2028 - قال الرب يسوع في موعظته على الجبل بانه سيكون هناك مفاجأة ٌ في النهاية حتى في وسط الذين يدّعون انتمائهم اليه . فالانسان كلما تقدم الزمن به ازداد انحداره وتدهور اخلاقه ِ ومستوى التفكير الخلقي لديه ، فكثيرون سيُرفضون وينزلون الى الحضيض لأنه لم يكن عندهم القلب ولا الفكر النقي الطاهر ، ظانين انهم بسلوكهم و تصرفهم هذا يملكون ويسودون في زمنهم . وفي هذا الصدد يقول أحدهم هناك اختبارٌ معي عندما نزلت ُ في احد فنادق مدينة آشفيل في ولاية كارولاينا الشمالية ، ووصلت متأخرا ً الى الفندق في تلك الليلة وحجزت غرفة ومن ثم توجهت ُ الى المصعد الكهربائي . دخلت ُ المصعد وكبست ُ على الزر السادس ، حيث كانت غرفتي في الطابق السادس من الفندق . تصوروا مقدار المفاجأة التي حلت بي وادهشتني ، فبدلا ً من أن يصعد بي المصعد نزل نزولا ً . ظننت بأنني كبست ُ الزر الخاطئ وعندما تأكدت ُ من الزر انتابني شعور ٌ غريب وأخذ الخوف يتسرب الى قلبي . فماذا حصل لهذا المصعد ؟ انه ينزل نزولا ً الى اسفل وبسرعة ٍ كبيرة . ولكن في النهاية توقف المصعد وفُتح الباب . وعندها كم كانت دهشتي اكبر واعظم عندما رأيت نفسي في الطابق السادس من الفندق . وعندما سألت ُ عن السبب كان الجواب أن الفندق كان مبنيا ً على حافة الجبل وبأن قاعة الاستقبال كانت مبنية ً في الطابق العلوي بدلا ً من الطابق الاسفل كباقي الفنادق .
إن الناس في نهاية حياتهم سيندهشون كثيرا ً حينما سينحدرون انحدارا ً الى أسفل بدلا ً من أن يصعدوا صعودا ً لأنهم بنوا حياتهم على أساس ٍ خاطئ . إن الانسان بينما كان يعتقد انه يذهب الى الأعلى وفي لحظة ٍ واحدة فوجيء بأنه ينزل الى اسفل وينحدر انحدارا ً وذلك الانحدار يؤدي بالجميع الى هوة الهلاك . كم كانت دهشة ذلك الشخص عندما أحس ان المصعد الذي ينبغي ان يرفعه ُ الى فوق هو نفسه ُ ينزل به الى اسفل . وكم ستكون دهشة أناس ٌ كثيرين يعتقدون ان صيتهم الحسن ونشاطاتهم الكثيرة التي يقومون بها سوف ترفع من شأنهم ، بينما الفكر والقلب مدنّس ٌ تماما ً من الداخل . سيثدهشون عندما ينزل بهم الزمن من القمة ِ الى الحضيض .
قف في مكانك حيث أنت وراجع نفسك جيدا ً وتنبه فقد تكون هذه الساعة ُ وهذا الوقت ُ الذي يجب أن تُدرك أنك تُحدر ُ بنفسك الى الهلاك ، فالوقت الآن مقبول ٌ للتراجع قبل أن ينتهي بك المطاف الى القاع حيث لا مفر ، عندها تُدرك ُ كم هي خسارتك كبيرة .