292 - " كَلِمَةَ ( رسالة ) الصَّلِيبِ عِنْدَ الْهَالِكِينَ جَهَالَةٌ ، وَأَمَّا عِنْدَنَا نَحْنُ الْمُخَلَّصِينَ فَهِيَ قُوَّةُ اللهِ " ( 1كورنثوس 1: 18) .
لقد جاء يسوع لكي يحرر الإنسان من الخطية وسلطانها وحتى لم يكن في ذهن الإنسان هذا الأمر...عندما سقط آدم في الخطية نجد أن آدم لم يبحث عن الله ، ولكن الله هو الذي بحث عنه بحب إلهي عجيب بالرغم من خطأ آدم قائلاً له: آدم .. آدم أين أنت ؟
لقد أشفق الله على آدم وحواء وكساهما . وقال لهما أن نسل المرأة يسحق رأس الحية وهذه كانت خطة الله لخلاص آدم وفعلاً أتم الله وعده وأرسل يسوع "مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ " (غلاطية 4 : 4 ، 5 ) .
"الْكَلِمَةُ صَارَ جَسَدًا وَحَلَّ بَيْنَنَا " (يوحنا 1: 14 )
أخذ جسد إنسان ليكون له حق فداء الإنسان لقد جاء يسوع كإنسان مع أنه الإله لقد أمعن الاتضاع " وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ. " (فيلبي 2: 8 )
ولأن يسوع عاش كإنسان فكان لابد أن يصير مثل الإنسان في كل شئ يجوع ويعطش ويتعب وينام ليفتدي الإنسان .
لقد جال يسوع يصنع خيراً ويشفي جميع المتسلط عليهم إبليس إلى أن جاءت ساعة صلبه ، ساعة الظلمة ، ساعة القصاص التي كانت من المفترض أن تطبق على الإنسان نتيجة تعديه علي الله .
كان يسوع يعلم أن الصليب موضوع أمامه كان يعلم انه ذبيحة الخطية المقدمة لأجلنا .
يقول الكتاب أن يسوع هو " حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ " (يوحنا 1 : 29 ) .
فكر معي في كم الخطايا التي إرتكبها الجنس البشري على مر العصور . يقول الكتاب أن يسوع جُعِلَ " خَطِيَّةً لأَجْلِنَا ، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ. "
(2كورنثوس 5 :21 )
عندما كان يسوع في بستان جثسيماني كان يعرف انه يجب أن يذهب للصليب ليحمل خطايا كل البشرية بأكملها وعقوبتها. وعندما اقترب لهذه الساعات الأخيرة " وَابْتَدَأَ يَحْزَنُ وَيَكْتَئِبُ." على الرغم انه كان يعلم أن موته الكفاري البديل للجنس البشرى هو سبب مجيئه لهذا العالم فظل يصارع مع تجربة التراجع عن المهمة التي جاء من أجلها فصلى إلى الاٌب " إِنْ أَمْكَنَ فَلْتَعْبُرْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ " و كان عرقه يتساقط كقطرات الدم بينما يصارع لم يكن سهلاً على يسوع أن يتمم خطة الآب كان ذهاب يسوع للصليب لأجل خطايا العالم بمثابة كأس مُرة عليه أن يشربها فأسلم نفسه للصلب .
يقول أشعياء النبى 53: 4-6 " أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا ، وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَابًا مَضْرُوبًا مِنَ اللهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا ، مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ ( عقاب ) سَلاَمِنَا عَلَيْهِ ، وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ، وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا." . لقد انفصل عن الآب فصرخ إلهي إلهي لماذا تركتني كان أصعب شئ على يسوع قبل الصلب انه عرف انه سوف ينفصل عن الله لأنه عومل كخاطئ ليأخذ مكاننا كخطاة.
لقد قضى يسوع 6 ساعات علي الصليب ثلاث ساعات والشمس تعطي نورها لكن 3 ساعات أظلمت فيها الشمس لقد أظلمت الشمس عندما بدأت آلام المسيح الكفارية.
لقد كانت الشمس مقدرة لآلام المسيح...فلم توافق الشمس أن تعطي نورها لأن الذي خلقها يُصلب.
الإنسان الخاطئ أقسى من الطبيعة لأنه لم يُقدر خلاص يسوع . فلقد سخر منه رؤساء الكهنة قائلين : " خَلَّصَ آخَرِينَ وَأَمَّا نَفْسُهُ فَمَا يَقْدِرُ أَنْ يُخَلِّصَهَا!" ( متى 27 : 42 ) .
لقد أخذ العدل الإلهي قصاص خطايانا ولم يتعامل مع يسوع بالرحمة فكانت عدالة الله تستوجب أن يسوع يحمل آثام جميعنا " الْجَمِيعُ زَاغُوا وَفَسَدُوا ... وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ " (رومية 3: 12، 23) ....وهذا لكي يجعل الذين " َأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ " يجعلهم ممجدين الآن (رومية 8 : 30 )
الإنسان لا يستطيع أن يدخل السماء بأعماله أو بأمواله وأنت كإنسان لا تستطيع أن تدفع الثمن الذي دفعه يسوع لأنه باهظ جداً وكان الثمن دمه الثمين هو نفسه.
لقد مات يسوع لينقض ويبطل أعمال إبليس لأن يسوع حمل خطايانا في جسده وأدان الله الخطية في جسد يسوع (1 بطرس 2: 24) فليس للخطية ونتائجها أي سلطة على المؤمن وبذلك أبطل يسوع سلطة إبليس ومملكة الظلمة لأن يسوع أخذ مكان الخاطئ على الصليب. وبقيامته جعلنا أبرار أحرار أصحاء ومنتصرين ومسددين الإحتياج بفيض ووفرة.
أمام هذا الحب الإلهي العجيب ماذا يكون موقفك؟ لماذا لا تقبل يسوع الذي صالحنا مع الآب بموته وقيامته وأعطاك أن تحيا الحياة المنتصرة بدلا من أن تعيش ضحية هذه الحياة وضمن الله لك قضاء الأبدية معه والتي في الواقع تبدأ منذ أن تقبل يسوع كمخلص شخصي وتجعله سيد على حياتك.
أنظر أية محبة أعطانا الله ، أنظر وتأمل في محبة الله الغير محدودة...فهي لها أبعاد...طول وعرض وعلو وعمق ( أفسس 3 : 18) .
أنظر وتأمل في طول محبة الله لك - أي طول أناة الله معك,
وعرضها - أي إتساع قلب الله,
وعلو - أي سمو محبة الله لك,
وعمق هذه المحبة - أي الله يحبك بعمق أعمق من محبة ألزق الناس إليك.
تأمل كيف أحبك الله وهو ينتظر رجوعك إلى حضنه المحب لا تنظر كم فعلت من خطايا فهو حملها جميعاً. فقط تعال إليه وارتمي في أحضانه وهو يقول لك : ' أن كل " مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ لاَ أُخْرِجْهُ خَارِجًا." ( يوحنا 6 : 37 ) .
وأن كنت ولدت ولادة ثانية فأن الله يذكرك في هذه الأيام بما فعله ليهبك الحياة الأبدية التي تتمتع بها الآن كما يذكرك أن عليك مسئولية أنك صرت سفير يسوع
فنحن " إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ الْمَسِيحِ ، كَأَنَّ اللهَ يَعِظُ بِنَا … "( 2 كورنثوس 5: 20 ) .
هيا عرف المحيطين بك عن يسوع وقدم لهم خدمة المصالحة كلنا سفراء يسوع لا تعتمد على أحد ليقوم بهذه المهمة لأن كلمة الله واضحة كلنا سفراء عن يسوع .
تذكر: الله هو من يبحث عنك وهو قد بادر بدفع ثمنك وخلاصك وهو ينتظرك بأن تقبله .