12 - 04 - 2016, 02:22 PM | رقم المشاركة : ( 12381 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المحبة الأعظم، والولاء الأعظم... "تُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى" (مَرْقُسَ 12: 30؛ مَتَّى 22: 37) أ) مقدمة الله القدير ضابط كل شيء. لقد خلق كل شيء من العدم لصلاحه الفائض. أعطى الوجود للعدم لأجل مجد اسمه القدوس. كل شيء تحت سلطانه وسيادته. قوانين الطبيعة التي أسسها تحكم الكون. هو أعلى وأسمى كائن في الكون. الإنسان هو إكليل خليقته. في الإنسان تتحد الطبيعة المرئية مع الغير مرئية، المادة والروح، الجسد والنفس. الإله الخالق هو الحاكم الأعلى للكون. يود أن يسير الإنسان معه في حياة شركة، وأن يتجاوب معه، وأن يطيعه بحرية لكي ما ينضج الانسان روحيا إلى مرتبة رفيعة من القداسة أرادها الله له عندما خلقه في حالة من البراءة والبساطة. يريد الله أن يقبله الإنسان بحرية كالحاكم الأعلى على أفكاره وسلوكه وحياته. لا يقبل الله المرتبة الثانية أو الثالثة في حياة الإنسان لأنه هو الله القدير الأعلى من كل شيء. يجب أن يكون أعلى وأرفع من أي شيء أو أي شخص آخر في حياة الإنسان. قال الرب: "مَنْ أَحَبَّ أَباً أَوْ أُمّاً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي وَمَنْ أَحَبَّ ابْناً أَوِ ابْنَةً أَكْثَرَ مِنِّي فَلاَ يَسْتَحِقُّنِي" (متى 10: 37). لهذا حرّم الله عبادة الأوثان. "لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي. لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتاً وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلَهَكَ..." (خروج 20: 3-5؛ تثنية 5: 8-9؛ الخ). في العصور القديمة، تألفت الوثنية من عبادة أصنام مرئية مصنوعة من الخشب، والحجر، والفضة، والذهب، إلخ. لكن التعريف الأكثر عمومية للوثنية هو ارتباط الإنسان وتعلقه بشيء أو بشخص أقوى من ارتباطه وولائه لله. هذه الأشياء هي أصنام في حياة الشخص المتعلق بها بشدة. قد يكون الصنم مهنة، شهرة، مركز، سلطة، مال، طعام، شراب، والد، أخ، زوج، زوجة، إلخ. أهمية الله في حياة الوثني أقل من هذه الأمور التي هي حبه وولائه الأعظم. يجب أن يكون الله القدير فوق هذه الأصنام، وليس تحتها. يجب أن يكون الله هو الحب الأول والولاء الأول الأهم في حياة الشخص. "طُوبَى لِحَافِظِي شَهَادَاتِهِ. مِنْ كُلِّ قُلُوبِهِمْ يَطْلُبُونَهُ" (مزمور 119: 2؛ مرقس 12: 30؛ متى 22: 37؛ الخ). وحي الطبيعة المخلوقة يؤدي إلى بحث الإنسان عن الله. اذا كان الإنسان صادقا في بحثه، سوف يجده، كما تعلن كلمة الله في الكتاب المقدس. "ثُمَّ إِنْ طَلبْتَ مِنْ هُنَاكَ الرَّبَّ إِلهَكَ تَجِدْهُ إِذَا التَمَسْتَهُ بِكُلِّ قَلبِكَ وَبِكُلِّ نَفْسِكَ" (تثنية 4: 29). "...الرَّبُّ مَعَكُمْ مَا كُنْتُمْ مَعَهُ وَإِنْ طَلَبْتُمُوهُ يُوجَدْ لَكُمْ وَإِنْ تَرَكْتُمُوهُ يَتْرُكْكُمْ" (أَخْبَارِ الأَيَّامِ الثَّانِي 15: 2). "اُطْلُبُوا الرَّبَّ فَتَحْيَوْا..." (عاموس 5: 6؛ الأمثال 8: 17؛ عبرانيين 11: 6، إلخ). من سمات الإنسان في حالته الخاطئة انه يعرف الكثير من الحقائق لكنه لا يستجيب لها. المشكلة أن الإنسان لا يبحث عن الإله الحي الحقيقي (إشعياء 55: 6؛ عاموس 5: 4، 6). بدلا من ذلك، فإما انه يتجاهله تماما، أو يقلل من شأنه في حياته ويهتم بأشياء أخرى—أصنام يعبدها ويعتبرها أكثر أهمية من الإله الحي: "لأَنَّ شَعْبِي عَمِلَ شَرَّيْنِ: تَرَكُونِي أَنَا يَنْبُوعَ الْمِيَاهِ الْحَيَّةِ لِيَنْقُرُوا لأَنْفُسِهِمْ آبَاراً آبَاراً مُشَقَّقَةً لاَ تَضْبُطُ مَاءً" (إرميا 2: 13). عاش الكثير من الرجال والنساء حياة الإيمان على هذا المستوى من الحب والولاء القوي الكامل للإله القدير. سنورد هنا بعض الأمثلة التي توضح مدى حبهم وولائهم للإله الحي. ب) أمثلة من العهد القديم للكتاب المقدس 1. تضحية إبراهيم بابنه حوالي 2000 سنة قبل المسيح، أراد الله أن يختبر إيمان إبراهيم، فطلب منه أن يقدم ابنه كذبيحة لإرضاء الله على جبل. قال الله لإبراهيم: "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (تكوين 22: 2). كان إسحاق ابن إبراهيم الوحيد الذي وعده الله به من زوجته سارة في شيخوختهما. عند ميلاد إسحق، كان إبراهيم يبلغ أكثر من مائة سنة، وزوجته سارة أكثر من تسعين سنة (تكوين 17: 17 ). لم يتوقع إبراهيم أطفالا من سارة بعد إسحاق. ومع ذلك، كان حبه وولائه لللإله الحي أقوي بكثير من حبه لابنه الوحيد من سارة زوجته. لذلك، أطاع إبراهيم أمر الله. "فَأَخَذَ إِبْرَاهِيمُ حَطَبَ الْمُحْرَقَةِ وَوَضَعَهُ عَلَى إِسْحَاقَ ابْنِهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ النَّارَ وَالسِّكِّينَ. فَذَهَبَا كِلاَهُمَا مَعاً. فَلَمَّا أَتَيَا إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَهُ اللهُ بَنَى هُنَاكَ إِبْرَاهِيمُ الْمَذْبَحَ وَرَتَّبَ الْحَطَبَ وَرَبَطَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ وَوَضَعَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ فَوْقَ الْحَطَبِ. ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ" (تكوين 22: 6، 9-10). فلما رأى الله إيمان وولاء إبراهيم القوي، "فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ إِبْرَاهِيمُ». فَقَالَ: «هَئَنَذَا». فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئاً لأَنِّي الْآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكاً فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضاً عَنِ ابْنِهِ" (تكوين 22: 11-13 ). 2. داود وجليات في عهد الملك شاول، أحد ملوك إسرائيل القديمة (~1050-1010 ق.م.)، "اصْطَفَّ إِسْرَائِيلُ وَالْفِلِسْطِينِيُّونَ صَفّاً مُقَابِلَ صَفٍّ (للقتال)" (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 17: 21 ). تحدى محارب عملاق من جيش الفلسطينيين يدعى جليات جيش إسرائيل لمدة أربعين يوما لتقديم رجل للقتال معه. طلب أن يتقدم جندي من جيش إسرائيل ليقاتله حتى الموت، والذي يغلب في هذه المبارزة يفوز بالنصر لجيشه. لم يجرؤ أحد على التقدم لقتاله خوفا من قوته الجبارة. داود بن يسى "...كَانَ غُلاَماً وَأَشْقَرَ جَمِيلَ الْمَنْظَرِ" (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 17: 42)، وكان أصغر من أشقائه السبعة. اعتاد أن يرعى غنم أبيه، ولم يكن جنديا مدربا في فن القتال. رد داود على تحدي جليات قائلا: "أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ. وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلَهِ صُفُوفِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ عَيَّرْتَهُمْ. هَذَا الْيَوْمَ يَحْبِسُكَ الرَّبُّ فِي يَدِي فَأَقْتُلُكَ وَأَقْطَعُ رَأْسَكَ ... " (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 17: 45-46). قاتل داود المحارب العملاق بدون سيف ودرع. "فَتَمَكَّنَ دَاوُدُ مِنَ الْفِلِسْطِينِيِّ بِالْمِقْلاَعِ وَالْحَجَرِ، وَضَرَبَ الْفِلِسْطِينِيَّ وَقَتَلَهُ ... " (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 17: 50). أحب داود إلهه أكثر من حياته الشخصية. كان ولائه لإله أهم اعتبارا لديه. فيما بعد، أقام الله داود كأعظم ملك على إسرائيل القديمة (~1010-970 ق.م.)، وأثنى عليه قائلا: "... وَجَدْتُ دَاوُدَ بْنَ يَسَّى رَجُلاً حَسَبَ قَلْبِي الَّذِي سَيَصْنَعُ كُلَّ مَشِيئَتِي" (أعمال الرسل 13: 22 ). 3. رَاعُوث غادرت عائلة من بني إسرائيل مكونة من رجل وزوجته نعمي وابنيهما دارها ببيت لحم باليهودية، وذهبت للعيش في أرض موآب (شرق البحر الميت) بسبب مجاعة. اتخذ أبنيهما زوجتين مؤابيتين. مات الرجال الثلاثة. أرادت نعمي العودة إلى قومها في بيت لحم. حثت كنتاها على البقاء والزواج في أرض موآب لأن فرص زواجهما ضئيلة في بيت لحم. وافقت إحداهما، أما الأخرى، راعوث، فرفضت أن تترك نعمي، وأصرت على الذهاب معها إلى بيت لحم، قائلتا: " ... حَيْثُمَا ذَهَبْتِ أَذْهَبُ وَحَيْثُمَا بِتِّ أَبِيتُ. شَعْبُكِ شَعْبِي وَإِلهُكِ إِلهِي" (راعوث 1: 16). آمنت راعوث بإله إسرائيل. علمت أن بقائها في أرض موآب يعرضها إلى ضغوط للعودة إلى عبادة اوثان قومها موآب. كانت محبة راعوث وولائها لله أقوى من تعلقها بقبيلتها، وأقوى من أملها في الزواج يوما ما. كافأ الله راعوث لولائها له بمنحها زوجا وأسرة، وبوضعها في سلسلة نسب السيد المسيح (متى 1: 5). توضح قصتها تعليم السيد المسيح: "اطْلُبُوا أَوَّلاً مَلَكُوتَ اللَّهِ وَبِرَّهُ وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ" (متى 6: 33). 4. استشهاد سبعة أشقاء في عام ~168 قبل الميلاد، أمر الملك اليوناني الطاغية أنطيوخوس الرابع، الذي حكم الشام من 175 إلى 164 ق.م.، اليهود في ظل حكمه تناول طعام حرمته التوراة (لحم الخنزير وذبائح مقدمة للأصنام). رفض سبعة أشقاء يهود وأمهم الأرملة العجوز الانصياع لأمره على الرغم من اغرائاته وتهديداته الكثيرة. أمر بتعذيبهم بطرق وحشية قاسية جدا مبتدءا بالشقيق الأكبر، ثم قتلهم واحدا تلو الآخر بالنار أمام أمهم العجوز، التي شجعتهم على المثابرة والإحتمال طوال الوقت. وأخيرا قام بحرقها (المكابيين الرابع 8: 3-12: 19؛ 17: 1). لقد أحب هؤلاء الأخوة السبعة وأمهم الأرملة الرب الإله أقوى بكثير من تمسكهم بحياتهم الدنيوية. ج) أمثلة من العهد الجديد للكتاب المقدس 1. تضحية يسوع على الصليب قبل اعتقاله في ضيعة جَثْسَيْمَانِي، صلى يسوع بأشد لجاجة أن يعفيه الله الآب من عذاب الصليب، قائلا: "يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" (لوقا 22: 42؛ متى 26: 39-44؛ مرقس 14: 36-39). اختار يسوع بإرادته الحرة أن يقدم إرادة الله الآب على إرادته البشرية، فأطاع إرادة الله طاعة كاملة، وقبل العذاب وموت الصليب ليفدي البشرية الساقطة. أحب يسوع الله الآب أكثر من حياته الزمنية على الأرض. كان الدافع الرئيسي لقبوله الصليب هو حبه وولائه لله الآب. كان هذا الحب الإلهي أقوى من أي اعتبارات أخرى في حياته. عبر عن هذا عندما قال: "وَلَكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ" (يوحنا 14: 31). 2. دعوة الرسل يخبرنا الإنجيل أنه عندما دعا يسوع تلاميذه، تركوا كل شيء وتبعوه. كان التزامهم وولاءهم له أقوى بكثير من التزامهم وولاءهم لأي شيء آخر في حياتهم، بما في ذلك مهن، وأعمال تجارية، الخ. "وَإِذْ كَانَ يَسُوعُ مَاشِياً عِنْدَ بَحْرِ الْجَلِيلِ أَبْصَرَ أَخَوَيْنِ: سِمْعَانَ الَّذِي يُقَالُ لَهُ بُطْرُسُ وَأَنْدَرَاوُسَ أَخَاهُ يُلْقِيَانِ شَبَكَةً فِي الْبَحْرِ فَإِنَّهُمَا كَانَا صَيَّادَيْنِ. فَقَالَ لَهُمَا: «هَلُمَّ وَرَائِي فَأَجْعَلُكُمَا صَيَّادَيِ النَّاسِ». فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا الشِّبَاكَ وَتَبِعَاهُ. ثُمَّ اجْتَازَ مِنْ هُنَاكَ فَرَأَى أَخَوَيْنِ آخَرَيْنِ: يَعْقُوبَ بْنَ زَبْدِي وَيُوحَنَّا أَخَاهُ فِي السَّفِينَةِ مَعَ زَبْدِي أَبِيهِمَا يُصْلِحَانِ شِبَاكَهُمَا فَدَعَاهُمَا. فَلِلْوَقْتِ تَرَكَا السَّفِينَةَ وَأَبَاهُمَا وَتَبِعَاهُ" (متى 4: 18-22؛ لوقا 5: 10-11 ). "وَبَعْدَ هَذَا خَرَجَ فَنَظَرَ عَشَّاراً اسْمُهُ لاَوِي جَالِساً عِنْدَ مَكَانِ الْجِبَايَةِ فَقَالَ لَهُ: «ﭐتْبَعْنِي». فَتَرَكَ كُلَّ شَيْءٍ وَقَامَ وَتَبِعَهُ" (لوقا 5: 27-28 ). استشهد جميع رسل المسيح فيما عدا يوحنا الرسول الذي توفي بشكل طبيعي من الشيخوخة. أنهم أحبوا المسيح أكثر من حياتهم. 3. ألقديسة مريم العذراء، والدة يسوع أرسل الله الملاك جبرائيل لمريم العذراء ليعلن لها أنها سوف تحبل وتلد يسوع (لوقا 1: 26-38). على الرغم من أن الحمل قبل الزواج قد يجلب العار عليها، خضعت العذراء مريم لإرادة الله وقبلت مشيئته لها. فقالت للملاك: "هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ..."(لوقا 1: 38). كان حب وولاء العذراء مريم لله أقوى بكثير من قلقها على سمعتها. قد يعرضها الحمل قبل الزواج لعقوبة الموت. لكنها أحبت الله أكثر من حياتها. العذراء مريم هي حواء الجديدة. طاعتها لإرادة الله عكست عصيان حواء الأولى في الجنة القديمة. جلبت حواء الأولى الموت للبشرية. بينما جلبت حواء الجديدة، القديسة مريم العذراء، الحياة للبشرية. د) إستنتاج في العصر المسيحي الأول (الثلاثة قرون الأولى للمسيحية)، عانى المسيحيون من الاضطهاد الروماني الوحشي المتعاقب. كثيرون منهم فضّلوا العذاب والموت تحت نير الإضطهاد الروماني الدامي على ترك المسيح. كان إضطهاد الإمبراطور الروماني دقلديانوس في القرن الرابع الميلادي (303-305) أكثر هذه الإضطهادات وحشية. لكنه فشل في منع المسيحية من الإنتشار. أحب شهداء المسيحية المسيح أكثر من حياتهم. بدأت حركة الرهبنة المسيحية في القرن الرابع الميلادي. يتخلى الرجال والنساء عن كل اهتمامات العالم ومادياته، ويكرسون حياتهم للعبادة والتأمل والخدمة، بدون بحث عن أي مكافآت مادية أو زمنية. يموتون للعالم. يحبون المسيح أكثر من أي شيء في هذا العالم. لم يمسك الله ابنه الوحيد عن خلاص الإنسان. كما لم يمسك السيد المسيح أي شيء عن فداء الإنسان. ترك مجده السماوي الأبدي، متجسدا في شكل الإنسان، وذهب إلى صليب العذاب والخزي ليفدي الإنسان، ولكي يمنحه فرصة بداية جديدة متحررا من قيود الطبيعة البشرية الساقطة. انه يتوقع ان يعامله الانسان بالمثل بتفضيله وتقديمه على كل شيء آخر في حياته، بدون أن يمسك أي شيء عنه. لا يرضى الرب الإله بجزء من قلب الإنسان واهتمامه. انه يريد قلب الإنسان واهتمامه بأكملهما. لا يقبل الله المركز الثاني في حياة الإنسان. ينبغي أن يكون الله هو الحب الأول والولاء الأعظم في حياته. لا بد أن يحتل الرب مركز فكره وحياته. ينبغي أن يكون كل شيء في حياة الإنسان خاضعا لمشيئة الله (خروج 20: 3-5؛ تثنية 5: 7-9؛ لوقا 14: 26؛ متى 10: 37) . أعرب القديس أوغسطينوس عن السلام والراحة اللذان يختبرهما الإنسان في ولائه الكامل للرب الإله عندما تأمل قائلا: "لقد خلقتنا لنفسك يارب، ولا تهدأ قلوبنا حتى تستريح فيك." يحذر الرب من الدينونة لأولئك الذين لا يقدمونه على كل اهتمامات أخرى في حياتهم. "لِذَلِكَ هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ نَسِيتِنِي وَطَرَحْتِنِي وَرَاءَ ظَهْرِكِ فَتَحْمِلِي أَيْضاً رَذِيلَتَكِ وَزِنَاك" (حزقيال 23: 35؛ إرميا 2: 27؛ الملوك الأول 14 : 9؛ لوقا 14: 16-24؛ الخ). كما طلب الرب من إبراهيم تضحية ابنه الحبيب إسحق، يطلب من كل إنسان أن يُبجّله ويرفعه فوق أعز الأشياء لديه ليصبح إله حياته. كيف سوف تستجيب هذا الطلب؟ هل سيكون الرب الإله الحب الاول والولاء الأعظم في حياتك؟ |
||||
12 - 04 - 2016, 02:24 PM | رقم المشاركة : ( 12382 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
لأجل حب المسيح ... حذرنا السيد المسيح من السعي وراء المجد الباطل لهذا العالم كمكافأة لأعمالنا الصالحة، قائلا: "ﭐحْتَرِزُوا مِنْ أَنْ تَصْنَعُوا صَدَقَتَكُمْ قُدَّامَ النَّاسِ لِكَيْ يَنْظُرُوكُمْ وَإِلَّا فَلَيْسَ لَكُمْ أَجْرٌ عِنْدَ أَبِيكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ. وَمَتَى صَلَّيْتَ فَلاَ تَكُنْ كَالْمُرَائِينَ فَإِنَّهُمْ يُحِبُّونَ أَنْ يُصَلُّوا قَائِمِينَ فِي الْمَجَامِعِ وَفِي زَوَايَا الشَّوَارِعِ لِكَيْ يَظْهَرُوا لِلنَّاسِ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُمْ قَدِ اسْتَوْفَوْا أَجْرَهُمْ!" (متى 6: 1، 5). يرفض الله الأعمال الصالحة بدافع الرغبة في الحصول على مكاسب زمنية أو مجد العالم والمديح الباطل. في الواقع، يحاول الشيطان إغواء البشر بالأمجاد الزمنية لهذا العالم (يوحنا 12: 43؛ متى 4: 8-9). إذا، ما هو دافع الأعمال الصالحة الذي يبني ويرتقي بروح الإنسان، ويرضي الله؟ هل هو السعي وراء الأمجاد الأبدية وأكاليل السماء (رومية 2: 5-11)؟ هل هو الخوف من عذاب الجحيم الأبدي؟ أم هل هو حب الله والجار؟ الإله القدير الأبدي للكون المرئي والغير مرئي هو كامل في كل شيء. لا يفتقر إلى شيء. لديه اكتفاء ذاتي مطلق. لا يحتاج الى شيء خارج كيانه الإلهي. لذلك، لا يستطيع الإنسان أن يمنح أي ميزة أو منفعة لله بأعماله وخدماته الصالحة. "هَلْ يَنْفَعُ الإِنْسَانُ اللهَ؟ ... هَلْ مِنْ مَسَرَّةٍ لِلْقَدِيرِ إِذَا تَبَرَّرْتَ أَوْ مِنْ فَائِدَةٍ إِذَا قَوَّمْتَ طُرُقَكَ؟" (أيوب 22: 2-3)؟ في الواقع، لا يمتلك الإنسان شيئا بذاته. كل ما لديه وكل ما يفعله هو هبة من الله. وبالتالي، ليس الله مديونا إلى فاعل الصلاح. انه ليس مدين بأجور لأحد. ليس للبشر أي ادعاءات واستحقاقات على خالقهم. "لِلرَّبِّ الأَرْضُ وَمِلْؤُهَا. الْمَسْكُونَةُ وَكُلُّ السَّاكِنِينَ فِيهَا" (المَزَامير 24: 1). قال الأب الراهب بطرس البيوني: "يجب ألا ننتفخ عندما يفعل الرب شيئا بواساطتنا، ولكن ينبغي أن نشكره لأنه جعلنا مستحقين لدعوته لنا." "هَلْ تَفْتَخِرُ الْفَأْسُ عَلَى الْقَاطِعِ بِهَا أَوْ يَتَكَبَّرُ الْمِنْشَارُ عَلَى مُرَدِّدِهِ؟ كَأَنَّ الْقَضِيبَ يُحَرِّكُ رَافِعَهُ! كَأَنَّ الْعَصَا تَرْفَعُ مَنْ لَيْسَ هُوَ عُوداً!" (إشعياء 10: 15). "لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ" (فيلبي 2: 13). هل هناك مكافآت للأعمال الصالحة؟ يؤكد الكتاب المقدس أن هناك مكافآت للأعمال الصالحة والحياة التقية الجيدة. "لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً... وَأَمَّا أَنْتَ فَمَتَى صَلَّيْتَ فَادْخُلْ إِلَى مِخْدَعِكَ وَأَغْلِقْ بَابَكَ وَصَلِّ إِلَى أَبِيكَ الَّذِي فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (متى 6: 4، 6). كما يحذر الكتاب المقدس من العقاب لأعمال الشر. ويعتمد مدى ومستوى المكافأة على مدى ودوافع الأعمال الصالحة. "فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" (متى 16: 27؛ كورنثوس الأولى 3: 8، تيموثاوس الثانية 4: 8؛ الخ). مع ذلك، يعطي الكتاب المقدس وصفا قليلا جدا لطبيعة وأحوال الفردوس والجحيم؟ لذلك، لا يُركز الكتاب المقدس على مبدأ المكافآت والعقوبات الأبدية كأساس للعلاقة بين الله والإنسان. لكن يتم التركيز على محبة الله والجار كالدافع الصحيح المقبول لطاعة وصايا الله، والحياة ألتقية، والقيام بالأعمال الصالحة. "طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" (يعقوب 1: 12). "أَمَا اخْتَارَ اللَّهُ فُقَرَاءَ هَذَا الْعَالَمِ أَغْنِيَاءَ فِي الإِيمَانِ، وَوَرَثَةَ الْمَلَكُوتِ الَّذِي وَعَدَ بِهِ الَّذِينَ يُحِبُّونَهُ؟" (يعقوب 2: 5). المكافآت والعقوبات هي النتائج النهائية في نهاية الرحلة، وليست الدوافع في بداية الرحلة. قال بولس الرسول: "وَأَخِيرًا قَدْ وُضِعَ لِي إِكْلِيلُ الْبِرِّ، الَّذِي يَهَبُهُ لِي فِي ذلِكَ الْيَوْمِ الرَّبُّ الدَّيَّانُ الْعَادِلُ، وَلَيْسَ لِي فَقَطْ، بَلْ لِجَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ ظُهُورَهُ أَيْضًا" (تيموثاوس الثانية 4: 8؛ كورنثوس الأولى 3: 8؛ كولوسي 3: 24). الشخص الذي يطالب بأجر لأعماله الصالحة، ويشعر باستحقاقه مكافأة زمنية أو أبدية من أي نوع هو شخص متكبر متفاخر ببره الذاتي يشعر أنه اكتسب رضى الله. "لَسْتُ أُبْطِلُ نِعْمَةَ اللهِ. لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِالنَّامُوسِ بِرٌّ، فَالْمَسِيحُ إِذاً مَاتَ بِلاَ سَبَبٍ" (غلاطية 2: 21). البر الذاتي هو خطيئة روحية خطيرة. إنه يؤدي إلى عرقلة عمل نعمة الله في حياة الشخص. قالت الأم الراهبة سنكليتيكا: "الفضيلة المُعلنة تتلاشى مثلما يفقد الكنز المكشوف قيمته. وكما يذوب الشمع عندما يكون قرب النار، كذلك يدمر الثناء نفس الإنسان وتفقد كل نتائج تعبها." في الواقع، مساعدة المحتاجين والمرضى من أجل الحصول على أمجاد السماء في المقابل هو شكل من أشكال الاستغلال النفعي. الشخص الذي يقدم المساعدة لا يحب حقا ولا يبالي بالمحتاجين. انه يركز فقط على استخدام المحتاجين كوسيلة للوصول إلى السماء. جميع أشكال الاستغلال بغيضة وغير أخلاقية. أنها تجرد المحتاج من إنسانيته، وتخفضه إلى مجرد وسيلة تُستخدم وتُستغل. تنبع كافة أشكال الإستغلال من الأنانية، وليست من المحبة. لقد وعد الله بمكافآت مجانية لأعمال المحبة الصالحة التي تتم تحت تأثير النعمة الإلهية. هذه المكافآت هي هدايا ينعم الله بها على الإنسان من فضل بركته. لأن الله أمين، سوف يمنح تلك النعم والمكافآت الدنيوية والأبدية للذين يرضونه كما وعد. "لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً" (متى 6: 4، 5: 12؛ 25: 34؛ كورنثوس الثانية 9: 6؛ لوقا 6: 38). مع ذلك، السعي وراء المكافآت هو الدافع الخطأ للأعمال الصالحة. لا يحب الله المرتزقة. لا توجد أي قيمة روحية على الإطلاق لمجرد الأداء الخارجي لأعمال صالحة بدافع من الجشع والرغبة في الحصول على مكافآت زمنية أو أبدية، أو بدافع الخوف من الجحيم. أعمال البر الذاتي هي منافقة وجوفاء. "... لأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ الْإِنْسَانُ. لأَنَّ الْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى الْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا الرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى الْقَلْبِ" (صَمُوئِيلَ الأَوَّلُ 16: 7؛ إشعياء 50: 11؛ 64: 6). أنها لا تؤدي إلى الإستنارة الروحية والنمو في المسيح. يصف السيد المسيح علاقته الحميمة بالمؤمن المسيحي بأنها علاقة "صديق" (يوحنا 15: 14-15)، "أخ" (متى 12: 50)، "أبناء الله" (لوقا 20: 36)، "ابناء النور" (يوحنا 12: 36)، "وأبناء العلي" (لوقا 6 : 35). لا يتوقع الصديق أو الأخ أي أجر لمساعدة صديقه أو شقيقه، إذ أن عمله هذا بدافع حبه نحوه. لقد أكد الكتاب المقدس مرارا أن الدافع المثالي لفعل الخيرات هو حب الله والجار. "وَتُحِبُّ الرَّبَّ إِلَهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ. هَذِهِ هِيَ الْوَصِيَّةُ الأُولَى. وَثَانِيَةٌ مِثْلُهَا هِيَ: تُحِبُّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ. لَيْسَ وَصِيَّةٌ أُخْرَى أَعْظَمَ مِنْ هَاتَيْنِ" (مرقس 12: 30-31؛ يشوع 22: 5؛ تثنية 6: 5؛ 10: 12؛ لوقا 7: 47؛ رومية 5: 5). "اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً.... أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (كورنثوس الأولى 13: 8، 13؛ كولوسي 3: 14). "لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ" (غلاطية 5: 6، 13؛ عبرانيين 6: 10). قال السيد المسيح: "هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضاً كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ" (يوحنا 15: 12، 10؛ 13: 35؛ غلاطية 5: 14). قال السيد المسيح: "إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَنِي فَاحْفَظُوا وَصَايَايَ" (يوحنا 14: 15، 21، 23، 28؛ 21: 17). لم يقل: "إذا كنتم تخافون عذاب جهنم فاحفظوا وصاياي." كما لم يقل: "إذا كنتم ترغبون أكاليل وأمجاد السماء فاحفظوا وصاياي." بعد قيامته، سأل السيد المسيح بطرس ثلاثة مرات، قائلا: "... هل تحبني ..." فقط بعد أن أكد بطرس بشكل قاطع أنه يحب المسيح، طلب منه أن يخدمه (يوحنا 21: 15-17). محبة المؤمن للمسيح هي أن يعرفه ويمتلكه كروح حياته. كما يرغب الصديق أن يرى صديقه الحبيب، تشتاق النفس البشرية المُحبة بهجة رؤية الله، ليس بسبب اللهفة وراء الأجر، ولكن بدافع الحب النقي. "مَا أَحْلَى مَسَاكِنَكَ يَا رَبَّ الْجُنُودِ. تَشْتَاقُ بَلْ تَتُوقُ نَفْسِي إِلَى دِيَارِ الرَّبِّ. قَلْبِي وَلَحْمِي يَهْتِفَانِ بِالإِلَهِ الْحَيِّ. وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (المَزَامير 84: 1-2؛ 27: 4). هذا هو المستوى المثالي للأخلاق في الحياة اليومية. مع ذلك، فكر الجنة والجحيم قد يحمي الذين يحبون الله من السقوط في أوقات التجربة الصعبة (متى 10: 28؛ كورنثوس الأولى 9: 24-25). هذا الفكر العابر نافع في هذه المواقف. قال السيد المسيح: "أَنَا الْكَرْمَةُ وَأَنْتُمُ الأَغْصَانُ. الَّذِي يَثْبُتُ فِيَّ وَأَنَا فِيهِ هَذَا يَأْتِي بِثَمَرٍ كَثِيرٍ لأَنَّكُمْ بِدُونِي لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَفْعَلُوا شَيْئاً" (يوحنا 15: 5). يتحد المؤمن مع المسيح. كما تتدفق الحياة من الكرمة إلى أغصانها، تتدفق حياة الأعمال الصالحة للمسيح إلى المؤمن من المسيح. يتعاون المؤمن بحرية مع الطاقة الالهية للسيد المسيح في خضوع تام له للقيام بأعمال المحبة. هذا الاتحاد الدائم مع المسيح لا يمكن أن يتم إلا بالنعمة الإلهية. أوضح القديس أغسطينوس ذلك قائلا: "الله يتوج صلاحك، ليس كاستحقاقاتك، ولكن كهباته لك." الصلاح هو هبة من النعمة الإلهية قبلما يكون انجازات الشخص نفسه. كل حكمة وطاقة وقدرة المؤمن لفعل الصالحات تنبع بأكملها من نعمة الله التي تهب الأعمال الصالحة. الأعمال الصالحة المقبولة للمحبة تصدر من نعمة الله المجانية. لا يمكن القيام بها بدون مساعدة النعمة الإلهية. يتم إنجازها بقوة المسيح من خلال الروح القدس بتعاون إرادة المؤمن وموافقته. ألأعمال الصالحة هي الثمار الضرورية للإيمان الحي. تستمد فعاليتها من المسيح الذي يقدمها إلى الآب، ومن خلاله تجد القبول لدى الآب. "وَالَّذِي يُقَدِّمُ بِذَاراً لِلزَّارِعِ وَخُبْزاً لِلأَكْلِ، سَيُقَدِّمُ وَيُكَثِّرُ بِذَارَكُمْ وَيُنْمِي غَلاَّتِ بِرِّكُمْ" (كورنثوس الثانية 9: 10). العلاقة بين إله الإنجيل والمسيحيين المؤمنين هي علاقة أب بأبنائه: "أَنْتُمْ أَوْلادٌ لِلرَّبِّ إِلهِكُمْ ..." (التثنية 14: 1)؛ "وَأَكُونَ لَكُمْ أَباً وَأَنْتُمْ تَكُونُونَ لِي بَنِينَ وَبَنَاتٍ، يَقُولُ الرَّبُّ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ" ( كُورِنْثُوس الثَّانِيَةُ 6: 18؛ يوحنا 1: 12، 13)؛ "إِذْ لَمْ تَأْخُذُوا رُوحَ الْعُبُودِيَّةِ أَيْضاً لِلْخَوْفِ بَلْ أَخَذْتُمْ رُوحَ التَّبَنِّي الَّذِي بِهِ نَصْرُخُ: «يَا أَبَا الآبُ!»..." (رومية 8: 15-17؛ 9: 26)؛ "أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ! مِنْ أَجْلِ هَذَا لاَ يَعْرِفُنَا الْعَالَمُ، لأَنَّهُ لاَ يَعْرِفُهُ" (يُوحَنَّا الأُولَى 3: 1)؛ "إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ" (غلاطية 3: 26؛ 4: 7؛ إرميا 31: 9؛ متى 6: 9؛ يوحنا 8: 34-36). الله ليس فقط الرب الذي يُطاع، بل أيضا الآب المحب الذي يحبه الإنسان. إنه يتوقع أن يستجيب أبناءه بالتبني إلى محبته بمحبتهم بعضهم لبعض. يقدس الله أتباع المسيح الحقيقين، ويرفعهم إلى مستوى روحي رفيع بعلاقته الأبوية معهم. في مثل الابن الضال (لوقا 15: 11-32)، غضب الإبن الأكبر لإستقبال أخيه الأصغر التائب العائد بالاحتفالات، بينما لم يحصل هو على أي شيء في مقابل خدماته لأبيه. ذكّره أبوه انه يشاركه في كل ممتلكاته، قائلا: "يَا بُنَيَّ أَنْتَ مَعِي فِي كُلِّ حِينٍ وَكُلُّ مَا لِي فَهُوَ لَكَ" (لوقا 15: 31). ليس الأبن أجيرا، ولا يتوقع أي أجر من أبيه لخدمته. يذكر القديس بولس الرسول المؤمن بحقيقة مماثلة، قائلا: "إِذاً لَسْتَ بَعْدُ عَبْداً بَلِ ابْناً، وَإِنْ كُنْتَ ابْناً فَوَارِثٌ لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ" (غلاطية 4: 7؛ رومية 8: 17). الابن الأكبر المصاب بمرض البر الذاتي أراد مكافأة زمنية لخدمة أبيه. على الرغم من انه لم يتعدى وصايا أبيه (لوقا 15: 29)، انه لم يحب أبيه وشقيقه الأصغر. "وَإِنْ أَطْعَمْتُ كُلَّ أَمْوَالِي وَإِنْ سَلَّمْتُ جَسَدِي حَتَّى أَحْتَرِقَ وَلَكِنْ لَيْسَ لِي مَحَبَّةٌ فَلاَ أَنْتَفِعُ شَيْئاً" (كورنثوس الأولى 13: 3). ينتهي مثل الإبن الضال بالابن الأكبر خارج منزل والده. في القديم، أنعم الرب الإله على أيوب بثروة كبيرة، والنسل والصحة (أيوب 1: 2-3). ومع ذلك، عندما فقد أيوب كل هذه البركات في الإختبارات القاسية التي أصابته بتحريض الشيطان، لم يجدف على الله. لكنه استمر في الخضوع للرب وفعل الخير. انه لم يتبع الرب من اجل الحصول على أي نوع من المكافآت والكسب. قال أيوب: "... أَالْخَيْرَ نَقْبَلُ مِنْ عِنْدِ اللهِ وَالشَّرَّ لاَ نَقْبَلُ؟...؟" (أيوب 2: 10). أحب أيوب الرب الإله ووثق به على الرغم من المحن الشديدة التي أصابته، قائلا: "إنني أثق فيه رغم أنه يقتلني..." (أيوب 13: 15). حوالي 2000 سنة قبل المسيح، أراد الله أن يختبر إيمان إبراهيم، فطلب منه أن يقدم ابنه كذبيحة لإرضاء الله على جبل. قال الله لإبراهيم: "خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ الَّذِي تُحِبُّهُ إِسْحَاقَ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ" (تكوين 22: 2). كان إسحاق ابن إبراهيم الوحيد الذي وعده الله به من زوجته سارة في شيخوختهما. عند ميلاد إسحق، كان إبراهيم يبلغ أكثر من مائة سنة، وزوجته سارة أكثر من تسعين سنة (تكوين 17: 17 ). لم يتوقع إبراهيم أطفالا أخرى من سارة بعد إسحاق. وكان أمر الله بتضحية اسحاق يبدو متناقضا مع وعد الله لإبراهيم، ومع سمة المحبة الإلهية. ومع ذلك، كان حب إبراهيم وولائه للإله الحي أقوي بكثير من حبه لابنه الوحيد من سارة زوجته. لذلك، أطاع إبراهيم أمر الله وقدم ابنه له على الجبل. عندما رأى الله طاعة إبراهيم، أمره أن يقدم كبشا عوضا عن ابنه. قبل اعتقاله في ضيعة جَثْسَيْمَانِي، صلى يسوع بأشد لجاجة أن يعفيه الله الآب من عذاب الصليب، قائلا: "يَا أَبَتَاهُ إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هَذِهِ الْكَأْسَ. وَلَكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ" (لوقا 22: 42؛ متى 26: 39-44؛ مرقس 14: 36-39). اختار يسوع بإرادته الحرة أن يقدم إرادة الله الآب على إرادته البشرية، فأطاع إرادة الله طاعة كاملة، وقبل العذاب وموت الصليب ليفدي البشرية الساقطة. أحب يسوع الله الآب أكثر من حياته الزمنية على الأرض. كان الدافع الرئيسي لقبوله الصليب هو حبه وولائه لله الآب. كان هذا الحب الإلهي أقوى من أي اعتبارات أخرى في حياته. عبر عن هذا عندما قال: "وَلَكِنْ لِيَفْهَمَ الْعَالَمُ أَنِّي أُحِبُّ الآبَ وَكَمَا أَوْصَانِي الآبُ هَكَذَا أَفْعَلُ" (يوحنا 14: 31). في 6 ديسمبر 1273، في كنيسة سانت نيكولاس بدير الدومينيكان في نابولي بإيطاليا، بعد خدمة صلوات الصباح، تمهل القديس توما الاكويني، اعظم لاهوتي للكنيسة الكاثوليكية، ورآه دومينيك أمين الكنيسة في صلاة حارة بدموع أمام أيقونة المسيح المصلوب. قال السيد المسيح لتوما "لقد كتبت جيدا عني، ياتوما. أي مكافأة تريد لتعبك؟" أجاب توما، "أنت هو كل ما أريد يارب." يشبه هذا ما قاله داود النبي في القديم: "وَاحِدَةً سَأَلْتُ مِنَ الرَّبِّ وَإِيَّاهَا أَلْتَمِسُ: أَنْ أَسْكُنَ فِي بَيْتِ الرَّبِّ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِي لِكَيْ أَنْظُرَ إِلَى جَمَالِ الرَّبِّ وَأَتَفَرَّسَ فِي هَيْكَلِهِ" (المَزَامير 27: 4). تنيح توما وذهب ليكون مع الرب في الأبدية بعد ذلك بثلاثة أشهر في 7 مارس 1274. "أعظم مكافأة لكفاح الإنسان ليس ما يحصل عليه في المقابل، بل المرتبة التي يرتفع إليها بكفاحه" (جون راسكين). أعمال التقوى الصالحة المقبولة لدى الله ليست لأجل الحصول على أجر زمني أو أبدي، وليست بدافع الخوف من عقاب زمني أو أبدي، ولكن بدافع محبة الله والجار. الصالحات، ثمار الإيمان الحي، تمجد الله الآب. قال السيد المسيح: "بِهَذَا يَتَمَجَّدُ أَبِي أَنْ تَأْتُوا بِثَمَرٍ كَثِيرٍ فَتَكُونُونَ تلاَمِيذِي" (يوحنا 15: 8). كل شيء لمجد الله. |
||||
12 - 04 - 2016, 02:34 PM | رقم المشاركة : ( 12383 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
الغفران
الغفران هو بمثابة مرهم على الجرح. فإنه يشفي النفس البشرية، ويغرس السلام في أعماقها الداخلية. تؤدي الخطيئة إلى ضعف حياة الشركة مع الله ومع الإنسان. يقوي الغفران الإلهي حياة الشركة بين الله والإنسان. يستعيد الصفح البشري حياة الشركة مع الطرف المذنب بعد توبته. من الهام التمييز بين المغفرة الإلهية والبشرية. نوضح هنا بإيجاز الإختلافات الرئيسية بينهما. أ) الغفران الإلهي مغفرة الله لذنوب الإنسان تتطلب توبة صادقة وتكفير المسيح الذي قدمه على الصليب. يتلو الغفران الإلهي دائما إرضاء العدل الإلهي. إذا تاب الخاطئ وقبل تكفير المسيح نيابة عنه بإيمان حقيقي، يتم نقل خطيته لحساب المسيح الذي نال عقابها العادل على الصليب، وبذلك يتم إرضاء عدل الله. "وَلَكِنْ إِنْ سَلَكْنَا فِي النُّورِ كَمَا هُوَ فِي النُّورِ، فَلَنَا شَرِكَةٌ بَعْضِنَا مَعَ بَعْضٍ، وَدَمُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِهِ يُطَهِّرُنَا مِنْ كُلِّ خَطِيَّةٍ" (يوحنا الأولى 1: 7؛ 2: 2). "لأَنَّ هَذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا" (متى 26: 28). "وَكُلُّ شَيْءٍ تَقْرِيباً يَتَطَهَّرُ حَسَبَ النَّامُوسِ بِالدَّمِ، وَبِدُونِ سَفْكِ دَمٍ لاَ تَحْصُلُ مَغْفِرَةٌ" (عبرانيين 9: 22). ثمار التوبة الصادقة هي الأعمال الصالحة التي تتبع التوبة (لوقا 19: 8-10). لكن ثمار التوبة غير مطلوبة للحصول على المغفرة الإلهية، لأن كفارة المسيح كافية. ارتكب الملك داود خطايا جسيمة، إذ زنى مع زوجة جاره، ثم تآمر لقتله (صَمُوئِيلَ الثَّانِي 11). أرسل الله ناثان النبي ليوبخه (صَمُوئِيلَ الثَّانِي 12: 1-15). إنتبه داود من غفلته وأدرك جسامة خطاياه. قدم داود توبة صادقة بدموع غزيرة (مزمور 6: 6)، وطلب المغفرة. "فَقَالَ دَاوُدُ لِنَاثَانَ: "قَدْ أَخْطَأْتُ إِلَى الرَّبِّ." فَقَالَ نَاثَانُ لِدَاوُدَ: "الرَّبُّ أَيْضًا قَدْ نَقَلَ عَنْكَ خَطِيَّتَكَ. لاَ تَمُوتُ"" (صَمُوئِيلَ الثَّانِي 12: 13). الله قادر على غفران أسوأ الخطايا. لكن الخاطئ الذي لا يغفر للآخرين زلاتهم تجاهه لا يستطيع قبول مغفرة الله. توبته غير كاملة، لأنه لا يحب جاره (الطرف المذنب في حقه)، وبالتالي، فأنه لا يحب الله. "إِنْ قَالَ أَحَدٌ: "إِنِّي أُحِبُّ اللهَ" وَأَبْغَضَ أَخَاهُ، فَهُوَ كَاذِبٌ. لأَنَّ مَنْ لاَ يُحِبُّ أَخَاهُ الَّذِي أَبْصَرَهُ، كَيْفَ يَقْدِرُ أَنْ يُحِبَّ اللهَ الَّذِي لَمْ يُبْصِرْهُ؟ وَلَنَا هَذِهِ الْوَصِيَّةُ مِنْهُ: أَنَّ مَنْ يُحِبُّ اللهَ يُحِبُّ أَخَاهُ أَيْضاً" (يوحنا الأولى 4: 20-21). كما أن الله الآب رحوم وغفور، كذلك ينبغي أن يكون أبنائه. ينبغي أن ينموا على مثاله. "فَكُونُوا أَنْتُمْ كَامِلِينَ كَمَا أَنَّ أَبَاكُمُ الَّذِي فِي السَّمَاوَاتِ هُوَ كَامِلٌ" (متى 5: 48). ب) المغفرة البشرية الصفح البشري مختلف عن الغفران الإلهي. إذ أنه يؤدي إلى مغفرة و الإلغاء العقوبة التي يستحقها المذنب. ولا يتطلب توبة المذنب. إبتهل يسوع على الصليب إلى الآب السماوي لغفران أولئك الذين صلبوه على الرغم من أنهم لم يتوبوا. على الصليب، "قالَ يَسُوعُ: "يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" ..." (لوقا 23: 34). اقتداءا بمثال يسوع، صلى اسْتِفَانُوسُ، أول الشهداء، من أجل مغفرة أولئك الذين رجموه حتى الموت على الرغم من أنهم لم يتوبوا: "ثُمَّ جَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَرَخَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: "يَا رَبُّ لاَ تُقِمْ لَهُمْ هَذِهِ الْخَطِيَّةَ." وَإِذْ قَالَ هَذَا رَقَدَ" (أعمال الرسل 7: 60). أكد السيد المسيح أهمية التسامح والمغفرة البشرية في تعاليمه: حِينَئِذٍ تَقَدَّمَ إِلَيْهِ بُطْرُسُ وَقَالَ: "يَا رَبُّ كَمْ مَرَّةً يُخْطِئُ إِلَيَّ أَخِي وَأَنَا أَغْفِرُ لَهُ؟ هَلْ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ؟" قَالَ لَهُ يَسُوعُ: "لاَ أَقُولُ لَكَ إِلَى سَبْعِ مَرَّاتٍ بَلْ إِلَى سَبْعِينَ مَرَّةً سَبْعَ مَرَّاتٍ. لِذَلِكَ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ إِنْسَاناً مَلِكاً أَرَادَ أَنْ يُحَاسِبَ عَبِيدَهُ. فَلَمَّا ابْتَدَأَ فِي الْمُحَاسَبَةِ قُدِّمَ إِلَيْهِ وَاحِدٌ مَدْيُونٌ بِعَشْرَةِ آلاَفِ وَزْنَةٍ. وَإِذْ لَمْ يَكُنْ لَهُ مَا يُوفِي أَمَرَ سَيِّدُهُ أَنْ يُبَاعَ هُوَ وَامْرَأَتُهُ وَأَوْلاَدُهُ وَكُلُّ مَا لَهُ وَيُوفَى الدَّيْنُ. فَخَرَّ الْعَبْدُ وَسَجَدَ لَهُ قَائِلاً: يَا سَيِّدُ تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَتَحَنَّنَ سَيِّدُ ذَلِكَ الْعَبْدِ وَأَطْلَقَهُ وَتَرَكَ لَهُ الدَّيْنَ. وَلَمَّا خَرَجَ ذَلِكَ الْعَبْدُ وَجَدَ وَاحِداً مِنَ الْعَبِيدِ رُفَقَائِهِ كَانَ مَدْيُوناً لَهُ بِمِئَةِ دِينَارٍ فَأَمْسَكَهُ وَأَخَذَ بِعُنُقِهِ قَائِلاً: أَوْفِنِي مَا لِي عَلَيْكَ. فَخَرَّ الْعَبْدُ رَفِيقُهُ عَلَى قَدَمَيْهِ وَطَلَبَ إِلَيْهِ قَائِلاً: تَمَهَّلْ عَلَيَّ فَأُوفِيَكَ الْجَمِيعَ. فَلَمْ يُرِدْ بَلْ مَضَى وَأَلْقَاهُ فِي سِجْنٍ حَتَّى يُوفِيَ الدَّيْنَ. فَلَمَّا رَأَى الْعَبِيدُ رُفَقَاؤُهُ مَا كَانَ حَزِنُوا جِدّاً. وَأَتَوْا وَقَصُّوا عَلَى سَيِّدِهِمْ كُلَّ مَا جَرَى. فَدَعَاهُ حِينَئِذٍ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ كُلُّ ذَلِكَ الدَّيْنِ تَرَكْتُهُ لَكَ لأَنَّكَ طَلَبْتَ إِلَيَّ. أَفَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّكَ أَنْتَ أَيْضاً تَرْحَمُ الْعَبْدَ رَفِيقَكَ كَمَا رَحِمْتُكَ أَنَا؟ وَغَضِبَ سَيِّدُهُ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْمُعَذِّبِينَ حَتَّى يُوفِيَ كُلَّ مَا كَانَ لَهُ عَلَيْهِ. فَهَكَذَا أَبِي السَّمَاوِيُّ يَفْعَلُ بِكُمْ إِنْ لَمْ تَتْرُكُوا مِنْ قُلُوبِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ لأَخِيهِ زَلَّاتِهِ" (متى 18: 21-35).كان العبد مديونا لسيده بعشرة آلاف وزنة. ليس من الممكن دفع هذا الدين العظيم ببيع عائلته في سوق الرق. كان أعلى ثمن للعبد هو وزنة واحدة فقط. لقد كان من المستحيل دفع هذا الدين الهائل. على الرغم من أن سيده أشفق عليه وغفر له دينه العظيم، لم يشفق هو على العبد رفيقه الذي كان مديونا له بمئة دينار فقط وألقاه في السجن حتى يوفي الدين. مئة دينار تمثل أجر عامل لمدة مئة يوم. إنها كمية تافهة من المال بالمقارنة بدينه الكبير الذي غفره سيده له. نتيجة لذلك، أدرك سيده أنه عبد شرير لأنه لم يرحم العبد رفيقه. فحكم عليه بالتعذيب حتى يدفع كل دينه. إنه عذاب أبدي لا نهاية لها، لأنه لا يمكنه أبدا أن يدفع دينه الهائل. وبالمثل، الخاطئ مديون للعدالة الإلهية بدين هائل لا يستطيع دفعه. إذا لم يقبل بإيمانه التائب الحقيقي، الذي يتضمن التسامح مع الآخرين، التكفير الذي أتمه المسيح على الصليب، فسوف يقضي أبديته في العذاب، لأنه لا يمكنه أبدا أن يوفي مطالب العدالة الإلهية بجهوده الشخصية. على الرغم من أنه كان في إمكان يوسف الصديق أن ينتقم لنفسه من إخوته في مصر، فإنه لم يفعل ذلك، لأنه غفر لهم الشر الذي فعلوه به في الماضي ببيعه في سوق النخاسة. لكنه أراد التأكد من ندمهم وتوبتهم لما فعلوه به حتى يستعيد حياة الشركة معهم. لذلك، اختبرهم عدة مرات (التكوين 42-45). على الرغم من أن المؤمن المسيحي يغفر للآخرين أخطاءهم تجاهه بدون شروط، لا يمكن إستعادة حياة الشركة مع المخطئين في حقه إلا بعد توبتهم، لأن الثقة والاحترام المتبادل هي الأسس الضرورية لحياة الشركة والزمالة (متى 18: 17). |
||||
12 - 04 - 2016, 02:36 PM | رقم المشاركة : ( 12384 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
تسامح، لا تدين ...
في مجيئه الأول، جاء السيد المسيح ليشفي ويجدد، وليس ليدين؛ ليخلص، وليس ليعاقب؛ ليصلح، وليس ليدمر. "رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ. لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 4: 18؛ 19: 10). قام بعمل الكثير من معجزات شفاء المرضى. في بعض هذه المعجزات، شفى النفس البشرية أولا من جراح الخطيئة ، قبل أن يشفي الجسد المريض (متى 9: 2؛ لوقا 7: 48؛ يعقوب 5: 15). يريد السيد المسيح أن يشفي ويجدد ويخلص كل البشرية: "لأَنَّهُ هَكَذَا أَحَبَّ اللَّهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" (يوحنا 3: 16)؛ "وَلَكِنَّ اللهَ بَيَّنَ مَحَبَّتَهُ لَنَا لأَنَّهُ وَنَحْنُ بَعْدُ خُطَاةٌ مَاتَ الْمَسِيحُ لأَجْلِنَا" (رومية 5: 8). "لأَنَّ هَذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" (تيموثاوس الأُولَى 2: 3-4؛ مزمور 86: 15؛ متى 5: 43-46؛ بطرس الثانية 3: 9؛ أفسس 2: 4؛ إرميا 31: 3). لا يسر الله هلاك خاطىء: ". . . حَيٌّ أَنَا يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجِعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. . . "(حزقيال 33: 11؛ 18: 23، 32؛ لوقا 15: 2-32). قدم الزعماء الدينيون لليهود ليسوع امرأة أُمسكت في الزنا. سألوه عما إذا كان ينبغي رجمها حتى الموت بحسب شريعة موسى النبي. أجابهم قائلا: "... مَنْ كَانَ مِنْكُمْ بِلاَ خَطِيَّةٍ فَلْيَرْمِهَا أَوَّلاً بِحَجَرٍ" (يوحنا 8: 7). أراد يسوع أن يخلص المرأة الزانية التائبة، وليس أن يدينها ويحكم عليها بالموت والهلاك. أراد أن يشفي نفسها الجريحة ويعتقها من عبودية الخطيئة، وليس أن ينهي رجائها. بعدما غادر المشتكون عليها المكان "... قَالَ لَهَا: "يَا مْرَأَةُ أَيْنَ هُمْ أُولَئِكَ الْمُشْتَكُونَ عَلَيْكِ؟ أَمَا دَانَكِ أَحَدٌ؟" فَقَالَتْ: "لاَ أَحَدَ يَا سَيِّدُ." فَقَالَ لَهَا يَسُوعُ: "ولاَ أَنَا أَدِينُكِ. اذْهَبِي وَلاَ تُخْطِئِي أَيْضاً." ثُمَّ كَلَّمَهُمْ يَسُوعُ أَيْضاً قَائِلاً: "أَنَا هُوَ نُورُ الْعَالَمِ. مَنْ يَتْبَعْنِي فلاَ يَمْشِي فِي الظُّلْمَةِ بَلْ يَكُونُ لَهُ نُورُ الْحَيَاةِ"" (يوحنا 8: 10-12؛ 4: 1-26؛ لوقا 7: 36-50). في صفحه عن الزانية التائبة، عبر يسوع عن المحبة والرحمة الفائضة لإله الإنجيل الحقيقي الحي. انه أراد أن يعطيها حياة جديدة وبداية جديدة نقية خالية من الخطيئة. فهو نور الحياة. يروى لوقا 19: 1-10 لقاء يسوع مع زكا العشار (جابي ضرائب). كان زكا رئيس العشارين في مدينة أريحا التي كانت مركز جمارك كبير في ذلك الحين. اكتسب جابي الضرائب دخله وثروته بابتزاز المزيد من المال من الناس عما كان عليه أن يدفعه للسلطة الرومانية المحتلة. لذلك كان جباة الضرائب منبوذين في المجتمع واحتقرهم الناس ونظروا إليهم كخطاة متآمرين مع سلطات الاحتلال الروماني المكروه. كان عملهم يعتبر غير شريف وغير أمين. زار يسوع زكا العشار في منزله. قدم زكا توبة صادقة. "فَوَقَفَ زَكَّا وَقَالَ لِلرَّبِّ: "هَا أَنَا يَا رَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ"" (لوقا 19: 8). لم يدن ويحكم السيد المسيح على زكا العشار للسنوات التي قضاها في ابتزاز الأموال وغش واستغلال الناس. بدلا من ذلك، شفى يسوع نفس زكا وجدده روحيا، ثم أعلن: "... ﭐلْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهَذَا الْبَيْتِ ..." (لوقا 19: 9). عند خيانة يهوذا للسيد المسيح بقبلة في البستان عشية صلبه، لم يدينه يسوع لخيانته. بل قال له بروح الصداقة: "... يَا صَاحِبُ لِمَاذَا جِئْتَ؟ ... " (متى 26: 50). في آلام موته على الصليب، لم يدين ويحكم يسوع على أولئك الذين صلبوه. بدلا من أن يلعنهم، صلى حتى يغفر لهم الله، قائلا: "... يَا أَبَتَاهُ اغْفِرْ لَهُمْ لأَنَّهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ مَاذَا يَفْعَلُونَ" (لوقا 23: 34). قد علمنا يسوع أن نحذوا حذوه، قائلا: "لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ. وَلِمَاذَا تَنْظُرُ الْقَذَى الَّذِي فِي عَيْنِ أَخِيكَ وَأَمَّا الْخَشَبَةُ الَّتِي فِي عَيْنِكَ فَلاَ تَفْطَنُ لَهَا؟ أَمْ كَيْفَ تَقُولُ لأَخِيكَ: دَعْنِي أُخْرِجِ الْقَذَى مِنْ عَيْنِكَ وَهَا الْخَشَبَةُ فِي عَيْنِكَ. يَا مُرَائِي أَخْرِجْ أَوَّلاً الْخَشَبَةَ مِنْ عَيْنِكَ وَحِينَئِذٍ تُبْصِرُ جَيِّداً أَنْ تُخْرِجَ الْقَذَى مِنْ عَيْنِ أَخِيكَ" (متى 7: 1-5؛ لوقا 6: 37). يوصينا يسوع ألا ننتقد وندين الآخرين. إدانة الآخرين لا تتفق مع محبتهم والصفح عنهم. ينبغي أن تنعكس محبة إله الإنجيل في حياة المسيحيين. علمنا السيد المسيح، قائلا: "بِهَذَا يَعْرِفُ الْجَمِيعُ أَنَّكُمْ تلاَمِيذِي: إِنْ كَانَ لَكُمْ حُبٌّ بَعْضاً لِبَعْضٍ" (يوحنا 13: 35). "أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ هَذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلَكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ" (كورنثوس الأولى 13: 13). المعيار الذي نحكم به على الآخرين سيحكم علينا. الرحمة التي نعطيها هي الرحمة التي سنحصل عليها. النقد والحكم على الآخرين هو محاولة اغتصاب إحدى امتيازات وحقوق الله وحده. "وَاحِدٌ هُوَ وَاضِعُ النَّامُوسِ، الْقَادِرُ أَنْ يُخَلِّصَ وَيُهْلِكَ. فَمَنْ أَنْتَ يَا مَنْ تَدِينُ غَيْرَكَ؟" (يعقوب 4: 12؛ 2: 13). هذه هي سلطة وسيادة الله وحده. لا نستطيع أن نحكم على الآخر حكما عادلا لأننا لا نعرف كل الحقائق عن خلفيته، دوافعه، معاناته، ثقافته، إلخ. الله وحده يعلم كل الحقائق. لذلك، الله وحده قادر أن يحكم بالعدل. يستند حكمه على الحقيقة. هذا لا يستبعد المحاكم المدنية والقضاة. لكن ينبغي اقتلاع روح النقد القاسية ألتي تجد خطأ باستمرار في الآخرين. في كثير من الأحيان نفعل نفس الاشياء التي ندين بها الآخرين. "لِذَلِكَ أَنْتَ بِلاَ عُذْرٍ أَيُّهَا الإِنْسَانُ كُلُّ مَنْ يَدِينُ. لأَنَّكَ فِي مَا تَدِينُ غَيْرَكَ تَحْكُمُ عَلَى نَفْسِكَ. لأَنَّكَ أَنْتَ الَّذِي تَدِينُ تَفْعَلُ تِلْكَ الأُمُورَ بِعَيْنِهَا" (رومية 2: 1). ندين الخطيئة، لكننا لا ندين الخاطئ. نحن لا نحكم على الخاطئ، بل نحبه، ونصلي لأجل توبته وخلاصه. "أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هَذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِراً إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضاً" (غلاطية 6: 1؛ يوحنا الأولى 5: 16). من ناحية أخرى، من حق الكنيسة والتزامها إدانة تعاليم الهراطقة، وحرمانهم من عضوية الكنيسة من أجل حماية المجتمع المسيحي بأسره من العثرة والفساد، مع الأخذ في الاعتبار أن باب التوبة والتجديد مفتوح على مصراعيه للتائبين (كورنثوس الأولى 5: 1-8؛ تيموثاوس الأولى 6: 3-5). |
||||
12 - 04 - 2016, 02:47 PM | رقم المشاركة : ( 12385 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
العمل الإلهي-البشري
أ) يعمل الله مع الإنسان إله التوراة والإنجيل يمتلك قوة كاملة لا نهائية لا تتغير. هو الكلي القدرة (أيوب 42: 2؛ مزمور 32: 9؛ 71: 9؛ مرقس 10: 27؛ لوقا 1: 37؛ متى 19: 26؛ 24: 35؛ الخ). إنه لا يكل أبدا (مزمور 121: 3-4؛ إشعياء 40: 28). يمكنه أن يفعل ما يشاء بدون مساعدة. لكن في العصر الحالي، يسره أن يعمل في شركة مع الإنسان لتحقيق أهدافه في تاريخ الإنسان. هذا التعاون بين قوتين غير متساويتين: القدرة الإلهية اللانهائية والإرادة البشرية المحدودة. "... تَشَدَّدُوا يَا جَمِيعَ شَعْبِ الأَرْضِ، يَقُولُ الرَّبُّ. وَاعْمَلُوا فَإِنِّي مَعَكُمْ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" (حجي 2: 4). يفعل الله ما لا يستطيع الإنسان أن يفعله، ويترك الباقي للإنسان. لكن، يقوم الله بالجزء الأهم والأعظم من المهمة. يقدم الكتاب المقدس شهادات لهذا المبدأ: (1) غرس الله جنة عدن (تكوين 2: 8). وأوصى آدم أن يعملها ويحفظها (تكوين 2: 15). (2) خلق الله حيوانات وطيور الأرض. وقام آدم بتسميتها (تكوين 2: 19-20)، وأعطاه الله السلطان عليها جميعا (تكوين 1: 28). (3) خلق الله الأرض (تكوين 1: 1). وأمر الإنسان أن يتسلط عليها ويُخضعها (تكوين 1: 28)، أي يكتسب المعرفة ليسود على الأرض وينميها في خدمة الجنس البشري. هذا هو أساس كل الاكتشافات العلمية والتقدم في المعرفة. (4) قام الله بالعمل مع نوح. أعطى الله نوحا تصميم الفلك، الذي لم يعرفه نوح (تكوين 6: 14-16). وقام نوح بالحصول على مواد البناء وبناء الفلك كما أمره الله. (5) فرّ بنو إسرائيل من جيش فرعون القوي. وصلوا إلى شواطئ البحر الأحمر. رفع موسى عصاه وبسط يده على البحر كما أمره الرب الإله (خروج 14: 16)؛ "... فَأَجْرَى الرَّبُّ الْبَحْرَ بِرِيحٍ شَرْقِيَّةٍ شَدِيدَةٍ كُلَّ اللَّيْلِ وَجَعَلَ الْبَحْرَ يَابِسَةً وَانْشَقَّ الْمَاءُ. فَدَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي وَسَطِ الْبَحْرِ عَلَى الْيَابِسَةِ وَالْمَاءُ سُورٌ لَهُمْ عَنْ يَمِينِهِمْ وَعَنْ يَسَارِهِمْ" (خروج 14: 21-22). (6) في عام 586 قبل الميلاد، قام الجيش البابلي بنهب وتدمير معبد سليمان في القدس (الملوك الثاني 25: 9؛ أخبار الأيام الثاني 23: 19). تم سبي وترحيل العديد من بني إسرائيل إلى بابل. أراد الله إعادة بناء معبد القدس (المعبد الثاني). من أجل إنجاز ذلك، قام الرب بما يلي: أ. "... نَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ كُورَشَ مَلِكِ فَارِسَ ..." (عزرا 1: 1-2) لقيادة وتسهيل إعادة بناء المعبد. حكم كورش ملك فارس الوثني القدس في ذلك الوقت. ب. أثار الله قلوب الكثير من بني إسرائيل في المنفى حتى يعودوا إلى القدس لإعادة بناء المعبد (عزرا 1: 5-6). نتيجة لذلك، عاد الكثير من بني إسرائيل إلى القدس تحت قيادة زربابل، وبدأ بناء المعبد الثاني. لكن توقف البناء لمدة ستة عشر عاما بسبب صعوبات مختلفة نشأت في وقت لاحق. فأرسل الله الأنبياء حجي وزكريا (عزرا 5: 1). استُأنف العمل بإرشادهما حتى تم بناء وتكريس معبد القدس الثاني في عام 516 قبل الميلاد (عزرا 6: 14-17). (7) في معجزة إطعام خمسة آلاف رجل ما عدا النساء والأطفال (لوقا 9: 12-17)، قدّم فتى خمسة أرغفة شعير واثنين من الأسماك الصغيرة (يوحنا 6: 9 ). أخذ يسوع هذه التقدمة البشرية المتواضعة، وباركها ووزعها تلاميذه على الجمع، فأكل الجميع وشبعوا. وجمعوا الكسر الفاضلة فملأت اثنتي عشرة قفة. (8) في معجزة إقامة لعازر من بين الأموات (يوحنا 11: 34-44)، فعل يسوع المسيح ما لا يستطيعه البشر بإقامة لعازر بعد أربعة أيام من موته (يوحنا 11: 43-44). ومع ذلك، أصر المسيح على أن يفعل الإنسان ما يستطيعه أولا. فأمرهم برفع الحجر عن فم القبر الذي كان مغارة قبل إقامة الميت (يوحنا 11:39). (9) القديسة مريم، والدة يسوع، هي المثل الأعظم على التعاون بين الغرض الإلهي وإرادة الإنسان الحرة. كان تجسد ابن الله عمل إلهي-بشري مشترك. بدأه الله بإرسال ملاكه جبرائيل ليعلن غرضه لمريم العذراء. إنتظر موافقتها الطوعية، لأن الله، الذي يحترم دائما إرادة الإنسان الحرة، لم يرغب التجسد بدون موافقة أمه بحسب الجسد. كان في مقدرة القديسة مريم أن ترفض. لكنها اختارت أن تعطي موافقتها بدون تحفظ بحرية كاملة. فقالت للملاك: "... هُوَذَا أَنَا أَمَةُ الرَّبِّ. لِيَكُنْ لِي كَقَوْلِكَ ..." (لوقا 1: 38). (10) إنجاب طفل هو عمل إلهي-بشري مشترك. يحصل الطفل على جسده البشري بمعالمه الوراثية من أبويه. يعطي الله للطفل النفس العاقلة. ب) خلاص الإنسانخلاص النفس البشرية هو عملية إلهية-بشرية تتطلّب تعاون الإرادة البشرية المحدودة مع النعمة الإلهية اللانهائية. قال السيد المسيح: "هَئَنَذَا وَاقِفٌ عَلَى الْبَابِ وَأَقْرَعُ. إِنْ سَمِعَ أَحَدٌ صَوْتِي وَفَتَحَ الْبَابَ، أَدْخُلُ إِلَيْهِ وَأَتَعَشَّى مَعَهُ وَهُوَ مَعِي" (رؤيا 3: 20). يقرع الرب على باب قلب الإنسان. لكنه ينتظر حتى يفتحه الإنسان لاستقباله. نعمة الله تدعو الجميع، ولكنها لا تُجبر أحدا. يقوم الله بالحركة الأولى نحو الإنسان، لأن خلاص النفس مستحيل بإرادة الإنسان وحدها. عمل النعمة الإلهية يسبق قرار وتعاون الإنسان مع نعمة الله. فإنها تُمكن الشخص من استخدام إرادته الحرة التي وهبها الله له في الاختيار الحر بين قبول أو رفض الخلاص الذي تقدمه نعمة الله في المسيح يسوع. قدرة الإرادة البشرية في الأستجابة للنعمة الإلهية، وتقديم القبول الشخصي للخلاص هو في حد ذاته عطية من النعمة الإلهية. "اُرْدُدْنَا يَا رَبُّ إِلَيْكَ فَنَرْتَدَّ. جَدِّدْ أَيَّامَنَا كَالْقَدِيمِ" (مَرَاثِي إِرْمِيَا 5: 21). قال الرب: "... وَمَحَبَّةً أَبَدِيَّةً أَحْبَبْتُكِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ أَدَمْتُ لَكِ الرَّحْمَةَ" (إرميا 31: 3). " هَكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ: هَئَنَذَا أَسْأَلُ عَنْ غَنَمِي وَأَفْتَقِدُهَا. وَأَطْلُبُ الضَّالَّ، وَأَسْتَرِدُّ الْمَطْرُودَ، وَأَجْبِرُ الْكَسِيرَ، وَأَعْصِبُ الْجَرِيحَ، ..." (حزقيال. 34: 11، 16؛ لوقا 15: 4-7). "لأَنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (المسيح) قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ" (لوقا 19: 10). قال السيد المسيح: "لاَ يَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ يُقْبِلَ إِلَيَّ إِنْ لَمْ يَجْتَذِبْهُ الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي وَأَنَا أُقِيمُهُ فِي الْيَوْمِ الأَخِيرِ" (يوحنا 6: 44). "... تَمِّمُوا خَلاَصَكُمْ بِخَوْفٍ وَرِعْدَةٍ، لأَنَّ اللهَ هُوَ الْعَامِلُ فِيكُمْ أَنْ تُرِيدُوا وَأَنْ تَعْمَلُوا مِنْ أَجْلِ الْمَسَرَّةِ" (فيلبي 2: 12-13). هيأ الله نعمة التكفير في المسيح، وأرسل الروح القدس ليحث، ويرشد، ويشجّع، ويقوي، ويقوم بعمل الله خلال المؤمن المستسلم له: "وَمَتَى جَاءَ الْمُعَزِّي (الروح القدس) الَّذِي سَأُرْسِلُهُ أَنَا (المسيح) إِلَيْكُمْ مِنَ الآبِ رُوحُ الْحَقِّ الَّذِي مِنْ عِنْدِ الآبِ يَنْبَثِقُ فَهُوَ يَشْهَدُ لِي" (يوحنا 15: 26). بنعمة الله، يقبل المؤمن المسيح بالإيمان التائب، ويثبت فيه بطاعة كاملة له، ويدع الأعمال الصالحة للروح القدس تتم به. قبول نعمة الله والتعاون معها لا يُكسب الإنسان أي أجر. |
||||
12 - 04 - 2016, 06:30 PM | رقم المشاركة : ( 12386 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صـلاة أبي السماوي ، اشكرك لانك باركتني بالصحبة الحميمة، بأناس لديهم معرفة عليا، ممتلئين من الايمان والحكمة، أصدقاء يمكنني أن اتعلم منهم وأثق فيهم لكي يمدوني بالارشاد الصحيح الذي أحتاج إليه. اشكرك، لان اتحادي معهم يجعلني اكثر إثمارا في كل جوانب حياتي، في اسم يسوع. امين |
||||
12 - 04 - 2016, 06:32 PM | رقم المشاركة : ( 12387 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نوعان من المعاشرات
كَمَا يَصْقُلُ الْحَدِيدُ الْحَدِيدَ، هَكَذَا يَصْقُلُ الإِنْسَانُ صَاحِبَهُ. أمثال 17/27 لاَ تَنْقَادُوا إِلَى الضَّلاَلِ: إِنَّ الْمُعَاشَرَاتِ الرَّدِيئَةَ تُفْسِدُ الأَخْلاقَ الْجَيِّدَةَ. 1كورنثوس 33/15 بالطبع الله يهتم بخصوص من تصاحب. ولكن هل تعلم أن الفوائد التي تعود عليك من تلك الصداقات تختلف من مجموعة الى اخرى؟ بعض الصداقات تعود عليك بفوائد أكثر من غيرها لهذا السبب أنا أُصنف الصداقات إلى مجموعتين، وفهمك لكلا من النوعين سوف يساعدك بأن تأخذ القرار الصحيح في اختيار أيهما تصاحب أول نوع من الصحبة ما نسميه (صداقة أفقية) وهذا النوع هو الذي يتكون من خلال زملاءك الذين تعاصرهم. ثاني نوع من الصحبة هو (الصداقة الرأسية) وهي تتكون من مجموعتين يختلف مستواهم عن الاخر. على سبيل المثال، صحبة بين المرؤوس ورئيسه فمثل هذه الصحبة تندرج تحت النوع الثاني التي هي (الصداقة الرأسية). الان، كلا النوعين جيد، ولكن الثاني افضل من الاول. معظم الصداقة الأفقية تأتي بنتائج قليلة، لأن كلا من الطرفين في نفس المستوى في الحياة. إن احتجت إلى ارشاد على سبيل المثال، بخصوص قرار مهم تريد أن تأخذه فلو صديقك في نفس مستواك وذكائك فلن يفيدك بشيء اكثر مما أنت تعرف فسوف يكون الامر مثل رجل ثقل فوق رأسه، ويحاول أن يقف على أقدامه، لأنه يحاول لان ينال الارشاد من صاحبه الذي في نفس مستواه. بل على العكس، عندما تذهب لتنال إرشاد من شخص أذكى منك في الامور والقامة الروحية، فبلا شك، فسوف تنال الارشاد الصحيح. لهذا عليك أن تشتاق إلى الصداقة الرأسية كن ذكي، أنا لا اقصد بأن لا يكون لك اصدقاء من نفس مستواك ولكن لا تسعى بأن تكون صداقات عادية ومن نفس مستواك. ليكن كل تركيزك بأن تتعلم من هؤلاء الاعلى منك في المستوى، وخاصة في المستوى الروحي وبالطبع سوف تستطيع أن تساعد هؤلاء الذين في نفس مستواك. فهذا هو أفضل أنواع الصحبة التي عليك أن تسعى إليها صـلاة أبي السماوي ، اشكرك لانك باركتني بالصحبة الحميمة، بأناس لديهم معرفة عليا، ممتلئين من الايمان والحكمة، أصدقاء يمكنني أن اتعلم منهم وأثق فيهم لكي يمدوني بالارشاد الصحيح الذي أحتاج إليه. اشكرك، لان اتحادي معهم يجعلني اكثر إثمارا في كل جوانب حياتي، في اسم يسوع. امين |
||||
12 - 04 - 2016, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 12388 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
صلاة أبي القدوس، أشكرك لأجل المستقبل العظيم والرائع الذي خططته لي! وأنا اليوم تحت إرشاد ومشورة روحك، وعيون روحي مفتوحة لأدرك واسلك في طريق البركات التي قد عيّنتها لي لأسلك فيها، في إسم يسوع . آمين |
||||
12 - 04 - 2016, 06:33 PM | رقم المشاركة : ( 12389 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
مستقبلك مشرق
وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ، لأَنَّهُ لاَ يَتَكَلَّمُ مِنْ نَفْسِهِ بَلْ كُلُّ مَا يَسْمَعُ يَتَكَلَّمُ بِهِ، وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ. يوحنا 13/16 كإبن للرب، لا يجب أن تكون قلقاً على مستقبلك، لأن مستقبلك مشرق. لقد قال يسوع: "...متى جاء... روح الحق، ... يخبركم بأمور آتية". فالإنسان الذي بدون الروح القدس هو من يكون متشككاً بخصوص مستقبله. فيشبه طائرة بدون طيار، أو سفينة بدون ربان، تائهة في البحر، وتتمايل في المياه. وهو كمسافر، يهيم على وجهه بلا هدف، ومعه تذكرة سفر إلى لا مكان ولكن بالنسبة لك كإبن لله فلا يجب أن تكون الحياة غامضة بعد الآن، لأن الروح القدس الذي يحيا فيك قد جاء ليرشدك وليحضر المستقبل إلى حاضرك. لقد قال كاتب المزمور "تُعَرِّفُنِي سَبِيلَ الْحَيَاةِ. أَمَامَكَ شِبَعُ سُرُورٍ. فِي يَمِينِكَ نِعَمٌ إِلَى الأَبَدِ." مزمور 11/16 لن تستطيع بنفسك أن تعرف سبيل الحياة الذي يجلب النجاح، والفرح، والنصرة، والإزدهار. ولكن الروح القدس قد أتى ليقودك في هذا الطريق. فهو يعرف كيف يأخذك في رحلة الحياة ويجعلك ناجحاً، لأنه يرى النهاية من البداية. وهو قد جاء ليرشدك ويُريك رؤى المستقبل. دعه يأخذ طريقه فيك اليوم صلاة أبي القدوس، أشكرك لأجل المستقبل العظيم والرائع الذي خططته لي! وأنا اليوم تحت إرشاد ومشورة روحك، وعيون روحي مفتوحة لأدرك واسلك في طريق البركات التي قد عيّنتها لي لأسلك فيها، في إسم يسوع . آمين |
||||
12 - 04 - 2016, 06:37 PM | رقم المشاركة : ( 12390 ) | ||||
† Admin Woman †
|
رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
اعتـراف كلمة الله هي الحق الذي احيا به اليوم وكل يوم، معرفتي بكلمة الله في روحي رفعتني عاليا وتعطيني النصرة اليوم على الخوف، المرض، الفقر، الموت ليس لهم مكان في حياتي لاني احيا بالايمان في كلمة الله، التي هي حق فقط. فهي الحكم والوصفة الطبية لحياة النجاح الكاملة، النصرة، الازدهار والصحة الالهية |
||||