منتدى الفرح المسيحى  


العودة  

الملاحظات

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 28 - 03 - 2016, 04:51 PM   رقم المشاركة : ( 12091 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من الله
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




+ ملامح الدعوة الإلهية
(نضع هنا بعض النقاط لنوضح شكل وملامح الدعوة لنُميزها عن أي دعوة أخرى حسب كلام الناس أو أحاسيسنا الشخصية)
الدعوة الإلهية دعوة مُميزة للغاية، لا تشويش فيها ولا غموض، فهدفها واضح وعملها ذات سلطان إلهي مقتدر في الفعل والعمل، هذا - بالطبع - أن استجاب لها الإنسان وتجاوب معها بإيمان الطاعة في المحبة:

(1) الدعوة ليست دعوة معرفة لجمع المعلومات وتخزينها على مستوى العقل البشري، وفعلها ليس حسب ذكاء الإنسان وفطنته، ولا تتوقف على قدرته على البحث والاستنتاج، ولا على دراسته ولا على ضعفه أو قوته أو جهله أو اتضاعه أو غناه أو فقره أو قدرته على التأمل أو أي شيء إنساني على الإطلاق، ولا حتى على أعماله الصالحة ولا أي نوع من أنواع التقدمة، بل تتوقف فقط على محبة الله ووقت الافتقاد المُعين والمناسب لكل إنسان، لأن كل شيء مُرتب من الله بدقة حسب التدبير.
(2) الدعوة دعوة في سرّ التدبير الإلهي، دعوة مبادرة من الله، دعوة اختيار وتبني أساسها الشركة الإلهية، لأننا مدعوين لشركة وليس لمجرد كلام المعرفة ولا جمع المعلومات اللاهوتية الصحيحة والتكلم بها، وطبعاً التكلم ليس خطأ في ذاته إلا لو كان خارج الدعوة بغرض وهدف آخر غير الوصول لحياة الشركة، لذلك يقول الرسول: "مصلين في ذلك لأجلنا نحن أيضاً ليفتح الرب لنا باباً للكلام لنتكلم بسرّ المسيح الذي من أجله أنا موثق أيضاً" (كولوسي 4: 3)
فأن لم يكن الكلام بفتح الباب من الله للنطق بسرّ المسيح، فلابد من أن نراجع خدمتنا وكلامنا ونفحص حياتنا ونقيسها على دعوة الله لنا.
وطبعاً اتضح لنا في بداية الموضوع ما هي الدعوة وطبيعة الشركة أي شركة الطبيعة الإلهية، شركة الاتحاد بالله والامتلاء منه حتى الفرح الكامل التام: "ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً؛ افرحوا في الرب كل حين، وأقول أيضاً افرحوا" (1يوحنا 1: 4؛ فيلبي 4: 4)
+ ليس أنتم اخترتموني (هنا يظهر لنا المبادرة الإلهية والاختيار)، بل انا اخترتكم وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر ويدوم ثمركم لكي يعطيكم الآب كل ما طلبتم باسمي (يوحنا 15: 16)

(3) الدعوة دائماً فيها أمر بالتخلي والترك ثم اتبعني، فلا تبعيه بدون ترك وتخلي وإخلاء تام وحمل الصليب واحتمال المشقة بكل أنواعها مهما ما كان شكلها أو طبيعتها، فالرب قال لإبراهيم أذهب من أرضك، يعني أترك واخرج، وكل دعوة قدمها الله لكل واحد كان فيها تخلي وترك وخروج من شكل حياة لشكل آخر وحياة أُخرى جديدة فيها مشقة من ناحية الجسد والأرض تصل إلى عار الصلب حتى الموت، لكن في باطنها مجد خاص عظيم وتجديد حياة بالدخول في حياة جديدة لا يعرفها العالم:
+ ولما رأى يسوع جموعاً كثيرة حوله أمر بالذهاب الى العَبر. فتقدم كاتب وقال لهُ: "يا مُعلِّم اتبعك أينما تمضي". فقال له يسوع: "للثعالب أوجرة ولطيور السماء أوكار، وأما ابن الإنسان فليس لهُ أين يسند رأسه".
وقال له آخر من تلاميذه: "يا سيد أئذن لي أن أمضي أولاً وأدفن أبي". فقال له يسوع: "أتبعني ودع الموتى يدفنون موتاهم". (متى 8: 18 – 22)
+ فنظر إليه يسوع وأحبه وقال له: "يعوزك شيء واحد، أذهب بع كل ما لك وأعطِ الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني حاملاً الصليب" (مرقس 10: 21)
+ (الرب قال لبطرس الرسول) الحق الحق أقول لك: لما كنت أكثر حداثة كنت تمنطق ذاتك وتمشي حيث تشاء، ولكن متى شخت فأنك تمد يديك وآخر يمنطقك ويحملك حيث لا تشاء. قال هذا مُشيراً إلى أية ميتة كان مُزمعاً أن يُمجد الله بها، ولما قال هذا قال له "اتبعني". (يوحنا 21: 18 – 19)
+ وايضاُ نجد كلام الرب عن بولس الرسول لحنانيا قبل أن يذهب إليه ويضع يده ليوصل له رسالة ربنا يسوع المسيح ويمتلئ بالروح القدس كالتالي:
+ فقال له الرب في رؤيا يا حنانيا فقال هانذا يا رب. فقال له الرب: "قم واذهب إلى الزقاق الذي يقال له المستقيم واطلب في بيت يهوذا رجلاً طرسوسيا اسمه شاول، لأنه هوذا يصلي. وقد رأى في رؤيا رجلاً اسمه حنانيا داخلاً وواضعاً يده عليه لكي يُبصر".
فأجاب حنانيا: "يا رب قد سمعت من كثيرين عن هذا الرجل كم من الشرور فعل بقديسيك في أورشليم. وههنا له سلطان من قِبَل رؤساء الكهنة أن يوثق جميع الذين يدعون باسمك".
فقال له الرب: "اذهب لأن هذا لي إناء مُختار ليحمل اسمي أمام أُمم وملوك وبني إسرائيل. لأني سأُريه كم ينبغي أن يتألم من أجل اسمي". (أعمال 9: 10 – 16)
ولإدراك الرسول لدعوته وخدمته من قِبَل الرب قال للقديس تيموثاوس:

+ فلا تخجل بشهادة ربنا ولا بي أنا أسيره، بل اشترك في احتمال المشقات لأجل الإنجيل بحسب قوة الله؛ فاشترك أنت في احتمال المشقات كجندي صالح ليسوع المسيح؛ وأما أنت فاصح في كل شيء، احتمل المشقات، أعمل عمل المبشر، تمم خدمتك (2تيموثاوس 1: 8؛ 2: 3؛ 4: 5)
وكل هذا نجد صداه في قول الرب في الإنجيل للجميع بلا استثناء:
+ وقال للجميع: "إن أراد أحد أن يأتي ورائي، فلينكر نفسه ويحمل صليبه كل يوم ويتبعني؛ ومن لا يحمل صليبه ويأتي ورائي فلا يقدر أن يكون لي تلميذاً (لوقا 9: 23؛ 14: 27)
لذلك قال عن حنانيا في أعمال الرسل: وكان في دمشق "تلميذ" اسمه حنانيا (أعمال 9: 10)

ومن هنا نقدر أن نُميز الدعوة الإلهية تمييزاً واضحاً، فالله هو الداعي للحياة الأبدية لا مجرد كلام إنما بإعلان، برؤية خاصة شخصية لي أنا، تختلف من شخص لآخر حسب رؤية الله لا الناس، وليس لها قانون ثابت من جهة الشكل، فلا يقدر أحد ان يستحضر الله ويفرض عليه ظهور بشكل خاص، لأن لو نظرنا للكتاب المقدس كله سنجد إعلانات الله تختلف في مظهرها من شخص لآخر، ورؤيته لا تُحد في صورة أو هيئة معينة، لكننا نعلم أنه يُعلن عن ذاته ويُظهر نفسه بنفسه بطرق عديدة مختلفة حسب تدبيره الخاص وما يتناسب مع كل شخصية، وهذا كما سبق وقلنا أنه سرّ لا يُشرح إنما يختبر على المستوى الشخصي، فدعوة الله ليست كلمات ولا موضوع جدلي أو حوار لمناقشة إنما إعلان ورؤية وسماع صوت وحركة قلب مشتاق لله يتجاوب معهُ بالإيمان تاركاً كل شيء من اجل اسمه ويتبعه حاملاً صليب العار حتى الموت مع المسيح، يتعرى معه، ثم يصلب معه، ليقوم معه، ويحيا معه للأبد آمين.

__________________
في الجزء الخامس والأخير سنتكلم عن: الدعوة الإلهية والتعليم
 
قديم 28 - 03 - 2016, 04:52 PM   رقم المشاركة : ( 12092 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تابع طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من الله

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة




1 - دعوتنا وبداية مسيرتنا:
أن لم نعي دعوتنا يا إخوتي كما قصدها الله لا الناس، فحتماً سنظل ضالين، تائهين، متغربين عن الله، مهما ما تممنا كل عمل صالح وجلسنا في الكنيسة ليلاً ونهاراً وتممنا كل شكل من أشكال العبادة، بل ولن نصل للغاية الموضوعة من الله حسب قصده أبداً مهما ما صلينا أو ندمنا على خطايانا بل وحتى تركناها بكل عزيمة وقوة وثبات وبلا عوده إطلاقاً، لأن إنسان لا يعرف دعوته ولا يعي طريقه ولا يرى غايته أمامه، فأنه يحيا في تخبط دائم لأن ليس له هدف يسعى إليه، مثل سفينة كُسرت دفتها وربانها لا يعرف إلى أين يذهب ولا كيف يتصرف بلياقة، فأخذت تُلاطمها الأمواج العاتية وتتلاعب بها، فتارة تلقي بها يميناً وتارة يساراً حتى أنها لا تصل ابداً لميناء أو شاطئ فتتحطم في النهاية ويغرق كل من فيها.

لكن الله القدوس خلصنا ودعانا دعوة مقدسة، لا بمقتضى أعمالنا، بل بمقتضى القصد والنعمة التي أُعطيت لنا في المسيح يسوع قبل الأزمنة الأزلية حسب التدبير، ودعوة ربنا يسوع هي عينها دعوة الله الآب إله كل نعمة لأنه هوَّ الذي دعانا إلى مجده الأبدي في المسيح يسوع، وقدرته الالهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العظمى والثمينة لكي نصير بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة.

ومن هنا يأتي جهادنا القانوني، أي أن جهاد الإنسان المؤمن بالمسيح ليس هوَّ جهاد إرادة خاصة وقدرة على الأعمال الصالحة، بل نابع من شركة الطبيعة الإلهية التي تجعله يهرب من الشهوة بسهولة، ولذلك قال الرسول بطرس بناء على هذه الشركة:
"لهذا عينه وأنتم باذلون كل اجتهاد، قدموا في إيمانكم فضيلة، وفي الفضيلة معرفة، وفي المعرفة تعففاً، وفي التعفف صبراً، وفي الصبر تقوى، وفي التقوى مودة أخوية، وفي المودة الاخوية محبة. لأن هذه إذا كانت فيكم وكثرت تصيركم لا متكاسلين ولا غير مثمرين لمعرفة ربنا يسوع المسيح. لأن الذي ليس عنده هذه هو أعمى قصير البصر قد نسي تطهير خطاياه السالفة. لذلك بالأكثر اجتهدوا أيها الإخوة أن تجعلوا دعوتكم واختياركم ثابتين، لأنكم إذا فعلتم ذلك لن تزلوا أبداً. لأنه هكذا يُقدَّم لكم بسعة دخول إلى ملكوت ربنا ومخلصنا يسوع المسيح الأبدي" [أنظر 2تيموثاوس 1: 9؛ 1بطرس 5: 10؛ 1بطرس 1: 3 – 11]
فجهادنا كله أن نجعل دعوتنا واختيارنا ثابتين، وبذلك لن نُزل أبداً أو نتعثر أو نتراجع أو نتزعزع، بل سنثبت ونتقدم في مسيرتنا للأمام نحو ملكوت ربنا يسوع المسيح، صادقين في المحبة ننمو في كل شيء إلى ذاك الذي هو الرأس: "المسيح" (أفسس 4: 15)
فحالنا يُشبه حال شعب إسرائيل في برية سيناء الذي كان يعيش في خيام تُطوى لاستكمال المسير، لأننا نتحرك على الدوام روحيا نحو الغاية الموضوعة أمامنا من قٍبَل الله. فنحن نُزلاء وغرباء رحالة في هذا العالم، لا نستقر في مكان راحة هنا على الأرض لأنها لا تخدعنا لنستقر فيها، لأن رحلتنا ونحن في هذا الزمان الحاضر هي رحلة نحو الأبدية التي هي فوق الزمن، فمن المنظور الزمني ننطلق إلى الغير منظور الأبدي، لأن ليس لنا هنا راحة، بل راحتنا في المسيح، واستقرارنا في ملكوت مجده الخاص.
* المسيحية يا إخوتي أكبر جداً بل وأعظم بما لا يُقاس من أن تكون مجرد تعاليم مكتوبة بحبر على ورق، أو عِظات منطوقة من فوق منابر، أو تأملات جميلة تُحرك مشاعرنا، بل أنها طريق مستقيم نابض بالحياة الإلهية نسافر من خلاله نحو غايتنا وهو حضن الآب في المسيح يسوع لنجلس في ملكوت ابن محبته، لذلك أعود أكتب ما قله رب المجد نفسه والرسل بولس وبطرس ويوحنا لنعي ما أقوله الآن:
+ أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي. (يوحنا 14: 6)
+ كما اختارنا فيه (اخترنا الآب في المسيح) قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة. إذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته. (أفسس 1)
+ كما أن قدرته الإلهية قد وهبت لنا كل ما هو للحياة والتقوى بمعرفة الذي دعانا بالمجد والفضيلة. اللذين بهما قد وهب لنا المواعيد العُظمى والثمينة لكي تصيروا بها شركاء الطبيعة الالهية هاربين من الفساد الذي في العالم بالشهوة. (1بطرس 1: 3 – 5)
+ الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح. ونكتب إليكم هذا لكي يكون فرحكم كاملاً. (1يوحنا 1: 3 – 4)
+ انظروا أية محبة أعطانا الآب حتى نُدعى أولاد الله، من أجل هذا لا يعرفنا العالم لأنه لا يعرفه. أيها الأحباء، الآن نحن أولاد الله ولم يُظهر بعد ماذا سنكون، ولكن نعلم أنه إذا أُظهر نكون مثله لأننا سنراه كما هو. وكل من عنده هذا الرجاء به يطهر نفسه كما هو طاهر. (1يوحنا 3: 1 – 3)
+ من يؤمن بابن الله فعنده الشهادة في نفسه، من لا يصدق الله فقد جعله كاذباً لأنه لم يؤمن بالشهادة التي قد شهد بها الله عن ابنه. وهذه هي الشهادة أن الله أعطانا حياة أبدية وهذه الحياة هي في ابنه. من له الابن فله الحياة ومن ليس له ابن الله فليست له الحياة. كتبت هذا إليكم أنتم المؤمنين باسم ابن الله لكي تعلموا أن لكم حياة أبدية ولكي تؤمنوا باسم ابن الله. (1يوحنا 5: 10 – 13)
الطريق المسيحي،
طريق رؤية بإعلان واستكشاف شخصي، لا يستطيع سارق أو لص يدخله من موضع آخر لكي يعرفه حق المعرفة، بمعنى أنه علينا أن ندخل من الباب الرسمي الضيق لنسير على طريق الحق والحياة المُعلن لنا سراً في القلب، ونلزم أنفسنا به، حينئذٍ سنبدأ برؤية ما فيه دون وسيط، لأننا دخلنا فيه بأنفسنا، مثل إنسان مُسافر على الطريق، فأنه يسمع الإرشادات من أصحاب الخبرة في الطريق ثم يسير فيرى بنفسه ما فيه، وقد يكون سمع عن الطريق وأخذ معلومات كافية عنه، لكنه منذ أن دخله تحقق من كل ما سمعه وحفظه في ذاكرته، لأنه رأى بنفسه وشاهد وعاين، بل وأيضاً نظر شكل وملامح ما لم يسمع عنه أو عرفه كمعلومة.

لكن لو ظل أحد منا خارجاً فأنه لن يقدر أن يفهم بشكل صحيح ما هو هذا الطريق وما هو منهجه الأصيل فسيرتبك ويتعثر جداً وسط تعاليم منتشرة كثيرة لن يُميز ما بين صحتها وخطأها، مثل إنسان قرأ وسمع عن البلاد الساحلية الجميلة لكنه لم يذهب إليها قط وسمع عن طرق كثيرة متضاربة للوصول إليها، لذلك يتخبط الكثيرين في أشياء وأفعال روحية تبدو في ظاهرها جميلة للغاية لكنها تكبل النفس وتُقيدها تحت نير عبودية الحرف والناموس فتصير حاجز عقبة منيع لرؤية الطريق بشكل واضح وصحيح.
وكما أن الإنسان المسافر بحاجة إلى معرفة الإرشادات اللازمة وعلامات الطريق قبل أن يبدأ في رحلته، هكذا نحتاج كلنا أن نعرف ما هي علامات الطريق الإلهي الصحيح، ونحتاج أن يكون معنا صحبة رفقاء أمناء يسعون نحو ذات نفس الغرض عينه، نسير معاً وكل شخص فينا مُعين الآخر، لأن اثنين في الطريق خيرٌ من واحد والخيط المثلوث لا ينقطع، لذلك قصد الله أن يصنع كنيسة، كل من فيها أعضاء لبعضهم البعض كحجارة حية مبنيين معاً وينمون معاً ويسيرون معاً.
وبالطبع يلزمنا أن نعرف ونعي أن إرشاد الإخوة المختبرين وتوجيهاتهم لنا ووعظهم وتعليمهم الذي حسب موهبة وعطية الله الحقيقية، لا يُمكن بل من المستحيل أن تُغنينا عن الخبرة الشخصية لنكتفي بالمعرفة السمعية، لأن كل واحد فينا – كشخص – مدعو أن يتحقق من كل ما يسمَعَهُ ويحيا به بنفسه على مستواه الشخصي.
وتيقنوا يا إخوتي أن الإيمان لن يُخلِّص أحد لا يحيا به ولا يعيشه، لأن البار بالإيمان يحيا، فكما أنه من المستحيل أن يقدر أحد أن يُسافر وهو جالس في مكانه يقرأ ويحلم بجمال السفر، هكذا لا يقدر أحد أن يكون مسيحياً بشكل غير مباشر، فالله ليس له أحفاد يرثوا آبائهم بلا اختيار واعي، بل له أبناء مدعوين دعوة خاصة مباشرة، وهم بدورهم تفاعلوا مع دعوته واستجابوا للبنوة فعاشوا بالإيمان العامل بالمحبة.
فالحياة المسيحية،
ليست هي جو التراث القديم والتعبيرات والألفاظ الجامدة والتقاليد المُحافظة الرتيبة، لأنه لا يوجد فيها ماضي ذكريات انتهت وفاتت، لأن المسيحية ماضيها حي ومستقبلها حاضر، لأنها هي الحياة الإلهية المنسكبة بدوام من الله بواسطة الابن في الروح القدس الساكن أوانينا الخاصة، وهي حياة التجديد المستمر والدائم الممتد، فهي بمعنى مُركز ومختصر:
هي الاختبار الشخصي والمباشر للروح القدس في الحاضر، هنا والآن، أي هي خبرة اقتناء الله والامتلاء منه على نحو شخصي جداً ونحن هنا على الأرض "الآن"، والآن تعني كل وقت حاضر في حياتنا الشخصية، لأننا نحيا في حاضر أبدي، لأن الرب دخل إلى زماننا لكي يرفعنا للأبدية، لذلك فنحن نحيا في يوم القيامة المجيد، فالرب قام وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماوات، ونحن نظل نتذوق من هذه القيامة وهذا الجلوس بالسرّ، لأننا نطلب ما فوق حيث المسيح الرب جالس، فننال باسمه وحده كل شيء، لأنه جعل كل شيء يخصه لنا كعطية وهبة كالتدبير.
المسيح الرب يا إخوتي هو وحده – بشكل منفرد – الطريق والحق والحياة، هو مسيح القيامة والمجد، هو زرع نفسه في جسم بشريتا باتحاد غير قابل للافتراق إلى الأبد، فهو حي فينا، وحياته ستظل تملأنا وتتمدد علينا وتجتاح هياكلنا حتى نمتلئ لحد الشبع التام منه، فيخرج منا نوره الفائق بسلاسة وتلقائية دون تَصَنُّع أو جُهد بشري، وسنظل نمتلئ من مجده الذي سيظهر عند مجيئه حتى أننا سنصير مثله، لأنه سيغير شكل جسد تواضعنا على صورة مجده، لأنه هو الذي يملأ الكل في الكل، لذلك في المسيح ليس هناك قديم، وليس هناك تراث ميت أو أفكار عتقت وشاخت، لأن لنا فكر واحد متجدد دائم هو المسيح، وحياتنا منه وفيه، ففي المسيح يسوع الأشياء العتيقة قد مضت هوذا الكل قد صار جديداً، فحياتنا متجدده بدوام واستمرار وبلا توقف، وكل ماضي في الكنيسة من حيث الشكل الزمني ليس هو بماضي لأنه مكتوب في السماويات سيرة جهاد إيمان حي عامل بالمحبة، لأن الكنيسة هي أعضاء جسد المسيح الحي الجالس عن يمين العظمة في الأعالي بجسم بشريتنا، لذلك فأن كل ما فيها من تعليم وسير مكرسه استحضرت الأبدية في الزمن لترتفع فوق الزمن لتصير شهادة الله أمام الناس والملائكة.
+ وهم غلبوه بدم الخروف
وبكلمة شهادتهم
ولم يحبوا حياتهم حتى الموت (رؤيا 12: 11)
+ لأن لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح (فيلبي 1: 21)
__________________
في الجزء الثالث سنتكلم عن: (2) ملامح وعلامات الطريق
 
قديم 28 - 03 - 2016, 04:53 PM   رقم المشاركة : ( 12093 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

تابع طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

2 - ملامح وعلامات الطريق:
لا يستطيع إنسان أن يدخل في صداقة أن لم يحدث لقاء تعارف مع شخصية هذا الصديق على أرض الواقع في الحياة اليومية، لأنه لا يصنع الإنسان صداقة مع مجهول أو مع فكرة أو شخصية خيالية في الأحلام، وهكذا بالمثل لا نستطيع أن نُقيم علاقة شركة مع شخصية تاريخيه من خلال الكُتب ومعرفتنا البحثية، لا بُدَّ من لقاء على المستوى الشخصي مع شخصية واقعيه حيه ملموسة وليس شخصية اعتباريه، لذلك من المستحيل تبدأ علاقة شركة حقيقية واقعية مع الله الحي أن لم يحدث لقاء على المستوى الشخصي وسماع الدعوة سراً في القلب حتى تتم الاستجابة بإدراك واعي، وذلك لكي يكون هناك معرفة ويقين بمن آمنت، لأن بسبب عدم المعرفة العملية الواقعية بيقين يظهر الشك والتردد والعودة للوراء بسهولة لأني أجهل بمن آمنت لأني لم ألمسه من جهة كلمة الحياة، أو عند ظهور أي ضيق أو آلام أو مشقة يبدأ التجديف أو اتهام الله بالظلم وعدم الاكتراث، وذلك كله لأن الإنسان بدأ مع مجهول لا يعرفه، بل ربما سمع عنه بسمع الأُذن لكنه لم يرى شيئاً بعينه، ولم يعرف ملامح الطريق الذي يسير فيه.
ولو نظرنا في الكتاب المقدس نظرة سريعة فأننا سنلاحظ دائماً مبادرة الله في الدعوة والنداء على الإنسان، ففي دعوة الله لإبراهيم لم يذكر كيف سمع إبراهيم صوت الله أو بأي صورة أو شكل أو كيفية ظهور الله لهُ قائلاً: أذهب من أرضك ومن عشيرتك ومن بيت أبيك إلى الأرض التي أريك (تكوين 21: 1)، فكل ما عرفناه وفهمناه هو الدعوة التي دًعيَّ إليها إبراهيم، أما سماع صوت الله وكيفيته لم نعرف عنه شيئاً، لأن هذا اسمه سرّ لقاء الله مع الإنسان، وهذا السرّ لا يُشرح او يُكتب لكنه يظل يُختبر من جيل لجيل بأشكال مختلفة فردية كثيرة متنوعة، وهذه هي خبرة النفس على مستوى السرّ مع الله الحي الشاهد لنفسه والمُعلن لذاته، فهي ترى ما لا يُمكن ان يُرى بصوة إعلان خاص بمبادرة الله، وتسمع الدعوة الخاصة بها من فم الله الحي بطريقة ما، ثم يُترك لها الحرية في الاستجابة، لأن الله القدوس لا يُجبر أحداً على الاستجابة والطاعة، لأنه يترك الإنسان حُراً يختار ما يشاء.
فهذه هي خطوات الدعوة من الله حسب إعلان الكتاب المقدس:
+ ظهور شخصي سري مجهول غير مُعلن للآخرين
+ صوت إلهي واضح مسموع يدعو وليس فيه أي غموض
+ أترك، تخلي، واذهب من المكان لمكان آخر جديد
+ أتبعني، سير ورائي إلى المكان الذي أريك
وهذه هي الخطوات الإنسانية:
+ يرى ويسمع ويتفاعل مع ما أُعلن له على المستوى الشخصي بتقوى ومهابة
+ يتجاوب بالطاعة والخضوع الدائم (طاعة وخضوع الإيمان)
+ يتبع الله ويسير وراءه بإيمان حي عامل بالمحبة
هذه هي ملخص الدعوة التي نجد ملامحها في الكتاب المقدس كله، ولا تخرج عنها أبداً، لذلك يوحنا الرسول حينما تكلم في رسالته قال: "الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به"، لأن الخبر لا يكون إلا من شهود رأوا وسمعوا على المستوى الشخصي أولاً، ولنلاحظ الترتيب: [رأوا أولاً وسمعوا ثانياً]، وليس فقط هذا لئلا يظن أحد أن الموضوع رؤية وسماع مثل الناس، بل في بداية الإصحاح أكمل وقال: "الذي شاهدناه ولمسته أيدينا من جهة كلمة الحياة، فأن الحياة أُظهرت وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأُظهرت لنا"
ودعوة الله الظاهرة في رسالة القديس يوحنا هنا (نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا) نجد ملامحها في دعوة فيلبس لنثنائيل: "فيلبس وجد نثنائيل وقال له: وجدنا الذي كتب عنه موسى في الناموس والأنبياء يسوع ابن يوسف الذي من الناصرة" (يوحنا 1: 54)
فالإيمان بالخبر والخبر بكلمة الله (رومية 01: 71)، لكن الإيمان لن يبقى إيمان حقيقي لو ظل مجرد خبر مسموع من الناس بدون الدخول في سرّ إعلان الحياة الإلهية في القلب، لأن نثنائيل لم يسمع فقط بل ذهب ليرى ويُعاين وينظر بنفسه لكي يكون له شركة حقيقية على مستوى الواقع العملي:
"فقال له نثنائيل أمن الناصرة يُمكن أن يكون شيء صالح، قال له فيلبس تعال وانظر، ورأى يسوع نثنائيل مُقبلاً إليه فقال عنه هوذا إسرائيلي حقاً لا غش فيه" (يوحنا 1: 64، 74)
لذلك الرسول نفسه كمل كلامه قائلاً:
"الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به لكي يكون لكم أيضاً شركة معنا، وأما شركتنا نحن فهي مع الآب ومع ابنه يسوع المسيح" (1يوحنا 1: 3)
وأيضاً لو نظرنا لدعوة القديس بولس الرسول، نجد ظهور خاص للمسيح الرب على طريق دمشق، لكن بنور قوي ذات سلطان أقوى من شمس النهار، ثم نُفاجئ بوقوع بولس الرسول على الأرض وسماع صوت الرب ليتلقى الدعوة ثم إصابته بالعمى من شدة النور.
فهذه هي أشكال الدعوة، فيا إما تكون مباشرةً، يا إما عن طريق آخرين نالوا الدعوة وعاشوها وفرحوا بها فانطلقوا يبشرون ويدعون نفس ذات الدعوة عينها، لكن بشارتهم ليست كلام بل دعوة: [تعالى وانظر]، أو عن طريق ذهاب النفس بأوجاعها لتتلامس مع الله فتنال شفاء مثل نازفة الدم التي مست هدب ثوبه بإيمان فنالت شفاء في التو واللحظة، لكن عموماً كل هذه الأشكال تُصب في لمسة الحياة ونوال قوة من الأعالي وسماع صوت الله على نحو شخصي مع رؤية خاصة سرية، لأن ممكن الكل يسمع ويعرف ما قيل من الله، لكن ليس الجميع يرى وجه الله ويتذوق حلاوة خلاصه إلا على مستوى السرّ فقط: "وأما الرجال المسافرون معه (مع بولس الرسول) فوقفوا صامتين يسمعون الصوت ولا ينظرون أحداً" (أعمال 9: 7)
لذلك يُسمى سرّ (أي سرّ رؤية الله) لأنه لا يُدرك أو يُفهم أو يُشرح على وجه التحديد للناس، ولا حتى تُأخذ معلومات ثابتة عنه نتناقلها كمعلومة، لأنها مثل من يشرح طعم الفاكهة الغير معروفة عند الناس ويحاول يفهمها لهم، لأن كل شيء يُشرح إلا التذوق وما هو هذا الطعم المُميز، لذلك الكتاب المقدس عن وعي قال بدون شرح:
"ذوقوا وانظروا ما أطيب الرب، طوبى للرجل المتوكل عليه" (مزمور 43: 8)
__________________
في الجزء الرابع سنتكلم عن:ملامح الدعوة الإلهية والتعليم
 
قديم 28 - 03 - 2016, 04:58 PM   رقم المشاركة : ( 12094 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

سؤال: أصوم ام لا أصوم

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
سلام في الرب يا إخوتي، أتى سؤال طالباً إجابة محدده: أصوم أم لا أصوم
أخي الحبيب وكل إنسان يسأل نفس هذا السؤال:
أعلموا يقيناً يا إخوتي، أن الصوم ليس فرضاً ناموسياً يُفرض على إنسان مسيحي حي مملوء من روح الله، لأنه لن يُحكم علينا في طعام او شراب أو هلال أو عيد أو سبت كما قال الرسول، بل كل شيء نفعله أساس قاعدته هو الإيمان العامل بالمحبة، فمبارك كل شيء نفعله لأجل مجد الله الحي بنظام وترتيب بروح الشركة، وكل واحد له قانونه العام مع الكنيسة وقانونه الخاص في حياته الشخصية، وكلاهما مكملين لبعض لأجل البنيان على المستوى الشخصي والجماعي في جسم الكنيسة الحي أي جسد المسيح الرب.

فلا يصوم أحد غصباً لأنه يتصور أن الصوم فرضاً، وأن كل من لا يصوم فهو محروم من ملكوت الله أو أخطأ خطية فادحة ومصيره النار والكبريت والرفض من الله والطرد من الكنيسة.
هذا الإحساس هو الذي شوه الصوم وجعل الناس تحيا في حالة إجابر وليس حب، ومن هذا المنطلق صار الصوم ثقيلاً على النفس جداً، حتى انها تحايلت عليه بالتورتة الصيامي واللحم الصيامي وباقي الأشياء التي جعلت الإنسان يهتم بها وينسى بنيانه الحقيقي، لأن الصوم عنده تبديل طعام بطعام لكي يسكت ضميره الملوث بالعثرة لأنه تحت ضغط الصوم الإجباري.
الصوم الحقيقي يا إخوتي هو حركة حرية في النفس تريد ان تنطلق لتكون مع المسيح الرب، لأنها تخرج خارج قيد الجسد واحتياجاته لتقومه في البرّ وتضبطه تحت قيادة الروح القدس.
فأي عمل روحي يتم بشكل إجباري وضغط نفسي هو لا يمت بصلة للمسيحية إطلاقاً، بل يظهر أننا لا زلنا تحت عبودية الحرف القاتل للنفس والضمير لا زال ملوث لم يدخل بعد في حرية مجد أولاد الله.

وانا كل عملي أن أُظهر عمل الله والمعاني الروحية السليمة والصحيحة في كل الممارسات التي نقوم بها، أما مسأله أن يصوم أحد أو لا يصوم، أو يُصلي أو لا يُصلي، أو يصوم بطريقة معينة وشكل مُحدد... الخ، هذا ليس عملي على الإطلاق، ولا أستطيع إطلاقاً أن أُجيب عليه تحت اي صورة أو شكل، لأن كل واحد له الحرية ويعرف نفسه وما عليه القيام به كعطية مقدمه منه لله بحريته الشخصية واختياره هوَّ وليس حسب الناس ورأيهم وفكرهم، ربما هناك أشخاص يفعلون هذا، فمن يريد أن يذهب إليهم فليذهب أما أنا فليس عندي قدرة أو رغبة بأن أفرض رأيي على أحد أو أضع له طريقة أو خطة لحياته الشخصية.
لكن من الأهمية:
اننا نعلم أنه لا يصح أن نُدين أحد قط؛ فحسناً أن أحد يصوم بالمحبة ومن جهة إيمانه هوَّ، لكن ليس من حقه إطلاقاً أن يتدخل في شئون غيره، ويُدين أي إنسان أو يحكم عليه.

* فمن يصوم لا يُدين ويُحاكم من لا يصوم.
* ومن يصوم انقطاعي ويأكل بطريقة الماء والملح لا يدين من يأكل أي طعام آخر.
* ومن يأكل البقول ويصوم حسب قانون الكنيسة لا يدين الآخرين الذين يأكلون أي نوعية من الطعام، أو حتى يصومون بطريقة أُخرى، او بقانون مختلف.
* عموماً ليس لنا أن نُحاكم الآخرين ونتدخل في شئونهم الخاصة، لأن هذا مفسدة لصيامنا الحقيقي، لأن الصوم ليس موضوع للدينونة أو للحكم على ضمير غيري، أنا أعيش بطريقة وهي تبنيني على المستوى الشخصي، فلا علاقة لغيري بحياتي الشخصية وليس له أن يُحاكمني، ممكن يتكلم عن أهمية الصوم والقصد منه حسب الإنجيل، لكن ليس من حقه أن يُحاكم غيره أو يبكته او ينعته بأنه ضد الإيمان ومرفوض من الكنيسة، فكل واحد له أن يحكم على نفسه فقط، وأن رأى أخ تحت ضعف أو سقطة، فليُصلي لأجله ولا يُحاكم أفكاره
 
قديم 28 - 03 - 2016, 05:01 PM   رقم المشاركة : ( 12095 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

موته يخلص
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة


كان "الموت على الصليب" في أيام الرومان الوسيلة الشنيعة لمجازاة كل مجرم يستحق الموت. لكن هناك ما يستحق التأمل في ذلك الصليب الذي حمله المسيح في طريقه إلى الجلجثة.
ذكر الوحي في العهد القديم
"وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ..."
(تثنية 22:21-23)
وقد روّعني تنفيذ هذه الوصية الإلهية في موت ودفن الرب يسوع المسيح.
*
ففي كل مرة يُعلَّق مذنب على خشبة العار يصير مكروهًا من الله الذي كان ينظر إلى الأرض بغضب شديد طالما ظل جسد المجرم معلّقًا دون أن يوارى من أمام عينيه. وهذه صورة لكل إنسان خاطئ محكوم عليه بالموت. لكن
"اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:
«مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».
لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ..."

(غلاطية 13:3-14)
*
فالمسيح حمل صليبه خارج أسوار أورشليم...
ويضع كاتب الرسالة إلى العبرانيين أهمية بالغة على هذه الحقيقة حيث ذكر:
"فَإِنَّ الْحَيَوَانَاتِ الَّتِي يُدْخَلُ بِدَمِهَا عَنِ الْخَطِيَّةِ إِلَى «الأَقْدَاسِ» بِيَدِ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ تُحْرَقُ أَجْسَامُهَا خَارِجَ الْمَحَلَّةِ. لِذلِكَ يَسُوعُ أَيْضًا، لِكَيْ يُقَدِّسَ الشَّعْبَ بِدَمِ نَفْسِهِ، تَأَلَّمَ خَارِجَ الْبَابِ."
(عبرانيين 11:13-12)
وهذا يظهر بوضوح أن المسيح هو الشخص الذي كانت ترمز إليه ذبائح الخطية في العهد القديم. وإذ نعلم بطبيعة هذه الذبائح أنه بتقديمها تنتقل خطايا التعدي إلى الحيوانات المعدة للذبح، وأنه بعد رفع الذبيحة يتبرّر الخاطئ، هكذا أيضًا ذبيحة المسيح وما سبقها من آلام رهيبة احتملها تؤكد هذه الحقيقة أن الرب يسوع حمل لعنة الخطية عن كل واحد منا.
*
ويؤكد بولس الرسول قائلاً:
"لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَسِيحِ تَحْصُرُنَا. إِذْ نَحْنُ نَحْسِبُ هذَا: أَنَّهُ إِنْ كَانَ وَاحِدٌ قَدْ مَاتَ لأَجْلِ الْجَمِيعِ، فَالْجَمِيعُ إِذًا مَاتُوا."
(2كورنثوس 14:5)
فكل من يأتي إلى المسيح بالإيمان واثقًا فيه أنه مخلص الخطاة، يُنسب له موت المسيح الذي مات لكي يرفع عنه لعنة الخطية.
هل تعرف محبة أعظم من هذه
؟!
*
إن الله الآب قد ارتضى أن تحلّ اللعنة على ابنه الحبيب عوضًا عنك لكي تنعم أنت بالحياة الأبدية، لكن إن كنت تستمرّ في رفضك للمسيح ولا تريد أن تأتي إليه تائبًا، فإن لعنتك ستبقى عليك، وثق أنه لا يوجد مكان في السماء أو على الأرض للملعونين من الله.
إن حمل الله الذي عُلّق ومات وقام يناديك الآن، فاقبل نداءه الحنون. اصرخ إليه من كل قلبك الآن قائلاً:
يا مخلّص الخطاة اقبلني.
"لأَنَّ «كُلَّ مَنْ يَدْعُو بِاسْمِ الرَّبِّ يَخْلُصُ»."
(رومية 13:10)
* * *
يارب أشكرك أحبك كثيراً...
بركة الرب لكل قارئ .. آمين .
وكل يوم وأنت في ملء بركة إنجيل المسيح... آمين

يسوع يحبك ...
 
قديم 28 - 03 - 2016, 05:02 PM   رقم المشاركة : ( 12096 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

طريق الحياة الجديدة في المسيح يسوع
ما بين ضياع الهدف والسير المستقيم في الطريق المرسوم من الله
+ سبب تيه الإنسان والحيدان عن الطريق

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

من المعروف في الواقع العملي المُعاش أن الإنسان يضل طريقه حينما لا تكون غايته حاضرة أمام ذهنه دائماً، وعينه غير مُثبته على نهاية الطريق، وبالتالي خريطة الطريق تصير بلا معنى حينما يعرفها أو حتى يحفظها، لأنها ستصير عنده بلا قيمة لأن الهدف ضاع وصار تائهاً عنه، وهكذا حال الإنسان السائر في الطريق الروحي حينما يغيب عنه الهدف والغاية، فأنه لا يرى شيئاً حقيقياً من الإعلانات الإلهية في واقعه المُعاش بل وقد تفقد قيمتها عنده، فينتهي به الحال للتيه والتغرُّب عن مسيح القيامة والحياة، حتى أنه لا يصدق أن الله هو أمس واليوم وإلى الأبد، وبالتالي لا يرى كلمة الله الحية الفعالة عامله في حياته كزرع الله الخاص الذي يُثمر في أوانه، لذلك لا يُصدقها من جهة عملها في حياته على المستوى الشخصي، بالرغم من أنه يصدق أنها عملت في الآباء الرسل والقديسين، لكنه على مستواه الشخصي لا يصدق أنها ستعمل فيه هوَّ شخصياً على نحو خاص للغاية لتجعله قُدساً للرب، غرسه الخاص للتمجيد.

ومن هنا ندرك كلمة ربنا يسوع في الإنجيل حينما قال لبطرس الرسول عندما كان خائفاً مرتبكاً وهو سائر على الماء ناظراً لكل جهة بعيداً عن شخصه القدوس البار: "يا قليل الإيمان لماذا شككت" (متي 41: 13)، لأن الشك ومن ثمَّ التورط في الغرق دائماً يبدأ حينما ينظر الإنسان ويركز في أي شيء آخر غير تثبيت عينه على وجه يسوع المسيح عالماً بمن آمن.

مع اننا نرى في هذا الموقف منظراً يُدهشنا جداً ويُحيرنا للغاية، فالرب لم ينطق بمجرد كلمات تبكيت للتأنيب والتأديب، بل أمسك به وقال له يا قليل الإيمان لماذا شككت: ((ففي الحال مد يسوع يده وأمسك به وقال له))، وهذه هي طريقته في التبكيت، فهو لا يُبكت لأجل التبكيت والتوبيخ في ذاته أو لكي يُميت أو يطرح الإنسان للهلاك ويتركه يغرق بعيداً عنه كأنه يائساً منه بكونه جلب على نفسه هذا الحكم، بل بعدل المحبة وحدها يمد يده أولاً لينتشل الإنسان من الغرق، ثم يبكته وهو ممسكاً به بقوة واقتدار ليرفعه من الورطة التي أوقع فيها نفسه، لأن الغرض هو خلاص النفس ونجاتها وتثبيتها في الإيمان الحي الناظر الله لتنجو ولا تتزعزع لتستقيم مسيرتها، لكي تصل للهدف والغاية النهائية الموضوعة حسب التدبير.
ومن هنا نستطيع أن نُفرَّق ونُميز تمييزاً واعياً بين التبكيت والتوبيخ الذي من الله، والتبكيت الذي من الناس أو الضمير الملوث بالخطايا.

+ الطريق مرسوم من الله
في الحقيقة يا إخوتي أنه لا يستطيع إنسان في الوجود كله أن يرسم الطريق الإلهي ويُظهر ملامحه أو يضع له خطة المسيرة من نفسه أو يحدد غايته حسب فكره وذكاءه أو ما توصل إليه من دراسات وأبحاث وتأملات حتى لو كانت عميقة للغاية، لأن الطريق يخص الله وحده الذي فقط هوَّ من يُعلن عنه ويُظهره ويُبين كيفية السير فيه، لذلك فأن الله اللوغوس حينما ظهر في الجسد أظهر ذاته لنا جميعاً على نحو خاص قائلاً بإعلان صريح واضح: "أنا هو الطريق والحق والحياة، ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6)
والرسول الملهم من الله الممتلئ بالروح، من نفس ذات الإعلان عينه، نطق بالحق حسب سرّ المسيح المُعلن له (أفسس 3: 4) قائلاً في نشيد أفسس:
" مبارك الله أبو ربنا يسوع المسيح،
الذي باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح.
كما اختارنا فيه قبل تأسيس العالم لنكون قديسين وبلا لوم قدامه في المحبة.
اذ سبق فعيننا للتبني بيسوع المسيح لنفسه حسب مسرة مشيئته.
لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب.
الذي فيه لنا الفداء بدمه غفران الخطايا حسب غنى نعمته.
(نعمته) التي أَجْزَلَهَا لنا بكل حكمة وفطنة.
إذ عرفنا بسرّ مشيئته حسب مسرته التي قصدها في نفسه.
لتدبير ملء الأزمنة ليجمع كل شيء في المسيح ما في السماوات وما على الأرض في ذاك.
الذي فيه أيضاً نلنا نصيباً مُعينين سابقاً حسب قصد الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته.
لنكون لمدح مجده نحن الذين قد سبق رجاؤنا في المسيح.
الذي فيه أيضاً أنتم إذ سمعتم كلمة الحق إنجيل خلاصكم،
الذي فيه أيضاً إذ آمنتم خُتمتم بروح الموعد القدوس.
الذي هو عربون ميراثنا لفداء المقتنى لمدح مجده. (أفسس 1: 3 – 41)
وفي عبرانيين يقول أيضاً: وهو آتٍ بأبناء كثيرين إلى المجد (عبرانيين 2: 01)

فالطريق ظهر والهدف أُعلِّن والوسيلة عُرِفَت، والباب مفتوح للدخول لتبدأ رحلة السفر من عالم لعالم، عالم أرضي يتصاغر ويتلاشى وعالم آخر سماوي يكبر ويتعاظم ويُثبَّت، فمن يسافر متجهاً لمدينة فأن المدينة التي وراءه تتباعد وتتصاغر إلى أن تتلاشى ملامحها تماماً ولا يراها حتى ينساها بحلوها ومرها وكل ذكرياتها لأن له غاية يصل إليها تشغل تفكيره، وعلى قدر ما يقرب من المدينة الجديدة، على قدر ما تكبر أمامه وتتعاظم إلى أن يصل إليها ويدخلها ليحيا فيها.

لذلك فأننا في أشد الحاجة لانفتاح عين الذهن الداخلية لنرى ما لا يُرى بدون وسيط، لأن الأعمى يحتاج وسيط يمسك يده ويقوده كدليل في الطريق، أما المفتوح العينين يرى مباشرةً، وما يراه سيكون حقيقياً لأنه سوف يُعاينه ويتعامل معه ويعرف كيف يسير نحوه ليلمسه، بينما الأعمى الذي سمع وعرف ودرس سيظل خارجاً ولا يجد في الحقيقة التي عرفها شيئاً يلتمسه، بل دائماً عنده وسيط يشرح ويصف ويسوقه في الظلام لِمَا لا يراه ولا يقدر أن يُعاينه، ولكنه سيظل يسمع ويسمع وسيظل لا يدرك إطلاقاً ما هوَّ شكل هذه الحقيقة ولا يعرف هل هو سائر نحوها فعلاً أم عكسها، لأن آخر يسوقه دائماً حيثما لا يدرك ولا يعرف سوى حسب ما سمع فقط، وهذا هو السرّ في عدم وعي البعض بالطريق الروحي السليم وكيفية السير فيه، وسرّ بحثهم الدائم عن واسطة ودليل يقودهم حيث لا يبصرون، فهم دائماً يحتاجون لوسطاء.

__________________
في الجزء الثاني سنتكلم عن: (1) دعوتنا وبداية مسيرتنا
 
قديم 28 - 03 - 2016, 05:04 PM   رقم المشاركة : ( 12097 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

لا تفسد صيامك

وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
في الواقعي الروحي واللاهوتي المُعاش - من جهة الخبرة - الخصومة حجر العثرة الصلد الذي يُبدد كنز القلب الخفي، فيخسر الإنسان ثوب البرّ الإلهي المُعطى لهُ، وبالتالي كل الممارسات الروحية التي يقوم بها تصير بلا فائدة أو طائل وتفقد كل معنى، لأن الروح القدس روح المحبة ينطفئ أمام بغضة الأخ وحب الانتقام.
فالخصومة تفسد صيامنا كله وتُعطل حياة شركتنا مع الله وتصيب قدراتنا الروحية بالشلل التام، إذ تعمل على الانفلات من سلطان ملك المجد ربنا يسوع المسيح، حتى يُطرح الإنسان تحت سلطان ذاته الخاص وتحركه الكراهية وتعمل الإرادة على غير طبيعتها في الانتقام من بعض من يخالفونا في الرأي أو الفكر أوحتى العقيدة لأننا ننظر إليهم كأعداء لنا، فتثور فينا الأهواء الغير منضبطة وتظهر إنسانيتنا الساقطة في تعييرهم ومواجهتهم التي قد تصل لحد الشتم والإهانة والتحقير.
وكما يقول أحد شيوخ البرية: ليس لك الحق يا صديقي أن تلعن وتسبَّ قوماً أياً كانوا؛ لأن الله قد أوجدهم كما أوجدنا نحن. لذا يليق بك أن تكنَّ لهم الاحترام، بل وتصلي من أجلهم بدلاً من أن تلعنهم.
ويقول القديس مقاريوس الكبير:
+ أحفظوا ألسنتكم من أن تقول على إخوتكم شراً، لأن الذي يقول على أخيه شراً يُغضب الله الساكن فيه. إن ما يعمله كل واحدٍ برفيقه فهو بالله يعمله.
+ أحفظوا آذانكم من سماع كلام النميمة والوقيعة لكي تكون قلوبكم طاهرة، لأن الآذان إذا سمعت الحديث النجس فلا يُمكن حفظ طهارة القلب بدون دنس.
((أنظر كتاب فردوس الآباء – بستان الرهبان الموسع – الجزء الأول، إعداد رهبان ببرية شهيت، الطبعة الثالثة 2008 ص 291، تحت عنوان حفظ القلب واللسان))
فمن المعروف عن الصوم هو ضبط النفس لغرض الامتلاء من روح الله وتصور الله في القلب، فإن لم تمتلئ النفس بروح الله القدوس وتنسكب في القلب محبته، فكيف يضبط الإنسان نفسه ولازال يحمل سكين الأنا الذي نصله ممسوح بسموم الكبرياء ليطعن به نفسه أولاً ويحاول أن يُشتت الآخرين ويفسدهم بروح الخصومة المميت للنفس والطاعن كل من حوله بالأوجاع المُرّه: "كل من يبغض أخاه فهو قاتل نفس، وأنتم تعلمون أن كل قاتل نفس ليس له حياة أبدية ثابتة فيه" (1يوحنا 3: 15)

+ فأن لم نستيقظ سريعاً من غفلتنا الروحية ونعود للنبع الحي وحياة الاتضاع وضبط النفس في محبة الله، فأننا سنصير عُمياناً ولن نُبصر - قط - نور مجد بهاء الله الحي، وبالتالي كل من على هذا الحال ويقول أن له مع الله شركة في الكنيسة فهو يكذب على نفسه وصار ضالاً ومُضلاً، فاقداً عمل النعمة المُخلِّصة، وصلاته صارت بلا معنى، لأنه صار منكراً لله المحبة الذي أحب العالم كله، ولنُصغي لكلمة الله النابضة بالحياة لكي نحيا ونضبط حياتنا كلنا معاً حسب عمل نعمة الله:
+ مدينة منهدمة بلا سور الرجل الذي ليس له سلطان على روحه (أمثال 25: 28)
+ البطيء الغضب خير من الجبار، ومالك روحه خير ممن يأخذ مدينة (أمثال 16: 32)
+ الأخ أمنع من مدينة حصينة والمخاصمات كعارضة قلعة (أمثال 18: 19)
+ الناس المستهزئون يفتنون المدينة، أما الحُكماء فيصرفون الغضب (أمثال 29: 8)
لنصغي ونسمع ونعمل بكلمة الله لأنه مكتوب: "يسمعها الحكيم فيزداد علماً والفهيم يكتسب تدبيراً" (أمثال 1: 5)؛ وعموماً: "حكيم القلب يقبل الوصايا وغبي الشفتين يُصرع" (أمثال 10: 8)
وهذه هي الوصايا التي تُرضي الله المحبة:
+ هكذا قال رب الجنود أن صوم الشهر الرابع وصوم الخامس وصوم السابع وصوم العاشر يكون لبيت يهوذا ابتهاجاً وفرحاً وأعياداً طيبة، فأحبوا الحق والسلام (زكريا 8: 19)
+ فاحبوا الغريب لأنكم كُنتم غُرباء في أرض مِصر (تثنية 10: 19)
+ وأما أنا فأقول لكم: أحبوا أعداءكم، باركوا لاعنيكم، احسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم (متى 5: 44)
+ لكني أقول لكم أيها السامعون: أحبوا أعداءكم، احسنوا إلى مُبغضيكم (لوقا 6: 27)
+ احبوا أعداءكم واحسنوا واقرضوا وأنتم لا ترجون شيئاً، فيكون أجركم عظيماً وتكونوا بني العلي، فأنه مُنعم على غير الشاكرين والأشرار (لوقا 6: 35)
فيا من تبغض أخاك، أو تبغض الغريب عنك أو أي إنسان، هل تظن أنك أفضل من الله المُحب للجميع، الذي يُعطي وافر الخيرات للكل حتى الأشرار الذين يبغضونه، فهو لا ينتقم منهم بل يتأنى عليهم بطول أناة محبة أبوته الفائقة الإدراك، لأنه لا يشاء موت الخاطي مثلما يرجع ويحيا، فتعقل وانتبه لأنك أن حاسبت أخاك على أخطائه ورفضته وابغضته فبنفس ذات الدين ستُدان لأن ليس ولا واحد فينا بريء من أي ذنب أو معصية، لأن من يُحاسب غيره لابد من أن يكون نقي ولم يفعل خطية ولم يوجد في فمه غش: "أن قلنا أنه ليس لنا خطية نضل أنفسنا وليس الحق فينا" (1يوحنا 1: 8)
+++ والآن: طهروا نفوسكم في طاعة الحق بالروح للمحبة الأخوية العديمة الرياء، فاحبوا بعضكم بعضاً من قلب طاهر بشدة؛ اكرموا الجميع، احبوا الإخوة، خافوا الله (1بطرس 1: 22؛ 2: 17)
 
قديم 28 - 03 - 2016, 06:00 PM   رقم المشاركة : ( 12098 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

المحبه العظيمه
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
كم اشكرك لاجل المحبه العظيمه التي احببتني بها...
اشتريتني بالدم الثمين .. لاصير لك .. بجملتي ...
سيدي كم اشكرك لانك نقشتني على كفيك ..
لقد اشتريتني انا لتحمني من كل شر وشبه شر ...
انا انتظرك يا رب كل يوم ..
انتظر احساناتك العظيمه ومعجزاتك المنقذه نعم سيدي ,
احفظني لك , مجددا بكلمتك ..
ممسوحا بروحك القدوس ومحروسا بدمك...
احفظ ذهني من التشويش والتفكير بامور لا تمجد اسمك...
اعطيني ان افكر بك فقط ..
ان يكون اتجاه قلبي وفكري نحوكاحفظ ذهني
ليفكر دائما كما تريد انت ... يرجو دائما خلاصك ...
ويتوقع يوميا خيرك ورحمتكاشكرك لانه لك ,
وسيظل لك الى الابد...
نعم اشكرك سيدي الغالي يسوع
 
قديم 28 - 03 - 2016, 06:01 PM   رقم المشاركة : ( 12099 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

الله امين في وعوده
تكوين 15

الله امين في وعوده


وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

1 بعد هذه الامور صار كلام الرب الى ابرام في الرؤيا قائلا.لا تخف يا ابرام.انا ترس لك.اجرك كثير جدا. 2 فقال ابرام ايها السيد الرب ماذا تعطيني وانا ماض عقيما ومالك بيتي هو اليعازر الدمشقي. 3 وقال ابرام ايضا انك لم تعطني نسلا وهوذا ابن بيتي وارث لي. 4 فاذا كلام الرب اليه قائلا.لا يرثك هذا.بل الذي يخرج من احشائك هو يرثك. 5 ثم اخرجه الى خارج وقال انظر الى السماء وعد النجوم ان استطعت ان تعدها.وقال له هكذا يكون نسلك. 6 فامن بالرب فحسبه له برا. 7 وقال له انا الرب الذي اخرجك من اور الكلدانيين ليعطيك هذه الارض لترثها

. 8 فقال ايها السيد الرب بماذا اعلم اني ارثها. 9 فقال له خذ لي عجلة ثلثية وعنزة ثلثية وكبشا ثلثيا ويمامة وحمامة. 10 فاخذ هذه كلها وشقها من الوسط وجعل شق كل واحد مقابل صاحبه.واما الطير فلم يشقه. 11 فنزلت الجوارح على الجثث وكان ابرام يزجرها 12 ولما صارت الشمس الى المغيب وقع على ابرام سبات.واذا رعبة مظلمة عظيمة واقعة عليه. 13 فقال لابرام اعلم يقينا ان نسلك سيكون غريبا في ارض ليست لهم ويستعبدون لهم.فيذلونهم اربع مئة سنة. 14 ثم الامة التي يستعبدون لها انا ادينها.وبعد ذلك يخرجون باملاك جزيلة. 15 واما انت فتمضي الى ابائك بسلام وتدفن بشيبة صالحة. 16 وفي الجيل الرابع يرجعون الى ههنا.لان ذنب الاموريين ليس الى الان كاملا

. 17 ثم غابت الشمس فصارت العتمة.واذا تنور دخان ومصباح نار يجوز بين تلك القطع 18 في ذلك اليوم قطع الرب مع ابرام ميثاقا قائلا.لنسلك اعطي هذه الارض من نهر مصر الى النهر الكبير نهر الفرات. 19 القينيين والقنزيين والقدمونيين 20 والحثيين والفرزيين والرفائيين 21 والاموريين والكنعانيين والجرجاشيين واليبوسيين


+++++++++++++++++++++++++++++

(ع 1 – 7 الوعد بالبركة )
لم نسمع عن إبرام أنه خائف بل خرج من المعركة غالبًا، فلماذا يؤكد له الرب: "لا تخف يا إبرام، أنا ترس لك"؟! بلا شك هذا التأكيد الإلهي إنما يمثل اقترابًا إلهيًا نحو إبرام. لقد اقترب إبرام إلى الله لا بالصلاة وتقديم الذبائح فحسب وإنما اقترب إليه بالعمل، خلال الجهاد من أجل نفع الآخرين، لذا يقترب إليه الرب حسب وعده: "اقتربوا إليّ يقول رب الجنود فأقترب إليكم" (زك ١). أقترب إبرام إلى الله خلال ترفقه العملي بأخوته فاقترب إليه الرب بإعلان أنه ترسل له يسنده. أقترب إبرام أيضًا إلى الله برفضه للمكافأة البشرية فاقترب إليه الرب بوعده إياه "أجرك كثير جدًا".

أقتراب الله منه زاد إبرام اقتراب إليه، إذ تقدم إليه يتحدث لا في شكليات أو رسميات وإنما في جرأة ودالة، يقول له: "أيها السيد الرب ماذا تعطيني وأنا ماضٍ عقيمًا ومالك بيتي أليعازر الدمشقي؟" لم يطلب منه صراحة ابنًا لينزع العار عنه ويتمتع بالميراث، لكنه في دالة يسأله معاتبًا ما نفع العطايا الكثيرة لإنسان عقيم يرثه آخر؟... على أي الأحوال، معاملات الله مع إبرام أعطت الأخير الدالة ليتحدث معه بصراحة بقلب مفتوح حتى دُعى "خليل الله".

+++ تذكر دائما إلهك المحب الذي يحميك ويحفظك في كل خطواتك فلا تضطرب من تقلبات العالم أو تهديدات الأشرار أو المستقبل وتذكر دائماً وردد كل يوم قول الله لك مع أبرآم " أنا ترس لك "

في الحقيقة حياة إبرام هي سلسلة غير منقطعة من اللقاءات مع الله والتمتع بالوعود، ولم يكن هذا عن محاباة وإنما تأهل إبرام لهذه العطايا الإلهية غير المنقطعة بسبب أيمانه الحيّ العملي وطاعته للرب في كل شيء.

في عتاب تحدث إبرام مع الرب من أجل العطايا التي تُمنح له وليس له ابن يرثه... فصار كلام الرب لإبرام... ووعده بأن يكون كمثل رمل البحر وبحسب الطبيعة يبدو الوعد مستحيلاً، لكن إبرام "آمن بالرب فحسب له برًا"؛ هذه هي المرة الأولى التي فيها نسمع كلمة "آمن". يقول معلمنا بولس: "ولا بعدم إيمان ارتاب في وعد الله بل تقوى بالإيمان معطيًا مجدًا لله" (عب ٤: ٢٠)، وقد اقتبس رجال الله العبارة: "آمن بالرب" في أكثر من موضع (رو ٤: ٣؛ غل ٣: ٦؛ يع ٢: ٢٣)، وكأن إبرام أب الآباء قد فتح لنا نحن أولاده طريق البر خلال الإيمان

( ع 8- 11 الذبائح المشقوقة )
في دالة الصداقة الفائقة القائمة بين الله وإبرام، إذ نال الأخير وعدًا آمن فحسب له برًا، لكنه طلب علامة، قائلاً: "أيها السيد الرب بماذا أعلم أني أرثها؟ ع ٨. لم يكن طلب العلامة يحمل شيئًا من التشكك في مواعيد الله، إنما يحمل علامة انفتاح قلب لإبرام ووجود دالة بينه وبين الله.

في اختصار طالبه الرب أن يشق عجلة سنها ثلاث سنوات وعنزة وكبشًا في ذات السن، ويضع كل شق مقابل الآخر، ويذبح يمامة وحمامة دون أن يشقهما... وإذ جاءت الجوارح على الجثث كان إبرام يزجرها. وعند الغروب وقع إبرام في سبات، وصار في رعبة مظلمة، وقيل أن نسله يُستعبد في أرض غريبة لمدة أربعمائة سنة... ثم غابت الشمس فصارت العتمة، وإذا تنور ومصباح نار يجوز بين تلك القطع.

فلنتطلع إلى إبرام ونتخيل فنجد منظره أمام زوجته وعبيده غريبًا، إذ يقف الشيخ الوقور بجوار هذه الحيوانات والطيور المذبوحة بطريقة معينة وقد رتبها ترتيبًا خاصًا، دون أن يقدمها على مذبح أو يطلب طهيها، إنما يقف ليرى الطيور الجارحة تحوم حولها لتقتنص منها شيئًا، وهو يزجرها طول النهار. تُرى ماذا كانت مشاعر إبرام طوال اليوم؟ وما هي مشاعر المرافقين له؟

إن كانت هذه الذبائح تشير إلى الكنيسة الجامعة بنقاوتها كما بحملها للضعفاء فيها، كما تشير إلى حياة كل عضو فيها، فإن إبرام يشير إلى النفس الروحية اليقظة التي لا تستطيع أن تمنع الطيور الجارحة النجسة من أن تحوم حوله، لكنه يقدر أن يمنعها من أن تستقر عنده أو تخطف شيئًا من عندياته. هذا ما أكده كثير من آباء الكنيسة، أن المؤمن الحيُ لا يقدر أن يمنع حرب الخطايا من مهاجمته، لكنها إذ تجد إنسانًا يقظًا لا تقدر أن تدخل إليه أو تتسلل إلى فكره أو قلبه، إنما تبقى الحرب خارجه، تحوم حوله دون أن تنال منه شيئًا.

(ع 12 – 21 العهد مع ابرآم )
إذ كشف الله لإبرام علامة الخلاص لكل الأمم، خلال سُبات الرب قبيل الغروب عند ملء الزمان، وحوّل له الظلمة إلى تنور دخان (إشارة إلى حرق الذبيحة) ومصباح نور يجوز وسط شعبه، أكد له الوعد أنه يهب نسله الأرض. وكأنه يؤكد له أن كل ما يتمتع به إبرام من لقاءات مع الله ورؤى وإعلانات إنما من أجل تمتع أولاده بالميراث الروحي في المسيح يسوع مخلص العالم.

+++ بركة الله عظيمة لأولاده ولكن إن احتاج الأمر فهو يسمح لهم بضيقات لمدة محدودة من أجل خلاصهم . فاقبل الضيقة بشكر حتي تقربك الي الله وثق أنه من أجل خضوعك له سيباركك ويعوضك ببركات عظيمة .


+++++++++++++++++++++++++++
صلاة : كم اشكرك لاجل المحبه العظيمه التي احببتني بها... اشتريتني بالدم الثمين .. لاصير لك .. بجملتي ... سيدي كم اشكرك لانك نقشتني على كفيك .. لقد اشتريتني انا لتحمني من كل شر وشبه شر ... انا انتظرك يا رب كل يوم .. انتظر احساناتك العظيمه ومعجزاتك المنقذه نعم سيدي , احفظني لك , مجددا بكلمتك .. ممسوحا بروحك القدوس ومحروسا بدمك... احفظ ذهني من التشويش والتفكير بامور لا تمجد اسمك... اعطيني ان افكر بك فقط .. ان يكون اتجاه قلبي وفكري نحوك احفظ ذهني ليفكر دائما كما تريد انت ... يرجو دائما خلاصك ... ويتوقع يوميا خيرك ورحمتك اشكرك لانه لك , وسيظل لك الى الابد... نعم اشكرك سيدي الغالي يسوع
 
قديم 28 - 03 - 2016, 06:14 PM   رقم المشاركة : ( 12100 )
Mary Naeem Female
† Admin Woman †

الصورة الرمزية Mary Naeem

الملف الشخصي
رقــم العضويـــة : 9
تـاريخ التسجيـل : May 2012
العــــــــمـــــــــر :
الـــــدولـــــــــــة : Egypt
المشاركـــــــات : 1,380,660

 الأوسمة و جوائز
 بينات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

Mary Naeem غير متواجد حالياً

افتراضي رد: وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة

أشكرك يا إلهى على عطاياك الكثيرة
وجبـــــــة روحيـــــ(†)ــــــــــة يوميـــــــــة
فانك إن سمحت بضيقة تضع لها مخرجاً
لكى لا يهلك محبوك
فاعطينى يا الله روح الغلبة والنصرة
على الشيطان كى أتمتع بك دائماً
وبهذا أكون سبب بركة لكثيرين...
آمين
 
موضوع مغلق


الانتقال السريع


الساعة الآن 08:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025