منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 02 - 04 - 2016, 07:07 PM   رقم المشاركة : ( 12201 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
المرآة السامرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


يوحنا ٤

إن حياتنا مع الله ومسيرتنا معه تبدأ من يوم ولادتنا الجديدة وبإحساسنا بحلول روح الله في داخلنا وقيادة الروح القدس لنا. ومثال ذلك لقاء السامرية مع يسوع.
مدينة السامرة:
كانت مدينة السامرة قد أحتلها الآشوريين فقام الملك أشور بنيبال بنقل ناس من السامرة كسبايا وجاء بأنا س أخرون من الآشوريين والبابليين وأسكنهم السامرة، فحصل تزاوج بين اليهود وهؤلاء الإغراب الجدد فنتج عن ذلك جنس خليط وليس يهود أصليين. أما أهالي أورشليم ظلوا أمناء لتقاليدهم ولم يختلطوا بهؤلاء الأغراب لذلك قامت عداوة بينهم وبين أهل السامرة. كان هذا قبل حوالي 500 سنة من قدوم المسيح. حيث قطع أهل أورشليم صلتهم بأهل السامرة. لذلك بنى أهل أورشليم الهيكل في أورشليم أما أهل السامرة فقاموا ببناء هيكل على جبل جرزيم وسط السامرة. فأي مسافر يريد أن يعبر السامرة ليذهب الى أورشليم للعبادة في الهيكل يمنعه أهل السامرة طالبين أن تكون العبادة على جبل جرزيم وأهل أورشليم لا يعترفون بالعبادة على ذلك الجبل في السامرة لذلك فا لمسافر من أورشليم إلى الجليل او بالعكس أقصر طريق له هو المرور بالسامرة لكن نتيجة لهذه العداوة فكان اليهود يتحاشون المرور بالسامرة فيمرون بمحاذاة نهر الأردن ثم يعبرون الأردن ليصلوا إلى السامرة وهو ضعف الطريق بالمسافة. لكن يسوع أخذ الطريق الأقصر إلى الجليل فعبر السامرة.
المرأة السامرية:

كانت مدينة السامرة (تنتمي إلى هذا النوع من الخليط) الذين يكرهون اليهود وكانت سيئة السمعة وموجودة في مكان عام يأتي فيه كل الناس (بئر يعقوب وهو بئر عميقة تحتاج الى دلو لأخذ الماء منها وكانت هذه البئر خارج المدينة يذهبون إليها النساء لأخذ الماء).
كانت السامرية تعاني رفض الناس لها لأنها سيئة السمعة مما سبب لها الخوف من الناس وملاقاتهم ، فهي تخرج لتملأ الماء ظهراً حيث يقل الازدحام مما يسبب لها ألم داخلي وانطواء فهي غير قادرة على التآلف مع الناس بسبب الخطيئة التي جعلت عندها الإحساس بالذنب الذي أعاق معرفتها وإدراكها بمحبة الله لها.
دور يسوع :

يسوع يبدو متعباً. لماذا تعب يسوع؟ لقد تعب من طول بحثهُ عنها فهو يطرق أبواب قلوبنا لكننا لا ننتبه يريد أن يوصل رسالته ُ مخترقاً كل الحواجز والمعوقات. "فجلس عند حافة البئر" جلس ينتظرنا لأن محبته الفياضة وقلبه الكبير يريدان خلاصنا من خطايانا. فهو يعرف هذه المرآة، هي خاطئة ومع ذلك جلس ينتظرها ليخلصها. ويعطيها حياة جديدة. فهو جاء ليخلص الخطاة يشف مشاعرهم الجريحة وأجسادهم المريضة ويغفر لهم ، يحررهم من قيود الخطيئة ويمنحهم الفرح . أنه ينتظر إلى حد التعب فهو مستعد أن تضحي براحته وحياته من أجلنا ومن أجل خلاصنا .
في هذا الوقت أرسل يسوع تلاميذه ليشتروا طعاماً من المدينة ولقد كان هذا الحدث جديد على التلاميذ فكيف لهم أن يأكلوا طعاماً لوثته أيدي السامريين بذلك غير يسوع نظرتهم إلى الأمور وأزال هذه الحواجز من داخلهم.
ثم يطلب يسوع من المرأة "أعطني لأشرب". أنه يطلب منا أيضاً ليشرب. لماذا؟ هل يحتاجنا يسوع؟ نعم فيسوع يبحث عنا، يدعونا، يريدنا أن نلتفت له.
أن محبته لنا تجعله يسعى ورائنا ليجذبنا، يريدنا أن نعطيه جزء من وقتنا ولو قليلاً. أنه يدعونا للجلوس معه وفتح قلوبنا له ليملأها هو بما ء الحياة. لكن السامرية تجيبه أنها سامرية وهو يهودي فكيف لها أن تسقيه. فهي ترفض دعوة يسوع. وكثيراً ما نرفض دعوة الله لنا في حياتنا. لكن يسوع لم يتركها رغم رفضها بل جاءها بالتدريج كي تفهم وتكتشف بنفسها العمق الذي يريده يسوع . " لو كنتِ تعرفين من الذي يطلب منك لطلبتِ أنتِ منه ماء الحياة " يسوع يعطي ماء الحياة وهو الروح القدس وما يعمله من تغيير الإنسان . فعندما يملأ الروح القدس قلب الإنسان سيحدث تغيير في كل كيانه ويصبح أنسان جديد في الطباع والسلوك والأفكار ويصبح كنبع ماء يفيض دائماً ويروي عطش الروح. وسوف يدرك محبة الله غير المشروطة له. هذا التغيير يسمى (الولادة الجديدة) وهي تحدث عندما تلمس روح الله لروح الإنسان الميتة وتحييها في علاقة حية مع الله وهي عطية مجانية (هبة) من الله. بهذا تولد بذرة في داخل الإنسان تنمو وتكبر يوم بعد يوم بمرافقة الله، تتعلم أن تصبح على صورة الله. هذا هو هدف يسوع مع السامرية ومع كل واحد منا لنكون أبناء الله. "لا دلو معك والبئر عميقة" السامرية لم تثق بيسوع بأ نه قادر أن يعطيها الخلاص. كما نفعل نحن عندما نغرق في مشاكلنا وتحت ضغوط الحياة لا نستطيع أن نثق بأن الله قادر على خلاصنا ونرى مشاكلنا بعمق هذا البئر بحيث لا يمكن حتى ليسوع الوصول لحلها. "كل من يشرب هذا الماء يعطش ثانية أما من يشرب من الماء الذي أعطيه لا يعطش أبداً". من يشرب هذا الماء (ماء الخطية) يعطش فمسالك الخطية هي دائماً أبار (مخازن مياه) مشققة لا تضبط الماء فيها، أبار خادعة تجذب الناس إليها مع أنها بلا ماء.
أما من يشرب من الماء الذي أعطيه أنا (الروح القدس) فلن يعطش أبداً.
لأن الروح القدس يصبح ينبوع ماء (يفيض) إلى حياة أبدية حيث تتدفق عطاياه كالأنهار. فيسوع لم يقصد بالماء هنا معناه الحرفي لكن قصد الروح القدس وعمله في الانتعاش وما ينتج عنه من ارتواء روحي وحيوية دائمة.
اعطني من هذا الماء فلا أعطش ولا أعود إلى هنا لأستقي.
يبدو أن السامرية لم تدرك هدف يسوع من الحديث حيث تصورت أن يسوع عندما سيعطيها هذا الماء ستبقى في بيتها ولا تعود إلى البئر ثانية بذلك توفر على نفسها الإحراج عند تقابلها مع الناس. فعند نوالنا الروح القدس واختبارنا الولادة الجديدة لا يعني أن حياتنا ستصبح سهلة وبدون مشاكل ، لأن الشر موجود في العالم والمشاكل مستمرة لكن الفرق هو أنه بعد الاهتداء سنصبح مدركين لحضور الله حتى وسط مشاكلنا لذلك فرجاءنا لن ينقطع في أن الله سوف ينقذنا وسنتعامل مع مشاكلنا بمفهوم الله وبطريقة الله وليس بطرقنا لأن طرقنا بالتأكيد لا تصلح لكن قيادة الروح القدس لنا تجعلنا نفهم عمل الله وقصده في حياتنا.
أذهبي وادعي زوجكِ بدأ الرب يسوع يكشف للسامرية عن ذاتها وأخطائها. فبعد خبرة اكتشاف يسوع بالولادة الجديدة فالله لا يتركنا بل يكشف لنا عن ذواتنا ودواخلنا. فنور الله سيسلط الضوء على أخطائنا ويعرفنا حاجتنا لله وهذا هو أعظم شيء بلقاءنا بالله فهو يرينا بانه كاشف لقلوبنا يفهمنا ويعرف كل شيء عن دواخلنا وحياتنا بشكل يدعو إلى الاندهاش كاندهاش السامرية عندما واجهها بحقيقة حياتها وبأنها تعيش مع رجل ليس زوجها. حيث تحرك الالم بداخلها وشحب وجهها ورأت نفسها على حقيقتها وأجبرت أن تجابه حياتها وخطيئتها.
أرى أنك نبي أدركت السامرية أن يسوع ليس شخصاً عادياً بل هو شخص فريد، قداسته واضحة في سلوكه وكلامه محبته نقية ومؤثرة، تواضعه، لطفهُ فنراه أسر قلبها بسلطان كلماته مما جعلها تخجل من نفسها لدرجة أنها غيرت الحديث مع يسوع حول مكان العبادة. أنها تعترض عن سبب عدم اعتراف اليهود بالعبادة على جبل جرزيم ولماذا لا تكون لا تكون عبادة حقيقية إلا في أورشليم؟
بدأ يسوع يشرح لها بأنه لا أهمية لمكان العبادة حيث أن وجود روح الله في داخلنا (أي الروح القدس) يساعدنا في العبادة ، فالروح القدس يصلي فينا ويساعدنا على اللقاء بالله والتمتع بحبه فأن كنا نملك هذه الروح لا يهم أينما نذهب لعبادة الله. فلا حاجة للسامرية أن تغير مكانها لتجد الله فهو موجود في كل مكان . يذكر يسوع " أنتم تسجدون لما لستم تعلمون أما نحن فنسجد لما نعلم ". فالسامريون يعبدون الله عن جهل وعبادتهم مبنية على الخرافات فان خرج أحدهم ورأى أمامه شخص معوق يبقى متشائماً وهناك أمثلة كثيرة من هذا النوع. أن هذا كله باطل فالعبادة الحقيقية لا تبنى على الخوف بل على محبة الله وعلى معرفتنا بالبركات التي صنعها لنا وعلى الرغبة الصادقة بأن ينير حياتنا ويباركها.
فتكريم أورشليم يحد من عظمة وسمو الله الذي ليس له حدود ولا يتقيد بقيود ، فالعبادة لا تهتم بالتمسك بمكان معين أو تقديم الذبائح والهدايا بل يعتمد على لقاء روح الإنسان بالله الذي هو الروح الأسمى.
يسوع فتح أمام السامرية أفاق جديدة وعظيمة لم تدركها في جهلها وخطيئتها، جعلت مداركها تتفتح وتستوعب وتصل إلى هذا المستوى من التفكير والإدراك العالي.
بعد هذا الحديث الطويل بين السامرية ويسوع جاء التلاميذ وتعجبوا لأن يسوع يتحدث مع امرأة لأنه على اليهودي أن لا يتحدث مع امرأة في الطريق مهما كانت قرابتها له ويعتبرون المرأة أقل شأناً من الرجل وليس من حقها تعلم الشريعة . لكن يسوع حطم هذه الحواجز والعقلية الجامدة فلم يتجرأ أحد من التلاميذ أن يسأله عن المرأة لمعرفتهم بيسوع كونه معلم عظيم .فليس لنا أن نتساءل عن تصرفات يسوع معنا أو مطاليبه منا فأمام أعماله وأوامره ينبغي أن يتلاشى كل اعتراض أو فضول ،هو بالحقيقة إنسان قد وصل إلى درجة رفيعة من التلمذة الحقيقية للمعلم الأعظم.
أما المرأة كانت قد تركت جَرتها عند البئر وأسرعت إلى القرية ، وكونها قد تركت جرتها يشير إلى حقيقتين:
  • الأولى أنها مسرعة للآخرين لإشراكهم معها في اختبارها المبارك.
  • الثانية أنها كانت مصممة أن تعود إلى يسوع لتقدم له خدماتها.
أن تصرف هذه المرآة يقدم أروع صورة للاختبار المسيحي الصادق في أطواره المتباينة.
  1. لقد بدأ اختبارها باكتشاف حقيقة نفسها ومواجهة حياتها التافهة واعوجاج سلوكها وبالتالي بعجزها عن أن تصلح كيانها ولكن حين أشرق نور المسيح على حياتها استطاعت أن تبصر ذاتها في نور الله الفاحص.
  2. أن السامرية لم تكتفي بأن تتمتع بإشراق النور على نفسها بل سارعت لتنادي للآخرين بهذا الاكتشاف المبارك. وهي إذ أبصرت الينبوع الحي لم يكفها أن تطفأ ظمأها على عمودين: اكتشاف الحق وقبوله ثم إعلان هذا الحق للآخرين . فالبرهان الحقيقي على قبولنا المسيح في حياتنا وتربع على عرش قلوبنا هو إعلان للآخرين. السامرية تسرع غير عابئة بشيء غير عابئة بهزأ المستهزئين وسخرية الساخرين.
أنها على استعداد أن تشهد للناس عن حياتها ما دامت قد نالت الخلاص. فأن أسمى سعادة للإنسان بعد الاهتداء هي في المقارنة بين ما كان عليه وما وصل إليه بين حالته الأولى وبين الحياة الجديدة التي نالها على يد طبيب النفوس.
ولدت السامرية إنسان جديدة، ولدت من جديد ابنة لله. الرب تعامل معها بنعمة وأقامها من الموت، أحياها وأعطاها امكانات جديدة لتحييا بها فكان لقاء غير حياتها ونقلها من الظلمة إلى النور
 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:09 PM   رقم المشاركة : ( 12202 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

إيمان المرأة السامرية
إنجيل يوحنا - الاصحاح الرابع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أراد الرب يسوع المسيح مغادرة اليهودية والرجوع مرة أخرى إلى الجليل، ولكن هذه المرة كان مزمعا أن يمر عبر السامرة التي كانت عداوة مع اليهود [1]. لكنّ دافع الحب والسلام اللذان حملت رسالته أرغماه للمضي قدما مُحطّماً كل القيود والمفارقات الإجتماعية والطبقية التي شوّهت عقول الناس العدائية وطمرت قلوبهم بخطايا الأحقاد والمعاصي.
ناسوت المسيح الذي تعب من مضن السفر وشدّة الحرارة وشعر بالإرهاق والعطش والجوع، ودعا الذين معه أن يسبقوه الى المدينة لجلب الطعام، بينما جلس الرب يسوع المسيح على بئر يُدعى بإسم بئر يعقوب[2] وكانت نحو الساعة السادسة حسب التقسيم الزمني اليهودي آنذاك (أي ما يُعادل الساعة الثانية عشر ظهرا أو منتصف النهار حسب التقسيم الزمني الحالي) [3]، لا نعرف بالتحديد كم من الوقت مضى على يسوع وهو جالس على البئر لحين قدوم المرأة السامرية من شوخار (المدينة السامرية التي لم يرد ذكرها في الكتاب المقدس إلاّ مرة واحدة هنا وكانت واقعة على الجانب الجنوبي من جبل عيبال [4] حيث تقع اليوم مدينة عسقار الى الشرق من مدينة نابلس وقريبة من شْكيم). وقد جرت العادة عند هذه الشعوب على أن النساء هنّ اللواتي يستقين الماء وعلى الأغلب صباحا أو مساءا لتفادي حرارة النهار الحارقة. (أنظر تكوين 24: 11)
فجائت إمرأة من السامرة لتستقي ماءً، فقال لها يسوع: "أعْطيني لأشرَبَ" لأن تلاميذه كانوا قد مَضَوا إلى المدينة ليَبْتاعوا طعاماً.
إندهشت المرأة السامرية عندما طلب منها يسوع ماءا ليشرب لأنها ميّزته بالطبع من كلامه وكذلك من ملبسه بكونه يهودي وردّت عليه بالقول "كيف تطلب منّي لتشرب، وأنت يهودي وأنا إمرأة سامرية؟ لأن اليهود لا يُعاملون السامريين." لأنّ ما أصابها من الذهول والإندهاش يُعوّل أولا على كونها إمرأة لأنّ المرأة كانت أصلا غير مُبجّلة عند القادة الدينيين، وثانيا كونها سامرية لأنه لا يليق أو يصلح ليهودي التكلّم أو مُخاطبة إنسان سامري وبالأخص إمرأة سامرية. لكن مهمة يسوع المسيح كانت أسمى وأعلى من كل هذه المُسَمّيات والفوارق، فنراه في مشهد آخر مُنتهرا تلميذيه يعقوب ويوحنا عندما طلبا منه أن يقولا أن تنزلَ نارا من السماء لتُفني قرية سامرية... لوقا 9 : 52 – 56. وأن مجيئه وتجسّده كان لأجل مصالحتنا مع الله نحن الخُطاة ليُعيدنا إلى ملكوته وهكذا يقول "إنه هكذا يكون فرح في السماء بخاطيء واحد يتوب أكثر من تسعة وتسعين بارا لا يحتاجون إلى توبة". (لوقا 15 : 7)
أجابها يسوع بالقول "لو كنتِ تعلمينَ عَطيّةَ اللهِ، ومَن هو الذي يقول لكِ أعطيني لأشربَ، لطَلَبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءا حيا" [5]. يسوع المسيح هو عطية الله لنا نحن البشر الذي منه نستقي لأنفسنا ولأرواحنا المياه الحية التي بها نتبرر ونُخلَص من شوائب الخطيئة والآثام التي شوّهت صورتنا أمام الله بسبب استقائنا مشارب الفواحش من ينابيع الخطيئة. ونقرأ في رسالة بولس الرسول إلى أهل أفَسُس 2: 8 "لأنكم بالنعمة مُخَلَّصون، بالإيمان، وذلك ليس منكم. هو عطية الله، ليس من أعمال كَيْلا يَفْتخِر أحد".
المرأة السامرية تشجّعت أكثر لإعجابها بشخصية يسوع بالرغم من كونه يهودي وأدركت بإختلافه عن باقي اليهود، لكنها بدت مستمتعة بكلامه فأطالت الحديث معه وقالت "يا سيّد، لا دلو لك والبئر عميقة، فمن أين لك الماءُ الحيُّ. ألعَلَّكَ أعظمُ من أبينا يعقوب، الذي أعطانا البئرَ، وشرِبَ منها هو وبنوهُ ومواشيه"
أظهرت المرأة إحترامها ليسوع بمنادته بالسيّد لأنها تيقّنت كونه ليس بإنسانا عاديا ومع ذلك فأنها كانت حذرة لإعطائه ماءا ليشرب فسألته عن الدلو لأنها كانت عالمة بتقاليد اليهود بأنهم لا يتعاملون مع الغرباء وبالأخص السامريون بسبب العداء والنزاعات الدينية القائمة بينهم التي ولّدت عندهم شعائر وطقوس تُحَرِّم وتُنَجِّس بعضهم البعض. ولا يأكلون أو يشربون ما لم يغتسلوا، وأن إستخدام أواني الغُرباء يعتبرونها (اليهود) غير طاهرة. إقرأ إنجيل متى الإصحاح 15: 2 وإنجيل مرقس الإصحاح 7: 2 – 6.
فمن عوائد المسافر والرحّال أن يحمل معه دلو الماء الذي يساعده في تخفيف ظمأه من السفر والإرهاق، ويكون مصنوعا على الأكثر من جلد الحيوان. كان بإمكان يسوع إستعارة واحدة من تلاميذه، لكنه لم يفعل، لأنه جاء أصلا ليُزيل القيود عن تلك الأمور الدنيوية التي صارت أساسيات شريعة الكهنة وملافنها، ويُزيح الذل والظُلم عن الناس لا بل لإصلاح كل ما دمّره الإبليس في الإنسان، ولا فرق عنده بين الأفراد وقد أراد إظهار محبته للجميع بدون تمييز. فهو الذي جالس وخالط الخُطاة وأكل وشرب في بيوت العشّارين ولمس الأبرص والموتى و.. و.. وأخريات كثيرة لا تُعد ولا تُحصى بينما كانت محرمة ونجسة في ناموس الكتبة والفريسيين.
وألمحته عن عمق البئر الذي يتطّلّب جُهدا إضافيا لإستخراج الماء منه، لأنها قد استقت مرارا من ذلك البئر، وهذا كل ما طغى على تفكيرها المادي وتركيزها على الماء الذي في عمق البئر ولم تفهم الحديث الروحي الذي كلّمها يسوع، (تماماً مثلما حدث مع نيقاديموس في يوحنا 3: 1)، بعيدة بقلبها وعقلها من المنبع الروحي الذي كان أقرب إليها والذي أعلن لها عنه يسوع (عن نفسه). وأن تعمّقها في الحديث لعلّها أرادت أن تتباهى بسَبطِها وعن تجذّرهم من يعقوب ويوسف لتعطي إنطباعا على أن السامريين أكثر أصالة من اليهود في مرجعيتهم. ونرى مقارنة مشابهة لسؤال المرأة السامرية، عندما حاور يسوع اليهود بأنّ لا أحَدُ يموت الى الأبد لو ثبت في كلامه (أي كلام المسيح) في الإصحاح 8 من إنجيل يوحنا الآية 53 فقالوا له "ألعَلَّكَ أعظَمُ من أبينا إبراهيم الذي مات؟ والأنبياء ماتُوا". فلوّحت بذلك الى وجه المقارنة بينه وبين يعقوب على أنّ يعقوب قد بنى بئرا لهم بعد شرائه الأرض في شِكيم من بني حمور (إقرأ الهامش 2)، وأرادت أن توضحَ ليسوع بأنه لا يجوز أو يصلُح أن يشرُب منه الغُرَباء. وكذلك عندما أشارت على مكان سجود آبائها الأوليين في الجبال القريبة والذي قصدت بالذات جبل جِرِزيّم[6] (أو جبل الطور) الذي يحدّ المدينة من الجهة الجنوبية، لتُعْطيه انطباعاً على أصالتهم. على هذا الجبل بنى السامريون هيكلا لإحتفالاتهم الدينية بعد رجوعهم من السبي البابلي. وعلى أنقاضه الباقية لا زال السامريون يمارسون احتفالاتهم وطقوسهم الدينية حتى يومنا هذا.
أجابها يسوع وقال لها "وكُل مَن يشرب من هذا الماء يَعطُشُ أيضاً. ولكن مَن يشربُ من الماء الذي أُعطيه أنا فلَن يعطَشَ الى الأبد، بَل الماءُ الذي أُعطيه يصيرُ فيه ينبوعَ ماءٍ ينبَعُ الى حياة أبدية".
حقاً قال يسوع فأن الماء الذي نشفطه الى داخل أجسادنا وبمئات الألتار وبالأخص مع حماوة الطقس أو إشتداد قساوة الظروف وكثافة الجهود، لا يروي إلا قسطا ضئيلا من ظمأنا وعطشنا ولساعات قليلة وبعدها يعاودنا العطش بإستمرار وهكذا الحال على مدى العمر. وأن ما أشار إليه الرب يسوع المسيح هو عن الماء الروحي (الروح القدس)، الروح الذي كان المؤمنين به مُزْمِعين أن يقبَلوه "مَن آمن بي، كما قال الكتاب، تجري من بَطْنِه أنهار ماء حيّ" يوحنا 7: 38. هذا الذي غذّى أفكارها حتى أيقض ضميرها الميّت وروى جذور قلبها المتعطّشة روحيا للطهارة والبر من جرّاء أفعالها اللاأخلاقية السيئة والتي أصطادت بها قلوب الناس وأوقعت بهم في شِباك الخطيئة. وأن هدف يسوع هو أن يُعيدها ويردّها الى الطريق القويم لأنه جاء ليُرجع كل ما ضاع، ويجمع كل ما كان وأعطيَ له من الآب وأن لا يَضيعَ منه شيئا. فنقرأ في يوحنا الإصحاح 6 :37 فيقول الرب المخلّص "كُلُّ ما يُعطيني الآب فإلَيَّ يُقبِل، ومَن يُقبِل إلَيَّ لا أُخرِجُه خارجاً. لأنّي قد نزَلتُ من السماء، ليس لأعمَل مشيئتي، بل مشيئة الذي أرسَلَني. وهذه مشيئة الآب الذي أرسلني: أنّ كُلَّ ما أعطاني لا أُتلِفُ منه شيئا، بل أُقيمُه في اليوم الأخير. لأنّ هذه هي مشيئة الذي أرسَلَني: أنّ كُلَّ مَن يَرى الإِبن ويُؤمن به تكون له حياة أبدية، وأنا أُقيمُه في اليوم الأخير".
قالت له المرأة "يا سيّد، أعطِني هذا الماء، لكي لا أعطَش ولا آتي الى هنا لأَستقي" لا زال تفكير المرأة مُصوّباً نحو الحياة المادية لأنها قد تعبت فعلاً من عملية الإستقاء وطلبت منه عمّا هو سهل المنال لحياتها المُرهَقة، بينما يسوع حاول تصحيح حياتها الروحية المُثقَلة بالآثام. وأراد أن يُسقِيَ بذور أرض قلبها المتعطشة روحيا بماء الإيمان الصحيح لترتوي وتَثْمُر في المحبة والبر والطهارة، بعيدا عمّا فكّرت به المرأة وأن يشفيها من آلام النواقص الروحية بدخوله هو بنفسه الى أعماق قلبها المتذمّر والمسحوق بالخطايا.
فعندئذٍ طلب منها وقال "اذهبي وادْعي زوجكِ وتعالَيْ الى هنا" ما أراده الرب يسوع منها هو أن يُبعِدُها تماما من أفكارها الدنيوية وأراد مساس وتحريك القلب والضمير وكل ما هو مظلم ومنطفيء في داخلها لأنه كان عالماً كل شيء عنها وإن هي لم تعرف شيئا عنه وبدت مُحرجة ومفزوعة أمامه بعد أن أحسّت بقوة جذبتها نحو الأعتراف بخفاياها، بينما أرادت تماسُك نفسها أمام الغريب ففكّرت بالتملص والهروب من واقع الحال الذي هي فيه. فأجابت مُرتعبة وقالت: "ليس لي زوج".
قال لها يسوع "حسنا قُلتِ: ليس لي زوج، لأنه كان لكِ خمسة أزواج[7]، والذي لك ِ الآن ليس هو زوجُكِ. هذا قُلتِ بالصدق".
توضّحت الصورة الآن أمامها بعد أن كشف الرب يسوع المسيح أسرار حياتها حيث وقفت أمامه مفضوحة ومذعورة وشعرت بأنها مذنبة ولم تَسْتَطِع التملّص من الحقيقة أو إنكارها لأن الكلمات التي إعترفت بها كانت حقيقية وأخرجتها من قلبها الذي انقلب لِيَكونَ منبعاً للصدق والأمانة. حينها أدركت بأن الذي وقف أمامها هو فعلا نبي بعد أن أخبرها عن خصوصيات حياتها بدون دراية سابقة لهما، فقالت "يا سيّد أرى أنّك نبي!" حيث سبق لها أن ألمحت أن يسوع ليس يهودياً عادياً لكونه: بدايةً قد طلب منها ماءاً ليشرب على الرغم من كونها إمرأة سامرية تنتمي الى قوم هم من أعداء اليهود، ومن ثُمَّ نظرته ورؤيته المختلفة للمرأة عن باقي القادة الدينيين الذين ذلَّوا واحتقروا المرأة وأخيراً كشف لها مسائل خاصة عن حياتها.
لمّا رأت المرأة نفسها مُحرَجة ومُرتَبِكة وأرادت الخروج والنفور من الموقف الذي حوصرت فيه، وبسبب الشكوك التي راودتها، إنقلبت الى موضوع لاهوتي وفتحت مسألة ذرّة الخلاف والشقاق الذي بينهم وبين اليهود فقالت:
"آباؤنا سَجدوا في هذا الجبل، وأنتم تقولون إنّ في أورشليم الموضِع الذي ينبغي أنْ يُسجَدَ فيه"
السامريون لا زالوا متمسّكين بتأصلهم ومكان عبادتهم وهم في خصام وعداء مع اليهود الذين يشككون في أصالة السامريين ويحتقرون مكان سجودهم وهيكلهم، هذا الذي دُمِّر كما أسلفنا عنه مسبقا من قبل الملك اليهودي يوحنا حيرقانوس سنة 110 – 111 ق.م واليهود يتذمّرون ولا يقبلون ببناء معابد وأماكن سجود خارج أورشليم. وكذلك نرى غضب واستياء بني إسرائيل من بني رأُوبَيْن وبني جاد ونصف سبط مَنَسّى عندما بَنَوا مذبحا للرب في أرض جلعاد في دائرة الأردن مُقابِل بني إسرائيل، فإجتمعت كلّ جماعة بني إسرائيل لمحاربتهم... إقرأ في يشوع 22 : 11 – 20.
فقال لها المسيح "يا إمرأة صدّقيني أنه تأتي ساعة، لا في هذا الجبل (المقصود هو جبل جرزّيم... أنظر الهامش رقم 6) ولا في أورشليم تسجدون للآب" عنى يسوع في كلامه بأن أماكن السجود الأرضية هذه ستزول وفعلا حدث ذلك وزالت ودمّرت. فأن المعبد الذي بنَوه السامريين كان قد دمّر أصلا قبل ولادة المسيح بأكثر من قرن، أمّا هيكل أورشليم فقد دمّر سنة 70 ب.م[8] من قبل الإمبراطور الروماني تيطّوس.
"أنتم تسجدون لما لستم تعلمون، أما نحن فنسجُدُ لما نعلم. لأن الخلاص هو من اليهود".
السجود التقليدي المنظور وتقديم القرابين والذبائح في المعابد لم تعُد فعّالة لإتمام مطالب الله ومشيئته، لأنّ الله قد ظهر لنا أخيرا مُعلنا اهتمام أبُوَّتِه بمَنْحِه الخلاص لأبنائه المؤمنين. فأنّ مكان السجود الحقيقي للمؤمن هو قلبه فيجب أن يكون بارا ونقيا لسكون روح الله فيه. فقد قال يسوع " ليس كل مَن قال لي، سيّدي سيّدي سيدخل ملكوت الله"
وما عناه هنا الرب بأن السامريين فعلا كانوا قد تأثّروا في عبادتهم بالأمم الوثنية التي سكنت مدنهم بعد سبيهم إلى بابل وآشور وأن إختلاطهم بتلك الأقوام بعد رجوعهم من السبي، تيَسَّرَ لهم تماما أن يبتعدوا وينحرفوا أكثر من طُرُق الرب ويتغاضَوا عن وعده ووصاياه. فأن سجودهم كان أقرب للوثنية وإن كانوا على معرفة بالله وبنَوا معبدا له. إقرأ سفر الملوك الثاني – الإصحاح 17 : 24 – 41 وما مذكور في الهامش 7.
ولمّا كان المسيح قد ولد في أورشليم اليهودية فالذي عناه هو أن الخلاص قد صار من بين اليهود وهذا لا يعني أن اليهود قد نالوا الخلاص وعلى الرغم بمعرفتهم الحقيقية لله وما صنعه الرب معهم فقد عصَوا الرب ولم يتّقوه وانحرفوا ولم يتمسكوا بوصاياه وعهده الذي قطعه معهم ومع آبائهم. إقرأ يوحنا 11:1 "إلى خاصَّتِه جاء، وخاصَّتُهُ لم تقْبَلْهُ". أما بالنسبة للسامريون قد سُبِيوا الى بابل وسكن مدنهم أقوام جيئت بهم من أماكن أخرى مع آلهتم التي صارت للسامريين أيضا من بعد رجوعهم من السبي.
"ولكن تأتي ساعة وهي الآن، حين الساجدون الحقيقيّون يسجدون للآب بالروح والحق لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له. الله روح، والذين يسجدون له فبالروح والحق ينبغي أن يسجُدوا".
بعد أن تجسّد الرب وتجلّى فأن الأمور القديمة والممارسات الطقسية والتقاليد والرموز قد مُحِيَت وزالت، فقد حان الأوان للسجود الحقيقي للآب الذي بإبنه صار حاضراً وحلّ بيننا والذي أعطانا مُعزِّيا ووسيطاً هو الروح القدس ليَسْكُن في قلوبنا ولِيُقوّينا على الإعتراف بالذي هو الحق. لأننا لم نعد نَسْلِك حسب مُبتَغَيات الجسد التي فيها معاصي وخطايا وموت، بل حسب ما يُنَمّيه الروح فينا من أعمال الحق والبر لنُميت ما هو للجسد. حتى نفهَم أمور الله، وَجَبَ حضور روح الله المُعَلِّم فينا. (اقرأ في إشعيا 66: 1 وميخا 6: 6-8 وأعمال الرسل 7: 48.)
قالت المرأة "أنا أعلم أن مَسيّا الذي يُقال له المسيح يأتي، فمتى جاء ذاك يُخبرنا بكل شيء". فهنا تَيَقَّنت المرأة تماما بأن الذي وقف أمامها وأخرجها من ظُلمات الخطية وأَيْقَظ ضميرَها وصار في قلبها وكشف أسرارها وغسل وطهّر آثامها بعد أن كشف عن نفسه لها وقال: "أنا الذي أُكَلِّمُكِ هو" والذي لم يَكُن بعد قد مَوَّه حتى لتلاميذه بمثل هذا الكلام الواضح. عندها زال كل ارتباكُها ومخاوِفُها وآمنت بأنه هو يسوع المسيح الذي انتظروه كأقرانهم اليهود لأجل الخلاص. فكانت لها فرحة كبيرة لا تُقاس لأنها فعلا لاقت المسيح المنتظر. ومن شدّة فرحتها هرعت مُسرِعة وتركت جرّتها ومضت الى المدينة لتخبر الناس.. "هلمّوا انظروا إنسانا قال لي كل ما فعلت، ألعلّ هذا هو المسيح؟"
كم منّا له الجرأة ليعترف بخطاياه عندما تُكشف وتُعلن أمامنا تماما مثلما فعلت المرأة السامرية. وألاّ ننكرها أو نحاول أن نخفيها بشتى الوسائل وبخلق المبررات لها
تركها للجرة، التي في طيلة فترة حياتها قبل لقائها بالمسيح، كانت في كل مرة تملأها من ماء البئر لتُسقي حياتها المتعطّشة المُشَوَّبة، لم تعد مفيدة وفاعلة بعد أن تيقّنت من ينبوع الماء الحي الذي إنفجر من داخلها والذي صنعه بها الرب المخلص يسوع المسيح بعد أن أعطاها وشرّبها وأرواها من كلماته الحية الأبدية. هذا الينبوع أرادت أن تقاسِمَه مع أهلها ولم تحتفظ به لنفسها فهرعت وهي ممتلئة إيماناً وفرحاً ومحبةً لتُدلي بشهادتها لكل أهل المدينة والتي أستطاعت ببرهانها النجاح في المهمة التي أوكلها الله في دعوة الناس للإقبال الى يسوع المسيح، بينما لم ينجح تلاميذه في مثل تلك المهمات آنذاك الذين كانوا منهمكين بجلب الطعام أو أمور أخرى، وعندما رجعوا إليه ورأَوْه فرحاً لا علامات جوع أو عطش ظاهرة عليه، حينها ظنَّوا بأن أحداً قد جلب له طعاماً بعد أن سألوه قائلين: "يا مُعَلِّم كُل"، فقال لهم: "أنا لي طعامٌ لآكل لَسْتُم تَعرِفونَه أنتُم". كانت أفكار تلاميذه وتخميناتهم كلها دنيوية ولم يفهموا كلامه الروحي في مواقف كثيرة وحتى إيمانهم كان ضعيفاً ومشكوكاً على الرغم من المعجزات والأعمال الجبّارة التي صنعها أمامهم.
ومع مكوث المسيح في المدينة وكلامه وتواجده مع أهل المدينة، آمنوا به كثيرون وعلموا وتيقّنوا بأنه هو هو حقيقةً المسيح مُخلِّص العالم

[1] إقرأ عن إحتلال السامرة في سفر ملوك الثاني الإصحاح 17 : 24. ونقرأ عن العداوة والكراهية التي كانت بين اليهود والسامريين في إنجيل يوحنا الإصحاح 8 : 48 وكذلك في إنجيل لوقا الإصحاح 9 : 52 – 56.

[2] في بعض الترجمات مذكور ينبوع وجاءت تسمية بئر يعقوب بعد 300 سنة ب.م. لأن السامريين أعطَوا إنطباعا لليهود بأن نسبهم وأصلهم من يوسف ويعقوب لإثبات إنتمائهم الوطني في مساواتهم ومقارنتهم مع اليهود بعد رجوعهم من السبي البابلي. والعهد القديم لا يذكر بأن يعقوب حفر بئرا في الحقل الذي إشتراه وأعطاه لإبنه يوسف في شْكيم من بني حمور (أنظر تكوين 33: 18 ـ 19). وأن عظام يوسف التي أصعدها بني إسرائيل من مصر دفنت في هذا الحقل في شْكيم. (أنظر يشوع 24: 32)

[3] إذا كان البشير يوحنا قد استخدم في حسابه الوقت حسب التقسيم اليهودي لليوم فأنّ الساعة السادسة التي قصدها هي الساعة الثانية عشر ظهرا، وإذا كان حسابه حسب التقسيم الروماني فإنه قصد إمّا الساعة السادسة صباحا وهذا الوقت لا يُعقل أن يكونوا قد وصلوا مبكرين إلى هناك ومرهقين. أو أنه قصد الساعة السادسة مساءا وهذا الوقت الأكثر مُعتادا للنساء اللواتي يستسقين ويجلُين الماء، ويكون يسوع ومَن معه فعلا مرهقين وعطاشة. (إقرأ في سفر التكوين الإصحاح 24 : 11 وكذلك في إنجيل يوحنا الإصحاح 1 : 38 – 39.

[4] جبل عيبال Ebal يقع من الجهة الشمالية لمدينة شكيم يقابله من الجهة الجنوبية جبل جِرِزّيم، وعلى هذا الجبل (عيبال) بنى يشوع بن نون خليفة موسى مذبحا للرب إله إسرائيل كما أمر موسى بني إسرائيل بالوصايا – أنظر تثنية 11: 29 (...فأجعل البركة على جبل جرزيم واللعنة على جبل عيبال.) و 27: 13 (وهؤلاء يقفون على جبل عيبال للّعنة...). وكذلك في يشوع 8: 30 – 35.

[5] تعبير الماء الحيّ المستخرَج من الآبار أستخدم عند الأولين لأجل تمييزه عن الماء الذي كان يُجمع من الأمطار في أحواض، بينما يسوع كان مقصده الجانب الروحي. أنظر تكوين 26 : 19 و لاويين 14 :5 وكذلك إنجيل يوحنا الإصحاح 7 : 38.

[6] جبل جِرِزّيم (Gerissim) أو (Gerizim) أو جبل الطور الذي نقرأ عنه في سفر التثنية – الإصحاح 11 : 29 والإصحاح 27 : 11 ما أوصى به موسى شعب إسرائيل ليقيموا على الجبل مذبحا للرب لأجل البركة والنعمة ليسمعوا وصايا الرب بعد عبورهم الأردن. وكذلك نقرأ في سفر يشوع الإصحاح 8 : 30 بناء المذبح حسب أوامر موسى لهم. لكن الأهم من هذا هو بعد الرجوع من السبي البابلي بنى السامريين هيكل للرب على هذا الجبل والذي دمّر سنة 111 - 110 ق.م (أحد المراجع يذكّر بأنّ تاريخ التدمير هو بين سنة 128 – 129 ق.م) من قبل قائد ورئيس الكهنة المكابيين (الحشمونيين) يوحنا حيرقانوس (134-104 ق.م) وهو إبن شمعون المكابيني وإبن أخ يهوذا المكابيني – إقرأ في سفر المكابين 1و2. وأن سبب تدمير معبد السامريين في جبل جِرِزّيم كان لكسب ود وولاء بعض النخبة الدينية المتزمتة وعامة اليهود البسطاء الذين مقتوا المعابد اليهودية المبنية خارج اورشليم.

[7] هناك تفسير آخر لكلام الرب يسوع المسيح عن "الأزواج الخمسة" التي كانت للمرأة السامرية فيقول بعض المفسّرين بأن هذا الكلام على الأغلب يُتَرجَم رمزيا وأنّ ما قصده يسوع هو الآلهة الخمسة التي صارت لهم والتي كانت للأقوام الخمسة التي أتى بهم شَلْمَنَاصّر (ملك آشور) الى مدن السامرة وأسكنهم فيها بعد إحتلال السامرة وسبا بني إسرائيل الى آشور. وبعد رجوع إسرائيل من السبي كانوا قد إتّقَوا الرب وعبدوا آلهتَهُم كعادة الأمم الذين سَبَوْهُم الى هذا اليوم. إقرأ سفر الملوك الثاني – الإصحاح 17 : 24 – 41.

[8] الهيكل بناه الملك سليمان بحدود القرن العاشر قبل الميلاد، الذي دمّره نبوخذ نصّر الملك سنة 586 ق.م في فترة السبي البابلي (إقرأ ملوك2 إصحاح 25). بعدها قام زربابل ببناء الهيكل 537 ق.م بعد رجوعهم من السبي (إقرأ عزرا – إصحاح 1- 3 )، حتى مجيء هيرودس الملك الذي قام ببناء وإتمام الهيكل بعد الزحف الروماني سنة 63 ق.م. وبسبب ثورة اليهود على الرومان قام الإمبراطور تيطّوس بتدمير الهيكل تدميرا كاملا سنة 70 ب.م. وبعدها وبسبب الثورات اليهودية المتلاحقة ومشاغباتهم قام الإمبراطور أدريانوس سنة 135 ب.م بتدمير مدينة أورشليم وبنى معبدا لـ (جوبيتر) على أنقاض الهيكل.
 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:13 PM   رقم المشاركة : ( 12203 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع والمرأة السامرية (إسقني)
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
قراءات اليوم تطرح مسألة وجدانية عن الفرق ما بين الإنسان العطشان من جراء جفاف أعماق داخله والإنسان المرتوي من الروح؟
عن الفرق بين الإنسان الفارغ من الحب والإنسان الممتلىء من الحب الإلهي!. وصل يسوع والتلاميذ إلى بلاد السامرة ليختصر الطريق إلى أورشليم حيث محطته الأخيرة. أنهكتة الطريق. جعله الحر ظمأً. وصلوا إلى ساحة المدينة.
يعرف يسوع جيداً أنه وطأ أرضاً يعتريها عداوة مريرة مع اليهود، لكنه أبى أن يسير بين غبار العداوة على رغم أنَّ الغبار قد اعتلى ثيابه.
تابع التلاميذ طريقهم ليبتاعوا طعاماً. هو إنسان ليس كأي إنسان، يعطش ولكن داخله مرتوي من الحب الإلهي. الشمس الحادة تزيد من إضناكه وعطشه. انتظرهم يسوع على حافة البئر، عطشان وليس لديه ما يروي عطشه من ماء البئر البارد. واقتربت امرأة سامرية كانت تهم للمجيء إلى البئر حاملة على كتفها جرَّة ماء. لا نعرف اسمها ولكن هويتها تُعَّرف عنها. هي أيضاً عطشانة ولكن ليس إلى الماء. مثل جرَّتها الفارغة من الماء، هكذا كان داخلها فارغاً من الماء الحقيقي الذي يمكن أن يروي روحها تماماً.
جاءت عند منتصف النهار عارفة أن الساحة تخلو من ثرثرة الآخرين والذين، الآن، يحتمون في منازلهم من حر الظهيرة. تتجنبهم لأنهم بدورهم كانوا يتجنبوها. وصلت إلى البئر. خافت. ارتعبت. ولكنها تابعت واقتربت. فإذا بها تلقى نظرات مسمَّرة بها ولا تستطيع التراجع الآن. فقررت أن تتجاهل الأمر. هي اعتادت على هذه النظرات الغريبة. لكن هذه المرة، النظرات كانت مختلفة عن سابقاتها. ازداد الاضطراب.
هو رجل غريب. هو يهودي. هو رجل وهي امرأة. هي لوحدها. هي امرأة لوحدها أمام رجل غريب. أما بالنسبة ليسوع، فالأمر يمكن أن يسبب إحراجاً حيث الشريعة تمنع المحادثة بين الرجل والمرأة في الآماكن العامة. هذا بالإضافة أنها ستعرضه للنجاسة وكيف بها كإمرأة خاطئة. تكلم. كَسَرَ يسوع جدارَ الصمت، كسر جدار العداوة والعزلة الذي يفصل ما بين اليهود والسامريين والجدار الذي يفصل ما بين الرجل والمرأة. يسوع هو السباق في اجتراء المواقف البعيدة عن متطلبات الشريعة.
أعطني ماء لأشرب، سألها يسوع. ليست هي المرة الوحيدة حيث يسأل يسوع عن ماء ليشرب. على الصليب صرخ قائلاً: أنا عطشان. لم يقصد يسوع رغبته للماء ليروي عطشه بقدر ما زال في داخله الرغبة بأن يجلب حب الله للعالم. وفي مكان آخر قال لتلاميذه: كل من سقيتم أحداً كأس ماء فلي قد فعلتموه.
وبدورها أجابته السامرية: من أنت لأعطيك من ماء هذا البئر الذي أعطانا إياه أبينا يعقوب؟ أجابها يسوع: كل من يشرب من هذا الماء يعطش ثانيةً، أما مَن يشرب مِنَ الماء الذي أعطيه إياه، فلن يعطش ثانيةً. وهنا نتساءل: من فعلاً كان عطشان إلى الماء؟ أيمكن أن تعطي المرأة السامرية يسوع ما لا تملكه؟ ما عند الإنسان يعطيه وما ليس عنده لا يمكن أن يعطيه. لا يمكن أن تعطي السامرية الحب لأنها لا تملك حباً لتعطيه. الحب الذي عندها هو لسد عطش ذاتها.
وبالتالي لا يمكن أن ينضح الرب منك للآخر إذا كنت لا تملكه في داخلك. إذا كنت تملك الخيرَ تعطي خيراً، وإذا كنت تملك شراً فداخلك ينضح بالشر، وإن كنت تزرع الحبَ فحباً سوف تحصد. تكلم يسوع إلى السامرية. حاورها. ناقشها من دون تكلفة. دخل إلى قلبها. كلماته البسيطة ولكنها جريئة بدَّدَت من مخاوفها. جاءت إلى البئر ربما لتنسى ماضيهأ أو محاولةً أن ترمي ماضيها في البئر. ولكنها اعتادت الأمر وقد شبَّت على الخطيئة. جاءت وجرتها الفارغة إلى البئر. فارغةً داخلياً وروحياً.
حياتها فارغة إلا من الخطيئة. أعتادت الأمر واعتادت حالة الفراغ الذي تعيشه من خلال جموحها للخطيئة. ولكن الفراغ باقٍ والعطش باقٍ. بالنسبة للسامرية، البئر كان وسيلةً للهروب من ذاتها، لنسيان ماضيها. أما بالنسبة ليسوع، البئر كان غاية للقاء مع الإنسان الغارق في بئر الفراغ والعطش، ليملأه من محبة الله. استمر الحوار. اذهبي وادعي زوجك وارجعي إلى هنا، سألها يسوع. ليس لي زوج، أجابته السامرية. بالصواب أجبت. لم يحاكمها يسوع وما أدانها. لم يأتِ يسوع ليحاكم العالم وإدانته. أليس هو من قال: لا تدينوا لئلا تدانوا. لقد اتخذتِ خمسة أزواج وهذا الرجل ليس بزوجك. لم يبغضها يسوع ولم يكرهها. كان بالحري به أن يرجمها بحسب الشريعة لتكون أمثولةً لغيرها. طبعاً يبغض يسوع الخطيئة ولكنه لا يبغض الإنسان الخاطئ أو الخاطئة.
شعرت بإحراج ما، فغيَّرت الموضوع وسألته عن العبادة. فأجابها يسوع: الله روح وهو لا يحد بالعبادة لا في هذا الجبل ولا في أورشليم. العباد الحقيقيون يعبدون الله بالروح والحق. إلى أين يريد الإنجيلي يوحنا أن يوصلنا؟ الموضوع الحق هو إلى ماذا يريد يسوع أن يصل مع الإمرأة السامرية. لقد بدأ الحوار عن الماء والعطش فإذا بالحوار ينتهي باعترافها عن مجيئ المسيح.
قادها يسوع من خلال طلبه للماء: اسقيني، إلى تحديها في قبول الماء الأبدي الذي يعطيه. أوضح لها حالتها الإجتماعية دون إدانتها، وحادثها عن العبادة بالروح والحق وأخيراً أكَّد
لها أنَّه هو المسيح المنتظر: أنا هو، أنا الذي يكلمك. يسوع بذلك يؤكد عن حقيقته الإلهية، تماماً مثلما أجاب الرب موسى من العليقة: أنا هو الذي هو.
النتجية: لم تعد الإمرأة السامرية بحاجة إلى الماء. لقد أروت ظمأها من كلام يسوع. تركت جرَّتها عند حافة القبر. جرت مسرعة تطرق أبواب منازل مدينتها: لقد وجدت مشيحا أي المسيح. لم تعد خائفة، مضطربة، خجولة من ماضيها. جاءت إلى البئر فارغة من أية حياة تذكر وعادت بعد لقائها بالمسيح ملآنة بالحب. من يجد المسيح لا يخف. من يرى المسيح لا يضطرب. من يحب المسيح لا يخجل.
عبرة إنجيل اليوم هي أنَّ المسيح هو السبَّاق في الإنفتاح على دور المرأة ووضعيتها ليس فقط في الأمور الإجتماعية إنما بنوع خاص في الأمور الروحية أيضاً (نذكر هنا أنَّ المجدلية كانت الإنسان الأول كإمرأة في إعلان بشارة قيامة المسيح من بين الأموات).
تشبه المرأة السامرية في الإنجيل الشعب الموسوي الذين عطشوا في الصحراء بعد خروجهم من أرض مصر. أرادوا العودة إلى الوراء، إلى أرض العبودية، إلى حيث الأصنام تُعبَد. عطشهم إلى الماء هو نتيجة عدم امتلاءهم من رحمة الله التي حرَّرتهم من ظلم الفرعون وعبوديته. قبل أن نجيء إلى البئر لنملأ الجرة ماءً، علينا أن نملأ ذواتنا من الحب الإلهي. كشف المسيح للسامرية عن مكنونات رحمة الله من دون إدانتها ومحاكمتها. لم يبادرها بأفكار العداوة والكراهية والعزلة.
شقَّ الطريق إلى قلبها من خلال المحبة الروحية التي لا تقف عند حدود الإنسان الخاطئ. انتشلها من بئر الفراغ والعطش وأقامها في أرض عبادة الله بالروح والحق. كان يسوع الرجل السابع عندما لاقته السامرية عند البئر. الرجال الستة السابقون كانوا تعبيراً عن حب ناقص، كانوا يملأون نفسها بحبها لذاتها.
أما يسوع، فقدَّم لها حباً كاملاً إلهياً. الحب البشري ناقص ما لم يمتلئ بالحب الإلهي. أعلنت وجاهرت واعترفت السامرية بأنها وجدت المسيح، بأنَّها الآن قد امتلأت من محبة المسيح الإلهية، وبأنها ترتوي من إيمانها بالمسيح. والذين رأوها وسمعوها وعاينوها، آمنوا بدورهم بالمسيح المخلص. ونحن؟
 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:17 PM   رقم المشاركة : ( 12204 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

مع المرأة على البئر



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

توقَّف يسوع ليستريح عند بئر في السامرة.‏ وقد ذهب تلاميذه الى البلدة ليبتاعوا طعاما.‏ والمرأة التي يكلمها يسوع قد جاءت لتستقي ماء.‏ فيقول لها:‏ ‹أعطيني لاشرب.‏›‏
هذا الامر يدهش المرأة كثيرا.‏ وهل تعرفون لماذا؟‏ لان يسوع يهودي،‏ وهي سامرية.‏ ومعظم اليهود لا يحبون السامريين.‏ حتى انهم لا يكلمونهم!‏ ولكنّ يسوع يحبّ كل انواع الناس.‏ ولذلك يقول:‏ ‹لو عرفت مَن هو الذي يطلب منك ليشرب لطلبت انت منه فأعطاك ماء مانحا الحياة.‏›‏
‏‹يا سيد،‏› تقول المرأة،‏ ‹البئر عميقة،‏ وأيضا لا دلو لديك.‏ فمن اين لك هذا الماء المانح الحياة؟‏›‏
‏‹اذا شربت ماء من هذه البئر تعطشين ثانية،‏› يوضح يسوع.‏ ‹أما الماء الذي أُعطيه فيمكن ان يحيي الشخص الى الابد.‏›‏
‏‹يا سيد،‏› تقول المرأة،‏ ‹أعطني هذا الماء!‏ وعندئذ لا اعطش ثانية ابدا.‏ ولا اضطر الى المجيء الى هنا لاستقي الماء في ما بعد.‏›‏
تظن المرأة ان يسوع يتكلم عن الماء الحقيقي.‏ ولكنه يتكلم عن الحق المتعلق بالله وملكوته.‏ وهذا الحق هو كالماء المانح الحياة.‏ فيمكن ان يعطي الشخص حياة ابدية.‏
والآن يقول يسوع للمرأة:‏ ‹اذهبي وادعي زوجك وتعالي ثانية.‏›‏
‏‹ليس لي زوج،‏› تجيب.‏
‏‹اجبت بالصواب،‏› يقول يسوع.‏ ‹ولكن كان لك خمسة ازواج،‏ والرجل الذي تسكنين معه الآن ليس هو زوجك.‏›‏
تتعجب المرأة،‏ لان كل ذلك صحيح.‏ فكيف عرف يسوع هذه الامور؟‏ اجل،‏ لان يسوع هو الموعود به المرسل من الله،‏ والله يعطيه هذه المعلومات.‏ في هذه اللحظة يرجع تلاميذ يسوع فيندهشون لانه يكلم امرأة سامرية.‏
فماذا نتعلم من هذا كله؟‏ يُظهر ذلك ان يسوع لطيف مع الناس من كل العروق.‏ فيجب ان نكون كذلك ايضا.‏ ويجب ان لا نعتقد ان بعض الناس اردياء لمجرد انهم من عرق معيَّن.‏ فيسوع يريد ان يعرف جميع الناس الحق الذي يقود الى الحياة الابدية.‏ ونحن ايضا يجب ان نرغب في مساعدة الناس على تعلم الحق.‏
يوحنا ٤:‏٥-‏٤٣؛‏ ١٧:‏٣‏.

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة



وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:24 PM   رقم المشاركة : ( 12205 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

حوار السيد المسيح مع المرأة السامرية
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

يسوع في منطقة السامرة، وما ذِكْرُ السامرة هنا إلا لارتباطها مع تصميم الله بإدخال كل الذين يؤمنون بيسوع إلى الحياة الأبدية. وتقوى أهمية هذه المسألة حين نعلم أن اليهود، بعد عودتهم من سبي بابل سنة 537ق.م. وبنائهم هيكل أورشليم، رفضوا التعامل مع السامريين بحجة أن هؤلاء جنس ملطّخ بدم أجنبي وديانة وثنية.
هكذا بدأت العداوة بين اليهود والسامريين. إلا أنها اشتدت لاحقاً، عندما بنى السامريون هيكلهم الخاص على جبل جريزيم سنة 315 ق.م.. ولم ينجح حتى تدمير هذا الهيكل (سنة 128 ق.م.) على يد الملك المكابي يوحنا هيركانوس في إثناء السامريين عن موقفهم من اليهود أو العكس.
هذه العداوة هي وراء قول المرأة في فصلنا الإنجيلي: "كيف تطلب أن تشرب مني وأنت يهودي وأنا امرأة سامرية، واليهود لا يخالطون السامريين؟". أما تصرف يسوع هذا فدليل على انه لا يأبه لقواعد الطهارة الشرعية (انظر مرقس 7: 1-15)، كما انه لا يهتم لكونه يتحدث مع امرأة، الأمر الذي استفزّ تلاميذه (انظر الآيتين 27-28). فلكونه مخلّص العالم، لا يقيم أي تمييز اجتماعي، بل يهتم لكل الرجال والنساء، أي لكل الناس.
ثم يعطي يوحنا لحديث يسوع مع الإمرأة السامرية طابعاً لاهوتياً، حين ينتقل من شرب الماء إلى الحديث عن "عطية الله": "لو عرفتِ عطيةَ الله ومَن الذي قال لكِ أعطيني لأشرب، لطلبتِ أنتِ منه فأعطاكِ ماءً حياً". لا تفهم المرأة كلام يسوع عن الماء الحيّ، تظن انه يقصد الماء الجاري. أما هو فيقصد ماء الحياة الأبدية.
أتت السامرية إلى بئر يعقوب لتروي ظمأها من مياه إسرائيل فعادت إدراجها تفيض بمياه الحياة الأبدية. وافاها عند البئر ينبوع الحياة فحملته بروحها وعادت به إلى المدينة وسكبت فيضه على الناس فأخذوا ينشدون الماء الحي من مصدره.
الساعة السادسة بحسب التوقيت اليهودي أي الساعة الثانية عشرة ظهراً. هذا الوقت غير ملائم لاستقاء الماء، الوقت الطبيعي هو عند الصباح أو المساء. يريد الرب يسوع ان يذهب إلى الجليل ويختار طريق السامرة وهي خطرة ومعرضة لهجمات اللصوص وللتعديات من قبل السامريين على اليهود. يذهب جميع التلاميذ إلى المدينة ليبتاعوا طعاماً في حين ان عدداً منهم كان كافيا لجلب الطعام. كل هذه النقاط تشير أن هذا اللقاء بين الرب يسوع والسامرية كان حتمياً. كأني بالرب يسوع كان قد سجل ضمن مواعيده منذ الأزل هذا اللقاء الحاسم في حياة هذه المرأة.
يكسر الرب يسوع حاجز البغض الذي تعالى بين اليهود والسامريين لأن حواجز البشر لا تمنع الله من سكب نعمه على مَن يشاء. لذلك قال للمرأة "لو عرفت عطية الله ومن الذي قال لك أعطيني لأشرب لطلبت أنت منه فأعطاك ماءً حياً". أراد الرب يسوع من المرأة أن تركز نظرها عليه شخصياً علّها تكتشف فيه الجانب الإلهي وتنسى موضوع الاختلاف المذهبي. تتهكم المرأة عليه قائلة "ألعلك أنت أعظم من أبينا يعقوب؟". ما زالت تشدد على موضوع الخلاف المذهبي وتريد أن تؤكد أنها من صلب إسرائيل إذ هي من أبناء يعقوب أبي الآباء. يعاود الرب يسوع جذب انتباهها إلى شخصه قائلا إن مياه يعقوب لا تروي العطش نهائياً، في حين أن الماء الذي يعطيه من ذاته يتحول إلى "ينبوع ماءٍ ينبع إلى حياة أبدية". الماء الحي مرتبط بالروح القدس. يخبرنا الإنجيلي يوحنا أن الرب يسوع قال لليهود "مَن آمن بي كما قال الكتاب تجري من بطنه انهار ماء حي" وقد عنى بذلك "الروح القدس الذي كان المؤمنون به مزمعين أن يقبلوه" (انظر يوحنا 7 : 38-39). ارتبط حلول الروح القدس بالمعمودية لذلك قال الرسول بطرس لسامعيه في عيد العنصرة "توبوا وليعتمد كل واحد منكم... فتقبلوا عطية الروح القدس" (أعمال الرسل 2: 38).
يشير الرب يسوع إلى المعمودية وهي تفترض التوبة أي التغيير الجذري والنهائي من حياة الخطيئة إلى الرب يسوع. لذلك قال للمرأة ادعي رجلك عندما طلبت منه الماء. تعلم المرأة انه كان لها خمسة رجال وأن الذي معها الآن ليس رجلها. أغلب الظنّ أن الرجال الخمسة هنا، في سياق الحديث على عبادة السامريين على جبل جريزيم، إلماح مبطّن إلى الشعوب الوثنية المذكورة في 2ملوك 17: 24، الذين كانوا أتوا إلى السامرة مع آلهتهم المزيفة. "الذي معكِ الآن ليس رجلكِ"، إلماح مبطّن آخَر إلى ديانة السامريين غير الصحيحة أو عبادتهم غير الصحيحة للإله الحقيقي.

إذاً يسوع يريد منها إعادة النظر في حياتها إذ هي على أهبة الحياة الجديدة. اتضح لها أن تفاصيل حياتها جلية أمامه فأخذت تخاطبه كنبي ولكنها ما زالت متمسكة بانتمائها العرقي إذ أجابت "آباؤنا سجدوا في هذا الجبل وانتم تقولون أن المكان الذي ينبغي أن يُسجد فيه هو في أورشليم". يؤكد الرب يسوع أن لا رابط بين الجغرافيا والعبادة. العبادة لا ترتبط بمكان، هي مرتبطة بشخص، وهذا الشخص حاضر في كل مكان ويرافق الساجدين له بالروح والحق.
تقرّ المرأة أن يسوع نبيّ. وما إقرارها هذا إلا تمهيدا للحوار الذي سيجري بينها وبين يسوع عن العبادة الحقيقية، ذلك أن وجود النبي ضروريّ، في الفكر الشعبي، لكل قرار يُتخذ في شأن الأمور العبادية.
لا يريد الرب يسوع أن يؤكد أن اليهود على حق، "الخلاص من اليهود" يعني أن الرب قد ائتمنهم على تدبيره الخلاصي وقد سعى على تنفيذه من خلالهم ليقود الناس أجمعين إلى العبادة بالروح والحق. "لأن الله روح" أي أن الله ليس كالمخلوقات. الهدف هنا ليس تحديد طبيعة الله بل التأكيد أن الله لا مثيل له وأنه لا يُفهم بالقوالب المنطقية البشرية وان عبادته تتخطى هذه القوالب، فالقصد من العبادة هو معرفة الله والاستنارة بالمنطق الإلهي غير المخلوق.
انتظار المسيا لم يكن من صميم حياتها. كان مجرد اعتقاد، لذلك قالت للرب يسوع "متى جاء ذاك فهو يخبرنا". عندما أقرت أن كل ما استندت عليه في حديثها غير أكيد ما لم يأتِ المسيا، عندها أعلن الرب يسوع لها عن نفسه وتوقف الحديث في قمته. إذاً بعد الإعلان الإلهي ما من شيء يُقال. تركت جرتها أي تركت قديمها وذهبت تبشّر وأخذت تدفع الناس إلى لقاء الرب يسوع "فخرجوا من المدينة واقبلوا نحوه".
تعجب التلاميذ انه يخاطب هذه المرأة ثم عرضوا عليه الطعام، فأجابهم موضحاً هدف كلامه مع المرأة وقال لهم "طعامي أن اعمل مشيئة الذي أرسلني" ومشيئته الآن هي صيد أهل السامرة عن طريق هذه المرأة. يسوع هو أول من زرع الكلمة في السامرة وفيما بعد سيحصد التلاميذ، إذ ستُنقل البشارة إلى هناك عن طريق الشماس فيليبس (انظر أعمال الرسل 8).
"مكث هناك يومين، فآمن جمع أكثر من أولئك جداً من اجل كلامه".المرأة كانت العتبة للدخول إلى قلوب السامريين. هذا التبديل الذي أصابها والذي اتضح لسامعيها هو الذي دفع السامريين إلى لقاء يسوع، عندها حلَّ بهم ما حلَّ بها إذ أخذوا يعترفون أن الرب يسوع "هو المسيح مخلص العالم". الرب يسوع قد اعتلن لهم بحقيقته وهذا دفعهم إلى اليقين. ما زال الإعلان الإلهي ساطعاً في هذا العالم بتعاليم الرب يسوع ومحبته التي أنبعت الماء الحي على الصليب، لكننا نحجب إعلانه هذا بسبب خطيئتنا وماديتنا والتصاقنا بمفاهيم العالم الضيقة، هذا يحرمنا من عطية الله، ينبوع ماء الحياة.
 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:38 PM   رقم المشاركة : ( 12206 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

+++ كيف نبدأ الطريق وندخل إليه +++
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


(أولاً) البداية المشروعة حسب الترتيب الإلهي
لقد أظهر لنا الإنجيل الخطوات الصحيحة والسليمة التي ينبغي أن نتخذها ونسلك فيها لكي نبدأ المسير في الطريق وندخل إليه دخولاً شرعياً، ففي البداية قبل ظهور مخلصنا الصالح نجد يوحنا المعمدان يكرز في برية اليهودية قائلاً: "توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات. فأن هذا هو الذي قيل عنه بأشعياء النبي القائل: صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، أصنعوا سبله مستقيمة" (متى 3: 2 – 3)، فإعداد طريق الرب لا يأتي إلا بالتوبة، لأنها دليل على استقامة القلب لكي يأتي إليه ويتعامل معه مثلما حدث لأهل نينوى، فهم أطاعوا صوت توبوا فلم يهلكوا: أن لم تتوبوا فجميعكم كذلك تهلكون (لوقا 13: 3).

فالإنسان لكي يبدأ الطريق مع الله لا بُدَّ من أن يُهيأ قلبه بالتوبة أولاً، والتوبة هنا تُفيد معرفة التشويه الذي أصاب النفس بالخطايا والذنوب من كثرة خبرة الإثم الذي ثقل آذانها عن سماع الصوت الإلهي، وعطل مسيرتها الصحية نحو الله، وعوقها عن حياة التقوى، وأعماها عن أن ترى قوة خلاص الله وتدبيره الفائق من نحوها، حتى أنها طُرحت على فراش الموت في منتهى التعب وقسوة المرض المؤدي للموت، وبذلك الوعي تُظهر ندمها وتأسفها على أزمنة الشرّ التي عاشتها وتُدير لها ظهرها وتبدأ تتوسل لخالقها – بتواضع وانسحاق – أن يرحمها ويعطيها مسيرة جديدة ماسكاً بيديها ويقودها حسب مشيئته، وهي تضع قرار تلتزم به وهو أن تهرب من الخطية ولا تتواجه معها لأنها كرهتها وابغضتها فرفضتها، وبذلك يتم تهيئة القلب وتمهيده لزرع ملكوت الله، ولكن إلى الآن عند هذه الخطوة لم تبدأ المسيرة بعد، ولكن فيها قد حدث تمهيد ضروري لكي يُستعلن الله للنفس، لأن الفلاح قبل أن يزرع الحقل فأنه يُهيئ الأرض أولاً منتزعاً منها كل ما هو ضار وغير نافع لكي يستطيع أن يزرع زرعه الجديد.

ولكن هذه الخطوة الأولية وحدها لا تكفي قط، لأنها بداية طريق التوبة ولا يوجد فيها أعمال صالحة وقداسة في السيرة حسب قصد الله لأنها تعجز عن أن تصنع برّ الله، فأصبح من الضروري أن نرى مجد الرب وعِظَّمْ خلاصه، لنُقدم توبة من نوع آخر جديد غير توبة تهيئة القلب لرؤية بشارة الحياة الجديدة، لأن توبة التمهيد تختلف عن توبة بداية إعلان ملكوت الله وزرعة في القلب، لذلك مكتوب على نحو ترتيب آخر كالتالي، ونبدأها من إنجيل مرقس الرسول لأنه رسخ البداية ونكملها من إنجيل متى:
+ بدء إنجيل يسوع المسيح ابن الله. كما هو مكتوب في الأنبياء: "ها أنا أُرسل أمام وجهك ملاكي الذي يُهيئ طريقك قدامك. صوت صارخ في البرية أعدوا طريق الرب، اصنعوا سبله مستقيمة"، الشعب الجالس في ظلمة أبصر نوراً عظيماً، والجالسون في كورة الموت وظلاله أشرق عليهم نور. من ذلك الزمان ابتدأ يسوع يكرز ويقول توبوا لأنه قد اقترب ملكوت السماوات (مرقس 1: 1 – 3؛ متى 4: 16 – 17)

فالبداية وعند ظهور يوحنا المعمدان كانت تمهيد لما هو آتٍ، لأنه بدء إنجيل يسوع المسيح أي تمهيد لظهور آخر جديد واقتراب ملكوت الله، أي استعلان النور وإشراقه على النفس، التي حينما تراه تتوب توبة من نوع آخر اسمها توبة التبعية، لذلك نجد بعد نداء الرب عن التوبة مباشرةً دعوة التلاميذ للسير وراءه، فالدعوة "هلمَّ ورائي واتبعني" تأتي بعد نداء التوبة مباشرةً:
+ وإذ كان يسوع ماشياً عند بحر الجليل أبصر أخوين: سمعان الذي يقال له بطرس واندراوس أخاه، يلقيان شبكة في البحر فأنهما كانا صيادين. فقال لهما: هلم ورائي فأجعلكما صيادي الناس. فللوقت تركا الشباك وتبعاه. ثم اجتاز من هناك فرأى أخوين آخرين يعقوب بن زبدي ويوحنا أخاه في السفينة مع زبدي أبيهما يُصلحان شباكهما فدعاهما. فللوقت تركا السفينة وأباهما وتبعاه. (متى 4: 18 – 22)
لكن يلزمنا أن نعرف طبيعة التوبة هنا، لأنها ليست هي التوبة العادية بل هي التي تؤدي للتبيعة السليمة، لأنه كيف لأحد أن يتبع شخص لا يثق به ولا يجد أنه مستحق ان يلتصق به ويترك لأجله كل شيء آخر، لذلك نجد السرّ واضح في إنجيل مرقس، لأنه كان مختزل في إنجيل متى وظاهر من خلال الأحداث، ولم يتحدث عنه لأنه سرّ النفس الخفي الظاهر في الترك والتخلي في موقف التلاميذ حينما سمعوا النداء، لأن التوبة هنا كانت ممزوجة بالإيمان، لذلك تركوا كل شيء وتبعاه، ولنركز في الكلمات لأن الإنجيل واضح في ترتيبه وفي منتهى الدقة، لأنه لو عبر علينا الكلام فلن نستوعب القصد الإلهي فيه، ولن نبدأ الطريق ونحيا حياة سليمة على الإطلاق:
+ وبعدما أُسْلِمَ يوحنا جاء يسوع إلى الجليل يكرز ببشارة ملكوت الله ويقول قد كمل الزمان واقترب ملكوت الله فتوبوا وآمنوا بالإنجيل (مرقس 1: 14 – 15)
فكان من المستحيل أن يبدأ المسيح بالكرازة ونداء التوبة السابق لظهوره لازال موجود ومستمر، بل كان من الضروري يتوقف تماماً لأنه انتهى، وبدأ نداء توبة كرازة من نوع آخر جديد، ولكنها ليست توبة فقط بل توبة يُلازمها الإيمان، فتوبة بدون إيمان هي توبة ناقصة لن تُفيد الإنسان بشيء، بل قد تعوقه عن أن يسير في الطريق الإلهي، لأن للأسف مفهوم التوبة عند الناس ناقص، لأنه يظن أنه يكفي أن يتوقف عن أن يصنع خطية ويهرب منها، ويبدأ صراعه المرير معها الذي لا يتوقف قط، فيخور مرة ويقوم مرة، وينسى كلام الرب تماماً: (توبوا وآمنوا) بل يكتفي دائماً بنصف الآية الأول، وللأسف وعاظ كثيرين يظلوا يتكلموا عن التوبة بدون الشق الآخر الذي هو أساس قاعدتها وهو الإيمان، لأن كثيرون تابوا ولكنهم لم يتبعوا الرب بإيمان ولم يسيروا في الطريق، لذلك نجد ان ربنا يسوع ركز على الإيمان كأساس وقال: فقلت لكم أنكم تموتون في خطاياكم، لأنكم أن لم تؤمنوا إني أنا هوَّ تموتون في خطاياكم (يوحنا 8: 24)، فالتوبة فقط بدون إيمان بشخص المُخلِّص = تموتون في خطاياكم.

عموماً رب الكمال تكلم بالصدق في الحق لكي يحدد نوع الإيمان نفسه، فهو ليس مجرد إيمان، بل هو إيمان بالإنجيل، وطبعاً في ذلك الوقت لم يكن هناك إنجيل مكتوب، فبالطبع لم يقصد مجرد كلمات مكتوبة بحبر على ورق نقرأها ونُعجب بجمال الفضيلة التي فيها، لكن في إنجيل متى لو تتبعنا الخطوات المكتوبة كما تتبعناها منذ البداية فأننا نجد السرّ واضح وكامل:
+ وكان يسوع يطوف كل الجليل يُعلِّم في مجامعهم ويكرز ببشارة الملكوت ويشفي كل مرض وكل ضعف في الشعب. فذاع خبره في جميع سورية فأحضروا إليه جميع السقماء المصابين بأمراض وأوجاع مختلفة، والمجانين والمصروعين والمفلوجين فشفاهم. فتبعته جموع كثيرة من الجليل والعشر المدن وأورشليم واليهودية ومن عبر الأردن (متى 4: 23 – 25)
هنا يظهر إعلان إنجيل الشفاء وخلاص النفس من أسقامها وأوجاعها، لذلك بدأ الإيمان بملكوت الله لأنه تجلى وظهر عياناً بكونه فعل شفاء حقيقي، فالناس هنا نظروه وسمعوه ولمسوه ونالوا منه شفاء فعلي في واقع حياتهم المتعبة، لذلك الرسول الملهم بالروح والذي تذوق عمل الله على نحو شخصي وحمل قوة الكرازة ليقدمها لكل الأجيال نطق بالروح قائلاً:
+ الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة. فأن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا. الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً (1يوحنا 1: 1 – 4)
إذاً يا إخوتي الطريق يبدأ بـ "توبوا وآمنوا بالإنجيل" ومن ثمَّ التبعية والسير وراء المسيح، "الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم، الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس" (أفسس 1: 13)، ولا يوجد طريقة أخرى للسير في الطريق الروحي على وجه الإطلاق غير هذه الطريقة فقط، وفقط لا غير، فلا ينبغي أن نخترع أي طريق آخر أو ننتقص منه شيء، ولا نقدم للناس حلول أُخرى ولا وعظ جديد بأفكار جميلة، فلا تنفع توبة فقط بدون إيمان، ولا ينفع إيمان سوى الإيمان بالإنجيل، ومستحيل يكون هناك تبعيه للرب بدون إيمان، إيمان حي عامل بالمحبة، لأن الإيمان بدون محبة لا يصلح في شيء، بل سيصير مجرد تصديق ليس فيه حركة وربما فيه مخافة كإيمان الشياطين الذين يؤمنون أن الله موجود ويقشعرون، لأننا – حسب إعلان الإنجيل – رأينا التلاميذ حينما سمعوا الدعوة تركوا كل شيء وتبعوه، وهذا هوَّ فعل الإيمان الحقيقي لأنه حي نابض بمحبة الله. ومن الضروري والأهمية أن نعرف أن التوبة والإيمان بالإنجيل متلازمين ومتداخلين جداً وغير منفصلين أو متصلين، بل في منتهى التداخل والارتباط الوثيق.
ولنُثبِّت الكلام هنا حسب ما هو مُعلن في كلمة الله ونركز فيه جيداً جداً، لأنه سيظهر لنا معنى الإنجيل كما قصد الرب أن نؤمن به، لأنه يتحدث عن شخص وليس عن كلام وأفكار:
+ وأعرفكم أيها الإخوة بالإنجيل (الذي بشرت به أنه ليس بحسب إنسان - غلاطية 1: 11) الذي بشرتكم به وقبلتموه وتقومون فيه، وبه أيضاً تخلصون أن كنتم تذكرون أي كلام بشرتكم به، إلا إذا كنتم قد آمنتم عبثاً (1كورنثوس 15: 1)
+ لأني لستُ أستحي بإنجيل المسيح لأنه قوة الله للخلاص لكل من يؤمن لليهودي أولاً ثم لليوناني (رومية 1: 16)، فلن نرى ونتذوق قوة الخلاص في الإنجيل إلا بالإيمان.
+ كان إنسان مُرسل من الله اسمه يوحنا. هذا جاء للشهادة، ليشهد للنور لكي يؤمن الكل بواسطته. لم يكن هو النور، بل ليشهد للنور. كان النور الحقيقي الذي يُنير كل إنسان آتياً إلى العالم. كان في العالم، وَكُوِّنَ العالم به ولم يعرفه العالم. إلى خاصته جاء وخاصته لم تقبله. وأما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمه. الذين ولدوا ليس من دمٍ ولا من مشيئة جسد ولا من مشيئة رجل، بل من الله. والكلمة صار جسدا وحل بيننا (فينا) ورأينا مجده مجداً كما لوحيد من الآب مملوءً نعمة وحقاً. يوحنا شهد له ونادى قائلاً: هذا هو الذي قلت عنه أن الذي يأتي بعدي صار قدامي لأنه كان قبلي. ومن ملئه نحن جميعاً أخذنا ونعمة فوق نعمة. لأن الناموس بموسى أُعطى أما النعمة والحق فبيسوع المسيح صارا. الله لم يره أحد قط الابن الوحيد الذي هو في حضن الآب هو خبر. (يوحنا 1: 6 – 18)
+ الله بعدما كلم الآباء بالأنبياء قديماً بأنواع وطرق كثيرة. كلمنا في هذه الأيام الأخيرة في ابنه الذي جعله وارثاً لكل شيء، الذي به أيضاً عمل العالمين. الذي وهو بهاء مجده ورسم جوهره وحامل كل الأشياء بكلمة قدرته، بعدما صنع بنفسه تطهيراً لخطايانا جلس في يمين العظمة في الأعالي (عبرانيين 1: 1 – 3)
+ غاية الناموس هي المسيح للبرّ لكل من يؤمن. لأن موسى يكتب في البرّ الذي بالناموس أن الإنسان الذي يفعلها سيحيا بها. وأما البرّ الذي بالإيمان فيقول هكذا: "لا تقل في قلبك من يصعد إلى السماء أي ليُحدر المسيح. أو من يهبط إلى الهاوية أي ليُصعد المسيح من الأموات"، لكن ماذا يقول: "الكلمة قريبة منك في فمك وفي قلبك – أي كلمة الإيمان التي نكرز بها – لأنك ان اعترفت بفمك بالرب يسوع وآمنت بقلبك أن الله أقامه من الأموات خلصت". لأن القلب يؤمن به للبرّ والفم يعترف به للخلاص. لأن الكتاب يقول كل من يؤمن به لا يخزى. لأنه لا فرق بين اليهودي واليوناني لأن رباً واحداً للجميع، غنياً لجميع الذين يدعون به. لأن كل من يدعو باسم الرب يخلص. فكيف يدعون بمن لم يؤمنوا به! وكيف يؤمنون بمن لم يسمعوا به! وكيف يسمعون بلا كارز! وكيف يكرزون أن لم يُرسلوا!، كما هو مكتوب ما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات. لكن ليس الجميع قد أطاعوا الإنجيل لأن أشعياء يقول: "يا رب من صدق خبرنا"، إذاً الإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله (رومية 10: 4 – 17)
فنحن لكي نبدأ في تبعيه المسيح رب القيامة والحياة نتوب ونؤمن بالإنجيل، عالمين بمن آمنا ووضعنا حياتنا بين يديه لأن هوَّ المؤتمن الوحيد، لأنه أتى إلينا لكي يشفينا ويُحيينا ويرد لنا كرامتنا المهدورة بالخطية والإثم، ومن هنا فقط تبدأ مسيرتنا الصحيحة وتبعية الرب فعلياً في واقع حياتنا اليومية: أن إنجيلنا لم يصر لكم بالكلام فقط بل بالقوة أيضاً وبالروح القدس وبيقين شديد (1تسالونيكي 1: 5)، ومن ثمَّ تبدأ كرازتنا المفرحة بسبب خبرتنا التي صارت لنا معه: "كما تعرفون أي رجال كنا بينكم من أجلكم؛ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح (1تسالونيكي 1: 5؛ 1يوحنا 1: 3)
+ وأما هو فخرج وابتدأ يُنادي كثيراً ويُذيع الخبر، حتى لم يعد يقدر (المسيح الرب) أن يدخل مدينة ظاهراً، بل كان خارجاً في مواضع خالية وكانوا يأتون إليه من كل ناحية (مرقس 1: 45)
ومن واقع حياتنا وخبرتنا نبشر ونكرز ونتكلم ونخدم لأنه مكتوب:
+ وأما هذه فقد كتبت لتؤمنوا أن يسوع هو المسيح ابن الله ولكي تكون لكم إذا آمنتم حياة باسمه (يوحنا 20: 31)
+ قال لها يسوع: ألم أقل لكِ أن آمنتِ ترين مجد الله (يوحنا 11: 40)
+ لأن الآب نفسه يحبكم لأنكم قد أحببتموني وآمنتم إني من عند الله خرجت (يوحنا 16: 27)
+ فإذ لنا روح الإيمان عينه حسب المكتوب: آمنت لذلك تكلمت، نحن أيضاً نؤمن ولذلك نتكلم أيضاً (2كورنثوس 4: 13)
فمن واقع حياة الإيمان الحي العامل بالمحبة نخدم ونتكلم، أما إذا خدمنا وتكلمنا بلا إيمان حي وممارسة حياة الشركة مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح مع جميع القديسين في النور، فكل خدمة أو كلام نتكلم به مهما ما كان صحيح 100% فنحن نخدع أنفسنا ونغش كلمة الله ولن نرضي الله أبداً لأن بدون إيمان يستحيل أن نُرضيه قط مهما ما فعلنا حتى لو وصلنا إلى الاستشهاد، لأن بدون إيمان عامل بالمحبة فسنصير مجرد بوق يصدر صوتاً أو نحاساً يطن وصنجاً يرن، لكن من الداخل فراغ وخلو تام من الله، لأن من ملء نعمة الله وعملها فينا نتحرك ونتكلم ونخدم، أما بدون أن ننال نعمة وأن نحيا كما يحق لإنجيل المسيح فخدمتنا باطلة وتستوجب الدينونة لأنها ستكون لحساب الذات أو للتمجيد الطائفي، ولن نثمر لحساب ملكوت ابن الله الحي على الإطلاق مهما ما كانت الحجج والبراهين التي نخترعها لأسباب الخدمة، والتي تقول باطلاً أن الخدمة تضبط حياة الإنسان، مع أنه كيف نجعل الذي لم يتب بعد أو الذي لم يحيا بالإيمان ونال نعمة الله يخدم خدمة الخلاص في المسيح يسوع وهو لا يعرفه إله حي وحضور مُحيي، لأن فاقد الشيء كيف يُعطيه، ومن ليس له خبرة حياة شركة مع الله القدوس كيف يدعو الناس لها !!!، لأن الأعمى كيف يقود الناس في الطريق ولا يضل ويسقطهم معه في حفرة الهلاك: "حينئذٍ تقدم تلاميذه وقالوا لهُ: أتعلم أن الفريسيين لما سمعوا القول نفروا.؛ فأجاب وقال: "كل غرس لم يغرسه أبي السماوي يُقلع. أتركوهم هم عميان قادة عميان، وأن كان أعمى يقود أعمى يسقطان كلاهما في حفرة" (متى 15: 12 – 14)
___________________________
في الجزء الرابع سنتحدث عن: (ثانياً) التلمذة والتعليم
 
قديم 02 - 04 - 2016, 07:41 PM   رقم المشاركة : ( 12207 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

هل اخطأ لوقا فى مادته التاريخية عن ميلاد يسوع
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
نقرا فى انجيل لوقا
1 وفي تلك الايام صدر امر من اوغسطس قيصر بان يكتتب كل المسكونة.
2 وهذا الاكتتاب الاول جرى اذ كان كيرينيوس والي سورية.
3 فذهب الجميع ليكتتبوا كل واحد الى مدينته.

[1]
عرض المشكلة
باختصار هذه الرواية تتضمن مشكلة تاريخية اختصارها كالاتى ان كيرنيوس لم يكن واليا على سوريه فى زمن هيردوس الكبير " حسب رواية متى ان يسوع ولد فى زمن هيرودس " كما ان التاريخ الرومانى لا يذكر اى شئ عن اكتتاب وقع فى فترة هيرودس الكبير فكيف يقول لوقا ان يسوع خضع للاكتتاب المذكور فى عهد كيرنيوس وفى نفس الوقت يقول متى ان ميلاد يسوع كان فى زمن هيرودس
كما ان ترتليان ذكر ان Saturninus كان واليا على سوريه فى الفترة من بين 9 الى سنة 6 قبل الميلاد [2] وتولى QuintiliusVarus خلفه من سنة 7 الى سنة 4 قبل الميلاد ويلاحظ ان يوجد تداخل عام كامل بين حكمهم على سورية فبالتالى كيرنيوس لم يكن واليا اطلاقا على سوريه الى عام 4 قبل الميلاد " سنة وفاة هيرودس "

عرض الحل
فى حلول كثيرة قدمت من المدافعين احداها ان الترجمة يجب ان تكون بلا من الاكتتاب الاول ان تكون الاكتتاب الى تم قبل ولاية كينرينوس فتترجم الكلمة الى " قبل " بدلا من " الاول " وهذا الحل دافع عنه الكثيرين
على سبيل المثال قال Lagrange ان لا يوجد رفض بشكل حاسم بشان ترتيب الكلمة او من استخدام المضاف اليه ان نترجمها " هذا الاكتتاب وقع قبل ان يصير كيرنيوس واليا لسوريه "

Lagrange has shown that there is no decisive objection from word order or from the use of the genitive participle to translating Luke 2:2 as “This registration happened before Quirinius became governor of Syria.”[3]
وعلق جون نولاند على الحل اللغوى بانه الان اصبح ممكنا ان نترجم لوقا 2:2 بشكل لايدعنا فى احتياج لان نبحث عن حكم مبكر لكيرنيوس


Now it is possible to translate Luke 2:2 in a manner that obviates any need for seeking an earlier governorship for Quirinius[4]
فهة الترجمة تقول ان هذا الاكتتاب الاول وقع قبل ولاية كيرنيوس وليس فى ولايته وبالتالى لسنا فى حاجة لاثبات ان كيرنيوس كان واليا على سوريه فى تلك الفترة لانه قال " قبل " وليس " اثناء فترة ولايته "
الا ان لن نكتفى بهذا الحل اللغوى " من وجهه نظرى ممكنا ولكنه ليس حاسم بشكل فعلى لحل القضية " وارى ان تتبع التاريخ المتاح لينا يحل القضية برمتها دون الحاجة لاعادة ترجمة النص
معلومة سريعة /كتابى لوقا " الانجيل والاعمال " فى بداية نشرهم كانوا كتاب واحد فكان كلا السفرين المقسمين الان فى نسخ الكتاب هما كتاب واحد وكاتبهما لوقا
يقول ادم ميلر ان فصل لوقا والاعمال وتمييزهم باسماء مختلفة جاء نتيجة ان الاربع اناجيل اصبحوا ينتقلوا معا . لان السفر الذى نعرفه الان بانجيل لوقا يتوافق فى الشكل والمحتوى مع الثلاثة الاخرين مرقس ومتى ويوحنا فاصبح مميز بنفس الاسم كمثل تلك الاناجيل بكلمة " انجيل "
سفر الاعمال فصل من المجلد الى كان يضمه مع انجيل لوقا لذلك انجيل يوحنا يقع بين انجيل لوقا وسفر الاعمال فى يومنا

The separation of Luke and Acts and their designation by different names came about as a result of the four Gospels being circulated together. Since the book we now know as the Gospel of Luke corresponded in style and content to the three other books—Mark, Matthew, and John—it came to be designated by the same name as these, the word “Gospel.” We do not know what names were given to these books by their authors. When the four Gospels were collected and circulated together, the Book of Acts was separated from its companion volume—the Gospel of Luke. As a result, in our New Testament today the Gospel of John stands between Luke and Acts.[5]

فالاصل ان كلا الكتابين " الانجيل وسفر الاعمال " كانوا كتاب واحد ولكن لما بدأ ينشر الاربع اناجيل فى مخطوط واحد فصل الانجيل عن الاعمال
طيب ايه لازمة المعلومة دى فى موضوعنا ؟؟؟؟
هقولك
افتح سفر الاعمال واقرا

37‎بعد هذا قام يهوذا الجليلي في ايام الاكتتاب وازاغ وراءه شعبا غفيرا. فذاك ايضا هلك وجميع الذين انقادوا اليه تشتتوا‎.[6]

لوقا فى الاعمال بيتكلم عن ايام الاكتتاب غالبا اللى ذكره يوسفيوس انه تم فى سنة 6-7 ميلادية

So Archelaus’s country was laid to the province of Syria; and Cyrenius, one that had been consul, was sent by Caesar to take account of people’s effects in Syria, and to sell the house of Archelaus.
[7]
نرجع لموضوعنا لكن لوقا فى انجيله ذكر " فى الاكتتاب الاول " علشان يميزه عن الاكتتاب المذكور فى سفر الاعمال زى ما قال جون نولاند

That registration was “the registration” (cf. Acts 5:37), and it is natural that Luke should distinguish from it a preliminary registration in the time of Herod the Great[8]

وهذا ما قاله Gleason L. Archer اننا يجب ان نلاحظ ان لوقا قال هنا " الاول " التى حدث تحت حكم كيرنيوس
الاول بالتاكيد يووضح ان هناك ثانى حدث فيما بعد
لوقا كان مدرك للاكتتاب الثانى الذى حدث بواسطة كيرنيوس فى سنة 7 واشار اليه يوسفيوس . ونحن نعرف هذا لان لوقا اشار اليه فى سفر الاعمال 37:5
By way of solution, let it be noted first of all that Luke says this was a “first” enrollment that took place under Quirinius (hautēapographēprōtēegeneto). A “first” surely implies a second one sometime later. Luke was therefore well aware of that second census, taken by Quirinius again in A.D. 7, which Josephus alludes to in the passage cited above. We know this because Luke (who lived much closer to the time than Josephus did) also quotes Gamaliel as alluding to the insurrection of Judas of Galilee “in the days of the census taking” (Acts 5:37).[9]
باختصار لما نقرا فى الانجيل ان لوقا بيقول ان دا " الاكتتاب الاول " وفى نفس الكتاب " حسب المعلومة التاريخية اللى قولناها " ان فى اكتتاب حصل تانى ايام يهوذا الجليلى فهو مدرك ان فى اكتتابين حصلوا وميز بينهم ان ميلاد يسوع حدث فى زمن الاكتتاب الاول مش زمن الاكتتاب التانى
المشكلة الثانية
دلوقتى احنا بالمنطق عرفنا ان لوقا ميز وعرف ان فى اكتتابين وقال ان الاكتتاب اللى كان وقت ميلاد يسوع كان الاكتتاب الاول ومكنش هيضيف كلمة الاول الا لو كان يعرف ومدرك ان اكتتاب تانى حدث فيما بعد
لكن احنا دلوقتى على حسب الداتا التاريخية المتاحة نعرف ان الحاكم الفعلى على سوريه وقت هيرودس الكبير مكنش كيرنيوس اصلا
فى نص لوقا اليونانى وصف كيرنيوس بانه ἡγεμονεύω ودا مكنش الوصف الرسمى للحاكم الرومانى اللى كان بيوصف بانه legatus لكن الكلمة اللى استخدمها لوقا كمثل الموصوف بيها هيردوس بتقول انه مجرد وكيلا للامبراطور فى تلك المنطقة a procurator but not as a legatus[10]
ماذا قال التاريخ الرومانى عن كيرنيوس ونشاطه فى هذة المنطقة قبل توليه منصبه الفعلى كحاكم على سوريه
يقول التاريخ ان كيرنيوس كان منشغلا بتخفيض حدة الاحتجاجات اللى قام بيها متسلقو الجبال فى بيسيديا فكان لديه قوات عسكرية كبيرة فى الشرق القريب من سنة 12 قبل الميلاد الى سنة 2 قبل الميلاد فى زمن حكم هيرودس [11]
فمحتملا ان يكون القيصر امر كيرنيوس الذى كان يقوم بمهام عسكرية لحفظ الامن فى تلك المنطقة ان يقوم باكتتاب فى فترة الانتقال من بين حكم Saturninus وحكم Varus خلال مهامه العسكرية كوكيل للقيصر فى هذة الفترة الموافقة لحكم هيرودس الكبير
الاثبات التاريخى لقدرة كيرنيوس على القيام بمثل هذه الاكتتابات /
هنقرا من كتاب Chronos, Kairos, Christos: Nativity and Chronological Studies Presented to Jack Finegan وكاتب الكتاب هو السكولار Jerry Vardaman
عرض نص نقش ممكتوب عليه ان quintusAemiliussecundus بامرا من كيرنيوس صنع اكتتابا ل Apameaاللى كان فيها 117 الف مواطن
بيكمل Jerry Vardaman ان دا اثبات واضح ان فى حكم اغسطس حدثت اكتتابات محلية عدة فى العالم الرومانى المذهل ان Dioولوقا استخدموا نفس الكلمة اليونانية فى وصفهم لكلا الاكتتابين ف Dio ذكر نفس الكلمة اليونانية فى وصف اكتتاب اغسطس اللى حدف سنة 11/12 قبل الميلاد
بيعلق Gerard Gertoux فى كتابه Herod the Great and Jesus: Chronological, Historical and Archaeological Evidence صفحة 25 على هذا النقش ويقول ان الاحصاء المذكور فى هذا النقش والذى تم بامر من كيرنيوس ليس هو المشار اليه الذى تم فى عهد ارخيلاوس عام 6 ميلاديه واللى كان مخصوص باليهودية فقط وليس سوريه
مناقشة النقش التانى titulustiburtinus
وصلنا من النقش الاول ان نشاط كيرنيوس فى المنطقة اعطت لها القدرة على الامر المباشر لعمل اكتتابات كمثل الاكتتاب الذى امر بصنعه فى apamea
يجب الاشارة التى ذكرها Gerard Gertoux فى كتابه ان تجديد المندوبين على بعض المقاطعات فى حكم اغسطس لم يكن شئ نادر بل هناك 7 حالات سجلت لحكام مقاطعات تم تجديد حكمهم مره اخرى فى نفس المقاطعة
بالنسبة للنص المذكور titulustiburtinus اسم كيرنيوس لم يذكر صراحا فى النقش ولكنه هو الشخصية التى تتوافق مع كل المعطيات الموجودة فيه
1- السطر الاول فى النقش يشير لمملكة اعيدت للسلطة الامبراطورية وهذا ما فعله كيرنيوس حينما قتل الملك Amyntasواخضع ال homonadies
2- السطر الثالث يشير ليوم مزودج خصص للشكر على الانتصارات وهذا ما قاله المؤرخ tacitusانه قام بيه كيرنيوس للانتصار الذى حقهه فى Taurus وفى لبنان
3- السطر الخامس يشير للمندوب السامر لاسيا وكيرنيوس بالفعل كان حاكما ل crete و cyrencaica واصبح مندوبا لكل اسيا من الفترة من 1 قبل الميلاد للسنة الاولى بعد الميلاد
النقش استخدم الكلمة اللاتينية iterum ومعناها تجديد حكم شخص معين على نفس المكان , هذة المعلومة مهمة جدا لان هناك من افترض ان saturniusربما يكون هو المقصود به الشخص المذكور فى النقش انه حكم سوريه مرتين ولكن بدراسة بسيطة سنعرف انه مستحيل ان يكون هو . لان حينما يجدد لشخص حكمه ولكن فى مان مختلف يستخدم التعبير leg.divi.aug . على سبيل المثال Q.varusحكم مرتين واستخدمت العبارة السابقة للاشارة لهذا مع اضافة رقم 2 باللاتينية هذا يستعبد تماما saturnius بكونه الشخص المقصود هنا لان ببساطة بافتراض انه حكم سوريه مرة ثانية من الفترة من 4 قبل الميلاد الى 1 قبل الميلاد وعليه فسيكون هذا بعد فترة حكمه كمندوب سامى لاسيا فى حين ان النقش لا يقول هذا كما انه ليش هو لذى حارب الملك maraboduus
ويوجد شئ اخر يستعبد تماما saturnius/ن كونه الشخص المذكور ان النقش ذكر divine augustusوهذا تم تاليه اغسطس بعد وفاته اى بعد سنة 14 ميلاديا والشخص المذكور فى النقش مات بعد هذا التاريخ فى حين ان كل من saturnius و varusماتوا قبل التاريخ دا
بالرغم من ان كل المعطيات الموجودة فى النقش لا تتنسب سوى مع حياة كيرنيوس بعض المؤرخين حاولوا ان يربطوا النقش باسماء اخرى مثل Lucius ولكن كل المعطيات تشير ان كيرنيوس هو اسم الشخص المشار اليه فى النقش وعززت بواسطة الدراسات الحديثة وقالها مبكرا السكولار الكبير Mommsen

استبعاد pisopontifex من كونه الشخص المشار :-
1- النقش يستعبد تماما piso لان لا يوجد اى اثر اركيولوجى او تاريخى يثبت انه حكم مرة فى سوريه لكى يحكم ثانيا بالاضافة انه اخذ اوسمة انتصاراتلقدرته على قمع انتفاضات فى thraceفاستفاد من يوم شكر واحد وليس double day كما اشار

فالخلاصة ان الشخصيية الوحيدة التى تتناسب مع كل المعطيات الاركيولوجية والتاريخية التى ذكرها النقش بانه حكم سوريه مرتين هو كيرنيوس النقش فلا يوجد اى استحالة عملية ان يكون كيرنيوس كان حاكما على سوريه وقت هيردوس الكبير كما اثبتنا ان بسبب مركز كيرنيوس يمكنه القيام بمثل هذه الاكتتابات باوامر من القيصر


عظيم انت يا لوقا كل مرة انهال النقاد بالاسئلة على ما ذكرته فى انجيلك وفى سفر الاعمال ويثبت الزمن باكتشفاته انك فعلا عاينت وعاصرت كل ما كتبت عنه فانت تستحق ان تنال لقب مؤرخ عظيم
اختم هذا البحث بكلام جون نولاند
فى الحيقة لا يوجد سبب جيد لانكار احتمال ان التعداد المذكور هو لهذة السياسة العامة للمرسوم لكل تعداد محلى خاص

Indeed there is no good reason for denying the possibility that reference to such a general policy formed part of the edict for each particular provincial registration (cf. Sherwin-White, Roman Society, 168).
[12]
فالسياسة العامة تتبع اغسطس ولكن المرسوم الفعلى لبدأ التعداد تخصع لكل منطقة محلية

رواية لوقا تنسجم بطريقة جيدة مع ماهو معروف من المصادر الاخرى للتاريخ الرومانى لهذة الفترة

Luke’s account squares well with what is known from other sources of the Roman history of the period[13]



[1]Arabic Bible (Smith & Van Dyke); Bible.Arabic.(Logos Research Systems, Inc., 1865; 2003), Lk 2:1-3.

[2]Tertullian,Contra Marcion 4.19


[3]John Nolland, vol. 35A, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 101.


[4]John Nolland, vol. 35A, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 101.


[5]Adam W. Miller, Brief Introduction to the New Testament (James L. Fleming, 2005; 2005).


[6]Arabic Bible (Smith & Van Dyke); Bible.Arabic.(Logos Research Systems, Inc., 1865; 2003), Ac 5:37.


[7]Flavius Josephus and William Whiston, The Works of Josephus : Complete and Unabridged, Includes Index. (Peabody: Hendrickson, 1996, c1987), Ant 17.354.


cf. confer, compare


[8]John Nolland, vol. 35A, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 101.


[9]Gleason L. Archer, New International Encyclopedia of Bible Difficulties, Originally Published: Encyclopedia of Bible Difficulties. 1982., Zondervan's Understand the Bible Reference Series (Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House, 1982), 365.

[10]Gleason L. Archer, New International Encyclopedia of Bible Difficulties, Originally Published: Encyclopedia of Bible Difficulties. 1982., Zondervan's Understand the Bible Reference Series (Grand Rapids, MI: Zondervan Publishing House, 1982), 365

[11]Tenney, Zondervan Pictorial Encyclopedia, 5:6


cf. confer, compare


[12]John Nolland, vol. 35A, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 99.


[13]John Nolland, vol. 35A, Word Biblical Commentary : Luke 1:1-9:20, Word Biblical Commentary (Dallas: Word, Incorporated, 2002), 101.
 
قديم 04 - 04 - 2016, 03:54 PM   رقم المشاركة : ( 12208 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

راهبه انتقلت إلى السماء وكانت مريضة بالسرطان وظهرت لاحدى راهبات دير أبو سيفين فى رؤيا واعلنت لها هذه الكلمات
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طمنيهم انا فى مجد كبير وقد حضرت ساعة انتقالى السيدة العذراء وقديسين كثيرين.
لو تعرفوا المجد اللى انا فيه مكنش في حد يزعل.
نظرة حنان واحدة من يسوع لا يساويها كل العالم.
اشكرك على صلاتك من اجلى وعلى كل الناس اللى صلوا من اجلى لكن يجب أن تعرفوا تصلوا ازاى لأن رب المجد لا يرضيه صلاه مثل هذه.🍁
لما يكون واحد مريض صلوا لكى يعينه الرب على احتمال آلامه وكمان صلوا علشان تتم مشيئة الرب كاملة فى هذا الشخص .
انا موجودة فى الكنيسة بروحى الآن وبأصلى من أجل تعزية كل احبائى
اه لو تعرفوا المجد اللى انا بقيت فيه سأصلى من أجلك باستمرار لكى تحضرى ناس كثيرة ليسوع ويتمجد يسوع فيك وأيضا لتنساقى بالروح 🍁باستمرار
الآلام تزكية وتنقية لقد مررت بفترة آلام شديدة لكن فيها مجد أعانى الله عليها
يسوع يستحق مش قارورة طيب وتسكب لا ،يسوع يستحق ينسكب الإنسان كله امامه ويعطى كل ماله له
ولا كل العالم يستحق نظرة حنان من يسوع
انا فى مجد عظيم مش ممكن يخطر فعلا على بال أحد ، إعلموا انه بالشكر والثقة فيه ترضوا قلب الرب ، ايوه كل ما تشكروا وتثقوا فى الرب تفرحوا قلب الرب
انا أتمجد مش علشان مرضى ولا الامى التى جزتها لا علشان شكرت ووثقت فيه أثناء المرض ..هم بيقولوا 🍁مجد زى الملائكة لا ده اعظم من الملايكة ده مجد المسيح نفسه.. 🍁🍁صدقينى يكفى أننا نراه كما هو




التعديل الأخير تم بواسطة Mary Naeem ; 04 - 04 - 2016 الساعة 04:00 PM
 
قديم 04 - 04 - 2016, 04:05 PM   رقم المشاركة : ( 12209 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تذكار نياحه أبينا البابا بطرس السابع الملقب بالجاولي
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

فى ايام هذا البطرك كان موجود رجل الصلاة العظيم نيافة الانبا صرابامون ابو طرحة صاحب المعجزات الجميلة ومنها اخراج الشيطان من زهرة باشا بنت محمد على باشا.

وكان لا يلبس إلا الصوف الخشن تذكار انتقال أبينا البابا بطرس السابع الملقب بالجاولى نسبة لبلدته بمنفلوط أسيوط وهو البطريرك ال١٠٩ وقد تنيح قداسته عام ١٨٥٢ بعد ان قضى على الكرسي نحو ٤٢ عاما ومن اشهر الأحداث فى عهده معجزة ظهور النور المقدس فى كنيسة القيامة امام إبراهيم باشا ورفض قداسته حماية روسيا لكنيسة مصر.
وانقل لكم وصفا له من مؤرخ قريب العهد به وهو ميخائيل بك شاروبيم مؤلف كتاب الكافى فى تاريخ مصر القديم والحديث وفى الجزء الرابع يصف ميخائيل بك انبا بطرس ويقول ومات في أيامه بطرس بطرك المتأصلين بعد ان أقام اثنتين وأربعين سنة وكان تقيا ورعا زاهدا متقشفا محبا للخير قليل الكلام مع هيبة ووقار يقضى يومه منكبا على المطالعة ولا يجلس إلا على الأرض ولا يلبس إلا الصوف الخشن ولا ينام إلا على حصير من القش.
بعيد الغضب .. إذا تكلم فمع التأدب والحشمة ولا ينظر الى وجه سامعه .. وكان لا يتعرض لأمر من أمور السياسة ولا يجتمع باحد من ولاة الأمور وإذا سار في الطريق أرخى على وجهه لثاما أسودا
 
قديم 04 - 04 - 2016, 05:34 PM   رقم المشاركة : ( 12210 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,272,381

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

صلاة

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
أيها الروح القدس المبارك،
أنا أفتح قلبي لك اليوم،
وأدركك كالشخص الوحيد
من يكشف بركات الله الرائعة لي.
أشكرك لأنك نقلتني
لمكان الميراث الإلهي،
حيث أحيا الحياة الإلهية،
وأملك بالبر، وأختبر السلام
والإزدهار والصحة الإلهية والشفاء
والعلاقة المجيدة معك.
في إسم يسوع.
آمين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 07:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024