدرِ أن الله قد سمع صلاتها، وتحركت السماء ليضيء ملاك الرب بالنور السماوي في الزنزانة المظلمة. تعجل ملاك الرب القديس بطرس، فضربه في جنبه في حنوٍ ورقةٍ بالقدر الذي به يوقظه. وسأله أن يقوم عاجلاً، ويتمتع بعمل الله العجيب! ويفّرح قلوب المجتمعين بالصلاة، فيدركوا تحقيق الوعد الإلهي: "أفلا ينصف الله مختاريه، الصارخين إليه نهارًا وليلاً، وهو متمهل عليهم؟ أقول لكم إنه أنصفهم سريعاً" (لو ١٨: ٧-٨).

انفتح الباب الحديد من ذاته، أي بقوة إلهية، عندئذ تنسم بطرس الرسول نفحات الحرية بعد أن سار معه الملاك زقاقًا واحدًا، فصار بعيدًا عن دائرة السجن. لم يعد هناك حاجة لظهور ملائكة لبطرس بعد أن خرج من محيط الخطر. لم يرافق الملاك القديس بطرس حتى يدخل به إلى العلية، فإن الله يقدم معونة ملائكية علنية للمؤمنين قدر احتياجهم، أما إذا لم تكن هناك حاجة، فيلزم على المؤمنين أن يسيروا مجاهدين تسندهم نعمة الله وترافقهم الملائكة خفية.

-لقد استجيبت صلوات جماعة المؤمنين الصغيرة، تماما حسب صلواتهم. ولكن ما إن وصلت إجابة صلواتهم إلى الباب حتى أظهروا عدم تصديقهم. وينبغي عليك، إذا، أن تؤمن بأن الله يستجيب صلوات من يطلبون إرادته. وإذ تصلي، آمن بأنك ستجد استجابة لصلواتك، وعندما تتم الاستجابة لا تندهش.

+++ ان التدابير لله ، فقضاء الأمور ليس بسعي الإنسان المجرد بل الله الذي يسمح و يدبر كل شىء حسب خطته الألهية فبطرس نجا ، وهيرودس هو المزمع الأن ان يموت .فلا تنزعج إذا قام عليك الأشرار اوضاقت بك أحداث العالم لان الله قادر أن ينقذك منها ويغير كل الأحداث المحيطة بك.

++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++
صلاة
الهي الحبيب ...علمني ان اقبل مشيئتك في حياتي وخطتك من اجلي ، فما تختارة لي افضل بكثير مما أختاره لنفسي، اني اترك حياتي الان بين يديك يالله فلتتدبرها كما تشاء ولتعطيني القوة لكي اتقبل عطاياك،مهما كانت في نظري بسيطة أو حتى شعرت لوقت انها ليست لصالحي ، فمن انا يالهي حتى اعرف افكارك (ما ابعد احكامك عن الفحص وطرقك عن الاستقصاء) لذا فلتسامحني على حماقتي وجهلي ولتنر عيني وقلبي ولتفتح ذهني لارى يديك في كل ما تمتد يدي ربي الحبيب.
 
قديم 05 - 05 - 2016, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 12594 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اين انت يالهي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اجبني فعيني لا تراك،
قد تعبت نفسي من أساءات الاخرين لي
وعدم أهتمامهم بمشاعري،
وقيامهم بجرحي المرة بعد الأخرى
دون ان يدرون، او ربما يدرون
ولكن ما الفائدة فلن يساعدني أحد على الخروج من ضيقاتي
واحزاني سوي واحد.............انت يا ربي يسوع.
اااااااااه يالهي،مااحلاك، ليس لي سواك ،
قلبك يتسع لي، واذنك تسمعني
ويدك ممدوة دائمًا لتنقذني،
فلتفتح عيني لتراك،
ولتفتح قلبي لسكناك،
واعطيني ان اثق في اقوالك،
وان اتبعك في طرقك و كلامك،
وليتسع افقي لادرك احكامك،
لانعم ربي بسلامك...........
أمين.
 
قديم 05 - 05 - 2016, 06:59 PM   رقم المشاركة : ( 12595 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الصلاة بإيمان تصنع معجزات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صورة تنفيذ حكم قتل القديس يعقوب

أعمال الرسل ١٢ :1-5

الصلاة بإيمان تصنع معجزات


1 وفي ذلك الوقت مد هيرودس الملك يديه ليسيء الى اناس من الكنيسة. 2 فقتل يعقوب اخا يوحنا بالسيف. 3 واذ راى ان ذلك يرضي اليهود عاد فقبض على بطرس ايضا.وكانت ايام الفطير. 4 ولما امسكه وضعه في السجن مسلما اياه الى اربعة ارابع من العسكر ليحرسوه ناويا ان يقدمه بعد الفصح الى الشعب. 5 فكان بطرس محروسا في السجن.واما الكنيسة فكانت تصير منها صلاة بلجاجة الى الله من اجله

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

( ع 1-5 قتل يعقوب والقبض علي بطرس )
استشهد القديس يعقوب أخي يوحنا سنة ٤٤م، وهي نفس السنة التي مات فيها هيرودس. استحسن اليهود قتل يعقوب الرسول، وإذ شعر هيرودس بذلك أراد أن يثَّبت دعائم ملكه على اليهود، فقبض على بطرس الرسول في أيام الفطير.

سفك دم القديس يعقوب لم يُشبع شوق هيرودس المحب لسفك الدماء بل زاده عطشًا لذلك. لذا بدأ يضع خطة لسلسلة من سفك دماء بقية قادة الكنيسة، فابتدأ بالقديس بطرس. هذا من سمات كل الخطايا، ليس من خطية يمكنها أن تحقق شبعًا للنفس، لكن مع بداية ممارسة الخطية، ولو في صورة بدائية، يصير للخطية الحق أن تسحب القلب والفكر وكل طاقات الإنسان لسلسلة من الممارسات لا تنقطع. ومع كل ممارسة تؤكد الخطية حقها في السيادة على قلب الإنسان وسلطانها على توجيه إرادته حسبما تشاء! بل وكل خطية تحدر الإنسان إلى أسفل لتسلمه إلى خطية أخرى، ويبقى في تدحرج مستمر ما لم تسنده نعمة الله بالتوبة الصادقة.

-كان يعقوب ويوحنا اثنين من الاثني عشر تلميذا الأصليين الذين تبعوا يسوع. ولكن لماذا سمح الله بموت يعقوب بينما أنقذ بطرس من السجن بمعجزة؟
الاجابة : إن الحياة مليئة بالأسئلة الصعبة كهذه. لماذا يولد طفل معوقا بينما يولد آخر سليم الجسد صحيح البدن؟ ولماذا يموت بعض الناس دون تحقيق مرادهم؟ مثل هذه الأسئلة لا نقدر أن نجيب عليها في هذه الحياة لأننا لا نرى كل ما يراه الله. فقد سمح الله بالشر في هذا العالم لفترة من الزمن، لكننا نثق في قيادته لنا لأنه وعد أن يبيد كل الشر يوما ما. وفي نفس الوقت نعلم أنه يعيننا على استخدام آلامنا بطريقة تقوينا وتمجده.

-قبض على بطرس في عيد الفصح لأن عدد اليهود في المدينة كان أكثر من المعتاد وقد أراد هيرودس إرضاء الشعب بالقبض على بطرس في هذا الوقت بالذات، وفي وسط المؤامرات، والقتل، والسجن، يبرز لوقا كلمة استدراك هامة هي "أما" فقد كانت خطة هيرودس أن يقتل بطرس "أما" الكنيسة فكانت ترفع الصلاة الحارة إلى الله من أجله. وقد أدت صلاة الكنيسة الجادة الحارة إلى تغيير مسار الأحداث بصورة أساسية. فنحن نعلم من شهادة الكتاب المقدس أن الصلاة تغير المواقف والأحداث. لذلك عليك أن تصلي دائما، وأن تصلي بثقة.

+++ لاتنزعج من عنف إساءات الأخرين لك، و لكن إرفع قلبك بالصلاة واثقًا من قوة الله المساندة لك ،فهو و أن سمح ببعض التجارب لفائدتك لكنه قادر على ايقاف اساءات الاخرين ويهتم جدًا بصلاتك لانه يحبك و قادر على حمايتك.

+++++++++++++++++++++++++++++++++++++

صلاة :
اين انت يالهي اجبني فعيني لا تراك، قد تعبت نفسي من أساءات الاخرين لي وعدم أهتمامهم بمشاعري، وقيامهم بجرحي المرة بعد الأخرى دون ان يدرون، او ربما يدرون ولكن ما الفائدة فلن يساعدني أحدعلى الخروج من ضيقاتي واحزاني سوي واحد.............انت يا ربي يسوع.
اااااااااه يالهي،مااحلاك، ليس لي سواك ، قلبك يتسع لي، واذنك تسمعني ويدك ممدوة دائمًا لتنقذني، فلتفتح عيني لتراك، ولتفتح قلبي لسكناك، واعطيني ان اثق في اقوالك، وان اتبعك في طرقك و كلامك، وليتسع افقي لادرك احكامك، لانعم ربي بسلامك...........أمين.
 
قديم 06 - 05 - 2016, 03:16 PM   رقم المشاركة : ( 12596 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يبقى قريبا ً منا حتى حينما نواجه الموت
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
" عزيز في عيني الرب موت أتقيائه "
مزمور 116 : 15

فموت المرء يهم الله ، وهو لا ينظر للأمر باستخفاف ولا يعتبره ُ أمرا ً ثانويا ً .
حينما يموت شخص ٌ عزيز ٌ على قلوبنا قد نشعر بالغضب أو بأننا متروكون ، لكن الله يعتبر كل مؤمن ٍ عزيزا ً عليه ، وهو يختار بكل عناية ٍ الوقت المناسب الذي يدعوه فيه ِ الى محضره ِ .
اجعل هذا الحق يرشدك حينما يمرض احد أحبائك مرضا ً خطيرا ً أو حينما يتعرض لأصابة تهدد حياته ُ ، وليكن هذا الحق ُ منبع عزاء ٍ لك عند موت أحد أحبائك ، فالله يرى كل نفس ٍ ويعتني بها ، وما من أحد ينظر الى الموت نظرة جادة أكثر من الله .

 
قديم 06 - 05 - 2016, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 12597 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تخف
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل انت خائف مما يخبئه لك المستقبل من مفاجآت غير سارة ؟ من الطبيعي اننا كبشر نجهل المستقبل ، والانسان بطبيعته يخاف من المجهول ، ولا يعلم ان كان هذا المجهول خيراً سيكون أم شراً ، لكن لنتذكر أن المجهول بالنسبة لنا هو معلوم لالهنا وان ما نسميه نحن ماضٍ وحاضر ومستقبل هو بالنسبة لله صيغة واحدة ، هو حاضر ، لذا يقول الله لنا لا تخافوا . ان عبارة لا تخف أو لا تخافوا مدونة في الكتاب المقدس حوالي 365 مرة ويقول المعلقون على هذه الدراسة أن الله يقول لنا في كل يوم من أيام السنة لا تخف . يقول الكتاب المقدس في العهد القديم في سفر التثنية 31 : 6 " تشددوا وتشجعوا لا تخافوا ولا ترعبوا وجوههم لأن الرب الهك سائر معك لا يهملك ولا يتركك "
ان السبب الأول والرئيسي الذي يدفعنا لكي نتغلب على الخوف هو معرفتنا اننا لا نواجه المستقبل لوحدنا لكن الرب الهنا سائر معنا في رحلة الحياة وأنه لا يهملنا ولا يتركنا مهما كانت ظروفنا وهل هناك أجمل وأفضل وأئمن من رفقة الله لنا ؟ فلا تحاول أن تعيش في هذا العالم لوحدك وتتصارع مع الحياة بقوتك الذاتية بل خذ الرب رفيقاً لك وسر معه كل يوم . ويتكرر هذا الوعد في العهد الجديد في الرسالة الى العبرانيين 13 : 5 - 6 فيقول " لأنه قال لا اهملك ولا اتركك حتى اننا نقول واثقين الرب معين لي فلا أخاف ماذا يصنع بي انسان " .
اذن السبب الثاني الذي يدفعنا لعدم الخوف هو وجود المعين لنا . لا شك أن الأقارب والأصحاب يريدون أن يعينوننا ويساعدونا في امورنا وفي ظروفنا لكن ضعفهم البشري ومحدوديتهم تمنعهم من ذلك ، لذا علينا أن نضع ثقتنا بالقادر على كل شيء ونطلب منه أن يستلم حياتنا ومستقبلنا ويكون هو معيننا .
السبب الثالث لتغلبنا على الخوف هو ان الذي معنا أقوى من الذي علينا ويقول الرسول بولس في رسالة رومية 8 : 31 " فماذا نقول لهذا ان كان الله معنا فمن علينا " . هنالك حادثة جميلة توضح لنا هذه الحقيقة مدونة في سفر الملوك الثاني والاصحاح السادس ، يقول الكتاب ان ملك آرام كان يريد ان يحارب اسرائيل وكان يتآمر عليه مع عبيده لكنه لم ينجح في ذلك لأن نبي الله اليشع كان كان يخبر ملك اسرائيل عما يتآمر به عليه ملك آرام .
يوماً من الأيام جمع ملك آرام عبيده وقال لهم : " أما تخبرونني من منا هو لملك اسرائيل " لأنه ظن أن هنالك من يخونه من بين عبيده ويصل بالأخبار الى ملك اسرائيل . لكن واحد من عبيده قال له ليس هكذا يا سيدي الملك ولكن اليشع النبي الذي في اسرائيل يخبر ملك اسرائيل بالأمور التي تتكلم بهافي مخدع مضجعك . فقال اذهبوا وانظروا أين هو فأرسل وآخذه .فاخبر وقيل له هوذا هو في دوثان ، فارسل الى هناك خيلا ومركبات وجيشاً ثقيلاً وجاءوا ليلاً وأحاطوا بالمدينة . عندما نهض صباحاً خادم اليشع ورأى الجيش العظيم مع خيله ومركباته محيط بالمدينة خاف جداً وقال لسيده : آه يا سيدي كيف نعمل ، فقال له اليشع لا تخف لأن الذين معنا أكثر من الذين معهم . تعجب خادم رجل الله من هذا الكلام كيف يمكن أن نكون نحن أكثر من هذا الجيش الكبير ؟ يقول الكتاب المقدس فصلى اليشع وقال يا رب افتح عينيه فيبصر ففتح الرب عيني الغلام فأبصر واذا الجبل مملوء خيلاً ومركبات نار حول اليشع .
اعزائنا ان ما نحتاج اليه هو الايمان الذي يرى من لا يرى وما لا يرى بالعين المجردة فنرى عظمة الهنا وقوته الفائقة التي تحيط بنا . نحتاج أن نصلي قائلين : يا رب افتح عيني لكي ارى ان الذي معنا هو أقوى وأعظم وأكثر من الذين علينا .
ان رسالة الله المشجعة لنا اليوم هي ما قاله موسى لشعب الله بالقديم " تشددوا وتشجعوا لا تخافوا ولا ترهبوا وجوههم لأن الرب الهك سائر معك لايهملك ولا يتركك " ويعطينا الرب وعداً آخر في نبوة أشعياء 41 : 13 اذ يقول " لأني انا الرب الهك الممسك بيمينك القائل لك لا تخف أنا اعينك " آمين
 
قديم 06 - 05 - 2016, 03:20 PM   رقم المشاركة : ( 12598 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تخف لن تكون نهايتك هكذا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ، وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ". (1مل 18 : 19)
فَقَالَ لَهُمْ إِيلِيَّا: "أَمْسِكُوا أَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ وَلاَ يُفْلِتْ مِنْهُمْ رَجُلٌ". فَأَمْسَكُوهُمْ، فَنَزَلَ بِهِمْ إِيلِيَّا إِلَى نَهْرِ قِيشُونَ وَذَبَحَهُمْ هُنَاكَ. (1مل 18 : 40)

فَأَرْسَلَتْ إِيزَابَلُ رَسُولاً إِلَى إِيلِيَّا تَقُولُ: "هكَذَا تَفْعَلُ الآلِهَةُ وَهكَذَا تَزِيدُ، إِنْ لَمْ أَجْعَلْ نَفْسَكَ كَنَفْسِ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فِي نَحْوِ هذَا الْوَقْتِ غَدًا". (1مل 19 : 2)
فَلَمَّا رَأَى ذلِكَ قَامَ وَمَضَى لأَجْلِ نَفْسِهِ، وَأَتَى إِلَى بِئْرِ سَبْعٍ الَّتِي لِيَهُوذَا وَتَرَكَ غُلاَمَهُ هُنَاكَ.
(1مل 19 : 3)
...
عندما يكون المؤمن فى الوضع الصحيح
يواجه تحديات المئات
وعندما لايكون فى الوضع الصحيح
يخاف ويختبئ من مجرد تهديدات.
....
لا تخف
ثق فى الهك
فلن تكون نهايتك مثل مخاوفك لكن كما فى قلب الهك لك
لن ابيع لك الوهم
لكن لتنغرس فى قلوبنا كلمة حق الله
فيتبدد كل خوف
وتعلو ثقتنا فى الهنا الحافظ لنفوسنا وبيوتنا.
 
قديم 06 - 05 - 2016, 03:24 PM   رقم المشاركة : ( 12599 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تابع سلسلة شرح الثالوث القدوس - الجزء الثاني
الصعوبات التي تقف ضد فهم الإنسان للثالوث القدوس ؟
للرجوع للجزء الأول أضغطهنـــــــــــــا

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في الحقيقة والواقع الإنساني المعاش هناك مُعناة شديدة في معرفة سرّ الله الفائق كل القدرات الطبيعية للإنسان، لأن أسرار الله لا تخضع لقدرات العقل البشري ولا على التحليل والدراسة البحثية مهما ما بلغ الإنسان من ذكاء وقدرة على البحث والاستنتاج، لأن الله ليس نظرية ولا فكرة عقلية فلسفية أخترعها البشر بسبب حاجاتهم أو يأسهم من الحياة أو لأنهم علَّقوا عدم فهمهم لبعض الأمور على شخصية مُخترعه اسمها الله، (طبعاً بعض الفلسفات التجأت لهذا الشكل لكنه ليس الله الحي الحقيقي)، وبالطبع الله ليس جدل عقلي مُجرَّد من الخبرة على المستوى العملي المُعاش، لأن الله شخص حي، لذلك فأن معرفة أي شخص حي تقتضي الاقتراب منه ومعرفته على مستوى اللقاء الشخصي، فماذا ينفعني أن أتكلم وأتجادل وأتحاور وأتناحر حول شخص لا أعرفه على مستوى اللقاء، لأن ما هو درايتي به سوى معلومات أقرأها عنه من هنا وهُناك، ولكني لا أدرك مدى حقيقتها وصدقها، لأن أن لم ألتقي بالشخص نفسه وأصنع معه شركة لأعرف طبيعته وفكره ويكون لي معه لقاء على نحوٍ خاص فكيف أعرفه أو أستطيع أن أتكلم عن شخصيته أمام الآخرين !!!

لذلك فالجدل والنقاش حول الله كمعلومات وفكر لا تُجدي نفعاً للإنسان، لأنه قد يُمكن أن يُغير فكره أو دينه حسب القناعة الشخصية التي وصل إليها حسب ظنه وما يرتاح إليه فكره وضميره وحسب ما أعتاد عليه أو ما يبحث عنه لكي يريحه، وقد يصل للإلحاد في النهاية أن لم يقنع بكل فكر لم يدخل عقله ولم يستوعبه أو لم يُرضيه، لأن طالما هُناك شيء يفوق العقل فأن شرحه عقلياً صعباً للغاية، وأن حدث حتى قناعة فممكن أن تُزَحزَح بل وتُنتزَع أن كان هناك قناعة أعظم وأقوى منها مُدَّعمة بالحجة والبرهان، لأن للأسف الشديد الناس بتتعامل مع الله كفكرة وليس شخص، ومن هُنا يظهر الصراع بين الناس على فكرة الله.

وقبل أن نخوض في المعوقات التي تمنعنا من فهم الثالوث لابد من أن نتعرف على غاية التعليم عن الله، ففي الواقع يا إخوتي أننا اليوم أمام جدل عقيم فيه مرارة، وقد أنتشر في كل مكان، وهو حول التوحيد وطبيعة الله، وهل هو واحد أم ثالوث، وأن كان واحد فلماذا هو ثالوث، وكيف يكون الواحد ثالوث، وكيف يدخل لعقلنا أن الثالوث واحد، وما هي المنفعة بالتعليم عن الثالوث؟

كل هذا النقاش والجدل والصراع المُحتدم والمشتعل ما بين مؤيد ومعارض يُظهِر أنه لم يصل أحداً منهما لغاية التعليم عن الله، لأن كل واحد يُريد أن يثبت وجهة نظره بدون أن يصل لغاية عملية واضحة في حياته الشخصية، لأن كل هؤلاء السائلين والمُجيبين لا يعرفون أن أي تعليم عن الله له غاية واضحة، وهي العبادة الحسنة القائمة على المحبة، وأننا مهما ما عَلَّمنا عن الله، فإن غاية التعليم هو شركة في الحياة الإلهية، وبذلك نعرف أن تعليم الإنجيل هو بشارة بالحياة الأبدية، وأن هذه الحياة الأبدية هي التي كشف عنها ربنا يسوع المسيح، فلنقرأ بتدقيق في الإنجيل المقدس لنستوعب ما هي الحياة الأبدية:
[ لأنه هكذا أحب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له "الحياة الابدية" ] (يوحنا 3: 16)، [ فأجابه سمعان بطرس يا رب إلى من نذهب "كلام الحياة الأبدية عندك" ] (يوحنا 6: 68)، [ وهذه هي "الحياة الأبدية" أن يعرفوك أنت الإله الحقيقي وحدك ويسوع المسيح الذي أرسلته ] (يوحنا 17: 3)، [ فأن "الحياة أُظهرت" وقد رأينا ونشهد ونخبركم "بالحياة الأبدية" التي كانت عند الآب "وأُظهرت لنا" ] (1يوحنا 1: 2)، [ ونعلم أن ابن الله قد جاء وأعطانا بصيرة لنعرف الحق ونحن في الحق في ابنه يسوع المسيح هذا هو "الإله الحق والحياة الأبدية" ] (1يوحنا 5: 20)، [ كل شيء قد دُفع إليَّ من أبي وليس أحد يعرف الابن إلا الآب ولا أحد يعرف الآب إلا الابن "ومن أراد: الابن أن يُعلن له" ] (متى 11: 27)، [ الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر ] (يوحنا 1: 18).
فهذا هو إعلان الحياة الأبدية في الكتاب المقدس والإيمان بالآب والابن والروح القدس، فالثالوث القدوس هو توحيد حقيقي يقود للشركة والحياة، فمعرفة الله الثالوث الواحد في الجوهر غايتها الشركة والحياة بإعلان وكشف إلهي في المحبة.

فما هو نفع الجدل حول طبيعة الله وما هي شخصيته الحقيقية، إذا كان التعليم عن طبيعة الله لا ينتهي بالسجود لله الحي والدخول في علاقة شركة حياة ومنها نشهد لله [ فأن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا، الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح ] (1يوحنا 1: 2، 3).

+++ فنحن المسيحيين نعبد الله الواحد الوحيد الحي الذي أعلن لنا ذاته روح وحياة وقيامة وشفاء، وقد رأيناه وسمعناه على المستوى الشخصي من جهة الخبرة في حياتنا الخاصة، فقد كشف الله لنا عن ذاته إله واحد لا آخر معه وليس له آخر شريك في جوهره، ونحن نسجد للآب في ابنه الوحيد ربنا يسوع المسيح بنعمة الروح القدس حسب كلمات الرب التي تُحيينا: [ الله روح والذين يسجدون له، فبالروح والحق ينبغي أن يسجدوا ] (يوحنا 4: 24).

فنحن لا نسجد لفراغ ولا لفكر عقلي ولا جدلي، ولا بحسب ظن أو إيمان أعمى، ولا بحسب اعتقاد توارثناه من جيل لجيل وكأنه تراث مثل باقي الشعوب والحضارات، بل نحن نسجد لمن أعلن عن ذاته في جوهر واحد ولاهوت واحد وربوبية واحدة، وهذا الإعلان يصل لكل واحد على المستوى الشخصي، وهكذا لا نسجد لإله مجهول ولا لما تسلمناه من السابقين، بل لمن أرسل ابنه الوحيد وأنار عقولنا بتجسده، ونقلنا من موت الخطية وعبادة الأوثان سواء الفكرية أو المادية (من جهة محبة المال والأشياء التي في العالم)، وحررنا من رباطات العبودية بموته المُحيي بالصليب محل فخرنا الخاص، وثبت فينا هبة الحياة الأبدية بالقيامة، ثم فتح لنا كنوز حياة الحق بروح الحق المُعزي الذي يقودنا نحو حق الله في ابنه يسوع المسيح، ويغرس فينا كلمة وشهادة الحق.
...عموماً سوف نتكلم فيما بعد عن السجود لله بحسب تعليم الإنجيل في سر الشركة مع الله الثالوث القدوس...
وبعد أن تكلمنا بإيجاز شديد عن غاية التعليم عن الله وأكدنا أنه ليس للجدل ولا لإثبات الفكر إنما الدخول في شركة وعبادة بالمحبة، نأتي الآن لنحاول أن نكتشف ما هي الصعوبات التي تقف حائل بين الإنسان ومعرفة الله الثالوث القدوس؟
المشكلة الأولى هي الخيال:
المشكلة الرئيسية هي أن خيال الإنسان وتصوراته تعوَّق معرفة الله وإعلانه عن ذاته، لأنه حينما يسمع أحد عن أن الله ثالوث قدوس يتخيل فوراً شكله وهيئته، وينحصر فكره في الإطار العددي الذي سنشرح خطأه فيما بعد، فكل من يُخضع الثالوث القدوس لخياله الخاص يعجز تمام العجز عن فهم أبسط الإعلانات عن الثالوث القدوس، وذلك بسبب أنه لا يوجد في الواقع العملي المُعاش أي شيء يُشبه شخص الله القدوس من قريب أو من بعيد. فكل محاولات الإنسان في تصوير الثالوث القدوس أو رسم صورة له هي خاطئة تماماً وتزيد من تعقيدات الفكر وقد تقود إلى اليأس، بل قد تصل لحد الهرطقات وشرح غير منضبط حسب إعلان الله عن ذاته يؤدي لنكران الله تماماً.
فخيال الإنسان عموماً يعجز تماماً عن تصوير ثلاثة أقانيم كل منهم مثل الآخر تماماً في جميع الصفات رغم تمايزهم بدون اختلاط أو تغيير، وهم في نفس ذات الوقت جوهر واحد في طبيعة واحدة غير مجزأة أو منفصلة قط، ومن مستحيل توجد صفه في أقنوم لا توجد في آخر، مثل الشمس التي هي نور وتولِّد نفس ذات النور عينه الذي لا ينفصل عنها وتظل كيان واحد رغم خروج النور وتوالده منها باستمرار.
وما يزيد من عجز الإنسان، هو كيف أن اقنوم الابن يتجسد ويبقى مع الله الآب في نفس ذات الجوهر غير منفصل عنه إذ قال [ أنا والآب واحد ] مع أنه على الصليب قال [ إلهي إلهي لماذا تركتني ]، وهنا تظهر عثرة العقل وتخبطه، وهيهات أن قدر إنسان على أن يقنعه، لأنه سيتجادل عقلياً ويحاول الإثبات بفلسفة فكرية تنحصر في "بما أن، إذاً"، ولا يستطيع العقل أن يقبلها إلا بصعوبة شديدة وسريعاً ما سيتراجع عنها حتماً، لأنه فعلاً كلام غير منطقي ويستحيل منطق يقبله، مع ترك موضوع الإثبات الفلسفي والعقلي بموضوع النار والنور والحرارة وغيرها من الإثباتات العقلية التي قد تُنتقد بسهولة...
وهنا يظهر عجز الإنسان عن معرفة شخصية الله بالإدراك العقلي ورسم صورة في خياله تُقرِّب له المعنى !!!


المشكلة الثانية هي الخبرة اليومية في حياة الإنسان:
طبيعة عقل الإنسان أنه تدرب على مدى حياته على دراسة معظم الأشياء عن طريق المقارنات، لأن المقارنات هي أفضل الطرق لاكتشاف نقاط التشابه والاختلاف بين الأشياء، فلو مثلاً تكلم عن الشموخ والعظمة يتبادر لذهن كل واحد شيء يصوره عنها بالمقارنة بغيرها، فتأتي مثلاً قوة الجبال وعلوها لتكون شبيه بالعظمة التي يريد أن يُعبَّر عنها، فكل ما نريد ان نعبر عنه بالكلمات نتخذها مما هو حولنا، أو نتخذه من التجارب الإنسانية التاريخية، مثل عظمة الإمبراطوريات والملوك.. الخ.
كما أن طبيعة عقل الإنسان أنه تدرب على دراسة كل ما يُحيط به عن طريق العلاقات، فهو لا يدرك أي شيء كما هو مستقل بذاته، بل يدرك مثلاً الهواء من خلال علاقته بغيره من الأشياء وعناصر الكون، فمثلاً لا نستطيع أن نتكلم عن الريح ومدى قوتها إلا باهتزاز الأشجار واقتلاعها، أو بسرعة موج البحر وعلوه إلا بمشاهدة سرعة الموج في الأوقات العادية وحسب المنظر اليومي الذي اعتدنا عليه، وحتى بالنسبة للمنهج العلمي التحليلي هو عبارة عن دراسة العلاقات، أي علاقة المواد ببعضها البعض وإجراء الفحوصات عليها، بوضع مادة على ماده وملاحظة النتيجة في المعمل وربط العلاقة بينهما بنتائج محدده مفحوصة، وبذلك لا يكون لأي شيء معنى إلا من خلال علاقته بغيره. وقد اثر هذا – بالطبع – على حياة الإنسان وسلوكه، ولاسيما في القرون الأخيرة حيث أصبح الإنسان عادةً ميالاً نحو الأسلوب التجريبي الذي يستحيل استخدامه في معرفة الله والحديث عنه.


المشكلة الثالثة هي المجتمع وتأثيره على الإنسان:

أولاً من خلال علاقة الإنسان بغيره في المجتمع، وبحكم النشأة والتعليم، يأخذ عن غيره الأفكار والتصورات التي يقدمها له المجتمع ككل، وهي بالطبع تُساهم في خلق فكرة الإنسان عن نفسه، وتُساهم في تشكيل خيالات الإنسان وإدراكاته الشخصية وتعامله مع الآخرين وفق المجتمع الذي يعيشه !!!
ثانياً أن الأفكار المنتشرة في المجتمع والسائدة فيه، تخلق في أغلب الأحيان عائق صد وحائط منيع يقف حائل عن فهم أو تصور فكرة غريبه عن هذا المجتمع. فلو نشأ الإنسان في مجتمع يقدس العبودية ويعتبرها أساس هذا المجتمع، فأن اقصى ما يصل إليه هو تصور الحرية كنقيض للعبودية، وهذا تصور ضعيف جداً للحرية تم بناءه على تجربة شخصية فيها قدر ضئيل من الموضوعية؛ وأيضاً لو ونظرنا للمجتمعات الشرقية التي نعيش فيها ونظرة الرجل للمرأة وأيضاً المرأة للرجل، والصراع القائم على من هو الأفضل، ومن هو الأقل ومن هو الأعظم، ومن هو السيد على الآخر، وهكذا اكتسب شرح موضوع [ ضلع آدم ] (تكوين 2: 21) بُعد غير سوي في الشرح والتقديم، كما نسمع من البعض أن الله خلق حواء من الضلع الأعوج في آدم وهي أصل السقوط مع إغفال تام أن الله لا يخلق ما هو شرّ أو أنه يكون سبب للسقوط، ورفض أن الرجل والمرأة وجهين لعمله واحدة كل منهما يُكمل الآخر، وهذا الشرح والتفسير عن الضلع المعوج وأن المرأة سبب السقوط وأشر خطية هي الجنس الذي زرعه الله في الإنسان، أو أنه سبب السقوط مقبول في مجتمعنا ومرفوض من المجتمع الأوربي والأمريكي على سبيل المثال، وهكذا يختلف قبول وتفسير وشرح أي شيء من مجتمع لآخر.
وإذا طبقنا كل هذا الكلام على اللاهوت أي ما يختص بشخص الله وطبيعته، فأننا كثيراً ما نجد أن الأفكار الموروثة هي أكبر المعطلات للفهم الصحيح عن الله، ولا مفر من عودتنا للينابيع الأولى للتسليم الآبائي الأصيل وخبرة الصلاة عن احتياج قلبي لإعلان الله وكشف ذاته لنا - على مستوى خاص وشخصي - في داخل القلب بانفتاح الذهن بالروح لنعرفه إله حي وحضور مُحيي للدخول في علاقة شركة حياة مع شخصه العظيم القدوس.
وسنستكمل في الجزء القادم ونتكلم عن معوقات الأرقام التي شوهت معنى الثالوث
 
قديم 06 - 05 - 2016, 03:26 PM   رقم المشاركة : ( 12600 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

خلاصك... بذراعك أم بذراع الله؟ - 1 ، 2

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
خلاصك... بذراعك أم بذراع الله؟ - 1 ، 2
هل الخلاص بالنعمة بالإيمان أم بالأعمال الصالحة؟
يحث الكتاب المقدس المؤمنين على القيام بأعمال الصلاح والبِرّ لأنها تتفق مع طبيعة الله الصالحة البارّة. إذ يقول:
"الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ "
(دانيآل 14:9)،
ولذلك فهو
"يُحِبُّ الْبِرَّ ."
(مزمور 5:33)
الدافع الصحيح للأعمال الصالحة ونتائجها
وفضلًا عن ذلك، تتفق أعمالنا الصالحة مع قصد الله لحياتنا وتمجّده. قال المسيح:
" فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هكَذَا قُدَّامَ النَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ الْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. ."
(متى 16:5)
وتفيد أداة النصب "لكي" في هذه الآية الدافع المفترض وراء العمل لكي يكون صالحًا ومقبولًا لدى الله، ألا وهو أنه يهدف إلى تمجيده وأن ترْك البِر وأعماله والجري وراء الخطايا يحط من قيمة الإنسان ويؤثر سلبًا في الأفراد والشعوب. يقول سليمان:
"اَلْبِرُّ يَرْفَعُ شَأْنَ الأُمَّةِ، وَعَارُ الشُّعُوبِ الْخَطِيَّةُ."
(أمثال 34:14)
وسيحتمل الإنسان نتائج توجُّهاته وسلوكه سواء أكان ذلك في طريق البِر أم الشر.
"بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ.."
(حزقيال 20:18)
*
أعمال صالحة لها رائحة تزكم الأنوف
فالأعمال الصالحة مطلوبة، وليس هنالك شخص تقي أو عاقل يرفضها. ولو أن عددًا أكبر من الناس قام بعدد أكبر من الأعمال الصالحة، لكان العالم أقل سوءًا بكثير مما هو عليه. لكن الكتاب المقدس يعلّم بكل وضوح أنه لا قيمة للأعمال الصالحة كمؤهِّل لحصول الإنسان على الخلاص. فهو يصف أعمال البر المتوهمة بأنها خرق بالية. ويقول:
"وَكَثَوْبِ عِدَّةٍ (نجس كريه الرائحة) كُلُّ أَعْمَالِ بِرِّنَا،"
(إشعياء 6:64)
وهو يتحدث هنا عن الأعمال التي يحاول أن يثبت بها الإنسان ذاته واستحقاقه وقيمته مُستغنيًا بكبريائه عن كل فضل من الله. ولهذا يطلَق على هذه النظرة نظرة البر الذاتي. حاول أن تتخيّل رد فعل ملك عظيم وأنت تقدّم له بإصرار وفخر ثوبًا نجسًا كريه الرائحة في محاولة منك لأن ترشوه لكي يطلق سراحك من السجن!
*
عجز الإنسان عن افتداء نفسه
ولهذا يقول الله صراحةً إنّ :
"بِرَّ الْبَارِّ لاَ يُنَجِّيهِ."
(حزقيال 12:33)
كما قال السيد المسيح:
"مَاذَا يُعْطِي الإِنْسَانُ فِدَاءً عَنْ نَفْسِهِ؟"
(متى 26:16)
وبمعنى آخر، فإن كل ما عند الإنسان أقل بكثير من قيمة الفدية المطلوبة. وقد أوضح المسيح هذا المبدأ حين روى قصةً عن عبد مدين لسيّده بمبلغ كبير.
" وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ، وَيُوفَي الدَّيْنُ ."
(متى 25:18)
قد نُصدم لما فعله سيد العبد في هذه القصة، لكن الفكرة هنا هي أن الإنسان الفرد عاجز عن أن يسُد وحده ديون خطاياه. ولهذا كان لا بد من وضع زوجته وأبنائه في السجن تسديدًا لدَينه. ولا يعني هذا أن الله سيعاقب أبناءنا وزوجاتنا على خطايانا، لكن الله يلفت أنظارنا إلى حاجتنا إلى البحث عمّن يسد ديون خطايانا عنّا لعجزنا عن ذلك. ويكمن الحل في كلمة الله المتجسد نفسه، يسوع المسيح، الذي أرسله الله في رحمته لكي يدفع هذا الثمن عنّا. فالإنسان مغلول اليدين بالخطية. ولذلك لا يمكن أن يتوقع منه الله أن يفعل شيئًا صالحًا لنفسه أو لله. وكل ما يستطيع أن يفعله هو أن يطلب إلى الله أن يحرره ويخلصه من قيوده.
*
ركائز مبدأ الخلاص عن طريق الأعمال الصالحة
يروّج لهذا المبدأ أشخاص كثيرون وجماعات دينية كثيرة. لكن هذا المبدأ مبني على عدة تصوّرات ومفاهيم خاطئة منها:
-1-
يفترض هذا المبدأ أن الإنسان صالح وحُرٌّ في القيام بالأعمال الصالحة وقادر على ذلك، بينما هو في واقع الأمر مجبول بالخطية، مستعبد لها. فطبيعة الخطية تولد معه وتجعله يميل إلى الشر. وهذا ما عناه داود حين قال:
"هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي."
(مزمور 5:51)
وهو لا يوجّه هنا أيّة تهمة إلى أمّه الكريمة. ليس الإنسان صالحًا حتى يستطيع أن يفعل الصلاح. يقول الرسول بولس بوحي الله:
"أَنَّهُ لَيْسَ بَارٌّ وَلاَ وَاحِدٌ . لَيْسَ مَنْ يَفْهَمُ. لَيْسَ مَنْ يَطْلُبُ اللهَ . الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ."
(رومية 10:3-11)
فالإنسان فاسد تمامًا. ولا يعني هذا أن الإنسان وصل إلى أقصى درجة ممكنة من الشر، أو أنه يرتكب خطية كلما سنحت له الفرصة لذلك، أو أنه يرتكب كل أنواع الخطايا الممكنة.
(ملاحظة: لا ينتظر قاضٍ أن يقوم مجرم بقتل نصف سكان مدينة حتى يحكم عليه بالإعدام. إذ تكفي جريمة قتل واحدة عادةً لإصدار مثل هذا الحكم.)
لكنه يعني أن الإنسان في حالته الطبيعية غير قادر على إرضاء الله أو تلبية مقاييس القبول لديه.
" إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ، ."
(رومية 23:3)
ربما ننظر إلى شخص على أنه "محترم" أو "صالح"، لكنه ليس محترمًا أو صالحًا بما يكفي لأنْ يقْبله الله. فقد فشل كل البشر، على سبيل المثال، فشلًا ذريعًا في حفظ أهم وصية من وصايا الله:
"تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ."
(متى 37:22)
ولم يعرف التاريخ شخصًا استطاع أن يفعل هذا كل دقيقة من حياته. ويمكن أن نشبّه الموقف بأشخاص لا بد لهم من أن يقفزوا من قمة جبل إلى قمة جبل آخر مقابله تفصل بينهما مسافة ثلاثين مترًا. ربما يستطيع بعضهم أن يقفز مسافة مترين، وآخرون خمسة، وآخرون عشرة اعتمادًا على قدراتهم ومواهبهم. لكن أحدًا منهم لن يستطيع أن يقفز مسافة ثلاثين مترًا، ولن يفيده أنه كان أفضل أداءً من الآخرين. إذ سيسقط مثلهم في الوادي في نهاية الأمر. وهذا هو مصير كل البشر، ولا حلَّ إلاّ ببناء جسر بين الجبلين. وهذا هو ما فعله السيد المسيح الذي جعل من صليبه مثل هذا الجسر. لذلك يقول:
"أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى (الله) الآبِ إِلاَّ بِي."
(يوحنا 6:14)
*
والأنبياء أيضًا؟
وقد يسأل أحدهم:
هل هذا ينطبق على الأنبياء أيضًا؟
ألم يكونوا صالحين؟
فكيف يقول الوحي:
" الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا مَعًا. لَيْسَ مَنْ يَعْمَلُ صَلاَحًا لَيْسَ وَلاَ وَاحِدٌ. "؟
والجواب :
هو أن الأنبياء بشر مخلوقون من طينتنا نفسها. صحيح أن الله وصف بعضهم بأنه "صالح"، لكن هذا الحكم عليهم يأتي نسبيًا بالمقارنة مع غيرهم من البشر. وهو يأتي أيضًا في سياق استعدادهم في السير في طريق البر التي رسمها لهم. قد ينظر شخص من الطابق العاشر إلى الناس في الشارع فيراهم صغارًا، غير أن الطيّار الذي يحلّق على ارتفاع شاهق يراهم ويرى البناية التي كان ينظر منها الشخص مثل النُّقط الصغيرة جدًا على صفحة دفتر. ربما ننظر إلى الأنبياء نظرة إعجاب وتقدير مستحَقة. فهم كبار بالنسبة لنا، لكنهم صغار جدًا في مقياس الله الكامل القداسة والطهارة.
*
انتبه! الخطية داخلك!
ما دام الإنسان مسكونًا بالخطية، فإنها تُوَجِّهه وتسوده، وهو يعبّر عن عبوديته لها بطاعته وخضوعه. وهذا هو ما قصد إليه السيد المسيح بقوله:
" إِنَّ كُلَّ مَنْ يَعْمَلُ الْخَطِيَّةَ هُوَ عَبْدٌ لِلْخَطِيَّةِ."
(يوحنا 34:8)
فالإنسان ذو طبيعة خاطئة، سواء أعبَّر عنها بسلوك معين أم لم يعبّر عنها حتى نقطة معينة، لأن الخطية الساكنة موجودة ولا بد أن تعلن عن نفسها بطريقة ما، منظورة أو غير منظورة، مهما طال الزمن. والإناء لا ينضح إلاّ بما فيه. وقلب المرء هو مصنع الخطايا. ويشرح السيد المسيح هذه الحقيقة بقوله:
"لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ. هذِهِ هِيَ الَّتِي تُنَجِّسُ الإِنْسَانَ."
(متى 19:15-20)
ويفاجأ كثيرون في مواقف وأوضاع معينة بمقدار الشرّ الذي هم قادرون على فِعله.
-2-
يفترض هذا المبدأ وجود قيمة عالية للعمل الصالح بحيث يستطيع أن يحقق هدفًا مزدوجًا:
دفْع ثمن الخطايا التي نرتكبها في حق الله لتعويضه عنها، ودفْع ثمن الحياة الأبدية.
من أين جاءت فكرة ميزان الأعمال؟
لا يمكن مساواة الخطايا بالأعمال الصالحة. ولا يعلّم الكتاب المقدس أن لدى الله ميزانًا يضع في إحدى كفتيه الأعمال الصالحة وفي الأخرى الخطايا. ويمكن إرجاع فكرة وجود ميزان تقاس به أعمال الإنسان لتقرير مصيره الأبدي إلى المانوية والأساطير المصرية. فقد كان أوزيريس، إله الموت، يزن قلوب البشر بعد موتهم ليرى إن كانوا "سليمي القلوب" وأين سيكون مصيرهم بعد ذلك. لكن الله يعرف كل شيء وليس محتاجًا إلى ميزان لكي يعطيه معرفة جديدة عنه.
*
تقاس الإساءة بقدْر الشخص المُساء إليه
ولعل مرجع فكرة المساواة بين الأعمال الصالحة والخطايا في قيمتها هو إلى عدم إدراك القائلين بها لماهيّة الخطية وعِظمها. فخطايانا عظيمة لأنها موجهة ضد الله العظيم. وهي إهانة لله الذي لا يمكن استقصاء قدْره، ولهذا فإن عقابها يكون عظيمًا بلا حد. فقيمة الإساءة تقاس بقيمة الشخص المُساء إليه، ونحن نسيء إلى الله العظيم بخطايانا. فكيف يمكن لأعمالنا الصالحة ذات القيمة المحدودة أن تمحو الإساءات التي لا حصر لها التي وجّهناها إلى الله بخطايانا؟
يمكننا أن نمثّل لهذه الفكرة برجل يعمل لدى ملك عظيم مدة طويلة من الزمن وهو يخدمه بأمانة. لكنه ذات مرّة، مرّة واحدة فقط، أساء إلى شرف الملك أو كرامته
(وهذا هو تمامًا ما نفعله حين نخطئ ونكسر وصايا الله)،
فماذا سيكون موقف الملك؟
هل سيعفو عنه آخذًا في اعتباره خدمات هذا الرجل كلها له و"أعماله الصالحة"؟
قطعًا لا!
فهو سيعتبر أن كل هذه الخدمات كانت أمرًا مفروغًا منه، وأنها كلها مجتمعةً لا تعادل الإساءة الواحدة التي ارتكبها الرجل. وأي تعويض يمكن أن يقبله هذا الملك العظيم مقابل شرفه وكرامته المُستباحَين؟
وأنا لا أحب أن أتصوّر نفسي مكان هذا الرجل وهو يلقى عقابه العادل على يد الملك!
*
ثمن الخطية
يقول الكتاب المقدس:
"لأَنَّ أُجْرَةَ الْخَطِيَّةِ هِيَ مَوْتٌ، ."
(رومية 23:6)
والموت يعني هنا الانفصال الأبدي من الله ورحمته واختبار عذاب بلا نهاية له في جهنم. وإذ كان عقاب الخطية الواحدة - إذا صح لنا أن ننظر إلى الخطايا كفعل مفرد - هو العذاب الأبدي في جهنم، فأي أمل أو رجاء يوجد لمن ارتكب آلاف الخطايا؟
ومن الجدير بالذكر هنا أن آدم لم يُطرد من الفردوس لقلة الأعمال الصالحة التي عملها حتى نتمكن من تصوّر إمكانية رجوعه ورجوعنا معه إليها عن طريق عمل المزيد منها. لقد ارتكب آدم خطية "واحدة" من حيث العدد عندما عصى الله، ولكنها كانت كافية لطرده من حضرة الله. ولو كان الأمر متعلقًا بالأعمال الصالحة، لأبقاه الله في الفردوس وطلب منه أن يعوّض عن خطيته بعدد ما من الأعمال الصالحة. ولا بد أن آدم عاش سنوات طويلة وهو يعمل أعمالًا صالحةً في الفردوس قبل أن يخطئ. أفلم تشفع له؟
فلو كان الله يعمل بنظام الأعمال الصالحة المزعوم، لكان ظُلمًا منه أن يطرد آدم من الفردوس! لكنه طرده بالفعل.
* * * * *
خلاصك... بذراعك أم بذراع الله؟ - 2
الخطية تفصلنا بالضرورة عن الله
وحقيقة الأمر هي أن آدم لم يقدم على تصرف خارجي يمكن محو آثاره بتصرف آخر. فقد تغيّرت طبيعته الداخلية بعد ارتكابه خطية العصيان. فالروح الذي نفخه الله فيه يوم خلقه قد انطفأ بسبب الخطية، فانتقل إليه الموت الروحي فأصبح منفصلًا عن الله. وكان هذا ما حذّره منه الله حين طلب إليه ألّا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر قائلًا:
" لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوتُ"
(تكوين 17:2)
فأصبح آدم في حالة لا تحتملها قداسة الله، فكان لا بدّ من طرده.
*
فلا الحياة تطيق الموت ولا الموت بقادرٍ على احتمال وجوده في حضرة الحياة. ولا يمكن أن يمثل إنسان في حضرة الله إلّا عندما تعود إليه الحياة الروحية من جديد بعد أن يسكنه الروح القدس ويعطيه طبيعة جديدة في لحظة الإيمان بالمسيح. وهذا هو ما حاول الرب يسوع المسيح أن يفهّمه لنيقوديموس عندما حدّثه عن شروط الدخول إلى ملكوت الله وضرورة
"الولادة الثانية"، أو "الولادة من فوق"، أو "الولادة من الروح".
وهذا هو ما يؤهِّل الإنسان لا أي شيء أو عامل آخر للمثول في حضرة الله.
*
علاج الإنسان لخطيته مرفوض
ومن الجدير بالذكر أن الله لم يرضَ عن الطريقة التي عالج بها آدم وحواء خطيتهما. يقول الكتاب:
"فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ."
(تكوين 7:3)
" وَصَنَعَ الرَّبُّ الإِلهُ لآدَمَ وَامْرَأَتِهِ أَقْمِصَةً مِنْ جِلْدٍ وَأَلْبَسَهُمَا. "
(تكوين 21:3)
لم يكن ما صنعاه بنفسيهما كافيًا، فتدخّل الله وصنع أقمصة من جلد. ويشير هذا بكل قوة إلى ضرورة وجود حمَل مذبوح ليغطّي خطايانا ويمحوها. وعلى هذا الأساس أمر الله بتأسيس نظام تقديم الذبائح الحيوانية في العهد القديم. لقد كان هذا "الحمَل المذبوح المجهول"، أو الذبيحة التي لم تُسَمَّ، صورة رمزية مسبقة للمسيح الذي سيموت على الصليب من أجل خطايا البشر. فحين رآه يوحنا المعمدان، أشار إليه قائلًا:
"هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!."
(يوحنا 29:1)
فالحمَل هو مِن عند الله لأن الحلّ هو من عنده.
*
ألا تحلّ التوبة المشكلة؟
لاحِظ أيضًا أن الله لم يطرح هنا مسألة التوبة على آدم كحَلّ للرجوع إلى الفردوس الذي طرده منه، مع أننا نفترض أنه ندم وتاب. لكن لماذا؟
لأن قبول التوبة من دون تعويض كافٍ عن الجريمة هو تهاونٌ في العدل، وهذا أمر لا يليق بالله الذي يُحسَب لعدله كل حساب. ولكي تُقبَل التوبة ويُمنح الغفران، لا بد من أن يتحقق العدل. تقول كلمة الله موضحةً هذا الأمر:
" إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ (الله) أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ."
(1يوحنا 9:1)
فالعدل هو أساس الغفران. ويعني هذا أن الله يمنحنا فرصة الاعتراف بخطايانا والتوبة عنها على أساس أن العدل والتعويض قد تمّ عندما مات المسيح دافعًا عنا ثمن خطايانا. وهنا نظرة جديدة إلى التوبة. فهي هبة تُعطى لنا على أساس ما فعله المسيح. يقول الرسول بطرس بوحي الله:
"هذَا (يسوع المسيح) رَفَّعَهُ اللهُ بِيَمِينِهِ رَئِيسًا وَمُخَلِّصًا، لِيُعْطِيَ إِسْرَائِيلَ التَّوْبَةَ وَغُفْرَانَ الْخَطَايَا. "
(أعمال 31:5)
وتقول كلمة الله أيضًا:
" وَكَانُوا يُمَجِّدُونَ اللهَ قَائِلِينَ:
«إِذًا أَعْطَى اللهُ الأُمَمَ أَيْضًا التَّوْبَةَ لِلْحَيَاةِ!»."

(أعمال 18:11)
وهكذا فإن التوبة ليست مجرد قرار بشري في أيّ سياق لأن الله لا يقبلها إلاّ بالإيمان بيسوع المسيح وكفارته.
*
التوبة لا تلغي العدل البشري
وحتى على المستوى البشري فإن التوبة تعجز عن إلغاء العدل. فإذا وقف أحدهم موقف المجرم الخائن لوطنه أو القاتل، فإن القاضي لا يعفو عنه إذا أعلن عن ندمه وتوبته
(رغم أن ندمه قد يكون حقيقيًا وتوبته صادقة).
فلا بد من دفع العقوبة بسبب القانون المُنتَهك والضرر الحاصل. وحتى في الأمور الشخصية، إذا سامحني شخص على إساءة ارتكبتُها في حقّه، فإنه يكون قد احتمل الضرر شخصيًا بسبب محبته لي أو شهامته، فكانت هذه هي التكلفة التي تحمّلها طوعًا لكي يسامحني. فلا يوجد غفران ليس فيه احتمال لخسارة. والخسارة التي احتملها يسوع طوعًا بسبب محبته لي ولك هي موته على الصليب.
*
هل معك ما يكفي لشراء الحياة الأبدية؟
أمّا بالنسبة لدفع ثمن الحياة الأبدية مع الله، فالإنسان مفلس روحيًا. والمفلس غير قادر على شراء شيء، ولا سيما إذا كان ما يريد شراءه هو الحياة الأبدية. وما الحياة الأبدية إلّا الله ومعرفته. خاطب الرب يسوع المسيح الله الآب قائلًا:
" وَهذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ (تمييزًا له عن الآلهة الكاذبة) وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ."
(يوحنا 3:17)
ويشير الوحي الإلهي إلى المسيح قائلًا:
"هذَا هُوَ الإِلهُ الْحَقُّ وَالْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
(1يوحنا 20:5)
*
من الغباء أن نصرّ على شراء ما هو مجّاني
لكن الحياة الأبدية التي لا نملك شراءها بأي ثمن هي مقدمة لنا مجانًا بالإيمان.
"لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ."
(يوحنا 16:3)
إذًا فالخطايا التي نرتكبها ضد الله القدوس أعظم من أن يكفِّر عنها أي عدد من الأعمال الصالحة، كما أن الحياة الأبدية أثمن بكثير من أن ندفع فيها أي ثمن. وإن أي ادعاء عكس ذلك يظهر جهلًا فاضحًا بقداسة الله وطبيعة الخطية وقيمة الحياة الأبدية.
-1-
يفترض هذا المبدأ أيضًا أننا بأعمالنا نسدد احتياجات الله وإلّا لما كان هنالك داعٍ لأن تكون لها أجرة ومكافأة. فهل يزداد الله فعلًا غنىً بما نفعله؟
لكن، كما أن خطايانا لا تقلل من قدر الله وألوهيته، فإن أعمالنا الصالحة لا تضيف إليه شيئًا. قال أيوب:
"إِنْ أَخْطَأْتَ (أيها الإنسان) فَمَاذَا فَعَلْتَ بِهِ؟ (الله) وَإِنْ كَثَّرْتَ مَعَاصِيَكَ فَمَاذَا عَمِلْتَ لَهُ؟ إِنْ كُنْتَ بَارًّا فَمَاذَا أَعْطَيْتَهُ؟ أَوْ مَاذَا يَأْخُذُهُ مِنْ يَدِكَ؟"
(أيوب 6:35-7)
وقال الله لمن يعتقدون بأنهم يتفضلون عليه بصيامهم:
" لَمَّا صُمْتُمْ وَنُحْتُمْ .. فَهَلْ صُمْتُمْ صَوْمًا لِي أَنَا؟ وَلَمَّا أَكَلْتُمْ وَلَمَّا شَرِبْتُمْ، أَفَمَا كُنْتُمْ أَنْتُمُ الآكِلِينَ وَأَنْتُمُ الشَّارِبِينَ؟"
(زكريا 5:7-6).
وإن كنا نظن بأننا فعلًا نضيف إلى الله شيئًا بأعمالنا، فإن هذا الظن يصبح خطية تحتاج إلى غفران.
-2-
يعطي هذا المبدأ أيضًا صورة مشوّهة عن الله الذي أظهره لنا المسيح أبًا سماويًا محبًا وكأن الله أولًا إله يتجاهل قداسته ومطالبها ومستعد لأن يتخلى عنها مقابل بعض الأعمال الصالحة. وثانيًا، يتجاهل هذا المبدأ عدل الله القدوس الذي أعطى حُكمًا لا رجعة عنه:
"اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ ... تَمُوتُ."
(حزقيال 4:18)،
كما يسمح هذا المبدأ أيضًا بالإكثار من الخطايا ما دام هنالك المزيد من الأعمال الصالحة التي يمكن أن توازنها. وهذا يلغي كل دورٍ لله في الخلاص. وينحصر دوره في تسجيل أعمالنا الصالحة وإعداد المكافآت. فلا توجد هنالك محبة أو فضل أو نعمة أو رحمة، لأن الإنسان لن يعود يحتاج إليها ما دام يحصل على ما يريده بقدرته وجهوده الشخصية. وهذا يفتح المجال واسعًا أمام الإنسان للافتخار، ليس على أخيه الإنسان فقط، وإنما على الله أيضًا. فهو ينظر إلى أعمال أخيه التي لا تجاري أعماله فيحس بثقة زائدة في نفسه، مع نظرة استعلاء إلى أخيه أو احتقار له. وينظر إلى نفسه على أنه متفضّل على الله بأعماله الصالحة التي أوصلته إلى النعيم، وهذا يجعل الله مديونًا له!
فينزع كل مجد من الله ويعطيه لنفسه. يقول الله:
".. وَمَجْدِي لاَ أُعْطِيهِ لآخَرَ، .."
(إشعياء 8:42)
وما دام هذا الشخص يحس بأن الله مديون له، فإنه لا يجد مانعًا من ارتكاب عدد من الخطايا المحبَّبة، لأن لديه رصيدًا كافيًا يغطّي ذلك!
وهكذا يمكن أن يتحول هذا المبدأ بسهولة أحيانًا إلى رخصة لارتكاب الخطية.
*
مبدأ جذاب يخفي خلفه سُمًّا
وخلاصة ما سبق هو أن مبدأ الخلاص بما يسمّى "الأعمال الصالحة" يبدو جذّابًا في الظاهر لأنه يطرح مسألة جميلة الوَقْع على الأذن. فمن يمكن أن يعترض على الأعمال "الصالحة"؟
فهي صالحة!
لكن هذا المبدأ في حقيقته أشبه بطبقة رقيقة من السكَّر تخفي تحتها سمًّا قاتلًا. فهو مبدأ شرير يهدف إلى إلغاء دور الله ومجده وقيمة نعمته وفضله وإغراق الإنسان في دوامة لا قرار لها لا تفضي به إلى مكان. وهو يجرّده من الامتياز الذي حصل عليه كابن لله بإيمانه بالمسيح ويضعه في مركز أدنى بكثير أقرب إلى وضع العبد المضطر إلى اكتساب كل شيء بتعبه وكدّه. وهو يقول لله:
إن ما فعله بتقديم ابنه يسوع المسيح على الصليب أمر لا قيمة له، فالأعمال الصالحة تفوقه قيمة حسب هذا الزعم. ولا فضل أو مجد لله في خلاص الإنسان.
*
مبدأ الأعمال الصالحة يعكس صورة مشوهة لله
إذا كانت صورة الإنسان عن الله مشوّهة، فلا بدّ أن تنعكس هذه الصورة على تفكيره وفي كيفية الوصول إليه، ولا بد أن تكون هذه الكيفية خطأ بالضرورة. فإذا نُظِر إلى الله كسيد جبار متسلط على عبيده، فإنه سيقوم بالأعمال المطلوبة إليه بلا محبة ولا أية عواطف. وسيكون الخوف، والإحساس بالواجب، أو في أحسن الأحوال - الطمع بالمكافآت دافعًا لكل فعل، لأنه لا توجد أية علاقة شخصية حميمة بينهما. قال المسيح:
" لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيدًا،... لكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ"
(يوحنا 15:15)
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:38 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024