منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 27 - 04 - 2016, 08:02 PM   رقم المشاركة : ( 12571 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

ربي الحبيب أشكرك
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأنك جعلتني خادم وتلميذ لك ،
[ ربي الحبيب
علمني أن أخدمك بكل أمانة وحب وإتضاع ،
علمني كيف أسلك في طريقك دون أن أهتم
بنظرات الآخرين لي، علمني كيف أكمل كل خدمة أعطيتني أياها
لكي أقدم لك قربان يرضيك
ليس كما قدم قايين فرفضت تقدمته
ولكن كما قدم هابيل من أفضل ما يملك،
وكما قدمت المرأة ذت الفلسين
التي قدمت من احتياجاتها وليس فضلاتها كالباقين..
أرجوك يا ألهي فلتبارك في الوزنة التي لي
لكي تطرح وتثمر ثلاثين وستين ومئة
لتمجيد أسمك ياربي يسوع.
 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:07 PM   رقم المشاركة : ( 12572 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريق الملكوت
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أع ١٤ : ٢١ – 28
طريق الملكوت

21 فبشرا في تلك المدينة وتلمذا كثيرين.ثم رجعا الى لسترة وايقونية وانطاكية 22 يشددان انفس التلاميذ ويعظانهم ان يثبتوا في الايمان وانه بضيقات كثيرة ينبغي ان ندخل ملكوت الله 23 وانتخبا لهم قسوسا في كل كنيسة ثم صليا باصوام واستودعاهم للرب الذي كانوا قد امنوا به. 24 ولما اجتازا في بيسيدية اتيا الى بمفيلية. 25 وتكلما بالكلمة في برجة ثم نزلا الى اتالية. 26 ومن هناك سافرا في البحر الى انطاكية حيث كانا قد اسلما الى نعمة الله للعمل الذي اكملاه. 27 ولما حضرا وجمعا الكنيسة اخبرا بكل ما صنع الله معهما وانه فتح للامم باب الايمان. 28 واقاما هناك زمانا ليس بقليل مع التلاميذ
+++++++++++++++++++++++++++++++++

لم يكن ممكنًا للحجارة أن تخترق فكر بولس وبرنابا، وتحطم غيرتهما على خلاص حتى الراجمين. فقد انطلقا إلى حين إلى دربه ليبشرا، ثم عادا إلى لسترة حيث رجم الرسول، وأيقونية وأنطاكية بيسيدية حيث يوجد المحرضون على رجمه. أنهما محبين للجميع. حبهما هو سرّ قوتهما في كرازتهما، وقد وضع الرسول بولس الحب على قائمة ثمار الروح القدس لأنه عطية الروح[/FONT]

+++مهما بدا من تعب وقلق في العمل الذي نؤديه للمسيح، ينبغي ألا نكف عن تعضيد المؤمنين الجدد الذين يحتاجون المعونة والتشجيع.
يبرز إيمان القديسين بولس وبرنابا وحبهما العجيب للخدمة أنهما عادا يبشران في البلاد التي طردا منها، ويوجد بها مقاومون كثيرون لهما. عادا يثبتان ويشددان أنفس التلاميذ غير مبالين بالموت، بل بقوة الروح يتحدونه، وكأنهما ليس فقط احتملا شدائد المسيح، بل كان يسعيان إليها. وقد عبَّر الرسول بولس عن عشقه للموت من أجل المسيح حين كتب رسالته الوداعية لتلميذه تيموثاوس: "صادقة هي الكلمة أنه إن كنا قد متنا معه فسنحيا أيضًا معه، إن كنا نصبر فسنملك أيضًا معه" (٢ تي ٢: ١١-١٢).
كانت الاضطهادات تلي اضطهادات: حروب وصراعات ورجم. هذه كلها ليست بأقل من عمل المعجزات، جعلتهما مشهورين، وأعدت لهما فرحًا عظيمًا. لم يقل الكتاب (عن الرسل) في أي موضع عادوا فرحين لأنهم صنعوا معجزات، لكنه قال أنهم فرحوا إذ حُسبوا أهلاً ان يهانوا من أجل اسمه (أع 5: 41). هذا تعلموه من المسيح القائل: "لا تفرحوا بأن الشياطين تطيعكم (راجع لو 10: 20). فإن الفرح الحقيقي والذي بدون تزييف هو التألم من أجل المسيح
لا نطلب الفرح (الراحة) في هذا العالم، لأن الفرح الحقيقي يمكن أن يُعد هنا، ولكن لا يُمتلك هنا. لا تطلب في الرحلة ما هو محفوظ لك في موطنك. فإنه يليق بك أن تحارب ضد الشيطان كل يوم تحت قيادة المسيح، فلا تطلب في وسط المعركة المكافأة المحفوظة لك في الملكوت. أثناء المعركة يلزمك ألا تطلب ما هو محفوظ لك عندما تنال النصرة، بل بالأحرى أن تصغي إلى ما يقوله الرسول: "بضيقات كثيرة ينبغي أن ندخل ملكوت الله" (أع 14: 22
إذ يهبنا الله القوة يلزمنا أن نعيش بطريقة نتأهل بها أن نعود إلى وطننا الرئيسي بفرح حيث يشتاق أن يرانا، ويرحب بنا السابقون لنا البطاركة والأنبياء والرسل. هناك رفقاؤنا المواطنون الملائكة في مدينة أورشليم السماوية، والمسيح ملك تلك المدينة، ينتظروننا بأذرع الحب المفتوحة. فإن كنا نطرح الشيطان ونمتلئ بالأعمال الصالحة عندئذ نعود إليهم. فإنكم تعرفون أيها الاخوة أن كل التجار والمسافرين يكونون قلقين وهم في الطريق، لكي ما يتحرروا من الاهتمام في وطنهم، ويشعروا بفرحٍ عظيمٍ عندما يتأهلوا أن يبلغوا وطنهم مع ربحٍ عظيمٍ.
هكذا نحن أيضًا أيها الأعزاء الأحباء نعد نفوسنا للفرح عندما نتأهل للذهاب إلى المسيح. في نفس الوقت لنفرح هنا فقط في رجاء، أما بعد ذلك فنتعين أن نقتني الفرح حقيقة!
عادا الرسولان إلى أنطاكية فتمت أول رحلة كرازية للقديس بولس مع القديس برنابا. يرى البعض أنها استغرقت ثلاثة شهور والبعض يرى أنها سنة كاملة.
+++عندما يجد الإنسان أنه قد أكمل ما طلبه الرب منه ، فأنه يسعد سعادة عظيمة و يشكر الله على ما تممه له وبواسطته فأهتم يا أخي أن تكمل كل خدمة و مسئولية تعطى لك لأنها من الله وتعطيها حسابًا أمامه وحينئذ يساعدك ويفرح قلبك.
++++++++++++++++++++++++
صلاة:
ربي الحبيب أشكرك لأنك جعلتني خادم وتلميذ لك ، ربي الحبيب علمني أن أخدمك بكل أمانة وحب وإتضاع ، علمني كيف أسلك في طريقك دون أن أهتم بنظرات الآخرين لي، علمني كيف أكمل كل خدمة أعطيتني أياها لكي أقدم لك قربان يرضيك ليس كما قدم قايين فرفضت تقدمته ولكن كما قدم هابيل من أفضل ما يملك، وكما قدمت المرأة ذت الفلسين التي قدمت من احتياجاتها وليس فضلاتها كالباقين.. أرجوك يا ألهي فلتبارك في الوزنة التي لي لكي تطرح وتثمر ثلاثين وستين ومئة لتمجيد أسمك ياربي يسوع


 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:14 PM   رقم المشاركة : ( 12573 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

اشكرك يا مخلصي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
علي كل نعمك الكثيرة التي اعطيتني اياها
امجد اسمك سيدي علي كل صنيع قدمتة لاجلي
ماذا اقدم لك سيدي وماذا افعل
لو عشت عمري باكملة اسبح اسمك
واشكر عظيم صنيعك معي لن يكفي ابدا عمري
كم من موت مؤكد انقذتني وضمدت جراحي
وربطني بكل الادوية المؤدية للخلاص
ويا ليتني قدمت محبة وتفاني في خدمتك بعد عظيم صنيعك
كم انا في نعمة عظيمة لا اشعر بها
كم من اشخاص موجودين ببلاد لا يوجد بها كنيسة
ولكنهم يسافروا بلاد ليحضروا ببيعة لك
يا لتهاوني انا
الكنيسة بجواري واتكاسل بالذهاب اليها
كم اشعر بخجلي منك حبيبي
كم من اشخاص يؤمنون بك في قلوبهم
ويتمنون ان تترتب الظروف ويتم عمادهم باسمك يا حبيبي
وانا المسيحية منذ مولدي لا اشعر بكم النعمة التي انا املكها
كم من بشر يقرؤون الكتاب المقدس خلسة
من اقاربهم لانهم ليسوا مسيحين
وانا يا لشروري وتهاوني وكسلي يا سيدي
اعلم يا حبيبي ان لا عزر لي
سامحني يا حبيبي
اعني انت
انزع عني اهمالي وتقصيري ورقادي وكسلي
ارسل لي انت كي ااتي لك يا حبيبي
اجعلني افطن لقيمة ما بيدي
اقبل صلاتي كالبخور امامك يا رب
واجعل قارئيها يرفعون قلوبهم اليك


 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:23 PM   رقم المشاركة : ( 12574 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مبادئ أساسية في الخدمة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أعمال الرسل ١٤: 1- 20
مبادئ أساسية في الخدمة



1 وحدث في ايقونية انهما دخلا معا الى مجمع اليهود وتكلما حتى امن جمهور كثير من اليهود واليونانيين.
ولكن اليهود غير المؤمنين غروا وافسدوا نفوس الامم على الاخوة.
فاقاما زمانا طويلا يجاهران بالرب الذي كان يشهد لكلمة نعمته ويعطي ان تجرى ايات وعجائب على ايديهما
فانشق جمهور المدينة فكان بعضهم مع اليهود وبعضهم مع الرسولين.
فلما حصل من الامم واليهود مع رؤسائهم هجوم ليبغوا عليهما ويرجموهما
شعرا به فهربا الى مدينتي ليكاونية لسترة ودربه والى الكورة المحيطة
وكانا هناك يبشران
8 وكان يجلس في لسترة رجل عاجز الرجلين مقعد من بطن امه ولم يمش قط. هذا كان يسمع بولس يتكلم.فشخص اليه واذ راى ان له ايمانا ليشفى قال بصوت عظيم قم على رجليك منتصبا.فوثب وصار يمشي فالجموع لما راوا ما فعل بولس رفعوا صوتهم بلغة ليكاونية قائلين ان الالهة تشبهوا بالناس ونزلوا الينا. فكانوا يدعون برنابا زفس وبولس هرمس اذ كان هو المتقدم في الكلام. فاتى كاهن زفس الذي كان قدام المدينة بثيران واكاليل عند الابواب مع الجموع وكان يريد ان يذبح. فلما سمع الرسولان برنابا وبولس مزقا ثيابهما واندفعا الى الجمع صارخين

وقائلين ايها الرجال لماذا تفعلون هذا.نحن ايضا بشر تحت الام مثلكم نبشركم ان ترجعوا من هذه الاباطيل الى الاله الحي الذي خلق السماء والارض والبحر وكل ما فيها. الذي في الاجيال الماضية ترك جميع الامم يسلكون في طرقهم. مع انه لم يترك نفسه بلا شاهد وهو يفعل خيرا يعطينا من السماء امطارا وازمنة مثمرة ويملا قلوبنا طعاما وسرورا. وبقولهما هذا كفا الجموع بالجهد عن ان يذبحوا لهما‏. ثم اتى يهود من انطاكية وايقونيه واقنعوا الجموع فرجموا بولس وجروه خارج المدينة ظانين انه قد مات. ولكن اذ احاط به التلاميذ قام ودخل المدينة وفي الغد خرج مع برنابا الى دربة.

( ع 1-7 السلبيات في الخدمة ليست عائق لإتمامها )
في مدينة ايقونية بدأت الكرازة في مجمع اليهود كالعادة وامن يهود ودخلاء كثيرون الأمر الذي اثار الذين لم يؤمنوا من اليهود فأخذوا يخدعون الأممم بكلام فاسد ويدفعوهم الى مقاومة الذين أمنوا، ولم يخف الرسولان (بولس وبرنابا) من مقاومة اليهود الرافضين الأيمان بالمسيح وأستمرا يبشران اليهود والأمم بشجاعة
قد نتمنى أحيانا أن نقوم بعمل معجزي لإقناع كل إنسان أن
الرب يسوع هو الله
إلا أننا نرى هنا أنه حتى لو فعلنا ذلك فلن يقتنع الناس جميعهم. فقد وهب الله لبولس ولبرنابا قوة صنع المعجزات كدليل على بشارتهم، لكن الناس انقسموا حول ذلك. فلا تضيع وقتك وجهدك في تمني المعجزات، بل ابذر بذار كلمة المسيح في أفضل تربة ممكنة، بأفضل طريقة لديك واترك أمر الإقناع للروح القدس.
+++ جميل بالإنسان الا تعطله السلبيات بل يجاهد دائمًا في ما هو ايجابي ، فأن أُغلق أمامك باب لا تتضايق ، بل أبحث عن الباب المفتوح واستمر في خدمتك و أمانتك في عملك ومحبة من حولك.
( ع 8-20 لا تهتم بآراء الناس )
ـ ظن أهل لسترة أن الآلهة (زفس وهرمس ) اتخذوا صورة بشر ونزلوا بينهم في مدينتهم. وتقول الأسطورة إن الإلهين زفس وهرمس لم يلقيا الضيافة في لسترة، في القديم إلا من رجلين. لذلك قام الإلهان بإبادة جميع سكان المدينة ما خلا هذين الرجلين. فلما رأى أهل لسترة معجزات بولس وبرنابا ظنوا أن الإلهين زفس وهرمس يزوران المدينة ثانية. وإذ تذكر أهل المدينة ما حدث لمواطنيهم من قبل قدموا التقديس لبولس وبرنابا على الفور.
-في رد بولس وبرنابا على ما فعله أهل لسترة، ذكرهم بأن الله لم يترك نفسه "بلا شاهد". فالمطر والمحاصيل، مثلا، دليل على صلاح الله. وقد كتب بولس فيما بعد أن هذا الدليل من الطبيعة يجعل الناس بلا عذر إن لم يؤمنوا (رو ١: ٢٠). فإن ساورك شك في الله، تلفت حولك وسترى الكثير من الأدلة على عمله في العالم.
-كان بولس وبرنابا مثابرين في تبشيرهما معتبرين أي مكسب لهما لا قيمة له بالمقارنة بطاعة المسيح. وبالكاد هربا من الرجم في إيقونية (١٤: ١-٧). إلا أن يهودا من أنطاكية وإيقونية تبعوا بولس ورجموه حتى ظنوا أنه مات. وما إن أفاق بولس بعد ذلك حتى عاد إلى المدينة ليبشر فيها ثانية وهذا هو الالتزام الحقيقي. فالتلمذة للمسيح التزام له تكاليفه. فنحن، كمسيحيين، لم نعد ملكا لأنفسنا بل لربنا يسوع المسيح، الذي دعينا لتحمل الألم لأجله.
+++ بعدما أكرم أهل لسترة الرسولين قاموا عليهما ليقتلوهما..أن أراء الناس متقلبة، فلا تتعلق بها ، وأهتم برأي الله فيك حتى لو أعترض الناس، ولا ترضي الآخرين على حساب الله بل تمسك بكلامه مهما كانت الضغوط عليك.
+++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++++

اشكرك يا مخلصي علي كل نعمك الكثيرة التي اعطيتني اياها
امجد اسمك سيدي علي كل صنيع قدمتة لاجلي
ماذا اقدم لك سيدي وماذا افعل
لو عشت عمري باكملة اسبح اسمك واشكر عظيم صنيعك معي لن يكفي ابدا عمري
كم من موت مؤكد انقذتني وضمدت جراحي وربطني بكل الادوية المؤدية للخلاص
ويا ليتني قدمت محبة وتفاني في خدمتك بعد عظيم صنيعك
كم انا في نعمة عظيمة لا اشعر بها
كم من اشخاص موجودين ببلاد لا يوجد بها كنيسة ولكنهم يسافروا بلاد ليحضروا ببيعة لك
يا لتهاوني انا
الكنيسة بجواري واتكاسل بالذهاب اليها
كم اشعر بخجلي منك حبيبي
كم من اشخاص يؤمنون بك في قلوبهم ويتمنون ان تترتب الظروف ويتم عمادهم باسمك يا حبيبي
وانا المسيحية منذ مولدي لا اشعر بكم النعمة التي انا املكها
كم من بشر يقرؤون الكتاب المقدس خلسة من اقاربهم لانهم ليسوا مسيحين
وانا يا لشروري وتهاوني وكسلي يا سيدي
اعلم يا حبيبي ان لا عزر لي
سامحني يا حبيبي
اعني انت
انزع عني اهمالي وتقصيري ورقادي وكسلي
ارسل لي انت كي ااتي لك يا حبيبي
اجعلني افطن لقيمة ما بيدي
اقبل صلاتي كالبخور امامك يا رب واجعل قارئيها يرفعون قلوبهم اليك
 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:39 PM   رقم المشاركة : ( 12575 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله يستطيع أن يطهرك من الداخل .
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اننا نعيش في زمان ٍ يركز كثيرا ً على النظافة ، فالاعلانات تحاول اقناعنا انه إن لم نستخدم نوعا ً معينا ً من الصابون فسوف نواجه المتاعب وقد نفقد وظيفتنا أو ربما يتخلى عنا معظم أصدقائنا . لهذه الدرجة !! أما اذا استعملت صنفا ً معينا ً من الصابون فسوف يصبح كل ما فيك من الخارج نظيفا ً .. لكن ماذا عن الداخل ؟ من المؤكد انه لا يوجد صابون قادر على تنظيفك من الداخل ، فكلمة الله هي الوحيدة القادرة على ذلك . إن مادة التنظيف المعجزية الحقيقية الوحيدة في العالم هي كلمة الله فهي قادرة على تنظيفك وتخليصك . يقول الرسول بطرس :
رسالة بطرس الرسول الأولى 1: 23
مَوْلُودِينَ ثَانِيَةً ، لاَ مِنْ زَرْعٍ يَفْنَى ، بَلْ مِمَّا لاَ يَفْنَى ، بِكَلِمَةِ اللهِ الْحَيَّةِ الْبَاقِيَةِ إِلَى الأَبَدِ. "
فكلمة الله هي التي تقدم المسيح الذي سفك دمه ُ عن خطاياك وخطايا جميع الناس . فقد مات المسيح عن خطايانا ومات من أجل تبريرنا . وكلمة الله ليست قادرة على تخليصك فحسب بل هي قادرة ٌ ايضا ً على حفظك طاهرا ً طوال حياتك هنا على هذه الأرض . فربما يمكنك أن تشتري العطور والمنظفات وأن تستحم بها أو تسكبها في بركة السباحة وتسبح فيها لكنها لن تطهرك من الداخل . فما من شيء ٍ سوى كلمة الله يستطيع أن يطهرك من الداخل .
 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:47 PM   رقم المشاركة : ( 12576 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوم الخميس يوم السر العظيم - سرّ الإفخارستيا وغسل الأرجل
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وصلاة جسثيماني واختتام اليوم بقبلة القلب الغاش
أولاً مُسميات هذا اليوم العظيم
يُسمى هذا اليوم في الكنيسة القبطية [ يوم خميس العهد ]، ويُسمى أيضاً [ الخميس الكبير ]، ويشترك في هذا الاسم مع الكنيسة القبطية، الكنائس السُريانية والموارنة، وعند ابن كبر في القرن ال14(1324م) يُدعى [ يوم الخميس الكبير الذي هو العهد الجديد ] كما يُسميه أيضاً [ عيد العهد الجديد ]، ويُسمى في الكنيسة البيزنطية [ الخميس العظيم المُقدَّس ]. وهذا هو اسمه في الشرق عموماً. أمَّا في الغرب فاسمه التقليدي في الإنجليزية Maundy Thursday وكلمة Maundy جاءت من الأنتيفونا [ وهو لحن من فريقين ] الأولى التي تُرتل في هذا اليوم باللاتينية في طقس غسل الأرجل وهي Manatum novum أي [ وصية جديدة ]، فهو يُسمى [ خميس الوصية الجديدة ]، ويُسمى أيضاً [ الخميس الأخضر ] Green Thursday وهو اسمه التقليدي لدى الألمان. وربما جاء هذا الاسم [ الخميس الأخضر ] من عادة منح التائبين المعترفين بخطاياهم في هذا اليوم – استعداداً للتناول من الأسرار المقدسة – أغصاناً خضراء تعبيراً عن كمال توبتهم ورجوعهم إلى كمال شركتهم مع الكنيسة على أساس أنهم صاروا أغصان خضراء جديدة في الكرمة، ويُسمى هذا اليوم أيضاً Sheer Thursday أي [ الخميس النقي أو الواضح ]، حيث أنه في هذا اليوم، يُعطى الحل للتائبين، أو ربما جاء الاسم أيضاً من عادة الغسيل الطقسي لمذابح الكنيسة وسوف نذكرها بالتفصيل فيما بعد في موضوع مستقل.
+ أحداث يوم خميس العهد بين التقليد اليهودي وإقامة وليمة العهد المسيانية
في هذا اليوم أمر الرب يسوع أثنين من تلاميذه أن يذهبا ويُعدا الفصح ليأكل معهم [ متى 36: 17؛ مرقس 14: 13؛ لوقا 22: 7 ]. وبعد الظهر توجَّه إلى المكان الذي أعدَّ التلاميذ فيه الفصح في بيت القديس مرقس الإنجيلي والرسول [ وذلك كما يذكر التقليد المتفق مع الإنجيل تمام الاتفاق ] وهو ابن أخت القديس برنابا الرسول، وذلك كان في أورشليم. وكان الفصح اليهودي يستمر إلى سبعة أيام، حيث يذبحون خروف الفصح في الرابع عشر من نيسان بين العشاءين، أي بين العصر والغروب [ خروج 12: 16 ]. ومتى بدأ مساء الخامس عشر من نيسان، كان يُدعى هذا اليوم: [ اليوم الأول من الفطير ]، وتنتهي أيام الفطير في الحادي والعشرين منه [ لاويين 23: 5 ] وكان لا يجوز لهم بمقتضى الناموس أن يأكلوا شيئاً في هذه المدة سوى الفطير فقط [ خروج 12: 15 ] ولذلك سُميَّ بعيد الفطير.

والفطير هو الخبز الذي يُخبز بدون خمير، ولفظة الخمير تأتي في العبرية [ חָמֵ֗ץ ح م تص ] وتعني [ مُرّ أو لاذع أو حامض ]، وهي ترمز للخطية عادة، والتي تجعل حياة الإنسان مُرّة ولاذعة، كما أن الخميرة تجعل العجين ينتفخ، وتكون الزيادة في الحجم وليس الوزن، وهكذا غرور الخطية تجعل الإنسان ينتفخ ويُفكر في ذاته أنه أكثر بكثير مما هو في الواقع، ومن شرّ الخطية أنها إذا دخلت للقلب أو في مكان تتفشى مثل قطعة الخميرة الصغيرة والتي تُخمر العجين كله، لذلك الخطية خاطئة جداً وأقل تعامل معها خطير لأنها تفعل فعل الانتشار والتوغل مثل الخميرة، لذلك أقل استهانة بالخطية تطعن الإنسان بالأوجاع التي لا ولن تنتهي قط. ويقول الرسول: [ ألستم تعلمون أن خميرة صغيرة تُخمِّر العجين كله. إذاً نقوا منكم الخميرة العتيقة لكي تكونوا عجيناً جديداً كما أنتم فطير. لأن فصحنا أيضاً المسيح قد ذُبح لأجلنا. إذاً لنُعيد ليس بخميرة عتيقة ولا بخمير الشرّ والخبث بل بفطير الإخلاص والحق ] (1كورنثوس5: 6 – 8)
ولذلك نجد أن الكتاب المقدس يؤكد على عدم حياة الشركة مع الأشرار لكي لا ينتقل إلينا خبث الشرّ دون أن ندري:
+ لا تضلوا فأن المُعاشرات الردية تُفسد الأخلاق الجيدة (1كورنثوس 15: 33)
+ لا تكونوا تحت نير مع غير المؤمنين لأنه أية خلطة للبرّ والإثم وأية شركة للنور مع الظلمة (2كورنثوس 6: 14)
وكلمة فطير بالعبرية هي: [ מַצּוֹת م تص و ت ] matzot. وهذه الكلمة تعني حرفياً [ حلواً – بلا فساد – غير نتن ]. إذاً خبز الفطير يُمثل حلاوة وكمال السيرة بدون خطية. كما أن الأمر بأكل الفطير يؤكد على حياة الطهارة والقداسة في قمة كمالها للمسيا الإله الكلمة المتجسد، والذي جاء ليُكمل كل برّ ويضع حياته كحمل الله رافع خطية العالم ومتمم الذبيحة في كمالها الذي كان سابقاً رمزاً له ولتتميم عمله الكامل لأجل خلاص العالم كله منذ آدم لآخر إنسان.

عموماً نجد أنه كان يلزم حفظ الاحتفال بعيد الفصح في جميع الأجيال كفريضة دائمة لا يُمكن أن تنقطع قط:
[ ويكون لكم هذا اليوم تذكاراً فتعيدونه عيداً للرب. في أجيالكم تعيدونه ] (خروج 12: 14)
[ فتحفظون هذا الأمر فريضة لك ولأولادك ] (خروج 12: 24)
[ فتحفظ هذه الفريضة في وقتها من سنة إلى سنة ] (خروج 3: 10)
والكلمة العبرية يحفظ [ שמרים شمريم ]، تعني حرفياً: [ يُلاحظ بانتباه أو يسهر على ].
وبالنسبة للعبرانيين الأوائل، كان مفهوم التذكار لديهم أكثر من كونه مجرد تذكُرّ حدث يُمثل مرحلة من مراحل التاريخ، بل لقد استخدموا التذكار لاستحضار القلب والذهن إلى حدث هام جداً وحقيقي موثق وموثوق به، وكل شخص يهودي يعتبر نفسه – شخصياً – واحداً من الذين خلَّصهم الله من العبودية في القديم، لأنه يعتبر خلاص الله ممتد منذ لحظة عمله إلى اليوم الذي يعيش فيه يهودي في كل جيل جديد. وهو أيضاً يوجه نظره نحو المستقبل إذ انه متيقن من ما سوف يعمله الله في المستقبل لأجل خلاصه وحياته في المسيا الآتي، وعموماً نجد أن الله قد وضع نظاماً محدداً لهذا الاحتفال السنوي بالفداء. وتتمثل بنوده في الآتي:
1 – كل الأجيال شعب إسرائيل تحفظ وتُقيم الفصح سنوياً ولا يُستثنى أحد بالطبع (خروج 12: 47)
2 – لا يُسمح لأي غريب خارج العهد أي غير مُختتن أن يأكل من ذبيحة الفصح (خروج 12: 43 – 45)
3 – يؤكل الفصح بداخل البيوت، وهو شاة ابن سنة لكل بيت (خروج 12: 46)
4 – ينبغي أن تؤكل ذبيحة الفصح بالكامل في ليلة واحدة، ولا يبقى منها شيئاً للصباح (خروج 34: 25)
5 – ينبغي أن يعزلوا الخميرة من بيوتهم لمدة سبعة أيام (خروج 13: 6 – 7)
6 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح في عدم وجود خميرة (خروج 34: 25)
7 – لا يكسروا عظمة من عظام ذبيحة الفصح (خروج 12: 46)
8 – ينبغي أن يذبحوا خروف الفصح – فقط – في المكان الذي يُحدده الرب لهم (تثنية 16: 5 – 6)
9 – ينبغي على كل ذكور جماعة بني إسرائيل أن يظهروا أمام الرب في وقت الفصح (خروج 23: 17 / 34 : 23)
10 – أولئك الذين هم بداخل حظيرة الإيمان – فقط – يشتركون في احتفال الفصح. وإذا أراد أُممي أو غريب أن يشترك معهم عليه أن يُختتن ويؤمن بيهوه.
+++ ترتيب الفصح +++
يلزمنا أن نعرف أولاً أن الفريسيون كانوا في أيام الرب يسوع هم حُراس التقليد الشفوي لحكماء بني إسرائيل القُدامى، والذي يعتبرونه مساوٍ للتوراة أي الشريعة المكتوبة، ويعتقد اليهود التقليديين إلى يومنا هذا أن الله نفسه أعطى هذه الشريعة الشفهية لموسى، وانتقلت من جيل لجيل شفهياً. والذين فسروا التوراة وشرحوها عرفوا باسم [ الرابيين ] والتي تعني [ مُعلمين ]، وقد جمعوا وصنفوا كل المعتقدات الدينية في كتاب واحد أُطلق عليه [ المشناه ] في وقت ما بين 100 ميلادية حتى سنة 250 ميلادية. المشناه تُعطي كافة أوجه الحياة الدينية وتُقدم صورة للعادات والتقاليد والأوامر والشرائع على مر العصور حتى زمن وجود الرب يسوع.
وبخصوص الفصح تقتبس المشناه أقوال رابي غمالائيل Rabbi Gamaliel التي يقول فيها:
[ كل من لا يذكر هذه الأشياء الثلاثة التي سنذكرها في عيد الفصح يعتبر نفسه إنه لم يُتمم ما ألزمته به الشريعة، وهي:
* ذبيحة الفصح، لأن القدوس عبر على بيوت آباءنا في مصر وفداهم من موت الأبكار
* الفطير، لأن الرب حرر آباءنا من أرض العبودية: مصر
* الأعشاب المُرّة، لأن المصريين مرروا حياة آباءنا في مصر ] Pesahim10: 5
+ الشكل العام لترتيب الفصح وتنظيمه +
من جهة شكل الجلوس حول المائدة:
كان المحتفلون يجلسون متكأين حول المائدة وليس في وضع الجلوس العادي، وهذا انحدر من بابل منذ أيام السبي، ومن عادات بابل أن الأشخاص الأحرار يتكئون على وسائد مُريحة حول المائدة، أما العبيد فيقفون بانتباه شديد لخدمة أسيادهم الذين يأكلون.
وعند جلوس أفراد العائلة حول مائدة الفصح، يُخصص مكان ويُرتب بعناية شديدة لرئيس المائدة، حيث اقتضت العادة أن رب العائلة هو الذي يجلس على رأس مائدة العشاء الاحتفالية. والشخص الأصغر يجلس في الجهة اليُمنى ليقوم بدور خاص في نهاية الطقس التقليدي seder، أما على يسار رب العائلة فيجلس الضيف بكل إجلال واحترام وأحياناً يُترك هذا المكان فارغاً ويُسمى [ كُرسي إيليا ] حيث يعتقدون أن إيليا النبي سيجيء فجأة ويأكل معهم الفصح، كما كانوا يتوقعون من النبوات أن إيليا سيأتي كما نراهم حينما سألوا القديس يوحنا المعمدان: أإيليا أنت !!!

1 - الجماعة التي ستأكل الفصح
كان اليهود يقسمون أنفسهم في أكل خروف الفصح إلى جماعات، بحيث لا تقل الجماعة عن عشرة أفراد ولا تزيد عن عشرين شخصاً، وإن لم يبلغ سُكان البيت الواحد عشرة أشخاص، اشترك بيتان في خروف واحد، وكانت كل جماعة تُنيب عنها واحداً ليحضر الخروف إلى دار الهيكل، ويُساعد أيضاً اللاويين على ذبحه، ثم يُنقل ما يُذبح إلى البيت الذي يقصدون أن يأكلوه فيه حسب الشريعة (خروج 12: 4 – 14).

وطبعاً يلزمنا أن نعرف أن اللاويين قاموا ببيع الخرفان في الهيكل لكي ينالوا نصيباً في ثمنه لأنهم يبيعونه أغلى ثمناً من خارج الهيكل، وكانوا يرفضون أي خروف يحضره أحد من خارج الهيكل ويختلقوا له عيوباً فيه ليمنعوا ذبحه لأنهم القائمين على فحص الخروف لسلامة تقديمه حسب الشريعة، لذلك اغتاظوا جداً من الرب حينما طرد الباعة وقلب موائد الصيارفة وقال بيت أبي جعلتموه مغارة لصوص.

عموماً قد قام الرسولان بطرس ويوحنا بذلك الأمر في الهيكل في هذه المرة بالنيابة عن مُخلصنا وتلاميذه، وأعدَّا الفطير والخمر والأعشاب المُرّة وكل ما هو ضروري لإعداد الفصح. فلما أعدا كل شيء، جاء يسوع وتلاميذه إلى المكان الذي أخفاه الرب عن يهوذا، حتى يُتمم ما جاء لأجله، لأن يهوذا لهذه الساعة لم يكن يعلم أين يصنع الرب الفصح لذلك لم يستطع أن يبلغ عن مكانه – حسب ما اتفق مع اليهود – إلا بعدما ذهب وحضر الفصح مع التلاميذ كما سوف نرى.
2 – طقس الاحتفال والغسل
الاحتفال بالطبع كان يشمل طقس غسل الأيدي وبعض الصلوات في وضع الجلوس. ويشرب المحتفلون أربعة كؤوس من الخمر، والتقليد الشفوي من المشناه يأمر بأن حتى الأشخاص الفقراء ينبغي عليهم أن يشربوا هذه الكؤوس الأربعة، حتى ولو وصل الأمر به إلى بيع نفسه أو الاستدانة (وطبعاً هذا ما قصده المسيح بتوبيخهم لأنهم أبطلوا وصية الله بتقليد الناس ولا يقدرون أن يعولوا الفقير بل يضعوا عليه أثقال عثرة الحمل) وينبغي أن يكون خمر الفصح من النبيذ الأحمر ويُخلط بقليل من الماء، كما أن المشناه تأمر بأن يكون النبيذ دافئاً، ومن ثمَّ يجب تسخين الماء قليلاً قبل خلطه بالخمر حتى يُذكَرَهم بدم الخروف الذي ذُبح للتو، فيكون دمه دافئاً.
* ما يوضع بجوار الخروف على المائدة:
لابد بجوار الخروف المشوي بكاملة بدون كسر عظماً منه، توضع أعشاب مُرة وثلاثة شرائح من الخبز غير المختمر، يُسمى بالعبرية Charoseth، وفي هذا الخليط كانوا يغمسون الأعشاب المُرة وخبز الفطير معاً. ولا يأكلون طبق التحلية بعد أكل خروف الفصح بل قبله، حيث أنه غير مسموح بأكل أي شيء آخر بعد أكل خروف الفصح.
3 – بدء الاحتفال بالفصح
بعد أن يتم كل الأعداد السابق للفصح تبدأ ربة البيت تُعلن عن بدء احتفال الفصح، بإنارة شمعتي الفصح، فتُغطي عينيها بيدها وتتلو صلوات البركة على الشمعتين، شاكرة الله من أجل هذه المناسبة الخاصة، قائلة: [ مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، الذي قدستنا بوصاياك. وباسمك نُشعل أنوار الاحتفال ]
وبعد ذلك يتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس بالعبرية [ קידוש قيدوش ] على الكأس الاستفتاحية وهي الكأس الأولى من الخمر قائلاً: [ مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك المسكونة، يا من اخترتنا من بين الشعوب لنُقدم لك هذه الخدمة، مبارك أنت أيها الرب إلهنا، ملك الدهور، يا من وهبتنا الحياة، يا من حفظتنا وأتيت بنا إلى هذه المناسبة ]؛ ثم يقول: [ فليكن الرب مباركاً الذي أبدع ثمر الكرمة ]
ثم يرتشف منها قليلاً، ويُدار بها على جميع الجالسين فيرتشف كل منهم قليلاً منها كل واحد بدوره، وكان تُدعى كأس المرارة، وهي الكأس المذكورة في إنجيل القديس لوقا التي لم يذق منها الرب شيئاً: [ ثم تناول كأساً وشكر وقال خذوا هذه واقتسموها بينكم. لأني أقول لكم إني لا أشرب من نتاج الكرمة حتى يأتي ملكوت الله ] (لوقا 22: 17 – 18).
ثم يأتي بعد ذلك طقس غسل الأيدي بواسطة رئيس المتكأ، وهذا الاغتسال كانوا يشيرون به إلى عبور أسلافهم البحر الأحمر. وعند هذا الحد من الطقس قام الرب عن العشاء وخلع ثيابه كما يفعل العبيد، وأخذ منشفة وأتزر بها، ثم صب ماء في مغسل، وابتدأ يغسل أرجل التلاميذ ويمسحها بالمنشفة التي كان متَّزراً بها. يغسل ويُجفف وسخ سيرتنا القديمة التي سلكنا فيها بمسالك غير مستقيمة، والغسل هنا على أساس التطهير.


طبعاً أمام هذا الحدث الجليل والرهيب باتضاع الخالق العظيم أمام المخلوق الضعيف يُذهل العقل وتُعقد الألسُن، فالخالق ينحني باتضاع أمام خليقته، فهذا حقاً لا يستوعبه عقل إطلاقاً أو يصدقه إنسان، فكيف الذي بيده قدر الخليقة ومن فيها والكل له يخضع أمام جلال مجد بهائه، ينحني ليغسل أقدام خليقته.
* فمن يستطيع أن يحتمل هذا ؟
* من منا يحتمل أن يجلس أمام عريس النفس ورب الخليقة ليعطيه قدمه ليغسلها !!!
* ركزوا معي يا إخوتي وانظروا، لو رب المجد واقف أمامك الآن عزيزي القارئ ووجدته ينحني ليغسل قدمك، فكم يكون ارتباكك وحيرتك وكيف تقدم له قدمك !!!

حقاً كان العذر لبطرس كل العذر عندما قال ليسوع في خجل شديد وحيرة وصدمة من انحناءه أمامه ليغسل قدميه: [ لن تغسل رجلي أبداً ]، ولكن الرب أعلمه أن ما يصنعه معه سرّ لا يستطيع أن يفهمه الآن، ولكنه سيفهمه فيما بعد، وأنه أن لم يغسله فلن يكون له نصيب معهُ في الملكوت، فمصيره في الملكوت مرتبط بغسل رجليه.
إذاً لم يكن الأمر مجرد غسل قدمين، بل شركة في ملكوت ابن الله وعمل تأهيلي لمن وُضعت عليه الضرورة للكرازة والتبشير. ولما عرف القديس بطرس ذلك قال عن عدم وعي: [ يا سيد ليس رجليَّ فقط بل أيضاً يديَّ ورأسي ]، فصحح له الرب فهمه الخاطئ قائلاً: [ الذي قد اغتسل (بالمعمودية وصار خليقة الجديدة وابناً لله في الابن الوحيد) ليس له حاجة إلا إلى غسل رجليه (أي تقويم سيرة حياته بالتوبة) ] (يوحنا 13: 10)

ولما أكمل الرب هذا الفعل السرائري العظيم، أخذ ثيابه ولبسها، وعاد واتكأ على المائدة وقال لهم: [ أتفهمون ما قد صنعت بكم ؟ فسكتوا ] لأنهم بالتأكيد لم يكونوا يفهمون شيئاً في تلك الساعة، ولكنهم – بالطبع – فهموا فيما بعد. فقال لهم الرب: [ أنتم تدعوني مُعلماً وسيداً وحسناً تقولون لأني أنا كذلك. فإن كنت وأنا السيد والمُعلم قد غسلت أرجلكم، فأنتم يجب عليكم أن يغسل بعضكم أرجل بعض، لأني أعطيتكم مثالاً حتى كما صنعت أنا بكم، تصنعون أنتم أيضاً بعضكم ببعض. إن عملتم هذا فطوباكم إن عملتموه ] (يوحنا 13: 13 – 17)

يا أخوتي أخشى أننا إلى الآن لم نفهم بعد ماذا صنع بنا الرب، وأخشى أننا إلى الآن لا نقدر أن نصفح عن أخطاء إخوتنا مع أن الرب قال أن نغسل أقدام بعضنا البعض، فمن يقدر على هذا وإلى الآن يحمل ضغينة في قلبه ولا يقدر على احتمال أخيه، فكم يكون بغسل أقدامه !!!
فهل يا ترى لم نستوعب وصية الله بعد ولا نقدر على أن نحيا بها قط: [ هذه هي وصيتي أن تحبوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم (يوحنا 15: 12)، بهذا أوصيكم حتى تحبوا بعضكم بعضاً (يوحنا 15: 17)، وهذه هي وصيته أن نؤمن باسم ابنه يسوع المسيح ونحب بعضنا بعضا كما أعطانا وصية (1يوحنا 3: 23)؛ أيها الأحباء لنحب بعضنا بعضاً لأن المحبة هي من الله وكل من يحب فقد ولد من الله ويعرف الله (1يوحنا 4: 7)؛ بهذا نعرف أننا نحب أولاد الله إذا أحببنا الله وحفظنا وصاياه (1يوحنا 5: 2)، يا أولادي لا نحب بالكلام ولا باللسان بل بالعمل والحق (1يوحنا 3: 18) ]
يا إخوتي لنصغي لكلام القديس بطرس الرسول الذي وعى جداً ما صنعه الرب معه فهو ينادينا عبر الدهور قائلاً لنا نحن أبناء هذا الجيل الصعب قائلاً على مستوى كل واحد الشخصي:
[ طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء فأحبوا بعضكم بعضا من قلب طاهر بشدة ] (1بطرس 1: 22) ، ولنصغي للرب محب البشر الذي قال لنا: [ من أراد أن يصير فيكم عظيماً يكون لكم خادماً ] (مرقس 10: 43)


+ ما بين العشاء الطقسي اليهودي وعشاء الرب +


نجد كما رأينا سابقاً بعد أن جلس جميع العائلة حول المائدة الفصحية وبدء الاحتفال ويتلو رئيس المتكأ (رب العائلة) صلاة التقديس وبعدها يُأخذ الكأس الأولى وبعدها يبدأ غسل الأيدي، ثم بعد الانتهاء من غسل الأيدي يُحضر أحد الخدم طبقاً كبيراً عليه الطعام ولا يأكل منه أحد بعد. ثُمَّ يُجرى الغمس الأول، حيث يغمس رئيس المتكأ الأعشاب [ الخس ] في الماء المُملح أو الخل، ويُعطي كل واحد على المائدة جزء، وبعد غمس الأعشاب المُرة يُرفع طبق الطعام من على المائدة (ويتم رفع طبق الطعام – الذي هو رمزاً لخروف الفصح الذي به تم خروج شعب إسرائيل من مصر – هو إجراء غير عادي القصد منه إثارة السؤال عند الأطفال والأولاد الحاضرين)، عندئذٍ يصب رئيس المتكأ الكأس الثانية من الخمر، ولكن لا أحد يشرب منها. ثم يأتي أحد الأطفال ويُلقى على رب العائلة أربعة أسئلة، وهذا هو دور الطفل (أو أصغر شخص موجود) الجالس عن اليمين كما قلنا سابقاً، والأسئلة كالتالي:
1 – لماذا هذه الليلة مختلفة عن بقية الليالي؟
2 – في كل الليالي، نأكل خبزاً مختمراً أو غير مختمر، لكن هذه الليلة نأكل فقط خبزاً غير مختمر؟
3 – في كل الليالي نأكل جميع أنواع الأعشاب ولكن هذه الليلة نأكل فقط أعشاباً مُرّه. ولماذا نغمس الأعشاب مرتين ؟
4 – في كل الليالي نأكل لحماً مشوياً أو مسلوقاً أو محمراً، لكن هذه الليلة نأكل فقط لحماً مشوياً ؟
حينئذٍ يُقدم رئيس المتكأ لأبنائه عرضاً لتاريخ شعب إسرائيل مبتدئاً من دعوة إبراهيم من أرض أو الكلدانيين، مُنتهياً بفداء الشعب وتحريرهم من عبودية أرض مصر وإعطاء الشريعة (خروج 10، 12)
ثم يحضر طبق الطعام الكبير مرة أخرى، ويستمر رئيس المتكأ في تقديم شرح خروف الفصح والأعشاب المُرة والفطير. عندئذٍ ينشدون الجزء الأول من ال "هلليل" أي مزمور 113، 114؛ ثم يشربون كأس الخمر الثانية. ثم يغسلون أيديهم للمرة الثانية، وذلك واجب احترام للفطير الذي سيأكلونه، ثم يكسر رئيس المتكأ شريحة واحدة من الخبز الغير مختمر ويتلو البركة على الخبز، حيث توجد بركتان:

الأولى: من أجل شكر الله الذي يُعطي الخبز من ثمار الأرض؛
والثانية: فهي من أجل شكر الله لإعطائه وصية أكل الفطير.

وتقليدياً تُعطى هذه البركة التي تُتلى على الخبز الذي يُكسر أولاً، وهي لإظهار التذلل والخضوع وتذكُّر أيضاً أن الفقراء لديهم – فقط – كسرة مكسورة من هذا الخبز المكسور، ثم يغمسها في الأعشاب المُرة وخليط التفاح المحلى مع البندق [ Charoseth ] ويُعطيها لكل فرد على المائدة. ولو كان الخروف صغيراً ليأخذ كل واحد كفايته يأكلون بيضة مسلوقة [ Hagigah ] على أن تؤكل البيضة أولاً، حيث ينبغي أن يكون خروف الفصح هو آخر الأطعمة التي يأكلونها تلك الليلة. وبالتالي لا يوجد طبق تحلية.

وبعد العشاء يصب رئيس المتكأ كأس الخمر الثالثة، ويتلون جميعهم البركة التي تُتلى بعد الوجبات، ثم ينشدون بركة خاصة للخمر على الكأس الثالثة، وكل واحد يشرب منها، وبعد الكأس الثالثة ينشدون الجزء الثاني من [هلليل] أي [ مزمور 115 حتى 118 ]، ثم يشربون الكأس الرابعة. وبهذا يكون طقس الفصح قد انتهى، ثم يرتلون لحناً في الختام والذي يبدأ بـ [ كل أعمالك تسبحك أيها الرب (يهوه) إلهنا ]، وينتهي بـ [ إلى أبد ألآبدين، أنت هو الله ومعك ليس لنا ملك أو مُخلِّص أو فادي ]

  • عموماً أهم ما في الموضوع هما ثلاث نقاط ينبغي أن نُركز فيهما:
[1] كان يستحيل أن يؤكل شيئاً إطلاقاً بعد عشاء الفصح، إذ يجب أن يكون خروف الفصح آخر شيء يؤكل، والرب يسوع كسر هذه القاعدة، إذ فاجأهم إذ بارك على الخبز (خبز مختمر) وكسر وأعطاهم قائلاً [ هذا هو جسدي ]، فالرب أسس سرّ الإفخارستيا أثناء هذا العشاء وقبل الكأس الثالثة مباشرة:
+ [ وأخذ خبزاً (وليس فطير) وشكر وكسر وأعطاهم قائلاً: هذا هو جسدي الذي يُبذل عنكم. أصنعوا هذا لذكري ] (لوقا 22: 19)
+ [ أن الرب يسوع في الليلة التي أُسلِمَ فيها (للموت) أخذ خبزاً وشكر فكسر وقال خذوا كلوا هذا هو جسدي المكسور لأجلكم أصنعوا هذا لذكري ] (1كورنثوس11: 23 – 24)
وطبعاً المسيح الرب لم يكسر قاعدة إلهيه موضوعه بل وضح أنه هو سرّ الفصح الحقيقي الأخير والذي أبطل الفصح القديم تذكاراً لخلاصاً تم في الماضي كظل لخلاص أخير وأبدي سيقع حالاً بتقدمة ذاته كحمل حقيقي رافع خطية العالم مُعطياً خلاصاً أبدياً لكل من يؤمن به، لأنه مسيح الله الذي هو بذاته وبشخصه [ يهوه ] شخصياً، إذ قد أعلن نفسه سابقاً للجميع قائلاً كاستعلان عن ذاته [ أنا هو الباب ]، [ أنا هو نور العالم ]، [ أنا هو الطريق والحق والحياة ]، [ قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن (يهوه) ] (يوحنا 10: 9؛ 8: 12؛ 14: 6؛ 8: 58)

[2] صلاة البركة على الكأس الثالثة، والكأس الثالثة حسب المشناه اليهودي، هي التي تحمل في داخلها كل معاني ورموز [ دم خروف الفصح ] ولذا فهي تُعتبر الأكثر أهمية. ومن هنا جاء اختيار السيد الرب يسوع (يهوه) للكأس الثالثة لتكون هي [ دم العهد الجديد ] وقد أطلق المشناه اليهودي على الكأس الثالثة أسمان:
+ الاسم الأول: [ كأس البركة ] وذلك لأنها تأتي بعد تلاوة [ البركة بعد الأكل ] – بعد العشاء
+ الاسم الثاني: [ كأس الخلاص ] وذلك لأنها تحمل كل معاني دم حمل الفصح. وقد استعمل بولس الرسول هذا الاصطلاح عندما قال: [ كأس البركة التي نُباركها أليست هي شركة دم المسيح ] (1كورنثوس 10: 16)
فالمسيح الرب عندما أخذ الكأس الثالثة بعد العشاء باركها وقال أن هذا هو دمه:
+ [ كذلك الكأس أيضاً بعد العشاء قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي الذي يُسفك عنكم ] (لوقا 22: 20)
+ [ وأخذ الكأس وشكر وأعطاهم قائلاً اشربوا منها كلكم. لأن هذا هو دمي الذي للعهد الجديد الذي يُسفك من أجل كثيرين لمغفرة الخطايا ] (متى 26: 27)
+ [ كذلك الكأس أيضاً بعد ما تعشوا قائلاً هذه الكأس هي العهد الجديد بدمي. أصنعوا هذا كلما شربتم لذكري ] (1كورنثوس 11: 25)

[3] وبعد شرب الكأس الثالثة يتم تلاوة الجزء الثاني من ال [ هلليل ]، ثم تُصب الكأس الرابعة وتُشرب، ثم يأتي اللحن الختامي وهذا ما نراه مكتوب في إنجيل متى: [ ثم سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون ] (متى 26: 30)
ومن هنا نرى ما قد أعطانا ربنا يسوع من خلاص وحياة أبدية لا تزول بإعطاء ذاته لنا للاتحاد به كشخص حي مُحيي، لأنه هو بالحقيقة يهوه الذي يشفي النفس بترياق الخلود الذي هو جسده الحقيقي الذي يُبذل لأجل حياة العالم، ودمه الذي يُراق من أجل شفاء العالم كله وقد صار قوة تطهير من الخطية لكل من يؤمن به ويتناول منه، لأنه حقاً يُعطى لنا خلاصاً وغفراناً للخطايا وحياة أبدية لكل من يتناول منه، لأن دم المسيح هو المصدر الوحيد للتطهير فعلاً وبالحقيقة:
+ [ جسدي مأكل حق، ودمي مشرب حق [ (يوحنا 6: 55)
+ [ ولكن ان سلكنا في النور كما هو في النور فلنا شركة بعضنا مع بعض ودم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية ] (1يوحنا 1: 7)

· تعليقات وبعض التوضيح بالنسبة ليوم الخميس الكبير

أولاً أنواع الأعشاب المُرة
التي توضع على المائدة والخليط الحلو والفطير، لأننا لم نذكرهم بالتفصيل لكي لا يتشتت قارئ الموضوع، ففضلت أن أضعها منفصلة:
[1] أنواع الأعشاب المُرّة: وكانت توضع ثلاثة أنواع من الأعشاب، اثنان يُمكن تمييز مرارتهما وهما: جذر الفجل الحار ويُسمى بالعبرية [ Chazereth ]، أوراق فجل عذب وتُسمى بالعبرية [ Maror ]. أما النوع الثالث من الأعشاب المُرة، هو حزمة من الجرجير والمقدونس. وكل هذه الأنواع مع بعضها تُصنف بالعبرية تحت اسم [ Karpas ]. ويقول بعض الرابيين القدماء: [ عند تذوق الجرجير يبدو في البداية حلواً ثم بعد ذلك تكون فيه المرارة. هكذا تعامل المصريون مع أجدانا في مصر: في البداية اسكنوهم في أحسن موقع في مصر وأكرموهم، لكن بعد ذلك مرروا حياتهم ] Talmud Yerushalmi Pesahim 29C
[2] خليط لونه أسمر محمر، وهو مكون من: تفاح مهروس مع البندق والقرفة والزبيب والخمر وهذا الخليط يُسمى بالعبرية [ Charoseth ] وهذا الخليط، يرمز إلى الطين الأحمر لأرض مصر أو اللبن الذي استخدمه العبرانيون لبناء بيوت ومدن لفرعون مصر، وسأل أحد اليهود مُعلمه قائلاً: لون هذا الخليط يرمز إلى مرارة السُخرة في أرض مصر، لماذا طعمه حلو ؟ فأجاب مُعلمه: لو أننا نعلم أن خلاصنا سيُقدم في هذه الليلة، فوقتئذ حتى مرارة السُخرة تكون حُلوة.
[3] الفطير [ Matzo ]: هذا الخبز كان عبارة عن شرائح رقيقة مُسطحة [ تُشبه خبز الذرة في صعيد مصر ] وتكون مستديرة أو مستطيله [ لا يقل الضلع الصغير عن سبع بوصات ]، وهذه الشرائح عليها صفوف من الثقوب الصغيرة جداً، وهذا الخبز الخالي من الخميرة يُشير إلى طبيعة المسيح الخالي من الخطية، والثقوب الموجودة على شريحة الفطير تُشير إلى نبوة إشعياء النبي 53: 5 [ وهو مجروح لأجل معاصينا مسحوق لأجل آثامنا... وبحبره (جراحاته) شُفينا ]
ثانياً ملخص أحداث هذا اليوم نستعرضها في النقاط التالية:
· وليمة الفصح
· غسل الأرجل
· العشاء الأخير أو العشاء السري
· الخطاب الوداعي الأخير وصلاة الرب يسوع للآب
· الخروج لجسثيماني
· القبض على يسوع
· طبعاً لا ننسى أن في أثناء هذه الأحداث أشار الرب لمُسلمه والذي دخله الشيطان وخرج من وسطهم لكي يرشد اليهود لمكانه فيرسلون حراس الهيكل وجند الرومان معه ويسلمه إليهم بالقبلة المشهورة، وأيضاً لا ننسى إنباء يسوع لبطرس أنه سينكر مُعلَّمه ثلاثة مرات قبل أن يصيح الديك وينتبه لصياحه وذلك رداً على بطرس الذي قال [ إن شك فيك الجميع فانا لا أشُك ]


ثالثاً: السؤال المُحير للكثيرين، وهو كيف يعطي الرب جسده ودمه المبذولين قبل الصلبوت
يلزمنا أن نعلم بيقين شديد – حسب إعلان الإنجيل – أن ذبيحة المسيح ذبيحة واحدة ومستحيل فصل تقدمة ذاته في العشاء الأخير عن ذبيحة الصليب يوم الجمعة، ومستحيل على وجه الإطلاق أن تكتمل إحداهما بمعزل عن الأُخرى، فالرب حينما قدم جسده المبذول ودمه المسفوك في العشاء الأخير، فقد فعل ذلك بقدرته الإلهية التي تفوق الزمن، على اعتبار أن ذبيحة الصليب حاضرة وماثله أمامه، لأن أعمال الله الخلاصية التي عملها لأجل خلاصنا، كلها أعمال إلهية فائقة مستحيل أن تقع تحت طائلة الزمن أو حدود المكان، فأن كانت ذبيحة الصليب قد تمت في مكان ما خارج أسوار أورشليم، وفي زمان ما ووقت محدد، ظُهيرة يوم جمعة الصلبوت، ومع ذلك فهي في حقيقة جوهرها السري، هي ذبيحة غطت ليس الزمن فقط بل ارتفعت فوقه بما لا يُقاس لأنها أزلية أبدية، وهي حاضرة في أي مكان وزمان تُقام فيها الإفخارستيا، التي لم ولن تكون قط تكرار للذبيحة الواحدة التي قُدمت مرة واحدة ولن تُكرر أو تُعاد على وجه الإطلاق لأنها أكثر بكثير جداً من كفاية، وهذه ليست فلسفة أو تأملات شخصية بل إعلان إلهي، فلنصغي للرسل الملهمين والمسوقين بالروح القدس لما كتبوه عن سرّ الذبيحة الحية:
+ عالمين انكم افتديتم لا بأشياء تفنى، بفضة أو ذهب من سيرتكم الباطلة التي تقلدتموها من الآباء. بل بدمٍ كريم كما من حمل بلا عيب ولا دنس دم المسيح. معروفا سابقاً قبل تأسيس العالم ولكن قد أُظهر في الأزمنة الأخيرة من أجلكم (1بطرس 1: 18 – 20)
+ وأما المسيح وهو قد جاء رئيس كهنة للخيرات العتيدة، فبالمسكن الأعظم والأكمل غير المصنوع بيد، أي الذي ليس من هذه الخليقة. وليس بدم تيوس وعجول بل بدم نفسه دخل مرة واحدة إلى الأقداس فوجد فداءً أبدياً. لأنه ان كان دم ثيران وتيوس ورماد عجلة مرشوش على المنجسين يقدس إلى طهارة الجسد. فكم بالحري يكون دم المسيح الذي بروح أزلي قدم نفسه لله بلا عيب يطهر ضمائركم من أعمال ميتة لتخدموا الله الحي. ولأجل هذا هو وسيط عهد جديد لكي يكون المدعوون إذ صار موت لفداء التعديات التي في العهد الأول (لـ) ينالون وعد الميراث الأبدي. (عبرانيين 9: 11 – 14)
فذبيحة المسيح الحي ذبيحة ذات فعل دائم كل حين ممتدة إلى الأبد، ولنلاحظ الأفعال التي في الآيات السابقة بدقة وتدقيق: [معروفا سابقاً قبل تأسيس العالم – بدم نفسه دخل مرة واحدة – فداءً أبدياًبروح أزلي قدم نفسه ]

فينبغي أن نضع في اعتبارنا هذه الحقيقة وهي أن كل أعمال الله وان استُعلنت في الزمن وتمت فيه، لكن في سرها الإلهي الفائق، تتخطى الزمن لأنها تفوقه، لأنها ليست عمل إنسان محصور في حدود الزمن وخاضع للوقت وترتيب الأحداث الزمنية، بل هي تخص الله الذي هو فوق الزمان والمكان، فالمسيح الرب المتجسد هو إله بالحقيقة، وكل أعماله لا تنفصل عن ألوهيته، وبسبب أننا أحياناً ننسى حقيقة أنه الله المتجسد، وأن ليس معنى أنه تجسد فقد خاصية الألوهة قط، لأن طبيعته نور من نور، إله حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للآب في الجوهر، له القدرة والعظمة والمجد والإجلال والبركة والعزة والسلطان إلى أبد الآبدين آمين

____________________

بالطبع بسبب ضيق الوقت لا أقدر أن أفي هذا اليوم العظيم حقه من شرح وتعليق لأنه يوم حافل بالكنوز الروحية العظيمة جداً والتي سنظل أيام عمرنا كله ولكل جيل يأتي نأخذ منه ونشبع ونرتوي ولا نتوقف إلى القبر، لأن فيه كنوز أبدية لا تُقاس مهما ما تحدثنا عنها وتذوقنا منها، لأنها طعام قوي للجميع وفيه شفاء وخلاص لكل من يأتي لهذا اليوم بهيبة واستعداد ليأخذ ويشبع ويعطي للآخرين من الخبرات والكنوز الذي حملها منه..

واعذروني لاختصاري الشديد ووضع الموضوع في أجزاء لأن الموضوع طويل جداً ولو كتبته باستفاضة سأظل السنة كلها أكتب ولن أنتهي قط، ولو أني لم أذكر صلاة جسثيماني ولم اشرحها لأن ما فيها أعظم من أن يُشرح، ولكن سأشرحها بقدر استطاعتي وحسب كتابات الآباء وخبراتهم فيما بعد لأنها تحتاج لمجهود جبار مع صوم وصلاة، حياة كل النفس وسرّ خلاصها الحي شخص ربنا يسوع المسيح يُعطيكم ويُعطيني دائماً فهماً وخبرة من فيض غنى كنز مجده الفائق، وسلامه الفائق يملأ قلوبكم أجمعين آمين

 
قديم 27 - 04 - 2016, 08:52 PM   رقم المشاركة : ( 12577 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

____قراءات يوم الأربعاء من البصخة المقدسة _____

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


طبعاً مضمون قراءات يوم الأربعاء من البَصخة المقدسة، فهو يدور حول موضوعين رئيسيين في هذا اليوم كما رأينا:

  • + الموضوع الأول: هو المرأة التي سكبت قارورة الطيب على رأس المُخلِّص في بيت سمعان الأبرص.
  • + الموضوع الثاني: التلميذ الذي خان مُعلِّمه [ أيضاً رَجُل سلامتي الذي وثقت به آكل خُبزي رفع علي عقبه (كعبه) ] (مزمور 41: 9) ، فهذا هو يهوذا الذي اتفق مع رؤساء الكهنة وقوَّاد الجُند على الثمن البخس جداً ليُسَّلم إليهم المُخلِّص محب البشر القدوس البار الذي بلا خطية أو ملامة من أحدٌ قط.
فقراءات هذا اليوم الصباحية والمسائية، تدور حول الحدثين مُختلطين ببعضهما البعض. ففي وقت واحد كان الحب والخيانة، وفي نفس ذات البيت، امرأة تسكب حُبها على رأس المُخَلِّص بقارورة طيب غالية الثمن جداً، ورَجُل تفيح منه رائحة خيانته ومكشوف أمام عيني الرب الذي لم يلومه قط بكلمة أو حرف، وقد تأسف السارق ومحب المال على ثلاثمائة دينار (وهو ثمن غالي جداً) وهو ثمن طيب المحبة، وقبض الثلاثين من الفضة في الظلام ثمناً رخيصاً جداً لخيانته لمن أحبه جداً، ولا عجب في هذا لأن المحبة تختار أثمن الأشياء لتكسرها عند قدمي المحبوب بلا تردد، أما الخيانة فتسترخص الحبيب الغالي وتبيعه بأبخس الأثمان.
وكان رد فعل المُخلص هو قوله ليهوذا الذي اعترض على هذا التبذير – من وجهة نظره هو – لأنه لم يرى الحب المبذول بل رأى الثمن وتحجج بحجة الفقراء كما نفعل أحياناً كثيرة حينما نُبرر المتاجرة في داخل الكنيسة، فقد قال له شخصياً [ إنها حفظته ليوم دفني. المساكين معكم في كل حين، أما أنا فلستُ معكم في كل حين ].

يا إخوتي لا تتعجبوا من هذا كله، فالمحبة تجعل الإنسان يبذل أغلى وأقيم ما عنده، حتى أن يضحي بحياته كلها بل ومعيشة ذاته من أجل من يحب بل ولا يعمل أي حساب لأي ثمن حتى أنه يحسب نفسه بلا ثمن [ ولكنني لست أحتسب لشيء ولا نفسي ثمينة عندي حتى أُتمم بفرح سعيي والخدمة التي أخذتها من الرب يسوع لأشهد ببشارة نعمة الله ] (أعمال 20: 24)
فمن يحب يبذل كل شيء بل وأثمن ما عنده، بلا أدنى تفكير أو تردد لمن يحبه، ويعتبره أرخص بكثير من أن يُقدم للمحبوب، فانظروا لهذه المرأة التي سكبت أغلى العطور على مخلصها التي تحبه بكل قلبها، ولم تتردد أبداً في كسر قارورة طيب غالية الثمن جداً في ذلك الزمان، ولم تحسبها خسارة أو تُقيمها بأي شكل أو صورة سوى أنها تُريد أن تُعَطر مُخلصها الذي تحبه وتكرمه أمام الجميع بكل ما فيها من قوة وبفرح، حتى أن الرائحة انتشرت في البيت كله، فعظيم هو حبك يا امرأة، فقد فاق محبة الكل ببذل وعطاء لا على مستوى الكلام بل على مستوى الفعل والعمل.

فيا إخوتي، كثيراً ما كانت محبتنا للرب على مستوى الكلام بلا فعل وبذل وعطاء حقيقي، وانحبست محبتنا وصارت كلاماً من فوق المنابر وعلى المواقع المسيحية، بل وأكثرنا عطاء من يصوم أو يقدم صلاة بدموع، ولكن متى نُعطي للرب أعز وأثمن ما عندنا، وأثمن ما في أوقاتنا، بل باكورة كل أوقاتنا وأول اهتماماتنا، لأن الرب لا يأخذ البقايا بل البكورات، لأننا حتى حينما نعطيه وقتاً لنقضيه معه نعطيه من البواقي والفضلات، فمن منا يعطي الرب بكورات وقته وأثمنها، فكثيراً ما اسمع البعض يقول حينما أفرغ من عملي أو مذاكرتي أو انشغالي أو من لقاءي مع الأصدقاء.... الخ، أستطيع أن أُصلي أو أقرأ الكتاب المقدس أو أذهب للاجتماع لأسمع كلمة الله أو اذهب للكنيسة ... الخ، أو الكثير يقول أني مشغول فغير قادر على قراءة الكلمة، وهناك من يهرب من واجباته اليومية بهروبه للكنيسة ويظن أنه يقدم للرب محبة، أو من يقول أن لي أولاد ينبغي أن أذاكر لهم فلا وقت الآن لاجتماع الصلاة، أو لأذهب لاجتماع تُبنى فيه حياتي الروحية والتقي مع الرب في شركة أعضاء جسده، ناسياً قول الرب: أن أحب أحد زوجة أو أولاد أو أي شيء أكثر مني فلا يستحقني، وهذا - بالطبع - لا ينفي أن اقوم بواجبي اتجاه أسرتي بكل إخلاص وبذل المحبة حتى الموت، ولكن ليس في الأوقات المكرسة للرب وحده !!!

عموماً هكذا تتعدد الحجج وتتنوع، ويظهر غيرها من الأقوال الكثيرة بالحجج للهروب من محضر الله، التي لا تدل إلا على شيء واحد فقط، أننا لا نحب الرب من كل القلب ولا نعطي له أثمن ما عندنا بل نعطيه كل ما هو رخيص وبلا ثمن !!! ونقف في النهاية لنقول أننا نُحب الرب ونخدمه ونعطيه من وقتنا ويومنا فنستحق اللوم وعدم نظر الرب لنا لأننا لا نحبه بالصدق والحق، بل ربما كل هدفنا أن نأخذ منه شيئاً ولا نعطيه قط، لأن علاقتنا لم ترتقي على مستوى الحب بل لا زلنا على مستوى: "هات وخد"، الرب يعطني فأقول له أنا أُعطيك، وهذا هو أسلوب متاجرة وليس أسلوب حياة أولاد لله تقدسوا في الحق وحبوا الرب من كل قلبهم.
فليتنا اليوم ننظر لهذه المرأة ولحبها العظيم الذي ارتفع لمستوى أعلى من كل الفضائل حتى فضيلة العطاء للآخرين، لأنها أعطت أغلى ما عندها للرب بدون أدنى تردد أو تفكير، بل بمسرة وفرح القلب الذي لا يُريد إلا يسوع وحده فقط.

حقاً عظيم هو حبك يا امرأة، وقد فاق كل محبة وعطاء آخر، وقد صرتِ باكورة المحبين للرب في عطاءك الحلو والذي صار يُكرز به في كل مكان وذكرى لا تزول في يوم تسليم المُخلِّص لتُعلن المحبة وتظهر في وقت الخيانة ومحبة المال التي هي أصل كل الشرور.

وأيضاً لننتبه يا أحباء الله فأمام المحبة ظهرت الخيانة، فالأولى أعطت ما عندها ولم يهمها ثمن، والآخر حَسب عطاء المحبة خسارة، فطمع في المال وسعى للخيانة لأنها ذات ثمن، مع أنها تجاره خاسرة لأنها ذات ثمن بَخس، ولكنه هو يُريد أن يأخذ حتى أرخص الأثمان ولا أن يُعطي شيئاً، وسعي حياته كله لأجل المال وليس من أجل الرب، وهكذا كثيرين اليوم يهمهم أن يسعوا للغنى بدون طلب الرب، حتى حينما يطلبون الرب، فهم يطلبونه ويصلون إليه لكي يبارك أموالهم ويجعلهم يكسبوا أكثر ويغتنوا وذلك بسبب محبة المال في ذاته وبذلك يطعنون أنفسهم بالأوجاع وينتحروا عن الحياة الأبدية ويتشبهوا بيهوذا الخائن، فلنحذر جداً لئلا يفترسنا عدو الخير لأن ما يسكن قلبنا هو حب المال: [ لأن محبة المال أصل لكل الشرور الذي إذ ابتغاه قوم ضلوا عن الإيمان وطعنوا أنفسهم بأوجاع كثيرة ] (1تيموثاوس 6: 10)، لذلك يا إخوتي أحذروا جداً و[ لتكن سيرتكم خالية من محبة المال، كونوا مكتفين بما عندكم لأنه قال لا أهملك ولا أتركك ] (عبرانيين 13: 5).

فهذه مشكلة الناس إلى هذا اليوم، لأنها تبيع وتشتري وتكسب على اسم المسيح البار والاسم من أجل الفقراء، وهي لا تدري أنها تبيعه بأبخث الأثمان وتنزل بمستوى الإيمان للحضيض، وقد اتخذ البعض التقوى تجارة، وللأسف في داخل الكنيسة نتاجر ونبيع ونشتري لكي نربح ونكسب، لأن الكنيسة والدير مكان خصب للربح، لأن الناس حينما تشتري فيها شيء تعتبره بركة وهذا هو مشكلة المُتاجرة التي تشكلت في كل زمان حسب التقوى فخدعت البسطاء، فنبيع الحياة الروحية كلها بمحبة المال الذي هو أصل كل الشرور، مثلما فعل يهوذا حينما نظر للمال فباع سيده بثمن بخس.
والمال - بالطبع - في ذاته فعلاً ليس عيباً، بل العيب في محبته التي تدفعنا أن نسعى إليه بشغف، وأن خسرنا منه شيئاً نحزن ونتمرد على الله، وكأن المال هو حياتنا وليس الله الذي نشكره على كل شيء وفي كل حال، لأن كل ما يهمنا أن يكون لنا شركة مع الله الحي، وأن نعطيه كل ما لنا.

فاحذروا المتاجرة داخل الكنائس تحت مُسميات التقوى الغاشة باسم الفقراء، لأن هل حقاً نُساعد الفقير والمحتاج !!! أم نغتني ونكنز باسمهم !!! فلنراجع أنفسنا أمام الرب في مخدعنا، ولا نضع حجج واهيه، بل نعترف امامه لأنه فاحص الكلى والقلوب، فمهما ما تكلمنا ووضعنا حجج ودافعنا وبررنا المواقف، ربما نقنع الناس ويصمتوا، لكن الله لا يُشمخ عليه لأنه يعرف خفايا القلوب، فلا نخسر أبديتنا من أجل عناد قلبنا، لكي نظهر اننا نسير وفق شريعة المسيح المقدسة وننفذ الوصية واحنا في الواقع نغش أنفسنا لكي نزيد من أرباحنا، أو نبرر مواقف الناس هاربين من الحق ومحورينه لصالحهم، ولا ننسى المكتوب: لكن يسوع لم يأتمنهم على نفسه لأنه كان يعرف الجميع (يوحنا 2: 24)، وهذا هو سر إخفاء الله ذاته عن البعض، لأن قلبه غير مستقيم وغير مؤتمن على نعمة الله لأن هناك في قلبه غش مدفون يحتاج أن يُظهره أمام الله ويتوب عنه.



  • أخطأت إليك أيها الصالح البار القدوس ملك المجد
  • الرب العزيز القوي الجبار، الحمل الوديع والمتواضع القلب محب جنسنا الضعيف
  • ولم أحبك مثلما ما أحبتك العذارى، وهذه المرأة السعيدة المطوبة منك
  • فلم أُقدم لك ما يليق بشخصك القدوس الحي، من عطاء، وأعطيتك الرخيص
  • أعطيتك من بقايا وقتي وأيامي، فصار لشخصك العظيم الفُتات
  • لكني اليوم وبصمت أجثو لك بانكسار قلبي الصغير
  • متضرعاً بتواضع وانسحاق وأُقبَّل بشوق قدميك الطاهرتين
  • طارحاً نفسي عند قدميك كطفلٌ مجهدِ
  • مُعلناً فقر ذاتي وضعف محبتي الشديدة الهزيلة
  • ملتمساً منك غفراناً، صارخاً أنقذني من حُمق أفعالي
  • لأني لم أُقدرك التقدير اللائق بعظمة شخصك القدوس أيها البار وحدك
  • فاليوم يا ربي وإلهي ومُخلصي الصالح، أريد أن تسكب في داخلي حبك الحلو حتى به أسكر وأفرح
  • فأنا فقير ليس لي ما أُعطيك أو تستحقه، لأن حياتي لا أدَّعي وأقول إني أعطيها لك
  • لأنها في الأصل والأساس ملكك أنت، لذلك لن أكذب وأعطيك مما ليس لي
  • وكثيراً ما كنت أخدع نفسي وأقول أُعطيها لك مع أنها في الأصل منك ولك
  • اليوم يا إلهي أقبلني واقبل توبتي واصفح عن جهل عطائي
  • وليكن لك باكورة وقتي، وكل مثمناتي، فكل ما هو ثمين أقدمه لك
  • فلن أعطيك بعد اليوم من البقايا والفضلات التي لا تليق بك يا عريس النفس وملك الكل
  • احميني يا سيدي من محبة المال وحب الذات وسطوة الامتلاك
  • لئلا أخسرك وأضيع حياتي كلها في بذل فارغ لأجل الموت
  • هبني هذا الحب الباذل الذي لهذه المرأة ولكل من أحبوك
  • المجد لك يا ربي يسوع المسيح مُخلصي الصالح الأمين .

__________________
 
قديم 28 - 04 - 2016, 06:48 PM   رقم المشاركة : ( 12578 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يوم الجمعة العظيمة يوم الصلبوت
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
يوم المصالحة والخلاص ودينونة الخطية وإعلان براءة الإنسان
(الموضوع مُجمع من مصادر كثيرة جداً مع بعض التأملات الشخصية
وتم مقارنة المراجع ببعضها البعض ووضع الموضوع باختصار وتركيز
وصعب أضع جميع المراجع هنا الآن)



+ يكون في ذلك اليوم يقول السيد الرب: تغيب الشمس وقت الظهيرة، ويظلم النور على الأرض في النهار – عاموس 8: 9

يا لهيبة هذا اليوم العظيم الجليل والرهيب، ويا لخجلي الشديد من هذا الحب العظيم العجيب الذي يَصعُب عليَّ جداً أن أستوعب اتساعه الفائق، لقد ذاق رب الخليقة كأس آلامي الخاصة الداخلية، وأوجاعي الشديدة المرارة التي حملها من أجلي، واجتاز الفرقة التي بيني وبين الآب القدوس، إذ صرخ قائلاً بلسان حال بشريتي [إلهي إلهي لماذا تركتني].
فأنا هوَّ الذي أخطأ واختطفت ليَّ قضية الموت الأبدي باختياري الخاص وحدي، وهو البار الذي صُلب لأجلي، فمن أجل آثامي جاء إلى الموت [إشعياء 53: 8]
+ أنا من أطعمته مرارة شقائي، فذاق الموت لأجلي وأطعمني خبز الحياة الأبدية.
+ أنا من سقيته كأس خل ممزوجاً بمُرّ جهلي [مزمور 68: 19]، وهو سقاني كأس حبه بحلاوة بهاء مجده وعهد سلامه !!!

+ هذا هو يوم دينونة الخطية في الجسد [رومية 8: 3]
+ يوم حمل الحبيب عاري الخاص وموتي الذي لم استطع أن أفلت منه.
+ يوم الاستهزاء برب الخليقة كلها من عبيد بطالين، هؤلاء الذين يُعَبِّرون عن جهلي واستهزائي بالحبيب بخطاياي الكثيرة التي أمارسها غير مبالياً بما صنعه رب الخليقة كلها لأجلي.
+ أنه يوم موت الحبيب وطعنه بحربة قساوتي وقلبي الشرير، فسال منه ماء طهارتي ودم تقديسي !!!
+ هذا هو يوم سُلطان ساعة الظُلمة التي غطت الأرض كلها على مدى ثلاثة ساعات غير عادية لتعلن دينونة الظلمة التي غطت الخليقة كلها منذ سقوط رأسها من المجد الذي كان فيه.
+ أنها ساعة القضاء والدينونة على ظلمة سلطان الخطية والموت الذي تسلط علينا، برب الحياة والمجد الذي جعلها تنقشع في النهاية ليُشرق نور عهداً جديداً [ ويحدُث في وقت المساء يكون نور ] (زكريا 14: 6)، فأضاء نُور صليبه على الجالسين في الظلمة وظلال الموت.
أضاء نوراً لن تطفئه ظلمة ولا خطية مرة أخرى لكل الذين ثبَّتوا أنظارهم على صليب صبح النهار الأبدي، كما حدث في برية سيناء حينما هاجمت الحيات المُحرقة بني إسرائيل فصنع موسى الحية النُحاسية على خشبة وكل من ثبت نظره فيها بالإيمان شُفي في الحال.

+ هذا هو يوم الدينونة والبراءة
+ يوم الحزن والفرح
+ يوم الشفاء من عضة الحية التي سممت الإنسانية كلها
+ يوم راحة لكل البشرية المتعبة التي فقدت قوة براءتها وتلوثت بالخطية فسرى فيها الموت كالنار في الهشيم فأحرق الغث والثمين، حتى الأعمال الصالحة لم يعد لها قيمة، لأن الفاسد الذي هو أنا لا يستطيع أن يخرج ما يتفق مع صلاح الله وقداسته.
+ أنه اليوم التي تمت فيه دينونة الخطية في الجسد ومات المسيح الرب وأمات الخطية وتم صلب الإنسان العتيق بكل أعماله:
* [عالمين هذا أن إنساننا العتيق قد صُلِبَ معه ليبطل جسد الخطية كي لا نعود نستعبد أيضاً للخطية ] (رومية 6: 6)
* فقد صُلبنا معه وفكنا من رِبَاطات الخطية [ مع المسيح صلبت فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا في فما أحياه الآن في الجسد فإنما أحياه في الإيمان إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه (للموت) لأجلي ] (غلاطية 2: 20)
* لذلك فمن جهتي: [ حاشا لي أن أفتخر إلا بصليب ربنا يسوع المسيح الذي به قد صلب العالم لي وأنا للعالم ] (غلاطية 6: 14)


بداية أحداث هذا اليوم المهيب العظيم، يوم براءة وشفاء لكل إنسان يؤمن
++ القبض على يسوع
بعد ما أكل مُخلصنا – القدوس الصالح – الفصح مع تلاميذه بأورشليم، سبحوا وخرجوا إلى جبل الزيتون، إلى عبر [ وادي قدرون ] وكان هذا الوادي عميقاً، ووادي قدرون هو نهر يجف صيفاً، فيترك قاعه جافاً كالوادي ويستطيع الكل أن يسير عليه، ويُسمى هذا الوادي بالوادي الأسود، وكان موقعه بين أورشليم وجبل الزيتون، وهو يمتد شرقي المدينة. وعندما يمتد هذا الوادي ليفصل بين سور المدينة من الجانب الغربي وبين جبل الزيتون يُسمى [ وادي يهوشافاط ]، ثم ينحدر هذا الوادي إلى مار سابا حيث يُسمى [ وادي الراهب ]. ومن ثم يمتد إلى بحر لوط، وهناك يُسمى [ وادي النار ]، وهو يُسمى أيضاً [ وادي الأرز ] وهو يُسمى الآن [ وادي ستَّي مريم ].

وفي هذا الوادي احترقت تماثيل معكة [ أنظر 1ملوك 15: 13؛ 2أيام 15: 16 ]، وطُرحت فيه جميع أدوات العبادة الباطلة التي تَنجَّس بها هيكل الرب [ أنظر 2أيام 29: 16؛ 2أيام 30: 14؛ 2ملوك 23: 4، 6، 12؛ 2صموئيل 15: 13؛ 2ملوك 23: 12؛ 2أيام 15: 16 ]، ثم صار ذلك الوادي مكاناً للمقابر، وقد عبره داود عندما هرب من وجه أبشالوم [2صموئيل 15: 23، 30]، وكذلك ربنا يسوع المسيح حينما ذهب إلى جثسيماني [يوحنا 18: 1] وهو عالم أن يهوذا يعرف هذا المكان، لأن ساعته كانت قد جاءت ليُقدم ذاته ذبيحة عن حياة العالم كله.


وإذ وصل الجند [ وهم في اليونانية σπείρα ويقابلها في اللاتينية Menipulus وتعني الأورطة، وتعدادهم حوالي 200 جُندي ] ومعهم القائد [ وهو في اليونانية χιλίαρχος وهي تعني رئيس ألف، وهي رتبة كبيرة في الجيش الروماني ] ومعهم خدام اليهود [ من حراس الهيكل ] وبعضاً من الشيوخ ويصحبهم يهوذا الإسخريوطي، حاملين مشاعل ومصابيح وعُصي، وطبعاً لأنهم ذهبوا في الليل أخذوا معهم كم كبير من المشاعل والمصابيح كما هي العادة حينما يبحثون عن لص هارب لئلا يكون هرب في الظلام ويختفي فيه لكي لا يراه أحد: [ ثم قال يسوع لرؤساء الكهنة وقواد جُند الهيكل والشيوخ المُقبلين عليه: كأنه على لص خرجتم بسيوف وعصي ] (لوقا 22: 52)

وحينما اقتربوا من البستان، خرج يسوع لاستقبالهم، أي على باب جثسيماني، مما يتضح أنه كان بستاناً مُحاطاً بسور وله باب، [ فخرج يسوع وهو عالم بكل ما يأتي عليه وقال لهم: من تطلبون !!
أجابوه: يسوع الناصري
قال لهم يسوع: أنا هو
وكان يهوذا مسلمه أيضاً واقفا معهم.
فلما قال لهم إني أنا هو رجعوا إلى الوراء وسقطوا على الأرض ] (يوحنا 18: 4 – 6) وسألهم مرة ثانية وسلم له نفسه شارطاً أن يتركوا التلاميذ، وتركه التلاميذ وهربوا غير أن بطرس ويوحنا تبعا يسوع إلى دار رئيس الكهنة.
+ يا لعظم سلطانك أيها المسيح الرب، يهوه قوتي وخلاصي
+ فحينما نطقت باسمك العظيم [ أنا هو ] أعلنت سلطانك وإرادتك وحدك في تسليم ذاتك
+ فمن يحتمل قوة اسمك وإعلان ذاتك، فالكل سمع أنك أنت هو، سقط على وجهه
+ فحقاً أعلنت لهم أنهم لن يمسكوك بإرادتهم ومشورتهم الضعيفة أمام عظمة مجدك أيها المسيح الإله
+ لكنك سلمت لهم ذاتك بإرادتك وسلطانك وحدك لأجل خلاصي
+ ومددت يدك المقدسة التي صنعت عجائب وسطهم لتفكني من رباطات خطيئتي وتخلع عني القيد الذي قيدت به نفسي ولم ينفك على مر الدهر إلا بتقييدك أيها البار القدوس وحدك.
أنظروا يا إخوتي للبار القدوس الذي ارتضى أن يُقيد بقيد الخطية حاملاً جرم خليقته كلها لكي يفك المأسورين برباطات الخطية تحت حكم الموت لأننا فعلنا كل سوء بل واخترعنا كل شرّ، بل ونشرنا الفساد في الأرض كلها، فالقيد قيدي وقيدك يا عزيزي قارئ هذه السطور، وهوذا الرب يقبل قيودنا بإرادته وسلطانه وحده ليحلنا من كل رباط:

+ روح الرب علي لأنه مسحني لأبشر المساكين أرسلني لأشفي المنكسري القلوب لأنادي للمأسورين بالإطلاق وللعمي بالبصر وأرسل المنسحقين في الحرية. (لوقا 4: 18)

+ ويعتق أولئك الذين خوفاً من الموت كانوا جميعا كل حياتهم تحت العبودية. (عبرانيين 2: 15).
* فلنُسبح اسم الرب ونمجد اسمه العظيم، لأنه صنع رحمه مع نفوسنا
* وأعطى كل من يؤمن به العتق من العبودية، بالحرية التي حررنا بها
* فناموس روح الحياة في المسيح يسوع، اعتقنا من ناموس الخطية والموت

أحداث محاكمة الرب يسوع وقوانين المحاكمات اليهودية وبعض الملاحظات الهامة


قبل أن نتحدث عن إصدار الحكم على ربنا يسوع باختصار، نذكر أولاً من واقع كُتب المشناه، القوانين اليهودية التي كان معمولاً بها في ذلك العهد لنعرف مدى بُعد الحكم على السيد الرب عن القوانين اليهودية المعمول بها في ذلك الزمان لأنهم حكموا بالموت سابقاً بسبب حقدهم وكبرياء قلوبهم مخالفين لكل قانون عن قصد ونيه مُبيته، وقد جاءت هذه القوانين تحت رأس عنوان هو [ السَّنهدرين Sanhedrin ].

* السنهدرين: وهي صيغة عبرية للكلمة اليونانية "سندريون" وتعني "مجلس". وقد كان هذا الاسم يُطلق على الهيئة القضائية العُليا المختصة بالنظر في القضايا السياسية والجنائية والدينية المهمة في المناطق التي كان يعيش فيها اليهود في إسرائيل القديمة، وكان السنهدرين بمنزلة المحكمة (بيت دين). ولذا، فإنه يُطلَق عليه بالعبرية اسم «بيت دين جادول» أي «المحكمة العليا»، وهي محكمة تمارس تطبيق العدالة وإصدار الأحكام طبقاً للشريعة اليهودية في ذلك الوقت، وتشريع القوانين الخاصة بالعبادات ومحاكمة من ينتهك هذه القوانين، وكذلك الإشراف على الاحتفالات الكهنوتية في الهيكل. وكان السنهدرين يقوم أيضاً بوظيفة محكمة الاستئناف. والسنهدرين يعتبر هوَّ أعلى سلطة قضائية لليهود وله الرأي النهائي في تفسير القوانين وإصدارها. وقد كانت أحكامه تَصدُر بموافقة أغلبية الأعضاء. وكان السنهدرين يشرف على المحاكم الصغرى، كما كان من صلاحياته تعيين القضاة في المحاكم الدنيا سواء في محاكم السنهدرين الأصغر أو في غيرها. وهو الذي كان يحاكم كبار الموظفين في الهيكل، وكان يعتبر المحكمة العليا في الأمة اليهودية كلها قبل الاحتلال الروماني.

وعدد أعضاء السنهدرين سبعين شخصًا + رئيس المجمع = 71. وكان يرأس اجتماعاته في أيام العهد الجديد رئيس الكهنة وكان أعضاء المجلس يُختارون من العائلات الكهنوتية وكبار المعلمين الدينيين المعروفين باسم الكتبة أو معلمي الشريعة. وبالجمع بين هاتين الفئتين، كان السنهدرين يتكون من الصدوقيين (رجال الكهنوت) ومن الفريسيين (الكتبة)، كما كان يضم عددًا من الشيوخ الذين لا ينتمون لهاتين الفئتين. ومن الإشارات المختلفة لهذا المجلس في العهد الجديد، ندرك أن تكوينه كان يختلف باختلاف الظروف، فكان يتكون من "الكهنة وكتبة الشعب" (متى 2: 4) ، أو من "رؤساء الكهنة مع الكتبة والشيوخ" (متى 27: 41)، أو رؤساء الكهنة والمجمع كله (مرقس 14: 55) ، أو "مشيخة الشعب: رؤساء الكهنة والكتبة" (لوقا 22: 66)، أو "رؤساء الكهنة والعظماء والشعب" (لوقا 23: 13)، أو "رؤسائهم وشيوخهم وكتبتهم" (أعمال 4: 5)، أو "رؤساء الكهنة والشيوخ" (أعمال 4: 23).

وبوجه عام ، قام السنهدرين بأعمال السلطة المركزية في الإدارة المدنية لأورشليم، وبالإشراف على الشؤون الدينية، ووضع خطة للخدمات في الهيكل، وفي تنفيذ العدالة في الحالات التي لم تكن تختص بها السلطات المحلية الرسمية، أو التي لم تكن تحتفظ بحق البت فيها السلطات الرومانية، فكان يختص بالقضايا المتعلقة بشئون الهيكل وحفظ وصايا التوراة. وفي أيام الرومان كانت تختلف باختلاف سياسة الحاكم وكان للحاكم الروماني الحق في وقف تنفيذ الأحكام أو إعادة النظر في أي أحكام يصدرها السنهدرين. وكان السنهدرين يمارس سلطاته على اليهود خارج المجتمع اليهودي عن طريق المجامع. ولم تكن الحكومة الرومانية تعترف بهذا السلطات خارج اليهودية إطلاقاً.

وبالإضافة إلى السنهدرين (المجمع المركزي في أورشليم) نجد في العهد الجديد إشارات إلى مجامع يهودية محلية (انظر متى 5: 22، 10: 17) . وكانت هذه المجامع المحلية تتولى تنفيذ العدالة في دائرتها، وكانت تملك سلطة الفرز من المجمع، وتوقيع بعض العقوبات البدنية، التي كان من الممكن أن يوقفها الحاكم الروماني، ويلزمنا أن نعرف أن الرومان انتزعوا من السنهدرين سلطة الحكم في القضايا وبخاصة الحكم بالإعدام أو القتل، فلا بد من أن ترجع القضية للسلطة الرومانية لإصدار الأحكام وفق القانون.


عموماً قوانين المحاكمات اليهودية كانت كالاتي (تم أخذها من كتاب شرح إنجيل يوحنا للقمص متى المسكين مع بعض الإضافات البسيطة من مراجع أُخرى):

[1] القضايا الخاصة والمُخالفات الرئيسية، يصير الحُكم فيها بواسطة مجمع من ثلاثة وعشرين عضواً (الفصل الأول مقطع 4)
[2] القضايا الخاصة بمحاكم ادِّعاء النُّبوَّة – أي النُّبوَّة الكاذبة – يصدُر الحكم فيها على وجه الخصوص بحضور المجمع الكبير السَّنهدرين أو واحد وسبعين عضواً (الفصل الأول مقطع 5)
[3] بخصوص الشُّهود، يلزم أن يُفحصوا بدقة وعلى انفراد في جميع الأحوال، على أن اتفاق اثنين منهم يُعتبر كافياً وصحيحاً (الفصل الثالث مقطع 6؛ الفصل الخامس مقطع 1 وما بعده)
[4] في القضايا الرئيسية يُختبر اليهود اختباراً خاصاً من جهة دوافعهم التي أتت بهم للشهادة ويُحذَّروا من جهة هلاك النفس، على ألاَّ تُقبل شهادة عن طريق السَّماع المنقول (أي أن يكون الشاهد سمع بنفسه ولا ينقل ما سمعه من الآخرين) (الفصل الرابع مقطع 5)
[5] يجلس القضاء على شكل نصف دائرة، على أن يجلس الرئيس في الوسط حتى يواجه الكل بعضهم بعضاً وجهاً لوجه (الفصل الرابع مقطع 3)
[6] في القضايا الرئيسية يُرتب كل شيء حتى يُعطى للمتهم حق الاستفادة من جنوح القضية نحو الشك، وحينئذٍ تؤخذ أصوات المُبرَّئين أولاً (الفصل الرابع مقطع 1)
[7] في القضايا المدنية يُمكن أن تستمر المحاكمة ويُفرغ منها في الليل، على أن التقرير يُمكن أن يخرج في نفس يوم فحص القضية.
[8] في القضايا الرئيسية تصير المحاكمة فقط في النهار، بينما الحُكم بالبراءة يُمكن أن يُنطق به في يوم القضية نفسه. ولكن النُّطق بالاتهام والإدانة لا يُنطق به إلاَّ في اليوم الثاني للقضية. على أنَّ مثل هذه القضايا لا يجوز فحصها مساء السبت ولا في عيد (الفصل الرابع مقطع 1؛ الفصل الخامس مقطع 5)
[9] في حالة الاتهام يلزم أن يُمنح المتهم أربع أو خمس مرات حسب مقتضيات الحاجة ليأتي بحجج والتماسات جديدة (الفصل السادس مقطع 1)
[10] يتقدم المُدان مُنادٍ ويقول بصوتٍ عال (في شوارع المدينة): أن فلان الفلاني ابن فلان الفلاني، ذاهب للرجم بسبب كذا وكذا من السيئات، والشهود عليه هما فلان وفلان، وكل من يستطيع أن يُدلي ببيانات تُثبت براءته فليتقدم ويُعطي الأسباب (الفصل السادس مقطع 1)
[11] في ختام الاتهام والإدانة يُستحث المتهم أن "يعترف" حتى لا يهلك فيما بعد (الفصل السادس مقطع 2)
[12] في خطايا التجديف يُفحص الشهود فحصاً شديداً فيما يخُص اللُّغة التي استخدمها المتهم، فإذا ثبت صحة شهادة الشهود ثبوتاً قاطعاً، يقف القُضاة ويشقون ثوبهم (الفصل السابع مقطع 5) [ ويقول العلامة أدرزهايم اليهودي المتنصر: أن رئيس الكهنة إزاء التجديف يقف علناً ويشق ثوبه الخارجي وثوبه الداخلي شقاً لا يُمكن إصلاحه ]
[13] المُجدَّف يُرجم (الفصل السابع مقطع 4)
[14] بعد رجم المُجدَّف يُعلق على المشنقة (الفصل السادس المقطع 4)، وينزل عنها في المساء ليُدفن في مقبرة عامة تُعدُّ خصيصاً لهذا الغرض (الفصل السادس المقطع 5 )


+ إصدار الحكم على يسوع

كان القانون اليهودي – بحسب التلمود أيضاً – يحظر إصدار حُكم بالموت أثناء الليل. وهكذا عُقد السنهدرين بكامل هيئته في الصباح ليوافقوا على حُكم الليل وذلك لمجرد استيفاء الشكليات القانونية وكأنه حكم صادر في الصباح، ولكن ظلَّ القرار الذي أخذوه بالإجماع في الصباح مُخالفاً لنصّ القانون اليهودي، وهو أن حكماً بالموت لا يصدُر في يوم المحاكمة نفسه، إذ لا بُدَّ أن يؤجل إلى يومٍ آخر غير يوم المحاكمة ذاته والتي لا ينبغي أصلاً أن تتم أثناء الليل ولا يكون فيها أي ملامح لحكم مُسبق. وهكذا شهد القضاء اليهودي على نفسه في هذه المحاكمة بالفساد الظاهر.
الإجراءات غير القانونية في المحاكمة الدينية
أظهرت المحاكمات الدينية أمام القادة اليهود مدى كراهية قادة اليهود للمسيح لأنهم أهملوا الكثير من قوانين الناموس. فقد شابت هذه المحاكمات العديد من الإجراءات غير القانونية بالنسبة لليهود، ومنها على سبيل المثال:
1) لم يكن يسمح بالمحاكمات أثناء فترات الأعياد، أما يسوع فقد تمت محاكمته أثناء عيد الفصح.
2) كان يجب أن يصوت كل فرد من المجلس منفرداً فيما يخص الإدانة أو البراءة أما في حالة يسوع فقد تمت إدانته بالإجماع.
3) في حالة الحكم بالموت كان يجب أن تمر ليلة كاملة قبل تنفيذ الحكم؛ ولكن لم تمر ساعات معدودة قبل صلب المسيح.
4) لم يكن لليهود السلطة لتنفيذ حكم الإعدام التي انتزعها الرومان منهم، إلا أنهم أشرفوا على صلب المسيح.
5) لم تكن المحاكمات تنعقد ليلاً، ولكن محاكمة المسيح تمت قبل الفجر.
6) كان يجب تقديم المشورة أو توفير الدفاع للمتهم، ولكن لم يقدم أي منها للمسيح.
7) لم يكن يجب توجيه أسئلة إدانة للمتهم ولكن يسوع سئل عما إذا كان هو المسيح.
+ مراحل محاكمة الرب يسوع وهما ستة مراحل على جزأين

أولاً: مراحل المحاكمة الدينية بواسطة اليهود، وهما ثلاثة مراحل كالتالي
المرحلة الأولى: أمام حنان [ يوحنا 18: 12 – 14، 24 ]؛ وبعد الفحص أرسله إلى قيافا.
المرحلة الثانية: أمام قيافا [ متى 26: 57 – 68 ] وحكم عليه انه مستوجب الموت لأنه جدف.
المرحلة الثالثة: أمام السنهدرين [ متى 27: 1 – 2 ] والحكم أنه مستوجب الموت ويُرسل إلى بيلاطس.


ثانياً: مراحل المحاكمة المدنية بواسطة الرومان وهما ثلاثة مراحل أيضاً كالتالي
المرحلة الأولى: أمام بيلاطس [ يوحنا 18: 28 – 38 ] والحكم بأنه غير مُذنب.
المرحلة الثانية: أمام هيرودس [ لوقا 23: 6 – 12 ] والحكم بأنه غير مذنب.
المرحلة الثالثة: أمام بيلاطس مرة أخرى [ يوحنا 18: 39 إلى يوحنا 19: 16 ] وحُكم عليه غير مذنب ولكنه سلمه لليهود ليُصلب خضوعاً لرغبتهم وخوفاً من أن يشتكوه لقيصر إذ أوقعوه بحيلة لا يستطع أن يهرب منها وهو قولهم ليس لنا ملك إلا قيصر.




+ ملاحظات هامة وتعليقاتضرورية


أولاً: بالنسبة لحنان Ananos وبالعبرية حنانيا. وحسب شهادة المؤرخ اليهودي يوسيفوس (آثار اليهود 18: 2 ر1) قد أقامه القُنصل الروماني Quirinius (كيرينيوس) سنة 6 ميلادية، وعزله القُنصل الروماني Valerius Gratus (فاليريوس) في سنة 15 ميلادية. وكان رئيس الكهنة يُعزل - في ذلك الوقت - ومع ذلك كان يحتفظ باللقب وبكل الامتيازات التي يتمتع بها رئيس الكهنة، وبالرغم من أن عزل رئيس الكهنة كان لا يتفق مع الناموس [حسب التقليد اليهودي] (الحروب اليهودية يوسيفوس 2: 12 و6)


ثانياً: بالنسبة لقيافا وباليونانية Kaiaphas وهو رئيس السنهدرين الفعلي وهو المُعين من قِبَل الرومان كرئيس للكهنة عوضاً عن حنان.


ثالثاً: بالنسبة للسنهدرين، بحسب شهادة الكتاب اليهودي [ المشنا ] كان مقرّ السنهدرين الرئيسي في الرواق الجنوبي من الهيكل (مشنا 5: 4) ولكنه نُقِلَ إلى مكان السوق بعد خراب الهيكل الثاني وفي هذا المكان حوكم يسوع، ومن المعروف أن مجلس السنهدرين قد توقف عن إصدار قرارات رسمية بالإعدام أربعين سنة قبل هدم الهيكل بأورشليم، لذلك لا نعثر على قرار واضح أُجري عليه التصويت ولا كانت الإجراءات قانونية. كذلك لم يكن لمجلس السنهدرين سلطة قضائية للمحاكمة أو لإصدار القرارات بعد دخول الرومان أورشليم، لأنهم نزعوا هذه السلطة من اليهود وأفرغوا هذا المجلس من سلطته القضائية: [ لا يجوز لنا أن نقتل أحد ] (يوحنا 18: 31)، وكل ما عملوه - بالنسبة للمسيح الرب - أنهم قد وصلوا إلى قرار موحَّد يستطيعون تقديمه لبيلاطُس ليحكم هو بمقتضاه. فالمسألة كانت مجرد اجتهاد وتدبير خبيث، وقد استخدموا كافة وسائط الغش وشهادة الزور وتلفيق التهم، واستخدام رفع الصوت بالصراخ العالي ثم الإرهاب والتهديد بالذهاب إلى قيصر، حتى نالوا ما أرادوا من حُكم كما خططوا لهُ، وبالطبع كان من السهل على بيلاطس بسبب طبيعة رؤيته النافذة وشخصيته القوية وقدرته على الفحص والتمييز اللذان اشتهر بهما أن يكتشف العوامل النفسية وراء حركاتهم وصراخهم المفتعل ضد المسيح الرب [ لأنه عرف أن رؤساء الكهنة كانوا قد أسلموه حسداً ] (مرقس 15: 10)، كما اكتشف عدم وجود أدلة أو شهود حق لإقامة هذه القضية برمتها، فحوَّلها لهيرودس باعتباره كان والياً على الجليل.


رابعاً: بالنسبة لصياح الديك، ومن المعروف أنه حسب القانون اليهودي في المشنا، يُمنع وجود الطيور في أورشليم (مشنا 7: 7) ولذلك ذهب بعض العُلماء إلى أن الديك الذي صاح لم يكن ديكاً حقيقياً بل صوت النفير الذي يُعلن نهاية الفترة الثالثة من الليل والتي تبدأ من منتصف الليل حتى الثالثة صباحاً، وكان صوت النفير يُسمى [ صياح الديك ]. ولكن من المؤكد أن صياح الديك يُسمع في أورشليم من القُرى المجاورة. وقد سجل العالم الكاثوليكي Lagrange هذه الظاهرة وقال أن صوت الديكة يُسمع بكل وضوح في كل أنحاء فلسطين ابتداء من بعد منتصف الليل، حتى في الأماكن التي لا يوجد فيها ديكة بالمرة، وذلك نظراً لتقارب المسافات بين القُرى والمُدن.


خامساً: بالنسبة لدار الولاية والصباح الباكر [ ثم جاءوا بيسوع من عند قيافا إلى دار الولاية وكان الصباح الباكر ] ودار الولاية باليونانية Praetorium وهي ذات الكلمة في اللاتينية ومكانها هي قلعة أنطونيا Antonia على التل الشرقي شمال الهيكل. وقد عُثر في سنة 1870م على المكان الذي وُصِفَ بأنه رصيف الحجارة Lithostrostos وهو الرصيف الذي يتبع البيت، وهو مكان مستدير مرتفع يقع بين قلعة أنطونيا وبين الهيكل كما قلنا؛ والصباح الباكر أو بداية اليوم وهي في الأصل تأتي Proi وتعني الفترة من 3 – 6 صباحاً وهو آخر فترات الليل الأربع حسب التقويم الروماني، إذ أنهم يقسمون الليل لأربعة هُزع، وهذا هو الهزيع الرابع.


سادساً: بالنسبة لبيلاطس البُنطي، Pilatos وقد أشار إليه المؤرخ اليهودي يوسيفوس (آثار اليهود 18: 2 و2) وقد حكم اليهودية من 26 – 36 ميلادية، والاسم الدقيق له هو بنتيوس بيلاط Pontius Pilate وقد عُثر على حجر في قيصرية فلسطين يحمل هذا النقش باللاتينية لقب بيلاطس الرسمي وهو Praefectus Iudaeoe أي قُنصُل اليهودية. وقد ذكر الفيلسوف اليهودي السكندري فيلون أن بيلاطس كان مُتغطرس وإنساناً لا يُمكن أن يُضبط، ويبغض جداً العوائد اليهودية المتعصبة المتحيزة، وقد اشتبك كثيراً مع اليهود فأظهر طباعاً شرسة، وله نوبات من الغضب العنيفة، واتصف بأنه بلا أخلاق، ونسب إليه السرقة والقتل وأنه رجل في منتهى القسوة الشديدة إذ أحياناً يحكم بالإعدام بدون مُحاكمة وبدون اتهام، واشتهر عموماً بأنه بلا إنسانية وكثيراً ما عصاه اليهود فسفك دماء الكثيرين منهم إخماداً لفتنتهم فأبغضوه بغضة شديدة وشكوه عدة مرات لقيصر، وبالرغم كراهيته الشديدة لليهود إلا أنه كان يخشاهم لئلا يشتكوه لقيصر ويكرروا الشكوى، وكان معروفاً أيضاً للمؤرخ الروماني الوثني تاسيتوس، ومن المعروف عن بيلاطس رغم قسوته أن له سرعة البديهة واستشفاف الأمور واكتشاف لما وراء الكلمات ودقته في فحص القضايا ومعرفة نية الواقف أمامه بسرعة بديهة وإدراك سريع، وعموماً وبحسب المؤرخ يوسابيوس القيصري (260 - 340م) قال على بيلاطس أنه قد انتحر، ولكن التقليد الشرقي يقول بأنه صار مسيحياً هو وزوجته كلوديا بروكيولا. ويقول قاموس أكسفورد للكنيسة المسيحية: إنه صار شهيداً وقديساً وتُعيد لهُ الكنيسة الإثيوبية في الخامس والعشرين من يونيو من كل عام، (ولكن عن نفسي فيما وجدت من أبحاث وكتب لم يوجد دليل قاطع محدد وجدته يؤيد أياً من الرأيين سواء كان انتحر أو صار مسيحياً لذلك يعتبر الكلام في الموضوع مجرد ترجيح).


سابعاً: بالنسبة لكرسي القضاء [ فلما سمع بيلاطس هذا القول أخرج يسوع وجلس على كُرسي القضاء في الموضع الذي يُقال له "الرصيف" أما في العبرانية فيُقال له "جباثا " ] وكرسي القضاء Bematos أي المكان المُخصص الذي تُعلن منه الأحكام ويُمارس فيه القاضي سلطته، وأما كلمة جباثا Gabbatha (أنظر الملاحظة الخامسة) وفي العبرية والآرامية الكلمة مشتقة من "جبا" Gbah أي المكان المرتفع. وقد أشار يوسيفوس إلى هذه البقعة في كتابه (الحروب اليهودية 5: 1 و 2 و 51).


ثامناً: بالنسبة لاستعداد الفصح والساعة السادسة [ وكان استعداد الفصح أي نحو الساعة السادسة ] Paraskeve وهو يوم الجمعة قبل السبت، ولا زال يوم الجمعة في المصادر المسيحية القديمة يُسمى Paraskeve لأنه استعداد للسبت، والسبت لا يوجد فيه صوم إطلاقاً (ولو أتى في الصيام الكبير لا يوجد فيه صوم انقطاعي) والساعة السادسة هي حرفياً Ekte أي منتصف النهار (12 ظهراً) وهذا الوقت هو الساعة الرسمية التي كان يُذبح فيها خروف الفصح، وهي ذات الساعة التي خرج فيها يسوع من أورشليم حاملاً الصليب وهو ما يؤكد الجانب اللاهوتي الذي بدأ القديس يوحنا المعمدان بالإشارة إليه في (يوحنا1: 29) عن [ حمل الله الذي يرفع أو يحمل خطايا العالم كله ] وهكذا تمت نبوة يوحنا المعمدان. وكان اليهود في تلك الساعة يصلون الصلوات الخاصة بملكوت الله، وبالطبع ملكوت الله بدأ بشكل آخر في الجلجثة وفي نفس ذات الوقت الذي يصلي في اليهود لأجل استعلان ملكوت الله !!!



تاسعاً: بالنسبة للموضع الذي يقال له الجلجثة أو الجمجمة أو الجُلجلة، وقد كتب القديس يوحنا في الإنجيل الكلمة باليونانية Kraniou ثم كتب الاسم العبراني "الجُلجُلة" وبالآرامية "الجُلجُثة" والفرق فقط في طريقة النطق. والعلامة أوريجانوس أو أوريجين هو أول من أشار إلى التقليد اليهودي المسيحي بأن جمجمة آدم كانت مدفونة في هذا المكان (العلامة أوريجانوس في تفسير متى27: 33). وقد أكد هذا أيضاً القديس باسيليوس الكبير في شرحه لإشعياء (1: 14 – 30) وقد حاولت بعض التفسيرات الحديثة أن تقول أن الصخرة كانت تُشبه الجُمجمة، ولكن لا يوجد ما يؤكد هذا التفسير جغرافياً. وعلى الرغم من أنه شائع في الكتابات العبرانية بل والعبرية أن يُسمى أعلا التلّ أو الجبل بـ "رأس" الجبل، إلاَّ أن استخدام كلمة "رأس" ليس مثل استخدام كلمة "جُمجمة"، عموماً سواء كان هذا الموضوع شبه الجمجمة أو المكان المدفون فيه جمجمة آدم فعلياً، فالقاعدة اللاهوتية والرئيسية في العهد الجديد لاسيما إنجيل يوحنا هو أن المسيح الرب هو "آدم الثاني رأس الخليقة الجديدة" ولا يُمكن فهم الإشارة التاريخية وإشارة القديس يوحنا إلى مكان صلب المسيح الرب إلا على أساس أنهُ يُقدم لنا "الفادي" الذي هو آدم الثاني والأخير الذي منه النسل الجديد المولود من فوق حسب مسرة الله في المحبوب يسوع مخلصنا الصالح .



عاشراً: أعطوه خلاً ممزوجاً بمرارة ὄξος، أخذ اسفنجة وملأها خلاً (متى 27: 34، 48)، طبعاً تسمية الخل هنا القصد منها أنه شيء لاذع قوي، لكنه ليس هو الخل العادي الذي نعرفة اليوم ونستخدمه في الأطعمة، لكن القصد منه هو الخمر اللاذع المُر الذي يُستخدم لتخدير الحواس لتخفيف الألم، أي كما يوضع في بعض الترجمات (أعطوه خمراً ممزوجاً بمرارة أو خمر الخل الممزوج بمراره) لأن كان من عادة تلك الأزمنة استخدام التخدير لتخفيف ألم الصلب للمحكوم عليهم بموت الصليب، وهو
نبيذ حمضي رديئ لأنه خليط بين الكحل والحمض الذي كان يستخدمه الجنود عموماً، لأنه ثمنه بخس جداً، لذلك يقال عنه خل أو خمر ممزوج بمرارة، لأنه حمضي المذاق ولاذع وفيه مرارة، وهو عموماً يعتبر نتاج مرحلة متوسطة بين نبيذ رديء وخل poor wine.
ومن هذا الشرح البسيط نستطيع ان نفهم ما كُتب في سفر (العدد 6: 3): "فَعَنِ الْخَمْرِ وَالْمُسْكِرِ يَفْتَرِزُ، وَلاَ يَشْرَبْ خَلَّا لْخَمْرِ وَلاَ خَلَّا لْمُسْكِرِ، وَلاَ يَشْرَبْ مِنْ نَقِيعِ الْعِنَبِ، وَلاَ يَأْكُلْ عِنَبًا
رَطْبًا وَلاَ يَابِسًا"
* عموماً هذا الخليط المُر يقال عنه خمر (حمضي) أو خل فقط، فهو مركب من عدة أشياء وهي خمر وخل ومير وجال
Myrrh and gall، إذ يضاف - عادةً - القليل من المير للنبيذ ليعطيه نكهه مميزه وهو يضاف بكميه قليله للنكهة وكمية أكثر كمخدر، وأيضاً يُضاف إليه المُرّ (الجل) بنسبه قليله كماده تضفي عليه نكهه حريفه، وأيضاً ممكن أن يكثروا كميته ليستخدم كمخدر، فكان يضاف المير النباتي الذي يحتوي على حمض التنين الذي هو طعمه مُرّ الذي كان يستخدم لعلاج اللآم مثل الروماتزم وآلام الأسنان، فهو مسكن قوي جداً وأيضاً يُضاف إليه المُرّ المنتج من النبات (جال)، وذلك ليكون مسكن ومخدر قوي للمصلوبين قبل الصلب ليخدروهم فيكونوا أقل مقاومه ولا يشعرون بالآلام الصلب ولا يقاوموا الجند أثناء وضعهم على الصليب ولا يصرخوا كثيراً إلي أن يموتوا.
 
قديم 28 - 04 - 2016, 06:53 PM   رقم المشاركة : ( 12579 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

في وقت حزني

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الأوقات الصعبة، وفي الظروف القاسية، في خضم الإحباط والتحيّر من كل ما يجري من حولي، هناك أجدك يا إلهي تترفق عليّ فأشعر بدفىء محبتك وبعطفك الذي لا حدود له.
فألتمس أمانتك في كل زاوية من زوايا حياتي.
"يا الله إلهي أنت. إليك عطشت نفسي يشتاق إليك جسدي في أرض ناشفة ويابسة بلا ماء" (مزمور 1: 63).
أنت وعدت أن تفيض بروحك في داخل ضمائرنا وعقولنا وقلوبنا فتملأنا بقوّة تشجيعك لكي تدفعنا من جديد فنقوم من حياة الإنهزامية إلى قوّة القيامة وفرحها الذي يدوم إلى الأبد. فما أعظم هذا الروح عندما يفيض ويعمل فتبدأ الأمور المدهشة تظهر كثمار تليق بالتوبة لأن الإيمان المسيحي هو إبداع وفرح وسلام "وفي اليوم الأخير العظيم من العيد وقف يسوع ونادى قائلا إن عطش أحد فليقبل إليّ ويشرب. من آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه أنهار ماء حي" (يوحنا 37:7).
عندما أتصفح في الكتاب المقدس أجدك في كل مكان تكلمني وترشدني وتعلمني وتهديني إلى سبل البر وإلى طريق الحق وأحيانا أجدك تأدبني فترجعني من توهاني "يا إبني لا تحتقر تأديب الربّ ولا تكره توبيخه. لأن الذي يحبه الربّ يؤدبه وكأب بابن يسرّ به" (أمثال 11:3).
وعندما أتأمل في السماء أشعر وكأنك تناديني من بعيد فينزل الصوت كسهم يخرق القلب ويبدّل الأسى والحزن إلى إبتهاج مجيد وكما رنم حبقوق في سفره حيث عبر عن إبتهاجه بجلالك وسط اليباس وفي خضم الأحزان، فأنت ملتزم بشعبك وحاضر دائما للتدخل في الأوقات الحرجة. "لأني أسكب ماء على العطشان وسيولا على اليابسة. أسكب روحي على نسلك وبركتي على ذريتك. فينبتون بين العشب مثل الصفصاف على مجاري المياه" (أشعياء 3:44).
إذا أردت أن أعبّر عن مدى إمتناني لك فلن أستطيع وإذا أردت أن أكتب عن إختباراتي الرائعة معك سأكتب الكثير وسأنسى الكثير لأنها أكثر من الرمل التي على الشاطىء، ولكن بكل بساطة أنت إله كل تعزية.
"مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح أبو الرأفة وإله كل تعزية" (2 كورنثوس 3: 1).
 
قديم 28 - 04 - 2016, 06:55 PM   رقم المشاركة : ( 12580 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل تأملت بقداسة المسيح؟

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
"فأجاب الملاك وقال لها. الروح القدس يحلّ عليك وقوّة العليّ تظللك فلذلك أيضا القدوس المولود منك يدعى ابن الله" (لوقا 5:1). ربما عندك أحد في حياتك تعتبره مثالا صالحا أو المثل الأعلى الذي
من خلاله تستقي عزمك وعنفوانك وقوتّك لكي تستمر في الحياة المليئة بالمشقات والأزمات التي لا تنتهي، فتجد في النهاية نفسك تخور في منتصف الطريق تصرخ إلى العلاء فلا من يسمعك وتصرخ إلى أقاصي الأرض فلن تجد أحدا، هذا لأنك تتكل على من يحتاج أن ينقذه هو.
هل وقفت يوما وتأملت بشخصية المسيح، ذاك المحب القدوس الذي تخرج من فمه الطهارة والنقاوة فهو ابن الله الأزلي حين يأمر يفعل فهو الذي أوجد كل شيء "فإنه فيه خلق الكلّ ما في السموات وما على الأرض ما يرى وما لا يرى سواء كان عروشا أم سيادات أم رياسات أم سلاطين. الكل به وله قد خلق. الذي هو قبل كل شيء وفيه يقوم الكلّ، وهو رأس الجسد الكنيسة" (كولوسي 16:1).
قداسته وطهارته تحلّ في كل مكان وفي كل ظرف فهذه من طبيعته التي لا تتغير، هناك يا صديقي تستطيع أن تحتمي وهناك تستطيع أن تلتجأ تحت عبائته فتجد السلام ينهمر كالندى على القلب. والطمأنينة والمحبة تنزلان كالمطر الذي يروي الأرض العطشانة. "ما أحلى مساكنك يا ربّ الجنود. تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الربّ. قلبي ولحمي يهتفان بالإله الحي" (مزمور 1:84).
السرافيم تلك المخلوقات السماوية بدت مندهشة من طبيعة الله الرائعة حيث ينظرون الواحد إلى الأخر فيقول "قدوس قدوس قدوس ربّ الجنود مجده ملء كل الأرض" (أشعياء 3:6)، تعال يا صديقي إن كنت مسلما فدينك لن يفيدك وإن كنت ملحدا فإنكارك لن يحفظ أبديتك مع الله. تأمل بصدق بقداسة المسيح وتعال بالتوبة والإيمان فسيمنحك سلاما وخلاصا وغفرانا. "أيها الربّ سيدنا ما أمجد اسمك في كل الأرض حيث جعلت جلالك فوق السموات" (مزمور 1:8).
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 04:28 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024