05 - 06 - 2012, 12:12 PM | رقم المشاركة : ( 1241 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
4- صفات الروح القدس اللاهوتية نضيف إلى كل هذا، أن الروح القدس اشترك مع الآب والإبن في عملية الخلق. فكما قيل عن الآب إنه بالإبن قد عمل العالمين (عب1: 2) " فإنه فيه خلق الكل ما في السموات وما على الأرض... الكل به وله قد خلق" (كو1: 16) " كل شيء به كان وبغيره لم يكن شيء مما كان" (يو1: 3)... هكذا يقول الكتاب عن الروح القدس: " ترسل روحك فتخلق وتجدد وجه الأرض" (مز104: 30). وقيل في سفر أيوب الصديق " روح الرب صنعنى" (أى 33: 4). وهذا يدل على لاهوت الروح القدس، لأن القدرة على الخلق خاصة بالله وحده. وقد ذكر الكتاب صفات إلهية له، منها الأزلية: كما قيل عن السيد المسيح " فكم بالحرى دم المسيح، الذي بروح أزلى قدم نفسه لله بلا عيب" (عب9: 14). ومن الصفات الإلهية للروح القدس، وجوده في كل مكان. وفي ذلك قال داود النبى للسيد الإله " أين أذهب من روحك؟! ومن وجهك أين أهرب ؟! إن صعدت إلى السموات فأنت هناك وإن فرشت في الهاوية فها أنت" (مز139: 7) . وطبعًا الواحد الموجود في مكان هو الله. ومن الدلاله على وجوده في مكان، عمله فينا. يقول بولس الرسول " أما تعلمون أنكم هيكل الله، وروح الله يسكن فيكم" (1كو3 : 16) وأيضًا " أم لستم تعلمون ان جسدكم هو هيكل للروح القدس الذي فيكم" ( 1كو6: 19). وسكنى الروح في كل المؤمنين، في كل أقطار الأرض، يدل على وجوده في مكان، وبالتالي على لاهوته. إذن روح الله في كل مكان، يعمل في المؤمنين ويحل فيهم. ومما يثبت لاهوته أيضًا، أنه عالم بكل شيء. كما يقول القديس بولس الرسول "... لأن الروح يفحص كل شيء حتى أعماق الله" ( 1كو2: 10). " وهكذا أيضًا أمور الله، لا يعرفها أحد إلا روح الله " (1كو2: 11). ويقول لنا الرب عن الروح القدس " يرشدكم إلى جميع الحق" ( يو16: 13) " يعلمكم كل شيء، ويذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26). الروح القدس قادر على كل شئ: ومن صفات الروح في نبوءة اشعياء إنه " روح القوة" (اش11: 2). وهكذا يتحدث القديس بولس الرسول عن كرازته إنها كانت بقوة آيات وعجائب، بقوة روح الله" ( رو15: 19). ويقول أيضًا ص " برهان الروح والقوة... بقوة الله" (1كو2: 4). والسيد الرب يقول هذا، كما ورد في سفر زكريا النبى " لا بالقدرة ولا بالقوة، بل بروحي قال رب الجنود" (زك4: 6). ومما يثبت لاهوته أيضًا، أنه مانح المواهب الفائقة. يقول الكتاب " كل عطية صالحة، وكل موهبة تامة، هي فوق، نازلة من عند أبي الأنوار" (يع1: 17). ومع ذلك فإن كل المواهب ينسبها الكتاب إلى الروح القدس كما ورد في إصحاح المواهب (1كو12)، إذ يقول الرسول: " فأنواع مواهب موجودة، ولكن الروح واحد".. (1كو12: 4). وبعد أن ذكر انواع المواهب ومنها الحكمة، والإيمان، ومواهب الشفاء، وعمل القوات، والنبوة وتميز الأرواح، والألسنة وترجمتها، وقال " ولكن هذه كلها يعمل الروح الواح بعينه، ٌاسمًا لكل واحد بمفرده كما يشاء" (1كو12: 11). وطبيعى لا يمكن أنت يمنح كل هذه المواهب، إلا الله. والسيد المسيح وصف الروح القدس لتلاميذه بأنه " المعزى البارقليط" (يو16: 7 ). ووصف هذا المعزى بصفات إلهية، فقال: أ إنه " يمكث معكم إلى الأبد" (يو14 ك 16). إذن فهو ليس إنسانًا يمكث معهم فترة ويموت، إنما هو روح الله الذي يمكث معهم إلى الأبد، بل قال عنه أكثر من ذلك إنه: ب " ماكث معكم ويكون فيكم" (يو14: 17). وعبارة " يكون فيكم " لا ينطبق على إنسان. وقال عنه أيضًا : ج " لا يستطيع العالم أن يقبله لأنه لا يراه ولا يعرفه" (يو14: 17). وهذه العبارة أيضًا لا تنطبق على إنسان يراه الناس ويعرفونه. وفي رسالة إلى العبرانين يصفه الرسول بأنه " روح النعمة" (عب10: 29). وفي نبوة زكريا يقول الوحي الإلهى " وأفيض على بين داود وعلى سكان أورشليم روح النعمة والتضرعات، فينظرون إلى الذي طعنوه، وينوحون عليه كنائح على وحيد له في مرارة..." (زك12: 10). والكتاب يسمى الروح القدس أيضًا " روح القداسة" (رو1: 4). ويقول عنه المرتل في المزمور " وبروح رئاسي أعضدنى" ( مز50). ونقول عنه في صلوات الأجبية " روحًا مستقيمًا ومحييًا، روح النبوة والعفة، روح القداسة والعدالة والسلطة". ونقول عنه أيضًا "الملك المعزى، الحاضر في كل مكان والمالئ الكل، كنز الصالحات ومعطى الحياة... " ونطلب إليه قائلين " هلم تفضل وحل فينا، وطهرنا من كل ذنس أيها الصالح، وخلص نفوسنا". وفي سفر اشعياء النبى، ما أكثر الأوصاف التي بها روح الله إذ يقول: " ويحل عليه روح الرب، روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب" (اش11: 2). وقد قال السيد المسيح الرب عن بصلئيل الذي قام بصناعة ما يلزم خيمة الاجتماع " وملآته من روح الله بالحكمة والفهم والمعرفة وكل صنعه الاختراع" (خر31: 3 6). ولعل بصالئيل هذا أول مثل لموسى " وتلكم جميع حكماء القلوب الذين ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هرون لتقديسه ليكهن لي" ( خر28: 3). وعن روح الحكمة يصلي بولس الرسول من أجل أهل أفسس لكي يعطيهم الله " روح الحكمة والإعلان في معرفته" (اف 1: 17). وذلك لكي " تستنير اذهانكم ليعملوا ما هو رجاء دعوته". |
||||
05 - 06 - 2012, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 1242 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث 5- أقنوم الروح القدس شهود يهوه لا يعتقدون أن الروح القدس أقنوم (شخص Hypostasis)، بل يرونه مجرد قوة!! وللرد على ذلك نقول إن ما ورد عن الروح القدس في الكتاب المقدس، يدل أنه شخص ... فهو يتكلم: ويقول الرب في ذلك لتلاميذه القديسين " لأن لستم أنتم المتكلمين، بل روح ابيكم الذي يتكلم فيكم" (مت10: 20). ويقول الرسول أيضًا عنه " إن سمعتم صوته ، فلا تقسوا قلوبكم" (عب3: 7 9) وهو الذي قال " افرزوا لي برنابا وشاول، للعمل الذي دعوتهما إليه" (أع13: 3 ). فهو هنا يتكلم، وأيضًا يدعو... وهو يعلم، ويذكر، ويرشد، ويخبر، ويبكت. وفي ذلك يقول الرب لتلاميذه عن الروح القدس " يعلمكم كل شيء، يذكركم بكل ما قلته لكم" (يو14: 26). وأيضًا "متى جاء ذاك روح الحق، فهو يرشدكم إلى جميع الحق... ويخبركم بأمور آتية" (يو16: 12، 13). وهو أيضًا الذي يبكت على خطية (يو16: 8). وهو يقود المؤمنين جماعات وأفرادًا. يقول الرسول " لأن الذين ينقادون بروح الله، فأولئك هم أبناء الله" (رو8: 14). وهو يقيم الرعاة: وعن ذلك قال القديس بولس لأساقفة أفسس " احترزوا إذن لأنفسكم ولجميع الرعية التى أقامكم الروح القدس عليها أساقفة" (أع20: 28). وهو الذي يحدد تحكات الخدام. فيقول القديس لوقا الإنجيلى عن القديس بولس الرسول وأصحابه " وبعد ما اجتازوا في فريجية وكورة غلاطية، منعهم الروح القدس أن يتكلمون بالكلمة في آسيا. فلما أتوا إلى ميسيا، حاولوا أن يذهبوا إلى بيثينية، فلم يدعهم الروح " (أع16: 6، 7). والروح القدس يعزى المؤمنين ويشفع فيهم. يقول السيد المسيح " وأنا أطلب من الآب فيعطيكم معزيًا آخر ليمكث معكم إلى الأبد" (يو15: 26). ويقول الرسول " الروح نفسه فينا بأنات لا ينطق بها" ( رو8: 26). إذن هذا الذي يتكلم ويعلم ويذكر، ويرشد ويخبر، ويبكت، ويقود المؤمنين ويقيم الرعاة، ويحدد تحركاتهم، ويعزى ويشفع... أليس هو شخصًا؟! أما القوة فهي إحدي نتائج حلوله على المؤمنين (أع1: 8). كما نقول أيضًا إن حلوله يمنح غيره وحرارة، ويمنح حكمة ومعرفة... إلخ. |
||||
05 - 06 - 2012, 12:13 PM | رقم المشاركة : ( 1243 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث 6- إنبثاق الروح القدس نحن نؤمن بأن الروح القدس ينبثق من الآب. وهذا واضح من تعليم السيد المسيح نفسه في الأنجيل المقدس، إذ قال لتلاميذه القديسين عن الروح القدس "روح الحق الذي من عند الآب ينبثق..." (يو15: 26) . وهذا هو نفس ما يقوله قانون الإيمان المسيحى " نعم نؤمن بالروح القدس، بالرب الحميى المنبثق من الآب". وهذا ما قرره مجمع القسطنطينة المسكونى المقدس المنعقد سنة 381 م. ولكن الكاثوليك يقولون " المنبثق من الآب والآبن". فيضيفون عبارة " والآبن " Filioque وهي إضافة لم تكن موجودة إطلاقا في أصل قانون الإيمان. ولم تكن معروفة في القرون الأولى للمسيحية. ومبدأ ظهورها – كما يقولون – كان في أسبانيا في القرن السادس، وانتقل منها إلى رومة: وقد لاقت هذه الإضافة معارضة من الكاثوليك في القرون الأولى. ويقال أن البابا ليو الثالث في أوائل القرن التاسع، علق لوحتين إحداهما باللاتينية والأخرى باليونانية، لقانون الإيمان بغير هذه الإضافة وقال "لا أريد أن أغير إيمان آبائي". والكاثوليك الذين يستخدمون اليونانية لا يقبلون هذه الإضافة. ولم تستقر إضافة " والابن " عند الكاثوليك اللاتيني إلا في القرن الحادي عشر. وقد سببت انقسامات كثيرة بلا داع... وهي أيضًا ضد للثالوث القدوس. وكما قال البعض إنها تجعل في الثالوث ابنين وأبوين، إن كان الروح القدس يعتبر ابنًا للابن، إن كان منبثقًا منه ويكون الابن أبًا له أيضًا...!! ويحاول الكاثوليك أن يثبتوا هذه العقيدة عندهم ببعض آيات تدور حول ارسال الأبن للروح القدس كما في (يو15: 26) التي هي صريحة في انبثاق الروح القدس من الآب على الرغم من ارسال الأبن له. وهناك فرق كبير بين الإرسال والانبثاق. الانبثاق أزلي، والإرسال في حدود الزمان. الروح القدس منبثق من الآب منذ الأزل، بحكم فهمنا للثالوث. ولكن الابن أرسله لتلاميذه في يوم الخمسين... ولا أريد الآن أبحث معكم هذا الموضوع لاهوتيًا. لأن هدف هذا الكتاب هو هدف روحي بالدرجة الأولى بعيدًا عن الجدل اللاهوتي الذي سننشر عنه إن شاء الله في كتاب آخر. إنما أردت أن أشير مجرد إشارة... |
||||
05 - 06 - 2012, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 1244 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث
7- خمسة رموز للروح القدس نذكر في هذا المقال خمسة رموز إلى الروح القدس وهي: 1- الحمامة، 2- الماء، 3- النار، 4- الزيت، 5- الريح العاصف. وسنحاول أن نتناول كل رمز منها بشئ من الإيجاز، حسب شرح الكتاب المقدس: |
||||
05 - 06 - 2012, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 1245 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث 8- الحمامة من رموز الروح القدس وقد ورد هذا الأمر في قصة عماد السيد المسيح له المجد، إذ قيل عن يوحنا المعمدان إنه " رأي روح الله نازلًا مثل حمامة وآتيًا عايه" (مت 3: 16). وفي إنجيل مارمرقس " رأي السموات قد انشقت، والروح مثل حمامة نازلًا عليه" ( مر1: 10). " ونزل علية الروح القدس بهيئة جسمية مثل حمامة" (لو3: 22). ولذلك فالكنيسة أو النفس البشرية الممتلئة من الروح القدس، شبهت بحمامة Pigeon. وهذا واضح جدًا في سفر النشيد، إذ يقول الرب لهذه النفس للكنيسة "يا حمامتى، يا كاملتى" (نش5: 2) (نش6: 9). وأيضًا "عيناك حمامتان" (نش1: 15). ولعله يعنى النظرة البسيطة البريئة الروحية التي قال عنها الرب في العظة على الجبل " إن كانت عينيك بسيطة، فجسدك كله نيرًا" (مت5: 22). وما هو أعظم مثل لهذه البساطة والبراءة؟ يقول: " كونوا بسطاء كالحمام" (مت10: 16). وهذه صفة الناس الروحيين، الذين يعمل الروح فيهم، يعطيهم صفة الحمامة التي ترمز إلى الروح. هديل الحمام يرمز إلى تسبيح الروح لعل الحمام أيضًا يذكرنا بالوح في حمامة نوح التي أتت إليه ببشري السلام ممثلة في ورقة زيتون خضراء...؟ ورفرفة الحمامة بجناحيها يذكرنا بقصة الخليقة، وقد قيل في البدء " وروح الله يرفرف على وجة المياة" (تك1: 2) |
||||
05 - 06 - 2012, 12:14 PM | رقم المشاركة : ( 1246 ) | ||||
† Admin Woman †
|
كتاب الروح القدس وعمله فينا لقداسة البابا شنودة الثالث 9- الماء من رموز الروح القدس يرمز الماء إلى الروح في أنه سبب الحياة، أو لأنه غذاء ضروري ولازم للحياة. وفي ذلك يقول المزمور الأول عن الإنسان البار إنه "يكون كشجرة مغروسة على مجارى المياة" (مز1: 3). وهذه المياه تعطيها الحياة. ولذلك أكمل قائلًا "تعطى ثمرها في حينه وورقها لا ينتثر". ولعل بنفس المعنى يقول في مزمورلا آخر "مجارى المياة تفرح مدينة الله" (مز45: 4). والله ذاته شبة نفسه ينبوع الماء الحى. فقال في سفر ارمياء النبى "تركونى أنا ينبوع المياة الحية، لينقروا لأنفسهم آبارًا، آبارًا مشققة لا تضبط ماء" (أر2: 13)... حقًا إنه ينبوع الماء الحى، لأن منه ينبثق الروح القدس (يو15: 26). وهذا الماء الحى ذكره السيد المسيح في حديثه مع المرأة السامرية، فقال: "لو كنت تعلمين عطية الله، ومن الذي يقول أعطنى لأشرب، لطلبت أنت منه، فأعطاك ماء حيًا" (يو4: 10). ثم قال "من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا، فلن يعطش إلى الأبد. بل الماء الذي أعطيه يصير فيه ينبوع ماء ينبع إلى حياة أبدية" (يو4: 13، 14). والرمز واضح جدًا وصريح في قول الرب: " من أمن بى كما قال الكتاب تجرى من بطنه أنهار ماء حى. قال هذا عن الروح الذى كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه. لأن الروح القدس لم يكن قد أعطى بعد " (يو7: 38، 39). لهذا شبه الآباء الرسل بالأنهار، لأنهم كانوا يحملون للناس هذا الماء الحى، يهبونهم الروح القدس الذي يرويهم ويعذبهم، ويصير فيها ينبوعًا لحياة أبدية وهكذا قيل عنهم لما هاجمهم اليهود والرمان، فصرخوا بسببهم إلى الله... قيل عنهم " رفعت الأنهار يا رب، رفعت الأنهار صوتها. ترفع الأنهار صوتها من صوت مياة كثيرة" (مز92). ولعل رمز الماء إلى الروح القدس، يظهر واضحًا في المعمودية، حيث نولد من الماء والروح" (يو3: 5). يحل الروح القدس في الماء، فلا يصير بعد ماء حيًا، يمكن أن يولد الإنسان منه ميلادًا ثانيًا، وينال منه غسل " حميم " الميلاد الثاني (تى3: 5). وينال منه الإنان التطهير والتقديس، كما قال الرسول " لكن اغتسلتم، بل تقدستهم بل تبررتم، باسم يسوع وبروح إلهنا" (1كو6: 11). وعن هذا قال الرب في سفر حزقيال للخاطئة أورشليم " حممتك بالماء، وغسلت عنك دماءك، ومسحتك بالزيت" ( مز16: 9). عبارة حممتك بالماء ترمز إلى عمل الروح في المعمودية، ومسحتك بالزيت ترمز إلى المسحة المقدسة بزيت الزيتون. ما أكثر ما ورد في الكتاب عن الماء الحى. يمكن أن تتبعه. اقرأ مقالنا عن الماء في كتاب (خميس العهد) ضمن مجموعة كتب اسبوع الآلام... ونتنتقل إلى رمز آخر هو: |
||||
05 - 06 - 2012, 12:25 PM | رقم المشاركة : ( 1247 ) | ||||
† Admin Woman †
|
أحترس لنفسك وانتبه جداً
إذا فرضنا أن ملكاً وجد إنساناً فقيراً مملوء بالبرص في كل جسده، ولم يخجل منه بل وضع أدوية على جروحه وشفى قروحه، ثم أخذه إلى المائدة الملوكية وألبسه الأرجوان وجعله ملكاً، فهذا هو ما فعله الله مع جنس البشر. إنه غسل جروحهم وشفاهم، وأتى بهم إلى حجاله السماوية .فما أعظم كرامة المسيحيين حتى أنها لا يُمكن مقارنتها بشيء آخر. ولكن إذا تكبر المسيحي وسمح للخطية أن تسرقه، فإنه يكون مثل مدينة لا سور لها، فيدخل اللصوص إليها من أي ناحية يريدون، دون أن يعوقهم شيء، فيخربونها ويحرقونها. لذلك، إذا كنت تأخذ الأمور باستهانة ولا تحترس لنفسك، فإن أرواح الشر تأتي عليك وتظلم عقلك وتخربّه وتُشتت أفكارك في أمور هذا العالم الحاضر. |
||||
05 - 06 - 2012, 12:26 PM | رقم المشاركة : ( 1248 ) | ||||
† Admin Woman †
|
خداع الخطية وحرق قوى النفس
إذا حمل إنسان جمرة نار في يده فهو حتماً سيحترق، ولكنه إذا ألقى الجمرة فهو ينفض عنه ما كان يحرقه فينقذ نفسه، ويحتاج فقط لضمادة تشفيه من حرقه، وأن ظن أحد أنه لا يحترق إذا حمل جمر النار، ويحملها ولا يشعر بها، فهو قد فقد الحس، لأن النار أن أحرقت المناطق الحسية فإن الإنسان يفقد الحس وتظل تأكل فيه دون أن يدري أو يشعر بشيء، والكتاب المقدس يقول: [ أيأخذ إنساناً ناراً في حجرة ولا تحترق ثيابه ؟ ] ( أمثال 6 : 27 )
" لا يقل أحد إذا جُرب إني أُجرب من قِبَل الله. لأن الله غير مجرب بالشرور، وهو لا يُجرب أحداً. ولكن كل واحد يُجرب إذا انجذب وانخدع من شهوته. ثم الشهوة إذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موتاً " ( يعقوب 1 : 13 – 14 )؛ " القلب أخدع من كل شيء وهو نجيس من يعرفه " ( إر17 : 9 )الشرّ غريب عن طبيعة الله ولا يتعامل معه على الإطلاق تحت أي بند أو سبب، ومستحيل أن يدفع أي أحد لارتكابه أو وضعه في حالة عثرة ليمتحن إيمانه، فالله لا يُجرب أحد على الإطلاق، ولا يضع طريق فيه شرّ أمام الإنسان أو يخلق شيء ويوجده بسبب سابق علمه بأن الإنسان سيسقط (كما يعتقد البعض في موضوع الجنس وتناسل الإنسان) ومكتوب : " لا تَقُلْ: الرب جعلني أحيد فإنه لا يعمل ما يُمقُتهُفالإنسان تستهويه الشهوة وتُغريه، وهو الذي يتوافق معها برغبته وحريته الكاملة وحده فقط دون تدخل الله لا من بعيد ولا من قريب، فالله لا يضع عراقيل أمام الإنسان أو فرصة للشهوة أو أي خطية !!! [ هو صنع الإنسان في البدء وتَركَهُ يستشير نفسه ( حالة حرية الاختيار ) ] ( سيراخ 15 : 14 )؛ فالإنسان له مطلق الحرية في أن يُخطئ أو لا يُخطئ بدون أي تدخل خارجي أو إرغام من أحد !!! يقول القديس مقاريوس الكبير في عظة 15 : [ هناك كثيرون، بالرغم من أن النعمة حاضرة معهم، فإنهم ينخدعون بالخطية بدون أن يلاحظوا. فإذا افترضنا أنهُ كان في أحد البيوت فتاة عذراء، وكان هناك شاب أيضاً، فيحتال الشاب عليها ويتملقها حتى ترضى وتوافقه على شهواته، فتسقط وتفقد عفتها، كذلك الحية المرعبة، حية الخطية فهي تحضر دائماً مع النفس، تداعبها وتغريها، فإذا وافقت النفس ورضيت، فإن النفس غير الجسدانية تدخل في ارتباط مع الشرّ غير الجسداني الذي لذلك الروح الشرير. فالروح تدخل في ارتباط مع روح، والذي يرضى بإغواء الشرير، فإنه يزني في قلبه، إذ يكون قد قبل ورضي بإيحاءات الروح الخبيث. فهذه هي إذن درجة جهادك، أن لا ترتكب هذه الخطية في أفكارك، بل تقاومها بعقلك، وتحارب وتجاهد في الداخل، ولا تذعن لفكرك الشرير، ولا تُعطي مكاناً في أفكارك للتلذذ بما هو خاطئ، فإذا وجد الرب فيك هذا الميل والاستعداد فهو بلا شك يأخذك إليه في ملكوته في اليوم الأخير ] الخطية ليست عدو يحاربنا من الخارج بل هي جرثومة القصد السيئ تنبت في داخلنا، وباختيارنا نحيد عن طريق التفكير السوي السليم: (( طرحت عني ناموسك برأيي – أنا الذي سقطت )) ( القداس الأغريغوري ) لذلك فلننتبه يا إخوتي، ولنتُب طالبين من الله أن يسكب نعمته علينا، وحينما تحل علينا النعمة ونتذوق قوتها لنمسك بها ونحافظ ليا ولنُصغي لما هو مكتوب: " أيها الأحباء أطلب إليكم كغرباء ونزلاء أن تمتنعوا عن الشهوات الجسدية التي تحارب النفس" (1بطرس2: 11) و " أن تخلعوا من جهة التصرف السابق الإنسان العتيق الفاسد بحسب شهوات الغرور " (أفسس4: 22) " كأولاد الطاعة لا تشاكلوا شهواتكم السابقة في جهالتكم" (1بطرس1: 4) " لكي لا يعيش أيضا الزمان الباقي في الجسد لشهوات الناس بل لإرادة الله" (1بطرس4: 2)،" إذاً لا تملكن الخطية في جسدكم المائت لكي تطيعوها في شهواتها" (رومية6: 12)،" بل البسوا الرب يسوع المسيح ولا تصنعوا تدبيراً للجسد لأجل الشهوات" (رومية13: 14)،" ولكن الذين هم للمسيح قد صلبوا الجسد مع الأهواء والشهوات" (غلاطية5: 24)، النعمة معكم آمين |
||||
05 - 06 - 2012, 12:31 PM | رقم المشاركة : ( 1249 ) | ||||
† Admin Woman †
|
ما بين الشعور بالذنب وتأنيب الروح القدس - كيف نُميز صوت الروح القدس
أنه الخاطئ الذي أحبـــــه يســـــوع نستطيع أن نُميز صوت الروح القدس في داخل قلوبنا، فهو عندما ينتهر إنما ينتهر برحمة، وليس الانتهار المصحوب بالتسلط الذي يكشف عن ضعف في النفس فتقع في حالة من اليأس وفقدان الرجاء، وربما ينشأ في النفس هذا الشعور والذي يظنه البعض أنه صوت الله، مع أنه في الحقيقة مرض نفسي يحتاج إلي علاج، أما الانتهار الذي يقود برفق إلى التوبة ومحبة الله فهو عمل الله الحقيقي. وعندما يؤنب الروح القدس الضمير فهو لا يحطم ولا يقتل ولا يضع الخاطئ أمام الدينونة والرعب من الموت، بل يكشف له دينونة الخطية وفسادها المريع، ويقدم صوت النجاة بمحبة الله، إذ يُعلن في قلبه أن الجحيم ليس للإنسان بل للشياطين، أما الإنسان له التوبة ورجاء الحياة الأبدية في المسيح المُخلِّص، لأن الملكوت وحياة الأبد هي للإنسان محبوب الله الخاص. وعموماً كل تأنيب يخلو من المحبة ليس من الروح القدس، وربما يرجع إلي الذاكرة وإلي خبرات قديمة، أو إلي الشعور بالذنب، أو فهم خاطئ للحياة الروحية، إذ يظن الإنسان أنه بتأنيب نفسه ينجو من غضب الله الذي يستشعره في ضميره، أو يشعر أن هذا من داعي الاتضاع لكي يكون مقبولاً عند الله، مع أنه بالطبع ليس من الاتضاع على الإطلاق. لأن الاتضاع الحقيقي، هو إحساس عميق بمحبة الله وصلاحه يجعل الإنسان يشعر بأنه لا شيء ولكنه أصبح في المسيح ذو قيمة عظيمة للغاية، لأنه أصبح هيكلاً لله الحي، هيكلاً مُخصصاً لحلوله في داخله. أما إذا حاول الإنسان بدون استعلان صلاح الله ومحبته في قلبه، إن يقول أنا خاطئ، فإن رد الفعل عند هؤلاء الذين يقولون أنهم خطاة تراه في أنهم أكثر الناس تسلطاً وكبرياءً وعجرفة !!!
أنه الخاطئ الذي أحبـــــه يســـــوع |
||||
05 - 06 - 2012, 12:33 PM | رقم المشاركة : ( 1250 ) | ||||
† Admin Woman †
|
عندما يصغي الواحد بإيمان والأخر يعلم بمحبة
عندما يصغي الواحد بإيمان والأخر يعلم بمحبة ويتكلم عن الفضائل بدون كبرياء أو غرور . حينئذ تقبل النفس كلمة التعليم كمعلم ، وكلمة القراءة كغذاء ، والكلمة المشتقة من الممارسة كأحب أزياء العروس، وكلمة الروح القدس المنيرة مثل كلمة العريس عندما يضم عروسه إلي صدره ليشعرها بالغبطة والفرح . كل كلمة تنبثق من شفتي الله تكون إما كلمة تخرج من فم القديسين ينشطها الروح القدس أو من إلهام الروح القدس البالغ منتهي اللذة الذي ليس للكل بل للقلة التي تتمتع به . مع أن كل الناس الأذكياء هم الذين يتمتعون بالكلمة ، يوجد عدد قليل جداً في هذا العالم يطرب لسماع كلمات الروح القدس ..... إذا لم يكن للإنسان إحساس روحي لا تستطيع حواسه أن تتلذذ بحلاوه كل ما هو لاهوتي لأنه يكون تماماً كإنسان تبلدت حواسه فلا يستطيع أن يدرك الأشياء الحسية فهو لا يرى ، ولا يسمع ، ولا يشم ، لأنه ضعيف خائر القوي تماماً أو بالحري شبه ميت ، هكذا الإنسان الذي يميت قدرات نفسه الطبيعية بواسطة الإنفعالات التي تجعلها لا تحس بالعمل والمشاركة في أسرار الروح القدس ، لأن الأعمي والأصم روحياُ وعديم الأحساس ما هو الا إنسان ميت بالروح حيث أن يسوع المسيح لا يسكن فيه وهو نفسه لا يعمل ولا يتحرك في المسيح |
||||